محمد محمود إبراهيم عطية
Member
هذه المسألة مما اختلفت فيها آراء المفسرين ، وقد أوردها الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره ، قال : هؤلاء - أعني أصحاب الأيكة - هم أهل مدين على الصحيح ؛ وكان نبي الله شعيب من أنفسهم ، وإنما لم يقل هنا أخوهم شعيب ؛ لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة ، وهي شجرة . وقيل : شجر ملتف كالغيضة ، كانوا يعبدونها ؛ فلهذا لما قال : كذب أصحاب الأيكة المرسلين ، لم يقل : ( إذ قال لهم أخوهم شعيب ) ، وإنما قال : ] إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ [ ، فقطع نسبة الأخوة بينهم ؛ للمعنى الذي نسبوا إليه ، وإن كان أخاهم نسبًا .
ومن الناس مَنْ لم يتفطن لهذه النكتة ، فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين ، فزعم أن شعيبًا u بعثه الله إلى أمتين ؛ ومنهم مَنْ قال : ثلاث أمم .
وقد روى إسحاق بن بشر الكاهلي - وهو ضعيف : حدثني ابن السدي ، عن أبيه - وزكريا بن عمر ، عن خَصِيف ، عن عِكْرِمة قال : ما بعث الله نبيًا مرتين إلا شعيبًا ، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ، ومرة إلى أصحاب الأيكة ، فأخذهم الله بعذاب يوم الظُّلَّةِ .
وروى أبو القاسم البغوي ، عن هُدْبَة ، عن هَمَّام ، عن قتادة في قوله تعالى : ] وَأَصْحَابَالرَّسِّ [ [ ق : 12 ] ، قوم شعيب ، وقوله : ] وَأَصْحَابُ الأيْكَةِ [ [ ق : 14 ] : قوم شعيب .
قال إسحاق بن بشر : وقال غير جُوَيْبر : أصحاب الأيكة ومدين هما واحد ؛ والله أعلم .
وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة ( شعيب ) ، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن معاوية بن هشام ، عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله e : " إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان ، بعث الله إليهما شعيبًا النبي u " .
قال ابن كثير : وهذا غريب ، وفي رفعه نظر ، والأشبه أن يكون موقوفًا ؛ والصحيح أنهم أمة واحدة ، وصفوا في كل مقام بشيء ؛ ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان ، كما في قصة مدين سواء بسواء ، فدل ذلك على أنهم أمة واحدة[SUP] [1] [/SUP].
[1] - انظر ( تفسير القرآن العظيم ) : 6 / 158 ، 159 - دار طيبة .
ومن الناس مَنْ لم يتفطن لهذه النكتة ، فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين ، فزعم أن شعيبًا u بعثه الله إلى أمتين ؛ ومنهم مَنْ قال : ثلاث أمم .
وقد روى إسحاق بن بشر الكاهلي - وهو ضعيف : حدثني ابن السدي ، عن أبيه - وزكريا بن عمر ، عن خَصِيف ، عن عِكْرِمة قال : ما بعث الله نبيًا مرتين إلا شعيبًا ، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ، ومرة إلى أصحاب الأيكة ، فأخذهم الله بعذاب يوم الظُّلَّةِ .
وروى أبو القاسم البغوي ، عن هُدْبَة ، عن هَمَّام ، عن قتادة في قوله تعالى : ] وَأَصْحَابَالرَّسِّ [ [ ق : 12 ] ، قوم شعيب ، وقوله : ] وَأَصْحَابُ الأيْكَةِ [ [ ق : 14 ] : قوم شعيب .
قال إسحاق بن بشر : وقال غير جُوَيْبر : أصحاب الأيكة ومدين هما واحد ؛ والله أعلم .
وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة ( شعيب ) ، من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن أبيه ، عن معاوية بن هشام ، عن هشام بن سعد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله e : " إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان ، بعث الله إليهما شعيبًا النبي u " .
قال ابن كثير : وهذا غريب ، وفي رفعه نظر ، والأشبه أن يكون موقوفًا ؛ والصحيح أنهم أمة واحدة ، وصفوا في كل مقام بشيء ؛ ولهذا وعظ هؤلاء وأمرهم بوفاء المكيال والميزان ، كما في قصة مدين سواء بسواء ، فدل ذلك على أنهم أمة واحدة[SUP] [1] [/SUP].
[1] - انظر ( تفسير القرآن العظيم ) : 6 / 158 ، 159 - دار طيبة .