هل المخاطب فرعون في قول امرأته:((لاتقتلوه عسى أن ينفعنا))..؟

لطيفة

New member
إنضم
15 يوليو 2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
في قول امرأة فرعون : ((قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا))
من المقصود بقولها : ((لا تقتلوه)) هل هو فرعون أم حاشيته..؟
وإذا كان المقصود فرعون فلماذا خاطبته بالإفراد (لي ولك) ثم بالجمع (لا تقتلوه)..؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.​
أقول وبالله التوفيق:
أولاً: المقصود بخطاب الإفراد (قرة عين لي ولك): هو فرعون؛ وهذا باعتبار أَنه شريكُها فيه، فيكون قرةَ عين لهما.
ثانيًا: خطاب الجمع (لا تقتلوه):
1-إما أن يكون المقصود به: فرعون، فيكون الخطاب للمفرد بصيغة الجمع من باب التعظيم.
2- أويكون المقصود به: جنود فرعون، وهذا باعتبار أن من يقوم بالقتل هم الجنود، وهذا بعد أمر فرعون لهم، ففرعون لا يتولى أمر القتل بنفسه، لكنه يسند الأمر إلى جنوده كغيره من الملوك.
3- أويكون المقصود به: أعوان فرعون (الوزراء، والمستشارون)، وهذا باعتبار أنهم هم الذين -ربما في بعض الأحيان- يشيرون على فرعون بما يقضي، أو بما يحكم على بعض الناس.
فيكون التقدير: لا تشيرواْ عليه بقتله، فتكونون أنتم الذين قتلتموه بمشورتكم عليه.
والله أعلى وأعلم.​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتقد أن هذا من إعجاز بيان الله في تصوير القصص القرآني فكأني بموسى عليه السلام وقد وجد أمربهم فرعون أن يقتلوه فصاحت آسيا بلا شعور لا تقتلوه أي من أمرهم فرعون بقتله ثم التفتت إلى فرعون وقد ذهل القوم وخيم عليهم الصمت فقالت معللة قرة عين لي ولك فهذا الأمر لم يصدر رغبة في مخالفة أوامرك بل لإنه قرة عين لي ولك والله العالم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فباستقراء بعض أقوال أهل التفسير في قوله تعالى ( لا تقتلوه ) يتبين أن هناك من يفهم من كلامه أن المعني بذلك هو فرعون مثل الطبري وابن كثير وابن جزي رحمهم الله .
قال الطبري :
وقوله: (لا تَقْتُلُوهُ) مسألة من امرأة فرعون أن لا يقتله. وذُكِرَ أن المرأة لما قالت هذا القول لفرعون، قال فرعون: أما لك فنعم، وأما لي فلا فكان كذلك.

وقال ابن كثير :
يَعْنِي: أَنَّ فِرْعَوْنَ لَمَّا رَآهُ همَّ بِقَتْلِهِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجَعَلَتِ امْرَأَتُهُ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ تُحَاجُّ عَنْهُ وتَذب دُونَهُ، وَتُحَبِّبُهُ إِلَى فِرْعَوْنَ .

وقال ابن جزي : روي أنّ فرعون همّ بذبحه، إذ توسم أنه من بني إسرائيل، فقالت امرأته لا تقتلوه .

وآخرون يفهم من كلامهم أن المعني هم الحاشية والجنود مثل أبوحيان رحمه الله حيث قال :
وَلَمَّا الْتَقَطُوهُ، هَمُّوا بِقَتْلِهِ، وَخَافُوا أَنْ يَكُونَ الْمَوْلُودَ الَّذِي يَحْذَرُونَ زَوَالَ مُلْكِهِمْ عَلَى يَدَيْهِ، فَأَلْقَى اللَّهُ مَحَبَّتَهُ فِي قَلْبِ آسِيَةَ
امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ .

كما أن هناك من جمع بين هذين القولين مثل جلال الدين المحلي رحمه الله حيث قال :
{وَقَالَتْ امْرَأَة فِرْعَوْن} وَقَدْ هَمَّ مَعَ أَعْوَانه بقتله هو {قرت عَيْن لِي وَلَك لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعنَا أَوْ نَتَّخِذهُ وَلَدًا} فَأَطَاعُوهَا .

والظاهر والله أعلم أن كلاً من فرعون وأعوانه - من حاشية وغيرهم - داخلون في قوله تعالى ( لا تقتلوه ) .

ولا يعني ذلك أن من ذكر من أهل التفسير دخول فرعون أو الأعوان فقط دون ذكر الآخر أنه ينكر ذلك , ولكن لعل ذلك من
باب تفسير الآية ببعض من يدخل فيها وهذا لايدل على التخصيص إلا بقرينة أودليل يتبين به إرادة التخصيص .

قال د. مساعد الطيار في شرحه لمقدمة التسهيل لابن جزي ص 90
فإن قال قائل : كيف نعرف أن المفسر أراد التمثيل ولم يرد التخصيص ؟
الجواب : إن الأصل في تفسير العام بما يشعر الخصوص أنه يحمل على التمثيل إلا أن تدل عبارة المفسر على التخصيص بأن يذكر
لفظة خاصة أو توجد قرينة غير ها تدل عليه .

وقد جمع ابن عاشور الأقوال في قوله تعالى ( لا تقتلوه ) ورجح بينها في كلام نفيس حيث قال رحمه الله :

وَضَمِيرُ الْجَمْعِ فِي قَوْلِهَا لَا تَقْتُلُوهُ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ فِرْعَوْنُ نَزَّلَتْهُ مَنْزِلَةَ الْجَمَاعَةِ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ [الْمُؤْمِنُونَ: 99] .
وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ خِطَابُ فِرْعَوْنَ دَاخِلًا فِيهِ أَهْلُ دَوْلَتِهِ هَامَانُ وَالْكَهَنَةُ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي نَفْسِ فِرْعَوْنَ أَنَّ فَتًى مِنْ إِسْرَائِيلَ يُفْسِدُ
عَلَيْهِ مَمْلَكَتَهُ.
وَهَذَا أَحْسَنُ لِأَنَّ فِيهِ تَمْهِيدًا لِإِجَابَةِ سُؤْلِهَا حِينَ أَسْنَدَتْ مُعْظَمَ الْقَتْلِ لِأَهْلِ الدَّوْلَةِ وَجَعَلَتْ لِفِرْعَوْنَ مِنْهُ حَظَّ الْوَاحِدِ مِنَ
الْجَمَاعَةِ فَكَأَنَّهَا تُعَرِّضُ بِأَنَّ ذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ لَا يَكُونَ عَنْ رَأْيِهِ فَتُهَوِّنَ عَلَيْهِ عُدُولَهُ فِي هَذَا الطِّفْلِ عَمَّا تَقَرَّرَ مِنْ قَتْلِ الْأَطْفَالِ.
وَقِيلَ لَا تَقْتُلُوهُ الْتِفَاتٌ عَنْ خِطَابِ فِرْعَوْنَ إِلَى خِطَابِ الْمُوَكِّلِينَ بِقَتْلِ أَطْفَالِ إِسْرَائِيلَ كَقَوْلِهِ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي
لِذَنْبِكِ [يُوسُف: 29] .
فموقع جملَة قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ مَوْقِعُ التَّمْهِيدِ وَالْمُقَدِّمَةِ لِلْعَرْضِ. وَمَوْقِعُ جُمْلَةِ لَا تَقْتُلُوهُ مَوْقِعُ التَّفْرِيعِ عَنِ الْمُقَدِّمَةِ وَلِذَلِكَ
فُصِلَتْ عَنْهَا.

وعلى ذلك يتناسب الإفراد في قوله تعالى عن آسية ( قرت عين لي ولك ) لأنه إذا لم يقتل هذا الولد وصار عند آسية لن يكون لغير آسية وفرعون شأن به فضلاً أن يكون قرة عين لغيرهما .
كما يتناسب الجمع في قوله تعالى عن آسية (لا تقتلوه ) لأنهم جميعًا أرادوا قتله سواء كان ذلك بالأمر أو اليد أو المشورة.

والله أعلى أعلم .
 
السلام عليكم
لقد حمل الجنود الطفل الرضيع الذى وجدوه فى النهر إلى داخل القصر الفرعونى ، ولو أرادوا قتله لقتلوه قبل الدخول إلى القصر ودون أن يعلم فرعون وملأه
وسار الجند من رتبة إلى رتبة وكل منهم يقول اذهبوا إلى الأعلى حتى وصلوا إلى الفرعون .... وبهذا نتبين أن كل حرس القصر على اختلاف رتبهم لم يريدوا قتله
أمام فرعون دار حوار عبارة عن سؤال وجواب وانتهى بأن أصدر فرعون قرارا أن اقتلوه
وقولها لاتقتلوه يعنى أنه صدر أمر بالقتل فعلا
وفى حضرة الفرعون لايأمر إلا الفرعون .. فلا وزير ولا مستشار ولاغيره يأمر ، إلا أن امرأته لها حق ملكى لأنها قد أُجلست على العرش معه ولها حق اصدار الأوامر فى حضرة الملك ليعتمدها
ولما كان الآمر -فرعون -والمنفذ - الجنود- شركاء فى الفعل فقد وجهت الخطاب لفرعون" قرة عين لى ولك " ثم له وللجنود من خلاله ليسحب قراره بالقتل
وكأنه سألها : كيف يكون قرة عين ولماذا لانقتله ، فقالت سنربيه بيننا عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا .
وعلى هذا فقولها لاتقتلوه هو لفرعون ولمن أشاروا عليه ولمن هم منوط بهم تنفيذ الأمر جميعا
والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى