ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الكافر يسبح؟
سألني أحد أبنائي الصغار: هل الكافر يسبح الله تعالى؟ فأجبت بالإثبات مستدلا له بقول البارئ سبحانه:" وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"-الإسراء:44-.
ثم رأيت أن أطرح هذا الموضوع للنقاش في هذا الملتقى الكريم للاستفادة من الإخوة جزاهم الله خيرا.
والذي يمكن أن أدلو به هنا أن: الأصل حمل الكلام على ظاهره والعام على عمومه ما لم يأتي ما يخصصه والمطلق على إطلاقه ما لم يأتي ما يقيده وهكذا، والآية دلت على العموم مع التأكيد:" وإن من شيء....إلا...".
ثم رأيت أن أطرح هذا الموضوع للنقاش في هذا الملتقى الكريم للاستفادة من الإخوة جزاهم الله خيرا.
والذي يمكن أن أدلو به هنا أن: الأصل حمل الكلام على ظاهره والعام على عمومه ما لم يأتي ما يخصصه والمطلق على إطلاقه ما لم يأتي ما يقيده وهكذا، والآية دلت على العموم مع التأكيد:" وإن من شيء....إلا...".
يقول العلامة الشوكاني رحمه الله تعالى:" " ثم زاد ذلك تعميما وتأكيدا فقال : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده } فشمل كل ما يسمى شيئا كائنا ما كان."-فتح القدير:3/330-.
والكافر شيء فيدخل في هذا العموم، إذن فهو يسبح الله تعالى، لكن تسبيحه ليس كتسبيح المؤمن الذي يسبح الله ظاهرا وباطنا قولا وفعلا طوعا لا كرها، فهو يسبح الله وينزهه بلسانه وعباداته التي لا يصرفها إلا له سبحانه، وبباطنه وعبودياته القلبية من خشية وتوكل ورهبة ورغبة ومحبة ورجاء وغير ذلك كلها لا يصرفها إلا لله جل في علاه.
أما الكافر فتسبيحه تسبيح قهر وخضوع، كما قال تعالى في موضع آخر:" وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)"-آل عمران-" أي: الخلق كلهم منقادون بتسخيره مستسلمون له طوعا واختيارا، وهم المؤمنون المسلمون المنقادون لعبادة ربهم، وكرها وهم سائر الخلق، حتى الكافرون مستسلمون لقضائه وقدره لا خروج لهم عنه، ولا امتناع لهم منه"-تفسير السعدي:137-.
وكما قال تعالى:" وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا"-الرعد:15-.
فالكافر يسبح الله ويخضع له كرها، كما أنه يسبح بلسان الحال، بخلقه والصورة التي خلقه الله عليها وما مده من الجوارح والأعضاء وغير ذلك يجعل الناظر إليه يسبح الله وينزهه عن النقائص فخالق هذا الإنسان وإن كان كافرا لا بد أن يكون هو الإله الحق الكامل في صفاته المنزه عن كل نقيصة، وهذا ما يدخل في تسبيح الدلالة، وعليه حمل بعض أهل العلم الآية.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:"أي: وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله ...وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد..."-تفسير ابن كثير:5/79-.
والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
والمرجو ممن كان عنده علم بالمسألة أن يفيد.
والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه سبحانه أسلم.
والمرجو ممن كان عنده علم بالمسألة أن يفيد.