السلام عليكم،
كنت قد نشرت هذا النقاش قبل سبعة سنوات، وأردت أن أشرككم به،
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (39
)
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ (79)
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ -12
الملاحظ أن كل المفسرين السابقين إعتمدوا على كلمتي (البحر واليمّ) اللتين ذكرتا فى إغراق فرعون وقومه، وأنهما تعنيان أنه البحر (مالح المياه)، ورأوا أن أقرب بحر هو البحر الأحمر فهو إذا البحر الذي أغرق فيه فرعون. ولكن هناك عدة شواهد تدحض تلك الفكرة
:
أولا: البحر فى القرآن يعني (النهر) بمفهومنا الحالى للنهر (بأنه مجري مائي كبير عذب وتجري به السفن والمراكب وبه الحلى)- كما فى الآية “قل هل يستوي (البحران) هذا (عذب) فرات سائغ شرابه وهذا (ملح) أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها.
ثانيا: اليمّ فى القرآن يعني النهر أو نهر النيل تحديدا فلم يذكر إلا فى قصة موسى عليه السلام وفرعون”أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالساحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عينى”..
ثالثا : الآية “ولقد أوحينا الى موسي أن أسر بعبادي فأضرب لهم طريقا فى (البحر يبسا) لا تخاف دركا ولا تخشي”.. تعني أن الله تعالى قد أخبر موسي مسبقا أن يخرج ببني إسرائيل من مقرّ إقامتهم بمصر وأنه سيتم تجفيف البحر لهم ليمرّوا عبره، فليست لديهم مراكب ولا سفن لعبوره.
رابعا : أنّ موسي مع قومه كانوا يعيشون بصورة يومية لصيقة مع شعب مصر كما توضح الكثير من الآيات، وخروجهم وعددهم يقال أنه حوالى ستمائمة ألف لمسافة طويلة حتى يصلوا لحدود البحر الحمر دون أن يعلم قوم فرعون بهروبهم غير وارد، فإن تسلل بنو إسرائيل خفية فسيعلم قوم فرعون بالتأكيد ويلحقوا بهم قبل وصولهم الى البحر الأحمر الذي يبعد عدة مئات من الكيلومترات.
خامسا : أن موسي مع قومه من بني إسرائيل كانوا يسيرون على أرجلهم، فقد كانوا فقراء مستضعفين لا يملكون خيول أو دواب تساعدهم لقطع تلك المسافات الطويلة. ولذلك من السهولة على قوم فرعون اللحاق بهم وقتلهم.
سادسا : الآية “وأغرقنا قوم فرعون وأنتم تنظرون” تعني أن المسافة بين الساحلين قريبة، أى يستطيع بنو إسرائيل رؤية قوم فرعون وهم يغرقون، وليست كالمسافة بين الساحلين المتقابلين للبحر الأحمر.
سابعا : الآية “اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية”، تعني أنه غرق بالنيل، أى إستطاع أبناء قومه الذين لم يهجموا معه على قوم موسي ولم يغرقوا إخراجه وتحنيطه، ولو كان بعيدا بالبحر الأحمر لما عثروا على جثمانه فى بحر كبير أو إهتموا بإحضاره تلك المسافات البعيدة وقد غرق القوم كلهم.
ثامنا: الآية “وكان كل فرق كالطود العظيم” أنّ النيل فى ذلك التاريخ أى قبل بناء السد العالى والسدود الحديثة فى مجراه كان غزير المياه.
تاسعا : الآية “ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون” تدل على أن الغرق كان فى أرض مصر وتم تدمير البنيان الذي بناه فرعون فيها من قصور ومزارع وممتلكات ومراكب .
عاشرا : الآية “فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين، وأورثنا القوم الذين كانوا مستضعفين مشارق الأرض ومغاربها”..تعني أن بني إسرائيل ظلوا بمصر بعد غرق فرعون وقومه وورثوا الأرض لفترة ثم بعدها خرجوا متجهين شرقا لسيناء ثم أرض فلسطين.
كنت قد نشرت هذا النقاش قبل سبعة سنوات، وأردت أن أشرككم به،
بسم الله الرحمن الرحيم
إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ (38) أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (39
)
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ (79)
فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)
وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ -12
الملاحظ أن كل المفسرين السابقين إعتمدوا على كلمتي (البحر واليمّ) اللتين ذكرتا فى إغراق فرعون وقومه، وأنهما تعنيان أنه البحر (مالح المياه)، ورأوا أن أقرب بحر هو البحر الأحمر فهو إذا البحر الذي أغرق فيه فرعون. ولكن هناك عدة شواهد تدحض تلك الفكرة
:
أولا: البحر فى القرآن يعني (النهر) بمفهومنا الحالى للنهر (بأنه مجري مائي كبير عذب وتجري به السفن والمراكب وبه الحلى)- كما فى الآية “قل هل يستوي (البحران) هذا (عذب) فرات سائغ شرابه وهذا (ملح) أجاج ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها.
ثانيا: اليمّ فى القرآن يعني النهر أو نهر النيل تحديدا فلم يذكر إلا فى قصة موسى عليه السلام وفرعون”أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليمّ فليلقه اليمّ بالساحل يأخذه عدوّ لي وعدوّ له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عينى”..
ثالثا : الآية “ولقد أوحينا الى موسي أن أسر بعبادي فأضرب لهم طريقا فى (البحر يبسا) لا تخاف دركا ولا تخشي”.. تعني أن الله تعالى قد أخبر موسي مسبقا أن يخرج ببني إسرائيل من مقرّ إقامتهم بمصر وأنه سيتم تجفيف البحر لهم ليمرّوا عبره، فليست لديهم مراكب ولا سفن لعبوره.
رابعا : أنّ موسي مع قومه كانوا يعيشون بصورة يومية لصيقة مع شعب مصر كما توضح الكثير من الآيات، وخروجهم وعددهم يقال أنه حوالى ستمائمة ألف لمسافة طويلة حتى يصلوا لحدود البحر الحمر دون أن يعلم قوم فرعون بهروبهم غير وارد، فإن تسلل بنو إسرائيل خفية فسيعلم قوم فرعون بالتأكيد ويلحقوا بهم قبل وصولهم الى البحر الأحمر الذي يبعد عدة مئات من الكيلومترات.
خامسا : أن موسي مع قومه من بني إسرائيل كانوا يسيرون على أرجلهم، فقد كانوا فقراء مستضعفين لا يملكون خيول أو دواب تساعدهم لقطع تلك المسافات الطويلة. ولذلك من السهولة على قوم فرعون اللحاق بهم وقتلهم.
سادسا : الآية “وأغرقنا قوم فرعون وأنتم تنظرون” تعني أن المسافة بين الساحلين قريبة، أى يستطيع بنو إسرائيل رؤية قوم فرعون وهم يغرقون، وليست كالمسافة بين الساحلين المتقابلين للبحر الأحمر.
سابعا : الآية “اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية”، تعني أنه غرق بالنيل، أى إستطاع أبناء قومه الذين لم يهجموا معه على قوم موسي ولم يغرقوا إخراجه وتحنيطه، ولو كان بعيدا بالبحر الأحمر لما عثروا على جثمانه فى بحر كبير أو إهتموا بإحضاره تلك المسافات البعيدة وقد غرق القوم كلهم.
ثامنا: الآية “وكان كل فرق كالطود العظيم” أنّ النيل فى ذلك التاريخ أى قبل بناء السد العالى والسدود الحديثة فى مجراه كان غزير المياه.
تاسعا : الآية “ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون” تدل على أن الغرق كان فى أرض مصر وتم تدمير البنيان الذي بناه فرعون فيها من قصور ومزارع وممتلكات ومراكب .
عاشرا : الآية “فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين، وأورثنا القوم الذين كانوا مستضعفين مشارق الأرض ومغاربها”..تعني أن بني إسرائيل ظلوا بمصر بعد غرق فرعون وقومه وورثوا الأرض لفترة ثم بعدها خرجوا متجهين شرقا لسيناء ثم أرض فلسطين.