هل غلط راوي أبي عمرو في (نغفر لكم)؟

إنضم
11/07/2012
المشاركات
604
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
العراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جاء في كتاب اسرار العربية لابي البركات الانباري ت 577هـ(تحقيق البيطار)
ص 425-426 طبعة المجمع العلمي العربي /دمشق
(( لا يجوز أن تدغم الراء في اللام، كما يجوز أن تدغم اللام في الراء؛ لأنَّ في الراء زيادة صوت، وهو التكرير، فلو أدغمت في اللام؛ لذهب التكرير الذي فيها بالإدغام؛ بخلاف اللام، فإنه ليس فيها تكرير، يذهب بالإدغام.

فأما ما رُوي عن أبي عمرو من إدغام الراء في اللام في قوله عز وجل: {نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} فالعلماء ينسبون الغلط في ذلك إلى الرواي لا إلى أبي عمرو، ولعل أبا عمرو أخفى الراء، فخفي على الرَّاوي، فتوهمه إدغامًا،

وكذلك كُلُّ حرف فيه زيادة صوت، لا يدغم في ما هو أنقص صوتًا منه، وإنما لم يجز إدغام الحرف في ما هو أنقص صوتًا منه؛ لأنه يؤدي إلى الإجحاف به، وإبطال ما له من الفضل على مقاربه.))

ارجو الامعان في النص ، ومن هم العلماء الذين ينسبون الغلط لراوي ابي عمرو؟
 
ادغام الراء في اللام قراءة صحيحة متواترة عن ابي عمرو من طريق السوسي
وما ورد عن ابي البركات الانباري او غيره من تضعيفهم لهذه القراءة محمول اما على عدم معرفتهم لهذه القراءة اذ قد تخفى بعض القراءات عن قوم دون آخرين
او انها على خلاف الأفصح او المشهور من اللغة وهذا لا
 
يعني ضعف القراءة
واما نسبة الوهم للقاري فيحتاج الى دليل ؛فكثيرا ما ينسب احد العلماء الوهم للراوي في تضعيفهم بعض القراءات ويكون الصواب مع الراوي
وهذه المسألة - اعني مسالة نقد القراءات- مما امتلأت بها كتب اللغة والتفسير ويعجبني ما كتبه الدكتور عبد الخالق عظيمة في مقدمة كتابه (دراسات لأسلوب القرآن) حيث تكلم عن الأسباب التي أدت بعض العلماء لانتقاد بعض القراءات فلتراجع
 
ومن بديع كلام الامام ابي عمرو الداني:
" وأئمة القراءة لا تعمل في شيء من حروف القرءان على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، بل على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل، والرواية إذا ثبتت لا يردها قياس عربية ولا فشو لغة"
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجوز ادغام القوي في الضعيف وادغام الكبير يكون ادغاما محضا كما نص عليه الفارسي في جامعه الا ترى أنك تدغم القاف بالكاف ادغاما تاما في (خَلَقكُّمْ,رَزَقكُّمْ) و كذا (لِبَعْض شّانِهِمْ) لا يبقى صوت الاستطالة وكذا(الأرض ذَّهَبَا,الأرض ذَّلولا) وهما شاذتان و يمكن في الادغام الصغير ان تبقى الصفة ك (نَخْلقكُم) أو تزول في المثال السابق والقاف اقوى من الكاف بصفة الاستعلاء والقلقلة وما روي عن ابن محيصن في ادغامه (اضطُرَّ,أوَعظتَ,أفَضتُمْ)وما شابهه للسبب الذي ذكرته ولكن هل تقع الراء في هذا القول لا لماذا لان الصفات التي تزيد في القاف والضاد والظاء معمول به اما التكرار فيجب تجنبه اي ذكر لتنبيه القارئ على عدم فعله ونص الهذلي في كامله على هذه الحالة في شخصين لا اذكر اسمهما انهما كانا يكرران الراء فأعابهم الناس وعلل الفارسي سبب ادغام الراء في اللام أن الراء لقربها الشديد من اللام قلبت لام ثم ادغم وانا اعللها بأنه قلب الراء لاما لشدة قرب الراء من اللام خوفا من تكرارها اذا تعتبر اللام بعد الراء كأنها راء فأدغمها كما علل بعضهم تسهيل حفص لكلمة (ءأعجمي)بان العين كانها همزة فأصبحت ثلاث همزات فسهل الهمزة الثانية و الاثر هو اهم الاسباب لادغام ابي عمرو الراء في اللام والله أعلم
أما قولهم اخفى الراء لدا اللام لا يصح بتاتا ولم ذاك لان لابد من الاخفاء زوال الحرف المخفى وتقريبه من الحرف المخفى عنده من غير ضعط عليه ومن هذه العملية ينتج صوت رائي عائم فموي لا أصل له ولاصحة له والله أعلم
وأما قولهم لا يصح ادغام القوي في الضعيف لا يصح بتاتا لان القراء الخمسين و ما زاد عليهم كلهم اجمعوا على إدغام (بسطت,احطت,فرطت,فرطتم)فلم لم يعيبوا هذه ؟
 
جزاك الله خيرا اخي حسن باسل
وما تفضلت به، وما ذكره العبد الضعيف قبل، يُبين انه لا مانع من ان يكون دليل القراءة شيئان: الأثر والقياس
 
الاخوان الاعزاء جزاكم الله خيرا على التعليقات الآنفة

لست بصدد تبرير الادغام وموجباته وموانعه فهذا مبحث له محله ان شاء الله آجلاً.

الذي يهمني من الموضوع هو:
مَن هم العلماء الذين ينسبون الغلط لراوي ابي عمرو؟ هل هم علماء الاقراء ، المفسرون ، النحويون؟ سبقوا او عاصروا الانباري.
ولاحظوا انه قال (العلماء) ولم يقل بعض العلماء ولم يحدد هويتهم.

اعني هل عثرتم على نصوص لعلماء الاقراء او المفسرين او النحويين تؤيد تصريح ابي البركات في اسرار العربية.؟
وهل هناك شيء في الكتب عن اخفاء الراء المزعوم؟
 
قال سيبويه في الكتاب: والراء لا تدغم في اللام ولا في النون، لأنها مكررة، وهي تفشى إذا كان معها غيرها، فكرهوا أن يجحفوا بها فتدغم مع ما ليس يتفشى في الفم مثلها ولا يكرر. ويقوي هذا أن الطاء وهي مطبقةٌ لا تجعل مع التاء تاءً خالصةً لأنها أفضل منها بالإطباق، فهذه أجدر أن لا تدغم إذ كانت مكررة. وذلك قولك: اجبر لبطة، واختر نقلاً. وقد تدغم هذه اللام والنون مع الراء، لأنك لا تخل بهما كما كنت مخلاً بها لو أدغمتها فيهما، ولتقاربهن، وذلك: هرأيت، ومرأيت.
 
قال ابن آجروم: .. وقد قدَّمنَا أن الراءَ لا تُدغَمُ في مُقَارِبَها، هذا هو الأكثرُ، وإلا فروايةُ أبي عَمْروٍ صحيحةٌ.
وقد حكى الفرَّاءُ والكِسَائيُّ الإدغامَ سَمَاعاً نحو: صارَ لَكَ، وصارَ لي، وكذلك حكاه أبو عمرو بنُ العلاء وأبو جعفر الرؤاسي أستاذُ الكِسَائي، وإمامُ البصرة في العربية.
 
قال ابن الباذش: ومن ذلك الراء الساكنة عند اللام، نحو: "نَّغفر لكم" [البقرة: 58] ، و {يُغْفَرْ لَهُمْ} [الأنفال: 38] ، و {وَاغْفِرْ لَنَا} [البقرة: 286] ، و {يَنْشُرْ لَكُم} [الكهف: 16] ، و {وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} [مريم: 65] ونحوه.وجملة ما في القرآن منه اثنان وخمسون موضعا، أجمع القراء على الإظهار فيها لما في الإدغام من الإخلال بالصفة، إلا ما رووا عن أبي عمرو من الإدغام في كل ذلك، في الكبير والصغير، على أن أبا زيد روى عنه الإظهار كالجماعة، وهي رواية ابن جبير عن اليزيدي عنه، وهو مذهب سيبويه، وإليه رجع ابن مجاهد أخيرا, كما حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، حدثنا مكي بن أبي طالب، حدثنا أبو الطيب قال: أخبرنا أبو سهل أن ابن مجاهد كان قديما يأخذ بالإدغام في قراءة أبي عمرو، يعني إدغام الراء في اللام، ثم رجع إلى الإظهار قبل موته.
قال أبو الطيب: فذاكرت أبا الفتح بن بدهن بما عرفني به أبو سهل فقال:
هو كما قال.
وحدثنا أبو داود، حدثنا أبو عمرو، حدثنا محمد بن أحمد, حدثنا ابن مجاهد عن أصحابه, عن اليزيدي، عن أبي عمرو بالإدغام، ولم يذكر خلافا ولا اختيارا، وبالإدغام يأخذ القراء، وكأن المسهل له قرب المخرج، وامتنع عند سيبويه لما فيه من إذهاب التكرير.
 
قال الزمخشري : ( فإن قلت : كيف يقرأ الجازم ؟ قلت : يظهر الراء ويدغم الباء ، ومدغم الراء في اللام لاحن مخطئ خطأ فاحشا ، وراويه عن أبي عمرو مخطئ مرتين ، لأنه يلحن ، وينسب إلى أعلم الناس بالعربية ما يؤذن بجهل عظيم ، والسبب في نحو هذه الروايات قلة ضبط الرواة ، والسبب في قلة الضبط قلة الدراية ، ولا يضبط نحو هذا إلا أهل النحو.)
قال أبو حيان : ( انتهى كلامه ، وذلك على عادته في الطعن على القراء ، وأما ما ذكر أن مدغم الراء في اللام لاحن مخطئ خطأ فاحشا إلى آخره ، فهذه مسألة اختلف فيها النحويون ، فذهب الخليل وسيبويه وأصحابه إلى أنه لا يجوز إدغام الراء في اللام من أجل التكرير الذي فيها ، ولا في النون ، قال أبو سعيد : ولا نعلم أحدا خالفه إلا يعقوب الحضرمي ، وإلا ما روي عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام متحركة متحركا ما قبلها نحو "يغفر لمن " ، " العمر لكيلا " ، واستغفر لهم الرسول " فإن سكن ما قبل الراء أدغمها في اللام في موضع الضم والكسر نحو " الأنهار لهم " و " النار ليجزي.."فإن انفتحت وكان ما قبلها حرف مد ولين أو غيره لم يدغم نحو : " .. من مصر لامرأته " و " الأبرار لفي نعيم " و " لن تبور ليوفيهم " و " الحمير لتركبوها " ، فإن سكنت الراء أدغمها في اللام بلا خلاف عنه إلا ما روى أحمد بن جبير بلا خلاف عنه عن اليزيدي عنه أنه أظهرها ، وذلك إذا قرأ بإظهار المثلين والمتقاربين المتحركين لا غير ، على أن المعمول في مذهبه بالوجهين جميعا على الإدغام نحو " ويغفر لكم " انتهى . وأجاز ذلك الكسائي والفراء ، وحكياه سماعا ، ووافقهما رواية وإجازة و إجازة أبو جعفر الرواسي وهو إمام من أئمة اللغة والعربية من الكوفيين وقد وافقهم أبو عمرو على الإدغام رواية وإجازة كما ذكرناه وتابعه يعقوب كما ذكرناه ، وذلك من رواية الوليد بن حسان والإدغام ، وجه من القياس ذكرناه في كتاب التكميل لشرح التسهيل من تأليفنا . وقد اعتمد بعض أصحابنا على أن ما روي عن القراء من الإدغام الذي منعه البصريون يكون ذلك إخفاء لا إدغاما ، وذلك لا يجوز أن يعتقد في القراء أنهم غلطوا وما ضبطوا ولا فرقوا بين الإخفاء والإدغام . وعقد هذا الرجل بابا قال : هذا باب يذكر فيه ما أدغمت القراء مما ذكر أنه لا يجوز إدغامه ، وهذا لا ينبغي ، فإن لسان العرب غير محصور فيما نقله البصريون فقط ، والقراءات لا تجيئ على ما علمه البصريون ونقلوه ، بل القراء من الكوفيين يكادون يكونون مثل قراء البصرة ، وقد اتفق على نقل إدغام الراء في اللام كبير البصريين ورأسهم أبو عمرو بن العلاء ويعقوب الحضرمي ، وكبراء أهل الكوفة ، الرواسي والكسائي والفراء ، وأجازوه ، ورووه عن العرب ، فوجب قبوله والرجوع فيه إلى علمهم ونقلهم ، إذ من علم حجة على من لم يعلم . أما قول الزمخشري أن راوي ذلك عن أبي عمرو أخطأ مرتين ، فقد تبين أن ذلك صواب ، والذي روى ذلك عنه الرواة ، ومنهم أبو محمد اليزيدي ، وهو إمام في النحو ، إمام في القراءات ، إمام في اللغات .)
من كتاب الموازنة بين تفسير الكشاف الزمخشري وتفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
 
قال ابن جني في سر صناعة الإعراب: واعلم أن الراء لما فيها من التكرير لا يجوز إدغامها فيما يليها من الحروف لأن إدغامها في غيرها يسلبها ما فيها من الوفور بالتكرير فأما قراءة أبي عمرو ( يغفر لكم ) بإدغام الراء في اللام فمدفوع عندنا وغير معروف عند أصحابنا وإنما هو شيء رواه القراء ولا قوة له في القياس.
 
الشكر الجزيل للأخ سمير الذي يضع اصبعه على الجرح دائما(مداويا له طبعا) ويقتنص النصوص كأنه يستدرجها له من بطون الكتب فتأتيه صاغرة.
ولكن النصوص جاءت في صالح ابي عمرو وهو ايضا عالم نحو ويعلم بالاجحاف بحق الراء ولكن الرواية والامانة في نقلها هي السبب في قبوله الادغام الذي أباه مخالفوه.

ولنا وقفة مع تغيير رأي القارئ:
مثال1: المشاركة رقم10
((حدثنا أبو الطيب قال: أخبرنا أبو سهل أن ابن مجاهد كان قديما يأخذ بالإدغام في قراءة أبي عمرو، يعني إدغام الراء في اللام، ثم رجع إلى الإظهار قبل موته.))
مثال2:
قال السخاوي في فتح الوصيد 1/ 46 :
((روى قتيبة ونصر عن الكسائي اثبات الياء في قوله تعالى(يسرِ) من قوله تعالى(واليل إذا يسر) الفجر4 ، قال ابوعمرو: وكذلك كان يقرأ ثم رجع الى الحذف))

ارجو التعليق بخصوص هذه النقطة.
 
هو في الحقيقة تغيير اختيار القارئ، وليس تغيير رأيه؛ لأن القراءة رواية كما لا يخفى عليكم يا أستاذ كريم،
وهذا لا إشكال فيه؛ فأولئك الأئمة كانوا واسعي الرواية، فكون أحدهم اختار القراءة بوجه تلقاه، ثم بدا له - لسبب من أسباب الاختيار - أن ينصرف إلى وجه آخر تلقاه أيضًا، فلا حرج في ذلك، والله أعلم.
 
بارك الله فيك استاذي ايت عمران واسمح لي ان ازيد
إن نافع رحمه الله قال لقد قرأت على اكثر من مئة شخص من التابعين المجيدين للقراءة فما اتفق فيه اثنان اخذته وما انفرد منه واحد اهملته حتى كونت قراءتي هذه فأخذ الشيء والرجوع عنه في ذلك الزمان لم يكن بشيء يذكر لان القراءات لم تشذذ بعد ولم يكن هناك ما يمنع اختلاط الروايات كما هو الحال اليوم والله أعلم
 
بارك الله بكم اعزائي
اذن قد يحصل تغيير اختيار لما تلقاه القارئ من شيخه او شيوخه، لقناعات آنية سواء كانت صوتية او اعرابية او صرفية.
وهذا يفتح بابا يلج فيه الباحثون لمباحث الترجيح بين القراءات (بالجملة او باصل او بفرش) او بترجيح اداء تجويدي وغيرها.
 
قال صاحب الكامل -أي الهذلي- أن ورشا له اختيار خالف فيه شيخه نافع من ذلك رواية كردم الذي كان يقرأ بمد الكسرة والضمة إذا ولي الكسرة ياء وإذا ولي الضمة واو وقيل أنها تنسب إلى الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وادخله فسيح جنته ,مثل (مَلِكِي يَوْمِ,نَعْبُدُو وَإِيَّاكَ)ثم علق عليها -أي الهذلي- أنها لغة ضعيفة فيها عسر
الخلاصة أن الطالب والشيخ قد يختار ويدمج ما يراه حسنا والله أعلم ومثال أخر على ذلك رواية الأعشى عن ابي بكر -أي شعبة- اختار اختيارا يوافق فيه حمزة والكسائي وابي جعفر ورواية هبيرة عن حفص الذي اختار اختيارا خالف فيه حفص
 
عودة
أعلى