هل عبارة توكلت على الله ثم عليك شرك أم توحيد ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع محمد بن عيد الشعباني
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
م

محمد بن عيد الشعباني

Guest
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى ءاله وصحبه وبعد , فهذا بحث يسير في حكم قول " توكلت على الله ثم عليك " هل يجوز أم لا يجوز ؟ ولكي نجيب عن هذا السؤال ونعلم حكم هذه المقالة حكما صحيحا موافقا للدليل الشرعي لابد من الجواب على سؤال يسبقه لأنه الأساس الذي يبنى عليه الجواب الصحيح عن سؤالنا هذا , فهما سؤالان لابد من الجواب عنهما للخروج بجواب صحيح عن هذه المقالة التي انتشرت في أيامنا هذه , وهذان السؤلان هما : السؤال الأول : هل يجوز التوكل على غير الله بحال من الأحوال ؟ وعلى ضوء الإجابة على هذا السؤال الأول يكون الجواب عن السؤال الثاني وهو : هل يجوز قول " توكلت على الله ثم عليك "؟
أما السؤال الأول : هل يجوز التوكل على غير الله بحال من الأحوال ؟ فالجواب عنه أنه لا يجوز التوكل على غير الله بحال من الأحوال باتفاق أهل العلم كافة , فلم يقل أحد من العلماء بجواز أن يتوكل العبد على غير الله بحال من الأحوال , فلا يتوكل العبد على غير الله مع الله ولا بعد الله فضلا عن أن يتوكل على غير الله استقلالا , وهذا بإجماع العلماء كافة , ومن لديه فتوى عن أحد من أهل العلم يقول فيها بجواز التوكل على غير الله فليأتنا بها وهيهات أن يجد ذلك عن أحد من أهل العلم , لأنهم اتفقوا على أن التوكل على غير الله عز وجل هو مظهر من مظاهر الشرك , وقسموه إلى شرك أصغر وهو التوكل على الحي الحاضر فيما يقدر عليه , وشرك أكبر وهو التوكل على ميت أو غائب أو حي حاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل , وذلك لأن التوكل عبادة قلبية لا يصح أن تصرف لغير الله عز وجل بحال , فالتوكل هو اعتماد القلب وتفويض الأمر , ولذلك لم يرد في نص أبدا ما يشير إلى جواز صرفه لغير الله ولو بالقول , ولم يرد عن أحد من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولا عن أحد من التابعين وأتباعهم ـ رحمهم الله ـ أنهم قالوا هذه المقالة , إذا تبين لنا هذا الجواب الأول سيتبين لنا أن الجواب الذي لا محيص عنه ولا يصح غيره عن السؤال الثاني أنه لا يجوز ولا يصح أن يقال : " توكلت على الله ثم عليك "لأن أصل التوكل على غير الله عز وجل لا يجوز فقول القائل" توكلت على الله وعليك "هو شرك لا يجوز وليس السر في عدم جوازه أن العطف فيه بالواو , بل لأن أصل التوكل على غير الله عز وجل لا يجوز , فلا فرق حينئذ بين الواو وبين ثم لأن أصل العبارة لا يجوز أصلا حتى نفرق بين سياقها بالواو وسياقها بثم , إنما ذلك الفرق بين العطف بالواو وثم يكون فيما يجوز التعبير عنه نحو المشيئة التي أثبتها الله عز وجل للعبد بقوله تعالى لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين( وقال تعالى: ( إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ) فبعد أن ثبت بالدليل أن للعبد مشيئة أثبتها الله عز وجل حينئذ نبحث كيف نعبر عن هذه المشيئة المثبتة للعبد فيصح التعبير بثم ولا يصح التعبير بالواو وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك, فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت, وتقولون: والكعبة, فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة, وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت. أما لو لم يرد في الشرع إثبات المشيئة للعبد لما جاز التعبير عنها بالواو ولا بثم , فأين إثبات التوكل على غير الله عز وجل حتى نثبته بثم ؟ وكيف نثبت ما لم يثبته الله عز وجل ولا رسوله صلى الله عليه وسلم , وتأمل مثلا في الاستعانة بغير الله عز وجل , وقد قسمها العلماء إلى قسمين : قسم مثبت جائز وهو الاستعانة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه , ودليل جوازه قوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ) وقوله تعالى ( واستعينوا باصبر والصلاة ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) فهذا القسم الجائز المثبت بعد أن أثبتنا جوازه ننظر كيف نقول في التعبير عنه ؟ نقول : استعنت بالله ثم بك في مثل أن تدفع معي سيارة أو أن تحمل معي متاعا ومثل ذلك مما أقدرك الله عليه , ولا نقول :استعنت بالله وبك فيما أقدرك الله عليه , وأما القسم الثاني وهو الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله كإنزال المطر والرزق والولد فهو شرك لا يجوز ولا يصح فلا فرق حينئذ بين عبارة :استعنت بالله وبك , وعبارة : استعنت بالله ثم بك لأن هذا النوع من الاستعانة لا يجوز بحال لا بالواو ولا بثم فكذلك التوكل فلا يجوز أن نقول " توكلت على الله ثم عليك "إلا إذا كان التوكل عل غير الله عز وجل يجوز في ذلك , وقد علمت أنه لا يجوز التوكل على غير الله بحال لأن الأدلة كلها على تخصيص التوكل على الله وحده لا على غيره .
ولو كان عطف التوكل على غير الله بثم ينقل حكمه من التحريم إلى الجواز ومن الشرك إلى الإيمان لكان لقائل أن يقول : ( نذرت لله ثم لك ) محتجا لجوازها بثم , فهل يصح مثل هذا ؟ وما الفرق بين ( توكلت على الله ثم عليك ) و( نذرت لله ثم لك ) , فدخول ثم في العبارتين لا يغير من حكمهما شيئا فهما من العبارات الشركية .
إذا علمت هذا تبين لك أن الصواب مع من أفتى من علمائنا الكرام بتحريم تللك المقالة وأنها من الألفاظ الشركية ومنهم الإمام محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ وهو كان مفتيا للملكة وهو شيخ الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ ومنهم الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين والشيخ محمد سعيد رسلان وغيرهم من أهل العلم الكرام , وأن من أفتى بجواز تلك المقالة من علمائنا الكرام قد اجتهد فلم يصب فلا تثريب عليه ولكن لا يتابع على قوله هذا لأن كلا يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم , وها هي فتاوى العلماء في ذلك : س : ما رأيكم في قول بعض الناس :" توكلت على الله ثم عليك "، ويقصدون بذلك قضاء حاجة أو غير ذلك من أمور الدنيا ، وفيما يقدر عليه البشر ؟ والله يحفظكم .
ج : اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين: أولهما : أنه لا يجوز أن يقول الإنسان : توكلت على الله ؛ ولو أتبعها بقوله : ثم عليك ؛ لأنها لم ترد في الكتاب والسنة إلا موجهة لله تعالى ، كما أن حقيقة التوكل تفويض الأمر كله لله ، وأن ما يعمله المرء بعد ذلك إنما هو سبب وامتثال ، والمخلوق لا يوجه له ذلك . والقول الثاني في المسألة : الجواز ، ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها لا تريد التوكل الذي يعرفه العلماء ، وإنما تريد مثل معنى أوكلت الأمر إليك ، ومثلها وكَّلْتُك ونحو ذلك ، فسهلوا فيها باعتبار مقصود المتكلم ،ولو صح القول الثاني فالأولى هو ترك هذه العبارة ؛ لما تشتمل عليه من الإيهام . والله أعلم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخيرين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين وبعد: فالتوكل من أعظم الأعمال القلبية وأشقها, ولا شك أن تمكنه من قلب المسلم يكسبه طمأنينة النفس وقوة الجأش والثقة بالله تعالى, وهي من أعظم المعاني التي يسعى لتحقيقها المسلم, وفي المقابل فإن توكل المسلم على غير الله قد يخرجه من الملة إذا كان تعلق بغيره في طلب نفع أو دفع ضر, وأقل أحواله أن يكون شركاً أصغر إذا توكل على السبب مع اعتقاده في الله النفع والضر, لذلك كانت هذه الكلمات في بيان بعض معالم التوكل على الله وعلاقة ذلك بالأسباب على وجه الإيجاز تسهيلاً للمطلع حتى يدرك هذا الأمر المهم.
- حقيقة التوكل في اللغة: الاعتماد على الغير. وهو في الشرع: حال للقلب ينشئ عن معرفة بالله والإيمان بربوبيته, وأنه ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن فيوجب اعتماداً عليه وتفويضاً إليه وطمأنينة وثقة به ويقينا بكفاية من توكل عليه. وهو كذلك: أن يعلم العبد أن هذا الملكوت بيد الله جل وعلا يصرفه كيف يشاء, فيفوض الأمر إليه, ويلتجئ بقلبه في تحقيق مطلوبه والهرب مما يسوؤه إليه, ويعتصم بالله وحده فينزل حاجته به ويفوض أمره إليه, ثم يعمل السبب الذي أمر الله به. - ولا شك أن التوكل على الله من أهم الأعمال القلبية وأجمعها بل هو العبادة كما يقول الإمام أحمد رحمه الله, فجعل العبادة كلها بمعنى التوكل على الله سبحانه, إذ أنه هو أصلها الذي تقوم عليه.
بل ذكر ابن القيم رحمه الله أن التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة, فإن الدين استعانة وعبادة, فالتوكل هو الاستعانة, والإنابة هي العبادة قال تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(5/الفاتحة). والتوكل على الله هو محض العبودية وخالص التوحيد إذا قام به العبد على حقيقته. ولله در سهل التستري القائل :" العلم كله باب التعبد, والتعبد كله باب الورع, والورع كله باب الزهد والزهد كله باب التوكل".والتوكل من أجمع أنواع العبادة وأعظمها لما ينشئ عنه من الأعمال الصالحة فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية, دون كل من سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى, ولا يحصل كمال التوحيد بأنواع الثلاثة إلا بكمال التوكل على الله, وقد جعل الله التوكل شرطاً في الإيمان فقال سبحانه: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (23/المائدة) فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه, وجعله كذلك دليل صحة الإسلام فقال سبحانه: { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (84/يونس), وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل, وإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد, وقد جمع الله بين التوكل والإيمان والتوكل والتقوى والتوكل والإسلام والتوكل والهداية.فظهر أن التوكل أصل مقامات الإيمان والإحسان وجميع أعمال الإسلام, وأن منزلته منها كمنزلة الرأس من الجسد, فكما لا يقوم البدن إلا على الرأس, فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته إلا على ساق التوكل.
قال ابن القيم:" من صدق توكله على الله في حصول شيء ناله"
- أقسام التوكل:التوكل على قسمين:1) توكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله, فهذا صرفه لله واجب وتوحيد, وصرفه لغيره شرك أكبر مخرج من الملة, كمن يتوكل على الأموات أو الطواغيت في طلب نصر أو حفظ أو رزق ونحو ذلك.2) توكل في الأسباب الظاهرة كمن يتوكل على مخلوق فيما أقدره الله عليه من دفع أذي أو قضاء حاجة من مصالح الدنيا, فهذا نوع شرك اصغر وهو شرك خفي, كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما جعله الله بيده من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك, فهذا شرك خفي, ولذلك قيل الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه. لأن القلب لا يتوكل إلا على من يرجوه, فمن نظر إلى من يرجوه من شيخ أو سلطان أو مال أو نحو ذلك غير ناظر إلى الله كان فيه نوع توكل على ذلك السبب, وما رجاء أحد مخلوق أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه, لأن حقيقة التوكل تفويض الأمر إلى من بيده الأمر, والمخلوق ليس بيده الأمر فالتجاء القلب وطمعه في تحصيل المطلوب إنما يكون فيمن يملكه وهو الله جل وعلا, وأما المخلوق فلا يقدر على شيء استقلالاً, وإنما هو سبب فإذا كان سبباً فلا يجوز التوكل عليه بل يجعله سبباً فيما أقدره الله عليه معه تفويض أمر النفع بهذا السبب إلى الله, فيتوكل على الله ويأتي بالسبب الذي هو الانتفاع بهذا المخلوق بما جعله الله له من الانتفاع أو من القدرة ونحو ذلك. لذلك جعل العلماء من شرك الألفاظ قول الرجل: توكلت عليك, أو توكلت على فلان, وكذلك قول توكلت على الله ثم عليك, كل ذلك من الشرك في الألفاظ, لأن التوكل كله عبادة فلا يجوز جعل شيء منه للمخلوق. لكن يقول: وكلت فلان, وأنا موكلك, من باب الوكالة, التي هي الإستنابة وهي جائزة بإجماع العلماء. فيوكل الشخص أخاه المسلم في قضاء حاجة له من مصالح الدنيا, مع اعتماد القلب على الله تعالى في تيسير ما وكل فيه هذا الشخص لقضائه.
- وعلى ما سبق فتكون علاقة الأسباب بالتوكل أن يعمل العبد الأسباب المشروعة شرعية كانت أو قدرية مع اعتماد القلب على مسبب الأسباب.فالموحد لا يلتفت إلى الأسباب بمعنى أنه لا يطمئن إليها أو يرجوها ويخافها, وكذلك لا يهملها أو يلغيها, بل يكون قائماً بها ناظراً بقلبه إلى مسببها وهو الله وحده الذي لا يصح التوكل شرعاً ولا عقلاً إلا عليه سبحانه.وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه فيصل بن عبد الله العمري 20/6/1426
سئل الشيخ / صالح آل الشيخ سؤال في ثلاثة الأصول: ((هذا سؤال بالمناسبة قال: هل يصح أن يُقال توكلت على الله ثم عليك؟ والجواب: أن هذا لا يصلح؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب.
ما معنى التوكل؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب؛ إذا بُذل السبب فوض العبد أمره إلى الله، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعها التوكل، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد.
ولهذا سئل الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال: لا تصح لأن التوكل عمل القلب، لا يَقبل أن يقال فيه (ثُمَّ)؛ توكلت على الله ثم عليك. إنما الذي يقال فيه (ثُمَّ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر.
بعض أهل العلم في وقتنا قالوا: إن هذه العبارة لا بأس بها؛ توكلت على الله ثم عليك، ولا يُنظر فيهاإلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينماتستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك، ومثل وكَّلْتُك ونحو ذلك، فسهلوا فيها باعتبار ما يجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله؛ لا يصلح إلا لله، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه، ينبغي وَصْدُ الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له.)) من شرح ثلاثة الأصول.
.2- كلامه في شرح كتاب التوحيد ((والتوكل على غير الله -جل وعلا- له حالان: الحالة الأولى: أن يكون شركا أكبر، وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، يتوكل على المخلوق في مغفرة الذنب، يتوكل على المخلوق في تحصيل الخيرات الأخروية، أو يتوكل على المخلوق في تحصين ولد له أو في تحصيل وظيفة له، يتوكل عليه بقلبه، وهو لا يقدر على ذلك الشيء، وهذا يكثر عند عباد القبور وعباد الأولياء، فإنهم يتوجهون إلى الموتى بقلوبهم يتوكلون عليهم، بمعنى يفوضون أمر صلاحهم فيما يريدون في الدنيا والآخرة على أولئك الموتى وعلى تلك الآلهة والأوثان التي لا تقدر من ذلك على شيء، فهذا عبادة صرفت لغير الله -جل وعلا- وهو شرك أكبر بالله -جل وعلا- مناف لأصل التوحيد.
والنوع الثاني: أن يتوكل على المخلوق فيما أقدره الله -جل وعلا- عليه، يتوكل على مخلوق فيما أقدره الله عليه، وهذا نوع شرك، بل هو شرك خفي وشرك أصغر؛ ولذا قال طائفة من أهل العلم: إذا قال: توكلت على الله وعليك، فإن هذا شرك أصغر؛ ولهذا قالوا: لا يجوز أن يقول: توكلت على الله ثم عليك؛ لأن المخلوق ليس له نصيب من التوكل؛ فإن التوكل إنما هو تفويض الأمر والالتجاء بالقلب إلى من بيده الأمر، وهو الله -جل وعلا-، والمخلوق لا يستحق شيئا من ذلك، فإذن التوكل على المخلوق فيما يقدر عليه هذا شرك خفي ونوع شرك أصغر، والتوكل على المخلوق فيما لا يقدر عليه المخلوق، وهذا يكثر عند عباد القبور والمتوجهون إلى الأولياء والموتى، هذا شرك مخرج من الملة، وحقيقة التوكل الذي ذكرناه لا يصلح إلا لله -جل وعلا- ؛ لأنه تفويض الأمر إلى من بيده الأمر.
والمخلوق ليس بيده الأمر التجاء القلب وطمع القلب ورغب القلب في تحصيل المطلوب إنما يكون ذلك ممن يملكه، وهو الله -جل وعلا-، أما المخلوق فلا يقدر على شيء استقلالا، وإنما هو سبب فإذا كان سببا، فإنه لا يجوز التوكل عليه؛ لأن التوكل عمل القلب، وإنما يجعله سببا بأن يجعله شفيعا، يجعله الواسطة ونحو ذلك، فهذا لا يعني: أنه متوكل عليه، فيجعل المخلوق سببا فيما أقدره الله عليه، ولكن يفوض أمر النفع بهذا السبب إلى الله -جل وعلا-، فيتوكل على الله، ويأتي بالسبب الذي هو الانتفاع من هذا المخلوق لما جعل الله -جل وعلا- له من الانتفاع أو من القدرة ونحو ذلك.
رقم الفتوى:1387موضوع الفتوى:حكم قول: توكلت على الله ثم عليك تاريخ الإضـافة:7 / 7 / 1424 هـ - 3 / 9 / 2003 م الســـــؤال:هذا سائل يذكر يسأل عن حكم بعض العبارات يقول: ما حكم قولهم توكلت على الله ثم عليك ؟
الإجـــــابة: ما ينبغي هذا التوكل خاص بالله التوكل لا يكون إلا بالله هذا من الشرك الأصغر، من الشرك في الألفاظ ما ينبغي هذا؛ لأن التوكل على الله توكل على غير الله إن كان التوكل على حي قادر حاضر فهذا من الشرك الأصغر، وإن توكل، توكل على ميت أو غائب فهذا شرك أكبر، فلا يقال: توكلت على الله ثم عليك، التوكل خاص بالله نعم
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : ورد في الحديث الذي أخرجه أهل السنن أن رجلا قال للنبي عليه الصلاة والسلام " ما شاء الله وشئت فقال عليه السلام : ما شاء الله وحده " ذكر العلماء في شروح كتاب التوحيد أن المساوات بين الله و بين رسوله في الأقوال شرك أصغر ومن هذا الجنس قولهم مالي إلا الله و أنت أو توكلت على الله وعليك أو أنا في حسب الله وحسبك أو أنا بالله وبك أو 0 0 0 0 0 إلخ والصواب أن تضع في هذه الجمل حرف العطف " ثم "
قال أهل العربية في كتب معاني احروف : حرف " ثم " حرف عطف يفيد الترتيب دون المساوات لكن قال العلامة محمدبن ابراهيم مفتي الديار النجدية سابقا : هذا الحرف يجدي في سائر الأقوال خلا قولك " توكلت على الله وعليك " فإنه لا يجدي معه شيئ لآن التوكل من الأعمال القلبية والأعمال القلبية اطرادا لا يجوز فيها المساوات ولا الترتيب 00 نقلا من فتاوى الشيخ وبعض شروح
كتاب التوحيد
. سئل الشيخ /عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين :
ما الحكم فى قوله توكلت على الله ثم عليك هل يجوز ذلك ؟
وهل يدخل فى حكمه " اعتمدت على الله ثم عليك " فى توكيل شخص لقضاء حاجة معينة
الاجابـــة :
أما قوله " توكلت على الله ثم عليك "
فهذا لا يجوز؛ فإن التوكل عبادة لا يجوز صرفها لغير الله ولو كان يقصد التوكيل والإنابة وذلك أن هذه الكلمة وردت في حق الله تعالى كقوله تعالى:
" وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا "
وقوله: " فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " ونحو ذلك.
أما قوله " اعتمدت على الله ثم عليك "
فلا بأس بها ولكن يعني أنه واثق بأنك بالعمل الذي تقدر عليه فيما فوضك فيه، والمعنى أنني قد وثقت بأنك ستقوم بالواجب كما يريد، فلا أفوض غيرك
والله أعلم رقم الفتوى 7583
كلام اللجنة الدائمة:
السؤال الأول من الفتوى رقم (3571):
س: إن لقبي عبد القوي فما حكمه في الإسلام, وهل يجوز القول توكلت على الله ثم عليك أو كذلك أرجو منك يا أخي؟
ج: يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك, فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه, فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون, والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه, فالله له مشيئة والعبد له مشيئة, ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى, قال تعالى: لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين
وقال تعالى: إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك, فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت, وتقولون: والكعبة, فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة, وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت. وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان, ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به, لأن القوي من أسماء الله عز وجل.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز ...
والذي يظهر ان كلمة التوكل لا تحتمل المعنى الذي يستخدمه بعض الناس, وإنما هي اعتماد القلب فلا نستطيع أن نقول إن كان المتكلم يقصد كذا قلنا كذا.. وهذا تجده كثيراً في كلام الشيخ العثيمين رحمه الله في المناهي اللفظية, والله أعلم نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا ويزيدنا من علمه وفضله..هل يصح أن يُقال توكلت على الله ثم عليك؟
والجواب: أن هذا لا يصلح؛ لأن الإمام أحمد وغيره من الأئمة صرحوا بأن التوكل عمل القلب.
ما معنى التوكل؟ هو تفويض الأمر إلى الله جل وعلا بعد بذل السبب؛ إذا بُذل السبب فوض العبد أمره إلى الله، فصار مجموع بذله للسبب وتفويضه أمره لله مجموعها التوكل، ومعلوم أن هذا عمل القلب كما قال الإمام أحمد.
ولهذا سئل الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية السابق رحمه الله تعالى عن هذه العبارة فقال: لا تصح لأن التوكل عمل القلب، لا يَقبل أن يقال فيه (ثُمَّ)؛ توكلت على الله ثم عليك. إنما الذي يقال فيه (ثُمَّ) ما يسوغ أن يُنسب للبشر.
بعض أهل العلم في وقتنا قالوا: إن هذه العبارة لا بأس بها؛ توكلت على الله ثم عليك، ولا يُنظر فيها إلى أصل معناها وما يكون من التوكل في القلب، إنما ينظر فيها إلى أن العامة حينما تستعملها ما تريد التوكل الذي يعلمه العلماء، وإنما تريد ممثل معنى اعتمدت عليك، ومثل وكَّلْتُك ونحو ذلك، فسهلوا فيها باعتبار ما يجول في خاطر العامة من معناها وأنهم لا يعنون التوكل الذي هو لله؛ لا يصلح إلا لله، لكن مع ذلك فالأولى المنع لأن هذا الباب ينبغي أن يُسد، ولو فتح باب أنه يستسهل في الألفاظ لأجل مراد العامة، فإنه يأتي من يقول مثلا ألفاظ شركية ويقول أنا لا أقصد بها كذا، مثل الذين يظهر ويكثر على لسانهم الحلف بغير الله بالنبي أو ببعض الأولياء أو نحو ذلك يقولون لا نقصد حقيقة الحلف، ينبغي وصف ما يتعلق بالتوحيد، وربما ما يكون قد يخدشه أو يضعفه، ينبغي وَصْدُ الباب أمامه حتى تخلص القلوب والألسنة لله وحده لا شريك له.
قول: توكلت على الله ثم عليك
مصنف ضمن : الإيمان
لفضيلة الشيخ : سليمان بن عبدالله الماجد
بتاريخ : 5/12/1429
جمعه/ محمد بن عيد الشعباني
 
التوكل على الله
التوكل على الله خلق عظيم من أخلاق الإسلام ، وهو من أعلى مقامات اليقين وأشرف أحوال المقربين
وهو نظام التوحيد وجماع الأمر ، ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها
وهو مفتاح كل خير ، وعبادة من أفضل العبادات
تعريف التوكل :
هو الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى – في حصول المطلوب ودفع المكروه , مع الثقة به و فعل الأسباب المأذون فيها
ولا بد من أمرين :
الأول : أن يكون الاعتماد على الله اعتمادا صادقاً حقيقياً .
الثاني : فعل الأسباب المأذون فيها
فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب , نقص توكله على الله ويكون قادحا في كفاية الله ومن جعل اعتماده على الله ملغياً للأسباب فقد طعن في حكم الله , لأن الله جعل لكل شئ سببا و الله حكيم يربط الأسباب بمسبباتها
التوكل والأخذ بالأسباب :
لابد هنا من لفت الانتباه إلى ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أنّ التوكل لا ينافي أخذ الأسباب . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رجل: يا رسول اللّه أعقلها وأتوكّل، أو أطلقها وأتوكّل؟ -لناقته- فقال صلى الله عليه وسلم: «اعقلها وتوكّل» [سنن الترمذي].
الأمر الثاني: تتخذ الأسباب وإن كانت ضعيفة في نفسها ولذلك أمر الله تعالى أيوب عليه السلام أن يضرب الأرض برجله بعد أن دعا لمرضه، وهل ضربة الصحيح للأرض منبعة للماء؟ لا، ولكن الله يريد أن يعلمنا أنه لابد من اتخاذ السبب ولو كان ضعيفاً، فالأمر أمره، والكون كونه، ولكن لابد من فعل الأسباب
الأمر الثالث: أن لا يعتمد عليها، وإنما يجعل اعتماده على الله تعالى.
ابذل السبب ولو كان يسيراً، واعلم أنّ الله هو مسبب الأسباب، ولو شاء أن يحول بين السبب وأثره لفعل سبحانه، ولذا لما أُلقي إبراهيم في النار لم يحترق لأن الله قدر ذلك، وإسماعيل عليه السلام لما أمرَّ أبوه السكين على عنقه وهي سبب في إزهاق الروح لم تزهق روحه لأن الله لم يأذن في ذلك.
فلا يعتمد إلا على الله، وتتخذ الأسباب، لأن الله يقدر الأمور بأسبابها

أهمية التوكل و منزلته من العقيدة والإيمان والسلوك:
لاشك أن المؤمن حينما يتوكل على الله ويفوض الأمر إليه يشعر بأنه يأوي إلى ركن شديد فلا يخش أحد ، فالتوكل بالنسبة للنفس و الروح كالطعام بالنسبة للجسد لا حياة لها إلا به .
و التوكل فريضة يجب إخلاصه لله تعالى وعقيدة إسلامية لقوله تعالى(وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) فإن تقديم المعمول يفيد الحصر : أي وعلى الله فتوكلوا لا على غيره
وهو من سمات المؤمنين الصادقين قال تعالى( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءآيته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون)
قيل لبعض الحكماء : ما الفرق بين اليقين والتوكل؟ قال: أما اليقين فهو أن تصدق الله بجميع أسباب الآخرة ، والتوكل أن تصدق الله بجميع أسباب الدنيا
و قيل : من طعن في الاكتساب فقد طعن في السنة ، ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان
التوكل في القرآن الكريم :
أمر الله بالتوكل عليه ،ففي بعض الآيات كان الأمر من الله لأنبيائه والبعض الآخر لعموم المؤمنين ومن أمثلة ذلك: 1) ” …. فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ “ آية {159}سورة آل عمران .
2) ” وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ “ آية {11}سورة المائدة .
3) ” وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ” سورة الطلاق
التوكل في السنة النبوية :
كان النبي صلى الله عليه و سلم من أعظم المتوكلين , ومع ذلك كان يأخذ بالأسباب , فكان يأخذ الزاد في السفر ، ولما خرج إلي أحد ظاهر بين درعين , أي لبس اثنين ولما خرج مهاجرا اخذ من يدله الطريق ولم يقل سأذهب مهاجراً وأتوكل على الله
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ”
درجات التوكل:
ويمكن اعتبار درجاتٍ للتوكل كما يلي :
1- الأولى : أن يكون المتوكل حاله في حق الله سبحانه والثقة بكفالته وعنايته كحاله في الثقة بالوكيل( هذا توكل العامة)
2- الثانية: حال المتوكل مع الله تعالى كحال الطفل مع أمه فإنه لا يعرف غيرها ولا يفزع إلى أحد سواها ولا يعتمد إلا إياها والفرق بين هذه الدرجة والأولى أن هذا متوكل وقد فني في توكله عن توكله إذ ليس يلتفت قلبه إلى التوكل وحقيقته ، بل إلى المتوكَل عليه فقط وهي أقوى من الأولى
3- الثالثة: أعلاها ، وتكون باستسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته ، ويكون بين يدي الله تعالى في حركاته وسكناته مثل الميت بين يدي الغاسل لا يفارقه (وهو توكل الخاصة).
ثمار التوكل :
1_ طمأنينة النفس وارتياح القلب وسكونه
2_ كفاية الله المتوكل جميع شئونه: لقوله تعالى(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
3_ يورث محبة الله تعالى للعبد لقوله تعالى (إن الله يحب المتوكلين)
4- يورث قوة القلب وشجاعته وثباته وتحديه للأعداء ويورث القوة الروحية لحديث(… ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله…) رواه ابن أبي حاتم
5 - يورث الصبر والتحمل
6_ يورث النصر والتمكين
7_ يورث الرزق
8_ يطرد داء العجب والكبر
9_ يطرد التطير والأمراض القلبية كالتشاؤم ولبس الحلقة والخيط
10_ يورث الرضا بالقضاء . قال ابن القيم: فإنه إذا توكل حق التوكل رضي بما يفعله وكيله
11_ الثقة بالله وعدم اليأس
عوائق التوكل:
1 - الجهل بمقام الله من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات
2- الغرور والاعجاب بالنفس
3- الركون للخلق والاعتماد عليهم في قضاء الحاجات
4- حب الدنيا والاغترار بها مما يحول بين العبد والتوكل لأنه عبادة لاتصح مع جعل العبد نفسه عبداً للدنيا.
التوكل لا يكون إلا على الله:
يسوغ: لولا الله ثم فلان إن كان فلان سبباً، وليس يجوز: توكلت على الله ثم عليك، وأقبح منه: توكلت على الله وعليك، فإن الله تعالى يقول: {وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}، {أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلً}، وقال: { وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وتقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
فالاستعانة بغير الله فيما يقدر عليه لا شيء فيها، أما التوكل فعل القلب لا يكون إلا على الله تعالى ، أسأل الله العلي أن يملأ قلوبنا بالاعتماد عليه.
تعريف التواكل :
هو ترك الكسب والطمع في المخلوقين والاعتماد عليهم بالتخلي عن الأسباب التي وضعها الله عز وجل والانقطاع عن السعي والتقاعد عن العمل وانتظار النتائج من الخلق أو القدرأو الاتكال على الله أن يخرق له العوائد .
والتواكل خسة همة وعدم مروءة لأنه إبطال حكمة الله التي أحكمها في الدنيا من ترتب المسببات على الأسباب.
ولقد حارب الاسلام التواكل وحذر منه ، وهو حرام ليس من الشرع أصلاً وهو مخالف للنصوص
الفرق بين التوكل والتواكل :

التوكل والتواكل صفتان من الصفات الخلقية ,أولهما محمودة والثانية مذمومة وقد خلط بينهما كثير من الجهال مع أن الفرق واضح جلي لمن أخلص في عبادته لربه ويظهر ذلك من خلال القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه و سلم ومنهجه القويم .
وقد سبق تعريف التوكل بأنه توكل على الله مع الأخذ بالأسباب . و التواكل : هو ترك الأسباب وعدم بذلها .
إن الإسلام يقر التوكل ويرضي عنه ويدعو إليه وقد ذكر الله عنه أنه من صفات المؤمنين بل أنه من شروط الإيمان بالله , أما التواكل فلا يقره الإسلام ولا يرضاه ويهدم تعاليم الدين , لأن الله أمر بالأخذ بالأسباب في كتابه العزيز وتؤيد ذلك السنة، والتواكل هو العجز والكسل والخمول .
منقول للفائدة .
 
عودة
أعلى