عرض لبعض كتب التفسير المناسبة للقارئ المتوسط
عرضت في موضوع سابق كتب التفسير المختصرة ذات العبارة السهلة ، التي يمكن للقارئ العادي فهمها وإدراك معانيها دون الحاجة إلى من يشرح له الكتاب في الغالب . وسوف أعرض في هذا الموضوع كتب التفسير التي تأتي فوق تلك الكتب من وجهة نظري ، وهو أمر تختلف فيه وجهات النظر بالتأكيد ، فقد نختلف في المستوى المناسب لبعض الكتب المعروضة ، ولكن لا بأس بذلك فالأمر يسير إن شاء الله .
وأقصد بالكتب المتوسطة تلك الكتب التي يصعب على القارئ المبتدئ إتمامها وفهمها دون الحاجة إلى من يبين له بعض ما فيها من المصطلحات ، أو يكون الكتاب طويلا قليلاً فلا يصبر القارئ المبتدئ على إتمامه والاستفادة منه ، وتلك الكتب التي تذكر أقوال المفسرين مع الترجيح أو تركه . وقد أدخلت في هذه الكتب عدد من مختصرات التفاسير المطولة كمختصرات ابن كثير . وأحسب أن هذه الكتب تفي بحاجة القارئ المتوسط الذي يرغب في معرفة معاني القرآن وتتوق نفسه لمعرفة بعض التفاصيل كأسباب النزول واختلاف المفسرين على وجه الإيجاز ، دون التعمق في أسانيد التفسير ، والاختلاف المطول ، والترجيح المعلل ونحو ذلك من المسائل التي لا يصبر عليها إلا طالب العلم المتعمق الراغب في استقصاء المسائل وأدلتها .
وسأحاول عرض الكتب حسب وفيات المؤلفين بقدر الاستطاعة ، وسأقدم ذكر مختصرات تفسير ابن كثير ، ثم أعرض الكتب التي تحضرني الآن وبالله التوفيق ، ولعل الموضوع يكتمل بإضافاتكم أيها الفضلاء .
أولاً : مختصرات تفسير ابن كثير .
أعتبر تفسير ابن كثير من التفاسير التي تصلح للباحث وطالب العلم ، ولذلك سأؤجلها للمرحلة المتقدمة لما فيه من الأسانيد والروايات التي لا يصبر عليها إلا طالب العلم ، وأما مختصراته فهي مناسبة للمرحلة المتوسطة ، وهي كثيرة ، وسأقتصر منها على المختصرات التالية:
1- عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير . اختصره العلامة أحمد محمد شاكر رحمه الله .
هذا الاختصار الذي قام به العلامة أحمد محمد شاكر من أوثق الاختصارات لابن كثير وأقدمها ، وقد قصد به أحمد شاكر تقريب تفسير ابن كثير للمتوسطين من القراء ، فقال : (... أن القارئ المتوسط الذي يريد أن يصل إلى المقصد الأول من التفسير وهو فهم الآيات الكريمة على معناها الصحيح ، الذي يؤيده الكتاب والسنة الصحيحة يجد أمامه بحراً خضماً لا يكاد يدرك ساحله ، من الأسانيد والآثار والأقوال ودقائق العلم في تخريج الأحاديث ونقد الرجال مما يجب معه أن نمهد الطريق لهذا القارئ المتوسط ، ونيسر له السبيل فنضع بين يديه مقاصد هذا التفسير العظيم قريبة صافية ، يفهم منها القرآن الكريم فهماً صحيحاً ، لا يخوض معه عباب الأبحاث الفنية الدقيقة في تخريج الأحاديث ونقد الرجال ، ولا يطغى عليه اختلاف المفسرين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم ، وهي في الأكثر الأغلب ترجع إلى معنى واحد في تفسير الآيات) [مقدمة عمدة التفسير] .
وقد طبع هذا الاختصار ناقصاً أول الأمر في خمسة أجزاء ، ثم طبع مؤخراً كاملاً اعتماداً على مسودات تركها أحمد شاكر فيها ضربٌ على كلام ابن كثير الذي يرغب في استبعاده ، فقام الناشر بنشره كاملاً بناء على ذلك ، وفي هذا الاختصار محافظة على نص كلام ابن كثير بشكل كبير ، وفيه إبقاء لأهم مميزات التفسير وهي تفسير القرآن بالقرآن ، واقتصار على أصح الروايات من تفسير القرآن بالسنة النبوية ، واقتصار على ترجيحات ابن كثير واختياراته في التفسير . وقد استبعد أحمد شاكر الاستطرادات التي رأى أنها بعيدة عن صلب التفسير من المباحث اللغوية ، والروايات الإسرائيلية ونحوها . وهو جهد مشكور جدير بالقراءة ، والاستفادة منه . وأحمد شاكر كان يحذر من المختصرات ولكنه رأى الحاجة ملحة لاختصار تفسير ابن كثير خصوصاً فقام بذلك ، وفتح الباب لمن بعده للقيام بمثل هذا العمل وفق منهجيات مختلفة .
وقد نشر عمدة التفسير عن دار الوفاء ودار طيبة في ثلاثة مجلدات مستوعباً كامل التفسير عام 1424هـ ولله الحمد .
2- اليسير في اختصار تفسير ابن كثير .
وقد قام باختصار التفسير ثلاثة من الباحثين هم صلاح محمد عرفات ، ومحمد عبدالله الشنقيطي ، وخالد فوزي عبدالحميد ، تحت إشراف معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ، وخرج الاختصار في مجلد كبير ، ورقه خفيف وبلغت صفحات الاختصار 2004 صفحة من القطع العادي . وقد صدر عن دار الهداة بجدة عام 1426هـ . وهو اختصار قيم لتفسير ابن كثير دفعت إليه الحاجة التي دفعت قبلهم أحمد شاكر للاختصار ، وهم يعملون - كما يقولون - على تحقيق تفسير ابن كثير الأصل ، ولكنهم لمسوا الحاجة للاختصار أثناء العمل للتحقيق فبادروا به تماماً كما فعل أحمد شاكر . وقد تميز اختصارهم بالمحافظة التامة على عبارة ابن كثير وهذه ميزة يكاد ينفرد بها هذا الاختصار ، وحرصوا على الاقتصار على تفسير ابن كثير لرواية أبي عمرو البصري التي اعتمدها في تفسيره دون قراءة حفصحيث لم تكن هي القراءة المعتمدة لديه في التفسير ، حيث كان يفسر على قراءة أبي عمرو ثم يفسر على قراءة حفص بعد ذلك . وقد حذفوا الأسانيد والاستطرادات اللغوية ونحوها ، ولذلك فهذا الاختصار من أمثل اختصارات تفسير ابن كثير .
3- تيسير العلي القدير في اختصار تفسير ابن كثير ، للشيخ محمد نسيب الرفاعي .
هذا المختصر من المختصرات الجيدة لابن كثير ، وقد ظهر قبل ظهور مختصر أحمد شاكر كاملاً بمدة طويلة ، ولهذا انتشر عند الناس لسلامة منهج الشيخ الرفاعي ، وهو يعتبر من المختصرات الجيدة لابن كثير .
4- الدر النثير في اختصار تفسير الحافظ ابن كثير ، اختصره د. محمد موسى آل نصر .
وهذا المختصر من المختصرات الجيدة لابن كثير ، وقد سبقه مختصر الشيخ نسيب الرفاعي ، ومختصر للصابوني . وطبع مؤخراً في درا غراس في مجلد واحد بهامش المصحف . وقد حرص فيه المؤلف على استبعاد الأسانيد والاستطرادات ، وأضاف من عنده تفسير بعض الآيات التي لم يفسرها ابن كثير ، واقتصر من الأحاديث على أصحها عنده . وهو اختصار لا بأس به .
5- حسن التحرير في تهذيب تفسير ابن كثير . تهيب محمد الحمود النجدي .
والتهذيب ليس كالاختصار ، فالتهذيب لا يعني الحذف فقط ، بل ربما زاد المهذب في الكتاب ما يراه ، وقد صدر هذا التهذيب في أربعة مجلدات كبار ، وقد سار في تهذيبه على منهج الشيخ أحمد محمد شاكر تماماً بنسبة ربما تفوق 95% ، بل إنه نقل مبررات الاختصار من كلام أحمد شاكر نفسه ، وأشار إلى بعض الاختلاف ، وقد نشر الكتاب في جميعة إحياء التراث الإسلامي بالكويت ، وصاحب التهذيب من علماء الكويت ، وهو صاحب المختصر المبين في مناهج المفسرين .
6- مختصر تفسير ابن كثير ، لشيخ قراء الشام محمد كريم راجح حفظه الله وثبته .
وقبل الحديث عن المختصر أحب أن أحمد الله الذي وفق الشيخ محمد كريم راجح للثبات في فتنة الشام الراهنة ولله الحمد ، حيث وفقه الله للوقوف بثبات مع المسلمين ضد نظام بشار الأسد الكافر المحارب لله وريوله وللمؤمنين في حين ضل بعض المذكورين بالعلم في الشام واتبعوا الباطل وهم يعلمون والله المستعان ، وقد أثلج صدري ثباته كثيراً لأنه يمثل حاملي القرآن من أهل العلم ، وهم أولى الناس بالثبات والصدق في مثل هذه المواقف ، أسأل الله لي وله ولكل مؤمن الثبات في مواقف الفتن ، وأن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأما مختصر الشيخ لتفسير ابن كثير ، فهو اختصار جيد حافظ فيه على عبارة ابن كثير ، وحذف الأسانيد والاستطرادات والروايات المتكررة ، والأحاديث المتشابهة في الدلالة ، شأنه في ذلك شأن المختصرين قبله ، وهو اختصار جيد في مجلد واحد .
7- المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير .
وقد قام بهذا التهذيب جماعة من الباحثين بإشراف الشيخ صفي الرحمن المباركفوري رحمه الله . وهو اختصار جيد لابن كثير ، فيه إبقاء لكلام ابن كثير بشكل كبير ، وفيه اكتفاء بأصح الروايات ، وتخريج الأحاديث في الحاشية ، وقد كتب لهذا التهذيب القبول والانتشار مؤخرا في المكتبات ، وقرأه الناس وانتفعوا به كثيراً ولله الحمد .
8- فتح القدير تهذيب تفسير ابن كثير . للقاضي محمد أحمد كنعان رحمه الله
وهذا العمل والتهذيب من أجود الجهود التي بذلت في اختصار وتهذيب تفسير ابن كثير ، ومؤلفه له جهود مشكورة في اختصار وتهيذب بعض كتب التفسير والتعليق عليها . وقد صدر هذا الكتاب عام 1412هـ عن دار لبنان للطباعة والنشر في ستة مجلدات ، وقد أخرج الكتاب في حلة قشيبة ، وطباعة أنيقة واضحة ، وهذا العمل أشبه ما يكون بترتيب لتفسير ابن كثير مع إبقاء معظمه ، واستبعاد ما لا حاجة إليه في فهم الآية من وجهة نظر كنعان ، مع التعليقات في الحواضي التي تضيف مفيدا للمتن ، والتدقيق فيما ينبغي حذفه وما ينبغي إبقاؤه في الكتاب . وقد قرأتُ هذا التهذيب كاملاً ، وقرأت الأصل كاملاً فوجدتهما متقاربين إلى حد بعيد ، وقد وفق كنعان في تهذيبه كثيراً ، وإن كان قد يقول قائل : ما دمتُ سأقرأ التهذيب في ستة مجلدات فسوف أقرأ الأصل ! وهذا كلام وجيه ، والقارئ الطموح لا يغنيه إلآ الأصل فهو الأولى ، ولكنني هنا أعرض الكتب ، فربما هناك من يوجد عنده كتاب كنعان ويرغب في معرفة قيمته العلمية ، وهذا هو الرأي في هذا التهذيب القيم .
9- القبس المنير مختصر تفسير ابن كثير ، للدكتور محمد سليمان الأشقر .
وهذا المختصر من أواخر مختصرات ابن كثير التي طبعت مؤخراً ، ومؤلفه - رحمه الله - له جهود سابقة في الاختصار ، فقد اختصر فتح القدير للشوكاني كما مر معنا من قبل ، ومنهجه كمناهج المختصرين قبله ، ولكنه أكثر من التدخل في العبارات ، فهو أولى بأن يكون تفسير الأشقر المأخوذ من تفسير ابن كثير ، فقد أتاح لنفسه التصرف والاختيار بشكل أكبر من غيره . وهو عمل مشكور جزاه الله خيراً .
وهناك مختصرات أخرى لابن كثير أكتفي بما ذكرت منها .
ثانياً : المتوسطات من كتب التفسير .
وأعني بها الكتب التي يقرؤها القارئ صاحب المعرفة المتوسطة في علم التفسير ، ولديه معرفة بمعاني المفردات ، وتتوق نفسه للتعمق قليلا في أقوال المفسرين .وإن كنت ألمس اليوم من أسئلة الناس في التفسير وهم من جمهور الناس المثقفين من المهندسين والأطباء وغيرهم وليسوا من المتخصصين في القرآن وعلومه أنهم يسألون أسئلة دقيقة لا تجد جوابها إلا في كتب التفسير المطولة التي تعنى باللطائف والبلاغة وتوجيه القراءات ونحوها . فعامة المجتمع اليوم أصبحوا على مستوى من العلم بكتاب الله ، والإدراك لمسائله تثلج الصدر ، وتبشر بالخير .
وهذه الكتب التي سأذكرها الآن هي من كتب التفسير المتوسطة التي يمكن للقارئ المتوسط الاستفادة منها ، والفهم لها إن شاء الله ، وقد يحتاج إلى السؤال والاستفسار في بعض المواضع .
1- النكت والعيون للماوردي رحمه الله . (ت450هـ)
وقد ترددت في جعل هذا التفسير للمتوسطين ، ثم وضعته ، حيث إنه من كتب التفسير المتوسعة ، ولكن عبارته سهلة ، وهو يرتب أقوال المفسرين ، ويستدل لها ، وهو من أجود كتب التفسير في ترتيب الأقوال وعزوها .
2- تفسير القرآن لأبي المظفر السمعاني (ت489هـ)
وهذا التفسير من التفاسير السنية المأمونة المتقدمة ، ومؤلفه أبو المظفر السمعاني من علماء السنة الكبار ، وتفسيره تفسير سني معتبر ، وعبارته سهلة ، وفيه تحقيقات علمية فريدة ، ومن مميزاته كثرة رده على أهل الأهواء في تحريف صفات الله عن وجهها الصحيح ، وكثرة بيانه للأقوال المخالفة لأهل السنة في تفسير الآيات .وقد صدر الكتاب عن دار الوطن عام 1418هـ في ستة مجلدات .
3- الوسيط في تفسير القرآن المجيد للإمام الواحدي (ت468هـ) .
هذا الكتاب ألفه الواحدي للقارئ المتوسط ، فقد سبق له تأليف الوجيز الذي ذكرناه في الكتب المختصرة ، وهذا هو الثاني ، وله كتاب أوسع سماه (البسيط في التفسير) للمتقدمين ، وهو من أوائل من راعى هذه الطبقات الثلاث في التأليف في التفسير .
وقد جمع الواحدي في تفسيره الوسيط الكثير من الآثار في التفسير ، ويعتبر الكتاب مناسبا للقارئ المتوسط فهو يخرج منه بإدراك كامل لمعاني القرآن مع معرفة أقوال العلماء باختصار في تفسير الآيات ، ومعرفة أقوال أهل اللغة في مفردات القرآن باختصار كذلك ، وللواحدي في الوسيط استنباطات واستدراكات لا توجد في البسيط على طوله . وقد حقق الكتاب وخرج عن دار الكتب العلمية في أربعة أجزاء ، وهو جدير بتحقيق علمي أجود ، وطبعة أليق بما فيه من العلم . وإن لم أكن واهماً فق حققه عدد من طلبة العلم في الدراسات العليا ، ولكنه لم يطبع للأسف .
4- زاد المسير لابن الجوزي (ت597هـ) .
وهذا الكتاب من أجود كتب التفسير ، وهو من أجود مؤلفات ابن الجوزي على كثرتها ، فهو محرر مرتب ، وقد عني فيه بترتيب الأقوال ، ومحاولة استقصاء الأقوال في كل موضع ، مع العناية بالاستدلال بالايات والأحاديث وتوجيه القراءات والاستشهاد باللغة وشواهدها ، ويعيبه تأويلات في بعض الصفات لكنها لا تخفى على طالب العلم المتوسط إن شاء الله .
5- التسهيل لعلوم التنزيل ، لابن جزئ الكلبي (ت741هـ)
وهذا التفسير من تفاسير الأندلسيين التي لقيت قبولا ً ، وهو محرر العبارة دقيقها ، وقد قدم بين يديه بمقدمة تأصيلية نفيسة ذكر فيها فوائد وقواعد مهمة في التفسير وفي الترجيح بين أقاويل المفسرين ، وحرر فيها موضوع النسخ في القرآن وغير ذلك من المسائل المهمة لقارئ كتب التفسير . وهو لم يفسر القرآن كله ، بل فسر ما يحتاج إلى تفسير فحسب ، وهو يختصر الكلام اختصاراً ، ويبتعد عن الاستطراد والاسترسال في التفسير رغبة في الإيجاز ، ويكثر من إيراد الإشكالات والإجابة عنها باختصار . وبالجملة فهو كتاب قيم من كتب التفسير المتوسطة . وقد حقق مؤخراً تحقيقا ضعيفاً وهو جدير بالتحقيق على عدة نسخ ليخرج كما أراده مؤلفه مع التعليق عليه والتوثيق لما نقله فيه من الأقوال .
6- مدارك التنزيل وحقائق التأويل للإمام عبدالله بن أحمد النسفي المتوفى (710هـ)
وقد حققه مروان الشعار في أربعة مجلدات ، ونشرته دار النفائس عام 1416هـ . وهو كتاب سهل العبارة ألفه مؤلفه للقراء المتوسطين كما نص في مقدمة تفسيره فقال : (قد سألني من تتعين إجابته كتاباً وسطاً في التأويلات ، جامعاً لوجوه الإعراب والقراءات ، متضمناً لدقائق علم البديع والإشارات ، حالياً بأقاويل أهل السنة والجماعة ، خالياً عن أباطيل أهل البدع والضلالة ، ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل) وهو يعني بأهل السنة والجماعة الأشاعرة لأنه يسير على هذا المذهب في تأويله للصفات ، ولكن الحذر منه للقارئ المتوسط سهل إن شاء الله .
وهذا التفسير يعتبر - إلى حد ما - مختصراً من تفسير الكشاف ، واستبعد الاعتزاليات التي ذكرها الزمخشري ، وصاغ أسئلة الزمخشري وأجوبته بأسلوبه الخاص . وهو من متوسطات التفاسير الجيدة ، وفيه بيان لبلاغة القرآن تشبع نهمة القارئ المتوسط إن شاء الله فيما يتعلق ببلاغة القرآن . وإذا أطلق تفسير النسفي فهو المقصود بذلك لأن المعروفين باسم (النسفي) كثيرون .
7- تفسير الجلالين ، للمحلي والسيوطي .
وهذا التفسير المختصر مشهور جداً بين القراء ، وقد جعلته للمتوسطين لأن فيه عبارات دقيقة لا يدركها القارئ المبتدئ ، فيكون مناسبا للقارئ المتوسط ، وقد يحتاج إلى السؤال عن بعض ما فيه من العبارات والتراكيب أحياناً لشدة إيجازها . وعلى هذا التفسير حواشٍ كثيرة ربما تكون أليق بالقارئ المتقدم لذكرها لدقائق بلاغية وكلامية وعلمية تصلح للمتقدمين ، كحاشية الجمل وغيرها . وهو من المختصرات التي حظيت بعناية العلماء وشرحهم في المساجد منذ عهد السيوطي حتى اليوم ، وما يزال يدرس في الدروس والحلقات ، ويتناقل بالأسانيد حتى اليوم . وأجود طبعاته طبعة فخر الدين قباوة التي نشرتها مكتبة لبنان مؤخراً .
8- جامع البيان في تفسير القرآن ، لمعين الدين الإيجي (ت894هـ)
هذا التفسير من أجود كتب التفسير التي قرأتها ، فهو على وجازته مكتنز العبارات ، ومؤلفه قد بالغ في تعميق وتركيز عبارته رحمه الله ليشمل الكثير من المعاني في ألفاظ قليلة ، وقد ذكر المأثور من التفسير ، وتناول الجوانب اللغوية بإيجاز ، وذكر الكثير من الإشكالات التي تعرض لقارئ القرآن ودفعها بعبارة سهلة . ورد على أهل الاعتزال والفلسفة ، وقد اعتمد على كتب التفسير المعتمدة كتفسير ابن كثير والبغوي والوسيط للواحدي والكشاف للزمخشري وأنوار التنزيل للبيضاوي وغيرها ، وأضاف من عنده إضافات قيمة . ودقق في الأسلوب والاختصارات ، فقال مثلا : وكل معنى ذكرنا فيه بصيغة (أو) فما هو إلا للسلف . وما ذكرنا بـ (قيل) فأكثره من مخترعات المتأخرين ، وما ظفرنا فيه بنقل . ونحو ذلك . فهو كتاب محرر دقيق العبارة جداً .
وزاد هذا التفسير قيمة بحاشية العلامة السلفي الغزنوي رحمه الله (ت1296هـ) حيث تتبع المؤلف في بعض المواضع التي وقع فيها زلل أو خلل عقدي بالذات فنبه عليه . والكتاب حققه صلاح اليدن مقبول أحمد ، وما يزال الكتاب في حاجة إلى طبعة أكثر إتقاناً تليق بهذا الجهد العلمي الذي بذله الإيجي والغزنوي رحمهما الله .
9- مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد ، لمؤلفه محمد بن عمر نووي الجاوي (ت1316هـ)
وهو كتاب وسيط الحجم ، سهل العبارة ، ألفه مؤلفه بطلب من بعضهم . وعبارته سهلة ، وهو يناسب القارئ المتوسط وقد يرى بعضهم أنه يناسب المبتدئ ، ولكن برأي أن عبارته فيها تركيز في بعض المواضع ، وفيها اصطلاحات لا يدركها إلا القارئ المتوسط فأعلى والله أعلم .
10- المقتطف من عيون التفاسير ، للعلامة مصطفى المنصوري (ت1390هـ)
مؤلف هذا التفسير من علماء تركيا المتأخرين رحمه الله ، ولد سنة 1307هـ وتوفي سنة 1390هـ . وقد قام بإخراج الكتاب مطبوعاً الشيخ محمد بن علي الصابوني جزاه الله خيراً . والكتاب في خمسة مجلدات من القطع العادي ، وطباعته جيدة .
والكتاب يتميز بجودة أسلوبه ، ولفته النظر - رغم اختصاره - لمسائل دقيقة لا تكاد تجدها في المطولات، وقد مررت بفوائد لم أجدها فيما قرأتُ من قبل في كتب التفسير . ولم يكتب المؤلف له مقدمة ، وإنما شرع مباشرة في تفسير البسملة ثم الفاتحة وهكذا .
11- التفسير الصحيح (موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور) للدكتور حكمت بشير ياسين .
وهذا الكتاب للدكتور حكمت بشير ياسين أحد كتبه التي خدم بها التفسير ، وميزة هذا التفسير جمعه للصحيح بقدر الطاقة في التفسير من التفسير المأثور عن السلف ، وقد قدم بهذا الكتاب خدمة جليلة للباحثين ، فهو يورد في تفسير كل آية أصح ما ورد فيها . وقد صدر الكتاب في أربعة مجلدات عن دار المآثر بالمدينة النبوية .
ولعلنا نكتفي بهذه الكتب ، مع وجود تفاسير مهمة لم يسعف الوقت اليوم بذكرها كتفسير البغوي (معالم التنزيل) ، و (فنح القدير) للشوكاني ، وغيره من الكتب المعاصرة المناسبة للمستوى المتوسط ، ولعلي في وقت لاحق أضيف ما يتيسر إلى هذه القائمة من الكتب المناسبة إن شاء الله .
وسيبقى السؤال قائماً عن التفاسير المناسبة لكل مستوى ، ويبقى الاختلاف قائماً بين الباحثين في أجودها ، وفي بعض الملاحظات على بعضها ، ولكن في مجمل الأمر هذه هي الكتب المطبوعة المتداولة التي يمكن للقارئ الوصول إليها والإفادة منها ، والكمال عزيز وصعب ، وقصر الناس على كتاب واحد أو كتابين فيه مشقة ، فليس الحصول على بعضها بمتيسر لكل أحد . نسأل الله الهداية للتوفيق والسداد دوما ً .
الجمعة 9 رمضان 1433هـ.
::::::،،،::::::
::::::،،،::::::
::::::،،،::::::
4- عرض لبعض كتب التفسير المهمة للمتقدمين
عرضت في موضوعين سابقين بعض الكتب التي تناسب المبتدئ من الكتب المختصرة ، ذات العبارة السهلة القريبة ، وعرضت في مشاركة أخرى بعض الكتب التي تلي هذه الكتب من التي تناسب القارئ المتوسط الذي حصل قدراً من علم التفسير يؤهله لفهم عبارات تلك الكتب ومصطلحاتها . وفي هذا الموضوع أشير إلى بعض الكتب المطولة ، التي تناسب الباحث الراغب في الاستزادة من دقائق كلام المفسرين في تفسير القرآن الكريم ، ولست أكتب هذه المقالة للمتخصصين فهم أعلم بهذه المصادر والكتب مني ، ولكنني لمستُ من خلال كثرة الأسئلة التي تردني من الناس في التفسير من تخصصات مختلفة شرعية وغيرها أنه لا يكفيهم في استفساراتهم إلا الرجوع لهذه المطولات ، والقراءة فيها للوصول إلى أجوبة أسئلتهم الدقيقة في التفسير ، سواء كانت هذه الأسئلة في لغة القرآن أو إعرابه، أو الأحكام الفقهية التي اشتملت عليها بعض آياته ، أو بلاغة الآيات ولطائفها . فقد لمست أن هؤلاء مع عدم انقطاعهم لعلم التفسير وكتبه إلا أن لديهم من الرغبة والجدية العلمية ما يؤهلهم لقراءة هذه الكتب لو عرفوا مميزاتها وأوجه تفردها وعمقها .
من أجل ذلك قررت أن أكتب في هذه المشاركة ما ييسره الله من مصادر التفسير المطبوعة المهمة التي لا يستغني عنها الباحث في التفسير ، والراغب في التوسع في دقائقه ، مع الإشارة إلى ما يتميز به الكتاب بشيء من الإيجاز .
وسوف أحرص على ذكر الكتب الكاملة التي قام مؤلفها بتفسير القرآن كاملاً ، ولن أتعرض لبعض الكتب التي وصلنا جزء من الكتاب كتفسير يحي بن سلام مثلا أو تفسير إسماعيل بن إسجاق القاضي أو نحو ذلك .
1- جامع البيان عن تفسير آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري (ت310) .
يعتبر هذا التفسير بحق عمدة كتب التفسير المطبوعة التي اطلعنا عليها ، فهو مدرسة علمية متكاملة في علم التفسير ، وقارئه ومدمن دراسته ومدارسته يكتسب مَلَكةً في التفسير لا يكاد يغنيه عنه غيره من الكتب المطولة . ومؤلفه عالم من علماء أهل السنة والجماعة الموثوقين الذين جمعوا أطراف العلوم ، وتفقوا في فنونه حتى أصبح معدوداً في أهل العلم بكل هذه الفنون فهو الفقيه المفسر المحدث اللغوي المؤرخ المتفنن الثقة الثبت . وقد صنف تفسيره هذا مختصراً لعدم القدرة على استملاء الكتاب بعد عرض الأمر على طلابه. ولذلك فهذا الكتاب لا يصلح إلا كما وضعه الطبري ، ولا يصلح فيه الاختصار ، وإنما يبقى كما هو قمة من قمم التفسير ينبغي على طالب العلم الحرص الشديد على قراءته مرات عديدة ، وعدم التململ من النظر فيه ومراجعته في كل حين ، حتى يتمرس بأسلوب الإمام الطبري ، ويتمهر في صناعة التفسير .
وهذا الكتاب يتميز بصحة منهجه وسلامته من حيث الاعتقاد ، واطراد منهجه من حيث الترجيح والاختيار ، ورواية أقوال السلف في التفسير بالأسانيد المتصلة للمؤلف ، وغزارة مادته اللغوية وشواهده اللغوية في بيان معاني المفردات وغريب القرآن ، ويتميز كذلك بوحدة المنهجية من أوله إلى آخره .
وأجود طبعاته الطبعة الكاملة التي حققها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ومن معه من الباحثين ، وخرج في 26 مجلدا عن دار هجر ، وقد تم تصويره على هيئة إلكترونية PDF وهو غنيمة لطلاب العلم ليس هناك أثمن منها لمن أراد التحقق من علم التفسير ، والرسوخ العلمي فيه . وفي ملتقى أهل التفسير الكثير من الموضوعات المتعلقة بتفسير ابن جرير الطبري لأهميته ومحوريته في كتب هذا العلم ، وقد قام مركز تفسير بجمع كل ما كتب عن هذا التفسير وأصدره في كتاب خاص .
2- - الكشاف للزمخشري (ت538هـ)
يعتبر تفسير الكشاف للزمخشري عمدة في بلاغة القرآن الكريم ، واقتناص التوجيهات البلاغية في القرآن ، بعبارة دقيقة رشيقة قد لا يدرك مقصودها بعض طلبة العلم المتخصصين ، وهذه الميزة هي أهم ميزة فيه ، ولك الذي جاءوا بعده استفادوا منه فيها فائدة كبيرة ، وبعضهم يعترف بذلك وبعضهم ينكر .
ويعيبه أن مؤلفه من المعتزلة الغلاة الدعاة إلى بدعة الاعتزال بكل ما أوتي من قدرة وحيلة ، ولذلك قد تفوت بعض اعتزالياته على الباحث المدقق ، ولكنّ العلماء والباحثين من بعده قد نخلوه نخلاً ، وكتبوا عليه الحواشي والتقارير والتنبيهات التي تنبه على مواضع الخلل فيه من حيث المعتقد ، وأبرزوا ما فيه من البلاغة والبيان الذي تميز به ، وكتبت كتب معاصرة في هذا الجانب أيضاً تكفي في الإفادة منه . وهو مناسب للمتقدمين من الباحثين الذين يميزون مثل هذا الخلل في كتابه ، وقد كتب عنه د. محمد أبو موسى كتاباً في البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري جدير بالباحث أن يقرأه ويطلع عليه .
3- المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي (ت542هـ) .
وهذا الكتاب من كتب التفسير التي يفخر بها أهل الأندلس على أهل المشرق ، حفاوة بهذا الكتاب وبقيمته العلمية ، ومؤلفه استفرغ عمره وجهده في تأليفه وتحريره وتنقيحه ، وليس لمؤلفه من المؤلفات إلا هذا التفسير ومؤلف صغير في شيوخه والكتب التي قرأها طبع باسم (فهرس ابن عطية) ، وبقية كتبه مفقودة لم تصلنا . فقد بدأ في تأليف تفسيره في صدر شبابه في حياة والده ، واستمر في تصنيفه وتنقيحه حتى كبر . فلما أخرجه كان غاية المريد ، وبغية المستفيد حقا ، فعبارته موجزة محررة ، وفيه تظهر شخصية ابن عطية العلمية الناقدة ، وفيه تدريب للقارئ على الاختيار والترجيح ، ويعيبه تأويلات لابن عطية في بعض المواضع تخالف منهج أهل السنة في التعامل مع آيات الصفات ، ولكن القارئ الحصيف لا تفوت عليه مثل هذه المواضع . وقد طبع مؤخرا في دولة قطر طبعة ثانية تعد من أفضل طبعاته ، وعيبها أنها توزع فقط ولا تعرض للبيع للجمهور فبقي الانتفاع بها مقصوراً على من يصل لوزارة الأوقاف القطرية ويحصل عليه منها .
4- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت671هـ)
يعتبر كتاب القرطبي في التفسير من أمهات كتب التفسير التي عنيت بالجانب الفقهي وبيان آيات الأحكام ، وهو جامع للتفسير بكل جوانبه التحليلية من لغة وقراءات وبلاغة وغيرها ، ولكنه أفاض في الجانب الفقهي فعرف به ، وإلا فهو معلمة علمية في التفسير لا نظير لها ، وهو من أعمدة كتب التفسير التي ينبغي للباحث أن يقرأها قراءة فاحصة ، وأن يعود طالب العلم نفسه أن يصبر ويجتهد في ختم هذا الكتاب دراسة وقراءة ومراجعة وتفقهاً ، فإنه سوف يتخرج به في علم التفسير . وقد تعب القرطبي تعباً شديداً في جمع هذا الكتاب وتحريره وترتيبه وتهذيبه ، وجمع بين دفتيه لطالب العلم نفائس أقوال المفسرين ومسائلهم في تفسير القرآن . وهو مالكي المذهب كما هو معروف . وأجود طبعاته المتوفرة اليوم هي طبعة مؤسسة الرسالة التي قام على تحقيقها الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي جزاه الله خيراً ووفقه لكل خير فهو صاحب أيادٍ بيضاء على الباحثين . وهذه النسخة مصورة أيضاً على هيئة إلكترونية PDF ولله الحمد ويمكن تحميلها على الأجهزة الذكية والإفادة منها . والكلام عن مزايا هذا التفسير طويل نكتفي منه بهذا .
5- تفسير القرآت العظيم لابن كثير (ت774هـ) .
لقي تفسير ابن كثير قبولاً كبيراً لسلامة منهج مؤلفه العقدي والعلمي ، وقد تميز كتابه هذا بالعناية البالغة بتفسير القرآن بالقرآن فتفوق بهذا على التفاسير التي سبقته كالطبري وابن عطية والقرطبي وغيرها . وهذه إضافة علمية مهمة تحسب لابن كثير رحمه الله ، كما تميز كذلك بعنايته بتفسير القرآن بالسنة النبوية ، وحشد الأحاديث والروايات حشداً في بيان معاني الآيات ، وهذه أيضاً تفرد بها بشكل ظاهر ، ولو لم يكن فيه إلا هاتين المزيتين لكفتاه لكي يحظى بهذه المكانة العالية عند العلماء ، وهو يعتبر أشهر كتب التفسير على الإطلاق اليوم ، وعدد طبعاته كثيرة جداً ، ومختصراته كثيرة جداً ، وقد عرضت بعضها في الموضوع السابق . وهذا التفسير ينبغي على طالب العلم المتخصص أن يقرأه كاملاً عدة مرات ، ويتفقه فيه تفقهاً تاماً ، ويكرر قراءته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً . فهو من أوثق كتب التفسير وأوفاها وأحسنها . وقد كثرت طبعاته جداً ، ومن أحسن الطبعات المتوفرة اليوم طبعة مكتبة أولاد الشيخ بالقاهرة التي طبعتها أيضاً دار عالم الكتب بالرياض ، وهي متوفرة في المكتبات ، ومتوفرة على هيئة إلكترونية أيضاً ولله الحمد . كما طبع بتحقيق د. حكمت بشير ياسين في دار ابن الجوزي وهي طبعة قيمة ولم أقرأها كلها ولكن الجزء الذي قرأته منها جيد وفيه جهد مشكور ، وقد كتبت عنه دراسات كثيرة في منهجه في التفسير وفي جوانب كثيرة من جوانبه العلمية .
6- البحر المحيط في التفسير لأبي حيان الغرناطي (ت745هـ)
هذا التفسير مرجع علمي لمن أراد التدقيق في النحو في القرآن الكريم والإعراب والقراءات ، فهو بحر محيط كما سماه مؤلفه ، وهو قيد التحقق الآن في قسم التفسير في الجامعة الإسلامية وسيخرج مطبوعا بعد فراغ الباحثين من تحقيقه ، وهو معلمة علمية رائعة في التفسير التحليلي مع التميز والتفرد في جوانب اللغة والنحو خصوصاً ، وكذلك القراءات وبيان معانيها . وهو في جانب تفسير آيات الأحكام مميز كذلك ، غير أنه غلب عليه الجانب النحوي واشتهر به . وطبعاته المتداولة غير جيدة للأسف . ويمكن أن يستغني الباحث عنه بكتاب تلميذه السمين الحلبي (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون) بتحقيق الدكتور أحمد الخراط ، ولعلي أتوقف عنده عند ذكر كتب إعراب القرآن في موضوع قادم إن شاء الله تعالى .
7- الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي (ت911هـ)
وهذا التفسير مهم جداً لمن يرغب في معرفة ما ورد في تفسير الآيات من الآثار عن السلف ، وقد حاول السيوطي الاستيعاب وأجاد إلى حد بعيد ، ولكنه لم يستوعب لقصور الجهد الفردي ، ولذلك يقوم الإخوة في معهد الإمام الشاطبي الآن بصناعة مستدرك واسع على الدر المنثور يجمع كل ما لم يذكره السيوطي من الآثار والأحاديث في تفسير الآيات وأرجو أن نراه قريباً . وأجود طبعات الدر المنثور للسيوطي هي طبعة الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي في 17 مجلداً جزاه الله خيراً .
8- نظم الدرر في تناسب الآيات والسور للبقاعي .
وهذا الكتاب من أجود كتب التفسير التي عنيت ببيان المناسبات في السور بكل وجوهها ، التناسب بين السور فيما بينها ، والتناسب بين المقاطع في السورة الواحدة ، وفيما بين الآيات ، وقد بذل فيه مؤلفه جهداً رائعا بديعاً ، وهو اجتهاد منه يشكر عليه ، قد يوافق عليه وقد يختلف معه ، ولكنه جهد كبير جدا لا ينكره منصف . وللأسف أن طبعاته المتوفرة لا تليق بمكانته العلمية . فقد طبع قديما في حيدر أباد الدكن ، وطبع مؤخرا في دار الكتب العلمية ببيروت وهي الطبعة المتداولة .
9 - التحرير والتنوير للعلامة محمد الطاهر بن عاشور (ت1393هـ) .
هذا التفسير مع تأخر زمن مؤلفه موسوعة علمية في التفسير تضاهي تفاسير المتقدمين غزارة وعلماً وتحقيقاً وسعة ، ومؤلفه عالم مدقق ذكي بارع ، توجه لتأليفه بعد أن استكمل أدوات التفسير فجاء تفسيره مرآةً لعلمه الواسع ، وذكائه الحاد . وقد استطاع أن يهضم تفسير الكشاف وما كتب حوله من الحواشي والتقارير ثم أودعه في كتابه هذا بعبارة صافية ، وشرح وافٍ ، وأودعه من مصطلحات البلاغة والبيان مع لا يقدر على فهمه إلا من أتقن تلك المصطلحات وفهمها . غير أنه يجد فيه قارئه تدقيقا وتحليلا وأجوبة لكثير من الأسئلة التي يتجاوزها غيره من المفسرين القدامي والمعاصرين . ولا سيما في جوانب البلاغة والبين ، وإن لم يقصر في غيرها من الجوانب المتصلة بالآيات . وقد حظي الكتاب بعناية الباحثين المعاصرين ، فكتبوا عنه الكثير من الدراسات والبحوث . وله طبعة وحيدة في الدار التونسية للنشر بتونس ، وهي المتداولة بين الباحثين في 15 مجلداً . وهو متوفر ولله الحمد بهيئة إلكترونية PDF . وينبغي لكل باحث متخصص في القرآن وعلومه أن يخوض غمار هذا السفر العظيم ، وأن يختمه قراءة وفهماً ولو مرتين حتى يتضلع من علوم هذا الإمام الكبير رحمه الله ، وهذا من أبسط حقوق هذا العالم الذي تعب في تصنيف هذا الكتاب .
10 - أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشنقيطي (ت1393هـ)
وهذا الكتاب من أنفس كتب التفسير وأجودها في تفسير القرآن بالقرآن خصوصاً ، ولا نظير له في المكتبة القرآنية إلآ ما مر معنا في تميز تفسير ابن كثير في جانب تفسير القرآن بالقرآن ، لكن تفسير الشنقيطي تخصص في هذا تخصصا بارعاً ، وأتقن عرض أنواع بيان القرآن للقرآن إتقاناً لم يسبقه فيه أحد من المؤلفين . ولذلك يجد فيه الباحث في هذا الجانب ما لا يجده في غيره . وهو مطبوع في دار عالم الفوائد ، وقد وقف فيه مؤلفه عند آخر سورة المجادلة ، وحاول تلميذه عطية محمد سالم أن يكمله على نفس منهجه جزاه الله خيراً .
تلك عشرة كاملة ، وهذه أبرز التفاسير التي يمكن الإشارة إليها لغير المتخصص من الراغبين في التعمق في التفسير ، وتركت الكثير من الكتب المميزة في التفسير ، التي يمكن للقارئ المتقدم أن ينتفع بها رغبة في الاختصار وعدم تشتيت القارئ ، وإلا فالمكتبة التفسيرية ضخمة جداً ، والمطبوع كثير والمخطوط كثير . ومن التفاسير المميزة التي لم أذكرها :
- تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية المجموع مؤخراً في مكتبة ابن الجوزي في سبعة مجلدات .
- تفسير ابن القيم المجموع باسم الصبح المنير ، وهناك جهود لجمع تفسيره لم تطبع بعد قد تكون أوفى منه .
- البسيط للإمام الواحدي ، وهو متميز في جانب النحو واللغة وتوجيه القراءات ، وهو أوسع كتب الواحدي في التفسير .
- تفسير الفخر الرازي (التفسير الكبير) وقد أعرضت عنه مع أهميته للمتخصص حتى لا أرهق غير المتخصص بعلم الكلام والفلسفة التي ملأ بها كتابه .
- الهداية لمكي بن أبي طالب .
- تفسير القاسمي (محاسن التأويل) .
- إرشاد العقل السليم لأبي السعود العمادي .
- تفسير المنار لمحمد عبده ومحمد رشيد رضا .
- في ظلال القرآن لسيد قطب .
- روح المعاني للألوسي .
وغيرها كثير من الحواشي على تفسير البيضاوي والجلالين وغيرها من الكتب الثمينة المميزة . ولعل الزملاء يضيفون ما قد أكون غفلت عنه لهذه المشاركة ، وسوف أزودها بالصور للأغلفة لاحقاً إن شاء الله تعالى .
السبت 9 رمضان 1433هـ
::::::،،،::::::
::::::،،،::::::
::::::،،،::::::
5-عرض لبعض كتب أصول التفسير المطبوعة
بعد أن فرغت من عرض أبرز كتب غريب القرآن وكتب التفيسر بمستوياتها الثلاثة للمبتدئين والمتوسطين والمتقدمين ، سأعرض في هذا الموضوع أهم كتب (أصول التفسير) المطبوعة التي اطلعتُ عليها ، وهي من أهم ما ينبغي لطالب علم التفسير العناية به ودراسته دراسة عميقة . وسوف أبدأ بذكر الكتب التي شملت معظم مسائل (أصول التفسير) ثم أتبعها بالمؤلفات التي تناولت باباً من أبواب أصول التفسير المهمة .
المقصود بأصول التفسير :
هو العلم الذي يعنى بالقواعد والأصول التي يبنى عليها علم التفسير ، ويدخل في هذا العلم كل مسائل الفروق والقواعد والتعريفات (التفسير، أصول التفسير، علوم التفسير، علوم القرآن) ، وطرق التفسير، والإجماع في التفسير ، والاختلاف فيه وأسباب الاختلاف ، وكيفية التعامل مع الاختلاف في التفسير والترجيح بين أقوال المفسرين والقواعد التي يعتمد عليها في الترجيح، وأصول الرد على الخطأ أو الانحراف في التفسير ، ومشكلات كتب التفسير كالمرويات في التفسير وأسانيدها، الإسرائيليات، مصطلحات المفسرين ونحو هذه المسائل التي تؤثر في فهم القرآن . والتآليف في هذا العلم لم تتبلور بشكل متكامل إلا في العصر الحديث ، وإن كانت أفراد مسائله متوفرة في تطبيقات المفسرين في كتبهم وتفسيراتهم منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى استقرار تلك الأصول والقواعد في عهد السلف رضي الله عنهم .
أولاً : المؤلفات المفردة في أصول التفسير .
- مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) .
وقد تناول فيها مسألة بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن ، واختلاف التنوع والتضاد في تفسير السلف ، وسبب الاختلاف في التفسير من جهة النقل ومن جهة الاستدلال ، وأحسن طرق التفسير ، وبعض المسائل العلمية ذات الصلة بأصول التفسير . وهي مقدمة وجيزة ليست بطويلة ، ولكنها فتحت الباب للتأليف في أصول التفسير على جهة الاستقلال بعد ذلك . وقد حظيت بشروح كثيرة من عدد من العلماء المعاصرين ، فشرحها الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ، وشرحها الدكتور مساعد الطيار وشرحه مطبوع وهو من أجود شروحها .
وشرحها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وهو شرح جيد كذلك .
ولها شروح أخرى كثيرة بعضها مطبوع ، وبعضها غير مطبوع ، وبعضها مسموع في دروس صوتية لعدد من العلماء . وأنصح بالعناية بهذه المقدمة فهي على وجازتها تصلح مدخلا لدراسة أصول تفسير القرآن .
- الفوز الكبير في أصول التفسير لأحمد بن عبدالرحيم الدهلوي .
وهي رسالة وجيزة كتبها المؤلف بالفارسية فلم تشتهر عند الباحثين ، ثم نقلها سلمان الندوي للعربية وطبعت . وعنوان الكتاب ليس دقيقا في أصول التفسير ، فمعظمه بعيد عن أصول التفسير وغالبه كلام في مسائل علوم القرآن ، وقليل منه في أصول التفسير ، وقد نشرته دار البشائر الإسلامية ، وقد شرح هذه الرسالة الوجيزة سعيد بن أحمد البالنبوري وسمى شرحه (العون الكبير شرح الفوز الكبير) .
- التكميل في أصول التأويل لعبدالحميد الفراهي (ت1349هـ) .
وهو مؤلف وجيز غير مكتمل كمعظم مؤلفات هذا العالم الجليل رحمه الله ، وفيه فوائد واجتهادات قيمة للفراهي وهو يصلح للمتخصص، وللأسف أن طبعته نادرة ولا تكاد توجد في المكتبات . وقد ذكر فيه أصولاً راسخة لتأويل القرآن إلى صحيح معناه، فموضوعه: الكلمة والكلام من حيث دلالته على المعنى المراد. وغايته: فهم الكلام وتأويله إلى المعنى المراد المخصوص، بحيث أن ينجلي عنه الاحتمالات. وهذا من جهة العموم، فإن قواعد التأويل تجري في كل كلام، ونفعها عام يتعلق بفهم معنى الكلام من أي لسان كان، ولكن النفع الأعظم منه فهم كتاب الله ومعرفة محاسنه للاعتصام به . وليت الفراهي أكمله .
- فصول في أصول التفسير ، للدكتور مساعد بن سليمان الطيار .
وهذا الكتاب من أول وأجود الكتب المعاصرة المؤلفة في أصول التفسير ، ولم يسبقه أي مؤلف معاصر في طرح هذه الأفكار والمسائل التي طرحها مبكراً عام 1413هـ ، وللدكتور مساعد الطيار سبق وتفرد في طرح كثير من قضايا أصول التفسير التأصيلية جزاه الله عنا خيراً ، وقد ظهرت كثير من الكتب بعده دون أن تشير إليه وهذا ليس من أخلاق أهل العلم . وما يزال مشكوراً يكتب ويؤلف في أصول التفسير وفي مسائله وأسأل الله أن يزيده توفيقا وسداداً ، وقد كتب الدكتور مساعد الطيار مقالة عن تجربته لمدة عشرين عاماً في أصول التفسير تجدها هنا .
- رسالة (أصول في التفسير) للشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله .
وهي رسالة وجيزة جمع فيها الشيخ بعض أصول التفسير وبعض أنواع علوم القرآن ، وهي مقررة في بعض المعاهد ، وتدرس في بعض الدورات العلمية ، وقد شرحها عدد من الباحثين في دروات علمية .
- بحوث في أصول التفسير ومناهجه للدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي .
وهو كتاب قيم ألفه مؤلفه نتيجة لتدريسه لهذا المقرر في كلية المعلمين ، وقد تناول فيه الشيخ أبرز أصول التفسير ومسائله ، وأضاف إليها الكلام عن مناهج التفسير باختصار . وهو كتاب قيم ومقرر في التدريس في بعض الكليات المتخصصة .
- بحوث في أصول التفسير للدكتور علي بن سليمان العبيد .
الكتاب لطيف الحجم حيث يقع في 182 صفحة من القطع العادي ، وقد نشرته مكتبة التوبة في طبعته الأولى عام 1418هـ ، وقد تناول فيه مؤلفه أهم مسائل أصول التفسير باختصار ، وهو كتاب جيد في الموضوع ، اشتمل على خمسة فصول هي :
1- مدخل في معنى التفسير وأصوله .
2- مصادر التفسير ، وذكر منها تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير القرآن بالسنة ، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة ، وتفسير القرآن بأقوال التابعين ، وتفسير القرآن باللغة العربية.
3- ضوابط التفسير . وذكر تحته موضوعات مثل معرفة موضوع القرآن وهدفه ، ودراسة القرآن قبل البدء في تفسيره، والإلمام بعادات العرب في الجاهلية وأهميته ، ومعرفة عرف القرآن والمعهود من معانيه ، ومراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها ، ومراعاة معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به ، ومعرفة سياق الآية والآيات قبلها وبعدها ، والنظر في مجموع الآيات ذات الموضوع الواحد قبل البدء في تفسيرها وغير ذلك من الضوابط المهمة .
4- قواعد التفسير : وذكر فيها إحدى وعشرين قاعدة .
5- شروط المفسر وآدابه ، وذكر تحتها شروط المفسر ، وآداب المفسر .
- التنوير في أصول التفسير للدكتور عبدالسلام مقبل المجيدي .
ويقع الكتاب في 315 صفحة من القطع العادي ، وقد تناول فيه مؤلفه مسائل أصول التفسير وحاول أن يحررها بقدر وسعه ، وقد قدم له بالحديث عن المؤلفات في أصول التفسير قديماً وحديثاً ، ولم أقرأه كاملاً بعد .
- معالم في أصول التفسير للدكتور ناصر بن محمد المنيع .
وهو مؤلف مؤخراً ألفه الدكتور ناصر بعد تدريسه للمقرر أيضاً لطلاب الدراسات العليا ، وقد تناول فيه أبرز مسائل أصول التفسير أو كما سماها (معالم) في أصول التفسير . وقد تناول فيه في ستة مباحث ما يلي :
الفصل الأول : التفسير والتأويل .
الفصل الثاني : تاريخ التفسير .
الفصل الثالث : طرق التفسير .
الفصل الرابع : الدخيل في التفسير .
الفصل الخامس : النُّسخ التفسيرية وأسانيد التفسير .
الفصل السادس : اختلاف المفسرين .
وقد حاول فيه تسهيل العبارة بأسلوب سهل يناسب الطلاب المبتدئين ، مكثراً من الأمثلة والشواهد ؛ مستدلاً على أقواله بكلام العلماء والمفسرين .وقد نشرته دار الصميعي .
- علم أصول التفسير : محاولة في البناء للدكتور مولاي عمر حمادي .
وقد بذل فيه المؤلف جهداً مشكوراً ، وفيه فوائد طيبة ، وقد فاته الكثير من المسائل المهمة التي تعد من أصول التفسير ، وهو من الكتب الجيدة المؤلفة في أصول التفسير للمعاصرين .
ثانياً : المؤلفات في مسائل من أصول التفسير :
- تفسير القرآن بالقرآن : دراسة تأصيلية للدكتور محسن بن حامد المطيري .
- التفسير النبوي للقرآن الكريم دراسة تأصيلية مع دراسة للأحاديث المرفوعة للدكتور خالد بن عبدالعزيز الباتلي .
- تفسير التابعين للدكتور محمد بن عبدالله الخضيري .
- الإجماع عند المفسرين للدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري .
- قواعد التفسير للدكتور خالد بن عثمان السبت .
- قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين بن علي الحربي ، وله مختصر للمؤلف نفسه طبعته دار ابن الجوزي .
- اختلاف السلف في التفسير لمحمد صالح سليمان .
- استدراكات السلف في التفسير للشيخ نايف بن سعيد الزهراني .
- الترجيح بالسنة عند المفسرين للدكتور ناصر الصايغ .
- الأقوال الشاذة في التفسير للدكتور عبدالرحمن الدهش .
- الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم لعبدالرحمن بن معاضة الشهري .
- المفسر : شروطه آدابه مصادره تأليف أحمد قشيري سهل .
- أسباب اختلاف المفسرين للدكتور سعود بن عبدالله الفنيسان .
- أسباب اختلاف المفسرين للدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع .
- التفسير اللغوي للقرآن الكريم للدكتور مساعد بن سليمان الطيار .
- أسباب الخطأ في التفسير : دراسة تأصيلية ، للدكتور طاهر محمود يعقوب .
وغيرها من البحوث القيمة التي كتبت في مسائل مهمة من مسائل أصول التفسير ، وأحسب أننا بحاجة إلى تأليف محرر جامع يلخص أجود ما في هذه المؤلفات المفردة في كتاب واحد ليكون مرجعا جامعا في أصول التفسير .
الأحد 10 رمضان 1433هـ.
::::::،،،::::::
::::::،،،::::::
::::::،،،::::::
6- عرض لبعض الكتب المؤلفة في أمثال القرآن الكريم وشرحها
تردني كثير من الأسئلة عن المؤلفات التي صنفها العلماء والباحثون قديما وحديثا في بيان معاني الأمثال الواردة في القرآن الكريم ، وأيها أنسب للقراءة . فسوف أعرض في هذا الموضوع الكتب المؤلفة في أمثال القرآن ومميزات كل كتاب منها . وهناك مؤلفات في الأمثال في القرآن قديمة ولكنها لم تطبع ، وبعضها مفقود ، فسوف أقتصر على الذي قرأته منها وهو مطبوع ، وهي قليلة .
1 - أمثال القرآن لشمس الدين محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزية (ت 751هـ).
أصل هذا الكتاب جزء من كتاب (إعلام الموقعين) لابن القيم رحمه الله ، جاء استطراداً عند شرح وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء ، وقد أفرد بالنشر وطبع مستقلا باسم أمثال القرآن . وقد طبعه سعيد نمر الخطيب فقدم له بدراسة عن الأمثال وتعريفها ومصادرها ، وترجم لابن القيم ترجمة مطولة ، ثم أورد كلام ابن القيم . وهو كلام قيم مفرق عن بعض الأمثال في القرآن الكريم ، وليس مستوعباً لكل الأمثال في القرآن حيث جاء كلامه عن أمثال القرآن استطراداً .
وفي طبعة إعلام الموقعين المحققة بتحقيق الشيخ مشهور حسن سلمان 2/270-330 أجاد في خدمة نص هذا الجزء من الكتاب جزاه الله خيراً .
2- الأمثال في القرآن الكريم للدكتور محمد جابر فياض .
أصل هذا الكتاب رسالة ماجستير للمؤلف الدكتور محمد جابر فياض ، وقد طبع عام 1414هـ وأصبحت نسخته قليلة في المكتبات ، وهو من أجود ما قرأته في دراسة أمثال القرآن الكريم دراسة تأصيلية مستوعبة . وقد رتب هذه الأمثال القرآنية على ترتيب السور والنزول . ويوجد بهيئة إلكترونية PDF هنا . ولعل الاطلاع على مصادره في البحث تضيف لكم المزيد من المصادر التي تحديثت عن الأمثال في القرآن الكريم فقد ذكر أكثر من 200 مصدراً .
3- الأمثال في القرآن الكريم : أنواعها ، موضوعاتها ، أسلوبها . للدكتور حمد بن عبدالله المنصور .
وهذا الكتاب من أسهل الكتب المؤلفة في أمثال القرآن من حيث العبارة ، وسهولة الترتيب والبيان ، وهو جدير بالقراءة والاطلاع من كل مثقف يرغب في التعرف على حقيقة أمثال القرآن وصورها وأوجه البلاغة التي اشتملت عليها هذه الأمثال .
4- أمثال القرآن وصور من أدبه الرفيع، لعبد الرحمن حسن حنبكة الميداني .
عمد المؤلف إلى التأمل في أصول الأمثال القرآنية وأقسامها وأغراضها وخصائصها، بعد أن تدبر كتب التفسير وعلوم البلاغة وما كتبه الكاتبون حول إعجاز القرآن البياني وهو في دراسته للأمثال في القرآن يعتمد على منهج الاستقراء والتحليل والتصنيف واستخلاص القواعد الكلية واكتشاف الخصائص، كما انه لم يتقيد بمصطلحات علماء البيان وآثر الاستعمال القرآني واستخدام الألفاظ على وفق معانيها ودلالاتها العربية الأصيلة عن طريق الحقيقة أو عن طريق المجاز.
وقد خصص المؤلف القسم الأول من هذا الكتاب لدراسة الأمثال في القرآن حيث تحدث عن القواعد العامة للأمثال القرآنية وقدم تطبيقات عامة على الأمثال القرآنية وأقسامها وأغراض ضرب الأمثال وخصائص الأمثال القرآنية. أما القسم الثاني من الكتاب فقد قدم المؤلف فيه طائفة من الأمثلة تشتمل على صور من أدب القرآن، مقترنة بشيء من التحليل الأدبي، والشرح البياني بأسلوب معاصر. وقد ارتأى المؤلف ضم القسمين معاً في كتاب واحد نظراً إلى التشابه العام بين القسمين ونظراً إلى التداخل بينهما أحياناً.
5- الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله ، للدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجربوع .
وقد طبع في ثلاثة أجزاء في المدينة المنورة ، وهو كتاب قيم ، وفيه فوائد كثيرة عن الأمثال الخاصة بالإيمان بالله فقط . وقد طرح المؤلف عدداً من الموضوعات الجديرة بالبحث في موضوع الأمثال كالأمثال المضروبة لتوحيد العبادة وما يضاده من الشرك بالله ، وكالأمثال المضروبة لكتب الله ويدخل فيها أمثال العلم ، وكالأمثال المضروبة للرسل عليهم الصلاة والسلام وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالأمثال في القرآن .
هذه بعض الكتب المطبوعة المفردة في أمثال القرآن التي يمكن للقارئ الكريم أن يطلع عليها فيها ، وهي كلها مناسبة للقارئ العادي والمتخصص ، وسيجد الجميع فيها ما يفيدهم فعبارتها سهلة ، وقد يكون كتاب محمد جابر فياض فيه بعض التفصيلات التي يحتاجها المتخصص في القرآن وعلومه خصوصاً .
وهناك كتب علوم القرآن القديمة والمعاصرة كلها تعرضت لأمثال القرآن على وجه التعريف به وضرب بعض الأمثلة من القرآن الكريم ، وفوائد ضرب الأمثال التربوية وغيرها .