الومضة الثانية ...
يقول الله جل وعلا :
{ يا حسرة على العباد، ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون)
إني سألمح إلى طرف من معاني الآية.. وله علاقة بالآية السابقة..
لكنني حبذت فصلهما لأن كل منهما ترد على معنى مستقل....
أيها الداعية..
أيها المربي..
أيها الموجه..
لا تغضب.. ولا تحزن.. ولا يضق صدرك أبدا..
إذا رأيت نفسك تبذل جهدا وترى الصدود والإعراض..
إذا أرهقت نفسك، وبذلت وسعك، ثم قوبلت بالاستهزاء والتهكم..
فهذه سنة الله في خلقه..
{ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون}
وكما أشرنا سابقا: فإنما عليك العمل..
... الأنبياء قبلنا : {وما آمن معه إلا قليل} ، "والنبي ومعه الرجل، والرجلان، والنبي وليس معه أحد" ..
من هذا كله يظهر لنا أنك تبذل جهدك..
ولا تستكين..
حتى وإن أوذيت فعليك بالصبر -وهو موضوع آخر له أهميته- ..
ولا يزدك الإيذاء إلا ثباتا..
أولم يؤذ خير خلق الله على الإطلاق أشد الأذى؟؟ّ
أولم يوضع على ظهره سلا الجزور؟
أولم يقدح في عرضه ويسب بأشنع السب؟؟
{ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}
فإذا كان هذا حال كل من ادعى الإيمان من صادق وكاذب..
فللمؤمن حقا أحرى بالابتلاء..
وللداعية إلى دينه أحرى وأحرى....
إن عدم إجابة الدعوة نوع من الابتلاء..
وإيذاء الداعية باللسان نوع آخر..
والاعتداء باليد عليه كذلك..
ولي هذا فحسب..
بل حتى الأذى النفسي والمعنوي...
لكن ما دامت هذه سنة الله في خلقه...
في استهزائهم برسلهم وإيذائهم..
فعلينا أن نقتفي أثرهم ونصبر ونحتسب ..
وأن نحرص على
الــــــــــثــــــبـــــات
فــــالــــثـــبــــات
مطلب عزيز ....
لعله أن يتيسر عنه حديث في وقت لاحق..
نسأل الله عز وجل أن يلهمنا الصبر والثبات..
وأن يسددنا ويصوب أقوالنا وأعمالنا وأفعالنا..
إنه ولي ذلك والقادر عليه..
اللهم صل وسلم على عبدك وسولك نبينا محمد.
أخوكم/ طويل الصمت
[email protected]
منتديات المداد