هل الأداء من اجتهاد القراء ؟

إنضم
25/04/2003
المشاركات
264
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
السعودية
أخوتي الأفاضل هذا سؤال أرجو الإجابة عنه :
هل الأداء في القراءة يعتبر من الرواية بمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بذلك ؟ أو أنه من اجتهادات القراء ؟
مثل : مد المنفصل وقصره ، والسكتات في بعض الآيات ، ونحو ذلك .
أرجو التفصيل في هذه المسألة مع ذكر مرجع لها إن تيسر .
 
الأخ أحمد
يحسن التفريق هنا بين أصول الأداء ،ومقادير الأداء .
وأعني بالأصول : وجود أصل المد والسكت والغنة والروم والإشمام وغيرها ، فهذه ثابتة في لغة العرب ، وقد حكاها النحويون في كتبهم ، وهذه لا يُمارى في كونها مأخوذة بالرواية .
والرواية فيها قد تكون موافقة لما عند العرب ، وقد يكون فيها قدر زائد يؤخذ من طريق القراء .
أما ما يتعلق بها من المقادير ، فهذه ما وقع فيه الاجتهاد ، بدلالة الاختلاف في بعض المقادير ، كالاختلاف الواقع في مقادير المدِّ .
وقد ذكر ابن الجزري طرفًا يتعلق بمقادير المدِّ في حديثه عن المدِّ المتصل في كتابه العظيم : النشر في القراءات العشر .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم
ناقش ابنُ الجزري السبكي في مايدخل تحت الأداء في منجد المقرئين 0
ولاريب في أن تلاوة القرآن عبادة لاتؤخذ إلا بالتلقي (لامجال لإعمال الرأي فيها) غير مايدخل تحت تحسين الصوت بالتلاوة 0
وقد بحث المسألة بتوسّع الشيخ عبدالعزيز قاري في محاضرة بعنوان (قرآن وسنة متبعة) موجودة في التسجيلات 000ثم وضع قدرا منها في كتابه (سنن القراء ومناهج المجودين) 0
 
الأخ الفاضل حسين حسَّن الله أيَّامي وأيامك بطاعته ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :
فقد ذكر الشيخ المحرِّر المحقِّق عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ في كتابه ( حديث الأحرف السبعة ... ) جوابًا على هذه المسألة ، قال فيه : (( ... ولكن مع عناية الرواة العظيمة وحرصهم الشديد على الالتزام بما تلقته العامة بالقبول ، وألا يقرئوا إلا بالمعلوم المشهور فإن هناك موضوعين يمكن أن يناقش فيهما ناقد معترض :
أولهما : ما انفرد بذكره واحد من الرواة .....
ثانيهما : بعض أوجه الأداء التي يصعب حصول التواتر على نقلها ولا يتصور وقوعه كضبط مقادير المدود بالدقة المتناهية المقيسة بالحركات ، فإن الاتفاق على ضبط ذلك بتلك الدقة المتناهية شيء فوق طاقة البشر ، لذلك تجد الروايات مختلفة اختلافًا كبيرًا في مقدار مد المتصل مع أن جميعهم مجمعون على وجوب مدِّه ، ومثل الأوجه المروية في تقسيم وقف حمزة وهشام ، وأنواع التسهيل فيه . قال الجزري : " إنه وإن تواتر تخفيف الهمزة في الوقف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتواتر أن وقف على موضع بخمسين وجهًا ، ولا بعشرين ولا بنحو ذلك ، وإنما إن صحَّ شيء منها فوجهٌ ، والباقي لا شكَّ أنه من قبيل الأداء " .
قلت ـ القائل : الشيخ عبد العزيز ـ : هذا هو ما يسمونه بالتحريرات ، ووقد توسعوا فيه بعد ذلك وجاءوا فيه بالعجائب مما لا قِبَلَ للأمة به ، ولا دلَّ نقلٌ على مشروعيته ، فهذه بعض مواضع من أوجه الأداء لا يزعم أحد وقوع التواتر فيها ، فمدُّ المتصل وجه أداء ، وهو متواتر ، لكن تحديد مقدار مدِّه وضبط هذا المقدار بالحركات خارج عن حدِّ المتواتر ، وتسهيل الهمزة وجه أداء ، وهو متواتر ، لكن الأوجه الخمسين أو العشرين ، وكذا سائر التحريرات ، وما فيها ، وما ينتج من الضرب فيها من أوجه ، إنما هي اصطلاح محدث ، ولا يدخل في حدِّ التواتر ، بل لم يكن معروفًا لدى الأقدمِين )) ( حديث الأحرف السبعة / ط : مؤسسة الرسالة / ص : 127 ـ 130 ) .
فإذا كان ضبط المقادير بالدقة المتناهية شيء فوق طاقة البشر ـ كما يقول الشيخ المحقق ـ فإن ضبط المقادير يرجع إلى الاجتهاد ، والله الموفق .
 
عودة
أعلى