هل ربط الإسلام بين الصيام وشفاء الأمراض؟

إنضم
08/02/2024
المشاركات
43
مستوى التفاعل
6
النقاط
8
العمر
52
الإقامة
مصر، المنصورة
هل ربط الإسلام بين الصيام وشفاء الأمراض؟

لم يحدث أبداً أن ربط الإسلام بين الصيام وشفاء الأمراض، فالإسلام جعل صيام رمضان خير من الفطر لمن يطيق الصيام دون أن يناله العُسر، وإشترط قبل الصوم الإلتزام بالحمية الغذائية طوال العام لكي تتحقق للصائم خيرية الصيام ومنافعه. وهذا الذي قرره النص الاسلامي هو ما بدأ العلم الحديث يشير اليه قريباً، وخصوصاً بعد إنتشار الأبحاث العلمية التي تربط بين الصيام وتنشيط نظام البلعمة الذاتية (Autophagy) ودوره الكبير في الشفاء، وإليكم التفصيل.

١. لا ينبغي الربط بين العبادة والصحة لأنه لو وجد عابد مريض فعبادته مشكوك فيها، وغير العابد قد يكون أصح. والله توعد المؤمن بالبلاء، (أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)، حتى لو كان حافظ للقرآن صوام قوام، فإصابة المسلم بالأمراض لا تطعن في صحة الإسلام، كما أن غياب المرض عن العُباد وحُفاظ القرآن ليس بدليل على صحة المعتقد. وربط العبادة بالصحة ربما يجعل المسلم يقبل على العبادة بنية تحصيل فائدة دنيوية أكثر من حرصه على أن تكون العبادة لله وحده، وربما انصرف عن العبادة لو لم يجد هذه الفائدة الدنيوية.

٢. عبادة الصوم لها وضع خاص مع الصحة، لماذا؟
لأننا قبل أن نصوم إسلامنا يأمرنا بالحمية الغذائية طوال العام كما في قول الله (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)، وفي حديث رسول الله (ما ملأ بن آدم وعاء شر من بطنه، بحسب بن آدم لقيمات يقمن صلبه)، وهذه الحمية طبيا هي الأصل الأصيل لمحاربة الداء، فمؤكد للصوم فوائد طبيه باعتباره مُكمل للحمية الغذائية، وهذا ما نود إثباته دون إفراط أو تفريط.

٣. لا يوجد نص صريح يربط بين الصيام وشفاء الأمراض، مثل ما هو مذكور في آية { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ}، أو آية (وننزل من القرآن ما هو شفاء)، او حديث (الحبة السوداء شفاء لكل داء إلا السام).

٤. الصيام مشقة
ولذا فرضه الله كفارة لبعض المعاصي {فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ}، ولما كانت مشقة الصيام قد تضر بالمريض والمسافر فقد جاء التيسير من الله تعالى برفع المشقة في قوله تعالى (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.

٥. حديث (صوموا تصحوا) غير صحيح ولا يُعتد به في قضايا الإعجاز العلمي.

٦. ظن البعض من حديث صحيح مُسلم (الصيام جُنة)، أن الحديث عام في الوقاية من كل شيء بما في ذلك الأمراض، ولكن أهل العلم قصروا المعنى على الوقاية من النار وما يؤدي لها، والنبي صلى الله عليه وسلم قيد معنى جُنة في روايات صحيحة صرحت بنوعية الوقاية ومنها رواية (الصوم جنة من النار)، ورواية " الصِّيَامُ جُنَّةٌ وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ ".
ومعلوم أن الشرع لا تناقض فيه، فكيف نجعل الصيام وقاية من الأمراض، ثم يبيح الشرع للمريض ان يفطر منعا للعُسر، وفي بعض الأمراض يجب علي المريض الفطر ويأثم إن صام،

٧. ظن البعض من قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} أن التقوى عامة في الدنيا والآخرة وبالتالي يمكن أن يكون أحد معانيها في الدنيا هو إتقاء المرض وأن صيام رمضان بذلك فيه الشفاء. وبمراجعة التفاسير نجد أنها قصرت معنى التقوى على اتقاء الحرام وسخط الله والنار.
وإذا كانت التقوى في الآية عامة، فقد خصص النبي معناها في الحديث حين أشار لقلبه وقال التقوى ها هنا، وبهذا يتضح ان التقوى معنى روحي فيه تعظيم لله وحرماته وخوف من سخط الله والنار، فلا داعي لأن نجعل الناس يزهدون هذا المعنى الجليل سعيا لطلب الشفاء، وهو ما نشهده بكثرة الآن.

٩. قد يحتج البعض بقول الله {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }، على أن الصوم خير من الفطر للمريض أيا كان مرضه وكبير السن والحامل والمرضع، ولكن أغلب الظن أن المحتج بالآية لم يلحظ أن الخيرية مُقيدة في الآية للأصحاء الذين يطيقونه (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ومن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون).
قال جمهور أهل العلم بأن الذين يطيقونه أي الأصحاء الذين يقدرون عليه فهؤلاء كانوا مخيرين بين الصوم أو الفدية في بداية تكليف الصيام قبل أن يصبح فريضة على الجميع بقول الله (فمن شهد منكم الشهر فليصمه)، فقرر الله أن الصوم في حق المطيق له خير من الفدية والإفطار، والخيرية مطلقة فتكون في الدنيا والآخرة، ولا شك أن تحصيل الصحة والمحافظة عليها هو أحد المنافع الدنيوية للصوم، ولذا يمكن الاستدلال بهذا النص على الإعجاز العلمي للصيام ولكن في حق القادر عليه بنص الآية (وعلى الذين يطيقونه)، وهذا هو الصنف الأول الذي يستفيد بالصيام، والصنف الثاني في النقطة التالية.

١٠. حكم الصيام في حق المريض
وضحه الله بقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، فلما كان في الصوم مشقة على المريض فقد رخص الله له في الفطر لأنه لا يريد به العسر، وبالتالي لا يجوز لنا أن نقول لكل مريض الصوم يشفي من الأمراض فهو خير لك من الإفطار، فلو تأذى المريض بالصوم كان في ذلك وزر على من أفتاه بالصوم، كما أنه لا يجوز إجبار المريض على الفطر إن كان مرضه يسير والمشقة معه بسيطة.
ذهب جمهور الفقهاء ومنهم الأئمة الأربعة إلى أن المرض المبيح للفطر، هو المرض الشديد الذي يؤدي إلى ضرر في النفس، أو زيادةٍ في العلة، أو يُخشى معه تأخر البرء، واستدلوا على ذلك بقول الله (يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)..... انتهى مختصرا من كتاب الحاوي في تفسير القرآن الكريم.
وعليه فإن وجد المريض العسر والمشقة أفطر وإفطاره خير من صيامه، وإن وجد اليسر وكان يطيق الصيام فصيامه خير من إفطاره لعموم قول الله للذين يطيقونه (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون)، وهذا هو الصنف الثاني الذي يستفيد صحيا من الصيام.

١١. لعلى لا أكون مغاليا إن قلت بأن غياب النص الذي يربط بين الصيام و الشفاء لهو الإعجاز الرباني، فتخيلوا معي أن الله قال الصيام نفع عام لكل الناس و ينبغي أن يصوم كل الناس بما فيهم المرضى، أو قال بأن الصيام مشقة بالكامل فلا يصوم إلا الصحيح و ينبغي على كل مريض أن يفطر، ثم أتى العلم الحديث ليثبت أن الصيام قد ينفع بعض الأمراض و قد يضر ببعض الأمراض، ساعتها سوف يظهر من يتهم التشريع الاسلامى بالقصور وأنه من صنع البشر.

١٢. قريبا إنتشرت كتابات كثيرة تقول بأن الصيام ينشط نظام البلعمة الذاتية (Autophagy) الذي يعمل على التهام الخلايا المتهالكة من الجسد وكل ما يضر الجسد حتى الخلايا السرطانية، فزعم البعض بهذا الدليل أن الصيام شفاء لكل داء. فأقول وبالله التوفيق ما قلته أعلاه مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله وليس من تأليفي، وهذه الكتابات التي تربط بين نظام البلعمة الذاتية وقدرة الصيام على الشفاء من كل داء هي التي خالفت وسطية الإسلام حول الصيام كما أنها لم تفهم بحوث العلم عن البلعمة الذاتية بمنهج علمي دقيق، وإليكم التفصيل:

@ أول من ذكر دور الصيام في تنشيط نظام البلعمة الذاتية هو العالم الياباني (Yoshinori Ohsumi) والذي حصل على جائزة نوبل لاكتشافه آلية حدوث البلعمة الذاتية والجينات المسؤولة عنها من خلال تجويع خلايا فطر الخميرة (Yeast )، ومن هنا تم الربط بين الصيام وشفاء الأمراض.

@ كيف ينشط الصوم نظام البلعمة الذاتية؟
عندما نصوم ينخفض مستوى السكر في الدم فيقل افراز هرمون الإنسولين المرتبط بارتفاع السكر في الدم ويبدأ الجسم في إفراز هرمون الجلوكاجون المرتبط بإنخفاض مستوى السكر بالدم، وعندما يزيد الجلوكاجون يقوم بوظائف فسيولوجية عديدة منها تنشيط نظام البلعمة الذاتية الذي يقوم بالتهام الخلايا التالفة. أيضا الصوم يقوم بتنشيط هرمون النمو الذي يقوم بتعويض وبناء خلايا جديدة مكان التالفة. فكأن الصوم يقوم بعملية احلال وتجديد للتالف من الجسم بخلايا جديدة. ولكن هل يسهل تحقيق هذه الفوائد بالصوم؟، بكل صراحة ليس سهلا.

@ لماذا تنشيط نظام البلعمة الذاتية بالصيام ليس سهلاً؟
طرح العلماء سؤال مهم جدا للجواب على هذا السؤال، ما هي مدة الصوم المثالية المناسبة لتنشيط نظام البلعمة الذاتية؟

بعد أن عرفنا في النقطة السابقة الآلية التي تنشط البلعمة الذاتية صار من السهل علميا جواب هذا السؤال، فنحن بحاجة الى مدة تكفي لخفض نسبة الانسيولين ورفع نسبة الجلوكاجون، بعد هذه المدة يبدأ حرق الدهون بالجسم ويتم تنشيط نظام البلعمة الذاتية ذو الفوائد الصحية العديدة.
لكي ينخفض مستوى الانسيولين بالدم فلابد من استهلاك مخزون الكبد من الجليكوجين (مخزون السكر)، هذا المخزون يتراوح بين ١٠٠ الى ١٥٠ جرام، وحرق هذه الكمية يحتاج تقريبا ١٨ الى ٢٤ ساعة، بما يعني أن يوم صيام من ١٤ الى ١٨ ساعة لا يكفي لتنشيط البلعمة الذاتية، صدمة !!! أليس كذلك؟!!! وطبعا الصدمة أكبر إذا عرفنا أن من يسرفون في طعام الإفطار والسحور فسوف يحتاجون لوقت أكبر لحرق الكميات الكبيرة من السكر التي ستدخل للدم والتي ستتحول إلى جليكوجين.
ولحل هذه المعضلة للاستفادة من الصوم لمدة لا تتجاوز ١٨ ساعة لجأ العلماء الى الحل الإسلامي فقالوا لابد من الحمية الغذائية المستمرة لخفض نسبة السكر بالدم وخفض نسبة المخزون منه في الكبد، فكلما انخفضت نسبة المخزون قل وقت الصيام المطلوب لحرق السكر المخزون بالكبد وبالتالي تنشط البلعمة الذاتية وتحدث الفائدة الصحية للصوم.
هل عرفتم الآن لماذا قلت بأن فوائد الصيام الصحية مرهونة بالحمية الغذائية التي أمرنا بها الإسلام طوال العام في قول الله (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)، وفي حديث رسول الله (بحسب بن آدم لقيمات).

١٣. الوسطية التي ينبغي ان نخاطب بها الناس في باب صيام رمضان تكون كالتالي:

بالرغم من أن في الصيام مشقة إلا أنه خير للبدن من الإفطار طالما كان الإنسان مطيقا له سواء كان صحيحا أو مريضا بمرض لا يشق على صاحبه عند الصيام، وهذا يتوافق مع المرضى الذين بحاجة لإنقاص الوزن والتقليل من الطعام وتغليب العمل على التخمة من الطعام كعلاج أساسي لهم ، كما هو الحال في بعض الأنواع من مرض السكر. فالمرضى على درجات فلا ينصحوا كلهم بالفطر لأن الصيام قد يكون فيه النفع و الشفاء للبعض، ولا ينصحوا كلهم بالصيام لأن بعض المرضى قد يصيبهم المرض بسبب الصيام، فالصيام كالدواء ينفع و يضر، ولا يستطيع تحديد النفع و الضرر هنا إلا الطبيب المسلم من أهل الاختصاص.

ويجب ألا ننسى أن نخبر الناس أن فوائد الصيام الصحية لن تتحقق إلا بعد تحقيق الحمية الغذائية طوال العام، فأي فائدة صحية ستتحقق لشخص صام رمضان وهو بدين ويتناول في إفطاره وسحوره ما يفوق كما ونوعا ما يتناوله في ثلاث وجبات في اليوم العادي. وهذه الوسطة التي حدثتكم بها ذكرها كتاب (Experiments with Intermittent Fasting)، والذي عقد مقارنة علمية بين الامتناع عن الطعام لفترات طالت او قصرت (الصيام) وبين الحمية الغذائية فقال بأن اتباع نظام حمية غذايية مع انواع جيدة من الطعام خالية من التعقيد ومن الكيماويات والملوثات يكون كفيل بتحقيق كل فوائد الصيام.

وحتما هذا الأثر الصحي للصوم سيزيد إذا التزمنا بصيام السنن (الاثنين والخميس، و٣ ايام من كل شهر) فترتفع نسبة الصوم الى ١٦٠ يوم تقريبا كل عام بنسبة ٤٤ %، فاذا أخذنا بالأفضل وهو صيام داود (أفضل الصيام صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما)، أي يصوم اكثر من نصف العام (٣٠ يوم رمضان لانه كتب على الأمم السابقة، و نصف باقي ال ١١ شهر) اي ما مجموعه حوالي ٢٠٠ يوم تقريبا بنسبة حوالي ٥٥ % من العام فيكون ذلك أكثر خيرا وبركة على الجسد لأن أغلب الداء مما يدخل البدن من طعام وشراب، ولا شك ان الجسد الجائع على مدار العام ستنشط به البلعمة الذاتية بصورة واضحة وستظهر عليه آثار الصحة والعافية بعكس البدن الغارق في لذات الطعام والشراب طوال العام والمسرف على نفسه في طعام الإفطار والسحور في رمضان.

اللهم ما كان من توفق فمنك وحدك وما كان من خطأ او سهو او نسيان فمني ومن الشيطان زالله ورسوله منه براء.

المراجع
1. Experiments with Intermittent Fasting
2. يمكن مراجعة بحث د. ( Yoshinori Ohsumi) على الرابط التالي
3. للمزيد حول دور الصيام في تنشيط البلعمة الذاتية ارجو الإطلاع على هذا الرابط
How to renew your body: Fasting and autophagy
4. للمزيد عن علاقة الصوم بالبلعمة الذاتية ارجو الاطلاع على الروابط التالية:
Ramadan Fasting, Health, and Autophagy:
Is There any Relationship?

how long do you need to fast before insulin comes down?

Autophagy and intermittent fasting: the connection for cancer therapy?

How Long Can I Do Intermittent Fasting, Why Fast For That Long, The Dos & Don’ts of Intermittent Fasting

How Long Until Autophagy Kicks In

د. محمود عبدالله نجا
عضو هيئة تدريس بكلية طب المنصورة، مصر
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ العزيز يرجى إعادة النظر بقولكم : ( لم يحدث أبداً أن ربط الإسلام بين الصيام وشفاء الأمراض) ، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
: ( ما ملأ آدمي وعاءاً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)رواه الترمذي وصححه الألباني ، ومفهوم الحديث أن الصيام فيه فائدة صحية للمسلم .
ومن لطيف الأقوال قول العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم: (وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن ماسويه لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام ولتعطلت المشافي ، ودكاكين الصيادلة وإنما قال هذا لأن أصل كل داءٍ التخمة والله أعلم ) ، والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاستاذ العزيز يرجى إعادة النظر بقولكم : ( لم يحدث أبداً أن ربط الإسلام بين الصيام وشفاء الأمراض) ، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
: ( ما ملأ آدمي وعاءاً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)رواه الترمذي وصححه الألباني ، ومفهوم الحديث أن الصيام فيه فائدة صحية للمسلم .
ومن لطيف الأقوال قول العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم: (وهذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، وقد روي أن ابن ماسويه لما قرأ هذا الحديث في كتاب أبي خيثمة قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات لسلموا من الأمراض والأسقام ولتعطلت المشافي ، ودكاكين الصيادلة وإنما قال هذا لأن أصل كل داءٍ التخمة والله أعلم ) ، والله تعالى أعلم .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على تعليقكم
الحديث الذي ذكرتموه لا يتحدث عن الصوم بشكل مباشر، ولكن عن الحمية الغذائية وتقسيم الكميات على المعدة لراحة المعدة والنفس والبدن، وقد ذكرت ذلك في النقطة الثانية من البحث فقلت نصاً (قبل أن نصوم إسلامنا يأمرنا بالحمية الغذائية طوال العام كما في قول الله (كلوا واشربوا ولا تسرفوا)، وفي حديث رسول الله (ما ملأ بن آدم وعاء شر من بطنه، بحسب بن آدم لقيمات يقمن صلبه)، وهذه الحمية طبيا هي الأصل الأصيل لمحاربة الداء، فمؤكد للصوم فوائد طبيه باعتباره مُكمل للحمية الغذائية، وهذا ما نود إثباته دون إفراط أو تفريط).

وعليه فعبارتي تقصد الربط المباشر بين الصيام والصحة وهو ما لم يحدث في أي نص إسلامي، فالصيام إذا التزمنا الحمية الغذائية تتحقق الفائدة الصحية منه، وإذا أسرفنا في الطعام والشراب كعادة أغلب المسلمين في كافة الأمصار في رمضان فلن تتحقق الصحة، ولكن تخمة وامراض، مع ملاحظة أن الصيام قد يضر ببعض الأمراض فالفطر اولى كما بينت اعلاه، والله تعالى أعلى واعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يربط بين الصيام والصحة هم الأطباء والمشتغلين بدراسات الصحة والمرض ، فإذا لم يوجد نص إسلامي مباشر صريح فهذا لا ينفي نتائج البحث والدراسات التي قام بها العديد من الأطباء المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، ولا يزال الخير في الصيام يشمل الأجر والصحة والبركة .
وكما أن الطبيب هو من يفتي للمريض هل يجب عليه الإفطار أم أنه يستطيع الصيام فهو أيضاً من أفتى بأن الصيام مفيد للصحة ويقي من الكثير من الأمراض .
وعندما يقول الأطباء أن الصيام يفيد الصحة فأنت فقط تغالي في الإنكار بحجة أن الصيام ضار بمرضى السكري أو بعض أنواع الأمراض الأخرى وهنا أنت تفتي خارج مجال إختصاصك ،
 
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي يربط بين الصيام والصحة هم الأطباء والمشتغلين بدراسات الصحة والمرض ، فإذا لم يوجد نص إسلامي مباشر صريح فهذا لا ينفي نتائج البحث والدراسات التي قام بها العديد من الأطباء المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ، ولا يزال الخير في الصيام يشمل الأجر والصحة والبركة .
وكما أن الطبيب هو من يفتي للمريض هل يجب عليه الإفطار أم أنه يستطيع الصيام فهو أيضاً من أفتى بأن الصيام مفيد للصحة ويقي من الكثير من الأمراض .
وعندما يقول الأطباء أن الصيام يفيد الصحة فأنت فقط تغالي في الإنكار بحجة أن الصيام ضار بمرضى السكري أو بعض أنواع الأمراض الأخرى وهنا أنت تفتي خارج مجال إختصاصك ،

وعليكم السلام ورحمة الله
أغلب الصيام المذكور في الأبحاث الطبية ليس على الصفة الإسلامية، ولكن أنواع كثيرة من الحميات الغذائية، وكلها لها نفع طبي لكونها تقلل من الطعام والشراب وهما أصل كثير من الأمراض، ومؤكد صيام رمضان أفضل في التاثير لو التزمنا الحمية الغذائية ولم يكن هناك مانع طبي من الصيام، ولذا فعظمة النص الإسلامي في أنه لم يأمر كل المرضى بالصيام ولا أمرهم كلهم بالفطر، وقد بينت ذلك في آخر نقطة حيث قلت نصا:
.الوسطية التي ينبغي ان نخاطب بها الناس في باب صيام رمضان تكون كالتالي:
بالرغم من أن في الصيام مشقة إلا أنه خير للبدن من الإفطار طالما كان الإنسان مطيقا له سواء كان صحيحا أو مريضا بمرض لا يشق على صاحبه عند الصيام، وهذا يتوافق مع المرضى الذين بحاجة لإنقاص الوزن والتقليل من الطعام وتغليب العمل على التخمة من الطعام، كعلاج أساسي لهم ، كما هو الحال في بعض الأنواع من مرض السكر. فالمرضى على درجات فلا ينصحوا كلهم بالفطر لأن الصيام قد يكون فيه النفع و الشفاء للبعض، ولا ينصحوا كلهم بالصيام لأن بعض المرضى قد يصيبهم المرض بسبب الصيام، فالصيام كالدواء ينفع و يضر، ولا يستطيع تحديد النفع و الضرر هنا إلا الطبيب المسلم من أهل الاختصاص. ويجب ألا ننسى أن نخبر الناس أن فوائد الصيام الصحية لن تتحقق إلا بعد تحقيق الحمية الغذائية طوال العام، فأي فائدة صحية ستتحقق لشخص صام رمضان وهو بدين ويتناول في إفطاره وسحوره ما يفوق كما ونوعا ما يتناوله في ثلاث وجبات في اليوم العادي. وهذه الوسطة التي حدثتكم بها ذكرها كتاب (Experiments with Intermittent Fasting)، والذي عقد مقارنة علمية بين الامتناع عن الطعام لفترات طالت او قصرت (الصيام) وبين الحمية الغذائية فقال بأن اتباع نظام حمية غذايية مع انواع جيدة من الطعام خالية من التعقيد ومن الكيماويات والملوثات يكون كفيل بتحقيق كل فوائد الصيام.

وإن شاء الله أبين في المقال القادم أن الأبحاث الطبية أهملت بعض صفات الصيام الإسلامي عند دراسة تاثيره على الصحة، فجعلته مثل غيره من انواع الصيام المختلفة من حيث تاثير الحمية الغذائية، وهو صحيح، ولكن هناك التاثير النفسي للصيام، والتاثير القرآني، وتاثير تناول التمور، والاستيقاظ لتناول السحور، وتاثير قيام الليل، فلابد من دراسة شاملة تنظر في أثر كل هذه العبادات على الصحة، فمؤكد من يلتزم بالحمية الغذائية مع كل ما سبق من عبادات سيجد للصيام أثر اعظم على النفس والبدن، والله تعالى اعلى واعلم.
 
هذا الحديث دليل على ان في الصيام مشقة واضعاف للبدن فتضع
ما هو مرادكم بالإستدلال بهذا الحديث؟
 
وصف الصيام علاجا لمن لا يستطيع الزواج والله تعالى أعلم
الشهوة الجنسية ليست مرض حتى نقول بأن الصيام شفاه، ولكن هناك عوامل لاستثارتها، والاسلام حرص على منع الاستثارة بعيدا عن الحلال، فأمر بالزواج لمن استطاع الباءة، وأمر بغض البصر، واخيرا أمر بالصوم لما فيه من تقليل للطعام والشراب، بغرض اضعاف البدن والشهوة، ومعلوم أن الطعام وقود للشهوة، كما أن التقوى المتحصلة بالصوم يفترض ان تقاوم خروج الشهوة في الحرام، مع ملاحظة أن الصوم قد يزيد الشهوة لدى البعض وخصوصا اذا كان لا يلتزم حمية غذائية، ففي زمن النبي كان الطعام قليل، والصوم بالفعل يتحقق به اضعاف البدن والشهوة، اما في زماننا، فهناك تخمة من الطعام حتى مع الصيام، فكيف للشهوة أن تضعف؟!
 
عودة
أعلى