غانم قدوري الحمد
مستشار
بسم الله الرحمن الرحيم
هل علم الأصوات اللغوية شر يجب اجتنابه؟!
قرأت منذ مدة تعليق الأستاذ عبد الحكيم عبد الرزاق على ما عرضه الأستاذ محمد الأمين بن محمد المختار حول ( الهاء والهمس والتسهيل والشيخ محمود خليل الحصري) ، ولفت نظري قولُه :"ويبدو أنكم تأثرتم بأهل الأصوات " ، ثم استرسالُه في بيان الفرق بين مفهوم الجهر عند القراء وأهل الأصوات ، ونَقْلُهُ عدداً من النصوص من كتابي ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) ومن بعض كتب أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين - حفظه الله – لإظهار التناقض عند أهل الأصوات ، و في بعض ما نقله تصرف واختصار مخل (مثل تكثير الأقوال حول رأي المحدثين في همس الهمزة) ، وفي بعضه عدم إدراك لأطراف الموضوع (كما في تعليقه على مناقشة قضية جهر القاف).
وتَرَكَتْ تلك القراءة في نفسي بعض الانطباعات ، وفي مقدمتها حرص الكاتب على الإيحاء للقارئ بوجوب التعامل بحذر مع ما يقوله أهل الأصوات ، لأن هذا العلم " منشؤه من الغرب " ، فيجب الحذر منه ، وإن أضفى عليه أهل الأصوات "الصبغة العربية لعلها تلقى قبولاً "، كما قال .
ولم أعلق على الموضوع ، ابتعاداً من الانتصار للنفس ، واعتماداً على إدراك القراء للصواب في المسائل التي هي موضع خلاف ، لكن تعليق الأستاذ محمد الأمين الأخير ، وقوله فيه :" ما تفضلتم به حول علم الأصوات الحديث كلام من ذَهّبٍ ، وأنا لم أتأثر بهم إطلاقاً ، ولا ألقي لهم من الاعتبار إلا يسيراً ، خصوصاً بعد مقولاتهم عن القاف ونحوه " – أظهر لي الحاجة إلى التنبيه على خطورة مثل هذه الأحكام ، وإذا كان أكثر المشتغلين بعلم القراءات والتجويد اليوم يحملون التصور ذاته عن علم الأصوات فإن ذلك يعبر عن خلل منهجي شديد الخطورة ، وعن قصور في إدراك المفيد من الضار ، وأرجو ألا يكونوا كذلك.
ولم يكن قصدي من هذا التعليق مناقشة المسائل التي أثارها أخي الأستاذ عبد الحكيم ، وإنما أردت دعوة إخواني المهتمين بهذا الموضوع لإبداء آرائهم في الموقف من علم الأصوات ، وما يمكن أن يقدمه لدارسي علم التجويد والقراءات من فوائد ، وأخص منهم الدكتور عبد الرحمن الشهري ، المشرف العام على ملتقى أهل التفسير ، والدكتور أحمد خالد شكري ، والدكتور محمد السالم الجكني ، المُشْرِفَيْنِ على ملتقى القراءات والتجويد ، كما أدعو كل من له اهتمام بهذه القضية ، لبلورة رأي تجتمع عليه كلمة المشتغلين بهذه العلوم ، إن شاء الله تعالى .
هل علم الأصوات اللغوية شر يجب اجتنابه؟!
قرأت منذ مدة تعليق الأستاذ عبد الحكيم عبد الرزاق على ما عرضه الأستاذ محمد الأمين بن محمد المختار حول ( الهاء والهمس والتسهيل والشيخ محمود خليل الحصري) ، ولفت نظري قولُه :"ويبدو أنكم تأثرتم بأهل الأصوات " ، ثم استرسالُه في بيان الفرق بين مفهوم الجهر عند القراء وأهل الأصوات ، ونَقْلُهُ عدداً من النصوص من كتابي ( الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) ومن بعض كتب أستاذنا الدكتور عبد الصبور شاهين - حفظه الله – لإظهار التناقض عند أهل الأصوات ، و في بعض ما نقله تصرف واختصار مخل (مثل تكثير الأقوال حول رأي المحدثين في همس الهمزة) ، وفي بعضه عدم إدراك لأطراف الموضوع (كما في تعليقه على مناقشة قضية جهر القاف).
وتَرَكَتْ تلك القراءة في نفسي بعض الانطباعات ، وفي مقدمتها حرص الكاتب على الإيحاء للقارئ بوجوب التعامل بحذر مع ما يقوله أهل الأصوات ، لأن هذا العلم " منشؤه من الغرب " ، فيجب الحذر منه ، وإن أضفى عليه أهل الأصوات "الصبغة العربية لعلها تلقى قبولاً "، كما قال .
ولم أعلق على الموضوع ، ابتعاداً من الانتصار للنفس ، واعتماداً على إدراك القراء للصواب في المسائل التي هي موضع خلاف ، لكن تعليق الأستاذ محمد الأمين الأخير ، وقوله فيه :" ما تفضلتم به حول علم الأصوات الحديث كلام من ذَهّبٍ ، وأنا لم أتأثر بهم إطلاقاً ، ولا ألقي لهم من الاعتبار إلا يسيراً ، خصوصاً بعد مقولاتهم عن القاف ونحوه " – أظهر لي الحاجة إلى التنبيه على خطورة مثل هذه الأحكام ، وإذا كان أكثر المشتغلين بعلم القراءات والتجويد اليوم يحملون التصور ذاته عن علم الأصوات فإن ذلك يعبر عن خلل منهجي شديد الخطورة ، وعن قصور في إدراك المفيد من الضار ، وأرجو ألا يكونوا كذلك.
ولم يكن قصدي من هذا التعليق مناقشة المسائل التي أثارها أخي الأستاذ عبد الحكيم ، وإنما أردت دعوة إخواني المهتمين بهذا الموضوع لإبداء آرائهم في الموقف من علم الأصوات ، وما يمكن أن يقدمه لدارسي علم التجويد والقراءات من فوائد ، وأخص منهم الدكتور عبد الرحمن الشهري ، المشرف العام على ملتقى أهل التفسير ، والدكتور أحمد خالد شكري ، والدكتور محمد السالم الجكني ، المُشْرِفَيْنِ على ملتقى القراءات والتجويد ، كما أدعو كل من له اهتمام بهذه القضية ، لبلورة رأي تجتمع عليه كلمة المشتغلين بهذه العلوم ، إن شاء الله تعالى .