هل تندرج مباحث الهمزة في ظواهر الرسم العثماني ؟

إنضم
10/08/2010
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
هل تندرج مباحث الهمزة في ظواهر الرسم العثماني ؟
فتحي بودفلة
(هذا جزء من مبحث: محاولة تعريف ظواهر الرسم العثماني، أردتُ عرضه لوحده، للنقاش والإثراء)

أضاف جلّ المختصين وأكثر الباحثين رسمَ الهمزة في مباحث ظواهر الرسم العثماني واعتبروها مندرجة في مفهوم المصطلح ومسماه[1].
والحقيقة – والله أعلم – أنّ إدراج مسائل الهمزة في ظواهر الرسم العثماني إنما سببه تنوّع أساليب رسمها من جهة، وملاحظة التغاير والتمايز بين قواعد رسمها في المصحف الشريف والقواعد التي اعتمدها علماء الإملاء والعربية فيما بعدُ من جهة أخرى. وسنحاول من خلال هذه النقاط التالية تجلية هذه الحقيقة...
· مذهب أكثر أهل العلم[2] أنّ الهمزة لم تكن ترسم في زمن كتابة المصحف الشريف، وأنّها أضيفت في القرن الثاني للهجرة على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، ورمزَ لها برأس العين...فهي من مسائل علم ضبط المصحف لا رسمه.
· والصواب أنّ الهمزة المحقّقة صورتُها في الكتابة العربية الأولى الألفُ، قال ابن ولاد[3] في المقصور والممدود: "وإنما سميناه ألفاً وهي في أوّل الكلمة مضمومة كانت أو مفتوحة أو مكسورة وهي في الحقيقة همزة والألف لا تكون في أوّل الكلمة..."[4] . وممّا استدل به ابن جنّي[5] على كون الألف إنّما هو الرمز الكتابي لصوت الهمزة قوله: "...انّ كل حرف سميته ففي أوّل حروف تسميته لفظه بعينه؛ ألا ترى أنّك إذا قلت "جيم" فأوّل حروف الحرف "جيم"، وإذا قلت "دال" فأوّل حروف الحرف "دال"، وإذا قلت "حاء" فأوّل ما لفظت به حاء. وكذلك إذا قلت "ألف" فأول الحروف التي نطقت بها همزة. فهذه دلالة غريبة، على كون صورة الهمزة مع التحقيق ألفا."[6]
ثمّ إنّ صورة الهمزة في الكتابات التي استنبطت واشتقت منها الكتابة العربية ألف، كالكتابة النبطية والآرامية والسريالية والعبرية والفنيقية...، وقد اتفقت هذه اللغات التي اصطلح على تسميتها بالسامية على ترتيب رموز كتاباتها وفق الترتيب الأبجدي المشهور: (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت). واعتبروا الرمز الأوّل (الألف) دالا على صوت الهمزة ومعناه في اللغة الكنعانية "رأس الثور" ينطق "ألف" أو "أولف" وهو الرمز نفسه الذي اصطُلح عليه في اللغات الغربية "بأَلْفا" "A" . وقد روى العربُ قديما روايات مختلفة- رغم كلّ ما قيل في أصلها وسندها - تقرّ بأصل هذا الترتيب المشترك بين مختلف اللغات القديمة والحديثة، فمن ذلك ما نقله الجوهري[7] عن شرقي بن القطامي[8] أنّ أوّل من وضع الخطّ العربي رجال من طيء منهم مرارة بن مرة وأنشد عليه:
تعلمت باجاد وآل مرامر سودت أثوابي ولست بكاتب
قال الجوهري: وإنما قال: "آل مرامر" لأنّه كان سمى كل واحد من أولاده بكلمة من أبي جاد وهم ثمانية: أبجد، هوز، كلمن، حطي، سعفص، قرشت...[9]
وفي صبح الأعشى قال القلقشندي[10]: "أوّل من اخترعه وألّف حروفه ستة أشخاص من طسم كانوا نزولا عند عدنان بن أدد وكانت أسماؤهم أبجد هوز وحطي وكلمن وسعفص فوضعوا الكتابة والخط على أسمائهم فلمّا وجدوا في الألفاظ حروفاً ليست في أسمائهم ألحقوها بها وسموها الروافد هي: الثاء المثلثة والخاء والذال والظاء والغين والضاد المعجمات...[11]
· أساليب رسم الهمزة في الكتابة العربية القديمة ثلاثة هي:
أ. رسم الهمزة المحققة ألفا مطلقا في أوّل الكلمة أو وسطها أو آخرها، وهي في ذلك إنّما تتبع سنن الكتابات السامية التي اشتُقت واستُنبطت منها، فقد أورد الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب[12] أمثلة لكلمات آرامية مهموزة رسمت همزتها ألفا في أوّلها ووسطها وآخرها ومن أمثلتها:
اب: أبي[13]
ا ب د: تدمير، إبادة، انتهى، ضاع...[14]
ا ب ن: صخرة، حجر...[15]
م ا هـ : مائة.[16]
راس: رأس[17]
م ر ا هـ: سيده، م ر ا ي ـ: سيدي.[18]
م ل ا: مَلأ[19]
ر ب ا: أزيد[20]
م ر ا: سيد[21]
ا س ا: ارفع، احمل، افعل...[22]
وقد ذكر الفراء[23] أنّ مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنه جرى على هذا الأسلوب في رسم الهمزة، حيث قال عند تعرضه لرسم كلمة ﭽ ﯢ ﭼ[24] : "...ورأيتها في مصاحف عبد الله والتي في الحج خاصّة {ولالا} ولا تهجّأْه[25]، وذلك أنّ مصاحفه قد أجرى الهمز فيها بالألف في كل حال إن كان ما قبلها مكسورا أو مفتوحا أو غير ذلك ."[26] وقال أيضا: "والهمزة في كتابه تثبت بالألف في كلّ نوع."[27]
كما ذكر أنّ هذا الأسلوب ليس خاصا بابن مسعود رضي الله عنه وحده بل هو مذهبٌ شائع معروف عند العرب: "... وربّما كتبتها العرب بالألف في كلّ حال؛ لأنّ أصلها ألف. قالوا نراها إذا ابتدئت تكتب بالألف في نصبها وكسرها وضمتها؛ مثل قولك: أُمِروا، وأَمَرت، وقد جئتَ شيئاً إمرا، فذهبوا هذا المذهب. قال: ورأيتها في مصحف عبد الله (شيأ) في رفعه وخفضه بالألف. ورأيت (يستهزءون) (يستهزأون) بالألف وهو القياس..."[28]
وقال ابن جنّي في سرّ صناعة الإعراب[29]: "اعلم أنّ الألف التي في أوّل حروف المعجم هي صورة الهمزة في الحقيقة، وإنما كُتبت الهمزة واوا مرة وياء أخرى على مذهب أهل الحجاز في التخفيف، ولو تريد تحقيقها البتة لوجب أن تكتب ألفا على كلّ حال. يدلّ على صحة ذلك أنّك إذا أوقعتها موقعا لا يمكن فيه تخفيفها، ولا تكون فيه إلاّ محققة، لم يجز أن تكتب إلاّ ألفا، مفتوحة كانت أو مضمومة أو مكسورة، وذلك إذا وقعت أوّلا، نحو: أَخذَ، وأُخِذ، وإِبراهيم، فلما وقعت موقعا لا بدّ فيه من تحقيقها اجتُمع على كتبها ألفا البتة. وعلى هذا وُجدت في بعض المصاحف {يستهزأون} بالألف قبل الواو. ووُجد فيها أيضا {وإن من شيأٍ إلاّ يسبّح بحمده} بالألف بعد الياء. وإنّما ذلك لتوكيد التحقيق."
ب. رسمها على مذهب أهل التخفيف: وقد تقدّم قريبا قول ابن جنّي :" وإنما كُتبت الهمزة واوا مرة وياء أخرى على مذهب أهل الحجاز في التخفيف..." ويقول الأستاذ غانم قدوري الحمد: "أما الطريقة الأخرى لتمثيل الهمزة في الكتابة العربية فهي كتابتها على نحو ما تخفّف به في لغة من يسهّل الهمزة، والعرب بالنسبة للهمزة قسمان: منهم من يحقق الهمزة، ومنهم من يسهلها، والهمزة في حالة التسهيل لا تنقلب إلى صوت آخر[30]، ولا يبقى شيء من خصائصها، بل تسقط البتة...ونجد في هذه الحالة في موقع الهمزة إحدى الحركات الطويلة أو صوتاً من أصوات اللين، وربما يخلفها صوت ضعيف غير واضح، هو ما سماه علماء العربية (همزة بين بين)، وقد تسقط دون أن يخلفها شيء....ومن ثم فإنّ الكاتب حين يكتب الهمزة على لغة أهل التسهيل من الطبيعي أن يكتبها برموز الحركة الطويلة أو رموز أصوات اللين، لأنّه لا يلفظ – حينئذ- همزة، فيتحتم عليه كتابتها بالألف، إنما يلفظ فتحة طويلة في مثل (يامرون، الباس، الراس)، وكسرة طويلة في مثل (الذيب، جيتم، نبينا)، وضمة طويلة في مثل (يومن، يوذي، سولك)، أو أنّه ينطق حرف لين، واوا أو ياء، في مثل (جزاوهم، عطاونا، شعاير، ملايكة)، وقد لا يكتب شيئاً، لأنّ الهمزة قد سقطت ولم يخلفها في النطق شيء، في مثل (سل، يسل، الخاطون، المستهزون، الافدة)."[31]
ولأنّ كتبة المصحف - رضي الله عنهم - كانوا حجازيين فقد جروا في أكثر كتابتهم على هذا النهج وهذا الأسلوب، وقد قال عثمان رضي الله عنه في شرطه وتوصيته: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش"[32]
ت. الجمع بين رسمها ألفا - على الأصل- وبين صورة تخفيفها: يقول أبو العباس أحمد بن ولاد: "...فإن كان الاسم مهموزاً كتبته بالألف في الرفع والنصب والخفض فقُلتَ هذا الخطأُ ورأيتُ الخطأَ وعجبتُ من الخطأ، فإن أضفته فالأجود أن تجعلَ الهمزة في الرفع واواً وفي الخفضِ ياءً وفي النصبِ ألفا، فتقول: هذا خطؤك ونبؤك وعجبتُ من خطئك ونبئك، ومنهم من يدع الهمزة على حالها قبل الإضافة يكتبها في الرفع والنصب والخفض [ألفاً] هذا [خطأُك] ورأبتُ خطأَك وعجبتُ من خطأِك والأوّل أحسنُ وأكثرُ، ومنهم من يكتبها إذا أضاف في الرفع بألف وواو وفي الخفض بألف وياء، هذا خطأوك وعجبتُ من خطأِيك وهذا أضعف الوجوه..."[33] وقد ذكر الزجاجي[34] في الجمل هذا الوجه والأسلوب في كتابة الهمزة وخطّأه، حيث قال في هجاء كلمة (يكلؤكم): "...بواو واحدة لا يجوز غير ذلك فأما من يكتبها بواو قبلها ألف فمخطئ..."[35] ونُقِل عن ثعلب[36] قوله: "وربما أقروا الألف وجاؤا بعدها بواو في الرفع وبياء في الخفض فيقولون ظهر [خطاوه] وعجبتُ من [خطايه] والاختيار مع الواو والياء أن تسقط الألف وهو القياس."[37]. يقول الأستاذ غانم قدوري الحمد معلقا ومتعقبا هذه النصوص: "ورغم تضعيف ابن ولاد لهذا المذهب في رسم الهمزة، وتخطيء الزجاجي لمن سار عليه، واعتبار ثعلب القياس بتركه، رغم ذلك فإنّ روايتهم لذلك تدلّ على أنّه كان مذهبا سار عليه بعض الكتاب وربما كان اتجاهاً عاماً في الكتابة في فترات متقدمة وظلت منه بقايا إلى عصرهم..."[38]
ويبدو أنّ كتّاب المصحف الإمام - رضي الله عنهم- قد اعتمدوا أكثر ما اعتمدوا الأسلوب الثاني[39]، ولكن المصاحف العثمانية لم تخلُ من مظاهر رسم الهمزة وفق الأسلوبين الأوّل[40] والثالث[41].
وبتدقيق النظر في هذه الأساليب الثلاثة، فإنّه يتأكّد لنا أن رسم الهمزة لم تخرج قطّ عن كونها إمّا رُسمت بصورتها الألف على الأصل كما رسمت الصوامت جميعها، أو أنّها رسمت باعتبار تخفيفها ألفا أو واوا أو ياء بحسب صوتها والتلفظ بها، أو حذفت من الخطّ إن أسقِطت من اللفظ، أو رسمت على وجهي التحقيق والتخفيف معاً، وهي في جميع هذه الحالات إمّا وافق رسمُها لفظَها أو خالفه فتندرج في الظواهر الستّ المتقدّمة...فلا داع والأمر كذلك أن تدرج في تعريف ظواهر الرسم العثماني. ومن ذكرها فإنّما يذكرها لتنوع رسمها ولمخالفته للرسم القياسي المستحدث بعد الرسم العثماني. وممّا يؤكّد هذا الطرح أنّ علماء الرسم الأوائل لم يلفت نظرهم وانتباههم أسلوب رسم الهمزة بقدر ما لفت انتباههم رسم حروف العلة وما اعتراها من حذف وبدل وزيادة وكذا وصل بعض الكلمات وفصلها واختلاف المصاحف فيما بينها، وبهذا جاءت موضوعات الكتب الأولى إذ ركّزت على تتبع اختلاف المصاحف[42] وعلى تعداد الموصول والمقطوع[43]. وكذا هجاء المصاحف[44] وفي استعمالهم لهذا المصطلح قرينة واضحة أنّهم لاحظوا مخالفة هجاء الكلمة - أي كتابة حروفها- للفظها، تقول هجوتُ الحروف هَجْواً وهجّيْتها تهجِية[45] قال ابن سيده[46]: الهجاء تقطيع اللفظة بحروفها.اهـ[47]
وفي الروايات الواردة عن مالك وأحمد رحمهما الله ما يشر إلى أنّ الذي لفت انتباههم هو زيادة أو نقصان الألف والواو والياء لا رسم الهمزة.[48]
ثمّ إنّ بعض كبار المؤلفين في علم الرسم حتى بعد انتشار هذا العلم واستكماله قد تركوا الحديث عن رسم الهمزة كفصل أو باب خاص وإنّما أدرجوه في الظواهر المتقدمة، كما فعل ابن معاذ الجهني في كتابه البديع في الرسم العثماني، بل إنّ الداني[49] نفسه وهو أجلّ من صنّف في الرسم العثماني تناول أكثر مسائل الهمز ومباحثه في فصول الحذف[50]، والزيادة[51] واختلاف المصاحف[52]، وحتى الفصول التي خصّها بها أدرجها مع بحثه لظاهرة الإبدال[53]. والمتأمل في كتاب المقنع يلاحظ اعتماد الداني في مباحث الحذف والزيادة والبدل والفصل والوصل على الروايات التي ينقلها عن المتقدمين[54]، ولكنّه في باب أحكام الهمزة[55] اقتصر على القياس فقطّ، حتى أنّه قال في آخر الباب: "فهذا قياس رسم الهمزة في جميع أحوالها، وحركاتها..."[56]، ولو كانت أحكام رسم الهمزة ممّا لفت انتباه الأوّلين لأورد عنهم روايات كما أوردها مع باقي الظواهر الأخرى...ومن النصوص القديمة التي أشار فيها صاحبها إلى كون الهمزة ليست ظاهرة قائمة بذاتها ما ذكره ابن دَرَسْتَوَيْه بن المرزبان الفارسي (258-347 هـ)[57] في كتاب الكتّاب، حيث قال: "اعلم أنّ الهمزة حرف لا صورة له في الخطّ. وإنما تكتب على صورة حروف اللين لأنّ في النطق بالهمزة مشقة، فهي تلين في اللفظ فينحى بها نحو حروف اللين، وتبدل وتحذف كما يفعل بحروف اللين، فصارت كأنها منها، وكتبت بصورتها إذ لم تكون لها صورة، وهذا الباب شبيه بباب البدل، غير أنّ الهمزة جنس على حياله، مطرد على قياسه فأفردنا له بابا لذلك."[58]
ويبدو – والله أعلم – أنّ هذا التعليل الذي ذكره ابن درستويه لتخصيصه بابا مستقلاّ للهمزة هو ذاته التعليل الذي لاحظه واعتمده جلّ من ألحق باب الهمز بمسائل الرسم العثماني؛ فإنّهم لاحظوا كثرة وتنوع ما وقع للهمزة من الإبدال واطّراد ذلك في المصحف كلّه فخصوها بباب ومبحث منفرد لتقريب الفهم وتسهيل الضبط والحفظ.
فتحي بودفلة



[1] رسم المصحف، ط الثانية ص294. ظواهر الرسم في مصحف جامع الحُسين في القاهرة دراسة لغوية موازَنة بكتب رسم المصحف والمصاحف المخطوطة، الدكتور إياد صالح السمرائي. دار الغوثاني للدراسات القرآنية دمشق . الطبعة الأولى 1434هـ 2013م ص281. المتحف في رسم المصحف، ص32...

[2] ومنهم صاحبنا ابن البناء المراكشي. ينظر المصدر : ص31-32-35. دليل الحيران ص128-129. وذكر في المرجع ذاته أنّ المبرد لم يعدّها حرفا أصلاً إنّما هي من قبيل الضبط والشكل ص128.

[3] أبو العباس أحمد بن محمد بن ولاّد الوليد بن محمد النحوي هو ووالده وجدّه ، قال الزُّبيدي: كان بصيرا بالنحوي أستاذا وكان شيخه الزّجاج يفضله على أبي جعفر النّحاس، ولا يزال يُثني عليه عند كلِّ من قدم من مصر إلى بغداد؛ ويقول لهم: لي عندكم تلميذ من صفته كذا وكذا، فيقال له: أبو جعفر النّحاس؟ فيقول: بل أبو العباس بن ولاّد. من مصنفاته: "المقصور والممدود" و"انتصار سيبويه على المبرّد". بغية الوعاة 1\386.

[4] المقصور والممدود، أبو العباس أحمد بن محمد بن الوليد المعروف بابن ولاد التميمي (232هـ). تحقيق بولس برونله. طبعة ليدن 1900م ص3.

[5] عثمان بن جني أبو الفتح الموْصلي النحوي اللغوي، ولد سنة إحدى وعشرين أو اثنان وعشرين وثلاثمائة (321-322هـ)، قال القِفطي: "المشهور المذكور صاحب التصانيف البديعة في علم الأدب. أبوه جِنّي مملوك رومي، صحِب أبا علي الفارسي وأخذ عنه واختصّ به، من أشهر وأهمّ تصنيفاته "الخصائص" "اللمع" "سرّ صناعة الإعراب" توفي سنة اثنين وتسعين وثلاثمائة (392هـ)... إنباه الرواة إلى أنباه النحاة 2\335.

[6] سرّ صناعة الإعراب، أبو الفتح عثمان بن جنّي (392هـ). دراسة وتحقيق الدكتور حسن هنداوي، دار القلم دمشق الطبعة الثانية 1413هـ 1993م. 2\42.

[7] أبو نصر إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ الفرابيّ صاحب الصحاح، قال عنه ياقوت: "كان من أعاجيب الزمان، ذكاء وفطنة وعلماً، أصله من فاراب من بلاد الترك، توفي رحمه الله سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وقيل في حدود الأربعمائة. بغية الوعاة 1\446-447.

[8] هو الوليد بن الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك، والحصين والده هو المعروف بالقطامي قال الخطيب البغدادي: "وكان الشرقي عالما بالنسب، وافر الأدب، فأقدمه أبو جعفر المنصور بغداد، وضمّ إليه المهدي ليأخذ من أدبه، والشرقي لقب غلب عليه، واسمه الوليد بن حصين، كذلك ذكر البخاري. روى عن مجالد وروى عنه يزيد بن هارون. التاريخ الكبير. محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ). دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد طبع بعناية محمد عبد المعيد خان، تحشية الشيخ محمود محمد خليل 4\254، تاريخ بغداد، الخيب البغدادي (463هـ) تحقيق: د.بشار عواد معروف دار الغرب الإسلامي بيروت 1422هـ 2002م 10\382\4790، موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلّله، مجموعة من المؤلفين عالم الكتب للنشر والتوزيع بيروت 2001م ص316 رقم 1617.

[9] صبح الأعشى في صناعة الإنشا، أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي. دار الكتب الخديوية المطبعة الأميرية القاهرة 1332هـ 1914م 3\12

[10] أحمد بن علي بن أحمد الفزاريّ القلقشندي (نسبة إلى قرية من قرى القليوبية بالقرب من القاهرة) ثمّ القاهري ولد في قلقشندة سنة ستّ وخمسين وسبعمائة هـ وتوفي بالقاهرة سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، من أشهر تصانيفه: "صبح الأعشى في قوانين صناعة الإنشا" و"حلية الفضل وزينة الكرم في المفاخرة بين السيف والقلم" و"قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان" و"نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب"... الأعلام للزركلي دار العلم للملايين بيروت الطبعة الخامسة عشر 2002م 1\177.

[11] صبح الأعشى 3\12.

[12] الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن بن محمد الذييب كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود من مواليد 1377هـ له عدّة مصنفات بالعربية والإنجليزية في علم الآثار والحفريات العربية القديمة . ترجمته في موقع الجامعة . معجم المفردات الآرامية القديمة دراسة مقارنة، د. سليمان بن عبد الرحمن الذييب ، مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض 1427هـ 2006م.

[13] المرجع السابق ص1

[14] المرجع نفسه ص1-2

[15] المرجع نفسه ص3

[16] المرجع نفسه ص159.

[17] المرجع نفسه ص257

[18] المرجع نفسه 174.

[19] المرجع نفسه 164.

[20] المرجع نفسه 258.

[21] المرجع نفسه 174.

[22] المرجع نفسه 194.

[23] يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الدّيلمي أبو زكرياء الفرّاء قال القِفْطيّ: "كان أبرع الكوفيين وأعلمهم" ولد سنة أربع وأربعين ومائة بالكوفة وتوفي بطريق مكّة سنة سبع ومائتين للهجرة أشهر مؤلفاته "معاني القرآن" فسّر به القرآن على طريقة اللغويين قال عنه ثعلب: "وكتابه هذا نحو ألف ورقة، وهو كتاب لم يُعمل مثله، ولا يمكن أحدٌ أن يزيد عليه" . إنباه الرواة على أنباه النحاة 4\7...

[24] الإنسان 19.

[25] أي لا تتهجّاه بحسب رسمه هكذا: لولا، قال الأستاذ غانم قدوري الحمد معلقاً ومتعقبا: "وكأنّ قياس وصف الفراء لرسم الهمزة أن ترسم هذه الكلمة هكذا لألأ." رسم المصحف هامش الصفحة 296.

[26] معاني القرآن، أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء 207هـ. دراسة وتحقيق محمد علي النجار وأحمد يوسف نجاتي. عالم الكتب بيروت، الطبعة الثالثة 1403هـ 1983م ج2\ ص220

[27] المصدر نفسه 3\136.

[28] المصدر نفسه 2\134- 135

[29] سرّ صناعة الإعراب، 2\41-42.

[30] كانقلاب صوت النون عند إخفائها أو قلبها...ومثلها الراء عند ترقيقها أو اللام عند تغليظها؛ فإنّ الحرف يبقى محافظا على صورته لتقارب الصوتين الأصلي والفرعي...

[31] رسم المصحف ص297-278.

[32] المقنع ص141...143.

[33] المقصور والممدود ص164.

[34] عبد الرحمن بن إسحاق أبو القاسم الزجّاجي، نسبة إلى شيخه إبراهيم الزجّاج لزمه حتى برع في النحو نزل بغداد ثم سكن طبرية، حدّث وأملى عن الزجّاج ونِفطويه وابن دُريد وأبي بكر بن الأنباري والأخفش الصغير وغيرهم، من أشهر مؤلفاته كتاب الجمل في النحو صنّفه في مكة وكان إذا فرغ من باب منه طاف أسبوعا. توفي بطبرية في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وقيل أربعين. بغية الوعاة 2\77.

[35] الجمل ، أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (340هـ). تحقيق: ابن أبي شنب، مطبعة جول كربوتل الجزائر 1926م. ص278

[36] أحمد بن يحيى بن زيد بن سيّار أبو العباس النحوي الشيباني مولاهم المعروف بثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة، قال عنه القِفطيّ: "ثقة حجة صالحا ديّناً مشهورا بالحفظ وصدق اللهجة والمعرفة بالغريب ورواية الشعر ، مقدّما عند الشيوخ مُذْ هو حدث." ولد سنة مائتين وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين للهجرة من أهمّ وأشهر مؤلفاته: "المصون" "اختلاف النحويين" "معاني القرآن" "ما تلحن فيه العامة" "القراءات" "معاني الشعر" "التصغير"... إنباه الرواة على أنباه النحاة 1\173.

[37] المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية، [أبو الوفاء ] نصر الوفائي الهوريني . المطبعة [الميرية] بولاق مصر الطبعة الثانية 1302هـ . ص150

[38] رسم المصحف ص321. (الطبعة الثانية لدار عمار)

[39] لأنّ الكتبة وهم: زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم أجمعين كلّهم من البيئة الحجازية التي اشتهرت بتليين الهمز وتسهيله [البرهان 1\166]حتى روى ابن مجاهد عن قالون عيسى بن مينا قوله: "كان أهل المدينة لا يهمزون حتى همز ابن جندب (ت 130هـ) [كتاب السبعة في القراءات، أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي البغدادي (324هـ). تحقيق: شوقي ضيف. دار المعارف مصر,الطبعة الرابعة 2010م ص60]. وروى أبو بكر الأنباري عنه قوله: "وقريش لا تهمز، ليس الهمز من لغتها، وإنما همزت القراء بلغة غير قريش، من العرب." [رسم المصحف 299]

[40] وعلى هذا الأسلوب جرى رسم الهمزة المبتدأة في المصحف كلّه حيث رسمت ألفا بغض النظر عن شكلها

[41] ومن أمثلة وشواهد رسم الهمزة وفق هذا الأسلوب: اولياء، اولئك، ماية (مائة)، ملايه (ملائه)...إلخ.

[42] ككتاب (اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق) لعبد الله بن عامر اليحصبي (118هـ)، و(اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة) للكسائي (189هـ)، و(اختلاف اهل الكوفة والبصرة والشام في المصاحف) للفراء (207هـ) ولخلف بن هشام (229هـ) كتاب في اختلاف المصاحف.

[43] ككتاب (مقطوع القرآن وموصوله) لعبد الله بن عامر الشامي (118هـ)، ولكل من حمزة الزيات (156هـ) والكسائي (189هـ) كتاب بالعنوان نفسه...

[44] ككتاب (هجاء السنة) للغازي بن قيس (199هـ)، و"هجاء المصاحف" لأبي عبد الله محمد بن عيسى الأصبهاني (253هـ)، ولأحمد بن إبراهيم الوراق (270هـ) كتاب بالعنوان ذاته...

[45] الصحاح 6\2533.

[46] علي بن إسماعيل بن سِيدَه اللغوي النحوي الأندلسي الضرير أبو الحسن لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها، اختصّ به الأمير أبو الجيش مجاهد بن عبد الله العامري، توفي سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة من مؤلفاته: "المخصّص في اللغة" "المحكم والمحيط الأعظم" "شرح مشكل شعر المتنبي"...معجم علماء النحو واللغة في الأندلس من الفتح إلى سقوط الخلافة، الدكتور رجب عبد الجواد إبراهيم . دار الآفاق العربية القاهرة 1424هـ 2004م ص287.

[47] لسان العرب ج51\ ص4627 طبعة دار المعارف القاهرة وينظر: جمهرة اللغة 2\452، 2\512، 516،762. الأفعال 546.المصباح المنير 243. مختار الصحاح 691. أساس البلاغة 696. مجمل اللغة 727. العين 1005...إلخ

[48] من هذه الروايات ما رواه الداني بسنده في المقنع عن الإمام مالك رحمه الله (179هـ) أنّه سئل عن الحروف التي تكون في القرآن مثل الواو والألف أترى أن تغيّر من المصحف إذا وجدت فيه ذلك؟ فقال: لا. يقول الداني معلقا على هذه الرواية: "يعني الواو والألف الزائدتين في الرسم لمعنى المعدومتين في اللفظ." المقنع ص290. وعن الإمام أحمد رحمه الله (241هـ) قال: "تحرم مخالفة مصحف الإمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك." البرهان للسيوطي 1\260. ولعل بداية ملاحظة رسم الهمزة بدأ حين وازن العلماء بين الرسم العثماني والقواعد المستحدثة للرسم الإملائي والله أعلم...

[49] الحافظ الإمام عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد أبو عمرو الداني الأموي مولاهم القرطبي المعروف في زمانه بأبي الصيرفي شيخ هذه الصناعة وإمامها بلا منازع ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وتوفي في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة، كان موصوفا بالدين والصلاح ومعرفة القراءات عالي الإسناد عديم النظير، من أشهر مصنفاته: "جامع البيان" "التيسير" "المقنع" "طبقات القراء"... معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (748هـ) تحقيق: أبو عبد الله محمد حسن الشافعي. دار الكتب العلمية بيروت 1417هـ 1997م ص226. غاية النهاية في طبقات القراء، أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري (833هـ) دار الكتب العلمية بيروت الطبعة الثالثة 1402هـ 1982م 1\503 رقم: 2091.

[50] المقنع ص273...279، 331، 378...، 383...

[51] المصدر نفسه ص351...، 395...

[52] المصدر نفسه ص 280...

[53] خصّ الهمزة المبدلة ببابين الأوّل منهما: باب ذكر ما رسمت الياء فيه على مراد التليين للهمزة، (387) والثاني باب ذكر ما رسمت الواو فيه صورة للهمزة على مراد الاتصال والتسهيل (404) فالحديث هنا عن الواو والياء أصالة وعن الهمزة تبعا لأنّه ذكرها في عنوان الباب توجيها لهذا الحكم وتعليلا له فقط، ثمّ أورد هذين البابين بجوار باب ما رسمت الألف فيه واوا على لفظ التفخيم ومراد الأصل ما يرجح كونه رحمه الله تناول هذه الأبواب جميعها لملاحظة ودراسة ظاهرة الإبدال والله أعلم... ولكن هذا كلّه لم يمنع الداني من تخصيص باب لمسائل الهمزة ممّا لم يدرجه أو لم يستطع إدراجه في فصول الكتاب السابقة، سماه: باب ذكر أحكام الهمزة وأحكام رسمها في المصاحف ص419.

[54] كرواياته عن أبي عمرو بن العلاء 104هـ (332)، الكسائي 189هـ (254، 275...)، عاصم الجحدري 128هـ (217...322)، نافع مقرئ المدينة 199هـ (ص170...210، 211، 242، 253، 338...)، الغازي بن قيس الأندلسي 199هـ (261، 280، 336)، اليزيدي 202هـ (ص219...)، الفراء 207هـ (ص329...)، أبي عبيد القاسم بن سلام 224هـ (213...217، 328، 340)، محمد بن عيسى بن رزين الأصبهاني 253هـ (249، 256، 269...)، أسيد بن أبي أسيد أبي سعيد المدني (توفي في حدود سنة 136هـ (ص288)، الأنباري 327هـ (299، 317، 325، 326...)

[55] المقنع 419...435.

[56] المصدر نفسه ص435.

[57] عبد الله بن جعفر بن دُرُستويه بن المرزُبان النحوي أبو محمد، قال عنه القِفْطيّ: "أحد من اشتهر وعلا قدرُه وكثر علمه جيّد التصنيف" ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، من مصنفاته: الإرشاد في النحو، شرح الفصيح، الردّ على المفضّل في الردّ على الخليل، غريب الحديث، المقصور والممدود، معاني الشعر، أخبار النحاة... بغية الوعاة 2\36.

[58] كتاب الكتّاب، ابن درستويه. تحقيق: إبراهيم السمرائي وععبد الحسين الفتلي. مؤسسة دار الكتب الثقافية الكويت الطبعة الأولى 1397هـ 1977م. ص24.
 
السلام عليكم . من فضلكم هل يمكنكم افادتي في موضوع بعنوان اثر الرسم العثماني في المعنى
 
أثر الرسم العثماني في المعنى .... تستطيع اﻹجابة عنه من خلال تتبع توجيهات القراءات المتعلقة بالرسم... مع العلم أن صور الحروف ورموزها الكتابية إذا تغيرت بالزيادة أو بالحذف أو بالبدل (ظواهر الرسم العثماني ) لا بد أن يكون لها سبب علمه من علمه وجهله من جهله ... وأحيانا تتعلق هذه اﻷسباب بالمعنى كوصل إن بما الموصولة وقطعها عنها ....
 
عودة
أعلى