هل صنّف الخطيب البغدادي كتابًا في توجيه قراءة ابن مُحَيْصِن في (استبرق)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع السائح
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

السائح

New member
إنضم
27/02/2006
المشاركات
134
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد،
لقد كان للحافظ الجِهبذ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى - عناية بالقرآن الكريم وعلومه، وقد اصطحب معه حين وروده دمشقَ كتبًا جمّة تتّصل بتفسير القرآن العظيم وعلومه، وقراءات القراء، ومما ورد به من الكتب:
- قراءات أهل مكة للخزاعي.
- قراءات أهل المدينة لإسماعيل بن جعفر.
- قراءة أبي عمرو -----
- قراءة عاصم -----
- قراءة حمزة.
- قراءة ابن عامر.
- قراءة الأعمش.
- قراءة يعقوب.
- قراءة الحسن البصري.
- قراءة ابن محيصن.
- اختلاف حمزة والكسائي -----
كما يراه الناظر في جزء فيه تسمية ما ورد به الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي دمشق من الكتب من روايته، من الأجزاء المسموعة ..... (153-163).
وبَيْنا أنا أطالع في جمهرة مقالات الشيخ أبي الأشبال أحمد بن محمد شاكر رأيته قال 1/382: قرأت في " الزهراء " الغرّاء م5 ج5 ص355 في مقال الأخ الأستاذ السيد محمد راغب الطباخ بشأن خط البغدادي ومؤلفاته أن له رسالة في 19 ورقة في توجيه قراءة ابن محيض [كذا] في الاستبرق وتحقيق كونها معرّبة، وكتب فيها اسم القارئ " ابن محيض " بالضاد المعجمة في آخره، وأنا أوقن أن هذا خطأ مطبعي وقع سهوًا، ولكني أحببت التنبيه عليه لئلا يلتبس على بعض إخواننا قارئي المجلة ----- إلخ مقاله وهو نفيس على وجازته.
والمقصود الآن إرادة التثبت من صحة نسبة الكتاب إلى الخطيب، وقد رجعت إلى بعض الدراسات التي كُتبت عن الخطيب فلم أر من عزا الكتاب إليه، كدراسة الأستاذ أكرم العمري، وكتاب الأستاذ محمود الطحان (ولم أر من الأستاذين ولا من غيرهما تنويهًا باهتمام الخطيب بالدراسات القرآنية، ولعل ذلك راجعٌ إلى عدم ظهور ذلك وبروزه، هذا إلى صرفه أكثر جهده إلى الدراسات الحديثية والتاريخية).
فالرجاء ممن يمكنه الوقوف على مقال الشيخ راغب الطباخ في مجلة الزهراء (التي كان يُصدرها الأسناذ محب الدين الخطيب) أن يتبيّن من ذكر مكان وجود ذاك الكتاب.
ومن استطاع أن ينفع أخاه بالنظر في بعض الفهارس الكبرى، كالفهرس الشامل للتراث الإسلامي العربي المخطوط، فجزاؤه الأوفى عند أكرم الأكرمين.
 
عزيزي السائح !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !

لا تتوافر لديّ معلومات بهذا الخصوص ، لكن ليس من المستبعد أن يؤلَّف جزءٌ في توجيه قراءة ابن محيصن المكّيّ قوله تعالى : (واستبرق) ، لأنّ الرواية عنه متباينة وفيها اختلاف كبير . وقد وقف الإمام أبو حيّان الأندلسيّ على قدر كبير من ذلك في موضع الكهف [31:18] ، فقال في البحر المحيط 6/122 :
"قرأ ابن محيصن (واستبرق) بوصل الألف وفتح القاف ، حيث وقع . جعله فعلاً ماضيًا على وزن استفعل ، من البَرِيق . ويكون استفعل فيه موافقًا للمجرّد الذي هو برق ، كما تقول : قَرَّ واسْتَقَرَّ بفتح القاف . ذكره الأهوازيّ في الإقناع عن ابن محيصن : قال [كذا] ابن محيصن وحده (واستبرق) بالوصل وفتح القاف ، حيث كان . لا يصرفه . انتهى ؛ فظاهره أنّه ليس فعلاً ماضيًا ، بل هو اسم ممنوع من الصرف .
وقال ابن خالويه : جعله استفعل من البريق ابن محيصن ؛ فظاهره أنّه فعل ماضٍ .
وخالفهما صاحب اللوامح : قال [كذا] ابن محيصن (واستبرق) بوصل الهمزة في جميع القرآن ؛ فيجوز أنّه حذف الهمزة تخفيفًا على غير قياس ؛ ويجوز أنّه جعله عربيّة ، من برق يبرق بريقًا ، وذلك إذا تلألأ الثوبُ لجدّته ونضارته ، فيكون وزنُه استفعل من ذلك ؛ فلَمّا تسمّى به ، عامله معاملةَ الفعل في وصل الهمزة ومعاملة المتمكّنة من الأسماء في الصرف والتنوين . وأكثر التفاسير على أنّه عربيّة . وليس بمستعرب . دخل في كلامهم ، فأعربوه . انتهى
ويمكن أن يكون القولان روايتين عنه : فتح القاف وصرفه التنوين .
وذكر أبو الفتح ابن جنّي قراءةَ فتح القاف وقال : هذا سهو أو كالسهو . انتهى
وإنّما قال ذلك ، لأنّه جعله اسمًا . ومنعه من الصرف لا يجوز ، لأنّه غير علم . وقد أمكن جعله فعلاًا ماضيًا ، فلا تكون هذه القراءة سهوًا ." [انتهى كلام أبي حيّان الأندلسيّ ومبحثه]
بذلك يكون صاحب البحر المحيط قد وقف بهذا الخصوص على ما ذكره ابن خالويه (370) في حواشي كتاب البديع 79-80 وابن جنّي (392) في المحتسَب 2/29 والأهوازيّ (446) في الإقناع والوليّ الصالح عبد الرحمن بن أحمد الرازيّ (454) في كتاب اللوامح .
نظيره في موضع الكهف ما نقله السمين الحلبيّ (756) في الدرّ المصون 7/484-485 [طبعة دار القلم 1411/1991] وابن عادل الحنبليّ (بعد880) في اللباب في علوم الكتاب 12/482 [طبعة دار الكتب العلميّة 1419/1998] (نقلاً عن الدرّ المصون للسمين الحلبيّ) والآلوسيّ (1250) في روح المعاني 8/258-259 [طبعة دار الكتب العلميّة 1415/1994] (نقلاً عن البحر المحيط لأبي حيّان الأندلسيّ) .
يُضاف إلى ذلك سائر مواضع هذا الحرف في القرآن الكريم وما ورد في كتب القراءات والتفاسير وغيرها من أوصاف لأوجه قراءة ابن محيصن وكذا بعض المصادر التي لم ينقلها صاحب البحر المحيط ومَن نقلوا عنه في موضع الكهف :

أوّلاً موضع الكهف (31:18) :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 270 : "(مِن سُندُسٍ وَاسْتَبْرَقَ) [31:18] : بوصل الألف ونصب القاف من غير تنوين ، حيث كان في موضع الجرّ ." [تُراجَع هناك مصادر الحاشية 4]
الكرمانيّ (ق6) : شواذّ القراءات 288 "عن ابن محيصن (وَاسْتَبْرَقَ) بوصل الألف وفتح القاف ."

ثانيًا موضع الدخان (53:44) :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 329 : "(وَاسْتَبْرَقَ) [53:44] : موصولة الألف وفتح القاف وحيث كانت ." [تُراجع هناك مصادر الحاشية 4]

ثالثًا موضع الرحمن (54:55) :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 350-351 : "(مِنِ اسْتَبْرَقَ) [54:55] : بوصل الألف وفتح القاف وبكسر النون من عند قوله : (اسْتَبْرقَ) حيث كان ." [تُراجَع هناك مصادر الحاشية 1]
الكرمانيّ (ق6) : شواذّ القراءات 460 "عن ابن محيصن (من استبرق) بوصل الألف وكسر النون . تفرّد به . ومضى في سورة الكهف ."

رابعًا موضع الإنسان [21:76] :
الأهوازيّ (446) : مفردة ابن محيصن المكّيّ 376 : "(وَاسْتَبْرَقَ) [21:76] : بوصل الألف وبالرفع من غير تنوين ." [تُراجَع هناك مصادر الحاشية 3]
الهذليّ (465) : كتاب الكامل في القراءات الخمسين 246ب "(واستبرق) مفتوح غير منوّن ابن محيصن . وقد تقدّم ."
الكرمانيّ (ق6) : شواذّ القراءات 497 "عن ابن محيصن وأبي البرهسم (واستبرق) بوصل الألف وفتح القاف ؛ وعنه (وإستبرق) بقطع الهمزة وفتح القاف ."

يمكن إجمال مباحث هذا اللفظ كالتالي :

1) أوجه قراءة ابن محيصن هذا اللفظ وطرق رواياتها .
2) هل هو عربيّ الأصل أم معرَّب؟
3) هل همزته مقطوعة أم موصولة ؟
4) هل هو فعل أم اسم ؟
5) إن كان اسمًا : هل هو مصروف أم ممنوع من الصرف ؟

برأيي ليس بكثير ، بل الأمر جدير أن تضبط هذه المسائل مقرونة بأقوال العلماء - وهي عديدة - وأدلتّهم ومصادرهم في جزء ، يفي بالموضوع ويحيط بجميع جوانبه ، كما هو الحال عند الخطيب البغداديّ ، إنْ صحّت المعلومات في وضعه جزءًا في ذلك .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شكرا جزيلا على ما تفضلت به من إفادات، لكن أكبر ما أنشده: الوقوف على هاتيك النسخة، ثم التعرف على ما تضمّنته، مع تحقيق مدى صحة نسبتها إلى الخطيب.
 
عودة
أعلى