د محمد الجبالي
Well-known member
هل تليق صلاة التروايح التي نراها في مساجدنا خلال رمضان أن تكون صلاة القيام التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"*
الجواب عندي هي منه لكنها ليست هي
يمكننا القول أن صلاة التراويح التي نراها في مساجدنا في رمضان هي من قيام الليل، لكنها ليست هي قيام الليل المذكور في الحديث.
إن صلاة التراويح من السنن العظيمة الجميلة التي سَنَّها لنا رسول الله وأصحابه.
والحال الآن في أكثر مساجد المسلمين أنهم يصلون التراويح ثماني ركعات والوتر، في وقت بالكاد عشرون دقيقة، أو في أقل من نصف ساعة.
وفي بعض المساجد يصلون إحدى وعشرين ركعة، وهذه أيضا بالكاد في ساعة أو أقل.
إن الإمام يقرأ نصف صفحة أو أقل في كل ركعة، أهذه هي صلاة القيام المقصودة في الحديث: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا..."؟!
في رأيي الشخصي، لا ، ليست هي، هي شيء منها قليل، لكنها ليست هي، ومَن يقتصر عليها فقط فقد فاته خير عظيم، بتركه قيام الليل على الوجه الأكمل.
إن أقل الأكمل في قيام الليل في رمضان أن تختم القرآن في صلاة القيام خلال الشهر.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يطيلون في التراويح إطالة شديدة.
وليس العبرة بعدد الركعات، وإنما العبرة بالكيفية، العبرة بهيئة الصلاة، القيام والقراءة، والخشوع.
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فمن لا يطيق القيام، فليصل قاعدا، ومن لا يحفظ فليقرأ من المصحف، أو فليقرأ من تطبيق قرآني على هاتفه الجوال.
إنه رمضان يأتي ويمضي سريعا كأنه طيف فلا تَدَعُوه يمضي عنكم من غير أن تتلَبَّسوا به تَلَبُّسا، وتُمْسِكوا بكل ساعاته ودقائقه وثوانيه، فتملئوا نهاره بالطاعات وتلاوة القرآن والقُرُبات، وتمئلوا لَيْلَه بالقيام والتهجد.
إنه موسم التخلص من أحمال سَنَة كاملة يضعها رمضان عن أكتافنا.
إنه موسم الاغتسال من أوزار سنة كاملة يطهرنا فيها رمضان من أوزارنا.
إنه موسم التربية للقلوب القاسية والتهذيب للنفوس اللاهية.
إنه موسم الروحانيات والرحمات والتعلق بالله الرحمن الرحيم والعودة إليه والأوبة.
إنه موسم زجر النفوس، وهزيمة الشيطان، والتغلب على الشهوات.
إن فاتك رمضان ولم يُغْفَر لك فلا تَلومَنَّ إلا نفسك، فقد رَغِمَت أنفُك وذَلَّت وهانَت، قال صلى الله عليه وسلم: " ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ، ثم انسلخ قبل أن يُغْفَرَ له"
إنه رمضان، نعم إنه رمضان، فإياكم والغفلة عنه.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
الجواب عندي هي منه لكنها ليست هي
يمكننا القول أن صلاة التراويح التي نراها في مساجدنا في رمضان هي من قيام الليل، لكنها ليست هي قيام الليل المذكور في الحديث.
إن صلاة التراويح من السنن العظيمة الجميلة التي سَنَّها لنا رسول الله وأصحابه.
والحال الآن في أكثر مساجد المسلمين أنهم يصلون التراويح ثماني ركعات والوتر، في وقت بالكاد عشرون دقيقة، أو في أقل من نصف ساعة.
وفي بعض المساجد يصلون إحدى وعشرين ركعة، وهذه أيضا بالكاد في ساعة أو أقل.
إن الإمام يقرأ نصف صفحة أو أقل في كل ركعة، أهذه هي صلاة القيام المقصودة في الحديث: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا..."؟!
في رأيي الشخصي، لا ، ليست هي، هي شيء منها قليل، لكنها ليست هي، ومَن يقتصر عليها فقط فقد فاته خير عظيم، بتركه قيام الليل على الوجه الأكمل.
إن أقل الأكمل في قيام الليل في رمضان أن تختم القرآن في صلاة القيام خلال الشهر.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يطيلون في التراويح إطالة شديدة.
وليس العبرة بعدد الركعات، وإنما العبرة بالكيفية، العبرة بهيئة الصلاة، القيام والقراءة، والخشوع.
ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، فمن لا يطيق القيام، فليصل قاعدا، ومن لا يحفظ فليقرأ من المصحف، أو فليقرأ من تطبيق قرآني على هاتفه الجوال.
إنه رمضان يأتي ويمضي سريعا كأنه طيف فلا تَدَعُوه يمضي عنكم من غير أن تتلَبَّسوا به تَلَبُّسا، وتُمْسِكوا بكل ساعاته ودقائقه وثوانيه، فتملئوا نهاره بالطاعات وتلاوة القرآن والقُرُبات، وتمئلوا لَيْلَه بالقيام والتهجد.
إنه موسم التخلص من أحمال سَنَة كاملة يضعها رمضان عن أكتافنا.
إنه موسم الاغتسال من أوزار سنة كاملة يطهرنا فيها رمضان من أوزارنا.
إنه موسم التربية للقلوب القاسية والتهذيب للنفوس اللاهية.
إنه موسم الروحانيات والرحمات والتعلق بالله الرحمن الرحيم والعودة إليه والأوبة.
إنه موسم زجر النفوس، وهزيمة الشيطان، والتغلب على الشهوات.
إن فاتك رمضان ولم يُغْفَر لك فلا تَلومَنَّ إلا نفسك، فقد رَغِمَت أنفُك وذَلَّت وهانَت، قال صلى الله عليه وسلم: " ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ، ثم انسلخ قبل أن يُغْفَرَ له"
إنه رمضان، نعم إنه رمضان، فإياكم والغفلة عنه.
والله أعلم
د. محمد الجبالي