د.حسن خطاف
New member
- إنضم
- 03/04/2006
- المشاركات
- 46
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
هل الصراط أدق من الشعر وأحد من السيف ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن كتبت مقالا مختصرا حول مفهوم الصراط في القرآن الكريم رأيت بعض التعليقات المتصلة بمفهوم الصراط ، ومن هذه التعليقات تحديد كيفية الصراط ، فرأيت نظرا لطول المقال أن أفرد له عنوان مستقل ، كما اني اطمع من وراء ذلك أن يمدني بالتصويب من يرى في كلامي مجانبة للصواب ، فأقول مستعينا بالله تعالى :
أولا : علينا أن ننزل الناس منازلهم ، ولا خير فينا إنْ لم نعرف مكانة أسلافنا ، كما لاخير فينا أن غمطنا الناس حقهم ، والعلماء منازلهم ، ومن هنا لا أرى على صواب من ينقص من مكانة ابن الجوزي إلى حد انه أصبح الكتاب مشتملا على" التحريف ، والتأويل ، والتعطيل ، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمـات بعضها " كما ينقل الأخ العبيدي عن المحدث سليمان العلوان ".
ولا ادري لماذا وصف الشيخ سلمان العلوان بالمحدث ؟ وليس هذا تنقيصا معاذ الله ، ولكن إن كان المقياس هو كونه محدثا ، فابن الجوزي قولا واحدا ليس أقل مرتبة منه مع تجاوزنا لبعض التشدد الذي أبداه رحمه الله في بعض كتبه .
ثانيا :بالنسبة لكون الصراط أحد من السيف وأدق من الشعر لم يثبت هذا الوصف في حديث صحيح أو حسن حسب ما بان لي ، ومن رأى غير ذلك فليبين لي مع شكري الجزيل له ، وزيادة في تأكيد المسألة ها أنا أعرض خلاصة ما توصلت إليه في هذا الجانب .
ما ذكر من وصفٍ عن الصراط لا يتجاوز- من ناحية ثبوت الوصف- هذين الحديثين‹ 1›:
1- قوله " فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ، مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ ،هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ.." ‹ 2›
2- قوله " وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ ، قَالَ[حذيفة بن اليمان] قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ،ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ،وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ ، يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا قَالَ ،وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ ،فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ ،وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ « ‹3 ›.
هذا هو الصراط، وهذه أوصافه حسب ما ذكر عنه في الروايات الصحيحة بميزان أهل السنة، أما ما زاد عن ذلك من كونه"أدق من الشعر وأحد من السيف"فلم يرد في حديث صحيح،وصحة الحديث شرط أساسي للإيمان بهذا الوصف،مادام لم يذكر في القرآن الكريم؛ إذ الأمور الغيبية متوقفة على الخبر،لأنه المسلك الوحيد للإيمان بها.
وعندما نرجع إلى هذا الوصف "أدق من الشعر وأحد من السيف"نجد أنه ذكر مرة موقوفا ومرات مرفوعا بأسانيد لم تخلو من وهن .
الرواية الموقوفة:
هذه الرواية وردت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،ولم يرفعها إلى النبي ،وفي هذا يقول أبو سعيد بعد أن ساق حديثا طويلا في الرؤية والصراط» بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ‹ ›4 ولم يذكر من أين بلغته هذه الزيادة.
هذه الرواية زيادة على أنها موقوفة فسند الحديث الذي جاءت فيه هذه الرواية واهٍ، والوهن متأتٍ من سويد بن سعيد الحد يثي الهروي[ت:204] وسويد هذا ضعيف باتفاق علماء الجرح والتعديل، قال فيه يحيى بن معين "كذاب ساقط" وقال أحمد "متروك الحديث" ، وقال البخاري" كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه"‹ 5›،وقال النسائي"ليس بثقة" وقال ابن حبان":يأتي بالمعضلات عن الثقات يجب مجانبة ما روى"‹ 6›
وباختصار فإن سويد مصنف في كتب الضعفاء‹ 7› والمدلسين[وتدليسه كثير]‹ 8› كما أنه عمي واختلط‹ 9›
الروايات الموصولة:
وردت هذه الرواية في مسند أحمد عن طريق عائشة رضي الله عنها " وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ،عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ ،يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ،وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ رَبِّ سَلِّمْ ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ،وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ ،وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ «‹ 10›
كما أنها وردت عن أنس عند البيهقي بسند مبتور " وروي عن أنس أن النبي قال إن على جهنم جسرا أدق من الشعر وأحد من السيف«‹ 11› وقال البيهقي معلقا على هذه الزيادة »وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات الصحيحة ، وروي عن زياد النميري عن أنس مرفوعا ،الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف، وهي أيضا رواية كمال وروي بعض معناه عن عبيد بن عمير عن النبي مرسلا«‹ 12›.
هذه الرواية المرسلة موجودة في مصنف ابن أبي شيبة» حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال الصراط....كحد السيف«‹ 13›،وعبد الله بن عمير لم يرفعها إلى النبي ، فهي على هذا النحو تكون موقوفة على عبد الله بن عمير‹ 14›.
أما ما ذكر مرفوعا عن أنس رضي الله عنه فهو لم يصح من جهة الرفع‹ 15›
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الزيادة ‹كحد السيف› "...أنبأنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني،حدثنا المنهال بن عمرو،عن أبي عبيدة،عن مسروق عن عبد الله [بن مسعود]رضي الله عنه قال... ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف ...قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك،فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لقد حدثت هذا الحديث مرارا، كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت، فقال عبد الله سمعت رسول الله يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك...«‹ 16›
وجاءت هذه الرواية نفسها[كحد السيف] عن عبد الله بن مسعود أيضا في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد » ... حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع، قال حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي ...«‹ 17›
وجاءت رواية عند الطبراني بلفظ"حد الموسى"عوضا عن حد السيف ولفظ الحديث» حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي... عن علي بن يزيد [عن] عائشة ... وهو مثل حد الموسى«‹ 18›
وذكر الحاكم عن سلمان بلفظ"حد الموسى" ... عن سلمان عن النبي قال...ويوضع الصراط مثل حد الموسى" › 19
تبين من خلال ما تقدم أن هذه الزيادة وردت مرفوعة عن أربعة من الصحابة هم: عبد بن مسعود وعائشة وأنس بن مالك وسلمان
بعد ذكر جميع الروايات التي جاءت موصولة وموقوفة لا بد من عرضها متنا وسندا على الميزان العلمي لمعرفة هل هذه الزيادة صحيحة أم لا؟
فيما يتصل بسند هذه الروايات نجد في رواية أحمد بن حنبل ابن لهيعة،وهو ضعيف عند المحدثين‹ 20›،وتأسيسا عليه فالحديث من ناحية السند لا قيمة له،كما أننا نجد في رواية الحاكم يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني، والمنهال بن عمرو وأبا عبيدة ، وكل واحد منهم لم يسلم من النقد ‹ 21› أما رواية عبد الله بن أحمد"كحد السيف"،فليست أحسن حظا من غيرها‹22 ›.
أما رواية "حد الموسى" فالأصح في رواية الحاكم أنها موقوفة على سلمان ‹ 23›،أما رواية الطبراني فنجد في سنده علي بن يزيد الألهاني‹ 24› ،وهو متروك باتفاق علماء الجرح والتعديل‹ 25› فيسقط الحديث من ناحية السند.
هذه دراسة الزيادات من حيث السند،أما من حيث المتن، ،فيمكنْ تسجيل الملاحظات التالية:
أولا:هذه الزيادات لم تذكر في الأحاديث الصحيحة التي جاءت واصفة للصراط.
ثانيا:هذه الزيادات لم تتفق فيما بينها: فمرة جاءت الزيادة بلفظ"أدق من الشعرة وأحد من السيف"ومرة سقطت دقة الشعر،وبقي لفظ"كحد السيف"مع التنبيه إلى الفرق في المعنى بين القول أحد من السيف والقول كحد السيف ،ومرة ثالثة لم يذكر السيف وعوض عنه"كحد الموسى".
ثالثا: لم تخل هذه الزيادات من اضطرابٍ، فقد نقل الحديث عن عائشة - وهي من رواة هذه الزيادة - مرفوعا» ...ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف" وسنده لم يصح لوجود ابن لهيعة،ونقل عنها هنا"كحد الموسى"،ونلحظ هنا إغفال كامل عن ذكر دقته"أدق من الشعر"،كما أنه روي عنها في حديث مرفوع للنبي ولا يوجد فيه أي ذكر لا للدقة ولا للحدة ،مع الإشارة إلى أن هذا الحديث هو نفسه- من حيث المتن- الحديث الذي ذكرت فيه الدقة والحدة، مع اختلاف في السند‹ 26›،ومن رواة هذه الزيادة أنس،وقد روي عنه الرفع والوقف.
نستنتج مما سبق أن هذه الزيادة لم تصح ، وعليه لا يصح وصف الصراط بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف ، ومن كان عنده بحث على خلاف هذا فليمدنا به شاكرين جهده
والحمد لله
======================
‹ 1›أي ما ذكر من أحاديث أخرى جاءت تأكيدا لهذين الحديثين.
‹2 › رواه البخاري ضمن حديث طويل، الجامع الصحيح، كتاب الأذان ، باب فضل السجود، رقم:806.
‹ 3› جزء من حديث طويل رواه مسلم، في صحيحه،كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة، رقم:195.
‹4 › جزء من حديث طويل ،م.س. باب معرفة طريق رؤية الرؤية،رقم:183
‹5 › انظر ما قلناه عن سويد:ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين :2/32،رقم:1587
‹6 ›الضعفاء والمتروكين :50،رقم:260
‹7 › النسائي، الضعفاء والمتروكين :50،رقم:260، ابن الجوزي، م.س.ن.م.، الذهبي، المغني في الضعفاء: 290 ، ابن عدي،الكامل في ضعفاء الرجال :3/ 428،رقم:848
‹ 8› انظر:الكيكلدي، جامع التحصيل : 106،رقم:21،الطرابلسي،التبيين لأسماء المدلسين :108،رقم:34
‹9 › الكيكلدي، المختلطين:51
‹10 › مسند أحمد، باقي مسند الأنصار، مسند حديث السيدة عائشة،رقم:24272.
‹ 11› البيهقي شعب الإيمان:1/ 331
‹12 › م.س.1/332.
‹13 › ابن أبي شيبة،المصنف: 7 / 59،رقم:34198
‹ 14› ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار :170.
‹ 15› م.س.ن.م.
‹ 16› المستدرك على الصحيحين : 2 / 408،رقم: 3424، وانظر م.س.4 / 632،رقم:8751 وفي كلا الموضعين تجد: يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني+المنهال بن عمرو+أبا عبيدة، وهم موطن النقد
‹ 17›السنة:2 / 520-522 ،رقم:1203
‹18 › المعجم الكبير :8/ 225،رقم: 7890
‹19 › المستدرك على الصحيحين : 4 / 629،رقم:8739
‹ 20› يحيى بن سعيد القطان كان» لايرى ابن لهيعة شيئا«،و يحيى بن معين يقول:» عبد الله بن لهيعة ليس حديثه بذلك القوي«، ، والحكم عليه بالضعف قاله أبو زرعة ، ابن أبي حاتم الرازي ، الجرح والتعديل:5 / ، 146، ويقول فيه ابن الجوزي: » ذاهب الحديث" العلل المتناهية :1/ 341.وقال الجوزجاني:" لا يوقف على حديثه ، ولا ينبغي أن يحتج به ،ولا يغتر بروايته" أحوال الرجال: 155،رقم:274 وفيه يقول ابن حبان »سبرت أخبار ابن لهيعة فرأيته يدلس ، رأيته يدلس عن أقوام ضعفاء ،على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ،ما دُفع إليه قرأه سواء، كان من حديثه أو لم يكن من حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه؛ لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين ،ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه ؛لما فيها مما ليس من حديثه« نقل ذلك عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين: 2 / 136-137، وانظر في تدليسه،الطرابلسي، التبيين لأسماء المدلسين : 125.
وقوله هذا جاء ردا على بعض الرواة الذين حدثوا عنه قبل إحراق كتبه، انظر: القيسراني، تذكرة الحفاظ : 1/ 238. ونختم الحديث عن ابن لهيعة بما قاله الذهبي:» ابن لهيعة تهاون بالإتقان،وروى مناكير، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم،وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول، وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره، وتُتجنب تلك المناكير فإنه عدل في نفسه« سير أعلام النبلاء 8 / 14،وتهاونه بالإتقان وعدم احتجاج العلماء به نلمسه من قول أبي زرعة:» كان ابن لهيعة لايضبط ، وليس ممن يحتج بحديثه«، انظر: ابن أبي حاتم الرازي،الجرح والتعديل:5 / 147 ‹ 21› ونذكر باختصار ما قيل فيهم:
يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني :اختلف فيه رجال التعديل والتجريح: وثقه أبو حاتم الرازي، وقال عنه أحمد بن حنبل لا بأس به انظر: ابن أبي حاتم الرازي ،علل ابن أبي حاتم :2/ 10، الذهبي،ميزان الاعتدال في نقد الرجال :7 / 253،رقم:9731،بمقابل ذلك نجد ابن حبان يجرحه ويقول عنه:» كان كثير الخطأ،فاحش الوهم، يخالف الثقات في الروايات،حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معلولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات ، فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات« ابن حبان،المجروحين : 3 / 105،رقم: 1185.
المنهال بن عمرو: وثقه ابن معين وأحمد والعجلي،وغمزه يحيى بن سعيد وشعبة ،وتكلم فيه ابن حزم ولم يحتج بحديثٍ له ،وقال فيه ابن حجر صدوق ربما وهم،انظر: الذهبي،،ميزان الاعتدال في نقد الرجال :6/ 527،رقم: 8813،ابن حجر، لسان الميزان: 7 / 400
أبو عبيدة :هو ابن عبد الله بن مسعود كان يحدث أحيانا عن أبيه ولم يسمع منه، انظر: ابن حجر العسقلاني،طبقات المدلسين:48،العجلي، معرفة الثقات :2/ 414.
‹ 22 › يوجد في سندها يزيد الدالاني والمنهال بن عمرو، وزيادة على ذلك زيد بن أبي أنيسة ، وقد قال فيه أحمد بن حنبل في حديثه بعض النكارة،انظر ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين:1 / 303.
‹ 23› ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار:169.
‹ 24› الهيثمي، مجمع الزوائد:7/86.
‹ 25› قال عنه النسائي والدارقطني والهيثمي بأنه متروك الحديث،وقال عنه البخاري بأنه منكر الحديث وقال ابن حبان بأنه منكر الحديث جدا،انظر :النسائي،الضعفاء والمتروكين :77، ابن الجوزي،الضعفاء والمتروكين: 2 / 200، الهيثمي،مجمع الزوائد:7/86،البخاري،التاريخ الصغير: 1/310،رقم: 1500، ابن حبان، المجروحين:2 / 110،رقم: 685
‹ 26›» عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ النَّارَ، فَبَكَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَمَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ،حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ" أبو داود ، السنن، كتاب السنة، باب في ذكر الميزان،رقم:4755.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن كتبت مقالا مختصرا حول مفهوم الصراط في القرآن الكريم رأيت بعض التعليقات المتصلة بمفهوم الصراط ، ومن هذه التعليقات تحديد كيفية الصراط ، فرأيت نظرا لطول المقال أن أفرد له عنوان مستقل ، كما اني اطمع من وراء ذلك أن يمدني بالتصويب من يرى في كلامي مجانبة للصواب ، فأقول مستعينا بالله تعالى :
أولا : علينا أن ننزل الناس منازلهم ، ولا خير فينا إنْ لم نعرف مكانة أسلافنا ، كما لاخير فينا أن غمطنا الناس حقهم ، والعلماء منازلهم ، ومن هنا لا أرى على صواب من ينقص من مكانة ابن الجوزي إلى حد انه أصبح الكتاب مشتملا على" التحريف ، والتأويل ، والتعطيل ، والتفويض. والكتاب جملة: ظلمـات بعضها " كما ينقل الأخ العبيدي عن المحدث سليمان العلوان ".
ولا ادري لماذا وصف الشيخ سلمان العلوان بالمحدث ؟ وليس هذا تنقيصا معاذ الله ، ولكن إن كان المقياس هو كونه محدثا ، فابن الجوزي قولا واحدا ليس أقل مرتبة منه مع تجاوزنا لبعض التشدد الذي أبداه رحمه الله في بعض كتبه .
ثانيا :بالنسبة لكون الصراط أحد من السيف وأدق من الشعر لم يثبت هذا الوصف في حديث صحيح أو حسن حسب ما بان لي ، ومن رأى غير ذلك فليبين لي مع شكري الجزيل له ، وزيادة في تأكيد المسألة ها أنا أعرض خلاصة ما توصلت إليه في هذا الجانب .
ما ذكر من وصفٍ عن الصراط لا يتجاوز- من ناحية ثبوت الوصف- هذين الحديثين‹ 1›:
1- قوله " فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ ، وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ وَكَلَامُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ وَفِي جَهَنَّمَ كَلَالِيبُ، مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ ،هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ قَالُوا نَعَمْ قَالَ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللَّهُ ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَيُخْرِجُونَهُمْ.." ‹ 2›
2- قوله " وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيْ الصِّرَاطِ يَمِينًا وَشِمَالًا ، فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَالْبَرْقِ ، قَالَ[حذيفة بن اليمان] قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ قَالَ أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ ،ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ، وَشَدِّ الرِّجَالِ، تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ ،وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ ، يَقُولُ رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا قَالَ ،وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ ،فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ ،وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ « ‹3 ›.
هذا هو الصراط، وهذه أوصافه حسب ما ذكر عنه في الروايات الصحيحة بميزان أهل السنة، أما ما زاد عن ذلك من كونه"أدق من الشعر وأحد من السيف"فلم يرد في حديث صحيح،وصحة الحديث شرط أساسي للإيمان بهذا الوصف،مادام لم يذكر في القرآن الكريم؛ إذ الأمور الغيبية متوقفة على الخبر،لأنه المسلك الوحيد للإيمان بها.
وعندما نرجع إلى هذا الوصف "أدق من الشعر وأحد من السيف"نجد أنه ذكر مرة موقوفا ومرات مرفوعا بأسانيد لم تخلو من وهن .
الرواية الموقوفة:
هذه الرواية وردت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،ولم يرفعها إلى النبي ،وفي هذا يقول أبو سعيد بعد أن ساق حديثا طويلا في الرؤية والصراط» بَلَغَنِي أَنَّ الْجِسْرَ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرَةِ وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ‹ ›4 ولم يذكر من أين بلغته هذه الزيادة.
هذه الرواية زيادة على أنها موقوفة فسند الحديث الذي جاءت فيه هذه الرواية واهٍ، والوهن متأتٍ من سويد بن سعيد الحد يثي الهروي[ت:204] وسويد هذا ضعيف باتفاق علماء الجرح والتعديل، قال فيه يحيى بن معين "كذاب ساقط" وقال أحمد "متروك الحديث" ، وقال البخاري" كان قد عمي فتلقن ما ليس من حديثه"‹ 5›،وقال النسائي"ليس بثقة" وقال ابن حبان":يأتي بالمعضلات عن الثقات يجب مجانبة ما روى"‹ 6›
وباختصار فإن سويد مصنف في كتب الضعفاء‹ 7› والمدلسين[وتدليسه كثير]‹ 8› كما أنه عمي واختلط‹ 9›
الروايات الموصولة:
وردت هذه الرواية في مسند أحمد عن طريق عائشة رضي الله عنها " وَلِجَهَنَّمَ جِسْرٌ أَدَقُّ مِنْ الشَّعْرِ، وَأَحَدُّ مِنْ السَّيْفِ ،عَلَيْهِ كَلَالِيبُ وَحَسَكٌ ،يَأْخُذُونَ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ ،وَالْمَلَائِكَةُ يَقُولُونَ: رَبِّ سَلِّمْ رَبِّ سَلِّمْ ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ،وَمَخْدُوشٌ مُسَلَّمٌ ،وَمُكَوَّرٌ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ «‹ 10›
كما أنها وردت عن أنس عند البيهقي بسند مبتور " وروي عن أنس أن النبي قال إن على جهنم جسرا أدق من الشعر وأحد من السيف«‹ 11› وقال البيهقي معلقا على هذه الزيادة »وهذا اللفظ من الحديث لم أجده في الروايات الصحيحة ، وروي عن زياد النميري عن أنس مرفوعا ،الصراط كحد الشفرة أو كحد السيف، وهي أيضا رواية كمال وروي بعض معناه عن عبيد بن عمير عن النبي مرسلا«‹ 12›.
هذه الرواية المرسلة موجودة في مصنف ابن أبي شيبة» حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال الصراط....كحد السيف«‹ 13›،وعبد الله بن عمير لم يرفعها إلى النبي ، فهي على هذا النحو تكون موقوفة على عبد الله بن عمير‹ 14›.
أما ما ذكر مرفوعا عن أنس رضي الله عنه فهو لم يصح من جهة الرفع‹ 15›
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الزيادة ‹كحد السيف› "...أنبأنا يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني،حدثنا المنهال بن عمرو،عن أبي عبيدة،عن مسروق عن عبد الله [بن مسعود]رضي الله عنه قال... ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف ...قال مسروق فما بلغ عبد الله هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك،فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن لقد حدثت هذا الحديث مرارا، كلما بلغت هذا المكان من هذا الحديث ضحكت، فقال عبد الله سمعت رسول الله يحدثه مرارا فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلا ضحك...«‹ 16›
وجاءت هذه الرواية نفسها[كحد السيف] عن عبد الله بن مسعود أيضا في كتاب السنة لعبد الله بن أحمد » ... حدثني زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله عن مسروق بن الأجدع، قال حدثنا عبد الله ابن مسعود عن النبي ...«‹ 17›
وجاءت رواية عند الطبراني بلفظ"حد الموسى"عوضا عن حد السيف ولفظ الحديث» حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي... عن علي بن يزيد [عن] عائشة ... وهو مثل حد الموسى«‹ 18›
وذكر الحاكم عن سلمان بلفظ"حد الموسى" ... عن سلمان عن النبي قال...ويوضع الصراط مثل حد الموسى" › 19
تبين من خلال ما تقدم أن هذه الزيادة وردت مرفوعة عن أربعة من الصحابة هم: عبد بن مسعود وعائشة وأنس بن مالك وسلمان
بعد ذكر جميع الروايات التي جاءت موصولة وموقوفة لا بد من عرضها متنا وسندا على الميزان العلمي لمعرفة هل هذه الزيادة صحيحة أم لا؟
فيما يتصل بسند هذه الروايات نجد في رواية أحمد بن حنبل ابن لهيعة،وهو ضعيف عند المحدثين‹ 20›،وتأسيسا عليه فالحديث من ناحية السند لا قيمة له،كما أننا نجد في رواية الحاكم يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني، والمنهال بن عمرو وأبا عبيدة ، وكل واحد منهم لم يسلم من النقد ‹ 21› أما رواية عبد الله بن أحمد"كحد السيف"،فليست أحسن حظا من غيرها‹22 ›.
أما رواية "حد الموسى" فالأصح في رواية الحاكم أنها موقوفة على سلمان ‹ 23›،أما رواية الطبراني فنجد في سنده علي بن يزيد الألهاني‹ 24› ،وهو متروك باتفاق علماء الجرح والتعديل‹ 25› فيسقط الحديث من ناحية السند.
هذه دراسة الزيادات من حيث السند،أما من حيث المتن، ،فيمكنْ تسجيل الملاحظات التالية:
أولا:هذه الزيادات لم تذكر في الأحاديث الصحيحة التي جاءت واصفة للصراط.
ثانيا:هذه الزيادات لم تتفق فيما بينها: فمرة جاءت الزيادة بلفظ"أدق من الشعرة وأحد من السيف"ومرة سقطت دقة الشعر،وبقي لفظ"كحد السيف"مع التنبيه إلى الفرق في المعنى بين القول أحد من السيف والقول كحد السيف ،ومرة ثالثة لم يذكر السيف وعوض عنه"كحد الموسى".
ثالثا: لم تخل هذه الزيادات من اضطرابٍ، فقد نقل الحديث عن عائشة - وهي من رواة هذه الزيادة - مرفوعا» ...ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف" وسنده لم يصح لوجود ابن لهيعة،ونقل عنها هنا"كحد الموسى"،ونلحظ هنا إغفال كامل عن ذكر دقته"أدق من الشعر"،كما أنه روي عنها في حديث مرفوع للنبي ولا يوجد فيه أي ذكر لا للدقة ولا للحدة ،مع الإشارة إلى أن هذا الحديث هو نفسه- من حيث المتن- الحديث الذي ذكرت فيه الدقة والحدة، مع اختلاف في السند‹ 26›،ومن رواة هذه الزيادة أنس،وقد روي عنه الرفع والوقف.
نستنتج مما سبق أن هذه الزيادة لم تصح ، وعليه لا يصح وصف الصراط بأنه أدق من الشعر وأحد من السيف ، ومن كان عنده بحث على خلاف هذا فليمدنا به شاكرين جهده
والحمد لله
======================
‹ 1›أي ما ذكر من أحاديث أخرى جاءت تأكيدا لهذين الحديثين.
‹2 › رواه البخاري ضمن حديث طويل، الجامع الصحيح، كتاب الأذان ، باب فضل السجود، رقم:806.
‹ 3› جزء من حديث طويل رواه مسلم، في صحيحه،كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة، رقم:195.
‹4 › جزء من حديث طويل ،م.س. باب معرفة طريق رؤية الرؤية،رقم:183
‹5 › انظر ما قلناه عن سويد:ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين :2/32،رقم:1587
‹6 ›الضعفاء والمتروكين :50،رقم:260
‹7 › النسائي، الضعفاء والمتروكين :50،رقم:260، ابن الجوزي، م.س.ن.م.، الذهبي، المغني في الضعفاء: 290 ، ابن عدي،الكامل في ضعفاء الرجال :3/ 428،رقم:848
‹ 8› انظر:الكيكلدي، جامع التحصيل : 106،رقم:21،الطرابلسي،التبيين لأسماء المدلسين :108،رقم:34
‹9 › الكيكلدي، المختلطين:51
‹10 › مسند أحمد، باقي مسند الأنصار، مسند حديث السيدة عائشة،رقم:24272.
‹ 11› البيهقي شعب الإيمان:1/ 331
‹12 › م.س.1/332.
‹13 › ابن أبي شيبة،المصنف: 7 / 59،رقم:34198
‹ 14› ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار :170.
‹ 15› م.س.ن.م.
‹ 16› المستدرك على الصحيحين : 2 / 408،رقم: 3424، وانظر م.س.4 / 632،رقم:8751 وفي كلا الموضعين تجد: يزيد بن عبد الرحمن أبا خالد الدالاني+المنهال بن عمرو+أبا عبيدة، وهم موطن النقد
‹ 17›السنة:2 / 520-522 ،رقم:1203
‹18 › المعجم الكبير :8/ 225،رقم: 7890
‹19 › المستدرك على الصحيحين : 4 / 629،رقم:8739
‹ 20› يحيى بن سعيد القطان كان» لايرى ابن لهيعة شيئا«،و يحيى بن معين يقول:» عبد الله بن لهيعة ليس حديثه بذلك القوي«، ، والحكم عليه بالضعف قاله أبو زرعة ، ابن أبي حاتم الرازي ، الجرح والتعديل:5 / ، 146، ويقول فيه ابن الجوزي: » ذاهب الحديث" العلل المتناهية :1/ 341.وقال الجوزجاني:" لا يوقف على حديثه ، ولا ينبغي أن يحتج به ،ولا يغتر بروايته" أحوال الرجال: 155،رقم:274 وفيه يقول ابن حبان »سبرت أخبار ابن لهيعة فرأيته يدلس ، رأيته يدلس عن أقوام ضعفاء ،على أقوام ثقات قد رآهم، ثم كان لا يبالي ،ما دُفع إليه قرأه سواء، كان من حديثه أو لم يكن من حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه؛ لما فيها من الأخبار المدلسة عن المتروكين ،ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه ؛لما فيها مما ليس من حديثه« نقل ذلك عنه ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين: 2 / 136-137، وانظر في تدليسه،الطرابلسي، التبيين لأسماء المدلسين : 125.
وقوله هذا جاء ردا على بعض الرواة الذين حدثوا عنه قبل إحراق كتبه، انظر: القيسراني، تذكرة الحفاظ : 1/ 238. ونختم الحديث عن ابن لهيعة بما قاله الذهبي:» ابن لهيعة تهاون بالإتقان،وروى مناكير، فانحط عن رتبة الاحتجاج به عندهم،وبعض الحفاظ يروي حديثه ويذكره في الشواهد والاعتبارات والزهد والملاحم لا في الأصول، وبعضهم يبالغ في وهنه ولا ينبغي إهداره، وتُتجنب تلك المناكير فإنه عدل في نفسه« سير أعلام النبلاء 8 / 14،وتهاونه بالإتقان وعدم احتجاج العلماء به نلمسه من قول أبي زرعة:» كان ابن لهيعة لايضبط ، وليس ممن يحتج بحديثه«، انظر: ابن أبي حاتم الرازي،الجرح والتعديل:5 / 147 ‹ 21› ونذكر باختصار ما قيل فيهم:
يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني :اختلف فيه رجال التعديل والتجريح: وثقه أبو حاتم الرازي، وقال عنه أحمد بن حنبل لا بأس به انظر: ابن أبي حاتم الرازي ،علل ابن أبي حاتم :2/ 10، الذهبي،ميزان الاعتدال في نقد الرجال :7 / 253،رقم:9731،بمقابل ذلك نجد ابن حبان يجرحه ويقول عنه:» كان كثير الخطأ،فاحش الوهم، يخالف الثقات في الروايات،حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصناعة علم أنها معلولة أو مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات ، فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات« ابن حبان،المجروحين : 3 / 105،رقم: 1185.
المنهال بن عمرو: وثقه ابن معين وأحمد والعجلي،وغمزه يحيى بن سعيد وشعبة ،وتكلم فيه ابن حزم ولم يحتج بحديثٍ له ،وقال فيه ابن حجر صدوق ربما وهم،انظر: الذهبي،،ميزان الاعتدال في نقد الرجال :6/ 527،رقم: 8813،ابن حجر، لسان الميزان: 7 / 400
أبو عبيدة :هو ابن عبد الله بن مسعود كان يحدث أحيانا عن أبيه ولم يسمع منه، انظر: ابن حجر العسقلاني،طبقات المدلسين:48،العجلي، معرفة الثقات :2/ 414.
‹ 22 › يوجد في سندها يزيد الدالاني والمنهال بن عمرو، وزيادة على ذلك زيد بن أبي أنيسة ، وقد قال فيه أحمد بن حنبل في حديثه بعض النكارة،انظر ابن الجوزي، الضعفاء والمتروكين:1 / 303.
‹ 23› ابن رجب الحنبلي، التخويف من النار:169.
‹ 24› الهيثمي، مجمع الزوائد:7/86.
‹ 25› قال عنه النسائي والدارقطني والهيثمي بأنه متروك الحديث،وقال عنه البخاري بأنه منكر الحديث وقال ابن حبان بأنه منكر الحديث جدا،انظر :النسائي،الضعفاء والمتروكين :77، ابن الجوزي،الضعفاء والمتروكين: 2 / 200، الهيثمي،مجمع الزوائد:7/86،البخاري،التاريخ الصغير: 1/310،رقم: 1500، ابن حبان، المجروحين:2 / 110،رقم: 685
‹ 26›» عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا ذَكَرَتْ النَّارَ، فَبَكَتْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ ، فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَمَّا فِي ثَلَاثَةِ مَوَاطِنَ فَلَا يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا عِنْدَ الْمِيزَانِ حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ أَوْ يَثْقُلُ، وَعِنْدَ الْكِتَابِ حِينَ يُقَالُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ،حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ وَعِنْدَ الصِّرَاطِ إِذَا وُضِعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ" أبو داود ، السنن، كتاب السنة، باب في ذكر الميزان،رقم:4755.