هل الجملة شرطية في قوله تعالى (حتى إذا جاءوها) وماهو جواب الشرط؟

إنضم
18/05/2011
المشاركات
1,237
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
قال تعالى:(وَسِيقَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَٰلِدِينَ ).

هل الجملة شرطية في قوله تعالى (حتى إذا جاءوها) وأين هو جواب الشرط؟
 
ابحث في برامج القرآن الكريم عن (حتى إذا) وسوف تجد إحدى واربعين نتيجة لعلها تعينك على النظر والمقابلة.
 
الجملة ليست شرطية، لأن إذا ظرفية، ولها نظائر في القرآن الكريم والله أعلم.
 
يقول الدكتور فاضل السامرائي في لمساته البيانية:

أولاً قال ربنا أن النار عليهم موصدة يعني أبوابها مغلقة سجن والسجن لا يُفتح بابه إلا لداخل فيه أو خارج منه، إذن جهنم مغلقة أبوابها (إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) الهمزة) لا تفتح إلا إذا جاؤوها لذلك قال (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71)) لأنها كانت مغلقة. الجنة مفتحة أبوابها ليست مغلقة (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ (50) ص)(حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا) الواو هنا حاليّة جاؤوها في هذه الحالة جاؤوها وقد فتحت أبوابها حال كون أبوابها مفتحة (مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ). بدون واو (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71)) معناها أن الأبواب مغلقة أما في الجنة فأبوابها مفتحة. حتى في الحديث الذي يخرج من النار ويرى أهل الجنة منعمين إذن هي مفتوحة وإلا كيف يراهم؟ وأهل الأعراف يرونهم. لذا قال (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا). الأمر الآخر ذكر جواب الشرط (حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا)، في أهل الجنة لم يذكر جواب الشرط (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)) هنا جواب الشرط محذوف للتفخيم وأحياناً يحذف فعل الشرط للتفخيم والتعظيم سواء كان في العذاب أو في الإكرام (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) محمد) المشهد أكبر من الحديث وحتى في كلامنا العادي نقول: والله لئن قمت إليك وتسكت، أنت تريد ألا تكمل حتى لا يعلم السامع ماذا ستفعل لأنه لو ذكرت أمراً معيناً لاتّقاه وتهيأ له فهذا من الهويل وهنا أيضا الشيء نفسه (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73)) هذه كلها عطف ولا تجد جواب الشرط مطلقاً فحذف جواب الشرط لتفخيم وتعظيم ما يلقونه لأن ما يلقونه يضيق عنه الكلام يعني اللغة الحالية الآن لا تستطيع أن تعبر عما يجدون، تضيق عنه (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) إذن ما يجدونه أكبر من اللغة ولا تستطيع اللغة أن تعبر عنه. الجواب هناك، الجواب ما تراه لا ما تسمعه.
 
قال الطبري رحمه الله:
واختلف أهل العربية في موضع جواب " إذا " التي في قوله ( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا ) فقال بعض نحويي البصرة: يقال إن قوله ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا ) في معنى: قال لهم, كأنه يلغي الواو, وقد جاء في الشعر شيء يشبه أن تكون الواو زائدة, كما قال الشاعر:
فــإذَا وَذلـكَ يـا كُبَيْشَـةُ لَـمْ يَكُـنْ إلا تَــــوَهُّمَ حَـــاِلمٍ بِخَيـــالٍ (2)

فيشبه أن يكون يريد: فإذا ذلك لم يكن.
قال: وقال بعضهم: فأضمر الخبر, وإضمار الخبر أيضا أحسن في الآية, وإضمار الخبر في الكلام كثير.
وقال آخر منهم: هو مكفوف عن خبره, قال: والعرب تفعل مثل هذا ، قال عبد مَناف بن ربع في آخر قصيدة:

حــتى إذَا أسْــلَكُوهُمْ فِـي قُتـائِدَةٍ شَـلا كمـا تَطْـرُدُ الجَمَّالَـةُ الشُّـرُدا (3)

وقال الأخطل في آخر القصيدة:

خَـلا أنَّ حيَّـا مـن قُـرَيْشٍ تَفَصَّلُـوا عـلى النَّـاسِ أوْ أنَّ الأكـارِمَ نَهْشَـلا (4)

وقال بعض نحويِّي الكوفة: أدخلت في حتى إذا وفي فلما الواو في جوابها وأخرجت, فأما من أخرجها فلا شيء فيه, ومن أدخلها شبه الأوائل بالتعجب, فجعل الثاني نسقا على الأوّل, وإن كان الثاني جوابا كأنه قال: أتعجب لهذا وهذا.

وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: الجواب متروك, وإن كان القول الآخر غير مدفوع, وذلك أن قوله: ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) يدلّ على أن في الكلام متروكا, إذ كان عقيبه ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ) ، وإذا كان ذلك كذلك, فمعنى الكلام: حتى إذا جاءوا وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين, دخلوها وقالوا: الحمد لله الذي صدقنا وعده.
 
قال السمين الحلبي رحمه الله:
قوله: { وَفُتِحَتْ} : في جواب «إذا» ثلاثةُ أوجهٍ، أحدها: قوله: «وفُتحت» والواو زائدةٌ، وهو رأيُ الكوفيين والأخفش، وإنما جيْءَ هنا بالواوِ دونَ التي قبلها؛ لأنَّ أبوابَ السجون مغلقةٌ إلى أَنْ يَجيْئَها صاحب الجريمة فتُفتَحَ له ثم تُغْلَقَ عليه فناسَبَ ذلك عَدَم الواوِ فيها، بخلافِ أبوابِ السرورِ والفرحِ فإنَّها تُفْتَحُ انتظاراً لمَنْ يَدْخُلُها.
والثاني: أن الجوابَ قولُه: { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا} على زيادةِ الواوِ أيضاً أي: حتى إذا جاؤُوها قال لهم خَزَنَتُها.
الثالث: أنَّ الجوابَ محذوفٌ، قال الزمخشري: وحَقُّه أَنْ يُقَدَّرَ بعد «خالدين».
انتهى يعني لأنه يجيْء بعد متعلَّقاتِ الشرطِ وما عُطِف عليه، والتقدير: اطمأنُّوا.
وقدَّره المبرد: «سُعِدُوا».
وعلى هذين الوجهين فتكونُ الجملةُ مِنْ قولِه: و «فُتِحَتْ» في محلِّ نصب على الحال.
وسَمَّى بعضُهم هذهالواوَ واوَ الثمانية.
قال: لأنَّ أبوابَ الجنة/ ثمانيةٌ، وكذا قالوا في قوله: { وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف: 22] وقيل: تقديرُه حتى إذا جاؤوها وفُتِحَتْ أبوابُها، يعني أنَّ الجوابَ بلفظِ الشرطِ ولكنه بزيادةِ تقييده بالحالِ فلذلك صَحَّ.
 
عودة
أعلى