حكيم بن منصور
New member
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فمما اشتهر في متون العقيدة وكتب التفسير وغيرها أن النافخ في الصور يوم القيامة هو الملك الكريم إسرافيل عليه السلام، وهذا أمر توقيفي، فبحثت على حديث يدل على هذا التخصيص، فلم أجده بل تبين لي أن النافخ في الصور ليس هو إسرافيل بل هومجهول الاسم وإنما يسمى الملك الموكل بالنفخ في الصور وذلك لأسباب:
- منها أن كل الأحاديث الصحيحة في ذكر الملك الموكل بالنفخ في الصور لم تسمه، بل ذكرته مبهما.
-ومنها أن الأحاديث التي فيها ذكر اسم الملك وأنه إسرافيل لا تقوم بها الحجة لضعف سندها.
- ومنها ما قرأته في سلسلة الأحاديث الصحيحة (المجلد السابع القسم الثاني ص725) أن إسرافيل عليه السلام شهد بدرا، وهذا هوالحديث [3241- (مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ؛وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ!. قاله لعليٍّ ولأبي بكر). أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (12/16/12002)، وأحمد (1/147)، وابن سعد في "الطبقات "(3/175- 176)،والبزار(2/ 14/1765)، وأبو يعلى (1/283- 283)،وابن أبي عاصم في "السنة"(2/574- 575)، والحاكم (3/68) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال:قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر- رضي الله عنه- يوم بدر:... فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "الفتح " (7/313).وقال البزار:"لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد". *]، وقد ثبت أن الملك الموكل بالنفخ في الصور منذ أن أسديت له هذه المهمة العظيمة الخطيرة لم يفتأ ينظر إلى العرش ينتظر متى يؤمر حتى ينفخ في الصور حال صدور الأمر من رب العزة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:" إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " .خرجه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 65 رقم 1078،وقال: أخرجه الحاكم ( 4 / 558 - 559 ) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النمري حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي و زاد : " على شرط مسلم " ! قلت : أصاب الحاكم و أخطأ الذهبي ، فإن الفزاري من رجال مسلم لا من شيوخه و ابن ملاس لم يخرج له مسلم أصلا و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 4 / 116 ) ، فليس على شرط مسلم إذن . و حسنه في الفتح ( 11 / 368 ) ... للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم القرن و حنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر قبل ذلك " . أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و غيره . و روي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه و هو الآتي بعده .
.1079 - " كيف أنعم و قد التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : حسبنا الله و نعم الوكيل توكلنا على الله ربنا ، - و ربما قال سفيان : على الله توكلنا - " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 66 : روي من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس و زيد بن أرقم و أنس بن مالك و جابر
ابن عبد الله و البراء بن عازب .... ثم خرجه من تلك الطرق رحمه الله.
فإذا كان صاحب الصور منذ وكل به مستعد والتقم القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينظر نحو العرش ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، يخاف أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، فكيف يكون حاضرا يوم بدر؟!
فلعل الأولى أن يقال في حقه : الملك الموكل بالنفخ في الصورأو صاحب الصور، صاحب القرن. وأما تسميته فلا بد له من دليل. وهذا نظيره نظير ملك الموت، فلم يثبت عند العلماء تسميته بعزرائيل، وإنما الصحيح أن يقال في : ملك الموت. والعلم عند الله وهو أعلم.
ومن كان عنده مزيد علم فلينفع أخاه. وفوق كل ذي علم عليم
رب زدني علما.
فمما اشتهر في متون العقيدة وكتب التفسير وغيرها أن النافخ في الصور يوم القيامة هو الملك الكريم إسرافيل عليه السلام، وهذا أمر توقيفي، فبحثت على حديث يدل على هذا التخصيص، فلم أجده بل تبين لي أن النافخ في الصور ليس هو إسرافيل بل هومجهول الاسم وإنما يسمى الملك الموكل بالنفخ في الصور وذلك لأسباب:
- منها أن كل الأحاديث الصحيحة في ذكر الملك الموكل بالنفخ في الصور لم تسمه، بل ذكرته مبهما.
-ومنها أن الأحاديث التي فيها ذكر اسم الملك وأنه إسرافيل لا تقوم بها الحجة لضعف سندها.
- ومنها ما قرأته في سلسلة الأحاديث الصحيحة (المجلد السابع القسم الثاني ص725) أن إسرافيل عليه السلام شهد بدرا، وهذا هوالحديث [3241- (مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ؛وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ!. قاله لعليٍّ ولأبي بكر). أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (12/16/12002)، وأحمد (1/147)، وابن سعد في "الطبقات "(3/175- 176)،والبزار(2/ 14/1765)، وأبو يعلى (1/283- 283)،وابن أبي عاصم في "السنة"(2/574- 575)، والحاكم (3/68) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال:قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر- رضي الله عنه- يوم بدر:... فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "الفتح " (7/313).وقال البزار:"لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد". *]، وقد ثبت أن الملك الموكل بالنفخ في الصور منذ أن أسديت له هذه المهمة العظيمة الخطيرة لم يفتأ ينظر إلى العرش ينتظر متى يؤمر حتى ينفخ في الصور حال صدور الأمر من رب العزة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:" إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " .خرجه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 65 رقم 1078،وقال: أخرجه الحاكم ( 4 / 558 - 559 ) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النمري حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي و زاد : " على شرط مسلم " ! قلت : أصاب الحاكم و أخطأ الذهبي ، فإن الفزاري من رجال مسلم لا من شيوخه و ابن ملاس لم يخرج له مسلم أصلا و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 4 / 116 ) ، فليس على شرط مسلم إذن . و حسنه في الفتح ( 11 / 368 ) ... للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم القرن و حنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر قبل ذلك " . أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و غيره . و روي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه و هو الآتي بعده .
.1079 - " كيف أنعم و قد التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : حسبنا الله و نعم الوكيل توكلنا على الله ربنا ، - و ربما قال سفيان : على الله توكلنا - " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 66 : روي من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس و زيد بن أرقم و أنس بن مالك و جابر
ابن عبد الله و البراء بن عازب .... ثم خرجه من تلك الطرق رحمه الله.
فإذا كان صاحب الصور منذ وكل به مستعد والتقم القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينظر نحو العرش ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، يخاف أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، فكيف يكون حاضرا يوم بدر؟!
فلعل الأولى أن يقال في حقه : الملك الموكل بالنفخ في الصورأو صاحب الصور، صاحب القرن. وأما تسميته فلا بد له من دليل. وهذا نظيره نظير ملك الموت، فلم يثبت عند العلماء تسميته بعزرائيل، وإنما الصحيح أن يقال في : ملك الموت. والعلم عند الله وهو أعلم.
ومن كان عنده مزيد علم فلينفع أخاه. وفوق كل ذي علم عليم
رب زدني علما.