عمر بن علي
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد : فإن المتتبع لأسانيد أهل طنطا ، يرى فيها عجبا ، فكثير منها لا يضبط تواريخه ، و لا يهتمون بإثبات الأسماء كاملة و تواريخ الوفيات ، و بها من السقط و الخلط و التركيب ما الله به عليم ، و من محاسنهم و مآثرهم اهتمامهم الكبير بالعلم و الدراية ، لذلك كان المسجد الأحمدي قبل ذلك هو قبلة القراء و المقرئين و هو العمدة حتى رجحت كفة الأزهر على يد أكابر علماء القاهرة و أشهرهم العلامة المتولي ...
و لما سمعت كثيرا من الأخوة يسألون تحديدا عن سند لتحفة الأطفال و كيف أن صاحبها لم يعلم له تلاميذ ، علما بأنه كان من مقرئي المسجد الأحمدي و خاصة أنه من كبار تلاميذ العلامة الميهي و اشتهر نظمه جدا حتى صار عمدة في بداية دراسة التجويد في جميع أنحاء المعمورة ، فقمت بتتبع - قدر استطاعتي - لأسانيد أهل طنطا ، فوجدت أن هناك شيخا يتشابه اسمه مع العلامة الجمزوري ، و لا تجد كامل اسمه في إجازة ما - فيما لأعلم -، و لا تاريخ وفاته ، علما بأن له كثير من التلاميذ ، و هو العلامة سليمان الشهداوي الأحمدي ، و هو تلميذ العلامة مصطفى الميهي في جميع الإجازات المكتوبة ...
فسألت نفسي هل يكون الشيخ سليمان الشهداوي هو هو سليمان الجمزوري ، إذن و ما المانع من ذلك ؟!!!
فجعلت أقارن بين الاثنين للوصول إلى حل في هذا الأمر ، فوقفت على ما يلي :
أولا : من المعلوم أن الشيخ سليمان الجمزوري صاحب التحفة ، ينسب إلى بلدته التي هي جمزور التابعة لمحافظة الغربية في هذا الوقت ، و أن الجمزوري ليس بلقب له ، إنما هو نسبة لبلده ، أما الشهداوي فهو لقب للشيخ سليمان و ليس باسم بلدته .
ثانيا : الشيخ سليمان الشهداوي لم يثبت له تاريخ وفاة في غالب إجازاته لتلاميذه و تلاميذ تلاميذه ، إلى وقتنا الحالي ، كذلك الشيخ سليمان الجمزوري لا يعلم له تاريخ وفاة على وجه التحديد ...
ثالثا : إجازة الشيخ سليمان الشهداوي من الشيخ مصطفى الميهي تثبت في الكبرى و الصغرى ، و لا تفرقة بينهما ...
رابعا : مما اطلعت عليه في كتاب الشيخ الجمزوري و هو الفتح الرحماني شرح نظم كنز المعاني في تحريرات الشاطبية ، أنه قال ما معناه : أنه في عام 1202 و 1203 هـ ، لما من الله علي بالانتهاء من ختمة بالقراءات العشر الصغرى على شيخي العلامة علي الميهي . اهـ بمعناه ، و هذا يثبت أن الشيخ الجمزوري أدرك القراءة على شيخه بالصغرى فقط ، حيث أن الشيخ الميهي الكبير توفي سنة 1204 هـ ، فما المانع أن ينتقل بعد ذلك الشيخ الجمزوري للقراءة على تلميذ شيخه و ابنه الشيخ مصطفى الميهي لقراءة الكبرى ، علما بأنهما يتساويان في الإسناد و في العلو ، و إجازة الكبرى تشمل الصغرى ...
خامسا : مما اشتهر عند أهل القرون الثلاثة الماضية من القراء و خاصة أهل طنطا اختصار الأسانيد نسبيا و عدم الاهتمام بالعلو ، و ذلك واضح جلي في كثير من الأسانيد في المسجد الأحمدي ، فلا بأس أن يشتهر إسناد الشيخ الشهداوي عن شيخه مصطفى الميهي فقط علما بأنه حتى لو اهتم البعض بعلو الإسناد فالشيخ مصطفى الميهي يساوي علو والده بقراءته على النبتيتي ، و إن اهتم بإثبات أسماء الشيوخ فأيضا الميهي قرأ على والده ، و اسمه مثبت في الإجازة .
و هناك بعض الأشياءالأخرى التي تجول في صدرى و المعلومات التي يستنبط منها أيضا بعض التقريب لكونهما رجلا واحدا ، و لكني أنتظر مشاركات إخواننا الأفاضل .
و أقول على ما سبق بيانه : فإني أدعو الأخوة المهتمين بالإجازات و الأسانيد و خاصة أسانيد أهل طنطا أن يشاركونا في هذا الموضوع المهم ، فإن كان تصوري للأمر خطأ أو اطلع أحد الأفاضل على ما لم أطلع عليه و ما يثبت أن الجمزوري غير الشهداوي ، فالحمد لله نعود إلى البحث مرة أخرى ، و إن كان الأمر يقرب احتمال كونهما رجلا واحدا ، فالحمد لله نزيد في البحث في هذا الاتجاه ، عسى الله أن يفتح علينا جميعا بوصل إسناد تحفة الأطفال بإسناد مسلسل عال ، بالقراءة و السماع للتحفة ، و بكامل القرآن لشيخ من أهل القرآن و من أكابر العلماء الذين استفدنا جميعا بعلمه ...
أنتظر إفادات المشايخ الأفاضل و التفاعل في هذا الموضوع ، عسى الله أن يمن علينا جميعا بما يكون فيه النفع لأهل القرآن ...
أخوكم أبو حفص عمر بن علي