هل حقاً كان يعقوب (النبي) يميز بين أبناءه ؟ ( ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منّا )

محمد عصام

New member
إنضم
19/01/2019
المشاركات
150
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
35
الإقامة
سوريا
هل حقاً كان سيدنا يعقوب يميز بين أبناءه

أنا لا أظن أن نبياً يمكن أن يميز بين أبناءه، فهذا ليس من أخلاق الأنبياء

كثيرون صدقوا كلام إخوة يوسف حين قالوا:
{ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يوسف8

الأنبياء هم صفوة البشر، ولا أرى أنه يجوز أن نقول في حقهم هذا الخلق!!

فإذا قلت أن الحب هو أمر قلبي لا يتحكم به الإنسان
أقول لك نعم هذا صحيح، ولكن كيف استشعر إخوة يوسف هذا الحب
إلا إذا كان هناك أفعال فيها تميز، يظهر عن طريقها هذا الحب
أو قد لا يكون، الله أعلم
-------------------------------------------
أنا لعلّ لي رأي آخر قد يكون صواباً أو خطئاً، الله أعلم

في الحقيقة أمراض القلوب لا يعترف بها أصحابها !! (كالحسد والكبر والعجب والرياء والنفاق ...)

ولتوضيح الأمر"
سنعطي صورة في المدرسة في عالم الأطفال، فهذا الأمر يظهر جلياً
فمثلاً حين يمسك المعلم أحد الطلاب، الذين يغشون في الامتحان
تجد كثير منهم، يَـفْسُـد على زميلٍ له، فيقول (وفلان أيضاً يغش)

أو قد تجد أحدهم يرفع يده دون سبب، ويقول لك أستاذ فلان يأكل داخل المقعد !!!
لماذا فسد على صديقه الذي يأكل ؟؟

تحليل هذه الصور هو الحسد
هو ينزعج لماذا هو يعاقب على الغش؟؟ وزميله الذي يغش مثله لا يعاقب!!، لهذا قام بالإفساد عليه حتى يعاقب أيضاً
لماذا زميله يأكل في المقعد وهو لا يأكل، فقام بالإفساد عليه

وإذا سألته لماذا تفسد على صديقك الذي يأكل في المقعد ؟؟
لا يقول لك لأني أحسده!!
وذلك لعلّه لعدم علمه أن تفسير هذا الشعور الذي يشعر به هو الحسد، لأنه صغير
بل تجده يتذرع بحجج أخرى فيقول:
لأنه لا يجوز أن يأكل صديقي في الصف والمدرس يشرح على السبورة


ولو نظرت لإبليس، فحين سأله الله لماذا لم تسجد لآدم (أستكبرت أم كنت من العالين)
لم يقل نعم لم أسجد لأني مستكبر
بل فلسف المعصية وبحث عن عذر وقال (خلقتني من نار وخلقته من طين)
وحين طرده الله من الجنة، حقد على آدم حقداً شديداً
ولم يرضى إلا أن يخرج آدم من جنته كما خرج هو

إذاً من هذه الأمثلة، نفهم أن أصحاب أمراض القلوب، لا يعترف أصحابها بحقيقة مرضهم، بل يضعون مبررات أخرى

-------------
وهكذا فعل إخوة يوسف، قالوا: (ليوسف وأخوه أحبَ إلى أبينا منّا ونحن عصبة ..)
ودليل أن كلامهم هذا كذب وافتراء
أنَّ أذيتهم لحقت فقط في يوسف ؟؟
أنتم قلتم ليوسف وأخوه !! لماذا إذاً لم تؤذوا يوسف وأخوه
بل فقط رميتم يوسف في البئر !!

ولكن هذا الحسد، هذا الحقد سيدفعهم لكراهية أخو يوسف أيضا

لأنه من الواضح أن مشكلة الإخوة الحقيقية هي مع يوسف؛ بدليل كلامهم هم ﴿ ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا﴾،
فأولاً لم يذكروا أخا يوسف بالاسم بل أضافوه إلى يوسف، وكأن مشكلتهم مع هذا الأخ ، هي كونه أخا يوسف، لا لأنهما ابنا امرأة أخرى، سوى أمهاتهم، كما حاولوا الإيحاء عن طريق الجمع بينهما.
-------------------------------------

فإذا قلت ما هو سبب هذا الحقد وهذه الكراهية
؟!
الجواب هو رؤيا سيدنا يوسف، التي تُـفَّـسر بأنه سيكون له شأن عظيم أعلى من إخوته
وقد كان إخوة يوسف يعلمون بتفسير المنامات لأنهم أولاد نبي
ودليل علمهم هو قول سيدنا يعقوب لابنه (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
كما أن يعقوب هو ابن نبي (اسحاق) واسحاق نبي، وابن نبي (ابراهيم)
فهم لعلهم كانوا يتوقعون أن يأتي منهم نبي كما جرت العادة
ولكن لما علموا برؤية يوسف، حقدوا عليه وعلموا أنه سيكون هو النبي، فكادوا له كيدا

سيدنا يعقوب من الأنبياء الذين وصفهم الله بأن لهم عمق نظر وبصيرة
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }ص45

فكان يعقوب يعلم مرض قلوب أبناءه، ويعلم حسدهم، فحذر ابنه من أن يقص الرؤية
ولكن يبدو أنه علموا بالرؤية بشكل أو بآخر، لم يذكر القرآن كيف علموا!!ولكن يمكن استنتاج ذلك عن طريق كيدهم بعد رؤيا يوسف

قال سيدنا يعقوب ليوسف (لا تقصص .... فيكيدوا لك كيدا )
ثم وجدناهم يجتمعون ويكيدون ليوسف
إذاً يمكن الاستنتاج أنهم علموا، وإلا لماذا حصل هذا الكيد تحديداً بعد الرؤية !!
لماذا ليس قبلها ؟؟ ثم تابع يقوب كلامه ( إن الشيطان للإنسان عدوٌ مبين)
-----------------------------
ثم لو نظرت لنهاية القصة تجد اعتذارهم لأبيهم:
(قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) ، وتجد اعتذارهم ليوسف﴿قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين﴾
خاطئين في كل شيء
خاطئين في زعمهم (ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منّا)
خاطئين في سوء أدبهم مع أبيهم حين قالوا (إن أبانا لفي ضلال مبين)
خاطئين في أذيتهم ليوسف، واستهزائهم بأبيهم

هذه نظرات في قصة يوسف

والله تعالى أجل وأعلم

والحمد لله رب العالمين
 
السلام عليكم،
كنت تطرقت لهذا سابقا ضمن موضوع آخر، تفضيل يعقوب عليه السلام لإبنه يوسف يعود لعلمه بأن الله تعالى إصطفاه من بين أبناءه لحمل النبوة وخصه أيضا بعلم تفسير الاحلام، تصور لو ان احد أبناءك له تلك الصفة من الاصطفاء هل ستعامله كإخوته معاملة أبوية عادية أم ستقدر إصطفاء الله تعالى له وتخصه بالرعاية والمحبة ويكون تحت عينك دوما؟!
نجد الآباء لو تميز أحد الابناء بذكاء أو نبوغ يخصه بالرعاية والاهتمام فما بال الفخر بإصطفاء الله تعالى وعلمه أن الله حكيم عليم؟، هذه العناية فسرها أبناءه أنها "محبة" أكثر ولم يدروا سببها ، ولم يهتموا بإيذاء أخيه لعلمهم أن يوسف هو المقرب الى أبيهم.
ونعلم أن الأنبياء كانوا يحملون هم دعوة البشر للهداية فهاهو زكريا عليه السلام يدعو الله ان يهبه ولدا ليرث هدى آل يعقوب خوفا على قومه من الضلال - أم لك رأى آخر؟ :) وابراهيم عليه السلام يدع الله ان يكون من ذريته من يحمل الهدى للناس .

هذا غير الحزن الشديد على يوسف، حتى بعد أن أخذ الوزير ""يوسف" أخيه وإحتجزه بمصر بتهمة السرقة نجد يعقوب يبكى ويتذكر يوسف أسفا عليه بل ويشم رائحته ، فأى شك بعد هذا فى تعلق يعقوب بيوسف عليهما السلام؟
 
هل حقاً كان سيدنا يعقوب يميز بين أبناءه

أنا لا أظن أن نبياً يمكن أن يميز بين أبناءه، فهذا ليس من أخلاق الأنبياء

كثيرون صدقوا كلام إخوة يوسف حين قالوا:
{ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يوسف8

الأنبياء هم صفوة البشر، ولا أرى أنه يجوز أن نقول في حقهم هذا الخلق!!

فإذا قلت أن الحب هو أمر قلبي لا يتحكم به الإنسان
أقول لك نعم هذا صحيح، ولكن كيف استشعر إخوة يوسف هذا الحب
إلا إذا كان هناك أفعال فيها تميز، يظهر عن طريقها هذا الحب
أو قد لا يكون، الله أعلم
-------------------------------------------
أنا لعلّ لي رأي آخر قد يكون صواباً أو خطئاً، الله أعلم

في الحقيقة أمراض القلوب لا يعترف بها أصحابها !! (كالحسد والكبر والعجب والرياء والنفاق ...)

ولتوضيح الأمر"
سنعطي صورة في المدرسة في عالم الأطفال، فهذا الأمر يظهر جلياً
فمثلاً حين يمسك المعلم أحد الطلاب، الذين يغشون في الامتحان
تجد كثير منهم، يَـفْسُـد على زميلٍ له، فيقول (وفلان أيضاً يغش)

أو قد تجد أحدهم يرفع يده دون سبب، ويقول لك أستاذ فلان يأكل داخل المقعد !!!
لماذا فسد على صديقه الذي يأكل ؟؟

تحليل هذه الصور هو الحسد
هو ينزعج لماذا هو يعاقب على الغش؟؟ وزميله الذي يغش مثله لا يعاقب!!، لهذا قام بالإفساد عليه حتى يعاقب أيضاً
لماذا زميله يأكل في المقعد وهو لا يأكل، فقام بالإفساد عليه

وإذا سألته لماذا تفسد على صديقك الذي يأكل في المقعد ؟؟
لا يقول لك لأني أحسده!!
وذلك لعلّه لعدم علمه أن تفسير هذا الشعور الذي يشعر به هو الحسد، لأنه صغير
بل تجده يتذرع بحجج أخرى فيقول:
لأنه لا يجوز أن يأكل صديقي في الصف والمدرس يشرح على السبورة


ولو نظرت لإبليس، فحين سأله الله لماذا لم تسجد لآدم (أستكبرت أم كنت من العالين)
لم يقل نعم لم أسجد لأني مستكبر
بل فلسف المعصية وبحث عن عذر وقال (خلقتني من نار وخلقته من طين)
وحين طرده الله من الجنة، حقد على آدم حقداً شديداً
ولم يرضى إلا أن يخرج آدم من جنته كما خرج هو

إذاً من هذه الأمثلة، نفهم أن أصحاب أمراض القلوب، لا يعترف أصحابها بحقيقة مرضهم، بل يضعون مبررات أخرى

-------------
وهكذا فعل إخوة يوسف، قالوا: (ليوسف وأخوه أحبَ إلى أبينا منّا ونحن عصبة ..)
ودليل أن كلامهم هذا كذب وافتراء
أنَّ أذيتهم لحقت فقط في يوسف ؟؟
أنتم قلتم ليوسف وأخوه !! لماذا إذاً لم تؤذوا يوسف وأخوه
بل فقط رميتم يوسف في البئر !!

ولكن هذا الحسد، هذا الحقد سيدفعهم لكراهية أخو يوسف أيضا

لأنه من الواضح أن مشكلة الإخوة الحقيقية هي مع يوسف؛ بدليل كلامهم هم ﴿ ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا﴾،
فأولاً لم يذكروا أخا يوسف بالاسم بل أضافوه إلى يوسف، وكأن مشكلتهم مع هذا الأخ ، هي كونه أخا يوسف، لا لأنهما ابنا امرأة أخرى، سوى أمهاتهم، كما حاولوا الإيحاء عن طريق الجمع بينهما.
-------------------------------------

فإذا قلت ما هو سبب هذا الحقد وهذه الكراهية
؟!
الجواب هو رؤيا سيدنا يوسف، التي تُـفَّـسر بأنه سيكون له شأن عظيم أعلى من إخوته
وقد كان إخوة يوسف يعلمون بتفسير المنامات لأنهم أولاد نبي
ودليل علمهم هو قول سيدنا يعقوب لابنه (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
كما أن يعقوب هو ابن نبي (اسحاق) واسحاق نبي، وابن نبي (ابراهيم)
فهم لعلهم كانوا يتوقعون أن يأتي منهم نبي كما جرت العادة
ولكن لما علموا برؤية يوسف، حقدوا عليه وعلموا أنه سيكون هو النبي، فكادوا له كيدا

سيدنا يعقوب من الأنبياء الذين وصفهم الله بأن لهم عمق نظر وبصيرة
{وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }ص45

فكان يعقوب يعلم مرض قلوب أبناءه، ويعلم حسدهم، فحذر ابنه من أن يقص الرؤية
ولكن يبدو أنه علموا بالرؤية بشكل أو بآخر، لم يذكر القرآن كيف علموا!!ولكن يمكن استنتاج ذلك عن طريق كيدهم بعد رؤيا يوسف

قال سيدنا يعقوب ليوسف (لا تقصص .... فيكيدوا لك كيدا )
ثم وجدناهم يجتمعون ويكيدون ليوسف
إذاً يمكن الاستنتاج أنهم علموا، وإلا لماذا حصل هذا الكيد تحديداً بعد الرؤية !!
لماذا ليس قبلها ؟؟ ثم تابع يقوب كلامه ( إن الشيطان للإنسان عدوٌ مبين)
-----------------------------
ثم لو نظرت لنهاية القصة تجد اعتذارهم لأبيهم:
(قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) ، وتجد اعتذارهم ليوسف﴿قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين﴾
خاطئين في كل شيء
خاطئين في زعمهم (ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منّا)
خاطئين في سوء أدبهم مع أبيهم حين قالوا (إن أبانا لفي ضلال مبين)
خاطئين في أذيتهم ليوسف، واستهزائهم بأبيهم

هذه نظرات في قصة يوسف

والله تعالى أجل وأعلم

والحمد لله رب العالمين

اختيار رائع بوركتم.


ارسل من CAM-L21 using ملتقى أهل التفسير
 
[FONT=&quot]قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ
يعقوب اخبر يوسف ان لا يقص الرؤية على احد لكن ربما يوسف تكلم مع اخوته في هذا الموضوع فحسدوه[/FONT]
 
عودة
أعلى