ماصحة تفسير قوله تعالى: "ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس" القصص:43
بأنه التوراة، وهو أول كتاب نزل فيه الفرائض والحدود والأحكام. انظر:تفسير يحيى بن سلام .
بارك الله فيكم.
نقرأ في تفسير الطبري لقول الله سبحانه :{ إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ. صُحُفِإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ } [الأعلى:18-19] :
"وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: إن قوله: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) لفي الصحف الأولى، صحف إبراهيم خليل الرحمن، وصحف موسى بن عمران.
وإنما قلت: ذلك أولى بالصحة من غيره لأن هذا إشارة إلى حاضر، فلأن يكون إشارة إلى ما قرب منها أولى من أن يكون إشارة إلى غيره. وأما الصحف فإنها جمع صحيفة، وإنما عُنِي بها كتب إبراهيم وموسى.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد عن قتادة عن أبي الخلد قال: نزلت صحف إبراهيم في أوّل ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لستّ ليال خلون من رمضان، وأنزل الزبور لاثنتي عشرة ليلة، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين."
ونقرأ له في قول الله سبحانه : { أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّة } [ الأنعام - 86] :
"يعني تعالى ذكره بقوله:"أولئك" هؤلاء الذين سميناهم من أنبيائه ورسله، نوحًا وذريته الذين هداهم لدين الإسلام واختارهم لرسالته إلى خلقه، هم"الذين آتيناهم الكتاب"، يعني بذلك: صحفَ إبراهيموموسى وزبور داود وإنجيل عيسى صلوات الله عليهم أجمعين "والحكم"، يعني: الفهم بالكتاب، ومعرفة ما فيه من الأحكام."
جزاك الله خيرا، والنقل الثاني فيه مايشير إلى أن صحف إبراهيم وزبور داود عليهما السلام كانا يتضمنان الأحكام، وهما أسبق من التوراة. من لديه زيادة فليزودنا بارك الله فيكم.
الآيات الدالة على نزول الكتب على إبراهيم عليه الصلاة والسلام تكفي لتوجيه كلام يحيى بن سلام رحمه الله إلى أنه قد يقصد أن التوراة هو أول الكتب التي نزلت على بني إسرائيل خصوصاً متضمنة للأحكام والحدود والفرائض .
وكلام أمثال الإمام يحيى بن سلام يستدل له لا به ، ولكننا لثقتنا في علمه هو وأمثاله نبحث عن مخارج لأقوالهم .
يقصد الدكتور عبدالرحمن أن كلام العلماء كابن سلام وغيره ليس هو دليل بحد ذاته لتأصيل مسألة، بل هو يفتقر للدليل للاحتجاج به، ومنه عبارة ابن القيم المشهورة: كلام الرجال يحتج له ولا يحتج به .
فالدليل ما كان من أصول الاستدلال كالقرآن والسنة والإجماع ... أما أقوال العلماء فهي تذكر لتدعيم المسألة وما شابه .