هل الذي ينفخ في الصور هو إسرافيل أو غيره؟

إنضم
06/02/2009
المشاركات
512
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الجزائر العاصمة
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فمما اشتهر في متون العقيدة وكتب التفسير وغيرها أن النافخ في الصور يوم القيامة هو الملك الكريم إسرافيل عليه السلام، وهذا أمر توقيفي، فبحثت على حديث يدل على هذا التخصيص، فلم أجده بل تبين لي أن النافخ في الصور ليس هو إسرافيل بل هومجهول الاسم وإنما يسمى الملك الموكل بالنفخ في الصور وذلك لأسباب:
- منها أن كل الأحاديث الصحيحة في ذكر الملك الموكل بالنفخ في الصور لم تسمه، بل ذكرته مبهما.
-ومنها أن الأحاديث التي فيها ذكر اسم الملك وأنه إسرافيل لا تقوم بها الحجة لضعف سندها.
- ومنها ما قرأته في سلسلة الأحاديث الصحيحة (المجلد السابع القسم الثاني ص725) أن إسرافيل عليه السلام شهد بدرا، وهذا هوالحديث [3241- (مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ؛وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ!. قاله لعليٍّ ولأبي بكر). أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف " (12/16/12002)، وأحمد (1/147)، وابن سعد في "الطبقات "(3/175- 176)،والبزار(2/ 14/1765)، وأبو يعلى (1/283- 283)،وابن أبي عاصم في "السنة"(2/574- 575)، والحاكم (3/68) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال:قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر- رضي الله عنه- يوم بدر:... فذكره. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد". ووافقه الذهبي، وأقره الحافظ في "الفتح " (7/313).وقال البزار:"لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد". *]، وقد ثبت أن الملك الموكل بالنفخ في الصور منذ أن أسديت له هذه المهمة العظيمة الخطيرة لم يفتأ ينظر إلى العرش ينتظر متى يؤمر حتى ينفخ في الصور حال صدور الأمر من رب العزة والدليل قوله صلى الله عليه وسلم:" إن طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان " .خرجه الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 65 رقم 1078،وقال: أخرجه الحاكم ( 4 / 558 - 559 ) من طريق محمد بن هشام بن ملاس النمري حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال : " صحيح الإسناد " ، و وافقه الذهبي و زاد : " على شرط مسلم " ! قلت : أصاب الحاكم و أخطأ الذهبي ، فإن الفزاري من رجال مسلم لا من شيوخه و ابن ملاس لم يخرج له مسلم أصلا و هو صدوق كما قال ابن أبي حاتم ( 1 / 4 / 116 ) ، فليس على شرط مسلم إذن . و حسنه في الفتح ( 11 / 368 ) ... للحديث شاهد من حديث أنس مرفوعا بلفظ : " كيف أنعم و صاحب الصور قد التقم القرن و حنى ظهره ينظر تجاه العرش كأن عينيه كوكبان دريان لم يطرف قط مخافة أن يؤمر قبل ذلك " . أخرجه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " و غيره . و روي عن جمع آخر من الصحابة بزيادة فيه نحوه و هو الآتي بعده .
.1079 - " كيف أنعم و قد التقم صاحب القرن القرن و حنى جبهته و أصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : حسبنا الله و نعم الوكيل توكلنا على الله ربنا ، - و ربما قال سفيان : على الله توكلنا - " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3 / 66 : روي من حديث أبي سعيد الخدري و ابن عباس و زيد بن أرقم و أنس بن مالك و جابر
ابن عبد الله و البراء بن عازب .... ثم خرجه من تلك الطرق رحمه الله.

فإذا كان صاحب الصور منذ وكل به مستعد والتقم القرن وحنى جبهته وأصغى سمعه ينظر نحو العرش ينتظر أن يؤمر أن ينفخ ، يخاف أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه، فكيف يكون حاضرا يوم بدر؟!

فلعل الأولى أن يقال في حقه : الملك الموكل بالنفخ في الصورأو صاحب الصور، صاحب القرن. وأما تسميته فلا بد له من دليل. وهذا نظيره نظير ملك الموت، فلم يثبت عند العلماء تسميته بعزرائيل، وإنما الصحيح أن يقال في : ملك الموت. والعلم عند الله وهو أعلم.
ومن كان عنده مزيد علم فلينفع أخاه. وفوق كل ذي علم عليم
رب زدني علما.
 

سلمت أخي ..

والحديث الذي يثبت ان الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل ..
رواه البيهقي في البعث والنشور وغيره..
ومداره على اسماعيل بن أبي رافع وهو ضعيف ..
قال ابن حجر في التقريب 442: ضعيف الحفظ ، وقال الذهبي في الكاشف : ضعيف واهٍ .

ولكن : جاء ما يدل على ان النفخ في الصور من فعل ملكين اثنين !!!

فروى أحمد بسنده عن أبي مراية عن النبي صلى الله عليه وسلم - أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال :
النفاخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب – أو قال رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق - ينتظران متى ينفخان في الصور فينفخان .

رواه أحمد 6804 بالشك كما هو مذكور وسند رواته ثقات إلى عبد الله بن عمرو كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح . وجود إسناده المنذري في الترغيب على الشك في إرساله واتصاله. وضعفه الألباني في الصحيحة تحت الحديث رقم 1080 واستنكره جداً .. لأن أبو مراية لا يعرف !!

وأبو مراية اسمه عبد الله بن عمرو وثقه ابن حبان ..
وهذا ليس من قبيل تساهله في توثيق المجاهيل .. لأن أبو مراية يروى عن عمران بن حصين وسلمان وعداده في أهل البصرة وروى عنه قتادة وأسلم العجلي ..
وزاد ابن حبان في الثقات 6/57 وعنه الذهبي في اللسان 1/485 من شيوخه أيوب بن عبد الرحمن.
فخرج بذلك من الجهالة كما هو منصوص عليه في مقدمة ابن الصلاح وغيره ..

فالحديث اما أن يكون متصل ، أو مرسل وسنده رجاله ثقات ..
كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/596 : رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات.

وهذا لا يعني الصحة المطلقة كما هو معلوم ، فسيبقى أمامنا مخالفته لوصف ملك الصور كما في الاحاديث الصحيحة ..

ولكن للفائدة ، نذكر بعض الشواهد المحتملة في هذا الباب :

روى الطبراني في المعجم الأوسط ( 9/114 رقم 9283 وحسن إسناده الهيثمي في المجمع 10/331 والمنذري في الترغيب والترهيب كتاب البعث واستنكره الألباني في ضعيف الترغيب) عن كعب الأحبار في وجود عائشة أم المؤمنين قال في كلام له عن اسرافيل :
وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصبت الأخرى فالتقم الصور محني ظهره شاخص بصره إلى اسرافيل وقد أمر إذا رأى اسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور، فقالت عائشة هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول .
( ذكره الحافظ في الفتح وقال: رجاله ثقات إلا على بن زيد بن جدعان ففيه ضعف)

وقد دل هذا الأثر – على ضعفه - أن النفخ في الصور ليس من الفعل المباشر لاسرافيل وإن كان بأمره ، كما دل صراحة أن عملية النفخ في الصور من فعل ملكين أحدهما آمر وهو اسرافيل والآخر النافخ وهو الملك المبهم ..

وفي سنن ابن ماجة من طريق حجاج عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبي الصور بأيديهما - أو في أيديهما - قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران ..

رواه ابن ماجة 4273 وسنده ضعيف لتدليس حجاج بن أرطأة وضعف العوفي.
وأخرجه الحاكم 8679 – 4/604 بمعناه عن أبي سعيد مرفوعا بلفظ :
وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان ..
وتفرد به خارجة بن مصعب وهو متروك ..

وفي المسند 3/9 من طريق العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل عليهم السلام .. ورواه الحاكم وابو يعلى ..

وفي الزهد لهناد: عن عبد الرحمن ابن أبي عمرة قال :
ما من صباح إلا وملكان موكلان يقولان : يا طالب الخير أقبل ويا طالب الشر أقصر ، وملكان موكلان يقولان : سبحان القدوس، وملكان موكلان بالصور.

وبسند هناد وابن المبارك في الزهد لهما عن كعب قال : ما من صباح إلا وملكان يناديان اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا وملكان يناديان ياباغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر وملكان يناديان سبحان الملك القدوس وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان.

رواهما هناد السري في كتاب الزهد له 1/339 وسندهما صحيح كما قال ابن حجر في الفتح .
ورواية كعب في زهد ابن المبارك 1/378 أيضاً..
فجميع هذه الروايات قد يثبت أن لها أصلاٍ ..
فيمكن أن يكون النفخ في الصور على الأكثر من فعل ملكين اثنين إن صحت الأحاديث المذكورة فيه ، والله أعلم ..

فالجزم بهذا افتئات على الله .. واقتحام الغيب مزلة مهلكة إن لم يثبت صحة الدليل بيقين ..

نسأل الله السلامة .
 
السلام عليكم
ما ذكرته من أن النفخ في الصور من فعل ملكين يحتاج إلى دليل صحيح واضح، وباب الغيبيات لا يجوز الكلام فيها بالظن، ولكن بالدليل التوقيفي الواضح، وما ذكرته أخي من الأحاديث كله ضعيف لا تقوم به الحجة، والآثار لا تعدو أن تكون مقطوعات ولا حجة فيها،
وحديث أبي مرية فيه الشك بين الإرسال والاتصال وهذا قادح في صحته!

ولكن ما قولك في صاحب القرن هل هو إسرافيل كما هو مشهور في كتب التفاسير؟
 

أخي الكريم :
سدد الله خطاك وإياي ..

أنا لم أجزم بالصحة في حديث أبي مراية ولا الآثار المذكورة ..
ولكني ما جمعته إلا لأحيط علمك به في هذا الباب ..
وقد قلت بالنص كما هو مثبت أعلاه :

فجميع هذه الروايات قد يثبت أن لها أصلاٍ ..
فيمكن أن يكون النفخ في الصور على الأكثر من فعل ملكين اثنين إن صحت الأحاديث المذكورة فيه ، والله أعلم
فالجزم بهذا افتئات على الله .. واقتحام الغيب مزلة مهلكة إن لم يثبت صحة الدليل بيقين .. اهـ


فكما ترى لم أجزم بهذا ..

أما عن سؤالك :
ولكن ما قولك في صاحب القرن هل هو إسرافيل كما هو مشهور في كتب التفاسير ؟

فقد قلت في أول ما سطرته في مشاركتي :
والحديث الذي يثبت ان الذي ينفخ في الصور هو اسرافيل رواه البيهقي في البعث والنشور وغيره.. ومداره على اسماعيل بن أبي رافع وهو ضعيف ..
قال ابن حجر في التقريب 442: ضعيف الحفظ ، وقال الذهبي في الكاشف : ضعيف واهٍ .

وجزاك الله خيرا ..
والله أعلى وأعلم ..
 
جزاك الله خيرا

أما حديث أبي مرية فقد خرجه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة وهذا نصه:
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 920)

6896 - ( النَّفَّاخَانِ فِي السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَشْرِقِ وَرِجْلَاهُ بِالْمَغْرِبِ - أَوْ قَالَ: رَأْسُ أَحَدِهِمَا بِالْمَغْرِبِ، وَرِجْلَاهُ بِالْمَشْرِقِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ يَنْفُخَانِ فِي الصُّورِ فَيَنْفُخَانِ ).
منكر.
أخرجه أحمد ( 2/ 192 ) عن التيمي عن أسلم عن أبي مرية عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ للشك الذي فيه، وتردد الراوي بين إرساله ووصله أولاً ؛ ولأن ( أبو مرية ) مجهول الحال ثانياً - كما كنت حققته في حديث أخر له تقدم برقم ( 5005 ) -. والحديث أورده ابن كثير في "النهاية " ( 1/ 244 - 245 ) برواية أحمد هذه، وقال:" تفرد به أحمد. وأبو مرية هذا اسمه عبد الله بن عمرو العجلي، وليس بالمشهور، ولعل هذين الملكين أحدهما هو إسرافيل، وهو الذي ينفخ في الصور - كما سيأتي بيانه في ( حديث الصور ) بطوله -، والآخر هو الذي ينقر في الناقور...".
وأقول: في الحديث نكارة ظاهرة مخالفة في وصف الملك رأساً ورِجلاً، وأنهما ملكان، والمحفوظ في أحاديث الباب أن النافخ في الصور واحد، إلا في رواية لعطية العوفي منكرة ؛ فإنها بلفظ: " إن صاحبي الصور... ".
وأكثر الروايات عنه بالإفراد، وعليه أكثر الأحاديث - كما كنت بينت ذلك في " الصحيحة " برقم ( 1079 ) -.
ومما تقدم تعلم تساهل المنذري في قوله في " الترغيب " ( 4/ 191/ 6 ):
" رواه أحمد بإسناد جيد هكذا على الشك في إرساله واتصاله "!
إذ كيف تجتمع الجودة مع الشك المذكور ؟!سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 922)
وغفل عن هذا الجهلة الثلاثة ؛ فقالوا في تعليقهم على " الترغيب " ( 4/ 283 ):
" حسن "! ونحوه قول الهيثمي ( 10/ 330 ):
" رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية ؛ فهو مرسل، ورجاله ثقات، وإن كان عن عبد الله بن عمرو ؛ فهو متصل مسند، ورجاله ثقات "!
قلت: قد علمت جهالة ( أبو مرية )، ولم يوثقه غير ابن حبان - كما بينت في المصدر المذكور آنفاً -. هذا إلى ما في متنه من النكارة - كما تقدم -.
والحديث عزاه السيوطي في " الدر المنثور " ( 5/ 338 ) للحاكم أيضاً، ولم أره في " مستدركه " بعد مزيد البحث عنه. والله أعلم.
( تنبيه ): أبو فرية.. هكذا وقع في إسناد " المسند "، وكذا في المصادر التي عزته إليه ؛ مثل: " نهاية " ابن كثير و " ترغيب " المنذري، و " مجمع " الهيثمي.
وكذلك هو في " جامع المسانيد " لابن كثير أيضاً ( 16/ 9/ 3 )، و " أطراف المسند " لابن حجر العسقلاني ( 4/ 112/ 124 )، وحقق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه كذلك ثبت في أصول " المسند " الثلاثة، ويشكل عليه أن العلماء والحفاظ في كتب التراجم و " الأسماء والكنى " لم يترجموه الا بـ ( أبو مُراية ) بالضم والتخفيف وياء تحتية بعد الألف، مثل: كتاب " التاريخ " للبخاري ( 3/ 1/154 )، و " الجرح " لابن أبي حاتم ( 2/ 2/ 118 )، و " الثقات " لابن حبان ( 5/31 ).
وعلى هذا أجمعت كتب " الأسماء والكنى " مثل: كتاب مسلم ( 2/ 827/3342 )، والدولابي ( 2/ 2 1 1 )، و " المشتبه " للذهبي - وكتابه الآخر " المقتنى " -سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (ج 14 / ص 923)
وشروحه مثل " التوضيح " لابن ناصر الدين الدمشقي، و " التبصير " لابن حجر العسقلاني، وكتابه الآخر " تعجيل المنفعة ".
ولم يذكر أحد منهم الكنية الأولى سوى ابن ناصر الدين ؛ فإنه قال:
" قلت: وقال سليمان التيمي: ( أبو مرية ) بحذف الألف، وتشديد المثناة تحت.. حكاه عن التيمي ابن منده في ( الكنى ) ".
قلت: وفي ظني أن ابن منده يشير إلى رواية أحمد هذه ؛ فإنها من رواية التيمي - كما رأيت -. وقد ذكروا أنه روى عنه قتادة، وأسلم العجلي. وهذا من رواية أسلم عنه.
وأما رواية قتادة عنه فقد سبق تخريجها في " الصحيحة " ( 180 )، ووقع فيها على الصواب: ( أبو مُراية ).
قلت: فالذي يظهر لي - والله أعلم - من مجموع ما تقدم: أن الذي في " المسند " خطأ قديم من بعض رواته عن مؤلفه، مثل أبي بكر القطيعي ؛ ففيه كلام يسير - كما كنت ذكرت في كتابي " الذب الأحمد عن مسند أحمد " -،
وسواء كان الخطأ منه أو من غيره ؛ فتوهيمه - بلا شك - أولى من توهيم هؤلاء الأئمة الذين أجمعوا على ضبطه بخلاف ما وقع في إسناده ؛ ولذلك فما أعجبني - حقاً - إصرار الشيخ أحمد شاكر على تصويب ما فيه، وتخطئة ما في كتابي البخاري والعسقلاني أعني: " التعجيل "! وفي اعتقادي أنه لو تيسر له تتبع هذه الترجمة من بعض المصادر المتقدمة - بله كلها - ؛ لم يسعه - إن شاء الله - إلا أن يتبنى ما أجمعوا عليه، وأن ينسب الوهم إلى من أشرت إليه.اهـ المقصود



أما ما ذكرتم بارك الله فيكم من رفع الجهالة عن أبي مراية فمردود لأنه لم يرو عنه إلا اثنان وهذا لا يكفي لرفع الجهالة عنه. وتوثيق ابن حبان [الثقات لابن حبان - (ج 6 / ص 57) 6709 - أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروى عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه أبو مراية العجلي ]هنا فهو من تساهله وقد نص على جهالته غير واحد:


كتاب الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي - (ج 1 / ص 131): 469 أيوب بن عبد الرحمن العدوي يروي عن التابعين قال الأزدي ضعيف مجهول

المغني في الضعفاء - (ج 1 / ص 97)للذهبي: 819 أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن تابعي مجهول له في الضوء


لسان الميزان - (ج 1 / ص 485) : 1497 - أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول انتهى وشيخه الذي ابهم اسمه أبو السائب روى عنه عن أبي هريرة حديث إذا توضأت فليكن أول ما تبدأ به من وضوءك أن تستنثر فإنها منفرة قال الأزدي هو ضعيف مجهول وفي الثقات لابن حبان أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروي عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه أبو مراية العجلي قال بن حبان حدثنا بن قتيبة ثنا بن أبي السري ثنا معتمر ثنا أبي عن أسلم عن أبي مراية عن أيوب بن عبد الرحمن عن مالك بن أوس بن الحدثان قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول الشاب الذيال أمير المصرين يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها قال أبو المعتمر أظنه الحجاج قلت فيحتمل أن يكون هو صاحب الترجمة


ميزان الاعتدال في نقد الرجال - (ج 1 / ص 460): 1090 [ 1506 ] أيوب بن عبد الرحمن العدوي عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول

بارك الله فيكم على هذه الزيادات المفيدة.
 
بارك الله فيكم .
لا شك أن الإجماع حجة.
وقد نقل الإجماع على أن نافخ الصور هو إسرافيل عليه السلام.
قال العلامة القرطبي في الجامع:
( والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام ) اهـ.
وقال الحافظ في الفتح:
( اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام ، ونقل فيه الحليمي الإجماع ، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه ، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي ، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه ، وكذلك في حديث الصور الطويل)اهـ.
والله أعلم.
 
نعم الإجماع حجة؛ و إثباته صعب؛
ولكن أين في شريعتنا أن النافخ هو إسرافيل؟
لا بد من بيان، والشهرة لا تكفي. كما رأينا في تسمية ملك الموت بعزرائيل!

مع أنه معارض -فيما يبدو- بحديث علي رضي الله عنه، أن إسرافيل شهد بدرا! كما تقدم

وما ذكره الحافظ رحمه الله لا بد من النظر في إسناده، وكله ضعيف
أما حديث وهب فلا حجة فيه لإرساله هذا إن صح سنده إليه.
وأما حديث أبي سعيد عند البيهقي وحديث أبي هريرة عند ابن مردويه، فسأعيد النظر فيهما لاحقا فليست المراجع الآن بين يدي.
وأما حديث الصور الطويل فمختلف فيه، والذي رجحه الشيخ الألباني رحمه الله ضعفه كما في تخريج الطحاوية وغيرها لجهالة راويها.
وأحاديث النفخ في الصور جمعها الحافظ ابن كثير في تفسيره والذي جاء التصريح به أنه إسرافيل لا حجة فيه من جهة الإسناد.
أما إجماع الحليمي فليس مما يعتمد عليه مع عدم توفر الأدلة المعضدة لنقله.
والله أعلم وبارك الله فيك
 
تضعيف ابن حجر نفسه للأحاديث التي ذكرت إسرافيل

تضعيف ابن حجر نفسه للأحاديث التي ذكرت إسرافيل

بارك الله فيكم .
وقال الحافظ في الفتح:
( اشتهر أن صاحب الصور إسرافيل عليه السلام ، ونقل فيه الحليمي الإجماع ، ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه ، وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي ، وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه ، وكذلك في حديث الصور الطويل)اهـ.
والله أعلم.

نعم ولكنه ضعف هذه الروايات في نفس الصفحة وهذا نصه كاملا: فتح الباري - ابن حجر - (ج 11 / ص 368)
واخرج أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وصححه بن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما الصور قال قرن ينفخ فيه ,والترمذي أيضا وحسنه من حديث أبي سعيد مرفوعا كيف انعم وصاحب الصور قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم وبن مردويه من حديث أبي هريرة ولأحمد والبيهقي من حديث بن عباس وفيه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني اسرافيل وفي أسانيد كل منهما مقال وللحاكم بسند حسن عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رفعه ان طرف صاحب الصور منذ وكل به مستعد ينظر نحو العرش مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد إليه طرفه كأن عينيه كوكبان دريان .... تنبيه اشتهر أن صاحب الصور اسرافيل عليه السلام ونقل فيه الحليمي الإجماع ووقع التصريح به في حديث وهب بن منبه المذكور وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي وفي حديث أبي هريرة عند بن مردوية وكذا في حديث الصور الطويل الذي أخرجه عبد بن حميد والطبري وأبو يعلى في الكبير والطبراني في الطوالات وعلي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية والبيهقي في البعث من حديث أبي هريرة ومداره على إسماعيل بن رافع واضطرب في سنده مع ضعفه فرواه عن محمد بن كعب القرظي تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل مبهم ومحمد عن أبي هريرة تارة بلا واسطة وتارة بواسطة رجل من الأنصار مبهم أيضا وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشامي أحد الضعفاء أيضا في تفسيره عن محمد بن عجلان عن محمد بن كعب القرظي واعترض مغلطاي على عبد الحق في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع وخفي عليه أن الشامي أضعف منه ولعله سرقه منه فألصقه بابن عجلان وقد قال الدارقطني انه متروك يضع الحديث وقال الخليلي شيخ ضعيف شحن / 369 تفسيره بما لا يتابع عليه وقال الحافظ عماد الدين بن كثير في حديث الصور جمعه إسماعيل بن رافع من عدة آثار وأصله عنده عن أبي هريرة فساقه كله مساقا واحدا وقد صحح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه وتبعه القرطبي في التذكرة وقول عبد الحق في تضعيفه أولى وضعفه قبله البيهقي فوقع في هذا الحديث عند علي بن معبد ان الله خلق الصور فأعطاه اسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلى العرش الحديث .وقد ذكرت ما جاء عن وهب بن منبه في ذلك فلعله أصله وجاء أن الذي ينفخ في الصور غيره ففي الطبراني الأوسط عن عبد الله بن الحارث كنا عند عائشة فقالت يا كعب أخبرني عن اسرافيل فذكر الحديث وفيه وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى يلتقم الصور محنيا ظهره شاخصا ببصره إلى اسرافيل وقد أمر إذا رأى اسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور فقالت عائشة سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجاله ثقات الا على بن زيد بن جدعان ففيه ضعف فان ثبت حمل على انهما جميعا ينفخان ويؤيده ما أخرجه هناد بن السري في كتاب الزهد بسند صحيح لكنه موقوف على عبد الرحمن بن أبي عمرة قال ما من صباح الا وملكان موكلان بالصور ومن طريق عبد الله بن ضمرة مثله وزاد ينتظران متى ينفخان ونحوه عند احمد من طريق سليمان التيمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب أو قال بالعكس ينتظران متى يؤمران ان ينفخا في الصور فينفخا ورجاله ثقات وأخرجه الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بغير شك ولابن ماجة والبزار من حديث أبي سعيد رفعه ان صاحبي الصور بأيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران وعلى هذا فقوله في حديث عائشة انه إذا رأى اسرافيل ضم جناحيه نفخ انه ينفخ النفخة الأولى وهي نفخة الصعق ثم ينفخ اسرافيل النفخة الثانية وهي نفخة البعث ."
وقد أتيت بكلامه بطوله -وأسقطت بعض الأحاديث التي لا علاقة لها بما نحن فيه فليعلم-
. فابن حجر رمه الله نفسه يضعف هذه الأحاديث.
ثم بحثت عن حديث أبي سعيد الخدري الذي عزاه للبيهقي -وعزاه سليم الهلالي للبعث له- فقد رواه غير البيهقي ولم يذكروا فيه إسرافيل: منهم الإمام أحمد في المسند (3/9-10) وسنن أبي داود 3998و3999)وحفص الدوري في جزء في قراءات النبي صلى الله عليع وسلم (17و18) والمصاحف لابن أبي داود(281و282) وابن أبي الدنيا في الأهوال (48) والحاكم في المستدرك (2/291/3048و3049 ط دار الكتب العلمية) واللالكائي في السنة(2183) وليس فيه ذكر إسرافيل!!! ثم هو مع ذلك ضعيف لأجل عطية العوفي.
.

في تحفة الأحوذي[ قال الحافظ في الفتح بعد ذكر حديث أبي سعيد هذا وأخرجه الطبراني من حديث زيد بن أرقم وبن مردويه من حديث أبي هريرة ولأحمد والبيهقي من حديث بن عباس وفيه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره وهو صاحب الصور يعني إسرافيل
وفي أسانيد كل منها مقال ]



وأنقل هنا تضعيف الأرناؤوط لحديث أبي مرية: [قال عبد القادر الأرناؤوط في تخريجه لنهاية البداية والنهاية (17/173) رواه أحمد وهو ضعيف للشك في إرساله واتصاله، ولجهالة أبي مرية.]

تصويب: حديث الصور الطويل ضعيف خرجه الشيخ الألباني في تخريج العقيدة الطحاوية لأجل إسماعيل بن رافع: ضعيف: تخريج الطحاوية 232 وليس لجهالة راويه كما ذكرتُه سهوا.



فإذن لم يصح-بعد- تسمية صاحب القرن، وأنه إسرافيل، بل حديث شهوده لغزوة بدر يدل على أنه غيره.
فما رأيكم؟
ذلك أن المشهور في كتب التفسير قاطبة، أن الملك الموكل بالنفخ في الصور هو إسرافيل. حتى نقل بعضهم عليه الإجماع! فلا بد أن يدلل عليه أو يصحح.
 
مع فائق الاحترام للإخوة الأفاضل :
سؤال : ما الفائدة التي سوف نجنيها من معرفة اسم " نافخ الصور " وما الفرق إن كان اسرافيل او كان غيره ؟ أليس البحث في مثل هذه المسائل " الغيبية " مما لا فائدة فيه ؟
 
قال العلامة القرطبي في الجامع:
( والأمم مجمعة على أن الذي ينفخ في الصور إسرافيل عليه السلام ) اهـ.
أراك دندنت على الإجماع الذي نقله الحافظ عن الحليمي وسكت عليه ، وأعرضت عن الإجماع القوي اللفظة الذي نقله العلامة القرطبي !!
يبدو لي أنك تريد أن تواصل هذا الأمر!!
في أمان الله تعالى .
 
الحمد لله
أمَّنَك الله وجعل الجنة مثواك آمين
شكرا على التواصل
الإجماع له مستند، وإثباته صعب، وقد أثبته الحليمي والقرطبي رحمهما الله، ولكن لا بد من معرفة مستند الإجماع!
يمكنني أن أنقل هنا عن جماعة كبيرة من المفسرين وشراح الأحاديث ومتون العقيدة وغيرها التي ذكرت أن إسرافيل هو صاحب القرن، وكثير منهم يذكرون أنه المشهور، وهو كذلك في الأمم السابقة، ولكن من أين أخذوه في شريعتنا، وأين وجدوه عن المعصوم، ويضعف نقل الإجماع في هذه المسألة الخاصة عدم وجود دليل يستند إليه من شرعنا.
خاصة أنه معارض -في الظاهر- بحديث علي أن إسرافيل شهد بدرا- فدل على أنه ليس صاحب الصور؛ لأن صاحب الصور ينتظر متى يؤمر بالنفخ شاخص بصره نحو العرش.
ولعلي لا أفيدك أن كثيرا من الإجماعات المنقولة لا تثبت، لأن الإجماع له مستند، وهذا أمر غيبي لا بد له من توقيف، فمن نقل الإجماع لا بد أن ينقل عن السلف الأول أنهم قالوا ذلك فنعلم أنهم قالوه عن توقيف، وسمعوه عن معصوم، ولكن الظاهر من نقل هذا الإجماع هو ذاك الاشتهار المذكور في كتب التفسير وشراح الأحاديث ، وهذا لا تقوم به الحجة والله أعلم.
وقد وجدت كلاما للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شرحه لسنن أبي داود كتاب القراءات شريط رقم 281 عند شرحه لحديث عطية عن أبي سعيد الخدري في ذكر جبريل وميكائيل[وهو منزل كتابيا في برنامج الشاملة وقابلته بالمسموع وفي فرق طفيف] شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد - ::::: وفي الحديث الآخر: عن أبي سعيد قال: (ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور، فقال: عن يمينه جبرائيل وعن يساره ميكائيل). وهذا حديث آخر، وصاحب الصور المراد به الذي ينفخ في الصور، وقد اشتهر بأنه إسرافيل، ولا نعلم حديثاً صحيحاً يدل على تسميته بذلك ولكنه مشهور، وذكره ابن كثير في تفسيره وقال: الصحيح أنه إسرافيل، وأن إسرافيل ينفخ في الصور، وذلك في سورة الأنعام عند قوله: قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَشرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد - (ج 22 / ص 424) يُنفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الأنعام:73] لكن لم أقف على حديث في الصحيح يدل على التسمية، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتوسل إلى الله عز وجل بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، فكان يتوسل إلى الله عز وجل بهؤلاء الأملاك الثلاثة. وقال بعض العلماء في سبب نصه على هؤلاء الملائكة الثلاثة: لأن كل واحد منهم موكل بنوع من أنواع الحياة، فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأبدان، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به الحياة بعد الموت، فكان صلى الله عليه وسلم يتوسل لله بربوبيته لهؤلاء الأملاك الثلاثة لأنهم موكلون بأنواع الحياة: حياة القلوب، وحياة الأبدان، والحياة بعد الموت عند نفخة البعث التي يخرج الناس بها من القبور. وقيل: إن الذي يتولى ذلك هو إسرافيل وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68] نفخة الموت ونفخة البعث؛ لأن نفخة الموت إذا حصلت يموت من كان حياً، فيتساوى أول الخلق وآخرهم بالموت، ثم تحصل النفخة الثانية فيقوم الأولون والآخرون من قبورهم من لدن آدم إلى الذين قامت عليهم الساعة، وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول من ينشق عنه القبر، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا سيد الناس يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول القبور انشقاقاً عن صاحبه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. [ثم سئل عما أورده صاحب عون المعبود ]قال صاحب العون: وأخرج سعيد بن منصور و أحمد و الحاكم وصححه و البيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم (إسرافيل صاحب الصور، وجبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو بينهما) كذا في الدر المنثور[وسأل عن إسناده هل هو مذكور فيه فأجيب بلا فقال]. لكن لا أدري عن صحته، لكن ابن كثير رحمه الله قال: في الصحيح، ولا أدري ما المقصود بالصحيح، وغالباً أنه عندما يذكر الصحيح يقصد الصحيحين أو أحدهما، وقد يراد به الحديث الصحيح، فيكون أعم من أن يكون في الصحيحين وفي غيرهما.اهـ المقصود من النقل

وكلام ابن كثير السابق تكلم فيه الشيخ الألباني رحمه الله في تخريجه للحديث ووهمه فيه.

وأما الحديث فهو نفسه حديث أبي سعيد هذا كما نقلناه من قبل، فهو ضعيف مثله لأجل عطية العوفي.

ولا أزال أواصل في هذا
والله أعلم
وجزاك الله خيرا
 
ما فائدة العلم بصحة اسم صاحب االصور؟

ما فائدة العلم بصحة اسم صاحب االصور؟

مع فائق الاحترام للإخوة الأفاضل :
سؤال : ما الفائدة التي سوف نجنيها من معرفة اسم " نافخ الصور " وما الفرق إن كان اسرافيل او كان غيره ؟ أليس البحث في مثل هذه المسائل " الغيبية " مما لا فائدة فيه ؟

مع كل احتراماتي كذلك

لا ينبغي الحكم بعدم فائدة طرح موضوع ما في هذا المنتدى المبارك، هكذا دون بيان، فرب موضوع لا يفيدك قد يفيد غيرك. وما طرحته إلا لأنه يهمني.

ثم هذا الموضوع يتعلق بالإيمان بالملائكة، والإيمان بالملائكة واجب ، وهو قسمان إجمالي وتفصيلي، ومما ذكره العلماء من التفصيل: أن النافخ في الصور هو إسرافيل، فإذا ثبت هذا وجب الإيمان به، وإذا ثبت خلافه، وجب رده.

ومما جاء في كتب الاعتقاد في اليوم الآخر أن إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور، كما في لمعة الاعتقاد، وكنت اتخذت منهجا عند شرحي للمعة مع الإخوة أن نذكر دليلا على كل ما يورده صاحب اللمعة، فوجدنا أكثر ما ذكره مما دل عليه الدليل من الكتاب أو السنة أو قول الصحابة أو الإجماع، ولكن قليل من تلك المسائل لم نجد لها مستندا، ومنها هذه الجزئية.

قد جاء في كثير من كتب التفسير تفسير قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور) فقالوا: المشهور هو إسرافيل، أو قالوا: قيل هو إسرافيل، وبعضهم يجزم فيقول: هو إسرافيل، ولهم تعبيرات أخرى،فالذي يقوم بتفسير كتاب الله تعالى ويصل إلى مثل هذه الآيات التي تذكر النفخ في الصور والنفخ في الناقور فهل يجوز أن نقول أن الفاعل الذي لم يسم هو إسرافيل؟ لشهرته في كتب التفاسير.

ثم قد يقوم بعض المجتهدين بدراسة كتاب من كتب التفاسير أو تحقيقه أو كتاب من كتب علوم القرآن فيتنبه إلى هذه الجزئية فيعيد دراستها ويبحث عن أدلتها.

وطرحي لهذا الموضوع من باب المدارسة لا غير. والمهم أن يؤمن السني بأنه هناك ملك موكل بالنفخ في الصور، وأنه هنا ملك يسمى إسرافيل هو من جلة الملائكة مع جبريل وميكال. ولا يطعن في اعتقاد المؤمن -ما دام أنه متبع غير مبتدع -من جعل النافخ في الصور هو إسرافيل أو غيره فليست هذه من المسائل الأصول .

ولقد رجعت إلى كتب علوم القرآن والحديث فرأيتهم يذكرون أن النافخ في الصور هو إسرافيل ولم يرفقوا معه الدليل؟ والعلم بالدليل!

مع كل احتراماتي ثانية.
 

جزاك الله خيرا أخي حكيم بن منصور ..

ولا داعي لقولك أخي صاحب المشاركة التي تقول فيها ما الفائدة ؟؟

والحقيقة أن هناك أشياء كثيرة لابد من دراستها وفحصها ووضعها تحت المجهر ليستبين الصواب فيما أبهم منها أو أجمل من غير تفصيل أو أثبت بدليل غير ثابت أو جزم به بغير دليل أو ، أو ..
كما أشرت في إحدى مشاركاتي هنا أن الإمام ابن كثير جاء برأي جديد وهو احتمال - زعمه - بأن هناك عرش آخر غير عرش الرحمن يأتي يوم القيامة ، وذلك في تفسيره لقوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) .. رحمه الله تعالى وغفر له .
فإذا لم نبين مثل هذه الأمور ونتناقشها ونعرضها على أهل العلم والتخصص اصابنا الغبن وصرنا كمن يقول إنا وجدنا آباءنا على أمة ..
ونحن بفضل الله نتبع هذه الثلة المباركة من علماء أهل السنة ، ولكن دورنا أن نبين ما يلتبس من أقوالهم ونفصله ، ومؤكد أن هذا يسعدهم جدا لو كانوا بيننا أحياء ، كما علم من منهجهم وكتاباتهم رحمة الله عليهم .

وكذلك أخينا الطيب الذي يتمسك بالاجماع المزعوم المنقول عند القرطبي ..
فكما قال أخيك لك : ما هو دليل ومستند هذا الإجماع ؟
وأقول لك أيضا: من نقل الإجماع غيرهما ؟

وأنا أتفق معك أخي منصور في أنه لم يصح دليل - إلى الآن - في تعيين أن النافخ في الصور هو اسرافيل عليه السلام ..
ومشاركتي بحديث أبي مراية وبعض الآثار الأخرى ، كما قلت لك أنا لا اصححها ولا أقول بها ، وإنما نقلتها لأحيط علمك بجميع جوانب الموضوع ..

سدد الله خطاك أخي . وجميع الأخوة المشاركين .
 
الحمد لله
أمَّنَك الله وجعل الجنة مثواك آمين
شكرا على التواصل
الإجماع له مستند، وإثباته صعب، وقد أثبته الحليمي والقرطبي رحمهما الله، ولكن لا بد من معرفة مستند الإجماع!

الأخ الفاضل حكيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليقي على موضوعك هو هذه العبارة وهي من ناحية أصولية فيها نظر حيث إن الاجماع إذا ثبت فهو يغني عن معرفة دليله، ولا يتوقف العمل بالاجماع على معرفة الدليل الذي بني عليه الاجماع.
فإذا قلنا إن الإجماع حجة في نفسه ثم قلنا لا بد من معرفة مستنده نكون قد تناقضنا وأصبح الدليل الذي قام عليه الإجماع هو الحجة وليس الإجماع ذاته.
ولكن الصحيح أن الإجماع إذا ثبت أنه إجماع فلا حاجة إلى البحث عن دليله.
 
قال الإمام أحمد من ادعى الإجماع فقد كذب

قال الإمام أحمد من ادعى الإجماع فقد كذب

نعم
الإجماع حجة بنفسه
ولا يحتاج إلى غيره
لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجتمع أمتي على ضلالة.

فليس عندي إشكال في حجية الإجماع

أكبر إشكالية تتجه حول الإجماع في مسألة ما هو إثباته، ولا يكفي في إثباته الادعاء.

نعم لو نقله عن السلف الأول من الصحابة أو من بعدهم لقبل من غير تردد، ولوجدنا من الآثار الصحيحة التي تدل عليه وتعضده،

أما نقل الإجماع من غير أن نجد جماعة أو طائفة من السلف الأول قال به، فإن هذا الإجماع المزعوم أقرب أن يكون بمعنى المشهورن أو ما عليه الجمهور، ولذلك اشتهر عن الإمام أحمد قوله: من ادعى الإجماع فقد كذب وما يدريك لعلهم اختلفوا.

وباب الإجماع درسته في أصول الفقه كدليل متفق عليه بين العلماء، لكنهم اختلفوا في حقيقته وله أقسام أختلفوا في حجية كل واحد منها. وهذا في باب الفقهيات، فكيف في مسألة عقدية في تسمية اسم من أسماء الملائكة الموكل بالنفخ في الصور.

فلو أخذنا بكل ما ادعي أنه إجماع لذهب كثير من العلم الصحيح،

ولذلك لا تجد إجماعا صحيحا إلا وعضده الدليل.


ولعلك ترجع إلى كتب أصول الفقه المطولة فتجد فيها ما ذكرته لك.

مع ملاحظة أن هذا الإجماع المزعوم في مسألتنا لا بد له من نقل عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم أو عن جماعة السلف الأول، وإلا فمن أين للحليمي أو القرطبي معرفة هذا الإجماع وهما متأخران؟؟

ولست بحمد لله ممن ينكر الإجماع. ولكن أعلم أن كثيرا من الإجماعات غلط

ولعلي أرجع إلى هذه القضية، لأن ما من مخالف تخالفه في مسألة إلا ادعى الإجماع من غير بحث وإعادة نظر، ورأيت بعضهم يدعي الإجماع مع وجود المخالف، وهذا عجيب، وآخر يفرق بين إجماع القراء وإجماع غيرهم، وهذا أعجب، وبعضهم يرى أن قول الجمهور يكفي ليسمى إجماعا، وهذا جهل.
إضافة
ثم اعلم أن الإجماع داخل في الأدلة النقلية؛ لأن ما من إجماع إلا وهو يستند إلى دليل يدل عليه، ولم يأت هكذا ، فاعلم.

والله أعلم
 
الأخ الفاضل الكريم حكيم
لا أختلف معك فيما ذكرت
ولكن خلافي معك فقط في العبارة التي اقتبستها من كلامك.
وفقك الله وسدد على الخير خطانا وخطاك.
 
السلام عليكم

قوله صلى الله عليه وسلم: لا تجتمع أمتي على ضلالة, هل هذا مجزم به لكل المسائل أم في بعض منها؟
 
عودة
أعلى