هل التفسير أعم من التدبر ؟

أم الأشبال

New member
إنضم
30/06/2004
المشاركات
503
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :

كنت أستمع لمحاضرة مفيدة عن علم التفسير ، وقال المحاضر المتخصص أن التفسير أعم من التدبر ، وإنك إذا توصلت للمعنى المراد تصل للتفسير ، وإذا وصلت إلى بعض المراد فهذا تدبر وليس تفسير ، فأشكل علي الأمر ، وخصوصا أنه تطرق في نفس المحاضرة للتفسير الاجتهادي ، وعلوم أن الاجتهاد نحتاج فيه لغلبة الظن . والله أعلم.
 
التدبر

التدبر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :

كنت أستمع لمحاضرة مفيدة عن علم التفسير ، وقال المحاضر المتخصص أن التفسير أعم من التدبر ، وإنك إذا توصلت للمعنى المراد تصل للتفسير ، وإذا وصلت إلى بعض المراد فهذا تدبر وليس تفسير ، فأشكل علي الأمر ، وخصوصا أنه تطرق في نفس المحاضرة للتفسير الاجتهادي ، وعلوم أن الاجتهاد نحتاج فيه لغلبة الظن . والله أعلم.
أنا أظن أن التدبر والاستنباط يخرجان من مشكاة واحدة فكلاهما بحاجة الى غوص عميق في النص لاستخراج ما فيه من فوائد . إلا أن التفسير فيه شيء من العموم في أحيان كثيرة وخاصة تفسير الآيات التي لها مناسبة أو الآيات التي تحتوي على أحكام عمومية . أما تلك التي تحتاج الى اجتهاد بسبب الخلاف في معناها فإنها في هذه الحالة تقترب من التدبر أكثر من غيرها . لأن النص في هذه الحالة يحتاج لقوة منطق ودليل وجيه من أجل أن يعتد به . والله أعلم . وأشكر الاخت أم الأشبال على طرح مثل هكذا مواضيع فهي لا شك جد مفيدة . والحمد لله رب الأرباب
 
أنا أظن أن التدبر والاستنباط يخرجان من مشكاة واحدة فكلاهما بحاجة الى غوص عميق في النص لاستخراج ما فيه من فوائد . إلا أن التفسير فيه شيء من العموم في أحيان كثيرة وخاصة تفسير الآيات التي لها مناسبة أو الآيات التي تحتوي على أحكام عمومية . أما تلك التي تحتاج الى اجتهاد بسبب الخلاف في معناها فإنها في هذه الحالة تقترب من التدبر أكثر من غيرها . لأن النص في هذه الحالة يحتاج لقوة منطق ودليل وجيه من أجل أن يعتد به . والله أعلم . وأشكر الاخت أم الأشبال على طرح مثل هكذا مواضيع فهي لا شك جد مفيدة . والحمد لله رب الأرباب

هذا الكلام مشكل بالنظر لما يلي:
يقول د.محمد بن عبد الله الربيعة:
ثالثاً : أن التدبر أمر به عامة الناس للانتفاع بالقرآن والاهتداء به ، ولذلك خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر، والناس فيه درجات بحسب رسوخ العلم والإيمان وقوة التفاعل والتأثر . وأما التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية ، ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس : "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله"
http://vb.tafsir.net/showpost.php?p=56024&postcount=4

وأقول : كيف يكون التدبر والاستنباط بنفس المعنى والتدبر مأمور به كل الناس حتى الكفار في القرآن الكريم؟!.
 
كنت أتصفح كتاب خالد العك أصول التفسير ، وقد قال : ص: 95.
" إن أصل معرفة معاني القرآن التدبر والتفكر " ثم ذكر الشروط المعروفة من ترك المعاصي والإخلاص وترك البدع ... حتى يرزق الإنسان الفهم الصحيح .
 
تدبر

تدبر

هذا الكلام مشكل بالنظر لما يلي:
يقول د.محمد بن عبد الله الربيعة:
ثالثاً : أن التدبر أمر به عامة الناس للانتفاع بالقرآن والاهتداء به ، ولذلك خوطب به ابتداءً الكفار في آيات التدبر، والناس فيه درجات بحسب رسوخ العلم والإيمان وقوة التفاعل والتأثر . وأما التفسير فمأمور به بحسب الحاجة إليه لفهم كتاب الله تعالى بحسب الطاقة البشرية ، ولذا فإن الناس فيه درجات كما قال ابن عباس : "التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحد بجهالته، وتفسير تعرفه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله"
http://vb.tafsir.net/showpost.php?p=56024&postcount=4

وأقول : كيف يكون التدبر والاستنباط بنفس المعنى والتدبر مأمور به كل الناس حتى الكفار في القرآن الكريم؟!.
كلام جميل من د محمد بن عبد الله. ولا مانع أن يكون كلامه صحيحاً لأن هدفنا دوماً في هذا الملتقى الوصول الى الحق بإذن الله . ولكن أنا أظن أن التدبر على درجات . والتدبر المأمور به للكفار يختلف عن التدبر الذي يأتي به الراسخون في العلم. إذ إن تدبر الكفار لا يتعدى تفكره بما يدور من حوله من أحداث ومخلوقات . ولكنه قطعاً لا يمكن أن يأتينا بما يثبت ويقر به الإيمان. وعندما عنيت بأن التدبر والاستنباط وجهان لعملة واحدة قصدت ذلك النوع من التدبر وهو الذي يحترفه الراسخون في العلم فحسب.
 
التدبر وسيلة إلى فهم المراد من الخطاب
وعليه
يكون
الفهم والاستنباط والتفسير
نتيجة للتدبر​
 
التدبر وسيلة إلى فهم المراد من الخطاب

وعليه
يكون
الفهم والاستنباط والتفسير

نتيجة للتدبر​

وبناء عليه
يمكن القول
إن التدبر
هو إعمال الفكر بطريقة صحيحة في النص القرآني لفهم مراد الشارع
 
سبق أن كتبت مقالةً مقتضبة أرجو أن يكون فيها ما يفيد ، عنوانها:
تدبر لا تفسير!

يكثر الحديث عن تدبر القرآن ـ وخصوصاً في هذه الأيام المباركة ـ وهو أمرٌ لا يختلف عليه اثنان من حيث أهميتُه ،وفضلُه ،وعظيمُ أثره على القلب ، إلا أن كثيراً من الناس يتوقف تفاعله مع هذا الموضوع عند حدِّ سماع أهميته وفضائله ؛ لأنه يشعر أن بينه وبين التدبر مفاوز ،ومسافات حتى يكون أهلاً لممارسته ،والتنعم بآثاره ،فهو يظن أنه لا بد من أن يكون على علمٍ بتفسير أي آية يتدبرها ! بل ربما خُيِّل إليه أنه لا يجوز الاقتراب من سياجه حتى يكون بمنزلة العالم المفسر الفلاني الذي يشار إليه بالبنان !
ولله ! كم حرم هذا الظن فئاماً من الناس من لذة التدبر ،وحلاوة التأمل في الكتاب العزيز ! وكم فات عليهم بسببه من خير عظيم !
ولا شك أن الدافع الذي منعهم من الاقتراب من روضة التدبر = دافعٌ شريف ،وهو الخوف من القول على الله بغير علمٍ ،ولكن الشأن هنا ،هل هذا الظن صحيح ،وتطبيقه في محله ؟
والجواب : ليس الأمر كذلك ،فإن دائرة التدبر أوسع وأرحب من دائرة التفسير ،ذلك أن فهم القرآن نوعان :
النوع الأول : فهمٌ ذهني معرفي .
والنوع الثاني : فهمٌ قلبي إيماني .

فالنوع الأول : وهو تفسير الغريب ،واستنباط الأحكام ،وأنواع الدلالات هو الذي يختص بأهل العلم ـ على تفاوت مراتبهم ـ وهم يَمْتَحون منه ،ويغترفون من علومه على قدر ما آتاهم الله تعالى من العلم والفهم ( فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) ،وليس هذا مراداً لنا هنا ،بل المراد هو الآتي ،وهو :
النوع الثاني : ـ وهو الفهم الإيماني القلبي ـ الذي ينتج عن تأملِ قارئ القرآن لما يمرُّ به من آيات كريمة ،يعرف معانيها ،ويفهم دلالاتها ،بحيث لا يحتاج معها أن يراجع التفاسير ،فيتوقف عندها متأملاً ؛ ليحرك بها قلبه ،ويعرض نفسه وعمله عليها ،إن كان من أهلها حمد الله ،وإن لم يكن من أهلها حاسب نفسه واستعتب.
والفهم الثاني هو الغاية ، والأول إنما هو وسيلة .
يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : العلم علمان : علمٌ في القلب فذاك العلم النافع ،وعلمٌ على اللسان فتلك حجة الله على خلقه.
ولعلي أضرب مثلاً يوضح المقصود : تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ .
يقول تعالى : (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً ، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ، وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) !
فهل هذه الآية الكريمة تحتاج من المسلم حتى يفهمها ويتدبرها إلى رجوع للتفاسير ؟.
كلا ،بل هو يحتاج أن يتوقف قليلاً ؛ ليعيش ذلك المشهد المهول ،ويراجع حسابه مع قرب هذا اليوم : ماذا أعد له ؟ وماذا يتمنى لو عرضت عليه الآن صحائف أعماله : حسنِها وسيئِها ؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً ؟.
أحسب أن الإجابة عن هذه التساؤلات ،كفيلة بأن يتحقق معها مقصود التدبر ،وهذا ما قصدته بقولي ـ عن النوع الثاني من الفهم ـ : الفهم القلبي الإيماني.
ومن تأمل القرآن ،وجد أن القضايا الكلية الكبرى واضحةٌ جداً ،بحيث يفهما عامة من يتكلمون اللغة العربية ،كقضايا التوحيد ،واليوم الآخر بوعده ووعيده وأهواله ،وأصول الأخلاق الكريمة والرديئة.
وعندي من أخبار التأملات التي أبداها بعض العامة ،ما يجعلني أجزم أن من أعمل ذهنه قليلاً ـ مهما كان مستواه العلمي ـ في هذه الموضوعات ،فسيظفرُ بخير عظيم.
وإليك هذا الموقف الذي وقع لرجلٍ عامي في منطقتنا حينما سمع الإمام يقرأ قول الله تعالى ـ في سورة الأحزاب : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً) قام فزعاً بعد الصلاة يقول لجماعة المسجد : يا جماعة ! خافوا الله ! هؤلاء خيرة الرسل سيسألون عن صدقهم ،فماذا نقول نحن ؟! فبكى وأبكى رحمه الله تعالى.
ومن وُفّق للتدبر ،والعيش مع القرآن ،فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب ،كما يقول ابن القيم : : "التدبر مفتاح حياة القلب" ،وسيجد أن العيش مع القرآن لا يعادله عيش ! ألم يقل الله تعالى لنبيه ج : (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ؟ لا والله ،ما جعله شقاء ، ولكن جعله رحمةً ،ونوراً ،ودليلاً إلى الجنة كما قال قتادة رحمه الله.
أسأل الله تعالى أن يفتح قلبي وقلبك لفهم كتابه ،وتدبره على الوجه الذي يرضيه عنّا ،وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا ، لكن الذي أعلمه أن كل كلمة من الكلمات التي تم تناولها في الكتابات السابقة لها معنى تتفرد به عن غيرها ؛
فالتفسير : محاولة الكشف عن المراد الإلهي في الآيات القرآنية بقدر الطاقة البشرية .
والتفكر : إعمال الفكر في الآيات الظاهرة للعيان للاستدلال على قدرة الله سبحانه وتعالى وأنه الواحد الأحد الذي يستحق العبادة .
والتدبر : يكون في أعمال الفكر في دابر الأمر أي ما سيؤول إليه الأمر ، فآيات القرآن الكريم لم تأت إلا ليعمل العباد بها وعملهم بها له نتيجة وهذه النتيجة هي التي تنشد ، وكذلك إذا تفكر الإنسان في خلق السموات والأرض وعظيم هذا الخلق فيكون تدبره بأن هذه السموات والأرض لا محالة زائلة فالذي أوجدها قادر على إنهائها وإذا أيقن الإنسان بذلك علم أن البعث حق والجنة حق والنار حق ... فالتدبر البحث في ما سيؤول إليه الأمر .
باختصار يمكن القول أن التفسير الكشف عن المعاني عامة ، أما التفكر فهو إعمال العقل في المقدمات للاستدلال على وحدانية الله ... والتدبر إعمال الفكر في نهايات الأمور وما ستؤول إليه للاستدلال على وحدانية الله ... وكأنه بمصلح اليوم يعني استشراف المستقبل .
 
كلام جميل من د محمد بن عبد الله. ولا مانع أن يكون كلامه صحيحاً لأن هدفنا دوماً في هذا الملتقى الوصول الى الحق بإذن الله . ولكن أنا أظن أن التدبر على درجات . والتدبر المأمور به للكفار يختلف عن التدبر الذي يأتي به الراسخون في العلم. إذ إن تدبر الكفار لا يتعدى تفكره بما يدور من حوله من أحداث ومخلوقات . ولكنه قطعاً لا يمكن أن يأتينا بما يثبت ويقر به الإيمان. وعندما عنيت بأن التدبر والاستنباط وجهان لعملة واحدة قصدت ذلك النوع من التدبر وهو الذي يحترفه الراسخون في العلم فحسب.
أخي الكريم جزاك الله خيرا ، إذن الناس في التدبر درجات ومستويات كما ظهر من كلامك ، وفي هذا لا أخالفك .
 
وبناء عليه

يمكن القول
إن التدبر

هو إعمال الفكر بطريقة صحيحة في النص القرآني لفهم مراد الشارع

يقول الطاهر بن عاشور في تفسير سورة النساء:
" فمعنى { يتدبَّرون القرآن } يتأمّلون دلالته ، وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق . وسياق هذه الآيات يرجّح حمل التدبُّر هنا على المعنى الأول ، أي لو تأمّلوا وتدبّروا هدي القرآن لحصل لهم خير عظيم ، ولمَا بَقُوا على فتنتهم التي هي سبب إضمارهم الكفر مع إظهارهم الإسلام . وكلا المعنيين صالح بحالهم ، إلاّ أنّ المعنى الأول أشدّ ارتباطاً بما حكي عنهم من أحوالهم .
وقوله : { ولو كان من عند غير الله } الخ يجوز أن يكون عطفاً على الجملة الاستفهامية فيكونوا أمروا بالتدبّر في تفاصيله ، وأعلموا بما يدلّ على أنّه من عند الله ، وذلك انتفاء الاختلاف منه ، فيكون الأمر بالتدبّر عامّاً ، وهذا جزئيّ من جزئيات التدبّر ذكر هنا انتهازاً لفرصة المناسبة لغَمْرهم بالاستدلال على صدق الرسول ، فيكون زائداً على الإنكار المسوق له الكلام ، تعرّض له لأنّه من المهمّ بالنسبة إليهم إذ كانوا في شكّ من أمرهم . وهذا الإعراب أليق بالمعنى الأول من معنيي التدبّر هنا . ويجوز أن تكون الجملة حالاً من «القرآن» ، ويكون قيداً للتدبّر ، أي ألاَ يتدبّرون انتفاء الاختلاففِ منه فيعلمون أنّه من عند الله ، وهذا أليق بالمعنى الثاني من معنيي التدبّر ."

وقال في سورة المؤمنون:
"والتدبر : إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له . وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر ، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادىء ذي بدء ."

إذا التدبر وسيلة للفهم​
 
سبق أن كتبت مقالةً مقتضبة أرجو أن يكون فيها ما يفيد ، عنوانها:​


تدبر لا تفسير!

يكثر الحديث عن تدبر القرآن ـ وخصوصاً في هذه الأيام المباركة ـ وهو أمرٌ لا يختلف عليه اثنان من حيث أهميتُه ،وفضلُه ،وعظيمُ أثره على القلب ، إلا أن كثيراً من الناس يتوقف تفاعله مع هذا الموضوع عند حدِّ سماع أهميته وفضائله ؛ لأنه يشعر أن بينه وبين التدبر مفاوز ،ومسافات حتى يكون أهلاً لممارسته ،والتنعم بآثاره ،فهو يظن أنه لا بد من أن يكون على علمٍ بتفسير أي آية يتدبرها ! بل ربما خُيِّل إليه أنه لا يجوز الاقتراب من سياجه حتى يكون بمنزلة العالم المفسر الفلاني الذي يشار إليه بالبنان !
ولله ! كم حرم هذا الظن فئاماً من الناس من لذة التدبر ،وحلاوة التأمل في الكتاب العزيز ! وكم فات عليهم بسببه من خير عظيم !
ولا شك أن الدافع الذي منعهم من الاقتراب من روضة التدبر = دافعٌ شريف ،وهو الخوف من القول على الله بغير علمٍ ،ولكن الشأن هنا ،هل هذا الظن صحيح ،وتطبيقه في محله ؟
والجواب : ليس الأمر كذلك ،فإن دائرة التدبر أوسع وأرحب من دائرة التفسير ،ذلك أن فهم القرآن نوعان :
النوع الأول : فهمٌ ذهني معرفي .
والنوع الثاني : فهمٌ قلبي إيماني .
فالنوع الأول : وهو تفسير الغريب ،واستنباط الأحكام ،وأنواع الدلالات هو الذي يختص بأهل العلم ـ على تفاوت مراتبهم ـ وهم يَمْتَحون منه ،ويغترفون من علومه على قدر ما آتاهم الله تعالى من العلم والفهم ( فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ) ،وليس هذا مراداً لنا هنا ،بل المراد هو الآتي ،وهو :
النوع الثاني : ـ وهو الفهم الإيماني القلبي ـ الذي ينتج عن تأملِ قارئ القرآن لما يمرُّ به من آيات كريمة ،يعرف معانيها ،ويفهم دلالاتها ،بحيث لا يحتاج معها أن يراجع التفاسير ،فيتوقف عندها متأملاً ؛ ليحرك بها قلبه ،ويعرض نفسه وعمله عليها ،إن كان من أهلها حمد الله ،وإن لم يكن من أهلها حاسب نفسه واستعتب.
والفهم الثاني هو الغاية ، والأول إنما هو وسيلة .
يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ : العلم علمان : علمٌ في القلب فذاك العلم النافع ،وعلمٌ على اللسان فتلك حجة الله على خلقه.
ولعلي أضرب مثلاً يوضح المقصود : تأمل معي أخي القارئ في أواخر سورة النبأ .
يقول تعالى : (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً ، يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ، وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) !
فهل هذه الآية الكريمة تحتاج من المسلم حتى يفهمها ويتدبرها إلى رجوع للتفاسير ؟.
كلا ،بل هو يحتاج أن يتوقف قليلاً ؛ ليعيش ذلك المشهد المهول ،ويراجع حسابه مع قرب هذا اليوم : ماذا أعد له ؟ وماذا يتمنى لو عرضت عليه الآن صحائف أعماله : حسنِها وسيئِها ؟ ولماذا يتمنى الكافر أن يكون تراباً ؟.
أحسب أن الإجابة عن هذه التساؤلات ،كفيلة بأن يتحقق معها مقصود التدبر ،وهذا ما قصدته بقولي ـ عن النوع الثاني من الفهم ـ : الفهم القلبي الإيماني.
ومن تأمل القرآن ،وجد أن القضايا الكلية الكبرى واضحةٌ جداً ،بحيث يفهما عامة من يتكلمون اللغة العربية ،كقضايا التوحيد ،واليوم الآخر بوعده ووعيده وأهواله ،وأصول الأخلاق الكريمة والرديئة.
وعندي من أخبار التأملات التي أبداها بعض العامة ،ما يجعلني أجزم أن من أعمل ذهنه قليلاً ـ مهما كان مستواه العلمي ـ في هذه الموضوعات ،فسيظفرُ بخير عظيم.
وإليك هذا الموقف الذي وقع لرجلٍ عامي في منطقتنا حينما سمع الإمام يقرأ قول الله تعالى ـ في سورة الأحزاب : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً) قام فزعاً بعد الصلاة يقول لجماعة المسجد : يا جماعة ! خافوا الله ! هؤلاء خيرة الرسل سيسألون عن صدقهم ،فماذا نقول نحن ؟! فبكى وأبكى رحمه الله تعالى.
ومن وُفّق للتدبر ،والعيش مع القرآن ،فقد أمسك بأعظم مفاتيح حياة القلب ،كما يقول ابن القيم : : "التدبر مفتاح حياة القلب" ،وسيجد أن العيش مع القرآن لا يعادله عيش ! ألم يقل الله تعالى لنبيه ج : (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ؟ لا والله ،ما جعله شقاء ، ولكن جعله رحمةً ،ونوراً ،ودليلاً إلى الجنة كما قال قتادة رحمه الله.
أسأل الله تعالى أن يفتح قلبي وقلبك لفهم كتابه ،وتدبره على الوجه الذي يرضيه عنّا ،وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم آمين.
إن هذا الكلام في تحقيق قيم ، جزاك الله خيرا أخي الكريم ، وفيه كما ظهر لي أن التدبر إيمان وطلب للحق بإخلاص وتجرد للبدء في التطبيق واتباع سبيل الهداية ومن بعد البدء بالتطبيق يتعمق المتدبر ويرزق العلم أكثر فأكثر، والله أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا ، لكن الذي أعلمه أن كل كلمة من الكلمات التي تم تناولها في الكتابات السابقة لها معنى تتفرد به عن غيرها ؛
فالتفسير : محاولة الكشف عن المراد الإلهي في الآيات القرآنية بقدر الطاقة البشرية .
والتفكر : إعمال الفكر في الآيات الظاهرة للعيان للاستدلال على قدرة الله سبحانه وتعالى وأنه الواحد الأحد الذي يستحق العبادة .
والتدبر : يكون في أعمال الفكر في دابر الأمر أي ما سيؤول إليه الأمر ، فآيات القرآن الكريم لم تأت إلا ليعمل العباد بها وعملهم بها له نتيجة وهذه النتيجة هي التي تنشد ، وكذلك إذا تفكر الإنسان في خلق السموات والأرض وعظيم هذا الخلق فيكون تدبره بأن هذه السموات والأرض لا محالة زائلة فالذي أوجدها قادر على إنهائها وإذا أيقن الإنسان بذلك علم أن البعث حق والجنة حق والنار حق ... فالتدبر البحث في ما سيؤول إليه الأمر .
باختصار يمكن القول أن التفسير الكشف عن المعاني عامة ، أما التفكر فهو إعمال العقل في المقدمات للاستدلال على وحدانية الله ... والتدبر إعمال الفكر في نهايات الأمور وما ستؤول إليه للاستدلال على وحدانية الله ... وكأنه بمصلح اليوم يعني استشراف المستقبل .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، جزاك الله خيرا أخي الكريم وبارك فيك ، إن كلامك يدعوني إلى التفكير في المصطلحات وضبطها ، وما هو الذي يجعلنا لا نختلف في تفسيرها ، وإن إشارتك إلى قضية استشراف المستقبل قضية مهمة وهي من ثمرات التدبر لا شك .
 
يقول الطاهر بن عاشور في تفسير سورة النساء:

" فمعنى { يتدبَّرون القرآن } يتأمّلون دلالته ، وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق . وسياق هذه الآيات يرجّح حمل التدبُّر هنا على المعنى الأول ، أي لو تأمّلوا وتدبّروا هدي القرآن لحصل لهم خير عظيم ، ولمَا بَقُوا على فتنتهم التي هي سبب إضمارهم الكفر مع إظهارهم الإسلام . وكلا المعنيين صالح بحالهم ، إلاّ أنّ المعنى الأول أشدّ ارتباطاً بما حكي عنهم من أحوالهم .
وقوله : { ولو كان من عند غير الله } الخ يجوز أن يكون عطفاً على الجملة الاستفهامية فيكونوا أمروا بالتدبّر في تفاصيله ، وأعلموا بما يدلّ على أنّه من عند الله ، وذلك انتفاء الاختلاف منه ، فيكون الأمر بالتدبّر عامّاً ، وهذا جزئيّ من جزئيات التدبّر ذكر هنا انتهازاً لفرصة المناسبة لغَمْرهم بالاستدلال على صدق الرسول ، فيكون زائداً على الإنكار المسوق له الكلام ، تعرّض له لأنّه من المهمّ بالنسبة إليهم إذ كانوا في شكّ من أمرهم . وهذا الإعراب أليق بالمعنى الأول من معنيي التدبّر هنا . ويجوز أن تكون الجملة حالاً من «القرآن» ، ويكون قيداً للتدبّر ، أي ألاَ يتدبّرون انتفاء الاختلاففِ منه فيعلمون أنّه من عند الله ، وهذا أليق بالمعنى الثاني من معنيي التدبّر ."​

وقال في سورة المؤمنون:
"والتدبر : إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له . وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر ، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادىء ذي بدء ."​


إذا التدبر وسيلة للفهم​

جزاك الله خيرا ، جميل أن نحتكم للقرآن في ضبط المصطلحات ، وهذا حل للاختلاف ، ولكن لابد من تحرير مراد كل مفسر على حدى ، حى يفهم طالب العلم المراد .
 
ايها الاخوة والاخوات الكرام ساعرض مفهومي لمسالتكم ، فاما ان تحضى بقبولكم او تحضى بتصويبكم ونقدكم الذي اتقبله برحابة صدر اكثر من القبول ولكن بالدليل العلمي المحكم وليس الدليل المتشابه ،
قبل الخوض في كل من التفسير والتدبر وغيرهما من المتشابهات ، ينبغي عرض مفهوم كل منهم بتاصيل ذاتي من كتاب الله وبتحقيق يليق بكتاب الله الذي نتحدث بشانه ، فانا ارى ان لكل منهم خصوصية وصفية تتجاوز مسالة الخصوص والعموم الكمي الى مسالة الخصوص الوصفي منه ، وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية :​
{​
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }الفرقان33
[FONT=Times New Roman (Arabic)]
وقول الله ؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا ، نسأل ؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير ؟ وخصوصا على عهد رسول الله ، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع ، لسانية او غيرها ؟ وهل يُفَسر التفسير ؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم ، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات ، واين هو المُفَسر ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية ،[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]وبعبارة اخرى ؛ اين هو المستورالذي كشفه الله ، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه ؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية ، [/FONT]​

فكل من التفسير واحسنه هو الذي ياتي به الله ، والبشر ياتي بمثل لايكون تفسيرا ، وانما تفسير الله هو " تلك الامثال التي يضربها للناس " والتي نطلق عليها ونخصها بمسمى " الايات " ، بينما نجد ان التدبر عملية اقل شأنا ولاتليق بذات الله وهي تكليف من الله للبشر في ذلك دون ان تكون من فعل الله كما التفسير ،
التفسير له مفهوم قديم وشائع ووهم ولاغي واخر اعرضه عليكم واحسبه اصوب من القديم الشائع واللاغي ،
مفهومي للتفسير بحسب ما ءال اليه مفهوي بما تشير اليه الاية هو عرض الحق او التمثيل للحق ، وليس الكشف عن المغطى او حل للمشكل او البيان ، لان للبيان مفهوم هو الضد للخفاء ، والتفسير له الخصوصية الوصفية بانه عرض الحق وليس كشف الخفاء ،
وتفسير الله هو ليس الاحسن من غيره وحسب بل هو الاحسن المطلق الذي ليس غيره حَسَن ، وليس هو في الاية تفضيل على مفضول وانما هوالفضل وحده بغير رديف او قريب ،
اما لو تجاوزنا واجرينا المفهوم الشائع - جدلا - فان هذا المفهوم سيفضي الى ماهو اشد نكرانا وحطا من كتاب الله ، فهو يتضمن ان القرءان هو المغطى الذي يكشف عنه بشر ، وهو المشكل الذي يحله البشر ، وهو المطموس الذي يستنقذه بشر ، وهو ليس الذي يسره الله بلسان رسوله !!! وبذا فان التفسير الزعم او زعم التفسير يتناقض والحال او التقرير الذي يقوله القرءان عن نفسه ،
ان كتاب الله لايليق له ان نطلق عليه حتى اسم " المُفَسَّر " على وزن مبيَّن بل هو اكبر من ذلك ويليق ان يكون هو التفسير بعينه ، اي فاعلا ومفسرا اي واصفا للحق دون غيره ، كما لايليق ان نطلق على حديث البشر في القرءان مسمى التفسير ، فالتفسير ليس من اهلية البشر شكلا ومضمونا او فعلا ووصفا ،
بينما ان التدبر والدرس والقراءة والتعلم من كتاب الله فيها وصفا يليق بعمل البشر تجاه كتاب الله ولايتناقض معه ،
فالتفسير الزعم فيه تجاوز على التفسير الحق وفيه اجتراء على الله وسوء ادب معه ، واستطيع ان امثل له بتلميذ قام من بعد درس استاذ له ولرفاقه التلاميذ فقال ان حديث الاستاذ مشكل وغير مبين وينبغي الكشف عنه بسبب الحجب التي تكتنفه ولم يستطع الاستاذ ان يوضح مقصده وانا ساقوم باعادة شرحه وبيان مشكله ، فهذا من حيث العمل ، واما من حيث المفهوم فان مفهوم التفسير الشائع هوغير المفهوم للتفسير بحسب الاية الكريمة السابقة ،
والتفسير الزعم لن يقرِّب او يؤدي الى التفسير الحق بل انه سيصد عن التفسير الحق بل يزيحه ويتربع بدلا عنه ويبيض ويفرخ امثالا يزعم انها حقا وتفسيرا شريكا للحق واحسن تفسيرا ،
ان التفسير الزعم لن يكون مزيلا لحجب القرءاة والتلقي التي يعاني منها اكثر الناس لانه لا يكشفها بل يزيدها حجبا ، ولان تلك الحجب هي حجب مفارقة التقوى والاسلام لله رب العالمين وبهذا فان التفسير الزعم ليس من وسائل كشفها ، والسبب ببساطة ان الاشكال في التلقي وليس في الالقاء والذي هو حديث الله البيّن بذاته المبين لغيره ،
هذا قولي اعرضه عليكم فان وجد قبولا جزئيا او كليا كان بها ، وان لم يجد فارجو مناقشته بالدليل والحجة ،

وشكر الله لكم ،
 
ورد التدبر في القرآن الكريم في أربعة مواضع:
1. ﴿ [FONT=QCF_P091]ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ[/FONT][FONT=QCF_P091] [/FONT]﴾ [النساء: 82]
2. ﴿ [FONT=QCF_P346]ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ[/FONT]﴾ [المؤمنون: 68]
3. ﴿ [FONT=QCF_P455]ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ[/FONT]﴾[ص: 29]
4. ﴿[FONT=QCF_P509]ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ [/FONT]﴾ [محمد: 24].
ومن لطائف هذا الاستعمال أنه جاء بالفعل ﴿[FONT=QCF_P509] ﮒ [/FONT]﴾ بالنون (كاملاً) على الرفع، مع ذكر لفظ ﴿[FONT=QCF_P509] ﮓ [/FONT]﴾ كاملاً، فناسب مجيء الفعل كاملاً مع ذكر القرآن كاملاً، وسياق الخطاب للمنافقين، فهم بحاجة إلى تدبر القرآن الذي سمعوه كاملاً، آية عقب آية.
وفي الاستعمال الثاني ﴿[FONT=QCF_P346]ﮣ ﮤ [/FONT]﴾، ﴿ [FONT=QCF_P455]ﭶ [/FONT]﴾ بحذف النون على الجزم في الأول، والنصب في الثاني، مع ذكر ﴿ [FONT=QCF_P346]ﮥ[/FONT]﴾ في الأول، ﴿[FONT=QCF_P455] ﭷ [/FONT]﴾ في الثاني وهي بعض القرآن، ولم يذكر ﴿[FONT=QCF_P509] ﮓ [/FONT]﴾ كما في الاستعمال الأول، وسياق الخطاب للكافرين في الفعل الأول﴿[FONT=QCF_P346]ﮣ ﮤ [/FONT]﴾، فهم يكفيهم أقل تدبر لقول من القرآن، أما الخطاب في الفعل الثاني ﴿ [FONT=QCF_P455]ﭶ [/FONT]﴾ فهو يعود إلى ما سبقه من ذكر المتقين والفجار، وهم كذلك يكفيهم تدبر آيات من هذا القرآن، لكن التذكر الحقيقي يكون للمتقين أولي الألباب.
كما أن مجيء الصيغة بالتشديد (التضعيف) ليبين شدة المطالبة بتدبر بعض هذا القرآن ليحصل الإيمان واليقين.
 
وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية :​


{وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }الفرقان33
وقول الله ؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا ، نسأل ؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير ؟ وخصوصا على عهد رسول الله ، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع ، لسانية او غيرها ؟ وهل يُفَسر التفسير ؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها ؟
لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم ، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات ، واين هو المُفَسر ؟

[FONT=Times New Roman (Arabic)]واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية ،[/FONT]​

[FONT=Times New Roman (Arabic)]وبعبارة اخرى ؛ اين هو المستورالذي كشفه الله ، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه ؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية ، [/FONT]​

التفسير هو البيان والكشف ، قال بن منظور:
"( فسر ) الفَسْرُ البيان فَسَر الشيءَ يفسِرُه بالكَسر وتَفْسُرُه بالضم فَسْراً وفَسَّرَهُ أَبانه والتَّفْسيرُ مثله."
وقال:
"الفَسْرُ كشف المُغَطّى والتَّفْسير كَشف المُراد عن اللفظ المُشْكل "
والقرآن الكريم بيان وكشف لحقائق الأمور، فهو تفسير للكون والحياة والتأريخ والإنسان والمعتقدات .
وعليه لما ادعى الكفار دعواى باطله وتفسيرات باطله في حق الرسول صلى الله عليه وسلم رد الله عليهم بالبيان والحق في المسائل المدعاة.
قال الرازي في تفسيره:
"ثم إنه سبحانه وتعالى لما بين فساد قولهم بالجواب الواضح قال : { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ } من الجنس الذي تقدم ذكره من الشبهات
إلا جئناك بالحق الذي يدفع قولهم ، كما قال تعالى : { بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } [ الأنبياء : 18 ] وبين
أن الذي يأتي به أحسن تفسيراً لأجل ما فيه من المزية في البيان والظهور ، ولما كان التفسير هو الكشف عما يدل عليه الكلام وضع
موضع معناه ، فقالوا تفسير هذا الكلام كيت وكيت كما قيل معناه كذا وكذا"
ثم إن السلف الذين نزل القرآن بلغتهم وفي زمنهم فهموا معنى التفسير واستخدموا اللفظ فيما تدل عليه لغتهم وهو الكشف والبيان
فهذا حبر القرآن بن عباس رضي الله عنهما يستخدم الكلمة في هذا المعنى:

روى البخاري رحمه الله تعالى:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا إِنَّا هَذَا الْحَيَّ مِنْ رَبِيعَةَ وَلَسْنَا نَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَرَامِ فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمْسَ مَا غَنِمْتُمْ.
وهؤلاء الذين أخذوا عن بن عباس يستخدمون الكلمة في كشف وبيان معاني القرآن :
قال الطبري رحمه الله في تهذيب الآثار :
"حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا جابر بن نوح ، قال : حدثنا الأعمش ، عن شقيق ، قال : كنا مع ابن عباس بالموسم وهو الأمير ، فصعد المنبر فقرأ سورة النور وجعل يفسرها ، فقال رجل إلى جنبي : « ما رأيت كاليوم كلاما يخرج من رأس رجل ، لو سمعته الترك لأسلمت ».
ثم إننا نعلم جميعاً أن القرآن كلام عربي مكون من ألفاظ وهذه الألفاظ لها دلالات تختلف باختلاف استخدام أهل اللغة.
قال الدكتور محمد أديب صالح في كتابه "تفسير النصوص":
"فمن التفسير : معرفة مرامي الألفاظ التي منها الواضح ، ومنها المبهم ، وإن كان بعض الواضح لا يخلو من احتمال. وكذلك فإن منه: معرفة دلالة الألفاظ على الأحكام ، حيث تعدد وجوهها ومناحيها ، فليس كل نص تكون دلالته على الحكم بعبارته ، بل غير العبارة من طرق الدلالة على الحكم متعدد ، من إشارة ودلالة واقتضاء ، وإن شئت فقل: دلالة اللفظ فيها المنطوق وفيها المفهوم وتحت المنطوق والمفهوم تنطوي كل طرق دلالة الألفاظ على المعاني والأحكام.
ثم إن من التفسير: إدراك معاني الألفاظ في حالات عمومها واشتراكها ؛ كيف يكون شمولها ، ونوع دلالتها على ما تشمل من أفراد، وكذلك في حالات خصوصها حين يكون اللفظ مطلقا أو مقيدا ، أو صيغة من صيغ التكليف في أمر أو نهي ........"
كتاب تفسير النصوص : ماهية تفسير النصوص ج1/ ص : 59- 61.
أخانا أمجد:
ليس من العلم في شيء الجدال في المسلمات والأوليات ، وليس من العلم أن يدعي الإنسان فهمه لشيء لم تفهمه الأمة بعلماءها ومفكريها وهي كانت ولا زالت تعيشه وتمارسه قرونا متوالية وحياتها الدينية والدنوية مبنية عليه.

أرجو الله لي ولك الهداية والتوفيق والسداد.

 
التدبر والتدبير

التدبر والتدبير

التدبر:​

من خلال بحثي وفهمي الخاص اعرض عليكم مفهومي ؛ ل " التدبر " ول " يُدبِّر " فان اصبت فبفضل الله وان اخطأت ارجو من اهل الدراية ؛ التصويب ويجزيهم الله عنا خيرا ،
الدبر كما يبدو لي من خلال مجموع الءايات هو أول الشيء وهو ءاخَر الشيء وليس هو ءاخِر الشيء ،
وهذا جلي في قول الله :
{وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }الأنفال16
والتدبر هو اتباع الدبر او الانقياد الى الإمام ، يقول الله :​
{​
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }ص29
والدبر هو النهاية غير الوجهية او الأمامية للشيء ، فالإمام اذا هو ءاخِر الشيء ،

{​
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124
ومن ذلك جاء قول الله ؛ " يدبر الامر " اي يسوقه من عقبه او من ضد وجه الشيء ، يقول الله :

{​
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }يونس3
واما يتدبر الشيء فهو قريب من هذه الاشارة ولكنها لاتليق بجناب الله سبحانه الذي يعلو ولايعلى ويقود ولا ينقاد ، وتدبر الشيء تشير الى الانقياد اليه بالإتباع ولاتشير الى سوقه بالامر ، وهو ليس له اي علاقة ولاترادف بالتفكر ،
وهو نفس اشارة الإمام ولكن بتبادل المواقع ، فالذي يكون إماما يكون غيره متدبرا ، والذي يكون متدبرا يكون الذي أمامه إماما ، يقول الله :

{​
وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }الأحقاف12
فالتدبر يشير الى الأتباع ، والإمامة تشير الى القود من الأمام ، والتدبير يشير الى السوق من الخلف بالأمر لا بالأتباع ،
فالذي يتدبر القرءان يجعاه أمامه ويجعله إمامه ، ولا يولي مدبرا عنه بل يعطي وجهه الى كتاب الله ،


وتحياتي الاخوية للجميع

 
ما ذا تصنع يا أمجد ؟
هل تفسر لنا ؛ أي : تكشف لنا وتبين لنا معنى " التدبر" في القرآن؟

أليس التفسير حق لله وحده لا يشركه فيه أحد ؟
وكيف تفسر لنا معنى لفظ " التدبر" وأنت تقول:
وقول الله ؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا ، نسأل ؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير ؟ وخصوصا على عهد رسول الله ، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع ، لسانية او غيرها ؟ وهل يُفَسر التفسير ؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها ؟
؟؟؟
 
ايها الاخوة والاخوات الكرام ساعرض مفهومي لمسالتكم ، فاما ان تحضى بقبولكم او تحضى بتصويبكم ونقدكم الذي اتقبله برحابة صدر اكثر من القبول ولكن بالدليل العلمي المحكم وليس الدليل المتشابه ،

قبل الخوض في كل من التفسير والتدبر وغيرهما من المتشابهات ، ينبغي عرض مفهوم كل منهم بتاصيل ذاتي من كتاب الله وبتحقيق يليق بكتاب الله الذي نتحدث بشانه ، فانا ارى ان لكل منهم خصوصية وصفية تتجاوز مسالة الخصوص والعموم الكمي الى مسالة الخصوص الوصفي منه ، وبداية نستطيع ان نستشف من كتاب الله ان التفسير هو اختصاص الله بغير شريك له في هذا الفعل وفق الاية :​

{
وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً }الفرقان33
[FONT=Times New Roman (Arabic)]وقول الله ؛ " جئناك بالحق واحسن تفسيرا " فاذا كان حقا واحسن تفسيرا ، نسأل ؛ لماذا اذا هو بحاجة الى التفسير ؟ وخصوصا على عهد رسول الله ، فلم يكن ثمة غريب في الالفاظ ولا ابهام ولا ايهام ولا اشكال من اي نوع ، لسانية او غيرها ؟ وهل يُفَسر التفسير ؟ وهل الناس في ذلك الزمان بحاجة الى تفسير الالفاظ بمرادفاتها ام انهم يعلمون بداهة مرامي تلك الالفاظ ويعلمون التفرقة حتى بين المترادفات واختصاص كل منها وليسوا بحاجة الى تفسيرها ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]لقد اشارت الاية الى ان الحق واحسن تفسيرا هو مقابل مَثلُهم ، فاين هو تفسير الله - بالتعيين - في تلك الايات ، واين هو المُفَسر ؟[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]واين هو المُفَسر واين هو التفسير الذي جاء به الذبن كفروا والذي اشار الله اليه في الاية ،[/FONT]
[FONT=Times New Roman (Arabic)]وبعبارة اخرى ؛ اين هو المستورالذي كشفه الله ، واين المستور االذي زعم الذين كفروا كشفه ؟ سوف لن نجد لوصف الكشف اي محل في الاية ، [/FONT]
فكل من التفسير واحسنه هو الذي ياتي به الله ، والبشر ياتي بمثل لايكون تفسيرا ، وانما تفسير الله هو " تلك الامثال التي يضربها للناس " والتي نطلق عليها ونخصها بمسمى " الايات " ، بينما نجد ان التدبر عملية اقل شأنا ولاتليق بذات الله وهي تكليف من الله للبشر في ذلك دون ان تكون من فعل الله كما التفسير ،

وشكر الله لكم ،​


أخي الكريم أشكرك على طرح أفكارك ولكني لم أفهم جيدا مرادك والحمد لله تعالى هنا أساتذة أقدر مني على فهمك وإفادتك.
 
ورد التدبر في القرآن الكريم في أربعة مواضع:
1. ﴿ [FONT=QCF_P091]ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ[/FONT]﴾ [النساء: 82]
2. ﴿ [FONT=QCF_P346]ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ[/FONT]﴾ [المؤمنون: 68]
3. ﴿ [FONT=QCF_P455]ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ[/FONT]﴾[ص: 29]
4. ﴿[FONT=QCF_P509]ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ [/FONT]﴾ [محمد: 24].
ومن لطائف هذا الاستعمال أنه جاء بالفعل ﴿[FONT=QCF_P509] ﮒ [/FONT]﴾ بالنون (كاملاً) على الرفع، مع ذكر لفظ ﴿[FONT=QCF_P509] ﮓ [/FONT]﴾ كاملاً، فناسب مجيء الفعل كاملاً مع ذكر القرآن كاملاً، وسياق الخطاب للمنافقين، فهم بحاجة إلى تدبر القرآن الذي سمعوه كاملاً، آية عقب آية.
وفي الاستعمال الثاني ﴿[FONT=QCF_P346]ﮣ ﮤ [/FONT]﴾، ﴿ [FONT=QCF_P455]ﭶ [/FONT]﴾ بحذف النون على الجزم في الأول، والنصب في الثاني، مع ذكر ﴿ [FONT=QCF_P346]ﮥ[/FONT]﴾ في الأول، ﴿[FONT=QCF_P455] ﭷ [/FONT]﴾ في الثاني وهي بعض القرآن، ولم يذكر ﴿[FONT=QCF_P509] ﮓ [/FONT]﴾ كما فيالاستعمال الأول، وسياق الخطاب للكافرين في الفعل الأول﴿[FONT=QCF_P346]ﮣ ﮤ [/FONT]﴾، فهم يكفيهم أقل تدبر لقول من القرآن، أما الخطاب في الفعل الثاني ﴿ [FONT=QCF_P455]ﭶ [/FONT]﴾ فهو يعود إلى ما سبقه من ذكر المتقين والفجار، وهم كذلك يكفيهم تدبر آيات من هذا القرآن، لكن التذكر الحقيقي يكون للمتقين أولي الألباب.
كما أن مجيء الصيغة بالتشديد (التضعيف) ليبين شدة المطالبة بتدبر بعض هذا القرآن ليحصل الإيمان واليقين.
أخي الكريم جزاك الله خيرا ، ولكن حرمنا أن نستفيد مما كتبت ويبدو أنه جديد علي استخدامك للخط العثماني ، سأبحث عن الخط .
 
نرجع لموضوعنا الأساسي وهو :
هل التفسير أعم من التدبر؟
وجدت الشيخ مساعد الطيار يقول ما يلي في كتابه :
التدبر والتفسير:
سبق الإشارةُ إلى أنَّ التدبُّر يكون بعد فهم المعنى، لكن يحسن هنا أنْ أنبِّه إلى أنه قد لا يُفهم المعنى المراد، فتحتاج إلى البحث عنه. وتطلُّب المعنى يحتاجُ نَظَرًا وفِكْرًا، وهذا نوع من التدبر يكون سابقًا للفهم، والله أعلم. " أهــ
وبهذا يبدو أنه يذهب إلى أن التدبر أعم من التفسير.
 
نرجع لموضوعنا الأساسي وهو :
هل التفسير أعم من التدبر؟
وجدت الشيخ مساعد الطيار يقول ما يلي في كتابه :
التدبر والتفسير:
سبق الإشارةُ إلى أنَّ التدبُّر يكون بعد فهم المعنى، لكن يحسن هنا أنْ أنبِّه إلى أنه قد لا يُفهم المعنى المراد، فتحتاج إلى البحث عنه. وتطلُّب المعنى يحتاجُ نَظَرًا وفِكْرًا، وهذا نوع من التدبر يكون سابقًا للفهم، والله أعلم. " أهــ
وبهذا يبدو أنه يذهب إلى أن التدبر أعم من التفسير.

فهم المعنى لا يكون إلا عن تدبر ، هذا إذا أردنا بفهم المعنى هو فهم مراد الشارع من النص وليس معاني الألفاظ ، والمعاني التي يحتملها النص تتفاوت من حيث الظهور والخفاء ، فبعضها قريب يدرك بأدنى تأمل ونظر وبعضها بعيد يحتاج إلى جهد وإعمال فكر زائد ، وكل ذلك من التدبر ، إذا قلنا:
"إن التدبر هو إعمال الفكر بصورة صحيحة لفهم مراد الشارع من النصوص"
وإذا كان أهل العلم قد عرفوا التفسير بقولهم:
"علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" والتعريف للزرقاني.
إذا التفسير هو نتاج التدبر
والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
......
باختصار يمكن القول أن التفسير الكشف عن المعاني عامة ، أما التفكر فهو إعمال العقل في المقدمات للاستدلال على وحدانية الله ... والتدبر إعمال الفكر في نهايات الأمور وما ستؤول إليه للاستدلال على وحدانية الله ... وكأنه بمصلح اليوم يعني استشراف المستقبل .

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخانا الفاضل الدكتور حسن
أحسن الله إليك
إذا وافقناك على أن التفسير هو الكشف عن المعاني العامة
فما هو دليلك على تخصيص " التفكر" و"التدبر" بما ذكرت؟​
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب اللغة العربية هي سبيل فهم الألفاظ القرآنية ، فالتفسير أصله الفسر وهو الكشف والإيضاح والتبيين لذلك يقال لما يأتيه الطبيب تفسره (الكشفية) ، وكذلك باقي الألفاظ . فأنا لم أخصص مطلقا من معاني التفكر والتدبر . وإنما الذي أراه أن لكل كلمة من هذه الكلمات دلالة تختص بها دون غيرها ، وعلى هذا يعول في معرفة المراد من كل كلمة .
 
فهم المعنى لا يكون إلا عن تدبر ، هذا إذا أردنا بفهم المعنى هو فهم مراد الشارع من النص وليس معاني الألفاظ ، والمعاني التي يحتملها النص تتفاوت من حيث الظهور والخفاء ، فبعضها قريب يدرك بأدنى تأمل ونظر وبعضها بعيد يحتاج إلى جهد وإعمال فكر زائد ، وكل ذلك من التدبر ، إذا قلنا:

"إن التدبر هو إعمال الفكر بصورة صحيحة لفهم مراد الشارع من النصوص"
وإذا كان أهل العلم قد عرفوا التفسير بقولهم:
"علم يُبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" والتعريف للزرقاني.
إذا التفسير هو نتاج التدبر
والله أعلم​

جزاك الله خيرا أخي الكريم ، إن هذا الكلام ينقل العقل لعصر النبوة ، وترتيب الخطاب القرآني ، فأمر القرآن الناس بالتدبر ، و حثهم على طلب العلم ، ووجههم للجهة التي يأخذون منها العلم ، من القرآن ، ومن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن أهل العلم ، والله أعلم وأحكم.
 
تحدث الدكتور حسام النعيمي عن مسألة التدبر واستعرض الآيات التي ورد فيها ذكر التدبر في برنامج لمسات بيانية وهذا نص ما ذكره جزاه الله خيراً ونفعنا بعلمه

HTML clipboard
آداب تناول الآيات في القرآن الكريم
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)

يعيش الانسان مع القرآن ليتلذذ بما فيه من الآيات. وفي هذه الحلقة سوف نقف إن شاء الله عند قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها) وتدبر القرآن وقراءته لها مراتب للتدبر فيمكن أن يقرأ الانسان القرآن في يومين أو شهر أو يكون له ختمتين في شهر وكان من السلف الصالح من له ختمتان واحدة يقرأها بتأمل يسير وختمة تستغرق أعواماً يتأمل كل حرف وكل كلمة في كتاب الله وبين هاتين المرتبتين درجات أدناها أن يحضر الانسان ذهنه وهو يقرأ آيات الله تعالى. إذن أولى مراتب التدبر هو حضور الذهن عند قراءة القرآن وليس هناك أدنى منها مرتبة وهؤلاء الذين قال فيهم r يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم لأنه مجرد قراءة باللسان. بعد هذه المرتبة تأتي مرتبة التفكير بالمعنى وهي أعلى من السابقة ثم تليها مرتبة التأمل في المعاني بحيث يتوقف عند آيات النعيم فيدعو الله تعالى أن يجعله من المنعمين ويتوقف عند آيات العذاب فيدعو الله أن يجنبه العذاب وهكذا كان r يقرأ القرآن في الصلاة . وهناك مرتبة أعلى من هذه وهي مبنية على سابقتها وهي أن ينظر القارئ في الاستعمالات القرآنية ويعيش في الجو الذي عاش فيه العربي الأول عندما كان يسمع القرآن فيهتزّ وفي رواية أن الأصمعي كان عنجه دنانير من ذهب وكان يريد الخروج للحج فأراد أن يخبئ الدنانير عند أحد من اصحابه حتى يعود فتأخر في ذلك وقبل خروجه للحج ذهب لصاحبه فوجد أنه خارج للحج ايضاً فاحتار أين يخبء دنانيره ثم قرر أن يأخذه معه في سفره وفي الطرق خرج على القافلة لصوص وجاء الأصمعي شيخ اللصوص فأكره بإخراج ما معه من مال فأخرج الأصمعي دنانيره وقال سبحان الله هذا رزقه وتلا قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال اللص رزقنا في السماء ونحن نطلبه في خِسّة على الأرض أعيدوا ماله فأعادوا المال الى الأصمعي. وفي الطواف التفت الأصمعي فوجد شيخ اللصوص بجانبه فطلب منه اللص أن يعيد عليه الآية فقرأ الأصمعي (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) الذاريات) فانتفض السارق وقال ما الذي أغضب الجليل فجعله يُقسم؟ من هذه القصة يتبين لنا أن العرب كانوا يفهمون ويتلذذون بالعبارة وكانوا إذا أراد أحدهم أن لا يؤمن يضع أصابعه في أذنيه حتى لا يسمع لأنه يعلم أن هذا الكلام ليس كلام بشر ونحن علينا أن نتلمس مواطن الجمال والبيان وإذا أشكل علينا شيء نسأل ولا نتردد فالقرآن حاكم على اللغة وليست اللغة هي الحاكمة على القرآن.
استعمال كلمة تدبر في القرآن الكريم:
وردت هذه الكلمة في أربع مواضع في القرآن الكريم في أربع آيات هي :

  • ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد))
  • (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء)
  • (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون)
  • (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص)
ويسأل القارئ عن هذا الاختلاف فلماذا استعمل فعل يتدبرون مرتين واستعمل يدّبروا مرتين؟ (يدّبروا) اصلها يتدبروا لكن التاء سُكّنت فالتقت مع الدال فأُدغمت فيها فصارت يدّبروا. عادة ينظر في السياق ولا يجب أن تؤخذ الكلمة بدون سياقها لأن كلام الله تعالى مترابط فهو نزل الى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل منجماً.
نبدأ باستعراض كل آية في سياقها ونبدأ بالآية في سورة محمد ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)):
إذا تلونا ما قبلها من قوله تعالى (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)) الكلام في الآية عن المنافقين الذين ينظرون نظر المغشي عليه من الموت لمجرد أن قيل لهم أن هناك جهاد ومن شفافية القرآن ولمسه لقلوب الناس أنه يصف المنافقين بأوصاف غير حميدة لا يحبونها فلا يواجههم وإنما يتكلم بصورة الغائب (هم) ثم ينتقل مباشرة لهم فيقوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)) هذه لمسة حنان لعدم قطع الأرحام والعربي حريص عليها ثم قال تعالى (اولئك) لم يقل أنتم المنافقون لأن الكلام ليس فيه إهانة لهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)) ثم قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) الكلام عنهم ولكنه تعالى استعمل ضمير الغائب حتى لا يُثيرهم وهذا نوع من أنواع التربية فلا يجوز للمسلم أن يقول هذا كافر وهذا كافر لأن المسلم كالطبيب يجب عليه أن يعالج. جعلها تعالى غائباً لكنهم منافقون فجاء الفعل كاملاً (يتدبرون) لأنهم أي المنافقون بحاجة ليعيدوا النظر مرة بعد مرة في القرآن وهم نافقوا بعد أن سمعوا القرآن مرة بعد مرة ولهذا هم بحاجة للتكرار وللنظر في الآية دُبًر الآية ومعنى يتدبرون أن ينظرون في كل آية وما بعدها ثم ذكر تعالى في الآية كلمة القرآن ولمّا ذكر القرآن كاملاً لم يقل آية أو آيات ولما كان الكلام عن القرآن كاملاً جاء بالفعل كاملاً (يتدبرون). واستعمل التنكير (أم على قلوب أقفالها) كما كان r يقول (ما بال أقوام) حتى لا يسمي شخصاً بعينه. قال تعالى قلوب وهي نكرة وأقفالها نكرة. ثم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)) هؤلاء منافقون سمعوا القرآن ولهذا يريدهم القرآن أن يعيدوا النظر في القرآن آية دبر آية.
الآية الثانية في سورة النساء (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء):
إذا تتبعنا الآيات في السورة (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)) تكلمت الآيات عن المنافقين يقولون نطيعك طاعة ثم خاطب تعالى رسوله أن هؤلاء منافقون فأعرض عنهم وتوكل على الله ثم جاءت الآية (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)) وكأن فيه عتاب لهم (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) فالله تعالى في هذه الآيات يكلّم رسوله r عن المنافقين فهي دعوة غير مباشرة لهم أولئك الذين سمعوا كلام الله ثم أعرضوا عنه وجاءوا الرسول r فقالوا له نطيعك ثم بيّتوا أمراً آخر فهؤلاء مدعوون ليتدبروا القرآن فجاء الفعل كاملاً (يتدبرون).
الآية الثالثة في سورة المؤمنون (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون):
إذا استعرضنا الآيات من قوله تعالى (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)) الآيات تتكلم عن الكفار الذين لم يعلنوا اسلامهم وكانوا ينكصون وكانت تتلى عليهم آيات (لم يقل القرآن) ثم يخاطبهم تعالى في قوله (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)) لم يذكر كلمة القرآن في الآية وإنما قال (القول) وقد يكون القول كلمة أو آية أو بعض آية أو سورة أو القرآن كله ولمّا استعمل كلمة آيات والقول اجتزأ الفعل أيضاً (يدّبروا) وهذا الفعل حذفت منه النون لوجود الجازم (لم) ثم ألغى الحركة في الفعل الأصلي (يتدبر) سُكنت التاء والتقت بالدال فاُدغمت فيه وهذا فيه نوع من الشدّى لأن الدال مشددة والباء مشددة (يدّبّروا) فهناك تشديد في المطالبة ولو تأملوا أقل تأمل فجاء اللفظ مناسباً للطلب (المطلوب هو أن يتأملوا أقل تأمل).
الآية الرابعة في سورة ص (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص) :
إذا نظرنا في الآيات في السورة من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)) الكلام عن الكافرين وليس المنافقين وقد ذكرت الآيات الفريقان: الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين والمتقين والفُجّار. ثم قال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)) ذكر الآيات وذكر كتاب ولم يذكر لفظ القرآن. والواو في (ليدبروا) تعود على الكافرين والمؤمنين لأنه ذكرهم جميعاً في الآيات: الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين والمتقين والفُجّار فالكل مطلوب منه أقلّ تدبّر. وقال تعالى (وليتذكر أولو الألباب) لم يقل ليذّكر لأن أولي الألباب هم الذين يتذكرون فجعلها خاصة بأولي الأباب ففصل (ليتذكر).
وفي الآيات دعوة لكل من ينظر في كتاب الله للتدبر. التأمل قد يكون في آية واحدة والتعقّل في آية واحدة أما التدبر فمعناه مواصلة التدبر في الآيات واحدة دُبُر الأخرى بدون توقف. وكل كلمة في القرآن الكريم مُرادة في مكانها. والتفكر في شيء هو النظر في ملكوت الله تعالى والتدبر هو تفكّر وتأمل في شيء متصل آية دُبُر آية.
 
جزاك الله خيراً استاذة سمر على هذه الإفادات . وأتسائل : اذا كان لديك هذه المعلومات فلماذا تحجزينها وتدخرينها الى هذا الحد؟؟ أم أنك تستخدمين أسلوب brain storm التعليمي؟؟. بارك الله بك أختاه ونفعنا من علمك ونقلك.
 
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على حسن ظنك بي. وعذراً لأني لم أنتبه للموضوع إلا اليوم فأضفت ما لدي بارك الله بك ونفعنا بما علمنا وزادنا فهماً وتدبراً لكتابه العزيز
 
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على حسن ظنك بي. وعذراً لأني لم أنتبه للموضوع إلا اليوم فأضفت ما لدي بارك الله بك ونفعنا بما علمنا وزادنا فهماً وتدبراً لكتابه العزيز
أختي الكريمة سمر جزاك الله خير الجزاء على الإضافة القيمة.
 
عودة
أعلى