" هذا ربي "

أبو المنذر

New member
إنضم
12/06/2003
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
هل يوجد قول لأهل التفسير يرى ان ابراهيم عليه السلام عندما قال عن الكواكب " هذا ربي " أنه كان صغيراً وما تفسير الآيات - جُزيتم خيرا - .؟
 
هل يوجد قول لأهل التفسير يرى ان ابراهيم عليه السلام عندما قال عن الكواكب " هذا ربي " أنه كان صغيراً وما تفسير الآيات - جُزيتم خيرا - .؟

إبراهيم عليه الصلاة والسلام

وكلمة صغير تحتمل أكثر من معنى فقد يكون المراد طفلاً صغيرا لم يبلغ الحلم ، وقد يكون فتى راشداً لم يبلغ سن الكهولة.
فأيهما تقصد؟

أما تفسير الآيات فإبراهيم عليه الصلاة والسلام كان يناظر قومه ليثبت لهم أن الكواكب التي يعبدونها من دون الله لا تصلح أن تكون هي الخالقة لهذا الكون والمدبرة لأمره حتى تعبد.
فلما أقام عليهم الحجة تبرأ منهم ومما يعبدون وأخبرهم عن من يعبد ولماذا يعبده.
 
السلام عليكم
إن القوم كانوا يعبدون الأصنام ويعكفون لتماثيل
وكونه صغيرا أى فتى حديث السن لايحتاج لقول من أهل التفسير لأنه ثابت " قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ "
و ابراهيم لما بلغ الحلم أنكر على أبيه وقومه عبادة الأصنام فقال لأبيه " أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً "
ولأنه أنكر الباطل الذي عليه أباه وقومه منّ الله عليه "وَكَذَلِكَ نُرِيۤ إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ "
ولم يكن يناظر القوم فهو لم يكن يعلم -فى ذلك الحين -من ربه "...قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ "فقوله هذا يعنى أنه لم يعلم ربه بعد
ومجىء الكواكب فى الآية كان من اراءة ملكوت السموات والأرض ؛ فلما رأى كوكب ثم القمر ثم الشمس أدرك أن ربه هو من خلق هذا كله "قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ *إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ "
فهو عليه الصلاة والسلام سلك طريق الاستدلال بآيات الخلق التى أراه الله اياها ؛ وكان يستقرئها ويتدبرها
ثم اتاه الله رشده
والمناظرة والمحاجة كانت بعد ذلك " وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ .."
وفى هذه الآيات دليل على من قال :إن الصبى يولد لأبوين يعبدون الأصنام أو ....؛وبالطبع يكون مثلهم فلما يحاسب ؟!
إنه يجب أن يفكر بما فيه من فطرة وبما يرى من آيات الخلق ليوجه وجهه للذى فطر السموات والأرض
 
السلام عليكم
ولم يكن يناظر القوم فهو لم يكن يعلم -فى ذلك الحين -من ربه "...قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ "فقوله هذا يعنى أنه لم يعلم ربه بعد
ومجىء الكواكب فى الآية كان من اراءة ملكوت السموات والأرض ؛ فلما رأى كوكب ثم القمر ثم الشمس أدرك أن ربه هو من خلق هذا كله "قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ *إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ "
فهو عليه الصلاة والسلام سلك طريق الاستدلال بآيات الخلق التى أراه الله اياها ؛ وكان يستقرئها ويتدبرها
ثم اتاه الله رشده
والمناظرة والمحاجة كانت بعد ذلك " وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ .."

أخونا مصطفى
معرفة الله في فطرة الخلق جميعا
فقولك إن إبراهيم لم يكن يعرف ربه غير صحيح لأنه لا دليل عليه .
ثم إن قوله:
... قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) سورة الأنعام
وتأمل الآيات وبخاصة قوله " إني بريء مما تشركون" فهم يعرفون معنى هذه العبارة جيدا فتأمل هذا فإنه يرد قولك .
ويرده قوله:
قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)
وهذه هداية وحي ونبوة ، فالبشرية لاتزال ـ وإن انحرفت في فترة من الفترات ـ على صلة بالسماء.
 
السلام عليكم
ابراهيم يرى أباه وقومه فى ضلال مبين , مجرد رؤية ؛ أين الوحى فى هذا ؟
 
السلام عليكم
ابراهيم يرى أباه وقومه فى ضلال مبين , مجرد رؤية ؛ أين الوحى فى هذا ؟

وهذا دليل آخر

ما دام أنه حكم عليهم بأنهم في ضلال مبين "واضح لا لبس فيه" فمعنى ذلك أن الطريق الصحيح كان معروفا على الأقل عنده هو.
وإذا عدت إلى قصة إبراهيم في سورة الأنبياء اتضح لك الأمر، فإن قصته مع قومه هناك شبيهة بقصته هنا.
وكذلك حواره مع أبيه في سورة مريم وحواره مع أبيه وقومه في الشعراء يتضح لك الأمر بجلاء.
إن إبراهيم كان يعرف ربه بل وحتى قومه الذين يعبدون الأصنام كان يعرفون ربهم الخالق.
 
ولم يكن يناظر القوم فهو لم يكن يعلم -فى ذلك الحين -من ربه "...قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلضَّالِّينَ "فقوله هذا يعنى أنه لم يعلم ربه بعد


أخي الفاضل،
كيف لم يكن يعرف ربه وهو القائل في الآية التي استدللت بها : (قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين)

وكم من مرة نفى الله تبارك وتعالى عنه الشرك فلا تكاد تجد ذكر الحنيفية أو حنيفا إلا وهي مقترنة بنفي الشرك (وما كان من المشركين)؟
فهو عليه الصلاة والسلام لم يكن مشركا.

وكذلك ما أشرك في قوله " هذا ربي " في مناظرته لقومه ..
فقوله هذا هو من باب متابعتهم في قولهم لإلزامهم وإفحامهم .
ذلك لاعتقادهم أن الشمس ملك الفلك ورب الأرباب.
فقوله "هذا ربي" هو موافقة لهم على سبيل إلزام الخصم وهو من أبلغ طرق المناظرة.
(فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين)


وهي أيضا شبيهة بقوله : " بل فعله كبيرهم هذا"
فهي إلزام وإفحام لهم.
فهم مع إقرارهم أن أصنامهم لا تنطق ولا تسمع .. لكنهم كانوا يؤمنون أنها قادرة على الفعل ولهذا يعبدونها ويرجون منها الخير ويتقون منها الشر.
فها هو هنا يوافقهم ـ على سبيل الإلزام ـ أنها تفعل
فيقول لهم: أن كبير أصنامهم فعل هذا .

ثم يسخر منهم فيقول : فاسألوهم إن كانوا ينطقون
مع أنهم هم وهو عليه السلام يقرون أن أصنامهم لا ينطقون .
وهذا الإفحام ظاهر في سياق الآية:
(فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم فقالوا من فعل هذا بآلهتنا قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ثم نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) الأنبياء 58 ـ 65
 
السلام عيكم
هو يعلم أن له رب ؛ولكن لايعلم من هو
أبوه وقومه اتخذوا أصناما آلهة ؛رأي هو أن الأصنام لا تصلح فحكم بالضلال عليهم
لابد أن يحكم أنهم على خطأ لكى يلتمس الحق وإلا سيكون منهم ؛ فدافعه للبحث هو انكاره ما هم فيه
كيف لم يكن يعرف ربه وهو القائل في الآية التي استدللت بها : (قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين)
بل هى دليل أنه لايعلم من ربه ؛ قال أن القمر ربه فلما أفل أيقن أن القمر لايصلح أن يكون ربا ؛ فسأل : إذن من ربى ؛إنى لا أستطيع أن أعلم من ربى باجتهادى ؛ لئن لم يهدنى ربى ويخبرنى عن نفسه لأكونن من القوم الضالين
أخى الكريم
مادليل المناظرة فى هذه الآيات ؛ ومن حدد الطرق البليغة للمناظرة ؛ واذكر لى مناظرة تؤيد قولك
فقوله "هذا ربي" هو موافقة لهم على سبيل إلزام الخصم وهو من أبلغ طرق المناظرة.
لقد حاجه قومه بعد هذا ؛ بعد أن أعلن أنه برئ مما يشركون
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ،
1.طلب إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ الهداية في قوله (لئن لم يهدني ربي) ليست لأنه لا يعرفه. كيف لا يعرفه وقد أراه الله عز وجل ملكوت السماوات والأرض ليكون من الموقنين؟ (َكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ)
إنما طلبه للهداية هنا هو للتثبيت على الهدى وقيل طلب الهداية لكيف يُعبد الله ويوحد. ومثله دعاء الأنبياء للتثبيت على الهدى.. ومثله قولنا في صلاتنا ( اهدنا الصراط المستقيم)
قال القرطبي رحمه الله:
(لئن لم يهدني ربي) (أَيْ لَمْ يُثَبِّتنِي عَلَى الْهِدَايَة . وَقَدْ كَانَ مُهْتَدِيًا)

وقال أيضا:
" وقال النحاس : ومن أحسن ما قيل في هذا ما صح عن ابن عباس أنه قال في قول الله عز وجل : " نور على نور " [ النور : 35 ] قال : كذلك قلب المؤمن يعرف الله عز وجل ويستدل عليه بقلبه , فإذا عرفه ازداد نورا على نور ; وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله , فعلم أن له ربا وخالقا . فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال : " أتحاجوني في الله وقد هدان "

قلت(شاكر) ويكفيك أخي الكريم قول العليم الحكيم ( وما كان من المشركين) فهي نافية أن يكون إبراهيم قد وقع في الشرك لا في طفولته ولا بعدها. ومن زعم غير ذلك فعليه بالدليل.

2. قولك "مادليل المناظرة فى هذه الآيات ؛ ومن حدد الطرق البليغة للمناظرة ؛ واذكر لى مناظرة تؤيد قولك"
فالجواب : لو عدت لأقوال المفسرين لوجدت الكثير من هذا. وقد كنت ذكرت لك مثالا كيف تابعهم ابراهيم عليه السلام على أن الأصنام تفعل مع يقينه وإيمانه أنها لا تقدر على الفعل. ولا بأس بمثال آخر ذكره القرطبي رحمه الله عن الزجاج :
". قال : والجواب عندي أنه قال " هذا ربي " على قولكم ; لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والشمس والقمر ; ونظير هذا قوله تعالى : " أين شركائي " [ النحل : 27 ] وهو جل وعلا واحد لا شريك له . والمعنى : أين شركائي على قولكم ."[/U[.

3.قولك أخي الكريم (لقد حاجه قومه بعد هذا ؛ بعد أن أعلن أنه برئ مما يشركون) خطأ.
فالمحاجة والمناظرة بدأت قبل هذا وهي ظاهرة في السياق.
لاحظ ـ بارك الله فيك ـ ترتيب السياق في هذه الآيات من سورة الأنعام :


(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80)

قال البغوي رحمه الله في التفسير:
" ثم قالوا: فيه أربعة أوجه من التأويل:
أحدها: أن إبراهيم عليه السلام أراد أن يستدرج القوم بهذا القول ويعرفهم خطأهم وجهلهم في تعظيم ما عظموه, وكانوا يعظمون النجوم ويعبدونها, ويرون أن الأمور كلها إليها فأراهم أنه معظم ما عظموه وملتمس الهدى من حيث ما التمسوه, فلما أفل أراهم النقص الداخل على النجوم ليثبت خطأ ما يدّعون, ومثل هذا مثل الحواري الذي ورد على قوم يعبدون الصنم, فأظهر تعظيمه فأكرموه حتى صدروا في كثير من الأمور عن رأيه إلى أن دهمهم عدو فشاوروه في أمره, فقال: الرأي أن ندعو هذا الصنم حتى يكشف عنا ما قد أظلنا, فاجتمعوا حوله يتضرعون فلما تبين لهم أنه لا ينفع ولا يدفع دعاهم إلى أن يدعوا الله فدعوه فصرف عنهم ما كانوا يحذرون, فأسلموا.

والوجه الثاني من التأويل: أنه قاله على وجه الاستفهام تقديره: أهذا ربي؟ كقوله تعالى: أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (الأنبياء: 34)؟ أي: أفهم الخالدون؟ وذكره على وجه التوبيخ منكرا لفعلهم, يعني: ومثل هذا يكون ربا, أي: ليس هذا ربي.

والوجه الثالث: أنه على وجه الاحتجاج عليهم, يقول: هذا ربي بزعمكم؟ فلما غاب قال: لو كان إلها لما غاب, كما قال: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (الدخان: 49), أي: عند نفسك وبزعمك, وكما أخبر عن موسى أنه قال: وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ (طه :97) يريد إلهك بزعمك.

والوجه الرابع: فيه إضمار وتقديره يقولون هذا ربي, كقوله وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ,(البقرة: 127) أي: يقولون ربنا تقبل منا. ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ) وما لا يدوم.



**


وهذا مختصر مفيد من تفسير السعدي رحمه الله:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) إلى آخر القصة.

يقول تعالى: واذكر قصة إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، مثنيا عليه ومعظما في حال دعوته إلى التوحيد، ونهيه عن الشرك،
وإذ قال لأبيه ( آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً )
أي: لا تنفع ولا تضر وليس لها من الأمر شيء،
( إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
حيث عبدتم من لا يستحق من العبادة شيئا، وتركتم عبادة خالقكم، ورازقكم، ومدبركم.

( وَكَذَلِكَ ) حين وفقناه للتوحيد والدعوة إليه
( نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ )
أي: ليرى ببصيرته، ما اشتملت عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة
( وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )
فإنه بحسب قيام الأدلة، يحصل له الإيقان والعلم التام بجميع المطالب.

فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ
أي: أظلم رَأَى كَوْكَبًا لعله من الكواكب المضيئة، لأن تخصيصه بالذكر، يدل على زيادته عن غيره، ولهذا -والله أعلم- قال من قال: إنه الزهرة.

قَالَ هَذَا رَبِّي أي: على وجه التنزل مع الخصم
أي: هذا ربي، فهلم ننظر، هل يستحق الربوبية؟
وهل يقوم لنا دليل على ذلك؟ فإنه لا ينبغي لعاقل أن يتخذ إلهه هواه، بغير حجة ولا برهان.

فَلَمَّا أَفَلَ أي: غاب ذلك الكوكب
قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ
أي: الذي يغيب ويختفي عمن عبده، فإن المعبود لا بد أن يكون قائما بمصالح من عبده، ومدبرا له في جميع شئونه، فأما الذي يمضي وقت كثير وهو غائب، فمن أين يستحق العبادة؟! وهل اتخاذه إلها إلا من أسفه السفه، وأبطل الباطل؟!

فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا
أي: طالعا، رأى زيادته على نور الكواكب ومخالفته لها
قَالَ هَذَا رَبِّي تنزلا.

فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
فافتقر غاية الافتقار إلى هداية ربه، وعلم أنه إن لم يهده الله فلا هادي له، وإن لم يعنه على طاعته، فلا معين له.

فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ
من الكوكب ومن القمر.
فَلَمَّا أَفَلَتْ تقرر حينئذ الهدى، واضمحل الردى فـ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ حيث قام البرهان الصادق الواضح، على بطلانه.

إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا
أي: لله وحده، مقبلا عليه، معرضا عن من سواه.

وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
فتبرأ من الشرك، وأذعن بالتوحيد، وأقام على ذلك البرهان [وهذا الذي ذكرنا في تفسير هذه الآيات، هو الصواب، وهو أن المقام مقام مناظرة، من إبراهيم لقومه، وبيان بطلان إلهية هذه الأجرام العلوية وغيرها. وأما من قال: إنه مقام نظر في حال طفوليته، فليس عليه دليل] .

وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ
أيُّ فائدة لمحاجة من لم يتبين له الهدى؟
فأما من هداه الله، ووصل إلى أعلى درجات اليقين، فإنه –هو بنفسه- يدعو الناس إلى ما هو عليه.

وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ
فإنها لن تضرني، ولن تمنع عني من النفع شيئا.

إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ
فتعلمون أنه وحده المعبود المستحق للعبودية.

وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ
وحالها حال العجز، وعدم النفع،

وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا
أي: إلا بمجرد اتباع الهوى.
فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
 
السلام عليكم
أنقل ما نقلت عن النحاس
وكذا إبراهيم عليه السلام عرف الله عز وجل بقلبه واستدل عليه بدلائله , فعلم أن له ربا وخالقا . فلما عرفه الله عز وجل بنفسه ازداد معرفة فقال : " أتحاجوني في الله وقد هدان "
إذن نقر أن هناك مرحلتان ؛مرحلة الاستدلال ومرحلة أن يعرفه الله بنفسه ؛ هذا ما أقوله !! وزدت أن فى مرحلة الاستدلال كان لا يعلم اسم ربه فعرفه الله بعد أن أراه ملكوت السموات والأرض
ولادلالة فى القول -هذا ربى - على الشرك الذى أنكره عليهم لاتخاذهم آلهة متعددة ولكونها أصناما لاتنفع ولا تضر ؛ فهو يسعى للتوحيد ويتساءل من هو الاله الواحد
؛هو يقول -هذا ربى -على سبيل التفكر والاستدلال والتساؤل :هل يكون هذا ربى
وجاء فى اللباب
وأما الاحتمال الثاني: فهو أنه - عليه الصَّلاة والسَّلام - ذكر هذا الكلامَ قبل البلوغ، وتقريره أن يقال: كان قَدْ خُصَّ إبراهيم - عليه السلام - بالعقل الكامل، والقَريحةِ الصَّافية، فخطر ببالِهِ قبل بلوغه إثبات الصانع - تعالى - فتفكَّرَ فرأى النجوم، فقال: " هَذّا رَبِّي " فلمَّا شاهد حَرَكاتِهِ قال: { لا أحِبُّ الآفلين } ثم إنه - تعالى - أكمل بلوغه في قوله تعالى:
{ قَالَ يَٰقَوْمِ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }
[الأنعام:78].
والاحتمال الأول أوْلَى بالقبول؛ لما ذكرنا من الدلائل.


يقصد احتمال أنها مناظرة ؛ ولكن الاحتمال الثانى له وجاهته للأسباب الآتية :
1-نُرى فى الحال والاستقبال ؛ ولماذا نريه؟ ..ل...وليكون من الموقنين ؛ وهل لو أعلمناه وحيا يختلف الأمر ؟...نعم والأفضل ما اختاره الله وقضاه ؛وقد أراه الله - بعد أن قال لأبيه ما قال -الكوكب ثم القمر ثم الشمس ؛ والاراءة كانت بأن أبصر وتفكر فلم يصعد إلى السماء أو حتى على جبل
2-حرف الفاء فى -فلما - أفاد ترتيبا لأحداث عاينها وتفكر فيها
3-اعلان البراءة مما يشركون كان بعد أفول الشمس ؛فقد أيقن أنه على حق أنه يجب ألا يكون هناك شرك
4-وجه وجهه للذي فطر السموات والأرض ولم يقل أنه وجهها لله فلم يكن عرف الاسم بعد

والسؤال
-هل كانت اراءته ملكوت السموات والأرض بعد أن ءاتاه الله رشده أم كانت سببا
-هل يمكن أن يتكرر هذا السؤال من آحاد البشر أم هو خاص بابراهيم
-هل أمرهم فى الآيات بعبادة الله
-هل قال -ياأبت اتبعنى - فى نفس الموقف أم بعد أن عرفه الله ثم نُبأ ثم كُلف بالدعوة
-هل مناظرته لهم فى سورة الأنبياء فيها تنزل منه ؟ ..لا ؛ كانت بعد أن عرف الله فقال لهم " بل ربكم رب السموات والأرض ..."وأعلن " وأنا على ذلكم من الشاهدين "
-هل ذكرت آيات الأنعام -قالوا- ؟.. لا ..؛ فكيف تسمى مناظرة ولم يذكر لهم رد ؟
 
مع كل احتراماتي أخي العزيز إلا أن ردك الأخير غريب وعجيب !

وأبدأ بما انتهيت فيه بقولك: "هل ذكرت آيات الأنعام -قالوا- ؟.. لا ..؛ فكيف تسمى مناظرة ولم يذكر لهم رد ؟"

الجواب: الآيات لا زالت ماثلة أمامك وفيها (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ) 80

وفيها أيضا يذكر اسم الله بالإسم
وقبلها يقول "ربي"
ثم بعدها يصفه (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79))

فكيف بعد هذا كله تقول :
" 4-وجه وجهه للذي فطر السموات والأرض ولم يقل أنه وجهها لله فلم يكن عرف الاسم بعد"

فأقول :كيف يوجه وجههه لمن لا يعرفه ثم يقول (حنيفا وما أنا من المشركين) .. ما أنا مشرك بمن ؟؟

وأي فرق بينها وبين الآية في الأنبياء (بل ربكم رب السموات والأرض ) ؟؟ فهنا أيضا لا يذكر الله بالإسم ..!!

والعجيب أنك عدت لتقول : "هل مناظرته لهم فى سورة الأنبياء فيها تنزل منه ؟ ..لا ؛ كانت بعد أن عرف الله فقال لهم " بل ربكم رب السموات والأرض ..."وأعلن " وأنا على ذلكم من الشاهدين "

وسؤالي لك :هل الذي فطر السموات والأرض(في الأنبياء) .. غير رب السموات والأرض(في الأنعام) .. غير الله ـ تعالى الله ـ ؟!

لماذا وجه وجهه لله تبارك وتعالى؟!!
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) 79

قال الطبري:" ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَنَّ تَوْجِيهه وَجْهه لِعِبَادَتِهِ بِإِخْلَاصِ الْعِبَادَة لَهُ وَالِاسْتِقَامَة فِي ذَلِكَ لِرَبِّهِ عَلَى مَا يَجِب مِنْ التَّوْحِيد , لَا عَلَى الْوَجْه الَّذِي يُوَجِّه لَهُ وَجْهه مَنْ لَيْسَ بِحَنِيفٍ , وَلَكِنَّهُ بِهِ مُشْرِك."

وقال القرطبي:
أيْ قَصَدْت بِعِبَادَتِي وَتَوْحِيدِي لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْده . وَذَكَرَ الْوَجْه لِأَنَّهُ أَظْهَر مَا يَعْرِف بِهِ الْإِنْسَان صَاحِبه . " حَنِيفًا " مَائِلًا إِلَى الْحَقّ .

(وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ)
قال القرطبي:
دَلِيل عَلَى الْحِجَاج وَالْجِدَال ؟ حَاجُّوهُ فِي تَوْحِيد اللَّه .

إلى أن قال تعالى:
(وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) 83

قال القرطبي:
تِلْكَ إِشَارَة إِلَى جَمِيع اِحْتِجَاجَاته حَتَّى خَاصَمَهُمْ وَغَلَبَهُمْ بِالْحُجَّةِ .


وأستغرب أخي منك إستغرابك أن يكون إبراهيم عليه السلام لايعرف ربه أوأنه لا يعرف التوحيد بطفولته، فإذا كان عوام البشر يعرفون ربهم بالفطرة فكيف بالمعصومين من الأنبياء والرسل ؟
قال تعالى:
{ وَإِذْ أَخَذَ رَبّك مِنْ بَنِي آدَم مِنْ ظُهُورهمْ ذُرِّيَّاتهمْ وَأَشْهَدهُمْ عَلَى أَنْفُسهمْ أَلَسْت بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } الأعراف:172
قال الطبري رحمه الله:
قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس : خَلَقَ اللَّه آدَم , ثُمَّ أَخْرَجَ ذُرِّيَّته مِنْ ظَهْره , فَكَلَّمَهُمْ اللَّه وَأَنْطَقَهُمْ , فَقَالَ : أَلَسْت بِرَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى , ثُمَّ أَعَادَهُمْ فِي صُلْبه , فَلَيْسَ أَحَد مِنْ الْخَلْق إِلَّا قَدْ تَكَلَّمَ فَقَالَ رَبِّيَ اللَّه , وَإِنَّ الْقِيَامَة لَنْ تَقُوم حَتَّى يُولَد مَنْ كَانَ يَوْمئِذٍ أُشْهِدَ عَلَى نَفْسه.

ثم نقل عن أُبي بن كعب:
وَخَصَّ الْأَنْبِيَاء بِمِيثَاقٍ آخَر , قَالَ اللَّه : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنْ النَّبِيِّينَ مِيثَاقهمْ وَمِنْك وَمِنْ نُوح وَإِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى اِبْن مَرْيَم وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا } 33 7 وَهُوَ الَّذِي يَقُول تَعَالَى ذِكْره : { فَأَقِمْ وَجْهك لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لِخَلْقِ اللَّه } 30 30

قلت(شاكر) وإذا كان مشركو العرب ـ قبل بعثة نبينا ـ يعرفون الله تبارك وتعالى بالإسم :
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ) العنكبوت:61
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَـزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) العنكبوت:63

فهل نستغرب بعد هذا على أبي الأنبياء وإمام الحنفاء الذي { جاء ربه بقلب سليم } [ الصافات : 84 ] قال الزجاج :أي لم يشرك به قط ؟
والذي آتاه الله الرشد ؟
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيم رُشْده مِنْ قَبْل } الأنبياء:51
نقل الطبري عن مجاهد: قَالَ : هَدَيْنَاهُ صَغِيرًا
{ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ }
يَقُول : وَكُنَّا عَالِمِينَ بِهِ أَنَّهُ ذُو يَقِين وَإِيمَان بِاَللَّهِ وَتَوْحِيد لَهُ , لَا يُشْرِك بِهِ شَيْئًا .


وقال القرطبي:
وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ
قَالَ الْفَرَّاء : أَيْ أَعْطَيَاهُ هُدَاهُ .

مِنْ قَبْلُ

أَيْ مِنْ قَبْل النُّبُوَّة ; أَيْ وَفَّقْنَاهُ لِلنَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَال , لَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْل فَرَأَى النَّجْم وَالشَّمْس وَالْقَمَر . وَقِيلَ : " مِنْ قَبْل " أَيْ مِنْ قَبْل مُوسَى وَهَارُون . وَالرُّشْد عَلَى هَذَا النُّبُوَّة . وَعَلَى الْأَوَّل أَكْثَر أَهْل التَّفْسِير ; كَمَا قَالَ لِيَحْيَى : " وَآتَيْنَاهُ الْحُكْم صَبِيًّا " [ مَرْيَم : 12 ] . وَقَالَ الْقَرَظِيّ : رُشْده صَلَاحه .

وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ

أَيْ إِنَّهُ أَهْل لِإِيتَاءِ الرُّشْد وَصَالِح لِلنُّبُوَّةِ .

.
 
السلام عليكم
الآيات لا زالت ماثلة أمامك وفيها (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ) 80
هذا بعد ما عرف وقال لهم إنى برىء مما تشركون ؛ فهل فى "فلما جن عليه الليل ..." محاجة ؟
المحاجة بدأت بعدما عرف وهى كالتى فى الأنبياء ابتداءا من هنا
وفيها أيضا يذكر اسم الله بالإسم
نعم فقد هداه الله وعلم
وقبلها يقول "ربي"

أشار للكوكب ,أشار للقمر أشار للشمس قائلا هذا ربى ؛ثم تيقن أن أي منها ليس ربه
ثم قال لئن لم يهدنى ربى لأعرفه فلن أعرفه وأكون من الضالين
ولقد قلت فى المداخلة السابقة
ولادلالة فى القول -هذا ربى - على الشرك الذى أنكره عليهم لاتخاذهم آلهة متعددة ولكونها أصناما لاتنفع ولا تضر ؛ فهو يسعى للتوحيد ويتساءل من هو الاله الواحد
؛هو يقول -هذا ربى -على سبيل التفكر والاستدلال والتساؤل :هل يكون هذا ربى

والعجيب أنك عدت لتقول : "هل مناظرته لهم فى سورة الأنبياء فيها تنزل منه ؟ ..لا
ياأخى إن القول أن قوله هذا ربى كان تنزلا منه مردود بدليل أنه فى سورة الأنبياء ناظرهم فلم يتنزل ولايجب أن يتنزل ؛ بل قال الحق ؛ ؛ فكيف تقول أنه فى الأنعام قال هذا ربى تنزلا ؟

وسؤالي لك :هل الذي فطر السموات والأرض(في الأنبياء) .. غير رب السموات والأرض(في الأنعام) .. غير الله ـ تعالى الله ـ ؟!
تعالى الله
وكأنك تتفترض أن كل مؤمن من لحظة دخوله الاسلام أحصى أسماء الله وصفاته

وأستغرب أخي منك إستغرابك أن يكون إبراهيم عليه السلام لايعرف ربه أوأنه لا يعرف التوحيد بطفولته،

وكأنك تفترض أن أخذ الميثاق على النبيين كان وهم أجنة أو أطفالا

قلت(شاكر) وإذا كان مشركو العرب ـ قبل بعثة نبينا ـ يعرفون الله تبارك وتعالى بالإسم :
نعم
ومنهم من لايعلم اسم الله الرحمن "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً "

مِنْ قَبْلُ

أَيْ مِنْ قَبْل النُّبُوَّة ; أَيْ وَفَّقْنَاهُ لِلنَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَال , لَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْل فَرَأَى النَّجْم وَالشَّمْس وَالْقَمَر .

وهل قلت إلا هذا ؛ لم يكن نبيا حين نظر وتفكر واستدل
فهل هو استدلال ليبنى عليه معتقد ؛ أم ليصحح معتقد ؛ أم عودة لمناقشة ما اعتقد ؟


وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ

أَيْ إِنَّهُ أَهْل لِإِيتَاءِ الرُّشْد وَصَالِح لِلنُّبُوَّةِ .

نعم

ولم لم تعلق على الأسئلة ؟
-هل كانت اراءته ملكوت السموات والأرض بعد أن ءاتاه الله رشده أم كانت سببا
-هل يمكن أن يتكرر هذا السؤال من آحاد البشر أم هو خاص بابراهيم
-هل أمرهم فى الآيات بعبادة الله
-هل قال -ياأبت اتبعنى - فى نفس الموقف أم بعد أن عرفه الله ثم نُبأ ثم كُلف بالدعوة
وأضيف
إن استدلال ابراهيم له علاقة بموضوع سورة الأنعام

إن كل انسان بالفطرة يعلم أن له ربا ؛ فليستدل بآيات ربه ؛ وليقاوم دعوات الشياطين أن يتخذ أربابا باطلة ؛ فمن صح استدلاله وصدق عزمه هداه الله إليه وعرفه عن نفسه
فقد رغب ابراهيم عن الآلهة الباطلة وتساءل عن الحق فهداه الله وأتاه حجته وزاده هدى
والحجة هل أوتيها جملة واحدة أم متدرجة كما فى محاجته للنمرود
" نرفع درجات من نشاء " أليست درجة درجة بعدما ابتلى بكلمات أم تقول أنه وصل للامامة والنبوة والرسالة درجة واحدة
إن القول أن استدلاله بما أراه الله من ملكوت السموات والأرض كان بعد أن نُبأ -علاوة على أنه لادليل عليه - فإنه يصرف متدبر القرآن عن المغزى من استدلال ابراهيم ؛وعن لماذا أمرنا باتباع ملة ابراهيم
 
أعتذر على التأخير لأسباب خاصة طرأت

أعتذر على التأخير لأسباب خاصة طرأت

أيها الأخ الفاضل الكريم،
حتى لا يطول الحوار ويتشعب أو لكي لا يتحول إلى مراء لا فائدة منه ـ وعندها رحم الله من تركه ولو كان محقا ـ فأقول:

1. ليتك تدعم ما تُقرره من مسائل بالأدلة أو بأقوال أهل التفسير.


2. على أي أساس قررت أن المناظرة في الأنعام بدأت كما تقول (لقد حاجه قومه بعد هذا ؛ بعد أن أعلن أنه برئ مما يشركون) فالسياق القرآني متتابع وابتدأ بـ (إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) على أي أساس فصلت بينهما وقسمتها إلى ما قبل وما بعد المناظرة؟


3. تعال معي نتابع السياق وهو أن الله تبارك وتعالى أراه ملكوت السموات والأرض ليكون من الموقنين .. موقن بماذا ؟


4. أيعقل بعد أن رأى ملكوت السموات والأرض وصار من الموقنين يبدأ من جديد مرحلة الاستدلال ـ على قولك ـ فيتحزر ـ حاشاه ـ ساعة يقول الكوكب ربي .. وساعة القمر ربي .. وأخرى الشمس ربي؟ أيعقل هذا يا أخي ؟!! ثم لماذا بهذا الموقف بالذات بدأ يستكشفهم ويظن أنهم أرباب ـ على قولك ـ ؟ ألم يكن قبلها يرى كل يوم وليلة الكواكب والقمر والشمس وهم يأفلون؟!


5. ثم نتابع السياق فنجد أنه لما رأى القمر قد أفل .. طلب الهداية (فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) ـ زيادة هداية وتثبيت .. ليست ليعرفه الله بنفسه ـ والسؤال : ألم يستجب الله تعالى لدعائه ؟ ، والجواب: نعم بكل تأكيد، وكيف لا وقد جعله قبلها من الموقنين !!


6. أيعقل بعد هذا كله (اليقين والهداية) أن يقول عن الشمس هذا ربي هذا أكبر كما تابع السياق ؟!!


7. هل من المعقول أن رجلا يقول لقومه أنتم في ضلال مبين وأنا على الحق .. ثم يتحزر أمامهم عن ماهية هذا الحق؟!


8. أنت إلى هنا أخي الكريم تقول أن المناظرة لم تبدأ بعد .. !! وأنها بدأت : بعد أن أعلن أنه برئ مما يُشركون وعندها حاجه قومه .. وسؤالي لك :حاجوه على أي شئ ؟ وأي فائدة تُرجى من المناظرة بعدها وقد أعلن برائته منهم؟! وبعد أن أعلمهم أنه وجه وجهه لله مجردا التوحيد له حنيفا وأنه ليس بمشرك؟


9. وحاجه قومه .. الحجاج هنا لا زال على أن الكواكب والقمر والشمس أرباب تضر وتنفع !


10. فيتحداهم (وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ) بينما أنتم (لا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ) ثم يسألهم (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ .)؟؟!!


11. ثم يقرر تعالى أن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ـ أي بشرك ـ ( أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ )


12. ثم يختم السياق هذه المناظرة بقوله (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ) فما هي بظنك الحجة التي أعطاها تعالى لإبراهيم على قومه ؟ إن لم تكن استدراجهم أنها أرباب ثم إشهداهم أنها تأفل وأنها لا تضر ولا تنفع وعليه فهو لا يخافها وأنه أحق بالأمن .. أقول إن لم تكن هذا كله .. فما تكون ؟؟


13. ألا نخلص من هذا أن قول إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال " هذا ربي " تنزلا واستدراجا لإفحامهم وهو ما يتوافق مع عصمة الرسل ؟ أي أنه قالها من باب المناظرة .. لا من باب النظر والاستدلال ؟!


14. فهذا أخي الفاضل ما أراه صوابا وهو ليس قولا لي وإنما أراه الأرجح من أقوال أهل العلم والتفسير. وأختم بما قاله ابن كثير رحمه الله في التفسير لآيات سورة الأنعام، وفيه إجابة على أكثر أسئلتك.

"والحق أن إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، كان في هذا المقام مناظرا لقومه، مبينا لهم بطلان ما كانوا عليه من عبادة الهياكل والأصنام، فبين في المقام الأول مع أبيه خطأهم في عبادة الأصنام الأرضية، التي هي على صورة الملائكة السماوية، ليشفعوا لهم إلى الخالق العظيم الذين هم عند أنفسهم أحقر من أن يعبدوه، وإنما يتوسلون إليه بعبادة ملائكته، ليشفعوا لهم عنده في الرزق والنصر، وغير ذلك مما يحتاجون إليه. وبين في هذا المقام خطأهم وضلالهم في عبادة الهياكل، وهي الكواكب السيارة السبعة المتحيرة، وهي: القمر، وعطارد، والزهرة، والشمس، والمريخ، والمشترى، وزحل، وأشدهن إضاءة وأشرقهن عندهم الشمس، ثم القمر، ثم الزهرة. فبين أولا أن هذه الزهرة لا تصلح للإلهية؛ لأنها مسخرة مقدرة بسير معين، لا تزيغ عنه يمينًا ولا شمالا ولا تملك لنفسها تصرفا، بل هي جرم من الأجرام خلقها الله منيرة، لما له في ذلك من الحكم العظيمة، وهي تطلع من المشرق، ثم تسير فيما بينه وبين المغرب حتى تغيب عن الأبصار فيه، ثم تبدو في الليلة القابلة على هذا المنوال. ومثل هذه لا تصلح للإلهية. ثم انتقل إلى القمر. فبين فيه مثل ما تقدم في النجم.
ثم انتقل إلى الشمس كذلك. فلما انتفت الإلهية عن هذه الأجرام الثلاثة التي هي أنور ما تقع عليه الأبصار، وتحقق ذلك بالدليل القاطع، ( قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ ) أي: أنا بريء من عبادتهن وموالاتهن، فإن كانت آلهة، فكيدوني بها جميعا ثم لا تنظرون، ( إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) أي: إنما أعبد خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها، الذي بيده ملكوت كل شيء، وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه، كما قال تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف: 54] وكيف يجوز أن يكون إبراهيم [الخليل] ناظرا في هذا المقام، وهو الذي قال الله في حقه: وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ الآيات [الأنبياء: 51، 52]، وقال تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل: 120 -123]، وقال تعالى: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [الأنعام: 161].

وقد ثبت في الصحيحين، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كل مولود يولد على < 3-293 > الفطرة" وفي صحيح مسلم عن عياض بن حمار؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله: إني خلقت عبادي حنفاء" وقال الله في كتابه العزيز: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم: 30]، وقال تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى [الأعراف: 172] ومعناه على أحد القولين، كقوله: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا كما سيأتي بيانه.

فإذا كان هذا في حق سائر الخليقة، فكيف يكون إبراهيم الخليل -الذي جعله الله أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل: 120] ناظرا في هذا المقام ؟! بل هو أولى الناس بالفطرة السليمة، والسجية المستقيمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا شك ولا ريب. ومما يؤيد أنه كان في هذا المقام مناظرًا لقومه فيما كانوا فيه من الشرك لا ناظرا قوله تعالى
وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81)
يقول تعالى: وجادله قومه فيما ذهب إليه من التوحيد، وناظروه بشبه من القول، قال ( قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ ) أي: تجادلونني في أمر الله وأنه لا إله إلا هو، وقد بصرني وهداني إلى الحق وأنا على بينة منه؟ فكيف ألتفت إلى أقوالكم الفاسدة وشبهكم الباطلة؟! اه
 
شكر الله لشــاكر الخير على ما أتحفتنا به من عرض للموضوع بصورة سلسة وحجة

واضحه مدعما بأقوال المفسرين والشكر موصول للإستاذ مصطفى سعيد أسأل الله أن

يصطفي له الجنة وان يسعده في الدارين وكذا المحب أحبه الله

ومحور كلام الشيخ شــاكــر تبرئة سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام من ان يكون

داخلة شئ من الشرك بأي صورة كانت ويستعظم قول من خالفة لأنه يراه تنقصة

لإمام الحنيفية -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- ويراه نوعا من المحاجة لإثبات خطأ

قومه كما أثبتها في ألأصنام بيد ان هناك كان الأمر جليأ لا إلتباس به ، بينما

الأستاذ مصطفى انه لا منقصة في ذلك ولا غضاضة إن قلنا ان إبراهيم لم يكن يعرف

كما ينبغي وإن عرفه بفطرته وان هذه الفطرة التي ركبها سبحانه في البشر من معرفته

والإقرار بوحيده - سبحانه وتعالى - لا تستلزم معرفة ما لله من صفات الكمال والجلال

وأسمائه إنما هو شعور بوجود الله تعالى لا يترتب عليه عذاب مصداقا لقوله تعالى (

وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) وان الامر راجع في ابراهيم عليه الصلاة

والسلام للترقي في درجات الكمال .
 
وشكر الله لك أخانا الفاضل أبا المنذر على هذا الملخص المفيد،
وكذلك طرحك هذا الموضوع للبحث والحوار،
وأيضا حسن ضيافتك لنا فيه .. فكنت خير مضياف.

والشكر موصول لأخينا المفضال محب القرآن بما أوجز وأفاد.

والعذر والسموحة من أخينا الفاضل مصطفى سعيد ـ أسأل الله تعالى له ولوالديه السعادة في الدنيا والآخرة ـ إن كان قد صدر مني شيئا أساء لشخصه الكريم.

سبحانك اللهم نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك،
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آل نبينا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم
في العالمين إنك حميد مجيد.
 
عودة
أعلى