كشف خبير آثار مصري أن مصحف عثمان بن عفان الذي انقطعت أخباره منذ 800 عام بيع لتاجر آثار يهودي منذ أكثر من عشر سنوات، بعد أن كان بحوزة أحد التجار المصريين الذي باع بدوره المصحف لتاجر تركي.
وأكد أن المصحف الذي يبحث عنه الأثريون منذ أكثر من 800 عام كان بحوزة عائلة يهودية تعيش في مصر منذ عام 1905 والتي قامت ببيع المصحف لتاجر مصري عام 1950 قبل أن تغادر مصر، لافتا إلى أن هناك معلومات تفيد أن هذه النسخة بين يدي عمري نجل آرييل شارون الذي يمتلك محلا لبيع الآثار المصرية في تل أبيب.
وأوضح أن هذا المصحف نسخ منه ستة مصاحف بأمر عثمان بن عفان أرسل أربعة منها إلى الأمصار وبقى اثنان بالمدينة، مضيفا أن المصحف الذي أرسل إلى مصر حفظ بخزائن مكتبة المدرسة الفاضلية التي بناها القاضي فاضل العسقلاني في العصر الأيوبي.
وقد نقله السلطان الغوري إلى القبة التي أنشاها أمام مدرسته وعمل له جلدة خاصة مؤرخة سنة 874 هـ وظل محفوظا بها لمدة ثلاثة قرون، وفي عام 1305 هـ استقر المصحف والجلدة بالمشهد الحسيني، لكن النسخة الحالية ليست هي المصحف الشخصي لعثمان كما يدعى بعض الأثريين والمؤرخين وإنما هو أحد النسخ الستة.
وأفاد المصدر أن مصحف عثمان الذي بيع يتكون من 1078 ورقة من الرق من المقطع الكبير وقياسها 57 في 57 وعدد الأسطر 12 سطر وارتفاعه 40 سم ووزنه 80 كجم ومكتوب بمداد بني داكن وبخط كوفي بسيط يناسب القرن الهجري، خال من النقاط والزخارف الخطية، وتوجد فواصل بين السور عبارة عن رسوم نباتية متعددة الألوان.
أما الغلاف الجلدي للمصحف فهو حديث لا يحتوي على أي نقوش أو زخارف أو كتابات أو تذهيب، أما حافظات السلطان الغوري فهي من الخشب مكسوة بالجلد لحفظ المصحف بكامله تناسب حالة فتح صفحات المصحف وهي مزخرفة بنقوش نباتية مذهبة ومضغوطة يحيط بها الزخارف وشريط من الكتابة بالخط الثلث المملوكي.
وأفاد المصدر أن المصادر العربية قالت
إن عثمان بن عفان عندما أقدم المحاصرون لداره على اقتحامها يوم استشهاده أخذ مصحفه الخاص ووضعه في حجره ليقرأ فيه واستشهد وهو يتلو القران فتناثرت قطرات من دمائه على بعض الورقات من مصحفه.
وأضاف أن مصحف عثمان المنقوط بدمه فقد في المدينة في بعض الفتن الطارئة عليها، والأرجح أنها الفتنة الثالثة التي وقعت بالمدينة في خلافة جعفر المنصور، حيث تحرك العلويون يطالبون بحقهم في الخلافة وتزعم الثورة محمد النفس الذكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي فتحرك المنصور لإخماد هذه الحركة التي أصبحت تشكل خطرا جسيما في كيان الدولة العباسية.
وأفاد أن هذا المصحف وقع غنيمة في أيدي البرتغاليين في موقعة طريف المعروفة في المصادر المسيحية بموقعة "نهر سلادو"، لكن السلطان المريني أبو الحسن بذل جهدا لإنقاذ هذا المصحف وانفق آلاف الدنانير لاسترجاعه بعد أن جدده البرتغاليون من أغشيته، ونزعوا ما كان على دفتيه من أحجار كريمة واستمر المصحف في خزائن المدينة، وكان ذلك آخر العهد به إذ انقطعت أخباره بعد هذا التاريخ.