الأستاذ الفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم نحن في شوق لرؤيتك التي ستطرحها وليتها سبقت الردود والمناقشات , ولكني سأطرح بين يديكم بعض المواطن التي أرى أن تفسيرها بغير اليقين غير صحيح, لكني أعتقد أنه يلزم تفسيرها باليقين وإلا كان المعنى غير لائق - في نظري -ولعلكم تزيلون بجديدكم الذي ارتأيتموه هذا الاعتقاد, وحبذا لو أجبتم عليها واحداً تلو الآخر لتتحقق الفائدة ويتضح المراد , ومن تلك المواضع:
(يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) فإن لم يكن معهناها هنا اليقين كان ذلك مدحاً من الله لمن كفر به حين شك في لقائه, وتعالى الله عن ذلك.
(وظن أنه الفراق) وهذه الساعة يسلم فيها لشدة هولها الكافر ويذعن فيها الفاجر , لشدة اليقين الحاصل عنده بالموت ألا ترى إلى فرعون حين عاينها كيف أسلم وقال (آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل) وقد كان من قبلُ يقول (ما علمتُ لكم من إله غيري) فما الذي غيره إلا يقينه بالموت معاينته له , وما العلة في عدم قبول توبة من يعيشها إلا تكشف الغيوب له واطلاعه على المغيبات التي أراد الله منه أن يؤمن بها غيباً, فكيف نفسر كل ذلك أنه شك لا يقين..؟
(وظنوا ما لهم من محيص) فهذا واقع حقيقي لا يمكن - في نظري - تفسيره بالشك أبداً لأنه كائن منهم يوم البعث الذي يتبرأ فيه المتَّـبَـعون من المتبـِعين, وهذا اليوم الذي يوقن فيه كل شاك , لا يتصور أن يبقى أحد فيه شاكا.