السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، مشايخي الكرام
ففي إحدى محاضرات تفسير آيات الأحكام عندنا في كلية الشريعة ، لما كنا ندرس قوله تعالى (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منهآ أو مثلها )) ، و بعد أن ذكر الدكتور أن الإجماع منعقد على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا ، و أنه لم يخالف في ذلك إلا المعتزلة و أبو مسلم الأصبهاني والمدرسة العقلية و هم أتباع المعتزلة من المعاصرين ، فوجئت به يقول // إن الخلاف بين المثبتين والنافين إنما هو خلاف شكلي ، لا تأثير له في الحقيقة ، وقبل أن أهم بمناقشته فوجئت به يقول // و هذا الذي أقول كان موضوع تحضيري في رسالة الماجستير و رسالة الدكتوراه ، فتعجبت كثيرا من هذا الأمر ، و قال بأن المتقدمين كانوا يطلقون على التخصيص أو التقييد نسخ ، فكثر ما كان يطلق عليه لفظ النسخ ، فالمنكرون للنسخ ـ و ما زلت أعرض كلام الدكتور ـ فهموه بالمعنى الاصطلاحي المتأخر ، فأنكروا وقوعه بهذه الكثرة و لم ينكروا أصل النسخ المصطلح عليه .
فأردت أن أجد للكلام محملا من الصحة فلم أستطع ، حاولت مرارا ـ فهي رسالة للماجستير و أخرى للدكتوراه طولعت من ثلاثة من الدكاترة لا يتركون فيها موضعا إلا تأملوه ـ فلم أستطع .
إذ كيف أقول بذلك رغم أن الذين أنكروه و خالفوا الإجماع قد أنكروا أيضا مواضع منسوخة من القرآن اتفاقا ، و حملوا الأمر على أي شئ آخر سوى أن يكون حكما متقدما رفع حكما متأخرا ـ و هو المعنى الاصطلاحي المتأخر والذي ذكر الدكتور أنهم لم ينكروه ـ ثم إن ذلك خلاف الأصل ، بدليل أن العلماء ينبهون على أن النسخ يطلق ـ أحيانا ـ على التخصيص و التقييد ، فهذا التنبيه يدل على قلة هذا الإطلاق و أنه خلاف الأصل ، كما قرأته للقرطبي في تفسيره ،،،، فقلت في نفسي لعله يقصد أن الأمر ليس على سبيل الاطراد ، فقابلته بعد المحاضرة أمام الجامعة على سبيل المصادفة ، فقلت له // هل هذا الذي ذكرتم مطرد بين المتقدمين ؟ فقال لي // لا .. ليس مطردا ، فقلت له // حتى ولو لم يكن مطردا فكلامكم يدل على كونه غالبا فيهم ، و هذا خلاف ما هو معهود عنهم ، و أيضا فالبعض من العلماء ينبه على ورود هذا الاستعمال أحيانا ، و هذا يدل على أنه خلاف الأصل عندهم ، و أن استعمالهم كان كاستعمالنا ، و لكنهم ينفردون بهذه الحالات الضئيلة و التي استدعت التنبيه عليها ، و التي لا تكفي لأن تجعل النسخ عندهم هو التخصيص و التقييد ،،، فوجدته يتشاغل متعمدا و كأنه لا يجد إجابة فسكتّ .
فهل هذا الذي قاله الدكتور عن المفسرين المتقدمين صحيح ؟
و السلام عليكم
أما بعد ، مشايخي الكرام
ففي إحدى محاضرات تفسير آيات الأحكام عندنا في كلية الشريعة ، لما كنا ندرس قوله تعالى (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منهآ أو مثلها )) ، و بعد أن ذكر الدكتور أن الإجماع منعقد على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا ، و أنه لم يخالف في ذلك إلا المعتزلة و أبو مسلم الأصبهاني والمدرسة العقلية و هم أتباع المعتزلة من المعاصرين ، فوجئت به يقول // إن الخلاف بين المثبتين والنافين إنما هو خلاف شكلي ، لا تأثير له في الحقيقة ، وقبل أن أهم بمناقشته فوجئت به يقول // و هذا الذي أقول كان موضوع تحضيري في رسالة الماجستير و رسالة الدكتوراه ، فتعجبت كثيرا من هذا الأمر ، و قال بأن المتقدمين كانوا يطلقون على التخصيص أو التقييد نسخ ، فكثر ما كان يطلق عليه لفظ النسخ ، فالمنكرون للنسخ ـ و ما زلت أعرض كلام الدكتور ـ فهموه بالمعنى الاصطلاحي المتأخر ، فأنكروا وقوعه بهذه الكثرة و لم ينكروا أصل النسخ المصطلح عليه .
فأردت أن أجد للكلام محملا من الصحة فلم أستطع ، حاولت مرارا ـ فهي رسالة للماجستير و أخرى للدكتوراه طولعت من ثلاثة من الدكاترة لا يتركون فيها موضعا إلا تأملوه ـ فلم أستطع .
إذ كيف أقول بذلك رغم أن الذين أنكروه و خالفوا الإجماع قد أنكروا أيضا مواضع منسوخة من القرآن اتفاقا ، و حملوا الأمر على أي شئ آخر سوى أن يكون حكما متقدما رفع حكما متأخرا ـ و هو المعنى الاصطلاحي المتأخر والذي ذكر الدكتور أنهم لم ينكروه ـ ثم إن ذلك خلاف الأصل ، بدليل أن العلماء ينبهون على أن النسخ يطلق ـ أحيانا ـ على التخصيص و التقييد ، فهذا التنبيه يدل على قلة هذا الإطلاق و أنه خلاف الأصل ، كما قرأته للقرطبي في تفسيره ،،،، فقلت في نفسي لعله يقصد أن الأمر ليس على سبيل الاطراد ، فقابلته بعد المحاضرة أمام الجامعة على سبيل المصادفة ، فقلت له // هل هذا الذي ذكرتم مطرد بين المتقدمين ؟ فقال لي // لا .. ليس مطردا ، فقلت له // حتى ولو لم يكن مطردا فكلامكم يدل على كونه غالبا فيهم ، و هذا خلاف ما هو معهود عنهم ، و أيضا فالبعض من العلماء ينبه على ورود هذا الاستعمال أحيانا ، و هذا يدل على أنه خلاف الأصل عندهم ، و أن استعمالهم كان كاستعمالنا ، و لكنهم ينفردون بهذه الحالات الضئيلة و التي استدعت التنبيه عليها ، و التي لا تكفي لأن تجعل النسخ عندهم هو التخصيص و التقييد ،،، فوجدته يتشاغل متعمدا و كأنه لا يجد إجابة فسكتّ .
فهل هذا الذي قاله الدكتور عن المفسرين المتقدمين صحيح ؟
و السلام عليكم