أحمد الشويمي
New member
السلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد أرسل لي أحد الإخوة بالأمس رسالة هذا نصها:
من دقيق فقه شيخنا العلامة عبدالمحسن بن عباد البدر متعه الله بالصحة و إيانا بعلمه، أنه استدل على أن شعيب موسى ليس شعيب عليه السلام بالقرآن.
من خلال سياق الآيات في سورة الأعراف، الآيات من 59 إلى 103.
فذكر تعالى كلاً من نوح و هود و صالح و لوط و شعيب عليهم السلام.
ثم قال في الآية 101:
تلك القرى نقص عليك من أنبائها.الآيتان.
و بعدها قال: ثم بعثنا من بعدهم موسى.
فأعجبني هذا الاستنباط وتشجعت للبحث عن أقوال المفسرين في هذه المسألة، فوقفتُ على كلامٍ للطبري -رحمه الله-، وهذا نصُّه:
تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (18/ 223)
وَأَمَّا أَبُوهُمَا فَفِي اسْمِهِ اخْتِلَافٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ اسْمُهُ يَثْرُونَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: «كَانَ الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى ابْنُ أَخِي شُعَيْبٍ يَثْرُونُ».
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: «الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى يَثْرُونُ ابْنُ أَخِي شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ» .
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ اسْمُهُ: يَثَرَى.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى: يَثَرَى صَاحِبُ مَدْيَنَ ".
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ الْعَبْدِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى: يَثَرَى صَاحِبُ مَدْيَنَ ".
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ الْعَبْدِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اسْمُ أَبِي الْمَرْأَةِ: يَثَرَى ".
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ اسْمُهُ شُعَيْبٌ، وَقَالُوا: هُوَ شُعَيْبٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «يَقُولُونَ شُعَيْبٌ صَاحِبُ مُوسَى، وَلَكِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْمَاءِ يَوْمَئِذٍ» .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا مِمَّا لَا يُدْرَكُ عِلْمُهُ إِلَّا بِخَبَرٍ، وَلَا خَبَرَ بِذَلِكَ تَجِبُ حُجَّتُهُ، فَلَا قَوْلَ فِي ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِمَّا قَالَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ. . قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ}.
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله تقريبًا هذه الأقوال، وذكر ما يقوي القول بأنه ليس بشعيب النبي عليه الصلاة والسلام، وذهب الشيخ ابن سعدي رحمه الله أيضًا إلى هذا القول، وهذا كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح:
كَمَا أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ أَهْلَكَ أَهْلَ مَدْيَنَ بِالظُّلَّةِ لَمَّا جَاءَهُمْ شُعَيْبٌ وَذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّ مُوسَى أَتَاهَا وَتَزَوَّجَ بِبِنْتِ وَاحِدٍ مِنْهَا فَظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ شُعَيْبٌ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَذَا غَلَطٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِمْ، كُلُّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ الَّذِي صَاهَرَهُ مُوسَى لَيْسَ هُوَ شُعَيْبًا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحُكِيَ أَنَّهُ شُعَيْبٌ عَمَّنْ لَا يُعْرَفُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ; كَمَا بَسَطْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ.
فأرجوا من عنده مزيد علمٍ في هذه المسألة فليتحفنا به، جزاكم الله خيرًا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد أرسل لي أحد الإخوة بالأمس رسالة هذا نصها:
من دقيق فقه شيخنا العلامة عبدالمحسن بن عباد البدر متعه الله بالصحة و إيانا بعلمه، أنه استدل على أن شعيب موسى ليس شعيب عليه السلام بالقرآن.
من خلال سياق الآيات في سورة الأعراف، الآيات من 59 إلى 103.
فذكر تعالى كلاً من نوح و هود و صالح و لوط و شعيب عليهم السلام.
ثم قال في الآية 101:
تلك القرى نقص عليك من أنبائها.الآيتان.
و بعدها قال: ثم بعثنا من بعدهم موسى.
فأعجبني هذا الاستنباط وتشجعت للبحث عن أقوال المفسرين في هذه المسألة، فوقفتُ على كلامٍ للطبري -رحمه الله-، وهذا نصُّه:
تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (18/ 223)
وَأَمَّا أَبُوهُمَا فَفِي اسْمِهِ اخْتِلَافٌ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَانَ اسْمُهُ يَثْرُونَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنِي أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: «كَانَ الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى ابْنُ أَخِي شُعَيْبٍ يَثْرُونُ».
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: «الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى يَثْرُونُ ابْنُ أَخِي شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ» .
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ اسْمُهُ: يَثَرَى.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى: يَثَرَى صَاحِبُ مَدْيَنَ ".
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ الْعَبْدِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " الَّذِي اسْتَأْجَرَ مُوسَى: يَثَرَى صَاحِبُ مَدْيَنَ ".
حَدَّثَنِي أَبُو الْعَالِيَةِ الْعَبْدِيُّ إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْهَيْثَمِ، قَالَ: ثنا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " اسْمُ أَبِي الْمَرْأَةِ: يَثَرَى ".
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلِ اسْمُهُ شُعَيْبٌ، وَقَالُوا: هُوَ شُعَيْبٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: حَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ: ثنا قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: «يَقُولُونَ شُعَيْبٌ صَاحِبُ مُوسَى، وَلَكِنَّهُ سَيِّدُ أَهْلِ الْمَاءِ يَوْمَئِذٍ» .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَهَذَا مِمَّا لَا يُدْرَكُ عِلْمُهُ إِلَّا بِخَبَرٍ، وَلَا خَبَرَ بِذَلِكَ تَجِبُ حُجَّتُهُ، فَلَا قَوْلَ فِي ذَلِكَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِمَّا قَالَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ {وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ. . قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ}.
وقد ذكر ابن كثير رحمه الله تقريبًا هذه الأقوال، وذكر ما يقوي القول بأنه ليس بشعيب النبي عليه الصلاة والسلام، وذهب الشيخ ابن سعدي رحمه الله أيضًا إلى هذا القول، وهذا كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح:
كَمَا أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّهُ أَهْلَكَ أَهْلَ مَدْيَنَ بِالظُّلَّةِ لَمَّا جَاءَهُمْ شُعَيْبٌ وَذَكَرَ فِي الْقُرْآنِ أَنَّ مُوسَى أَتَاهَا وَتَزَوَّجَ بِبِنْتِ وَاحِدٍ مِنْهَا فَظَنَّ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّهُ شُعَيْبٌ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهَذَا غَلَطٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ جُرَيْجٍ وَغَيْرِهِمْ، كُلُّهُمْ ذَكَرُوا أَنَّ الَّذِي صَاهَرَهُ مُوسَى لَيْسَ هُوَ شُعَيْبًا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحُكِيَ أَنَّهُ شُعَيْبٌ عَمَّنْ لَا يُعْرَفُ مِنَ الْعُلَمَاءِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ; كَمَا بَسَطْنَاهُ فِي مَوْضِعِهِ.
فأرجوا من عنده مزيد علمٍ في هذه المسألة فليتحفنا به، جزاكم الله خيرًا.