د محمد الجبالي
Well-known member
ماذا أفاد حرف الجر [من] في قول نوح عليه السلام لقومه:
{{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}} (نوح3-4)؟
قال بعضهم: حرف الجر [من] زائد لإفادة التأكيد.
وقال آخرون: إن [من] يفيد التبعيض، أي بعض ذنوبهم، وقالوا إن ذلك كان في شريعة نوح.
وقال فريق ثالث: إن [من] تفيد التبعيض، لكن التبعيض هنا يقصد به أنه يغفر لكم ما تقدم من ذنوبكم من الشرك وغيره قبل إسلامكم، فجاء حرف [من] حتى لا يظن أنه يغفر ما تقدم وما تأخر من الذنوب.
وهذا الرأي الثالث أحب إلينا، إذ يؤيده ويثبته الآيات القرآنية الأخرى، والأحاديث النبوية الشريفة، وتدل على أن الكافر الذي يؤمن تُغْفَرُ جميع ذنوبه، قال الله تعالى في سورة الزمر:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وجاء في الحديث الصحيح أن الإسلام يَجُبُّ ما قبله، فقد صحح الألباني في الإرواء ما روي: "أن عَمْرًا بن العاص قال: قلتُ: يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله، وإن الهجرة تَجُبُّ ما كان قبلها"[1].
والله أعلم
د. محمد الجبالي
[1] الألباني، محمد ناصر الدين، 1405ه – 1985م، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ط2، بيروت، المكتب الإسلامي، ج5، ص122.
{{ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}} (نوح3-4)؟
قال بعضهم: حرف الجر [من] زائد لإفادة التأكيد.
وقال آخرون: إن [من] يفيد التبعيض، أي بعض ذنوبهم، وقالوا إن ذلك كان في شريعة نوح.
وقال فريق ثالث: إن [من] تفيد التبعيض، لكن التبعيض هنا يقصد به أنه يغفر لكم ما تقدم من ذنوبكم من الشرك وغيره قبل إسلامكم، فجاء حرف [من] حتى لا يظن أنه يغفر ما تقدم وما تأخر من الذنوب.
وهذا الرأي الثالث أحب إلينا، إذ يؤيده ويثبته الآيات القرآنية الأخرى، والأحاديث النبوية الشريفة، وتدل على أن الكافر الذي يؤمن تُغْفَرُ جميع ذنوبه، قال الله تعالى في سورة الزمر:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وجاء في الحديث الصحيح أن الإسلام يَجُبُّ ما قبله، فقد صحح الألباني في الإرواء ما روي: "أن عَمْرًا بن العاص قال: قلتُ: يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله، وإن الهجرة تَجُبُّ ما كان قبلها"[1].
والله أعلم
د. محمد الجبالي
[1] الألباني، محمد ناصر الدين، 1405ه – 1985م، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، ط2، بيروت، المكتب الإسلامي، ج5، ص122.