هذا بحث نشر لي في مجلة الشريعة جامعة نور الإيمان

إنضم
15/07/2025
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
34
الإقامة
تونس
الموقع الالكتروني
www.facebook.com
Available Online Jurnal Al Ashriyyah

http://jurnal.nuruliman.or.id/index.php/alashriyyah

Volume x No x xxxx







موقف الشيخ محمد البشير بن جديدية من الإسرائليات من خلال تفسيره

"تنوير المستنير في بيان معاني البيان"

The Position of Syeikh Muhammad al- bashir bin Jadidiyyah Towards Israelisms in His Exegesis Entiteled “Engligtening Muslims by Explaining The Meanings of The Holy Qur’an”



أحمد بن مولدي بن بلقاسم جميلي

المعهد العالي لأصول الدين جامعة الزيتونة بدولة تونس

a[email protected]

Diterima: xxx; Diperbaiki: xxx; Disetujui: xxx​



ملخص

يهدف هذا البحث لمعرفة مفهوم لإسرائيليات التي هي مرويات وردت في المصادر الإسلامية معظمها مأخوذ من اليهودية وقسم منها من المسيحية. ومن هنا نرى أن هناك بعض المعلومات الواردة في التوراة أو الإنجيل؛ لم تذكر أو لم يتم تناولها بالتفصيل في القرآن الكريم. تعتبر بعض هذه المعلومات صحيحة بسبب توافقها مع القرآن الكريم، وبعضها مرفوض لأنه يناقض القرآن الكريم، والبعض الآخر من غير الممكن تحديد صحته أو خطأه. نفهم من ذلك أن المبدأ الأساسي في علم التفسير فيما يتعلق بقبول هذه المرويات هو كونها لا تتعارض مع جوهر الدين أي القرآن الكريم وأمَّا ما يتعارض منها مع جوهر الدّين فلا يؤخذ به. وردت المرويات الإسرائيلية في بعض مصادر الحديث والتفسير القديمة والمراجع المعاصرة. وتختلف مواقف المفسرين القدماء والمعاصرين في قبول ورفض هذه المرويات فبينما يحترم بعض المفسرين المرويات المذكورة لأسباب مختلفة، ينتقدها آخرون بشدة. وبينما مال المفسرون القدماء إلى قبول المرويات المذكورة؛ فإنّنا نُلاحظ أن المفسرين المعاصرين لديهم نظرة ناقدة. كما كانت الانتقادات الموجهة إلى المرويات الإسرائيلية في مصادر التفسير موضوعاً لمجموعة من البحوث العلمية. في هذا السياق تمت محاولة تحديد ما تم إدخاله في التفسير إلى جانب الروايات الصحيحة. ونلاحظ أن العديد من المرويات الإسرائيلية وردت في التفسير، خاصة في تفسير الآيات التي تتحدث عن القصص القرآنية.



الكلمات المفتاحية: الإسرائيليات، المبدأ الأساسي، التفسير، ناقدة









Abstract




The purposes of this reseacrh is to know about the narratives mentioned in some ancient sources of hadith and Qur'anic commentaries as well as contemporary references originate mostly from Judaism and partly from Christianity. These narratives, referred to in Islamic terminology as Israʼiliyyat, consist primarily of importing some details from the Torah or the Bible, which were not mentioned or explained in the Holy Quran. By far these narratives were viewed as correct because of their compatibility with the Holy Quran. Yet some of them were rejected as contradicting it, whereas the rest are still not identified as right or fabricated. With regards to this matter, a sharp divergence in opinions among exegetists of the Quran ensued. Ancient exegetists tended to respect and accept the aforementioned narratives for various reasons. Contemporary exegetists however were harshly critical of them. The criticism directed at the Isra’iliyyat in the Qur'anic commentaries has been the subject of a number of scholarly researches, which tried, among others to spot the Isra’iliyyat, which had infiltrated in the commentaries of the verses of the Quran especially those containing parables.



Keywords: Israilisme, basic princple, interpretation, critic



مقدمـــة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصَحْبه أجمعين، وعلى مَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد:

فلا يخفى ما لعلم التفسير من أهميةٍ كبيرةٍ وشَرَفٍ عظيم، كيف لا ؟! وإن شرفَ العِلْم من شرف مَوْضوعه، ولا يُوجد أشرفُ ولا أقدسُ من القرآن الكريم ، ذلكم الكتاب العظيم الذي أنزله الله سبحانه لصلاح الناس وهدايتهم في الدُّنيا والآخرة ، ولا يمكن الانتفاع بهذا الكتاب المقدَّس إلا بعد فَهْم معانيه وهذه هي وظيفة علم التفسير . من هنا وجبت العنايةُ بهذا العِلْم الجليل، وتنقيته مما علق به مما يشوِّهُ جماله، وإن مما طرأ عليه منذ نشأته النقول الكثيرة عن كُتُب اليهود والنَّصارى والتي اصطلح علماء التفسير بالإسرائيليات، وقد وقف الناس تجاه هذا الموضوع مواقفَ شتى ما بين غالٍ وجافٍ ، وكنتُ منذ بدايات نَشْأتي العِلْمية أَتُوقُ إلى دراسة هذا الموضوع ، وكنتُ أتمنَّى لو أستطيع رَسْمَ معالم الموقف المتَّزن الذي ليس فيه إفراطٌ ولا تَفْريطٌ . إذا وفي مناسبة كهذه التي نعيشها اليوم نكتشف علما جديدا من أعلامها، وهو أيضا مفسر للقرآن الكريم وواحد من أعلام المدرسة التفسيرية التونسية. ركضت في أعقابه ونبشت في صفحات كتابه "تنوير المستنير في بيان معاني البيان" فوجدته يتكلّم فيه بلغة عصره معتمدا في ذلك الصراحة والوضوح مصارعا للحصار العقلي



والتخلف الفكري، إنه الشيخ محمّد البشير بن جديدية هذا العلم المتبحّر في علوم اللغة العربية والدين العارف بمعاني ودلالات ألفاظ القرآن، وكان الدكتور محمّد صابر الثابت في العديد من المداخلات بجامعة الزيتونة يطلب من الطلبة وباحثي الدكتورا كتابة مقالات تعرّف بالشيخ وتسلّط الضوء على تأويلاته للنصّ القرآني . فشرعت في كتابة هذا المقال الذي عنونته بـــــ"موقف الشيخ محمّد البشير بن جديدية من الإسرائيليات من خلال تفسيره" تنوير المستنير في بيان معاني البيان".

وقد حاولتُ جاهداً نَقْدَ مَوْقف الشيخ نَقْداً بناءً مبيناً ما له وما عليه، وقصدتُ من ذلك رَسْمَ معالم الموقف الصحيح من الإسرائيليات وبيان مدى إمكانية الإفادة منها. وفي بداية هذا البحث سأقوم بتعريف الإسرائيليات وأذكر أسباب تسرّبها إلى كتب التفسير وآراء العلماء فيها ثمّ سأبيّن موقف الشيخ بن جديدية من هاته الروايات مقارنة بالشيخ محمد الطاهر بن عاشور والذي بيّنت في مقالة سابقة بعنوان "موقف مفسّري أهل تونس المعاصرين من الحروف المقطّعة في أوائل السور القرآنية" تأثّره به عند تفسيره للحروف المقطّعة حيث نقلت عنه قوله بأنّها مظهر من مظاهر الإعجاز البياني القرأن. ولذلك يمكن إعتبار هذا البحث محاولة لرصد حدود تأثّر الشيخ محمد البشير بتفسير التحرير والتنوير.

تمهيد: الشيخ محمد البشير بن جديدية وتفسيره" تنوير المستنير في بيان معاني البيان" المنهج والمضمون

أوّلا: الشيخ محمد البشير بن جديدية حياته العلمية والعملية.

هو محمّد البشير بن محمّد بن منصور بن حمّودة ولد في 24 أفريل 1947م بمدينة صفاقس، درس بمعهد 18 نوفمبر بصفاقس الذي كان يعرف بالحي الزيتوني، توجّه إلى شعبة ترشيح المعلّمين ونجح في الباكلوريا بجزئيها بامتياز، كان من المتفوّقين في دراسته وهو ما أهّله للانتساب لدار المعلّمين العليا شعبة لغة ودين، والذي تخرّج منها وعمل كأستاذ للتعليم الثانوي من سنة 1970إلى سنة 1990م، تمّ اشتغل بكتابة الدولة للشؤون الدينية كملحق سنتي1990 و1991م، ثمّ كمعتمد للشؤون الدينية بعديد الجهات من سنة1991 إلى سنة2004م، قبل أن يطلب إحالته على التقاعد النسبي للتفرّغ للكتابة والبحث. له عديد المؤلّفات في مجالات شتّى كالتفسير وأهمّها كتاب تنوير المستنير في بيان معاني البيان[4300ص] وكتاب بيان معاني مفردات القرآن[600ص] وله كتب أخرى في الفقه والسيرة، كما ألّف عدّة مؤلّفات أخرى بالاشتراك مع مؤلّفين آخرين مثل كتاب صوت المنبر [خطب جمعية لمجموعة من أئمّة صفاقس] وكتاب إضاءات مع السيد نجيب شعبان وكتاب دليل الحجّ والعمرة مع الشيخ حمّادي بوسريح. له عديد المشاركات في مجال الأدب والقصّة، وشارك أيضا في عدّة برامج إذاعية وتلفزية في قناة "الإنسان" بعنوان "من أسرار القرآن". في مباحث لغوية مختصّة، (لم يلْقَ رواجا ومتابعة لأنّها مباحث لأهل الإختصاص في فقه اللّغة). [1]

ثانيا: تفسير" تنوير المستنير في بيان معاني البيان" المنهج والمضمون والأهداف.

تفسير تنـوير المستنير في بيــان معاني البيان من تأليف الأستاذ الشيخ محمد البشير بن جديدية يتكون من سبع مجلدات: حجم الكتاب 24 صم طولا و17 صم عرضا. الخط المعتمد فيه هو (simplified arabic ) حجم الخط 15. بالنسبة لنص الاستشهاد هو صورة من مصحف على رواية حفص والتفسير برواية قالون. هذه الجلدات تنقسم إلى المجلد الأول وعدد صفحاته 623، والمجلد الثاني عدد صفحاته 565، والمجلد الثالث عدد صفحاته 560، والمجلد الرابع عدد صفحاته 556، والمجلد الخامس عدد صفحاته 668، ثمّ المجلد السادس عدد صفحاته 722، وأخيرا المجلد السابع يحوي 605 صفحة. مجموع الصفحات 4301 عدا الغلاف



منهج البحث


شكل التفسير شكلا تاما لقراءته قراءة سليمة من الأخطاء، وبيسر ودون تعثر.

ما نلاحظه منذ الوهلة الأولى أن الشيخ يعدل عن تسمية مصنّفه بـ "تفسير" ذلك أنه كان دائما يقول بأنه أراد تقريب المعنى المقصود من الآية، ولهذا المصنّف عدة مزايا أهمّها كون صاحبه نقّاه من الشوائب التي لم تسلم منها باقي التفاسير كذلك هو تفسير أتيق من حيث الشكل والآيات مكتوبة بالرسم العثماني والأحاديث مخرّجة في الهامش كذلك عندما يذكر المؤلّف قولا فإنّه يحيل إلى المصدر الذي اقتطفه منه وهذا ما يؤكّد على الأمانة العلمية للمؤلّف وهذا ليس بغريب عنه. يتميز هذا التفسير كذلك بخلوّه من الإسرائيليات والتي دعا الشيخ بن جديدية إلى ضرورة تنقية كتب التفسير منها وهذا ما أكده لي في الحوار الذي أجريته معه تاريخ 16 جويلية 2022 وقال بأنّ تفسيره ذو بعد تربوي تعليمي. وهذا ما يؤكد تأثره برائدي المدرسة التفسيرية الإصلاحية والتي من روادها محمد حسين الذهبي ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا وخاصة الدكتورة عائشة عبد الرحمان (بنت الشاطئ) والتي تأثر خاصة بها الشيخ وقرأ مؤلفاتها وكان يكثر من الثناء عـليها، وهذا ما وجدته في تفسيره في هذا السياق. [2]

  • اعتماد لغة عربية مدرسيّة ميسرة بعيدة عن المحسنات اللفظية والأساليب البديعية لتقريبه من عموم الناس وتسهيل تداوله.
  • تجنب الإطالة في تفسير الآية حتّى لا يضيع معنى الآية في بحوث لغوية أو بلاغية أو فقهية أو مسائل كلامية إلا إذا لزم الأمر للإشارة لمظاهر إعجازية، أو لإثراء المعنى بشواهد من الحديث وأقوال العلماء؛ وفي هذا التوجه ضغط على حجمه ليكون في المتناول.
  • اعتماد التحليل اللغوي منهجا أساسيا في تفسير الآي، مع وضع النص في إطاره والإشارة لسبب النزول إذا وجد وللناسخ والمنسوخ في موضعه، مع الاستئناس بتفسير النبي ﷺ أو الصحابة أو التابعين كلّما وجد؛ وهذا من منهج الزيتونة في التفسير.
  • إثراء النّص بتحليل حججه وشواهده، واستقراء المقاصد منه إن وجدت مع ربطه بحدثه التاريخي أو الوضع الاجتماعي السائد في عصره كلما اقتضى الحال، وإضافة المدعمات إن وجدت، وهذا من منهج الجامعة التونسية في البحث والتحليل.
  • التعرض إلى بعض القضايا المعاصرة بالتوجيه أو التنبيه أو الإثراء من ذلك قضية ضرب المرأة - حوار الحضارات وأسلوب التعامل مع الآخر - مسألة إيذاية الرسول ﷺ مفهوم إعداد العدة للحرب الحديثة - ضرورة اكتساب تقنيات العصر كالاستشعار عن بعد ومعالجة الإعلامية والثقافة الرقمية والمعلوماتية - مفهوم الجهاد والمقاومة والإرهاب وأخرى)
  • استغلال ثقافة العلوم الإنسانية (الأسلوبية ومخارج الحروف) في تفسير بعض الآيات أو شرح بعض المفردات.
  • وبهذا جُمِعَ بين التفسير بالمنقول وبالمعقول، بالقديم والحديث أو المعاصرة ليكون ناطقا على عصره؛ وليحقق الإضافة المميّزة حتى لا يكون نسخة من صادرات سابقة.


الأهداف

لقد وضع المفسّر في الاعتبار عند تفسير آيات الأخلاق الإسلامية والآداب الإنسانية، وآيات العقيدة، والقصص القرآني حاجة رجال التعليم للاستفادة منها والإفادة، وحاجة الوعاظ والأيّمة على شواهدها فتم التوسع فيها دون إطالة مملة أو تمطيط ليجدوا فيها مادة للدرس والتدريس والإفادة، مع اعتماد العقلانية والابتعاد كليا عن ثقافة المخيال وما يتنافى مع الثقافة التنويرية. ولذلك اُخْتُيِرَ لهذا الكتاب عنوان "تنوير المستنير" لتقديم الإسلام في صفاء جوهره ناصعا.

ولتقديم النص القرآني في صفاء جوهره تمّ اجتناب الخوض في المسائل الخلافية بين المدارس الكلامية والمتعلقة بالعقائد لأنّ هذا ليس كتاب فلسفة وعلم كلام؛ وكذلك اجتناب الخوض في المسائل الخلافية بين المذاهب الفقهيّة لأنّ للفقه كتبه وأساطينه، ولا الخوض في الإشارات العلمية والكونية عند تفسير الآي ذات الإعجاز العلمي لأن صاحب التأليف ليس مختصا في علوم الفلك والطبيعة والطبّ وغيرها من العلوم؛ وهذا ليحافظ هذا التأليف على خاصيته في أنه كتاب في بيان معاني آي القرآن الكريم.

المبحث والمناقشة

مفهوم الإسرائيليات


الإسرائيليات هي جمع للفظ إسرائيلية وهي مشتقة من إسرائيل وهو نبي الله يعقوب،[3] وقد ثبت عن ابن عباس أنه قال :"حضرت عصابة من اليهود نبي الله ﷺ ، فقال لهم:" هل تعلمون أن إسرائيل: يعقوب؟ قالوا: نعم. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللّهم اشهد". [4]وكلمة إسرائيل اسم أعجمي قال التوحيدي:"إسرائيل اسم أعجمي ممنوع من الصرف، للعلمية والعجمى، وقيل جائز أن يكون إيل أعرب." [5]وكان الله تعالى يكثر من مخاطبة اليهود بهذا اللفظ [6]وقد عرّف الشيخ محمد حسين الذهبي الإسرائيليات بقوله:"ولفظ الإسرائيليات وإن كان يدلّ بظاهره على القصص الذي يروى من مصادر يهودية يستعمله علماء التفسير والحديث ويطلقونه على ما هو أوسع وأشمل من القصص اليهودي، فهو في اصطلاحهم يدل على كل ما يتطرّق إلى التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أونصراني أوغيرهما، بل توسّع بعض المفسّرين والمحدّثين فعدوا من الإسرائيليات ما دسّه أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم على التفسير والحديث من أخبار لا أصل لها في مصدر قديم وإنّما هي أخبار من صنع أعداء الإسلام صنعوها بخبث نية وسوء طوية، ثم دسّوها على التفسير والحديث ليفسدوا بها عقائد المسلمين كقصّة الغرانيق وقصّة زينب بنت جحش وزواج الرسول صلّى الله عليه وسلّم منها." [7]وهو يعتبر من أحسن التعريفات ولكن هناك تعريف قريب منه وهو لفان فلوتن ( (1866–1903: Gerlof van Vloten) )الذي قال: "يطلق علماء المسلمين كلمة إسرائيلية على جميع العقائد غير الإسلامية ولاسيما تلك العقائد والأساطير التي دسّها اليهود والنصارى في الدين الإسلامي منذ القرن الأول الهجري".[8]فالإسرائيليات هي إذن أخبار دخيلة على الإسلام أصلها يهودي يصنّفها الشيخ محمد أبو شهبة[9] إلى قسمين حيث قال:"الحق أنّ ما في كتب التفسير من المسيحيات أومن النصرانيات هو شيء قليل بالنسبة إلى ما فيها من الإسرائيليات، ولا يكاد يذكر بجانبها وليس لها من الآثار السيئة ما للإسرائيليات إذ معظمها في الأخلاق، والمواعظ وتهذيب النفوس وترقيق القلوب." [10]

أسباب تسرّبها إلى كتب التفسير​

يمكن إرجاع تسرب الإسرائيليات إلى كتب التفسير وغيرها من الثقافة الإسلامية إلى عدّة أسباب أهمّها:

أولا :وجود اليهود في جزيرة العرب قبل الإسلام وانتشارهم فيها وعلاقتهم الاقتصادية والإجتماعية بالعرب وسؤال العرب لهم عن أخبار السّابقين. [11]

ثانيا: مخالطة المسلمين لليهود حول عديد المسائل والأنبياء مثل سؤال اليهود للرسول صلّى الله عليه وسلّم عن يوسف وعن يعقوب وعن غيرهم ودعوة الرسول لهم وزيارته لهم في مدارسهم[12] وسؤالهم الرسول عن عدّة مسائل مثل سؤالهم له عن الروح. [13]كما كان المسلمون واليهود يتناقشون ويتبادلون الأسئلة.[14]

ثالثا: دخول عدد من أهل الكتاب إلى الإسلام كعبد الله بن سلاّم وتميم الداري وكعب ووهب بن منبه وغيرهم وقد حدّثوا بما كانوا قد تعلّموه. [15]وذلك أنّ المسلمون كانوا يسألونهم عن مسائل فكانوا يجيبونهم عن هذه الأسئلة ومن هنا تسرب الكثير من الإسرائيليات،[16]حيث قال محمد عزة دروزة:"جلّ ما روي عن مسلمة أهل الكتاب كان على هذه الصورة، أي أجوبة على أسئلة من المسلمين عن جزئيات الأحاديث والشخصيات والمسائل القرآنية منها ما كان يأتي مسهبا ومنها ما كان يأتي مقتضبا وأنّهم كانوا يعزون أجوبتهم إلى ما في أيديهم من الأسفار." [17]

فأسباب تسرّب الإسرائيليات إلى الثقافة الإسلامية إذن يمكن حصرها في أسباب اجتماعية ودينية وهذا ما ذهب إليه ابن خلدون الذي قال :"صار التفسير على صنفين تفسير نقلي مستند إلى الآثار المنقولة عن السلف ... والسبب في ذلك أنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنما غلبت عليهم البداوة والأمية، ولذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تشوق إليه النفوس البشرية في اسباب المكونات وبدء الخليقة وأسرار الوجود فإنّما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم ولا يعرفون من ذلك إلاّ ما تعرفه العامة من أهل الكتاب ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية، فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم ممّا لا تعلّق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل أخبار بدء الخليقة وما يرجح إلى الحدثان والملاحم وأمثال ذلك وهؤلاء مثل كعب الأحبار ووهب بن منبه وعبد الله بن سلاّم وأمثالهم، فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم في أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم وليست مما يرجع إلى الأحكام فتتحرى في الصحة التي يجب بها العمل وتساهل المفسرون في مثل ذلك وملأوا كتب التفسير بهذه المنقولات وأصلها كما قلنا عن أهل التوراة الذين يسكنون البادية ولا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك إلاّ أنّهم بعد ما ينقلونه من ذلك إلاّ أنّهم بعد صيتهم وعظمت أقدارهم لما كانوا عليه من المقامات في الدين والملّة، فتلقيت بالقبول من يومئذ." [18]

حكم رواية الإسرائيليات

اختلف علماء المسلمين حول قبول ورد الإسرائيليات إلى ثلاثة أقوال :

أولا: القائلون بعدم الأخذ بها​

وقد استند أصحاب هذا الإتّجاه والرأي إلى عدة أدلّة من السنّة من ذلك ما رواه بن يحيي بن جعدة أنّ ناسا من المسلمين أتوا النبي صلّى الله عليه وسلّم بكتب قد كتبوا فيها بعض ما يقول اليهود فلما نظر فيها ألقاها، ثم قال:"كفى بها حماقة -أوضلالة قوم- أن يرغبوا عمّا جاءهم به نبيهم إلى ما جاء به غير نبيهم إلى قوم غيرهم" فنزلت﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ اَ۬لْكِتَٰبَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْۖ إِنَّ فِے ذَٰلِكَ لَرَحْمَةٗ وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٖ يُؤْمِنُونَۖ﴾العنكبوت﴿51﴾. [19]وكذلك ما قاله أبو هريرة:"كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويفسّرونه بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا "أمنّا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم". [20]وكذلك ما رواه جابر بن عبد الله أنّ عمر بن الخطاب أتى النبي صلّى الله عليه وسلّم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقال: يا رسول الله إنّي أصبت كتابا حسنا من بعض أهل الكتاب قال: فغضب وقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أوبباطل فتصدّقوا به، والذي نفسي بيده لو أنّ موسى كان حيا ما وسعه إلاّ أن يتبعني." [21] وقد نهى بعض الصحابة تداول هذه الأخبار فقد قال عبد الله بن عبّاس: تسألون أهل الكتاب عن كتبهم وعندكم كتاب الله أقرب الكتب عهدا بالله تقرؤونه محضا لم يشب. [22]

وقال ابن مسعود:"لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد أضلّوا أنفسهم، فتكذبون بحق أوتصدقون بباطل وأنه ليس أحد من أهل الكتاب إلا في قلبه تاليه تدعوه إلى الله و كتابه." وفي رواية أخرى أنه قال:"إن كنتم سائليهم لا محالة فانظروا ما قضى كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه" [23]وهو ما دعا إليه الدكتور محمد حسين الذهبي الذي دعا إلى ضرورة تنقية كتب التفسير من هاته الروايات حيث قال:"

وأمّا ما يجب أن يقوم به العلماء من تنقية كتب التفسير من الإسرائيليات فنقول فيه: ليس من شكّ – كما بينا- أنّ تراثنا في التفسير على اختلاف مناهجه لا يسلم شيء منه من أباطيل الإسرائيليات وخرافاتها وتراثنا في الحديث أحسن حظا من تراثنا في التّفسير وهذا أمر له أثره وخطره، وعلى علماء المسلمين عامة وعلماء الأزهر خاصّة نحو كتاب ربهم وسنّة نبيهم واجب عظيم وجسيم ... بل أقول: واجب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف وقد حوى من كلّ قطر إسلامي أفضل علمائه واجبه أن يتجرّد لهذه المهمة البالغة الأهمية، مهمّة تجريد كتب التفسير من هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليات أن يعهد مجمع البحوث الإسلامية إلى جماعة من العلماء، بكتابة تفسير للقرآن الكريم خال من الإسرائيليات والأباطيل ويعمّم نشره في جميع الأقطار الإسلامية وغير الإسلامية وهذا عمل حسن.[24]



ثانيا: القائلون بجواز نقل الإسرائيليات وإباحة ذلك:​

وقد استند أصحاب هذا القول إلى أدلّة من الكتاب والسنّة فمن أدلّة القرآن الكريم قوله تعالى﴿قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَيٰةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَۖ﴾آل عمران﴿93﴾وقوله تعالى﴿فَإِن كُنتَ فِے شَكّٖ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَسْـَٔلِ اِ۬لذِينَ يَقْرَءُونَ اَ۬لْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكَۖ لَقَدْ جَآءَكَ اَ۬لْحَقُّ مِن رَّبِّكَۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ اَ۬لْمُمْتَرِينَۖ﴾يونس﴿94﴾.

أمّا الأدلّة من الأحاديث فقول النبي صلّى الله عليه وسلّم:"بلّغوا عني ولو آية وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ..." [25] وكذلك ما رواه عبد الله بن مسعود أنه قال:"إنّ الله ابتعث نبيه لإدخال رجل الجنّة فدخل الكنيسة فإذا هو بيهودي وإذا يهودي يقرأ عليهم التوراة فلما أتوا على صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم أمسكوا وفي ناحيتها رجل مريض فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:"ما لكم أمسكتم؟"قال المريض: إنهم على صفة نبي فأمسكوا ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التوراة فقرأ حتى أتى على صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأمّته فقال:هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إلاه إلا الله وأنك رسول الله ثم مات فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم:"لوّا أخاكم". [26] وقد ثبت أنّ الصحابة كانوا يرجعون إلى أهل الكتاب ويسألونهم. [27]

ثالثا: الذين رأوا بالتوفيق بين الرأيين​

الظاهر للقارئ أن الرأيين متناقضان لا يمكن الجمع بينهما إلاّ أن عددا من العلماء حاول التوفيق بين هذين الرأيين فإمام دار الهجرة الإمام مالك يقول بجواز التحديث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ماعلم كذبه فلا". [28] وأحسن قول في هذا السياق ما ذهب إليه ابن تيمية وهو ما أميل إليه الذي قسّم هاته الأخبار إلى ثلاثة أقسام

أوّلها: ماعلمنا صحّته مما بأيدينا فذلك صحيح والثاني: ما علمنا كذبه لمخالفته للشريعة والثالث: ماهو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من ذاك القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذّبه، وتجوز حكايته، وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني." [29]وقد نقله عنه الإمام ابن كثير. [30]وقد بيّن ابن تيمية أنّ هاته الأحاديث تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد.[31]

موقف محمد البشير بن جديدية من الاسرائيليات:

سأحاول في هذا العنصر بيان موقف الشيخ من الاسرائيليات التي كنت قد سألته عنها في لقائنا في السادس عشر من جويلية 2022م، فأنكر اعتماده عليها في تفسيره وقال لي بأنّ تفسيره ذو بعد تربوي ولذلك نقّاه من الموضوعات والإسرائيليات التي تفسد التفسير مؤكّدا تأثّره في هذا الجانب بما دونته الباحثة عائشة عبد الرحمان في مؤلّفاتها وبما دوّنه رائدو مدرسة المنار في مجلّتهم. وقد صرّح المفسّر في مقدّمة تفسيره بموقفه من الإسرائيليات، ويكتسي موقفه في هذا الجانب طابعا علميا مدقّقا فهو يبدأ بتعريف الإسرائيليات ثمّ يبين أسياب تسرّبها إلى كتب التفاسير والدائرة الإسلامية عموما، ثمّ يقوم بنقدها نقدا علميا مبينا فضل العلماء المحقّقين في نقد الأسانيد والروايات. ولذلك قمت بتقسيم هذا الجانب إلى عدّة أقسام سميتها بالوقفات.

الوقفة الأولى: تعريف بن حديدية للإسرائيليات وبيانه لأسباب تسرّبها لتفاسير القرآن:

يبدأ الشيخ كلامه عن الإسرائيليات بتعريفه لها بأنّها من وضع اليهود حيث قال:" وأمّا اليهود فكان لهم في مجال قصص الأنبياء فضاء خصب وواسع لاختلاق أقاصيص وروايات كاذبة باطلة، عرفت عند المحقّقين بمصطلح: الإسرائيليات".[32] وقد جاء تعريفه هذا في سياق بيانه لأسباب تسرّب الأباطيل إلى الثقافة الإسلامية والتي يرجعها بن جديدية إلى أسباب سياسية حيث قال: "حتّى قامت الفتنة الكبرى، بين علي كرّم الله وجهه ومعاوية بن أبي سفيان، عندما ظهرت فرقة الشيعة، وخرجت عليها فرقة الخوارج، فانقسم النّاس طوائف، وكلّ يدّعي الحقّ لنفسه، ووجد الأعاجم لأنفسهم مكانة في هذا الصراع، فظهرت منهم رؤوس، نعتهم أعداؤهم بالزنادقة. ولمّا كان، زمنها الشرف الرفيع، والقربى، والجاه الرفيع لأهل العلم من الفقهاء والمحدّثين والقرّاء والمفسّرين، طمع طلاّب المال والشّهرة والشرف من الزنادقة، وبعض اليهود، والمتشيّعون لعليّ تعصّبا في الانتساب لهؤلاء، وكان الظرف السياسي مناسبا لهم، ووجدوا السبيل لمطامعهم من باب اختلاق الرّوايات الكاذبة، ونسبتها لبعض أهل العلم كذبا وافتراء، من طريق سلسلة الأسانيد الواهية، وتجرّؤا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكذبوا عليه، ونسبوا إليه أحاديث لم تثبت صحّتها من طرق صحاح، وعمدوا عند استهدافهم للقرآن الكريم لمجال في التفسير فنسبوا للصحابة رضوان الله عليهم أقوالا في التفسير لا صحّة لها" [33] وفي هذا السياق يخالف بن جديدية ابن خلدون الذي كما سبق وذكرت كلامه ربط ظهور الإسرائيليات بالجانب الإجتماعي والديني وهو محقّ في هذا الجانب فابن خلدون ذكر سببين وتغافل عن السبب الأهمّ فلولا الفتن والتطاحن السياسي من أجل الفوز بالقيادة والرئاسة ممّا أسهم في تضاؤل الإهتمام بالجانب الديني لمّا ظهر الوضّاعون والزنادقة الذين شوّهوا بمروياتهم المختلقة الثقافة الإسلامية . وهذا ما سأبينه في الوقفة الثانية والتي عنونتها ب"نقد بن جديدية للموضوعات والإسرائيليات".

الوقفة الثانية: نقد بن جديدية للموضوعات والإسرائيليات

بعد أن بين بن جديدية سبب انتشار الإسرائيليات في كتب التفسير والثقافة الإسلامية عموما ، فقد عمد في مرحلة ثانية إلى التدقيق ونقد الأسانيد التي وردت في كتب التفسير والتي تعتبر شوائب تفسدها، وقد نقل في هذا السياق رأي الشيخ محمد الطاهر بن عاشور[34] وهو ما يؤكّد تأثّره به في هذا الجانب وتبنّيه لموقف ابن عاشور الذي قال: "وصنفت تفاسير ونسبت روايتها إلى ابن عباس، لكن أهل الأثر تكلموا فيها وهي "تفسير محمد بن السائب الكلبي" المتوفي سنة 146 ه عن أبي صالح عن ابن عباس، وقد رمي أبو صالح بالكذب حتى لقب بكلمة دروغدت بالفارسية بمعنى الكذاب وهي أوهى الروايات فإذا انضم إليها رواية محمد بن مروان السدى عن الكلبي فهي سلسلة الكذب، أرادوا بذلك أنها ضد ما لقبوه بسلسلة الذهب، وهي مالك عن نافع عن ابن عمر. وقد قيل إن الكلبي كان من أصحاب عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل، الذي أسلم وطعن في الخلفاء الثلاثة وغلا في حب علي بن أبي طالب، وقال: إن عليا لم يمت وأنه يرجع إلى الدنيا وقد قيل إنه ادعى إلهية علي وهنالك رواية مقاتل ورواية الضحاك، ورواية علي بن أبي طلحة الهاشمي كلها عن ابن عباس، وأصحها رواية علي بن أبي طلحة، وهي التي اعتمدها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه فيما يصدر به من تفسير المفردات على طريقة التعليق، وقد خرج في الإتقان، جميع ما ذكره البخاري من تفسير المفردات، عن ابن أبي طلحة عن ابن عباس مرتبة على سور القرآن. والحاصل أن الرواية عن ابن عباس، قد اتخذها الوضّاعون والمدلسون ملجأ لتصحيح ما يروونه كدأب الناس في نسبة كل أمر مجهول من الأخبار والنوادر، لأشهر الناس في ذلك المقصد. وهنالك روايات تسند لعلي رضي الله عنه، أكثرها من الموضوعات... وشغف كثير بنقل القصص عن الإسرائيليات، فكثرت في كتبهم الموضوعات".[35]

ويمكن ملاحظة تماهي بن جديدية مع موقف ابن عاشور والذي يمُثّل موقفا علميا رصينا وموثوقا وذو ثوابت علمية دقيقة فقد نقد ابن عاشور أهمّ الرواة الذين اتّهمهم بوضع المرويات عن النبي صلّى الله عليه وسلّم والصحابة وخاصة ابن عبّاس وعلى، وهذه المرويات تشتمل أيضا على القصص والإسرائيليات الساقطة من حيث الإسناد والرواية، فأبي صالح والكلبي مطعون فيهما من النقّاد والمحقّقين للحديث، من ذلك ما جاء في تعريف الذهبي للكلبي حيث قال: "العلامة الأخباري أبو النضر محمد بن السائب بن بشر الكلبي المفسر. وكان أيضا رأسا في الأنساب إلاّ أنّه شيعي متروك الحديث. " [36]وقال يحيى بن معين ناقدا رواية الكلبي عن أبي صالح: "الكلبي إذا روى عن أبي صالح فليس بشيء؛ لأن الكلبي يحدث به مرة من رأيه، ومرة عن أبي صالح، ومرة عن أبي صالح عن ابن عباس. " [37]وهو ما ذكره كذلك السيوطي[38] ومحمد حسين الذهبي في كتابه التفسير والمفسّرون.[39] ويتّفق بن جديدية مع الذهبي الذي يرى أنّ الإسرائيليات إنّما هي دسائس يدسّها أعداء الدين من أهل الكتاب للطعن فيه بل إنّ الشيخ بن جديدية يشكّك في مصداقية هاته الأخبار ويحذّر من إتّباعها وهذا منهج عرفت به المدرسة التفسيرية الحديثة والتي تأثّر بها الشيخ والتي رفعت لواء الذود عن الإسلام من خلال المبادئ التي تؤمن بها والتي تعتبر دعائم ومرتكزات فكرية لهذا التيار وأهمّ مبادئها هو التحذير من الإسرائيليات والدعوة إلى تنقية كتب التفسير منها، [40]فمثلا يقول محمد رشيد رضا عند تفسيره لقوله تعالى ﴿وَقُولُواْ حِطَّةٞ يُغْفَرْ لَكُمْ خَطَٰيَٰكُمْۖ﴾ البقرة ﴿58﴾ ناقدا للإسرائيليات الواردة في تفسير الآية:"

ومنشأ هذه الأقوال الروايات الإسرائيلية و لليهود في هذا المقام كلام كثير وتأويلات خدع بها المفسّرون ولا نجيز حشوها في كتاب الله تعالى." [41]وقال أيضا ناقدا التفاسير التي نقلت هذه الروايات:"كما ولعوا بحشوها بالقصص والإسرائيليات التي تلقّفوها من أفواه اليهود وألصقوها بالقرآن لتكون بيانا له وتفسيرا وجعلوا ذلك ملحقا بالوحي غير ما تدلّ عليه ألفاظه وأساليبه إلاّ ما ثبت بالوحي عن المعصوم الذي جاء به ثبوتا لا يخالطه الريب." [42]وقال أيضا:"فنأخذ القرآن على ما هو عليه لا ندخل فيه شيئا من الروايات الإسرائيلية التي ذكروها وهي صارفة عن العبرة لا مزيد كمال فيها".[43]

الوقفة الثالثة: إشادته بالعلماء والمحقّقين الذين نقدوا الأسانيد وبيّنوا الإسرائيليات

بعد أن بين بن جديدية سبب انتشار الإسرائيليات نقل كلام ابن عاشور الذي نقد الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير والثقافة الإسلامية عموما، حيث وجدته يثني على المحقّقين للأسانيد ويثمّن دورهم في تنقية التفسير من الشوائب والأدران التي تكدّر صفوه حيث قال:"وحينما انكشف إعصار الفتنة،وهدأت الأوضاع واستقرّت، برزت طائفة من العلماء يحقّقون فيما بلغهم من الروايات،وافترضوا على أنفسهم شروطا قاسية للذود عن علم التفسير وعن السنّة وعن الصحابة ولدحض كلّ الشوائب والأكاذيب والافتراءات حتّى يردّوا للعلم جوهره وصفاءه ويفضحوا الأباطيل وأسماء المفترين، وكشفوا سلاسل الكذب والأسانيد الباطلة، وأعيد بهذا لأهل العلم مجدهم، وأضافوا لما علموا علما آخر يعرف بعلم التحقيق في الأسانيد، وما عاد كتابهم ولا سنّة نبيهم القولية أو الفعلية يُستهدفان".[44]

وكلام بن جديدية ينمّ عن دراية واسعة وإحاطة بالموروث الإسلامي في نقد الروايات والرجال فقد ألّفت العديد من المؤلّفات في هذا السياق وهو ما ساهم في بيان الصحيح من الضعيف من الأسانيد والروايات من ذلك ما دوّنه ابن عدي وابن أبي حاتم الرازي والذهبي وابن تيمية وابن كثير والقرطبي وابن العربي والشوكاني والألوسي وابن عاشور وأبن أبي شهبة ومحمد صديق الغماري ومحمّد بشار عوّاد ومحمد ناصر الدين الألباني والإخوة محمد ومحمود وأحمد شاكر وآل الأرناؤوط خاصة شعيب وعبد القادر وغيرهم كثير... وبهذا يكون بن جديدية حلقة من حلقات سلسة نقّاد الموروث الإسلامي والذين اتّسمت أعمالهم بالمصداقية والموضوعية العلمية.

ولقد التزم الشيخ بموقفه في أثناء تفسيره فلم يذكر الإسرائيليات من ذلك أنّه عند تفسيره لقوله تعالى﴿ قَالَتْ رَبِّ إِنِّے ظَلَمْتُ نَفْسِے وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَٰنَ لِلهِ رَبِّ اِ۬لْعَٰلَمِينَۖ﴾النمل﴿44﴾ ردّ الروايات الواردة في زواج سليمان ملكة سبأ وإنجابها منه، وقال:"وللقصّاصين أخبار وحكايات أضافوها لقصّة سليمان عليه السّلام لم ترد في القرآن ولا في السنّة فوجب الاحتراز منها لأنّها لم تصحّ، وليس لها سند من الرّوايات الصّحيحة." [45] وفي قوله هذا دعوة صريحة إلى ترك الأخذ بالإسرائيليات وإشارة إلى خطورتها ولذلك عند تفسيره لقوله تعالى ﴿وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ﴾ ص ﴿34﴾ نجده ينقد ما نقله المفسّرون من قصص في هذا السياق

حيث قال: "واختلف المفسّرون في تعيين هذا الحدث العظيم الذي كان فتنة له وذلك لأنّ تاريخ الوقائع والأحداث لم يكن يدوّن في ذلك العصر، وإنّما كان الرواة يتناقلون الأخبار مشافهة من غير توثيق، ولكلّ راو فنُّهُ في سرد الخبر وزاد عليه القصّاصون من محض خيالهم ما زادوا ولذلك ذكر القصّاصون حكايات عن هذه الفتنة هي أشبه بالخرافات، ومقام سليمان أنزه ممّا ينسبون إليه، ولعلّ هذا الإيهام مقصود لأنّ الله تعالى ستره عليه ولم يشأ ذكره وهو تعالى غافر الذنب والستّار".[46]

وهو محقّ في قوله هذا وقد سبقه عدد من المفسّرين والنقّاد إلى نقد هذه الروايات مثل القرطبي[47] والنسفي الذي قال: "وأما ما يروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان عليه السّلام فمن أباطيل اليهود". [48]ومحمد الأمين الشنقيطي[49] والآلوسي الذي قال:" وقال أبو حيان وغيره: إن هذه المقالة من أوضاع اليهود وزنادقة السفسطائية ولا ينبغي لعاقل أن يعتقد صحة ما فيها، وكيف يجوز تمثل الشيطان بصورة نبـي حتى يلتبس أمره عند الناس ويعتقدوا أن ذلك المتصور هو النبـي، ولو أمكن وجود هذا لم يوثق بإرسال نبـي نسأل الله تعالى سلامة ديننا وعقولنا. ومن أقبح ما فيها زعم تسلط الشيطان على نساء نبيه حتى وطئهن وهن حيض الله أكبر هذا بهتان عظيم وخطب جسيم ونسبة الخير إلى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا تسلم صحتها، وكذا لا تسلم دعوى قوة سنده إليه وإن قال بها من سمعت. وجاء عن ابن عباس برواية عبد الرزاق وابن المنذر ما هو ظاهر في أن ذلك من أخبار كعب ومعلوم أن كعباً يرويه عن كتب اليهود وهي لا يوثق بها على أن إشعار ما يأتي بأن تسخير الشياطين بعد الفتنة يأبى صحة هذه المقالة كما لا يخفى، ثم إن أمر خاتم سليمان عليه السلام في من غاية الشهرة بين الخواص والعوام ويستبعد جداً أن يكون الله تعالى قد ربط ما أعطى نبيه عليه السلام الملك بذلك الخاتم وعندي أنه لو كان في ذلك الخاتم السر الذي يقولون لذكره الله عز وجل في كتابه والله تعالى أعلم بحقيقة الحال".[50]

وعند تفسيره لقوله تعالى﴿أَفَرَٰ۬يْتُمُ اُ۬للَّٰتَ وَالْعُزَّىٰ وَمَنَوٰةَ اَ۬لثَّالِثَةَ اَ۬لْأُخْرَىٰ﴾النجم﴿19و20﴾ نجده يتجنّب الرواية الإسرائيلية التي ورد فيها أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال بعد قراءة الآيتين السابقتين:" وإنّهنّ الغرانيق العلى وإنّ شفاعتهنّ لترتجى." [51] بل إنّه يكتفي ببيان اعتقادات المشركين الذين يؤمنون بأنّ لله ندًّا وشريكًا وبأنّ اللّه خلق الملائكة إناثا واتخذهنّ بناتا له. [52]

وختاما فإنّ بن جديدية سعى إلى تنقية تفسيره من كلّ المرويات الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات وهو ما دعا إليه الدكتور محمد حسين الذهبي الذي الذي قال:"وأمّا ما يجب أن يقوم به العلماء من تنقية كتب التفسير من الإسرائيليات فنقول فيه: ليس من شكّ – كما بينا- أنّ تراثنا في التفسير على اختلاف مناهجه لا يسلم شيء منه من أباطيل الإسرائيليات وخرافاتها وتراثنا في الحديث أحسن حظا من تراثنا في التّفسير وهذا أمر له أثره وخطره، وعلى علماء المسلمين عامة وعلماء الأزهر خاصّة نحو كتاب ربهم وسنّة نبيهم واجب عظيم وجسيمبل أقول: واجب مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف وقد حوى من كلّ قطر إسلامي أفضل علمائه واجبه أن يتجرّد لهذه المهمة البالغة الأهمية، مهمّة تجريد كتب التفسير من هذا الهشيم المركوم من الإسرائيليات ... أن يعهد مجمع البحوث الإسلامية إلى جماعة من العلماء، بكتابة تفسير للقرآن الكريم خال من الإسرائيليات والأباطيل ويعمّم نشره في جميع الأقطار الإسلامية وغير الإسلامية وهذا عمل حسن." [53]

خاتمة

يتضح مما سبق بيانه أنّ الشيخ محمّد البشير بن جديدية كان موقفه واضحا وصريحا فهو لم يكن كالذين يجيزون اعتماد الاسرائيليات مثل الكلبي ومقاتل بن سليمان ومجاهد والطبري وغيرهم ولا من الذين لا يرون مانعا من الاستشهاد بها دون الاعتقاد بصحتها كابن تيمية وابن كثير.. وإنما كان، ومنذ البداية من المعارضين بشدة لتمشي الطرفين السابقين، بل ومن الداعين الى عدم الاستشهاد بمثل هاته الروايات مطلقا.ووجوب تنقية كتب التفسير منها، وقد تأثر في هذا الجانب بعلماء مدرسة الاصلاح كمحمد رشيد رضا والمراغي وسيد قطب وأيضا والذهبي (محمد حسين ) ومحمد أبو شهبة وغيرهم.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وصلى الله على سيدنا محمد الخاتم لأنبياء الله ومرسليه وآله وصحبه وسلم تسليما. وفي ختام هذا البحث خلصنا إلى جملة من النتائج العلمية نوردها على الشكل التالي:

  • الحديث عن مراد الشارع وبيانه يتطلب مكنة علمية وبيانات قطعية لا مجال للشك أو الريب فيها .
  • خصيصة البيان عن الله تستوجب قوة علمية واستدلالات مدحضة، ولا شك أن من استوت عنده جميع الفنون في آن واحد حاز مقاليد الكمال في نبذ الشبهات عن المعاني.
  • للمفسرين طرائق جمة في الاستدلال والبيان، وإذ ما حاول مفسر التقرير لأمر والاحاطة الكلية به فإن يورد القول مفنقلا ومعللا .
  • في السوق العقلي الذي رامه التشريع ضرورة الى بيان فساد العديد من الاقيسة التي تسبق العقل للفهم وبيان المعنى المقصود بآليات بسطه بين يدي الناظر.
  • وحتى الاستدلالات الذوقية لها أساليب ومقاصد يتوجب رعيها في التفسير بشرط ابقاء كل في محاله، فالقصد قطعي والتوسم ظني.
  • محاولة ترقية المظنونات وجلب الاستدلالات الرصينة لها بغية كل قاصد لاستنطاق القرآن وتثوير معانيه .
  • في البحث نخلص الى عظمة المناهج العلمية التي اعملها اهل النظر قديما ومحاولة الافادة منها في العصر الحديث .


هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



فهرس المصادر والمراجع


القرآن الكريم.



أحكام القرآن :لابن العربي المالكي، ط دار بن كثير – بيروت، ت: محمد عبد القادر عطا، الطبعة الثالثة 1424هـ، 2003م.

الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير: لرمزي نعناعة ،دار القلم ودار الضياء، دمشق-بيروت، ط1،( 1390 هـ/ 1970 م).

الإسرائيليات والموضوعات في التفسير والحديث: للدكتور محمد حسين الذهبي، مكتبة وهبة، القاهرة ط4، 1411 هـ/ 1990 م.

الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير : للدكتور محمد بن محمد أبو شهبة ، مكتبة السنة، القاهرة .

أعلام السنن في شرح صحيح البخاري، الخطّابي (أبو سليمان أحمد بن محمد)،دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط1، (2008 م/ 1429 هـ)

البحر المحيط، أبو حيان (علي بن محمد التوحيدي)، تح وتع عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان،ط3، 1430هـ/ 2010م،.

تنوير المستنير في بيان معاني البيان،بن جديدية(محمّد البشير)،شركة المنى، صفاقس،ط1، الثلاثية الأولى 2011م.

تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطّبري (محمد بن جرير)، تح محمود شاكر وأحمد شاكر، دار المعارف بيروت لبنان ،ط2

تفسير مقاتل بن سليمان: لمقاتل (أبو الحسن بن سليمان)، ، تح عبد الله محمود شحاته، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت ، ط1، (1423 هـ/ 2002 م).

تفسير القرآن العظيم : لابن أبي حاتم (عبدالرحمن بن محمد الرازي) (تـ 327هـ) ، تحقيق : أسعد محمد الطيب ، مكتبة الباز ، مكة المكرمة ، ط: 1 ، 1997م .

تفسير القرآن العظيم: لابن كثير الدمشقي، دار طيبة – الرياض، ت: سامي بن محمد السلامة، الطبعة الثانية 1420هـ، 1999م

تفسير الكشف والبيان: للثعلبي(أبي إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم)،تحقيق سيد كسروي حسن، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط1، 1425ه/2004م.

تفسير المنار، رضا ( محمّد رشيد) ، القاهرة ، ط2، (1366هـ / 1947 م ).

تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن وتفسيره وأحكامه وجمل من فنون علومه :لابن أبي طالب (مكي القيسي)،،تحقيق محمد عثمان،دار الكتب العلمية،بيروت

التفسير والمفسرون: للدكتور محمد حسين الذهبي ، مكتبة وهبة ، القاهرة ، ط:7 ، 2000م .

الجامع الكبير : للترمذي (محمد بن عيسى بن مينا) اعتنى به فريق بيت الأفكار الدولية الرياض

الجامع لأحكام القرآن : للقرطبي (محمد بن أحمد بن أبي بكر) (تـ 671هـ) ، تحقيق : عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط: 1 ، 2006م .

دائرة معارف القرن العشرين، وجدي (محمد فريد) ، دار المعرفة، بيروت لبنان، ط3، 1971 م.

ذيل الأعلام: العلاونة (أحمد) ، دار المنارة للنشر والتوزيع، جدة السعودية، ط1، (1418 هـ/ 1998 م).

السنّة، لابن عاصم (أبي بكر أحمد بن عمرو)، تحقيق وتخريج الأحاديث باسم بن فيصل الجوابرة، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الرياض، ط1، (1419 هـ/ 1998 م).

السنن ، لأبي داود(سليمان بن الأشعت)، تح وتع محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، ط2

السنن : الدّارقطني( علي بن عمر)، دار بن حزم، بيروت، ط1، (1432هـ / 2011م).

الصحيح :للبخاري (محمد بن إسماعيل) ، دار ابن كثير , دمشق- بيروت ، ط1 ،1423ه/ 2002م .

الصحيح بترتيب ابن بلبان (الإحسان): لابن حبان (محمد بن حبان البستي) ، ترتيب علاء الدّين علي بن بلبان، بيت الأفكار الدّوليّة ، الرّياض.

صحيح مسلم، مسلم (ابن الحجاج النيسابوري القرشي)، دار طيبة للنشر والتوزيع، الرياض، ط 1، (1427هـ/ 2006م) .

عون الباري لحل أدلة البخاري: للقنوجي البخاري (أبو الطيب محمد صديق بن حسن)، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، (د.ط)، (د.ت).

فتح الباري، لابن حجر العسقلاني ،تق وتح وتع عبد القادر شيبة الحمد، ط مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض، ط1، 1421 هـ/ 2001 م، طبع على نفقة سلطان بن عبد العزيز آل سعود.

فتح القدير: الشّوكاني(محمد علي)،اعتنى به يوسف الغوش، دار المعرفة،بيروت،ط4، (1428هـ/2007م)

الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: للزمخشري (جار الله محمود بن عمر) ، تحقيق عادل أحمد وعلي محمد معوض، مكتبة العبيكان، الرياض ، ط1 ، 1998م .
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : للهيثمي (نور الدين علي بن أبي بكر)، تح حسام الدين القدسي، مكتبة القدسي ، القاهرة ،(1414هـ/1994م

المسند : للإمام أحمد بن حنبل ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرين ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط:1 ، 1995م

المسند ، الدّارمي (أبو محمد عبد الله)، تح حسين سليم أسد الداراني، دار المغني، الرياض، ط1، (1421هـ/2000م)

المسند : لأبي يعلى (أحمد بن المثنى الموصلي) (تـ 307 هـ) ، تحقيق وتعليق وتخريج الأحاديث خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت لبنان ، ط1، 1426ه/2005 م،

المصنف : لابن أبي شيبة (عبدالله بن محمد) (تـ 235هـ) ، دار الفكر، بيروت، (د.ط) ، (1414هـ/1994م)

المصنف : لعبدالرزاق بن همام الصنعاني (تـ 211هـ) ، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي ، المجلس العلمي، جنوب إفريقيا، ط2،(1390هـ/1970م).

المعجم الكبير : للطبراني (سليمان بن أيوب) (تـ 360 هـ) ، تح أحمد عبد المجيد السلفي ، مكتبة ابن تيمية ، القاهرة ، ط2 .

المقدمة: لابن خلدون (ولي الدين عبد الرحمان بن محمد)، تحقيق وتخريج وتعليق عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب، دمشق سورية، ط1، (1425 هـ/ 2005 م).

مقدمة في أصول التفسير : لابن تيمية (أحمد بن عبدالحليم) ، تح عدنان الزرزور، دار القرآن الكريم الكويت، ط2، ( 1392 هـ/ 1972 م)

منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير:الرومي (فهد بن عبد الرحمان)، مؤسسة الرسالة، بيروت ، ط2، (1403 هـ/ 1983 م).

منهج الشيخ الصادق بلخير السياري" د. أحمد جميلي،مجمع الأطرش للكتاب المختصّ تونس(GLD)، ط1، 2021م. استفدت منه في تعريف الإسرائيليات وحكم روايتها.

الموسوعة العربية العالمية: مجموعة من الدكاترة، مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، الرياض، ط2، (1419 هـ/ 1999 م).

نصب المجانيق لنسف قصة المجانيق: للإمام محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية ،1996م/1417ه.

المقالات المحكّمة والدراسات الجامعية

الإسرائيليات في كتب التفسير، مجلة الوعي الإسلامي، الكويت السنة الثالثة، العدد التاسع عشر، رجب 1386هـ/ نوفمبر1966م.

قصّة زواج النبي(صلّى الله عليه وسلّم) بالسيدة زينب بنت جحش(رضي الله عنها) بين الدخيل والأصيل في التفسير للدكتور أحمد رمضان دياب نشر مجلّة قطاع أصول الدين، جامعة الأزهر، (1437ه/2016م).

موقف الصحابة – رضي الله عنهم - من رواية الإسرائيليات دراسة وتحليل" للطالبة نور بنت محمد باصمد، أطروحة لنيل الماجستير "العالمية"، جامعة أم القرى مكّة المكرّمة ،كلية الدعوة وأصول الدين ،قسم الكتاب والسنّةّ.



سيرة ذاتية مكتوبة وحوار مع الشيخ محمد البشير بن جديدية أجريته معه يوم 16 جويلية2022. [1]
[2] تنوير المستنير في بيان معاني البيان (ج 1 / ص 13و14)
[3] الكشاف (ج1/ ص 73).و أبو حيان (علي بن محمد التوحيدي)، البحر المحيط، تح وتع عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض وآخرون، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط3، 1430 هـ/ 2010 م، (ج1/ ص 325).
[4] تفسير ابن أبي حاتم (ج1/ ص 94) برقم 433. والطبراني في المعجم الكبير (ج12/ ص 45)، حديث عبد الله بن عباس ، ح ر 12429، وعلّق الهيثمي عليه بقوله رواه أحمد والطبراني ورجالهما ثقات. أنظر مجمع الزوائد (ج8/ ص 242). سنن الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الرعد، ح ر 3117. رواه الإمام أحمد في مسنده، ومن مسند بني هاشم، مسند عبد الله بن عبّاس، بدابة مسند عبد الله بن عبّاس، ح ر 2467، (ج1/ ص 273).
[5] البحر المحيط (ج1/ ص 325).
[6] أنظر سورة البقرة : الآيات : 40، 47، 122.
[7] الإسرائيليات في التفسير والحديث (ص 13 و14).
فان فلوتن،السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات، ترجمة حسن ابراهيم حسن،مكتبة النهضة المصرية، القاهرة1965م، ط2،ص109.[8]
[9] هو محمد بن محمد بن أبي شهبة أبو السادات علامة بالحديث وعلوم القرآن. ولد بقرية منية جناح بمحافظة كفر الشيخ بمصر سنة 1322 هـ/ 1914 م. تخرج من كلية أصول الدين وعيّن بها كمدرّس بعدّة جامعات شرعية ككلية الشريعة ببغداد. عاد إلى مصر وعمل أستاذا بكلية أصول الدين بأسيوط. له عدّة تصانيف مثل : المدخل لدراسة القرآن الكريم وأعلام المحدّثين ودفاع عن السنّة وغيرها، استقر في آخر عمره بالسعودية إلى أن توفي رحمه الله يوم الجمعة 5شوال 1403 هـ/ 15جويليية1983 م عن سن 69 سنة. أنظر ذيل الأعلام (ج1/ ص 178).
[10] أبو شهبة (محمد)، الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، مكتبة السنّة، القاهرة ، ط4، (1408 هـ/ 1988 م)، (ص 14).
[11] الموسوعة العربية العالمية (ج1/ ص 758).
[12] صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب إجلاء اليهود من الحجاز، ح ر 1765.
[13] صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى "إنما قولنا لشيء إذا أردناه"، ح ر7462.

صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب سؤال اليهود النبي عن الروح، ح ر 2794.

[14] مثلا سؤال ابن عباس لكعب الأحبار عن قوله تعالى "في جنات عدن" التوبة آية 72 فقال:هي الكروم والأعناب بالسريانية.

أنظر تفسير الطبري (ج14/ص 352). وابن أبي طالب (مكي القيسي)، تفسير الهداية إلى بلوغ النهاية في معاني القرآن وتفسيره وأحكامه وجمل من فنون علومه،تح محمد عثمان،(ج3/ص303)،دار الكتب العلمية،بيروت.

[15] نعناعة (رمزي)، الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير، دار القلم ودار الضياء، دمشق-بيروت، ط1،( 1390 هـ/ 1970 م)، (ص 110).
[16] (م.ن)، (ص 110).
[17] مقال بعنوان "حول الإسرائيليات في كتب التفسير"، مجلة الوعي الإسلامي، الكويت السنة الثالثة، العدد التاسع عشر، رجب 1386هـ/ نوفمبر1966م. وأنظر أيضا كتاب الإسرائيليات وأثرها في كتب التفسير (ص 110).
[18] ابن خلدون (ولي الدين عبد الرحمان بن محمد)، مقدمة ابن خلدون، (ج2/ ص 175 و 176)، تح وتخ وتع عبد الله محمد الدرويش، دار يعرب، دمشق سورية، ط1، (1425 هـ/ 2005 م).
[19] تفسير ابن أبي حاتم (ج9/ ص 3072) برقم 17380.

تفسير الطبري (ج20/ ص 53).

تفسير الكشف والبيان للثعلبي (ج5/ ص 20).

[20] صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة ، باب قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ، ح ر 4215.
[21] ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (ج1/ ص 174) وقال :"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه مجالد بن سعيد ضعّفه أحمد ويحيى بن سعيد وغيرهما".ذكره الإمام أحمد في مسنده، مسند العشرة المبشرين بالجنة، باقي مسند المكثرين من الصحابة، ح ر 14859، (ج3/ ص 387). ابن عاصم (أبي بكر أحمد بن عمرو)، السنّة، (مج1/ ص 67)، ح ر50، باب ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم تركتكم على مثل البيضاء ...، تح وتخ باسم بن فيصل الجوابرة، دار الصميعي للنشر والتوزيع، الرياض، ط1، (1419 هـ/ 1998 م). ذكره الموصلي(أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى) ، المسند، تح وتخ خليل مأمون شيحا، دار المعرفة، بيروت لبنان ، ط1، 1426ه/2005 م، مسند جابر بن عبد الله، ح ر2139، (ص467) بلفظ قريب.
[22] صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى:كلّ يوم هو في شأن......،ح ر 7522، ص1859. مصنّف ابن أبي شيبة، (ج6/ ص 228)، كتاب الأدب، باب من كره النظر في كتب أهل الكتاب، ح ر26830، دار الفكر، بيروت لبنان، (د.ط)، (1414 هـ/ 1994 م).
[23] مصنف عبد الرزّاق(ج10/ص312و313)،كتاب أهل الكتابين،باب هل يسأل أهل الكتاب عن شيء، ح ر 19212.
[24] الإسرائيليات في التفسير والحديث، (ص 167 -170).
[25] صحيح البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ح ر 3274. وسنن الترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل، ح ر2669. وسنن الدارمي، المقدمة، باب البلاغ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتعظيم السنن، ح ر 542.

ومصنّف عبد الرزّاق، كتاب أهل الكتاب، مسألة أهل الكتاب، ح ر10157، (ج6/ ص 109 و 110) وغيرهم.
[26] مسند أحمد، مسند العشرة المبشرين بالجنة، ح ر3951.و المعجم الكبير للطبراني (ج10/ ص 190)، حديث عبد الله بن مسعود، ح ر10295 . وأنظر كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (ج8/ص231) وقال رواه أحمد والطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط.
[27] ذكرت ذلك سابقا.
[28] فتح الباري (ج6/ ص 575) تق وتح وتع عبد القادر شيبة الحمد، ط مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض، ط1، 1421 هـ/ 2001 م، طبع على نفقة سلطان بن عبد العزيز آل سعود.

وأنظر أيضا القنوجي البخاري (أبو الطيب محمد صديق بن حسن)، عون الباري لحل أدلة البخاري، (ج4/ ص 466)، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، (د.ط)، (د.ت).

الخطابي (أبو سليمان أحمد بن محمد)، أعلام السنن في شرح صحيح البخاري، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، ط1، (2008 م/ 1429 هـ)، (ج2/ ص 210).
[29] مقدمة في أصول التفسير (ص 100 و 101).
[30] مقدمة تفسير ابن كثير (ج1/ ص 8 و9).
[31] مقدمة في أصول التفسير ( ص 100).
تنوير المستنير في بيان معاني البيان،(ج1/ ص14).[32]
تنوير المستنير في بيان معاني البيان،(ج1/ ص13 و14).[33]
م.ن،،(ج1/ ص 14).[34]
التحرير والتنوير،(ج1/ ص 15).[35]
سير أعلام النبلاء، مؤسّسة الرسالة بيروت، 1422ه/2001م، (ج6/ ص 248).[36]
الرازي،(ابن أبي حاتم)، الجرح والتعديل، دار الفكر بيروت،ط1، 1430ه/2009م،(ج2/ ص 251).[37]
الإتقان في علوم القرآن، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، الهيئة العامة المصرية للكتاب،(1394هـ / 1974م)،ج4/ص237.[38]
أنظر،(ج2/ ص 56)[39]​
[40] الرومي (فهد بن عبد الرحمان)، منهج المدرسة العقلية الحديثة في التفسير، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، ط2، (1403 هـ/ 1983 م)، (ج1/ ص 326- 332).
[41] تفسير المنار (ج1/ ص 325).
[42] تفسير المنار (ج1/ ص 175).
(م.ن)، (ج2/ص457). [43]​
[44] تنوير المستنير في بيان معاني البيان،(ج1/ ص14 و15).
[45] تنوير المستنير في بيان معاني البيان، (ج5/ ص 398).
م.ن)، (ج6/ص287).)[46]
[47] انظر تفسير القرطبي ج15/ص178-181.
تفسير النسفي، ج3/ص1488، دار القلم للتوزيع والنشر بيروت لبنان،1989م [48]
[49] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، ضبطه وصحّحه محمّد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، بيروت لبنان،2020م، ج7/ص32و33
[50] تفسير الآلوسي، ج12/ص191.
[51] ألّف الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كتابا سمّاه نصب المجانيق لنسف قصة المجانيق وقد جمع فيه أقوال العلماء الذين ردّوا و كذّبوا هاته القصّة وقد طبع هذا الكتاب المكتب الإسلامي سنة 1996م/1417ه، الطبعة الثانية ، بيروت .وهاته القصّة باطلة وقد ردّها علماء الأمّة ومفسّروها كالطبري في تفسيره(ج16/610و611) والبغوي في تفسيره المسمّى معالم التنزيل (ج3/ص227) وابن العربي في أحكام القرآن (ج2/ص1299- 1303) .وللتوسّع أنظر أطروحة لنيل الماجستير "العالمية " بعنوان "موقف الصحابة – رضي الله عنهم - من رواية الإسرائيليات دراسة وتحليل للطالبة نور بنت محمد باصمد (ص43)، جامعة أم القرى مكّة المكرّمة ،كلية الدعوة وأصول الدين ،قسم الكتاب والسنّةّ.
[52] تنوير المستنير في بيان معاني البيان(ج6/ص46).
[53] الإسرائيليات في التفسير والحديث، (ص 167 -170).
 
عودة
أعلى