خالد رمضان أحمد
New member
- إنضم
- 06/08/2007
- المشاركات
- 174
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
- الإقامة
- الرياض - حي الياسمين
- الموقع الالكتروني
- khfeef.blogspot.com
بسم1
كنت أتأمل ما ذكره الدكتور حسن الأسمري - وهو من الملتحقين بالملتقى حديثا - في حلقة نقاش حول التحولات الفكرية كلامه حول أسباب التحول والتقلب الفكري لدى المنتكسين عن العلم والهدى وقد اتجه رأيه إلى أن من أسباب ذلك ثنائية العلم والجهل، مع تركيزه على موضوع العلم لأن الجاهل - بحسب الدكتور - غالبا أكثر ثباتا وأقوى من المتعلم؛ وذلك أن الجاهل خياراته محدودة، ويغلب عليه تقليد من اقتنع به، فتجده ثابتا على أمر واحد، حتى ولو كان خطئا.فكيف إذن يكون الأمر من العلم؟
خلاصة ما ذكره د. حسن الأسمري
أن مفتاح هذه الظاهرة يبتدئ بتأمل هذه الآيات الكريمات :
قال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [آل عمران: 19]
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) [البينة: 4 ، 5]
وقال تعالى: (وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [الجاثية: 16 ، 17]
وقال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [البقرة: 213]
وقال تعالى: (وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ) [الشورى: 13 - 15]
وقال تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105 - 108].
مما يفهم من هذا السياق القرآني أنهم كانوا على الحق ثم وقع الاختلاف والافتراق، وهو انقلاب عن الحق إلى الباطل، ولكن من العجب أن الانقلاب وقع بعد مجيء العلم والبينات والهدى، أي بعد معرفة الطريق، وهذا يعني أن العلم قد يكون لطائفة من المتعلمين فتنة، فالجهل قد ارتفع عند هؤلاء ولكن حلّ مكانه البغي.
والحقيقة أن الموضوع جدير بالتدبر إذ إن العلم الذي هو مظنة الفلاح والصلاح قد ينقلب وبالا على صاحبه بسبب بعض ما يعتريه أو يعتري صاحبه من الآفات المهلكات
وروي عن وهب بن منبّه : «إنّ للعلم طغيانا كطغيان المال» قال ابن الأثير: إنّ العلم يحمل صاحبه على التّرخّص بما اشتبه منه إلى ما لا يحلّ له، ويترفّع به على من دونه، ولا يعطي حقّه بالعمل به.