بسم الله الرحمن الرحيم
“نحن نقصّ عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي”..
“وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو إطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا”..
“وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم؟ قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فأبعثوا أحدكم بورقكم هذه الى الى المدينة لينظر أيها أزكي طعاما”..
“ولبثوا فى كهفهم ثلاث مئة سنين وإزدادوا تسعا”
“قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من وليّ ولا يشرك في حكمه أحدا”.. صدق الله العظيم
يمكننا مراجعة حالة مكوث (أهل الكهف) أكثر من ثلاثة قرون
تقول الآية فى وصفهم : ( وتحسبهم أيقاظا)
السؤال كيف يمكن أن نحسب الشخص الراقد مستيقظا؟ إلا إذا كانت عيناه مفتوحتين وترمشان؟!
ونقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال : من المعروف أن أى إنسان نائم يتقلب فى فراشه دون أن يدري، لأن ذلك يحدث بطريقة تلقائية من الجسم، فإذا كانوا بالفعل نائمين هل هناك (آية أو معجزة) فى ذكر تقليبهم الى اليمين والى الشمال؟!..
إذا تم ذكر تقليبهم الي اليمين واليسار لأنهم ليسوا نائمين
وكلبهم باسط ذراعيه بالوسيط: الكلب بنفس حالتهم، عيناه مفتوحتان وجالس متكئ على (ذراعيه) (وليس يديه )، أى أنه فى حالة شبه وقوف وكأنه مستيقظ يحرسهم ، فقد ذكرت كلمة “رقود” لأهل الكهف فقط، ولم تذكر للكلب
إذا إطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا
والسؤال لماذا يفرّ منهم الإنسان إذا شاهدهم؟ ولماذا يأخذه الرعب منهم؟ إذا كانوا بالفعل نائمين بصورة طبيعية؟ وإذا الكلب جالس بصورة طبيعية معهم أيضا؟
هل منظر الإنسان النائم أو الأشخاص النائمين مرعب؟!
لا شئ يثير الرعب لدى الإنسان إلا عند مشاهدته لشئ غير مألوف!
إذا منظرهم مرعب لأنهم كانوا راقدين بعيون مفتوحة ويرمشون كأنهم مستيقظين بينما لا يرون ما حولهم ولا يشعرون بشئ ويتقلبون بصورة روتينية أو بالأصح يتم تقليبهم الى اليمين والى الشمال فى وقت واحد .
وعندما (بعثوا) فلم يورد القرآن كلمة (إستيقظوا) تساءلوا فيما بينهم :
(كم لبثنا؟)
أجاب واحد منهم (لبثنا يوما أو بعض يوم)،
ثم تساءلوا (وبما لبثنا؟) أو (بأى حال لبثنا؟) – وتم حذف السؤال للإيجاز
قالوا محتارين (ربكم أعلم بما لبثتم)
فهم لم يتذكروا إن كانوا نائمين، فإذا كانوا نائمين لإستيقظ بعضهم قبل الآخر ولعلموا أنهم كانوا نائمين أو لرأى بعضهم قليل من الرؤى المنامية،
ولكنهم أجابوا “ربنا أعلم (بما) لبثنا” كما فى الآية.. أي ربنا أعلم (بماذا لبثنا أو بأي حال) لبثنا تلك الفترة.
ينبغي الإشارة هنا الى أنه تم ذكر كلمة (النوم) فى القرآن 9 مرات ، ومع ذلك لم تذكر أبدا كلمة (النوم) أو مشتقاتها فى وصف حالتهم، رغم سرد قصتهم فى 18 آية متواصلة، ويمكن ذكر أنهم ناموا ثلاثة قرون ثم إستيقظوا بكامل صحتهم وهيئتهم، فهى معجزة أيضا، ولكن لم يقل القرآن الكريم أنهم كانوا نائمين على الإطلاق.
بل ذكرت عبارة “وضربنا على آذانهم فى الكهف سنين عددا”..
لذا كانت بداية قصتهم “أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من (آياتنا عجبا)”..فمكوثهم أكثر من ثلاثة قرون بدون طعام أو شراب وبتلك الصورة لآية عجيبة من الله تعالى..
وبذا كانت الإجابة الشافية والوافية من الله تعالى الى الرسول (ص) ، أى الى الذين أتوه يسألونه عن أهل الكهف فإذا بالقرآن الكريم يجيب الرسول بحالتهم.
الآية “قل الله أعلم (بما) لبثوا له غيب السماوات والأرض” :
بهذه الآية إنتهت قصتهم، أى الله تعالى هو الأعلم بالحالة وبالكيفية التى لبثوا بها كل تلك السنوات لا هو بموت ولا بإغماء ولا بيقظة ولا بنوم !.