هل ذكر القُرآن خلق النبات قبل النور كما فعلت التوراة؟

إنضم
08/02/2024
المشاركات
23
مستوى التفاعل
4
النقاط
3
العمر
51
الإقامة
مصر، المنصورة
هل ذكر القُرآن خلق النبات قبل النور كما فعلت التوراة؟

قال كثير من العلماء أن كلمة (جميعاً) في آية البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً، ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات، وهو بكل شيء عليم)، تشمل كل ما في الأرض حتى النبات والحيوان، وأن العطف بثم في هذه الآية يشير لخلق الأرض قبل السماء وشبهوا ذلك بأبنية الدنيا نبني أسفلها قبل أعلاها. وربما شجعهم على هذا القول حديث التُربة في صحيح مُسلم، والذي قال فيه بخلق الشجر يوم الإثنين وخلق النور يوم الأربع.
ولكن هذا القول تسبب في زماننا في إشكال علمي لم ينتبه له السلف، فمعلوم أن خلق النجوم ومنها الشمس سابق لخلق الأرض، وأن النبات يحتاج لطاقة الشمس وتتابع الليل والنهار من أجل عملية البناء الضوئي، فكيف يمكن القول بخلق النبات على الأرض قبل خلق السماء بشمسها ونجومها وحدوث دورة تعاقب الليل والنهار؟!. وهل يُعقل أن القرآن لم يذكر أهمية ضوء الشمس وتتابع الليل والنهار لإنبات النبات؟!.

فأقول وبالله التوفيق، لا يُعقل أن يختم الله آية البقرة السابقة بقوله (والله بكل شيء عليم) ثم يخالف العلم اليقيني، فيجعل خلق النبات قبل خلق السماوات بشموسها وأجرامها، وقبل تتابع الليل والنهار، فحاجة النبات للشمس وتتابع الليل والنهار حقيقة علمية بل قانون لا سبيل لإنكاره. والقرآن قد ذكر هذه الحقيقة بوضوح شديد في أكثر من موضع، فوافق العلم في أهمية الضوء للنبات، ولذا فالخطأ ليس في القُرآن، ولكن في فهم بعض أهل العلم لآية البقرة، مع الأخذ في الإعتبار أن حديث التُربة في صحيح مسلم قد ضعفه كثير من أهل العلم وعلى رأسهم البخاري، فليس بحُجة لإثبات خلق النبات قبل النور (الضوء)، وإليكم التفصيل.

■ هل إتفق العلماء على خلق الأرض وما فيها قبل السماء؟

ينبغي أن ننتبه إلى أن آية البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء)، لم تُصرح بخلق الأرض قبل السماء المُزينة بالنجوم والكواكب، ولم تُصرح بخلق النبات والحيوان قبل ضوء الشمس بل هو فهم فهمه البعض من كلمة (جميعاً) ومن العطف بثم (ثم استوى الى السماء)، فظنوا أن هذه الآية تفيد ترتيب خلق الأرض والسماوات الكونية، ولكن هذا فهم البشر، وليس بصريح النص، ولا نجزم بأنه مُراد الله، فهو بحاجة لدليل وليس بدليل على مراد الله، فلو سألنا أصحاب هذا الرأي ما هي السماء في الآية، لقالوا السماء كل ما علاك فأظلك، فتحتمل أن تكون جو الأرض مثلما تحتمل أن تكون سماء الكون، والترجيح بين الفهمين بحاجة لأدلة واضحة، وهو ما لم يقُم به أصحاب هذا الرأي، ونفس الكلام يُقال عند الإستدلال بآية فُصلت (الذي خلق الأرض في يومين.......ثم استوى إلى السماء وهي دخان ......الآيات)، لإثبات خلق الأرض والنبات قبل خلق السماء والشمس.

ومن المعلوم أنه لم يحدث أن إتفق العلماء على القول بخلق الأرض قبل السماء، ولذا فأنا لستُ أول من يرفض القول بخلق الأرض والنبات والحيوان قبل خلق السماوات، فقد سبقني بعض أهل العلم وعلى رأسهم الطبري، وأبوحيان، والقرطبي، والطاهر ابن عاشور، فأرجو ألا يتهمني أحد بإتباع الهوى، وحب الظهور بمخالفة السلف، فقد خالفهم من هم أعلم مني. وبعد كثير بحث وتدبر لآيات الله أرى والعلم عند الله أن الرأي بتقديم خلق السماء على الأرض، والنبات على النور (الضوء)، هو الرأي الأكثر دقة، وله شواهد قوية، وما عملي في هذا المقال إلا الإنتصار لهذا الرأي بجمع ما تبين لي من أدلة جديدة لإزالة الإختلاف بين القُرآن والعلم.

■ ما هو الترتيب الصحيح لخلق السماوات والأرض، وكيف نفهم معنى السماء المذكورة بعد الأرض في آية البقرة، وآية فُصلت؟

أرى من وجهة نظري القاصرة أن السماء المذكورة بعد الأرض في آية البقرة (خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء)، وفي آية فُصلت (خلق الأرض في يومين...... ثم استوى إلى السماء وهي دُخان.....الآيات)، هي السماء الجوية للأرض وليست السماء الكونية، فكل سبع سماوات في القُرآن تشير للسماء الكونية التي تحوي النجوم والكواكب، إلا في آية البقرة، وآية فُصلت فتُشيران للسماء الجوية للأرض (الغلاف الجوي) والتي نشأت بالفعل من دُخان الأرض، وقد سبق ناقشت ترتيب خلق السماوات والأرض، والمقصود بسماوات فُصلت الدُخانية والفرق بينها وبين سماوات النازعات المبنية في البحثين التاليين، فأرجو الإطلاع عليهما:

١. ترتيب خلق السماوات والأرض بين القُرآن والعلم، وبيان خطأ تفسير سماء فُصلت الدُخانية بالغبار الكوني.

٢. ما أدين لله به في سماء فصلت الدُخانية، وسماء النازعات المبنية.

■ هل حديث التُربة يُثبت خلق النبات قبل النور؟

يُعتبر حديث التُربة في صحيح مُسلم (خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة)، هو النص الوحيد في القُرآن والسُنة الذي صرح بخلق الأرض والنبات قبل ضوء الشموس، في مُشابهة واضحة لما ذكره سفر التكوين في التوراة (العهد القديم)، ولله الحمد لم يقُم المسلمون في زماننا برفض الحديث بحجة مخالفة متنه للعلم الحديث، فيتهمنا المخالفون بالتلاعب بعلم الحديث، فالحديث قد ضعفه كثير من قُدماء أهل العلم، ومنهم البخاري، ويحى إبن معين، وإبن تيمية، وغيرهم كثير، وقال أهل العلم هذا الحديث من رواية كعب الأحبار وألفاظه توافق ما عند اليهود، والنصارى الذين قالوا بخلق العشب والبقل والشجر قبل خلق الشمس والضوء.

■ إثبات أن القُرآن قال بخلق النبات بعد تعاقب الليل والنهار.

1. قال تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً} الأعراف54.
والآية صريحة في أن الليل لم يُغشي النهار إلا بعد خلق السماوات والأرض، فالأرض لم تعرف تعاقب الليل والنهار إلا بعد بناء السماوات الكونية، وتسويتها على صورتها النهائية، ولذلك تفصيل في الدليل الربع.

2. قال تعالي {وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن رِّزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الجاثية5.
الآية فيها دليل على أهمية الليل والنهار لعملية الإنبات، فقد جعل الله إحياء الأرض بالرزق النازل من السماء، وقدم عليه ذكر عُنصر آخر لم يكن معلوم في زمن النبي صلي الله عليه و سلم، له أهمية خاصة في إحياء الأرض وإنبات النبات، وهو اختلاف الليل والنهار، قال الشوكاني في فتح القدير ( قوله { وما أنزل الله من السماء من رزق } معطوف على إختلاف الليل و النهار، والرزق المطر، ومنفعة رزق السماء للنبات معطوفة علي منفعة اختلاف الليل و النهار، و لا تتم إلا به، ولذا ربط الله بينهما (انتهى بإختصار).

3. ربما قال قائل لعل هذا الربط السابق بين تعاقب الليل والنهار هو من قبيل الصُدفة، ولعل الآية لم تقصد الربط بين اختلاف الليل و النهار و مسألة إنبات النبات !!!
فأقول وبالله التوفيق، لو كان صُدفة لما جاء في القرآن إلا مرة واحدة، ولكن هذا الربط تكرر أيضاً في آية البقرة {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا، وبث فيها من كل دابة}.

فقدم الله في هذه الآية أيضاً ذكر إختلاف الليل والنهار على ذكر إنزال الماء وإحياء الأرض بعد موتها ثم بث الدواب، فبدون الشمس وتعاقب الليل والنهار لن يكون هناك إنبات، لحاجة النبات لعملية البناء ضوئي للحصول على الطاقة اللازمة لجميع عملياته الحيوية، وباقي دواب الأرض تعتمد على النبات كمصدر أساسي للطاقة حيث لا يستطيع الحيوان أخذ طاقته من الشمس مباشرة وهذا أمر معلوم في السلسلة الغذائية.

4. واليكم الدليل الفصل على أن اخراج نبات الأرض لم يتم إلا بعد خلق الليل والنهار، وخلق السماوات بأجرامها، وذلك في سورة النازعات (ءَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا. رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا. وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا. وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا. أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا).

والآيات صريحة في أن خلق الليل سبق خلق النهار، وأن الأرض لم تعرف تعاقب الليل والنهار إلا بعد إتمام بناء السماوات الكونية، وتسويتها على صورتها النهائية، وإخراج ضُحاها (ضُحى شموسها ونجومها) وذلك بعد أن أغطش الله ليلها، فالظلمة هي الأصل في الكون، والنهار أمر عارض عند تعرض الأرض لضُحى السماء، وأحد أنواع ضحى السماء هو ضحى الشمس التي تخص أرضنا، قال الله (والشمس وضحاها). ولعل السبب في تقديم ذكر الليل على النهار في القرآن يعود لأسبقية إغطاش ليل السماء قبل خلق ضُحاها كما ذكرت آيات النازعات، والله أعلم. ثم صرحت هذه الآيات بدحو الأرض بعد إخراج ضُحى السماء، ودحو الأرض بنص الآية هو إخراج ماءها ومرعاها، ومرعاها هو النبات الذي ترعى عليه الحيوانات ويأكله الإنسان.

■ كيف نفهم آية البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) إذا لم يكن بها خلق النبات والحيوان؟؟؟

حين نريد تفسير آية البقرة (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى الى السماء)، فلابد أن نعلم بأن ألفاظها المُجملة تم تفصيلها في آيات سورة فُصلت (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ. وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ. ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ).

وعند مُقابلة فهم آيات فُصلت بآية البقرة سيتبين لنا الآتي:

1. خلق الأرض في يومين في آيات فُصلت، هي مرحلة تسبق خلق ما في الأرض جميعاً في آية البقرة.

2. خلق الله للرواسي والأقوات في آيات فُصلت، يقابل خلق ما في الأرض جميعاً في آية البقرة.

3. استواء الله للسماء وهي دخان فقضاهن سبع سماوات في آيات فُصلت، يقابل استواء الله للسماء فسواهن سبع سماوات في آية البقرة.

وعليه فمعنى (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) في آية البقرة يفسره خلق الرواسي والأقوات في آيات فُصلت، فبدون الرواسي والأقوات لن يكون هناك وجود لنبات، أو حيوان، أو إنسان، فقشرة الأرض الترابية، وجبالها هي أقوات النبات، وبالتبعية تكون قوت للحيوان، والإنسان.
فقول الله (خلق لكم ما في الأرض جميعا)، يعني خلق جميع عناصر الأرض والغلاف الجوي التي تصلح لخلق وإنبات النبات، وخلق ومعيشة الحيوان، وخلق ومعيشة الإنسان، فكأن الله خلق لنا جميع ما في الأرض باعتبار خلق قوت كل شيء سوف يحيا عليها. ويؤكد صحة هذا الفهم ما رأيناه من خلق النبات (المرعى) وبث الدواب بعد إكتمال خلق السماء المبنية في أكثر من موضع في القرآن، وبذلك يستقيم الجمع بين كافة آيات القرآن دون حدوث تعارض، والله أعلم.

■ خلاصة ما سبق

مما سبق يتبين لنا أن القُرآن خالف التوراة في ذكر ترتيب خلق النبات والنور (الضوء)، ووافق العلم الحديث في ذكر خلق النبات بعد ضوء الشمس، وفي ذكر أهمية تعاقب الليل والنهار لعملية الإنبات. ولا يمكن لأي عقل مهما أوتي من الذكاء، وقوة الملاحظة في زمن نزول القُرآن أن يربط هذا الربط الدقيق بين إختلاف الليل والنهار، وإحياء الأرض، إلا أن يكون نبياً يتلقى الوحي من الله العليم الخبير، فهذا الربط يحتاج إلي بحث علمي دقيق، ولا يمكن لبشر أن يقوم به في زمن نزول القُرآن، ولذا وجب علي كل منصف أن يُقر بأن هذا القُرآن هو تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العُلى.

اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك، وما كان من خطأ أو سهوٍ، أو زلل، أو نسيان، فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.

د. محمود عبدالله نجا
كلية طب، جامعة المنصورة، مصر
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلق الشيئ مرحلة مختلفة عن إحياءه فخلق الجنين يبدأ من الشهر الأول ويستمر إلى الشهر التاسع ومع ذلك فهو تبث فيه الروح ويصبح حياً في شهره الرابع وبالقياس فالأمر مشابه في خلق الأرض التي خلقت ميتة بجميع أقواتها ومتطلبات الحياة فيها أما إحياء النبات والحيوان فهذه مرحلة مختلفة ، ولهذا فيجوز أن نقول أن النبات خلق ميتاً مثل البذرة أو الغصن أو حتى على شكل شجرة ثم تم إحياؤه في ميقات مختلف وفي مرحلة مختلفة من الخلق .
 
وعليكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلق الشيئ مرحلة مختلفة عن إحياءه فخلق الجنين يبدأ من الشهر الأول ويستمر إلى الشهر التاسع ومع ذلك فهو تبث فيه الروح ويصبح حياً في شهره الرابع وبالقياس فالأمر مشابه في خلق الأرض التي خلقت ميتة بجميع أقواتها ومتطلبات الحياة فيها أما إحياء النبات والحيوان فهذه مرحلة مختلفة ، ولهذا فيجوز أن نقول أن النبات خلق ميتاً مثل البذرة أو الغصن أو حتى على شكل شجرة ثم تم إحياؤه في ميقات مختلف وفي مرحلة مختلفة من الخلق .
وعليكم السلام ورحمة الله
الجنين لا يمثل الخلق الأول للكائنات الحية ولكن ذرية، ولذا لا يقاس عليه خلق الزوج الأول من كل كائن حي.
وقد بينت بالدليل القرآني أعلاه أن خلق النبات لم يسبق خلق الليل والنهار، فلماذا نفترض مرحلتين في الخلق، بداية ميتة ثم احياء لاحق؟!!!
وما هو النص الصريح الذي استندتم له في هذا الفهم؟

واتفق معكم في ان الله خلق الأرض وبها قوت كل شيء، ومتطلبات الحياة
 
وعليكم

وعليكم السلام ورحمة الله
الجنين لا يمثل الخلق الأول للكائنات الحية ولكن ذرية، ولذا لا يقاس عليه خلق الزوج الأول من كل كائن حي.
وقد بينت بالدليل القرآني أعلاه أن خلق النبات لم يسبق خلق الليل والنهار، فلماذا نفترض مرحلتين في الخلق، بداية ميتة ثم احياء لاحق؟!!!
وما هو النص الصريح الذي استندتم له في هذا الفهم؟

واتفق معكم في ان الله خلق الأرض وبها قوت كل شيء، ومتطلبات الحياة
خلق السماوات والأرض من طبقات متراكبة حيث خلقت الذرة أولاً أي المادة الأولية للسماوات والأرض أولاً ثم منها تخلق الحجارة والأتربة والغازات وغيرها ومن هذه المواد تخلق الكواكب والنجوم والنياوك ومن هذه تخلق المجرات ،
لهذا فإن الخلق متراكب من طبقات خلق أدنى منه وهو يشكل جزءا في خلق أكبر منه وهذا ينطبق أيضاً على الأحياء قال الله تعالى في سورة الزمر (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (6)) هنا إشارة إلى مراحل الخلق وأيضاً تراكبها ، فالله خلق النطفة والبويضة ومن ومنهما تخلق أول خلية في الجنين ومن خلية واحدة تخلق العديد من الخلايا ومن هذه الخلايا تخلق الأعضاء ومن هذه الأعضاء يخلق الفرد ومن الفرد يخلق منه المزيد من الأفراد ومن مجموع هذه الأفراد يخلق مجتمع يتعايش كأنه جسد واحد ، ومن المجتمعات تخلق شعوب وقبائل ولهذا السبب قمت بالتشبيه والقياس
أي أن لما خلقت الأرض جميعاً ليس بالضرورة أن كل ما فيها خلق مباشرة على شكله النهائي وفيه الروح ،
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد الاستاذ العزيز لم أقرأ جميع بحثكم ولكن استفزني قولكم الآتي:
( ومن المعلوم أنه لم يحدث أن إتفق العلماء على القول بخلق الأرض قبل السماء، ولذا فأنا لستُ أول من يرفض القول بخلق الأرض والنبات والحيوان قبل خلق السماوات، فقد سبقني بعض أهل العلم وعلى رأسهم الطبري، وأبوحيان، والقرطبي، والطاهر ابن عاشور )
ولم تذكر أقوال العلماء أعلاه .
قال الطبري رحمه الله تعالى : ( قال أبو جعفر: فمعنى الكلام إذًا: هو الذي أنعم عليكم, فخلق لكم ما في الأرض جميعا وسخَّره لكم تفضُّلا منه بذلك عليكم, ليكون لكم بلاغًا في دنياكم ومتاعًا إلى موافاة آجالكم, ودليلا لكم على وَحدانية ربكم. ثم علا إلى السموات السبع وهي دخان, فسوَّاهنَّ وحبَكهن, وأجرى في بعضهن شمسه وقمره ونجومه, وقدر في كل واحدة منهن ما قدر من خلقه ) جامع البيان : تفسير قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)) سورة البقرة .
قال القرطبي رحمه الله تعالى : (

السادسة : يظهر من هذه الآية أنه سبحانه خلق الأرض قبل السماء ، وكذلك في " حم السجدة " ، وقال في النازعات : أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها فوصف خلقها ، ثم قال : والأرض بعد ذلك دحاها فكأن السماء على هذا خلقت قبل الأرض ، وقال تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وهذا قول قتادة : إن السماء خلقت أولا ، حكاه عنه الطبري وقال مجاهد وغيره من المفسرين : إنه تعالى أيبس الماء الذي كان عرشه عليه فجعله أرضا وثار منه دخان فارتفع ، فجعله سماء فصار خلق الأرض قبل خلق السماء ، ثم قصد أمره إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وكانت إذ خلقها غير مدحوة
قلت : وقول قتادة يخرج على وجه صحيح إن شاء الله تعالى ، وهو أن الله تعالى خلق أولا دخان السماء ثم خلق الأرض ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسواها ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ) الجامع لإحكام القرآن : تفسير الآية 29 سورة البقرة .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (
وتفصيل هذه الآية في سورة " حم السجدة " وهو قوله : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 9 - 12 ] .
ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا ) تفسير القرآن العظيم : تفسير الآية 29 : سورة البقرة .
والله تعالى أعلم .
 
خلق السماوات والأرض من طبقات متراكبة حيث خلقت الذرة أولاً أي المادة الأولية للسماوات والأرض أولاً ثم منها تخلق الحجارة والأتربة والغازات وغيرها ومن هذه المواد تخلق الكواكب والنجوم والنياوك ومن هذه تخلق المجرات ،
لهذا فإن الخلق متراكب من طبقات خلق أدنى منه وهو يشكل جزءا في خلق أكبر منه وهذا ينطبق أيضاً على الأحياء قال الله تعالى في سورة الزمر (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (6)) هنا إشارة إلى مراحل الخلق وأيضاً تراكبها ، فالله خلق النطفة والبويضة ومن ومنهما تخلق أول خلية في الجنين ومن خلية واحدة تخلق العديد من الخلايا ومن هذه الخلايا تخلق الأعضاء ومن هذه الأعضاء يخلق الفرد ومن الفرد يخلق منه المزيد من الأفراد ومن مجموع هذه الأفراد يخلق مجتمع يتعايش كأنه جسد واحد ، ومن المجتمعات تخلق شعوب وقبائل ولهذا السبب قمت بالتشبيه والقياس
أي أن لما خلقت الأرض جميعاً ليس بالضرورة أن كل ما فيها خلق مباشرة على شكله النهائي وفيه الروح ،
أتفق معكم في العبارة الأخيرة
)أي أن لما خلقت الأرض جميعاً ليس بالضرورة أن كل ما فيها خلق مباشرة على شكله النهائي وفيه الروح(
فهو خلق تقدير اقوات كل شيء، ثم تم خلق الاحياء لاخقا من هذه الأقوات بعد خلق الليل والنهار، والله تعالى اعلى واعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد الاستاذ العزيز لم أقرأ جميع بحثكم ولكن استفزني قولكم الآتي:
( ومن المعلوم أنه لم يحدث أن إتفق العلماء على القول بخلق الأرض قبل السماء، ولذا فأنا لستُ أول من يرفض القول بخلق الأرض والنبات والحيوان قبل خلق السماوات، فقد سبقني بعض أهل العلم وعلى رأسهم الطبري، وأبوحيان، والقرطبي، والطاهر ابن عاشور )
ولم تذكر أقوال العلماء أعلاه .
قال الطبري رحمه الله تعالى : ( قال أبو جعفر: فمعنى الكلام إذًا: هو الذي أنعم عليكم, فخلق لكم ما في الأرض جميعا وسخَّره لكم تفضُّلا منه بذلك عليكم, ليكون لكم بلاغًا في دنياكم ومتاعًا إلى موافاة آجالكم, ودليلا لكم على وَحدانية ربكم. ثم علا إلى السموات السبع وهي دخان, فسوَّاهنَّ وحبَكهن, وأجرى في بعضهن شمسه وقمره ونجومه, وقدر في كل واحدة منهن ما قدر من خلقه ) جامع البيان : تفسير قوله تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)) سورة البقرة .

قال القرطبي رحمه الله تعالى : (
السادسة : يظهر من هذه الآية أنه سبحانه خلق الأرض قبل السماء ، وكذلك في " حم السجدة " ، وقال في النازعات : أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها فوصف خلقها ، ثم قال : والأرض بعد ذلك دحاها فكأن السماء على هذا خلقت قبل الأرض ، وقال تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وهذا قول قتادة : إن السماء خلقت أولا ، حكاه عنه الطبري وقال مجاهد وغيره من المفسرين : إنه تعالى أيبس الماء الذي كان عرشه عليه فجعله أرضا وثار منه دخان فارتفع ، فجعله سماء فصار خلق الأرض قبل خلق السماء ، ثم قصد أمره إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ، وكانت إذ خلقها غير مدحوة
قلت : وقول قتادة يخرج على وجه صحيح إن شاء الله تعالى ، وهو أن الله تعالى خلق أولا دخان السماء ثم خلق الأرض ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسواها ، ثم دحا الأرض بعد ذلك ) الجامع لإحكام القرآن : تفسير الآية 29 سورة البقرة .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (
وتفصيل هذه الآية في سورة " حم السجدة " وهو قوله : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم ) [ فصلت : 9 - 12 ] .
ففي هذا دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا ) تفسير القرآن العظيم : تفسير الآية 29 : سورة البقرة .
والله تعالى أعلم .
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا على الاهتمام والتعليق
اخي الحبيب رجاء لا تكن سهل الإستفزاز، ورجاء لا تحكم على شيء دون ان تتم قراءته لنهايته فهناك روابط فيها مزيد شروحات لاسباب تقديم خلق السماوات على الأرض، فلعل ما فيها يجعلكم تعيدوا التفكير في الأمر.

ودعني انقل لكم ما قاله المفسرون ممن ذكرت اسمهم ولم انقل قولهم؛

١. القرطبي في تفسير هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا

قال القرطبي في المسألة الخامسة
قوله تعالى : ثم استوى ثم لترتيب الإخبار لا لترتيب الأمر في نفسه .
ثم أفاض الشرح في ترتيب الخلق في المسالة السادسة فقال

يظهر من هذه الآية أنه سبحانه خلق الأرض قبل السماء ، وكذلك في " حم السجدة " .
وقال في النازعات : أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها فوصف خلقها ، ثم قال : والأرض بعد ذلك دحاها .
فكأن السماء على هذا خلقت قبل الأرض ، وقال تعالى الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وهذا قول قتادة : إن السماء خلقت أولا ، حكاه عنه الطبري .

وبذلك عرفت الان ان القول بخلق السماء قبل الارض نقله الطبري عن قتادة، فهو قول للطبري وان لم يرجحه، وانا لم اقل ان هذا ترجيح الطبري. وقد نقل الطبري قول ابن اسحاق وغيره في تفسير آيات فصلت أن الله خلق دخان السماء من الماء قبل خلق الارض، فلما خلق الأرض استوى للسماء وهي دخان )رجاء راجع تفسير الطبري حتى لا أثقل عليكم في النقل( .


باقي كلام القرطبي
قلت : وقول قتادة يخرج على وجه صحيح إن شاء الله تعالى ، وهو أن الله تعالى خلق أولا دخان السماء ثم خلق الأرض ، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسواها ، ثم دحا الأرض بعد ذلك .
ومما يدل على أن الدخان خلق أولا قبل الأرض ما رواه السدي عن أبي مالك ، وعن أبي صالح عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وعن ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات قال : إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ولم يخلق شيئا قبل الماء ، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانا فارتفع فوق الماء ، فسما عليه ، فسماه سماء ، ثم أيبس الماء فجعله أرضا واحدة ، ثم فتقها فجعلها سبع أرضين في يومين.

٢. قال الرازي في مفاتيح الغيب: قوله: ثم استوى إلى السماء وهي دخان ـ مشعر بأن تخليق السماء حصل بعد تخليق الأرض، وقوله تعالى: والأرض بعد ذلك دحاها {النازعات: 30} مشعر بأن تخليق الأرض حصل بعد تخليق السماء، وذلك يوجب التناقض، واختلف العلماء في هذه المسألة... اهـ.

٣. أبو حيان في البحر المحيط قوله: والمختار عندي أن يقال: خلق السماء مقدم على خلق الأرض، وتأويل الآية أن الخلق ليس عبارة عن التكوين والإيجاد، يدل عليه قوله: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ـ وهذا محال، لا يقال للشيء الذي وجد: كن، بل الخلق عبارة عن التقدير، وهو في حقه تعالى حكمه أن سيوجد، وقضاؤه بذلك بمعنى خلق الأرض في يومين، وقضاؤه بأن سيحدث كذا، أي مدة كذا، لا يقتضي حدوثه ذلك في الحال، فلا يلزم تقديم إحداث الأرض على إحداث السماء.
ثم اختار أبو حيان أنه لا تعرض في الآية للترتيب، وقال: المقصود في الآيتين الإخبار بصدور ذلك منه تعالى من غير تعرض لترتيب زماني. اهـ.

٤. ابن عاشور في التحرير والتنوير: جرى اختلاف بين علماء السلف في مقتضى الأخبار الواردة في خلق السماوات والأرض، فقال الجمهور ـ منهم مجاهد، والحسن، ونسب إلى ابن عباس: إن خلق الأرض متقدم على خلق السماء؛ لقوله تعالى هنا: ثم استوى إلى السماء ـ وقوله في سورة حم السجدة: 9- 11ـ قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ـ إلى أن قال: ثم استوى إلى السماء وهي دخان ـ وقال قتادة، والسدي، ومقاتل: إن خلق السماء متقدم، واحتجوا بقوله تعالى: بناها رفع سمكها فسواها ـ إلى قوله: والأرض بعد ذلك دحاها {النازعات: 27ـ 30}، وقد أجيب بأن الأرض خلقت أولًا، ثم خلقت السماء، ثم دحيت الأرض، فالمتأخر عن خلق السماء هو دحو الأرض ... وأرجح القولين هو أن السماء خلقت قبل الأرض؛ لأن لفظ: بعد ذلك ـ أظهر في إفادة التأخر من قوله: ثم استوى إلى السماء ـ ولأن أنظار علماء الهيئة ترى أن الأرض كرة انفصلت عن الشمس، كبقية الكواكب السيارة من النظام الشمسي، وظاهر سفر التكوين يقتضي أن خلق السماوات متقدم على الأرض، وأحسب أن سلوك القرآن في هذه الآيات أسلوب الإجمال في هذا الغرض؛ لقطع الخصومة بين أصحاب النظريتين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أدعو الله تعالى أن يعلمنا جميعاً العلم بكتابه الكريم ، وجزاكم الله تعالى خيرا .
أعتذر لا أملك الوقت الكافي لتطويل الكلام ولهذا فإني مضطر لدعوتكم لقراءة الرابط الآتي :
https://ar.islamway.net/fatwa/77663/أيهما-خلق-أولا-السماء-أم-الأرض
وفقنا الله تعالى وإياكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أدعو الله تعالى أن يعلمنا جميعاً العلم بكتابه الكريم ، وجزاكم الله تعالى خيرا .
أعتذر لا أملك الوقت الكافي لتطويل الكلام ولهذا فإني مضطر لدعوتكم لقراءة الرابط الآتي :
https://ar.islamway.net/fatwa/77663/أيهما-خلق-أولا-السماء-أم-الأرض
وفقنا الله تعالى وإياكم .
أعانكم الله ووفقكم
يُرد على ما في هذا الرابط بالآتي؛

١. الله لم يستو لعدم بعد خلق الأرض، ولكن استوى لسماء دخانية، وهذا قول كثير من المفسرين (هذا اذا افترضنا أن معنى السماء الدخانية هو السماء الدنيا وما علاها، أي السماوات العلا)، فما هي السماء الدخانية ومتى تم ظهورها؟
الاحاديث التي نقلتها لكم اعلاه في التفاسير بعضها قال بخلق السماء الدخانية من الماء قبل الأرض.
فإن قلتم وبعض الاحاديث قال بخلق الارض ثم خلق السماء الدخانية، فأقول وما يمنع ان تكون السماء الدخانية المخلوقة من الأرض هي غلافها الجوي وليس السماوات العلا، فالمعنى اللغوي للسماء هو مل ما علاك واظلك، فتحتمل سماء الارض الدخانية ان تكون غلاف الارض الجوي، وبذلك نجمع بين الاحاديث دون تعارض، خلق السماوات العلا بدأ قبل الارض مندخان الماء، وخلق الغلاف الجوي تم بعد خلق الارض من دخان الأرض، وهذا الفهم له ادلته التي اعرضها في بحث قادم باذن الله خين اقارن بين السماء المبنية في النازعات والسماء الدخانية في سورة فصلت، والله المستعان.

٢. هل آية فتق الرتق ذكرت ايجاد أرض بلا سماء؟!
بالطبع لا، ولكن ذكرت فتق السماوات مع الأرض، ومن حقنا أن نسأل عن كيفية الربط بين آية فتق الرتق، وآيتا خلق الأرض ثم الاستواء للسماء (آية البقرة وآية فصلت).

٣. أغلب آيات خلق وابداع وفطر السماوات والأرض تم فيها تقديم ذكر السماء على الأرض

وبالتالي يصعب تصديق خلق الأرض قبل السماء، ولاحظ أنني هنا لم أستند للدليل العلمي الذي يجعل خلق الأرض بعد نجوم السماء، ولكن فقط أستند لفهم للدليل الشرعي
 
خلق المادة الأدنى يكون دائماً قبل خلق المادة التي تتركب منها ، بناء المنزل يكون بإنشاء لبنات الطوب أولاً ثم من لبنات الطوب يتم إنشاء المنزل وهذا من سنن الكون التي جعلها الله فيه ، ولهذا فإن خلق السماء والأرض كان إبتداءاً من خلق الدخان ، ولكن في الآية تم حذف مرحلة خلق الدخان
 
تراكب الخلق يشير إلى أن إنشاء السماء كان في مرحلة مختلفة عن تسويتها سبع سماوات ، وهذا يعني أن إنشاء مادة السماء والأرض كان في مرحلة فتق الرتق أما التسوية والتشكيل فهو الذي إستغرق أياماً ومراحل مختلفة .
 
خلق المادة الأدنى يكون دائماً قبل خلق المادة التي تتركب منها ، بناء المنزل يكون بإنشاء لبنات الطوب أولاً ثم من لبنات الطوب يتم إنشاء المنزل وهذا من سنن الكون التي جعلها الله فيه ، ولهذا فإن خلق السماء والأرض كان إبتداءاً من خلق الدخان ، ولكن في الآية تم حذف مرحلة خلق الدخان
هل يوجد حديث صحيح يذكر خلق السماء من الدخان الذي خرج من الماء؟
 
تراكب الخلق يشير إلى أن إنشاء السماء كان في مرحلة مختلفة عن تسويتها سبع سماوات ، وهذا يعني أن إنشاء مادة السماء والأرض كان في مرحلة فتق الرتق أما التسوية والتشكيل فهو الذي إستغرق أياماً ومراحل مختلفة .
تسوية السماء ذكرت في القرآن في النازعات مع السماء المبنية، وفي فصلت مع السماء الدخانية، فهل عناك علاقة بينهما ام هما تسويتان مختلفتان باختلاف المراد من معنى السماء وحالتها قبل التسوية؟
 
هل يوجد حديث صحيح يذكر خلق السماء من الدخان الذي خرج من الماء؟
لم أطلع على حديث يذكر فيه ذلك من قبل ، لكن من الناحية الفيزيائية والفلكية فإن الدخان يمكن أن يكون ناشئ عن فتق الرتق وهو ما يتوافق مع نظرية الإنفجار الكبير ، لأن الإنفجارات تخلف كمية كبيرة من الدخان خلفها .
تسوية السماء ذكرت في القرآن في النازعات مع السماء المبنية، وفي فصلت مع السماء الدخانية، فهل عناك علاقة بينهما ام هما تسويتان مختلفتان باختلاف المراد من معنى السماء وحالتها قبل التسوية ؟
في سورة فصلت السماء الدخانية هي وصف السماء بعد خلقها وقبل بدء تسويتها ، أما في سورة النازعات السماء بنها فهي عملية الخلق مع التسوية بالكلية ، أي أن رفع السمك وإغطاش الليل المذكورين في النازعات ليست بعد بناء السماء بل هو تفصيل لعملية البناء .
والله أعلم
 
لم أطلع على حديث يذكر فيه ذلك من قبل ، لكن من الناحية الفيزيائية والفلكية فإن الدخان يمكن أن يكون ناشئ عن فتق الرتق وهو ما يتوافق مع نظرية الإنفجار الكبير ، لأن الإنفجارات تخلف كمية كبيرة من الدخان خلفها .

في سورة فصلت السماء الدخانية هي وصف السماء بعد خلقها وقبل بدء تسويتها ، أما في سورة النازعات السماء بنها فهي عملية الخلق مع التسوية بالكلية ، أي أن رفع السمك وإغطاش الليل المذكورين في النازعات ليست بعد بناء السماء بل هو تفصيل لعملية البناء .
والله أعلم
من الناحية فيزياء الكون الغبار الكوني، او الدخان كما يحب ان يسميه بعض المشتغلين بالإعجاز لم ينشأ عند فتق الرتق، ولكن نشأ بعد خلق النجوم الأولية.
من الناحية الشرعية، لا يوجد نص يقول بأن فتق الرتق أنتج دخان، ولو قلنا فتق الرتق أنتج دخان فلماذا خص الله السماء بهذه الصفة دون الأرض؟
وبالتالي لا يوجد توافق بين النص القرآني والعلم، هذا ان صح فهمنا للنص القرآني، وكان العلم يقيني
 
أي أن التسوية المذكورة في النازعات هي من مراحل عملية البناء حيث السماء ليست مبنية بعد
هل المعنى اللغوي للتسوية واستعمالاتها في القرآن يشمل الخلق والبناء؟، أم أن التسوية تأتي بعد اتمام الخلق؟
 
هل المعنى اللغوي للتسوية واستعمالاتها في القرآن يشمل الخلق والبناء؟، أم أن التسوية تأتي بعد اتمام الخلق؟
التسوية جائت في القرآن الكريم بمعنى إتمام الخلق أوبمعنى إعطائه الهيئة النهائية ولا تكون التسوية بعد إتمام الخلق ، فالتسوية لها علاقة بالشكل االكلي ولكنها في نفس الوقت من أواخر المراحل في عملية الإنشاء ، مثال على ذلك الآية 7 من سورة الإنفطار ( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) والآية 37 من سورة الكهف (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) ، أما البناء فهو معنى أكثر شمولية وتعقيد من الخلق ، ولهذا كان السؤال (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا) هذا لأن البناء أشد أشكال الخلق تعقيداً لما له من مراحل عديدة ، أما المراحل المذكورة بعد ( أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا) فهي تفصيل للبناء لبيان عظمته ، مثال على ذلك نقول هل الذهاب إلى المتنزه أشد أم الذهاب إلى الغابة الإستوائية ؟ لا توجد فيها فنادق للمبيت ولا يوجد طرق للمسير ويوجد فيها حيوانات ضارية وأمطار غزيرة ، أي أن هذا الأسلوب جاء لبيان عظمة الفرق بين الأمرين بحيث زيادة التفصيل في الجزء الأعظم يجعلك تقلل من شأن الطرف الأقل .
من الناحية فيزياء الكون الغبار الكوني، او الدخان كما يحب ان يسميه بعض المشتغلين بالإعجاز لم ينشأ عند فتق الرتق، ولكن نشأ بعد خلق النجوم الأولية.
من الناحية الشرعية، لا يوجد نص يقول بأن فتق الرتق أنتج دخان، ولو قلنا فتق الرتق أنتج دخان فلماذا خص الله السماء بهذه الصفة دون الأرض؟
وبالتالي لا يوجد توافق بين النص القرآني والعلم، هذا ان صح فهمنا للنص القرآني، وكان العلم يقيني
أخي أنا لم أتحدث عن الغبار الكوني بل عن المراحل الأولى للخلق ،
لماذا خص الله السماء بصفة الدخان دون الأرض ؟ الله أعلم بالمراد من ذلك
ولكن الخصوصية في الذكر هنا لا تعني أن الأرض ليست كذالك فقط لأن ترتيب الخلق والتسوية يوحي لنا أن مادة الخلق مختلفة .
أي أنه إذا كانت الأرض فعلاً قد خلقت من دخان فهذا يعني أن السماء كانت لا تزال دخان لما تم خلق الأرض من الدخان ، أي أن هذا فقط مجرد تخمين بأن مادة خلق الأرض والسماء هي ناشئة من أصل واحد .
والله أعلم
 
التسوية جائت في القرآن الكريم بمعنى إتمام الخلق أوبمعنى إعطائه الهيئة النهائية ولا تكون التسوية بعد إتمام الخلق ، فالتسوية لها علاقة بالشكل االكلي ولكنها في نفس الوقت من أواخر المراحل في عملية الإنشاء ، مثال على ذلك الآية 7 من سورة الإنفطار ( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) والآية 37 من سورة الكهف (قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا) ، أما البناء فهو معنى أكثر شمولية وتعقيد من الخلق ، ولهذا كان السؤال (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا) هذا لأن البناء أشد أشكال الخلق تعقيداً لما له من مراحل عديدة ، أما المراحل المذكورة بعد ( أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا) فهي تفصيل للبناء لبيان عظمته ، مثال على ذلك نقول هل الذهاب إلى المتنزه أشد أم الذهاب إلى الغابة الإستوائية ؟ لا توجد فيها فنادق للمبيت ولا يوجد طرق للمسير ويوجد فيها حيوانات ضارية وأمطار غزيرة ، أي أن هذا الأسلوب جاء لبيان عظمة الفرق بين الأمرين بحيث زيادة التفصيل في الجزء الأعظم يجعلك تقلل من شأن الطرف الأقل .

أخي أنا لم أتحدث عن الغبار الكوني بل عن المراحل الأولى للخلق ،
لماذا خص الله السماء بصفة الدخان دون الأرض ؟ الله أعلم بالمراد من ذلك
ولكن الخصوصية في الذكر هنا لا تعني أن الأرض ليست كذالك فقط لأن ترتيب الخلق والتسوية يوحي لنا أن مادة الخلق مختلفة .
أي أنه إذا كانت الأرض فعلاً قد خلقت من دخان فهذا يعني أن السماء كانت لا تزال دخان لما تم خلق الأرض من الدخان ، أي أن هذا فقط مجرد تخمين بأن مادة خلق الأرض والسماء هي ناشئة من أصل واحد .
والله أعلم
إذا التسوية اخر مرحلة في الخلق ولا تمثل مراحل الخلق، وقد بين الله ذلك في قوله الذي خلق فسوى، ووضحه كما ذكرتم بمثال خلق آدم، فجميع المراحل من اخذ التراب والماء، وصنع طينته ثم صبها على صورة آدم )مسنون(، وتحوله لصلصال كالفخار، وتركه في الجنة ودخول ابليس لجوفه، مل ذلك تم قبل حدوث التسوية.
الان كيف نفهم قول الله في سورة فصلت أنه استوى لسماء من دخان فسواها سبع سماوات؟!
أين الخلق قبل التسوية
ولكن في النازعات هناك تفصيل للخلق قبل التسوية، وهذا الموافق لخلق فسوى
الا يشعر هذا بان سماء النازعات المبنية غير سماء فصلت الدُخانية؟!

اخي الكريم ذكرتم توافق اية فصلت مع العلم الحديث في ان البداية بعد فتق الرتق كانت دخان، ففهمت من ذلك انكم تشيرون للدخان الكوني والمعروف علميا بالغبار الكوني، فنبهتكم لانه لم ينشأ في بداية الانفجار الكوني ولكن بعد نشأة النجوم الاولية، فعلميا خلق النجوم سبق وجود الغبار او الدخان الكوني، ومع ذلك يصر كتاب الإعجاز العلمي على تفسير دخان فصلت بانه الغبار الكوني، وحقيقة لا أوافق على ذلك.
 
الان كيف نفهم قول الله في سورة فصلت أنه استوى لسماء من دخان فسواها سبع سماوات؟!
أين الخلق قبل التسوية
ولكن في النازعات هناك تفصيل للخلق قبل التسوية، وهذا الموافق لخلق فسوى
الا يشعر هذا بان سماء النازعات المبنية غير سماء فصلت الدُخانية؟!
ذكر تفاصيل دون أخرى هذا من أساليب القرآن الكريم في الوصف ولكن هذا لا يعني أنه يتحدث عن أمرين مختلفين ، مثال على ذلك قصة موسى عليه السلام حيث في كل موضع يتم ذكر الأحداث بطريقة مختلفة ومن وجهة نظر مختلفة . لهذا لا يزال التفريق بين السمائين في النازعات وفصلت فقط على أساس إختلاف وجهة نظر الوصف فهذا أمر يتطلب دليلاً أكثر دقة وتأكيد وليس مجرد الشعور .
وبالنسبة إلى الدخان فأنا لم أتطرق إلى الغبار الكوني ولا أتحدث عنه ، قد يكون لدى الإعجازيين أفكار ونظريات مختلفة ولكن بالنسبة لي فكلامهم ليس مصدراً موثوقاً للعلم ولا للفهم بسبب كثرة أخطائهم وقيامهم بربط مواضيع متشابهة بشكل عشوائي .
الدخان الذي أتحدث عنه هو الغاز المحترق الذي يحتوي على شوائب سخامية مثل الناشئ عن حرق مواد مختلفة والذي قد نراه في حياتنا اليومية ، ومع أن دخان السماء له نفس الهيئة ولكنه قد يختلف كثيراً في التركيب من ناحية نوعية الغازات والشوائب التي فيه لهذا فإن ربطه بالغبار الكوني ليس له صلة بالموضوع .
 
ذكر تفاصيل دون أخرى هذا من أساليب القرآن الكريم في الوصف ولكن هذا لا يعني أنه يتحدث عن أمرين مختلفين ، مثال على ذلك قصة موسى عليه السلام حيث في كل موضع يتم ذكر الأحداث بطريقة مختلفة ومن وجهة نظر مختلفة . لهذا لا يزال التفريق بين السمائين في النازعات وفصلت فقط على أساس إختلاف وجهة نظر الوصف فهذا أمر يتطلب دليلاً أكثر دقة وتأكيد وليس مجرد الشعور .
وبالنسبة إلى الدخان فأنا لم أتطرق إلى الغبار الكوني ولا أتحدث عنه ، قد يكون لدى الإعجازيين أفكار ونظريات مختلفة ولكن بالنسبة لي فكلامهم ليس مصدراً موثوقاً للعلم ولا للفهم بسبب كثرة أخطائهم وقيامهم بربط مواضيع متشابهة بشكل عشوائي .
الدخان الذي أتحدث عنه هو الغاز المحترق الذي يحتوي على شوائب سخامية مثل الناشئ عن حرق مواد مختلفة والذي قد نراه في حياتنا اليومية ، ومع أن دخان السماء له نفس الهيئة ولكنه قد يختلف كثيراً في التركيب من ناحية نوعية الغازات والشوائب التي فيه لهذا فإن ربطه بالغبار الكوني ليس له صلة بالموضوع .
كلام جميل جدا، وان شاء الله أقدم مزيد أظلة على الفرق بين سماء النازعات وسماء فصلت، واثبات خطأ من قال بأن دخان فصلت هو الدخان الكوني الذي تمت تسوية سماوات فصلت منه، ونسال الله العون والقبول والتوفيق.
جزاكم الله خير الجزاء على سعة صدركم
 
عودة
أعلى