هل دل القرآن الكريم على نبوة مريم عليها السلام ؟ (للإثراء والمداولة)

إنضم
17/04/2005
المشاركات
65
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
هل دل القرآن الكريم على نبوة مريم عليها السلام ؟
(بحث للإثراء والمداولة)
سبق أن بحث هذا الموضوع في هذا المنتدى من إخوة أكارم.
والداعي لكتابة هذه السطور أن هذه المسألة مرت بي في كتابين جديدين – كنت أشتغل بتحقيقهما وإعدادهما للطباعة - .
الأول: كتاب مناسبة تراجم صحيح البخاري بعضها لبعض، من تصنيف شيخ الإسلام أبي حفص عمر بن رسلان البلقيني.
والآخر: كتاب دلائل النبوة لشيخ المحدثين فيما وراء النهر أبي العباس جعفر المستغفري.

أما البلقيني فقال وهو يبين عادة البخاري في ترتيب التراجم، حيث إنه ذكر باب زكريا، ثم عقب بباب : واذكر في الكتاب مريم، فقال البلقيني: ثم قال: باب واذكر في الكتاب مريم، وهذا يظهر منه أنها عند البخاري نبية، وبذلك قال جماعة من العلماء، والصحيح أنها ليست نبية، وإنما ترجم البخاري عليها لأنها من توابع زكريا، ثم ذكر البخاري ما يرشح أنها نبية، فقال: باب وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك الآيتين، ثم باب قوله تعالى إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك الآية أهـ.

وأما المستغفري فقال في الباب العاشر والأخير من دلائل النبوة: وكرامات الأولياء حق بكتاب الله تعالى، والآثار الصحيحة المروية، وإجماع أهل السنة والجماعة على ذلك .
فأما الكتاب: فقوله تعالى كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عدها رزقا، قال أهل التفسير في ذلك: أنه كان يُرى عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف ومريم صلوات الله عليها لم تكن نبية بالإجماع، فهذه الآية حجة على من ينكر الكرامات للأولياء أهـ.

هكذا نقل المستغفري الإجماع، والمسألة – كما في معلومكم - فيها خلاف مشهور، والقرطبي من أشهر من انتصر لنبوة مريم عليها السلام، وبحثه أقوى بحث في ذلك، والبخاري يميل إلى هذا القول، وكذلك غيره من الكبار.
ولكلا القولين أدلة ووجه من النظر.

فلما كان الأمر كذلك أردت النظر في القرآن الكريم والتأمل في الدلالات الواردة فيه هل هي تثبت نبوة مريم عليها السلام أو تنفيها، حيث إنه لا دليل من السنة قاطع في هذا المسألة فيما أعلم.

إنما في السنة تخييرها على سائر النساء وتفضيلها عليهن.
ويبقى البحث بعد ذلك: إذا كانت أفضل النساء فهل يقتضي هذا أن تكون نبية النساء، فإن المتكلمين يشترطون الذكورية في النبي.

والإمام الطبري حمل هذه الخيرية على الجنة فهي أفضل النساء في الجنة، مستشهدا ببعض الروايات الصحيحة، وقال في تفسيره: واصطفاك على نساء العالمين"، يعني: اختارك على نساء العالمين في زمانك، بطاعتك إياه، ففضَّلك عليهم، كما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"خيرُ نسائها مريم بنت عمران، وخيرُ نسائها خديجة بنت خويلد" يعني بقوله:"خير نسائها"، خير نساء أهل الجنة.

ثم روى من طريق هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير نساء الجنة مريم بنت عمران، وخير نساء الجنة خديجة بنت خويلد اهـ.

إلا أن هذه الخيرية لا تدل على نبوتها لأنه قرنها بنساء أخريات كاملات خيرات، وهن بالإجماع لسن بنبيات، كخديجة وعائشة وفاطمة رضي الله عنهن.
قال صلى الله عليه وسلم: كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية وخديجة وفاطمة رضي الله عنهن.
وفي السنة المطهرة مناقب أخرى لمريم البتول عليها السلام، ليس فيها دلالة على كونها نبية.
 
وأما القرآن الكريم:
فسأورد الآيات الواردة في شأنها مصنفة بحسب سياق الآيات ثم ننظر في دلالاتها.
وبعد البحث والتأمل في الآيات التي ورد فيها ذكر مريم وابنها عيسى عليهما السلام فإننا نلحظ ما يلي:

أولا: حين يقرن القرآن بين الأنبياء ويذكرهم في مقام الرسالة فإنه لا يذكر إلا المسيح عليه السلام وحده، ولا يذكر أمه مريم، كما في قوله ولقد اتينا موسى البينات وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات .. الآية
وكما في قوله: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض...الآية

ثانيا: حينما يذكرها مفردا، فإن ذلك يكون لأمور:

-إما لبيان عظم فرية اليهود وكفرهم في قولهم في حقها ما قالوا، كما قال: وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما

-وإما لجعلها مثالا يحتذى وقدوة صالحة للمؤمنين كما في قوله ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها ، الآية عطفا على قوله وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون

ثالثا: حين يقرن ذِكرها بذكر ابنها عليهما السلام فيكون الغرض هو تأكيد بنوة المسيح لها، وأنه ليس ابنا لله كما يزعم النصارى - تعالى الله عن ذلك - كقوله يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله الآية.
وكقوله: لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ..الآية

-أو يكون ذلك لبيان المنة على المسيح وتذكيره بنعم الله عليه وعلى والدته كما قال: إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك.. الآية
فإن النعمة العظمى هي جعله نبيا كما قال: إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل

-أو لتبرأتهما من أقوال الناس – الباطلة – فيهما، كقوله تعالى: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس الآية

بقي موضعان في سورة آل عمران وسورة مريم ذكر الله عز وجل فيهما قصة مريم وابنها عليهما السلام مطولة.
أما الموضع الأول فبدأ بذكر أصلها الطيب واصطفاء الله عز وجل لآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ثم ذكر قصة ولادتها وتقلب أحوالها إلى أن توصل إلى ذكر ابنها المسيح عليه السلام فلما توصل إلى ذكر ابنها قصر الحديث عليه ولم يعد لذكرها في دعوة ابنها المسيح عليه السلام وختم بقوله: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله إن هذا لهو القصص الحق ، الآية

وأما قصتها في سورة مريم فليست بعيدة عن قصتها في آل عمران فبعد أن ذكر أحداث ولادة المسيح عليه السلام شرح ما أجمل في سورة آل عمران من قوله (ويكلم الناس في المهد ) بقوله في سورة مريم (كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله ) الآيات ثم ختم القصة بقوله: ذلك عيسى ابن مريم قول الحق

وبعد أن ذكرنا هذه الآيات فلننظر في دلالاتها على المسألة.
 
هل في الاصطفاء والاختيار دلالة على نبوة مريم عليها السلام؟

هل في الاصطفاء والاختيار دلالة على نبوة مريم عليها السلام؟

أولا: هل في الاصطفاء والاختيار دلالة على النبوة؟
قد ذكر الله عز وجل أنه اصطفى مريم وذلك بقوله واذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك.. الآية

والله عز وجل إذا اصطفى من البشر أحدا اصطفاءا عاما فإنما يكون ذلك لأجل النبوة كما قال عز وجل الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير

قال الحافظ ابن حجرفي فتح الباري (6/470): واستدل بقوله تعالى إن الله اصطفاك على أنها كانت نبية، وليس بصريح في ذلك، وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع وصفها بأنها صديقة، فقد وصف يوسف بذلك.
وقد نقل عن الأشعري أنّ في النساء عدة نبيات، وحصرهن ابن حزم في ست: حواء، وسارة، وهاجر، وأم موسى، وآسية، ومريم، وأسقط القرطبي سارة وهاجر، ونقله في التمهيد عن أكثر الفقهاء أهـ.

قلت: يظهر أن اصطفاء مريم عليها السلام هو اصطفاء خاص ليس بعام، بينه بقوله : واصطفاك على نساء العالمين، وهذا الاصطفاء هو لحمل كلمته المسيح عيسى بن مريم ، وسياق الآيات يدل على ذلك، فبعد أن اصطفاها أمرها بأن تشكر الله عز وجل على هذا الاصطفاء، والشكر إنما يكون بالعبادة فأمرها أن تقنت وتركع وتسجد مع الساجدين، أي في الساجدين كما كان يقرأ ابن مسعود رضي الله عنه، ثم بعد ذلك أخبرها لماذا هذا الاصطفاء الاختيار وأنه من أجل المسيح عيسى ابن مريم ، كما تدل عليه سياق الآيات .

وذكر التطهير بين الاصطفاءين في قوله – اصطفاك وطهرك واصطفاك – ليقدم براءتها على ما علم من أنها ستقذف به، فيكون أبلغ في البراءة.

ومثل الاصطفاء الإنعام:
فإن الله عز وجل أنعم على المسيح وعلى أمه وامتن عليهما بذلك فقال عز وجل: إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك.. الآيات.
فإن الله عز وجل ذكر الإنعام على عيسى بأن جعله مثلا لبني اسرائيل فقال: إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل.

وكذلك جعل مريم عليها السلام مثلا للمؤمنين في قوله وضرب الله مثلا للذين آمنوا امراة فرعون إلى أن قال: ومريم ابنت عمران.
 
ذكرها في سياق الأنبياء هل فيه دلالة على نبوتها

ذكرها في سياق الأنبياء هل فيه دلالة على نبوتها

ثانيا: ذكرها في سياق الأنبياء عليهم السلام هل فيه دلالة على نبوتها؟

فقد استدل بذلك بعض العلماء على كونها نبية، كما ذكره الحافظ ابن حجر.
ونحى إليه الإمام البخاري في صحيحه.

وفي سياق الآيات القرآنية نلحظ ما يلي:

1- لم يذكر القرآن الكريم مريم عليها السلام مفردة عند ذكره للأنبياء في مقام الرسالة والتبليغ كما في الآيات التي ذكرناها أول البحث.

2- أن القرآن الحكيم حين ذكرها في سياق الأنبياء قرنها بابنها عليهما السلام، وخالف في الترتيب فقدم ابنها في الذكر عليها.

وذلك في موضع واحد ، وهوقوله ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن مريم ومه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين يا أيها الرسل كلوا من الطيبات ..
ومع أنهما اثنان – أعني ابن مريم وأمه - إلا أن الله عز وجل وحدهما فجعلهما آية واحدة، ولم يقل آيتين، أليس لهذا التوحيد دلالة على شيء ما؟ لا سيما وهو يذكر الأنبياء في مقام الرسالة.

ثم في تقديم ابن مريم في الذكر على أمه مخالفا الآيات الأخرى - التي ذكرتهما ولم تكن في سبيل ذكر الرسل – أليس في هذا التقديم ما يشير إلى أنه هو الرسول وأن أمه ذكرت تبعا له، لأن الآية إنما تكتمل في ذكر الأم التي أنجبته من غير أب.

ولو ثنى الآيتين ثم قدم في الذكر مريم لكانت هذه الآية من أقوى الآيات المثبتة نبوتها ورسالتها لقوله عز وجل بعدها: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات.. الآية.

وللقرطبي رحمه الله جواب على توحيد الآية في هذه الآية مذكور في تفسيره، ينحو فيه نحو إثبات نبوتها، والله تعالى أعلم.
 
تسمية سورة باسمها هل يدل على نبوتها؟

تسمية سورة باسمها هل يدل على نبوتها؟

ثالثا: تسمية السورة باسمها هل يدل على نبوتها؟

فإن سور القرآن التي سميت بأسماء الأعلام لم تسم بغير اسم نبي، كيونس وهود ويوسف وإبراهيم ومحمد ونوح عليهم السلام.

ووقع الخلاف في لقمان ومريم عليهما السلام.

أما لقمان فإن المشهور بين العلماء أنه كان عبدا نوبيا وأنه اختار الحكمة على النبوة، وقالوا: لم يكن نبيا لأنه كان عبدا.

والذي يظهر لي – والعلم عند الله – أن لقمان كان عبدا نبيا.
لا أقصد بالعبودية ملك اليمين، بل كان حبشيا أسود اللون، وسواد اللون لا يمنع من النبوة ألم يقل الله عز وجل وإن من أمة إلا خلا فيها نذير، والحبشان أمة من الأمم، فلا بد أن يكون منهم نبي يتكلم بلسانهم ويعرفون أصله فيهم.

ثم الحكمة التي أوتيها ما هي إلا النبوة والله أعلم، فإن الحكمة في القرآن هي النبوة كما قال تعالى وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة، وقال: ويعلمكم الكتاب والحكمة، وقال: رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وقال: واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية
فكذلك قوله: ولقد آتينا لقمان الحكمة ..الآية.

فالذي تحصل أن كل الأعلام الذين سميت بأسمائهم سور القرآن هم أنبياء، فهل كذلك مريم عليها السلام؟
 
هل وصفها بالصديقية يفيد بأنها ليست نبية؟

هل وصفها بالصديقية يفيد بأنها ليست نبية؟

رابعا : هل في وصفها بالصديقية دلالة على أنها ليست نبية.

وذلك في قوله تعالى: ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة .

فإن القرآن الحكيم غاير بين وصف المسيح وأمه، أما المسيح فوصفه بأنه رسول قد خلت من قبله الرسل، فهو ليس بدعا من الرسل.

وأما أمه فهي صديقة، ولأنها صديقة والصديقيون كثر لم يحتج لأن يستدل بوجود الصديقين في الأمم السابقة واللاحقة.

فلما غاير بين وصف المسيح وأمه دل على أنها لم تكن نبية بل صديقة.

وأجاب من قال بنبوتها عن وصفها بالصديقية بأنه لا تناقض، فالنبي صديق، كما قال سبحانه: يوسف أيها الصديق .. الآية.

وفيه نظر – في نظري – من جهتين:

الأولى: أن الذي وصف يوسف بالصديقية هو رسول الملك ، فقد يكون الرسول لم يكن يؤمن بنبوة يوسف، بل هو على دين الملك، ولما ظهر له صلاح يوسف وصفه بالصديقية لأنها مرتبة دون النبوة.

الثانية: ولو وصف يوسف بالصديقية فإن القرآن دل في آيات أخرى على نبوته، فهو صديق نبي، كما قال سبحانه (إنه كان صديقا نبيا) ، وهذا لم يات في مريم بل اقتصر في وصفها على الصديقية.

فهذه الآية من أقوى الآيات الدالة على أن مريم ليست نبية، ألا تجدونها كذلك؟.
 
هل نزول الملائكة عليها ومخاطبتهم لها دليل على نبوتها؟

هل نزول الملائكة عليها ومخاطبتهم لها دليل على نبوتها؟

خامسا: هل في تنزل الملائكة عليها ومخاطبتهم إياها دليل على نبوتها؟

ذلك لأن عند المتكلمين كل من نزلت عليه الملائكة وبلغته أوامر الله فهو نبي.

وقد حصل مثل هذا لمريم لما أخبرتها الملائكة أن الله اصطفاها، ولما جاءها جبريل الأمين بصور بشر سوي فنفخ في جيبها.

ومن نقض هذا الدليل بأن الله أوحى إلى أم موسى وهي ليست نبية، كما قال تعالى (وأوحينا إلى أم موسى ) الآية فقد نُقض نقضه هذا بأن قيل إن الوحي إلى أم موسى لم يكن بتنزل ملك، بل هو من قبيل الإلهام، بخلاف الوحي الذي نزل على مريم فإنه كان بتنزل ملائكة بلغتها رسالة من الله بنص القرآن.

فهذا أقوى دليل على إثبات نبوة مريم عليها السلام.

وأقوى ما يمكن أن يقال في ذلك: إن الملائكة نزلت في أحوال أخرى وبلغت عن الله، ولم يقل أحد أن الذين نزلت عليهم أنبياء .

فقد جاء الملك إلى ثلاثة نفر أبرص وأقرع وأعمى حيث بلغ الملك في آخره إلى الأعمى، وقال: انما ابتليم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك، الحديث.

وأصرح منه بنزول الملائكة رسلا من الله على بشر ليسوا بأنبياء حديث مسلم عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ' أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكاً ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي في هذه القرية . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا ، غير أني أحببته في الله - عز وجل - قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه ' .
لاحظ قوله: رسول الله اليك...

وفي دلائل النبوة للمستغفري قصة الأوزاعي مع ملك من الملائكة وقال له خيرا، والله تعالى أعلم.

وللبحث بقية..بانتظار تأملاتكم في الآيات الواردة في شأن مريم عليها السلام.
 
بارك الله فيك أخي الفاضل ..
ذكر العلامة العثيمين رحمه الله فائدة عند قوله تعالى في سورة يوسف ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) وهي أن هذه الآية دليل على أن النبوة كانت تختص بالرجال دون النساء .. وأن مريم لم تكن نبية وإنما كانت صديقة كما قال تعالى ( وأمه صديقة ) ..
 
الفصل في هذا القول ، هو قول الله تعالى:
(مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) سورة المائدة (75)

وقد فرق الله بين النبيين والصدقين وقال:
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) سورة النساء (69)

ولا يرد عليه أن بعض الأنبياء وصف بالصديق ، فالنبوة أعلى مرتبة من الصديقية ، فكل نبي صديق ، وليس كل صديق نبي.
 
عودة
أعلى