هل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين في اداب المضيفين

إنضم
06/10/2014
المشاركات
315
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
37
الإقامة
المغرب
الموقع الالكتروني
vb.tafsir.net
بسم1
هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ( 24 ) إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون ( 25 ) فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين ( 26 )فقربه إليهم قال ألا تأكلون ( 27 )
جمعت هذه الاية اداب الضيافة في عشرة كاملة وهي بحسب الفاظ الاية:
اذ دخلوا عليه: فلم يذكر استئذانهم دلالة على انه صلى الله عليه وسلم عرف باكرام الضيفان واعتاد قراهم، فبقي منزله مضيفة مطروقا لمن ورده لايحتاج الى الاستئذان، بل استئذان الداخل دخوله وهذه غاية ما يكون من الكرم.
فقالوا سلاما قال سلام: فصيغة سلامهم بالنصب تدل على فعلية الحدوث والتجدد، اي: سلمنا سلاما وهو حسنن فحياهم بالاحسن بقوله: سلام بالرفع، الدال على الجملة الاسمية للثبوت والتجدد اي: سلام عليكم.
قوم منكرون: انه لما انكرهم ولم يعرفهم احتشم من مواجهتهم بلفظ ينفر الضيف لو قال: انتم قوم منكرون، فحذف المبتدا هنا من ادب الكلام، وقال منكرون ولم يقل اني انكركم فحذف الفاعل وهو ابعد من التنفير والمواجهة، وعن ابن عباس: انه قال ذلك في نفسه وهو الاليق بحاله.
فراغ: والروغان هو الذهاب في اختفاء بحيث لايكاد يشعر به، وهذا من كرم رب المنزل المضيف ان يذهب في اختفاء بحيث لايشعر به الضيف حتى يحضر الطعام كما في قوله تعالى: فما لبث ان جاء بعجل، بخلاف من يسمع ضيفه بقوله مكانكم حتى اتيكم بالطعام ونحو ذلك، مما يوجب حياء الضيف بل ربما اعتذراه وذهابه.
الى اهله: دل ذلك انه كان معدا عندهم مهيا للضيفان فلم يحتج ان يذهب الى جيرانه او يشتريه او يستقرضه.
فجاء: دل على خدمته الضيف بنفسه، ولم ياتي به خادمه وهذا ابلغ في الاكرام، ومثله: في تقريبه اليهم فقربه ولم يامر بتقريبه غيره.
بعجل: جاء بعجل كامل ولم يات بنصفه وهو من تمام كرمه.
سمين: لا هزيل وهو من اغلى المال ويتخذ للتربية والاقتناء فاثر به ضيفانه، ووصف بحنيذ في غير هذا الموضع وهو المشوي وهو من احسان اهل البيت في التحضير، كما احسن اليه في التقديم بالتقريب.
فقربه اليهم: ولم يقربهم اليه وهذا ابلغ في الكرامة ان يقرب الطعام ويحمل الى حضرتهم، لا ان يوضع الطعام في ناحية ثم يامر الضيف ان يقرب اليه، كما هي العادة اليوم.
قال الا تاكلون: وهذا عرض وتلطف في القول احسن من الامر بكلوا، يدل عليه الا التي هي حرف عرض.
افاده عظمه الامام ابن القيم رحمه الله
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...فجزاك الله تعالى خيرا أخي دكتور مخلص...
وللدكتور الاستاذ محمد بن عبد الله الربيعة الاستاذ في كلية الشريعة جامعة القصيم
بحثا ممتعا بعنوان(مفهوم التدبر في ضوء القرآن والسنة وأقوال السلف واحوالهم)
يتعرض الى نفس الآيات التي ذكرتها عن خليل الرحمن نبي الله ابراهيم عليه الصلاة
والسلام...حيث يقول(
فعهدي بك إذا قرأت هذه الآيات وتطلعت إلى معناها وتدبرتها فإنما تطلع منها على أن الملائكة أتوا إبراهيم في صورة الأضياف يأكلون ويشربون وبشروه بغلام عليم وإنما امرأته عجبت من ذلك فأخبرتها الملائكة أن الله قال ذلك ولم يتجاوز تدبرك غير ذلك فاسمع الآن بعض ما في هذه الآيات من أنواع الأسرار :
فكم قد تضمنت من الثناء على إبراهيم ؟ .
وكيف جمعت الضيافة وحقوقها ؟.
وما تضمنت من الرد على أهل الباطل من الفلاسفة والمعطلة؟.
وكيف تضمنت علما عظيما من أعلام النبوة ؟.
وكيف تضمنت جميع صفات الكمال التي ردها إلى العلم والحكمة ؟.
وكيف أشارت إلى دليل إمكان المعاد بألطف إشارة وأوضحها ثم أفصحت وقوعه ؟.
وكيف تضمنت الإخبار عن عدل الرب وانتقامه من الأمم المكذبة ؟.
وتضمنت ذكر الإسلام والإيمان والفرق بينهما
وتضمنت بقاء آيات الرب الدالة على توحيده وصدق رسله وعلى اليوم الأخر
وتضمنت أنه لا ينتفع بهذا كله إلا من في قلبه خوف من عذاب الآخرة وهم المؤمنون بها
وإما من لا يخاف الآخرة ولا يؤمن بها فلا ينتفع بتلك الآيات
فاسمع الآن بعض تفاصيل هذه الجملة ......." ( ).
ثم فصل في بيانها بما لا حاجة لذكره .
فظهر بذلك أن استخراج الدلالات وأسرار التعبير من التدبر ، ولذلك قال في سياق كلامه : " فعهدي بك إذا قرأت هذه الآية وتطلعت إلى معناها وتدبرتها فإنما تطلع منها على...")إنتهى ويقصد الامام ابن القيم ان لاتقف عند هذه الحدود البسيطة...بل تفكر وتدبر...وخذ من العِبر
والعظات...ما يٌعينك على (هذه الدنيا المتعبة المتلونة المغررة بمن يهواها ويعشقها وما أكثرهم)!!!
وأنظروا يا كرام الى فعل رسول الله اللهم صلِ عليه وآله في هذا الحديث التالي ثم أنظروا في أحوالنا وكسلنا وحبنا للنوم والدعة...
ما أخرجه النسائي وابن ماجة عن أبي ذر قال : ( قام رسول الله اللهم صلِ عليه وآله بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي قوله تعالى : { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة :118 اللهم...علمنا ما جهلنا...وأهدنا للعمل بما علمنا وتجاوز
عنا...إنك أنت الغفور الرحيم.

 
عودة
أعلى