هل أشار القرآن لعُمر الكون في سورة فُصلت؟

إنضم
08/02/2024
المشاركات
37
مستوى التفاعل
6
النقاط
8
العمر
51
الإقامة
مصر، المنصورة
هل أشار القرآن لعُمر الكون في سورة فُصلت؟

لم يذكر القرآن نص صريح يفيد أن عُمر الكون هو ستة أيام أو غيرها، ولكن ذكر الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، منها يومان لخلق الأرض، ويومان للجبال والأقوات، كما في سورة فُصلت، ويومان لتسوية السماوات الدُخانية.

وارجو ان نلاحظ أن هناك فرق كبير بين مدة خلق الشيء وعمر الشيء بعد انتهاء خلقه، فخلق جنين الإنسان في تسعة اشهر غير عمره بعد الولادة، وعدم التنبه لهذه الملحوظة أوقع كثير من الباحثين في الخطأ عند مقارنة مدة خلق السماوات والأرض في ستة ايام بعمر الكون المرصود من قبل عِلم دراسة الكون . فقديماً عندما قال العلماء عُمر الكون منذ بدأ الى الآن حوالي ١٢ مليار سنة، سارع بعض المتدبرين لكتاب الله بإدعاء ذكر عُمر الكون في كتاب الله، فالعلم رصد عُمر الارض اربع مليارات سنة تقريبا، والقرآن قال عمر الكون ستة ايام، فيمكن حساب عُمر الكون والستة أيام، ولكن اختلفوا في حساباتهم على قولين:

١. فرقة اعتبرت خلق الارض في يومين (خلق الأرض في يومين).
اي ان الله خلق الارض في ثلث مدة خلق السماوات والارض (يومان)، فيفترض ان يكون عمر الكون = ٤ × ٣ = ١٢ مليار.

٢. وقال فريق آخر، بل نحسب خلق الارض ٤ أيام وذلك بعد اتمام خلق الجبال وتقدير أقواتها، وطالما عمر الارض ٤ مليارات سنة، فيكون كل يوم بمليار سنة، ويكون مقدار الستة ايام وعمر الكون هو ستة مليارات سنة.

لا شك ان هناك تسرع واضح في القول بأن القرآن ذكر عمر الكون من النتائج السابقة للأسباب التالية:

١. عدم الاتفاق على تعريف خلق الارض، هل بدون الجبال والأقوات، فيكون يومان، ام بهما فيكون أربعة ايام، وأين الغلاف الجوي؟ أليس من الأرض؟ الم يأخذ مدة كبيرة من العمر حتى يتكون؟ أليس يدخل في خلق السماوات والأرض وما بينهما؟ وسبق ان كتبت مقال بينت فيه أن (ما بينهما) هو الغلاف الجوي الذي يمتد بين السماوات والأرض، وانه داخل في الستة ايام، ويمكن مراجعته على الرابط التالي؛

فلماذا لا نحسب خلق الأرض بجبالها واقواتها وغلافها الجوي في ستة ايام من بعد فتق الرتق؟ حيث ظهرت السماوات والأرض معاً بعد حدث فتق الرتق، فلما قال الله (خلق السماوات والأرض في ستة ايام)، ألا نفهم من ذلك ان الله خلق السماوات في ستة ايام وبالمثل الأرض في ستة أيام؟

٢. ستة ايام خلق السماوات والارض انتهت بانتهاء خلق السماوات والارض، وذلك حين تمت تسوية السماوات فاغطش الله ليلها واخرج ضحاها، وبعض اصحاب التفاسير لا يعُد دحو الارض من ايام الخلق الستة لقول الله بعد اتمام خلق السماء (والأرض بعد ذلك دحاها)، اي بعد خلق السماوات. فإذا كان الدحو خارج الأيام الستة، فكيف نُدخل في الايام الستة كل الاحداث التي جرت إلى يومنا هذا.

٣. سأفترض جدلاً ان الستة ايام تمتد ليومنا (وهو خطأ)، فهل يمكن احتساب عمر الكون بدقة لمعرفة مقدار الأيام الستة؟
الجواب هو لا
لماذا؟
لأن حساب عمر الكون يعتمد على القدرات الرصدية لأبعد الاشياء عن موقع الراصد مع مراعاة سرعة توسع الكون، وعليه فكلما زادت دقة الرصد فسيزداد عمر الكون نتيجة لرصد أجسام أبعد، وأبضاً لتغير مُعدل توسع الكون، وهذا ما حدث بالفعل قريبا، فبعد ان كان عمر الكون حوالي ١٢ مليار سنة بحسب تيليسكوب هابل، فقد تم اعادة القياس بطرق اكثر دقة فاصبح يقترب من ١٤ مليار سنة (١٣.٨)، وبالطبع هذا الرقم مرشح للزيادة مع تطور العلم. وبعد إطلاق تلسكوب جيمس ويب للفضاء تبين للعلماء أن هناك نجوم وثقوب سوداء بأحجام ضخمة جدا على بعد حوالي ١٣ مليار سنة، وبها عناصر معدنية ثقيلة، مما جعل العلماء يشككون بقوة في العمر الحالي للكون، فمحال أن تتكون أجسام بهذه الضخامة عند بداية نشأة الكون، وكان أحد الحلول المقترحة هو تعديل عمر الكون ليصل إلى ٢٦ مليار سنة، ولهذا الموضوع مقال خاص بإذن الله، ومؤقتا يمكن مطالعة المقال الآتي عن عمر الكون الجدبد:
Oldest surviving light reveals the universe's true age

بعد ما سبق يتبين لنا أنه من الصعب إحتساب عُمر الكون (من بداية خلقه إلى الآن) من القرآن لغياب النص الدال على ذلك، وأن الأبحاث الحالية التي تزعم معرفة عمر الكون من القرآن لا علاقة لها بالإعجاز العلمي.

ولكن الذي يمكن حسابه كمقياس جودة لصدق القرآن عند دراسة آيات سورة فُصلت (قل ءإنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين..........الآيات)، هو عقد مقارنة علمية بين مدة خلق الأرض من بداية ظهورها الى تصلب قشرتها، وذلك بدون الجبال والأقوات، ونقارن هذه المدة مع مدة خلق الجبال والأقوات من بدايتها إلى نهايتها، ثم نقارن المدتين مع مدة خلق الغلاف الجوي من بداية تكونه كبخار الى نهاية تكونه كطبقات منفصلة لكل منها وظيفة مُحددة، فاذا تساوات هذه المُدد من الناحية العلمية، فلا شك أن إخبار القرآن بتساوي هذه المُدد (يومان لكل مرحلة) هو صدق لا كذب فيه، ولا اختلاف بين المسطور والمنظور، والله تعالى أعلى وأعلم، اسأل الله أن يوفق أصحاب الاختصاص لحساب هذه المُدد علمياً والمقارنة بينها وبين ما ذكرته آيات سورة فُصلت، وأثق بنسبة ١٠٠ % أن النتيجة ستكون التطابق التام بين المسطور والمنظور.

اللهم ما كان من توفيق فمنك وحدك وما كان من ظن أو خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.

د. محمود عبدالله نجا
ا. م. بكلية طب القنفذة - جامعة أم القرى
 
اخي محمود لا ينبغي التعامل مع كلام الله بمثل هذه المقاييس البشرية ولو على سبيل المناقشة للمخالفين. فكلام الله اكبر واعظم، وهو الحق الذي يعرض عليه ما عند الناس، فما وافقه فهو الحق وما خالفه فهو الباطل المردود في اي زمان ومكان.. ولسنا بحاجة الى تطويع وتأويل وتحريف نصوص القران والسنة لتوافق ما عند غيرنا، فنحن اصحاب الحقيقة.. هذه ملاحظة
ثانيا، ان المتكلمين في عمر الكون ونشأته من علماء الفيزياء والكون والاحياء، انما يبحثون في امرين:
1- مدة تكون الكون وتخلقه ، اي من لحظة الانفجار العظيم - الذي يجعلونه بداية هذا الكون- الى غاية وصول الكون الى الهيأة الكاملة المعروفة بمجموعاته النجمية المجرات، والمجموعات الشمسية وانتظام احواله واستقرار نظامه.. وهذه المدة تقدر عندهم بمليارات السنين.
2- مدة ما بعد استقرار الكون على هيأته الكاملة الى زمن وجود الحياة على الارض وما بعد ذلك من مراحل بيوليوجية وصولا الى عصرنا هذا، وهي كذلك تقدر بمليارات السنين.

وعلى كلا التقديرين، فان نصوص الوحيين واضحة في انها ايام ستة وقد جاء في السنة انها ايام الاحد والاثنين والثلثاء والاربعاء والخميس والجمعة. ويوم الجمعة في اخر ساعة منه خلق الله ادم.

وهذا من علوم الغيب التي يجب الايمان بها والتسليم، ولا مجال للعقول لادراكها على وجه الدقة.

قال الله {۞ مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف : 51]

فليحذر المؤمن ان يرد بعقله القاصر نصوص القران والسنة ردا صريحا او ردا خفيا باستعمال التأويل عن ظاهرها لكي تتماشى مع نظريات حادثة قابلة للرد والتكذيب.
فما اشبه هذا الصنيع بفعل اهل الكلام من قبل الذين ردوا النصوص او صرفوها عن ظاهرها لانها لا توافق عقولهم واراء فلاسفتهم المعظمين عندهم.

(تنبيه : هنالك حيلة خبيثة من حيلهم لنشر الالحاد وهي انهم يتعمدون تمديد المدة الى مليارات السنين لكي يتسنى لهم تفسير الوجود والحياة بالعشوائية والصدفة والتطور، فان الخلق في اسبوع واحد او حتى ستة الاف سنة فقط لا يسمح للصدفة ولا لنظرية التطور ان تعمل وان تفسر الوجود. فتنبه!)


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
قولي : وعلى كلا التقديرين، فان نصوص الوحيين واضحة في انها ايام ستة..
اقصد بذلك ايام الخلق والتكوين للكون انها ستة كما جاء وصفهافي القران والسنة ، اما ما بعد ذلك الى نشوء الحياة وما بعده فلا يعلمه الا الله وليس داخلا في الستة ايام المذكورة كما هو ظاهر.
 
اخي محمود لا ينبغي التعامل مع كلام الله بمثل هذه المقاييس البشرية ولو على سبيل المناقشة للمخالفين. فكلام الله اكبر واعظم، وهو الحق الذي يعرض عليه ما عند الناس، فما وافقه فهو الحق وما خالفه فهو الباطل المردود في اي زمان ومكان.. ولسنا بحاجة الى تطويع وتأويل وتحريف نصوص القران والسنة لتوافق ما عند غيرنا، فنحن اصحاب الحقيقة.. هذه ملاحظة
ثانيا، ان المتكلمين في عمر الكون ونشأته من علماء الفيزياء والكون والاحياء، انما يبحثون في امرين:
1- مدة تكون الكون وتخلقه ، اي من لحظة الانفجار العظيم - الذي يجعلونه بداية هذا الكون- الى غاية وصول الكون الى الهيأة الكاملة المعروفة بمجموعاته النجمية المجرات، والمجموعات الشمسية وانتظام احواله واستقرار نظامه.. وهذه المدة تقدر عندهم بمليارات السنين.
2- مدة ما بعد استقرار الكون على هيأته الكاملة الى زمن وجود الحياة على الارض وما بعد ذلك من مراحل بيوليوجية وصولا الى عصرنا هذا، وهي كذلك تقدر بمليارات السنين.

وعلى كلا التقديرين، فان نصوص الوحيين واضحة في انها ايام ستة وقد جاء في السنة انها ايام الاحد والاثنين والثلثاء والاربعاء والخميس والجمعة. ويوم الجمعة في اخر ساعة منه خلق الله ادم.

وهذا من علوم الغيب التي يجب الايمان بها والتسليم، ولا مجال للعقول لادراكها على وجه الدقة.

قال الله {۞ مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} [الكهف : 51]

فليحذر المؤمن ان يرد بعقله القاصر نصوص القران والسنة ردا صريحا او ردا خفيا باستعمال التأويل عن ظاهرها لكي تتماشى مع نظريات حادثة قابلة للرد والتكذيب.
فما اشبه هذا الصنيع بفعل اهل الكلام من قبل الذين ردوا النصوص او صرفوها عن ظاهرها لانها لا توافق عقولهم واراء فلاسفتهم المعظمين عندهم.

(تنبيه : هنالك حيلة خبيثة من حيلهم لنشر الالحاد وهي انهم يتعمدون تمديد المدة الى مليارات السنين لكي يتسنى لهم تفسير الوجود والحياة بالعشوائية والصدفة والتطور، فان الخلق في اسبوع واحد او حتى ستة الاف سنة فقط لا يسمح للصدفة ولا لنظرية التطور ان تعمل وان تفسر الوجود. فتنبه!)


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله
وجزاكم الله خير الجزاء
ولكن هل قرأتم المقال أعلاه؟
وهل حديث التربة لمسلم، حديث الخلق في سبعة أيام يصح؟
 
لا أريد توسيع مجال المناقشة بالبحث الحديثي، لان الاحاديث النبوية واثار السلف في تفسير تلك الايام، كثيرة ومبثوثة في كتب الحديث كالسنن والمسانيد وفي كتب التفسير والتاريخ .. فالامر غير متوقف على الرواية التي في صحيح مسلم... والكلام في هذا يطول جدا.
ولكن الامر الاهم الذي اردت تنبيهك عليه في التعليق : هو خطورة هذا المسلك في التعامل مع النصوص، وهو مسلك التوفيق القصري والتعسفي بين نصوص الوحي المعصوم وبين النظريات الحديثة القابلة للاخذ والرد.. فقد تكون الجهات منفكة.

خصوصا والمسألة من أبواب الغيب كما قلت لك، والقاعدة في المغيبات ان نتعامل معها بما دلت عليه ظواهر النصوص ولا نلجأ فيها الى تاويل، كما هو المنهج في جميع مسائل الغيب..
فظاهر النصوص يدل على انها ستة ايام، إما ان تكون كايامنا هذه في الطول وهو الاقرب الى الظاهر، او يكون اليوم كالف سنة مما نعد او يوما كان مقداره خمسين الف سنة،.. و كل هذه التقديرات لطول الايام عند الله، جاءت في القران ويحتملها ظاهر اللفظ ، وبكل منها فسر السلف وائمة التفسير الاية.
ولكن أن نخرج عن هذا المعروف الظاهر والذي هو سبيل المؤمنين من قبل، فنحاول التوفيق بين اية غيبية وبين نظريات ملاحدة هذا الزمان، فهذا أمر خطير.
وأذكرك بقول الله في هذا الصدد : "ما أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم" الاية.
وتذكر تلك الملاحظة: وهي ان من مداخل الملاحدة والداروينيين في نشر مذاهبهم : تمديد ازمنة ومراحل الخلق والتكوين الى مليارات السنين.
فتأمل كلامي وتنبه بارك الله فيك..
 
لا أريد توسيع مجال المناقشة بالبحث الحديثي، لان الاحاديث النبوية واثار السلف في تفسير تلك الايام، كثيرة ومبثوثة في كتب الحديث كالسنن والمسانيد وفي كتب التفسير والتاريخ .. فالامر غير متوقف على الرواية التي في صحيح مسلم... والكلام في هذا يطول جدا.
ولكن الامر الاهم الذي اردت تنبيهك عليه في التعليق : هو خطورة هذا المسلك في التعامل مع النصوص، وهو مسلك التوفيق القصري والتعسفي بين نصوص الوحي المعصوم وبين النظريات الحديثة القابلة للاخذ والرد.. فقد تكون الجهات منفكة.

خصوصا والمسألة من أبواب الغيب كما قلت لك، والقاعدة في المغيبات ان نتعامل معها بما دلت عليه ظواهر النصوص ولا نلجأ فيها الى تاويل، كما هو المنهج في جميع مسائل الغيب..
فظاهر النصوص يدل على انها ستة ايام، إما ان تكون كايامنا هذه في الطول وهو الاقرب الى الظاهر، او يكون اليوم كالف سنة مما نعد او يوما كان مقداره خمسين الف سنة،.. و كل هذه التقديرات لطول الايام عند الله، جاءت في القران ويحتملها ظاهر اللفظ ، وبكل منها فسر السلف وائمة التفسير الاية.
ولكن أن نخرج عن هذا المعروف الظاهر والذي هو سبيل المؤمنين من قبل، فنحاول التوفيق بين اية غيبية وبين نظريات ملاحدة هذا الزمان، فهذا أمر خطير.
وأذكرك بقول الله في هذا الصدد : "ما أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق انفسهم" الاية.
وتذكر تلك الملاحظة: وهي ان من مداخل الملاحدة والداروينيين في نشر مذاهبهم : تمديد ازمنة ومراحل الخلق والتكوين الى مليارات السنين.
فتأمل كلامي وتنبه بارك الله فيك..
هل وجدت رواية أخرى غير رواية مسلم لحديث التربة تقول بخلق السماوات والأرض في سبعة أيلم؟!!!

معذرة أي توفيق تقصده

ومرة أخرى أسألك هل قرأت المقال أعلاه، فأرى تعليقك في اتجاه والمقال في اتجاه آخرى، فأرجو ان تخبرني عن عللقة تعليقاتك بما هو موجود في المقال
 
عودة
أعلى