هل تستفيد الدراسات القرآنية من أبحاث البعثة الفرنسية السعودية المهتمة بالنقوش الصخرية؟

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
64
الإقامة
تارودانت المغرب
منذ عام 2005م ابتدأت أشغال هذه البعثة التي يقودها من الجانب الفرنسي د.روبان كريستيان جوليانRobin Christian Julian (ولد 12/5/1943)وتضم عددا من الباحثين العاملين مع المركز الوطني للبحث العلمي CNRS في باريس بشراكة مع جامعة الملك سعود وتهتم بالنقوش الكتابية على الصخور في طرق القوافل وبخاصة ركب الحج خلال صدر الاسلام.
وبقدر ما شدت انتباهي الدراسات القليلة التي صدرت لبعض الفرنسيين من أعضاء البعثة،خاصة أبحاث أبرز تلاميذ روبان وهو د.فريدريك ايبيرت أثارتني متابعة تسجيل فيديو في الموقع الأكاديمي الفرنسي:"الأرشيف السمعي البصري للبحث"
"archives audiovisuelles de la recherche"
مع الدكتور روبان كريستيان سالف الذكر وذلك لسببين:
1- كون فرنسا هي التي تقود البحث بمشاركة محدودة من قسم الآثار في جامعة الملك سعود.
2- قوله بأن اكتشافات النقوش مفيدة في الدراسات القرآنية من جهة محتوى هذه النقوش ورسم كتابتها خاصة تلك التي ترجع الى فجر ظهور الاسلام.
وحسب ما ذكره كريستيان روبان فان الاسلام درس طيلة قرون بالغرب على أنه ظاهرة دينية،وهذا بحسبه أدى الى سوء فهم،لذلك يذهب الى أن الدراسة العلمية التي يؤسس لها تقوم على دعامتين:
الأولى- دراسة تاريخ النص القرآني(الكتابة)- انطلاقا من النقوش التي تضمنت آيات قرآنية وانطلاقا من طريقة رسم الكتابة العربية-
والثانية دراسة السياق الاجتماعي والديني لظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية-اعتمادا على مضامين هذه المنحوتات-
وبحسبه فاعتبارا لانغلاق الجزيرة العربية حتى القرن التاسع عشر،فان النقوش الصخرية تعتبر من أهم مصادر هاتين الدراستين لكونها لما كانت نقوشا صخرية استعصت على الاندثار وهي في ذلك تكتسي نفس الأهمية البحثية التي حظيت بها الرقع (الجلدية) التي دونت فيها مقاطع من المصحف الشريف التي يشتغل عليها بلديه فرانسوا ديروش.
وحسب ما ورد في التسجيل السمعي البصري فان د.روبان يتردد على أماكن الاكتشافات الصخرية في زيارات متتالية لمدة شهرفي كل مرة،ويأمل وقد تجاوز السبعين من العمر ان يصل الى اكتشافات لم يعرفها أحد من قبل على طرق القوافل القديمة في شبه الجزيرة العربية.
 
كتب د. عبدالرزاق هرماس:
((،ويأمل وقد تجاوز السبعين من العمر ان يصل الى اكتشافات لم يعرفها أحد من قبل على طرق القوافل القديمة في شبه الجزيرة العربية.))
هذه "الظاهرة" ان صح التعبير عنها بهذه الكلمة تلفت نظري كثيرا اثناء متابعتي لنشاطات المستشرقين و هي الإصرار و المتابعة الدوؤبة في أبحاثهم رغم الصعوبات التي تواجهم منها على سبيل المثال ما ذكره دكتور هرماس أعلاه، و كذلك قرأت عن المستشرقة نبيه عبود إصرارها على متابعة أبحاثها و تحقيقاتها رغم كبر سنها.
الهدف من ذكر هذه الملاحظة ليس لفت النظر الى هممهم فقط، فلا يأتي شخص و يقول لي ان علماء أمتي في الماضي كانوا كذا و كذا... اولا أتحدث عن الحاضر و ليس الماضي، كلما النموذج الذي يعطي صورة المعنى الذي نرغب في ترسيخه قريبا من المتلقي كلما كان اسهل عليه استيعاب المعنى، و لا يعنى هذا خلو أمتي من اصحاب همم عالية في زماننا، لكن السبب الاخر الذي يشد انتباهي في هؤلاء المستشرقين هو انهم لا يؤمنوا بكلمة التوحيد، و هي الكلمة التي أمن بها علماء أمتي و جعلوها فعلا إيجابيا على ارض الواقع و بفضل الكريم أنجزوا تفوق في كافة المجالات التي عملوا فيها.
هذه الملاحظة في البداية رسالة اولا لزمزم، كي تقرا جهود اصحاب الهمم من مختلف العقائد قراءة من اكثر زاوية، الإيجابية و السلبية، للتعلم و كسب الخبرة، ثم بعد ذلك هي رسالة لكل من له هم في ان يترك بصمة إيجابية يلقى بها الكريم يوم لا ينفع مال و لا بنون.
اللهم الهمنا الصواب... أمين.
 
عودة
أعلى