هل توهم ابن الجزري في نسبة مخارج الاصوات الى الخليل؟

إنضم
28/07/2012
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
العراق
الاخوة الافاضل ...
هل توهم الحافظ الكبير محمد بن محمد بن الجزري (833هـ) في نسبة مخارج الاصوات الى الخليل بن احمد الفراهيدي (175هـ) بانها سبعة عشر مخرجا ؟ اذ قال : (اما مخارج الحروف فقد اختلفوا في عددها فالصحيح المختار عندنا وعند من تقدمنا من المحققين كالخليل بن احمد ، ومكي بن ابي طالب ، وابي القاسم الهذلي ، وابي الحسن شريح ، وغيرهم سبعة عشر مخرجاً ، وهذا الذي يظهر من حيث الاختيار ، وهو الذي أثبته ابو علي بن سينا في مؤلف أفرده في مخارج الحروف وصفاتها) النشر في القراءات العشر 198/1 .
والحال ان الخليل جعلها احد عشر مخرجاً ، اذ قال : (فأقصى الحروف كلها العين ثم الحاء في حيز واحد ... ثم الجيم والشين والضاد في حيز واحد ... ثم الطاء والدال والتاء في حيز واحد ... ثم الظاء والذال والثاء في حيز واحد ... ثم الراء واللام والنون في حيز واحد ... ثم الفاء والباء والميم في حيز واحد ... ثم الالف والوا والياء في حيز واحد والهمزة في الهواء لم يكن لها حيز تنسب إليه ... ) العين 4/1 .
 
مما كتبته حول هذا الموضوع في رسالتي: "حدود الإتقان في تجويد القرآن" ما يأتي:
"وأما ما ادَّعاه ابن الجندي وكذلك ابن الجزري من أن الخليل بن أحمد عدَّ المخارج (سبعة عشر)([1])؛ ففيه نظر؛ لأن الخليل لم يصرِّح بذلك, وكلامه في المسألة لا يدل
عليه([2]), وأيضاً اختلف العلماء في تحديد قول الخليل بن أحمد:
فقال أبو القاسم الهذلي: ((ذكر الخليل ستة عشر مخرجاً))([3]).
وقال أبو محمد العماني([4]): ((وكان الخليل يقسم المخارج إلى تسعة أقسام))([5]).
وقال السيوطي([6]): ((والمخارج ستة عشر عند الخليل وسيبويه والأكثرين))([7]).
فهذا اضطراب واضح في تحديد قول الخليل بن أحمد, وسبب ذلك هو عدم وضوح كلام الخليل, ولذلك قال عبد الوهاب القرطبي عن كلام الخليل في مخارج الحروف بعد نقله: ((وقد قيل إن هذا الترتيب فيه خطل واضطراب, والصواب ما رتَّبه سيبويه وتلاه أصحابه عليه؛ لأن المتأمل والذوق يشهد بصحته))([8]).
وقد ذكر ابن الجزري عن الإمام مكي بن أبي طالب وأبي عمرو الداني أنهما يقولان بأن المخارج سبعة عشر, ولكن هذا يخالف ما ذكروه في كتبهم نصاً من أنها ستة عشر مخرجاً([9]).
وذكر ابن الجزري أيضاً عن أبي القاسم الهذلي ذلك, ولكنه نص في كتابه الكامل([10]) على أنها تسعة مخارج.

([1]) انظر بستان الهداة 1/149, والنشر 1/198

([2]) انظر العين 1/57-58

([3]) الكامل للهذلي ص97

([4]) الحسن بن علي بن سعيد, أبو محمد العماني المقري، إمام فاضل محقق له في الوقوف كتابان: أحدهما اسمه: (المرشد), نزل مصر وذلك بعيد الخمسمائة, لا تعرف سنة وفاته, انظر غاية النهاية 1/203

([5]) نقل عنه ذلك الدكتور: غانم قدوري من كتابه (الأوسط), انظر علم التجويد قبل الرعاية والتحديد ص187

([6]) عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري, جلال الدين السيوطي, إمام محقق, وحافظ مؤرخ, له المؤلفات الفائقة النافعة, وهي نحو من (600) مصنف, منها: "الإتقان في علوم القرآن", و"الأشباه والنظائر", وتوفي سنة (911هـ), انظر شذرات الذهب 10/74-79, والأعلام 3/301

([7]) همع الهوامع 6/291

([8]) الموضح ص81

([9]) انظر الرعاية ص144, وكذلك ص243, والتحديد ص101

([10]) ص97
 
قال محمد بن عبد السلام الفاسي: ثم إن ما نسب إلى الخليل من أن مخارج الثلاثة المدية من الجوف نسب إليه غيره خلافه، قال المرادي في شرح التسهيل والمخارج عند الخليل وسيبويه والأكثرين ستة عشر، ثم ذكر ابن شريح أن الألف هوائي لا مخرج لها، وأنه جعل حروف الحلق ستة.
وقال ابن المجراد في شرح الدرر اللوامع:« وما ذكر المصنف من أن حروف الحلق سبعة وأن الألف منها هو مذهب الخليل، وقد ذكر ذلك الهوزني في أرجوزته حيث قال:
من مخرج الهمزة قد تتصف
لأن صورتها لديها ينصرم
فهو مجاز لا حقيق يرتسم.​
 
بارك الله بالاخ عمرو الديب وكذلك الاخ سمير عمر على هذا الاثراء العلمي متمنيا لهم دوام التوفيق
 
عودة
أعلى