بين يدي الآن عشرات الرسائل التي كتبها الدكتور محمد عبد الله دراز إلي شخصيات مختلفة في موضوعات عديدة وقد رغبت في أن أقدمها لمحبيه من قراء الملتقي والله المستعان
الرسالة الاولي
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام علي الزميل الفاضل الأستاذ كمال أحمد عون
زاده الله كمالا ،وحمدا،وعونا
قد تلطفت فأهديت إلي مشكورا نسخة من مؤلفك القيم :(المرأة في الإسلام ) وقد رأيت تمهيدك لمباحثه .. مغريا بمطالعته ،فتصفحته في جلستين اثنتين لم أشعر فيهما بكلال ولا ملل موضوع حي ،تتمثل فيه مشكلة من أعظم مشاكل الساعة ،و قد عالجته بدقة الباحث وروح المؤمن ،وأسلوب الأديب ،وكنت موفقا في كل خطوة خطوتها ،مسددا في كل حجة أقمتها .
فليكثر الله من أمثالك ،وليحقق الله طيب آمالك ،وليجزك عن العلم والدين والوطن خير الجزاء
وسلاما خالصا مكررا
محمد عبد الله دراز
3 من شهر رمضان المعظم 1373هـ
الرسالة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
إلي السيد الفاضل الأستاذ أنور عاشور واعظ الجمعية الشرعية بزفتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما بعد فقد وصل إلي خطابك الرقيق ، الذي تفضلت فيه بتقرير كريم لجهودي المتواضعة وإني نزولا علي رغبتك ،أجيب بأن البحوث العلميةالتي قمت بوضعها بعد عودتي الي مصر والتي تم نشرها في مطبوعات مستقلة ، هي رسائل صغيرة الحجم ، بعضها اصغر من بعض 1- مباديء القانون الدولي العام في الاسلام 2- الربا في نظر القانون الاسلامي
وكلاهما مطبوع بمطبعة الازهر ،وسأبعث اليك ان شاء الله بنسخة منهما .
3- الدين -بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
4-كلمات في مباديء علم الاخلاق
وكلاهما طبع بالمطبعة العالمية ،وتقوم بنشره مكتبة النهضة المصرية بشارع عدلي باشا بالقاهرة
وهناك بحوث متفرقة في المجلات مثل :- النقد الفني لمشروع ترتيب القرآن حسب نزوله (مجلة الازهر عدد رمضان 1370هـ
رأي الاسلام في القتال مجلة الأزهر عدد المحرم 1372هـ
أساس الشعور بالمسئولية (مجلة الازهر عدد جمادي الاولي 1372هـ
تنظيم العلاقة بين الارادة والغرائز (مجلة الازهر عدد رجب 1372هـ
أما مؤلفاتي قبل سفري الي اوربا فإني آسف لأن بعضها كان قد توقف العمل في تأليفه وطبعه بسبب هذا السفر وأن الذي تم طبعه منها هو الجزء الأول من كتاب (المختار من كنوز السنة )قد نفد طبعه منذأمد بعيد .وأرجو أن يوفقني الله لإعادة طبعه ،ولاستئناف العمل لإتمام ما بقي ، إجابة لرغبة المحبين أمثالك .
وأما كتابا "أدب القرآن "و"التعريف بالقرآن"فقد وضعا باللغة الفرنسية ،ولم يترجما بعد إلي العربية
والله أسأل ان يوفقنا جميعا لخدمة دينة ،وأن يرزقنا الاخلاص في هذه الخدمة آمين
والسلام عليكم ورحمة الله
محمد عبد الله دراز
رحم الله العالم الجليل محمد عبدالله دراز وغفر له ، وجزاك الله خيرا يا دكتور يسري ومرحبا بعودتك فقد طال انقطاعك عن الملتقى مع الثورات وضجيجها . وأرجو أن تكون سفينتكم في مصر قد رست على بر الأمان إن شاء الله ..
الرسالة الثالثة
إلي الأستاذ الجليل أحمد الشايب بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد تناولت بيد الشكر رسالتكم الكريمة وألقيت نظرة عابرة علي ما حوته من وثائق قيمة بشأن رسالة "الفن القصصي في القرآن"
وأن الأثر الذي تركته في نفسي هذه القراءة الأولي للنصوص المثبته من الرسالة المذكورة هو أن الفكرة التي تقوم عليها الرسالة كلها فضلا عن مصادمتها لأساس الاسلام وجوهره المعلوم بالضرورة عند جميع المسلمين - وليدة جهل فاضح بنصوص القران نفسه وبسيرة صاحبه الصادق الأمين .فهذا الفن القصصي حسبما يحدده المؤلف هو بعينه "الشعر"الذي برأالله رسوله منه إذ ليس الشعر هو ذلك القول الموزون المقفي فحسب ، فما تلك إلا الصوره الصوتية المسموعة للآذان ،أما حقيقة الشعر وروحه فقد حددها القرآن نفسه حيث يقول
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ "أليس ذلك الهيام في كل واد وذلك القول لما لم يفعل هما قوام الحرية الفنية التي ينسبها المؤلف للقرآن ؟ثم هذا الابتداع الخيالي لقصة لا تعتمد علي أصل من واقع الحياة وإنما توضع لتسري عن نفس محمد ،أليس هو اللهو والهزل الذي يتبرأمنه القرآن صراحة حيث يقول "
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ "
علي أن من يطالع سيرة الرسول ويتتبع خطواته وخطواته في طول حياته لا يخالطه الشك لحظة واحدة في أنه عليه السلام كان مثال الصدق والجد والطهر والأمانة في خلوته وجلوته في رضاه وغضبه ،بين أحبابه وأعدائه ،وأنه لم يعرف إلا الحق غاية ،ولم يعرف الا الحق وسيلة لتلك الغاية .فهو ناصر الحق بالحق بأدق وأوسع ما تحمله هذه العبارة من المعني بل هناك ما هو أسمي من ذلك وأجل في سيرته وسياسته ،فإن كمال شيمه لم يقف عند عصمة من التوسل الي أهدافه الشريفة بغير الصدق ، بل جاوز ذلك الي عصمتهمن التوسل اليها بالصدق المواري المداجي ،حتي كانت حركاته وسكناته ونظراته نفسها صورة الصراحة والامانة . وهو القائل عن نفسه تعففا عن الانتقام من أحد أعدائه بالحيلة "ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين"هذا وإني أكرر الشكر للأستاذ الجليل علي كبير عنايته وكريم حفاوته وأسأل الله أن يجمع قلوبنا وهمتنا علي خدمة الحق ونصرته والسلام عليكم ورحمة الله
محمد عبد الله دراز 26/6/1949مـ
شكر الله لك هذا الجهد الكبير، أخي الكريم الدكتور/يسري.
وصب الله شآبيب الرحمة والعفو والغفران على ضريح هذا العالم الجليل الذي كان ممن خدم الإسلام وعلومه في العصر الحديث. وهذه الرسائل، وإن كانت شخصية في أصلها فهي مليئة بالفوائد من العلوم، والفرائد من الآداب.
وأقترح أن تتفضل بوضعها في ملف واحد وترفقه لنا؛ لتعم الفائدة ويكثر النفع. وإن أمكن أن تعلقوا على بعضها بما تيسر مما جد اليوم في موضوعاتها ونحو ذلك من تكميل المقاصد يكون أحسن. والله يوفقكم ويجزيكم خيرا ويعينكم على الخير.
شكر الله لك أخي الكريم ،وإن شاء الله سأفعل ،لكنني ضعيف في الكتابة علي الحاسوب ،وبين يدي كم كثير من الرسائل المخطوطة ،فيها فوائد غالية خاصة لأهل التفسير ،وسوف أقدمه ليكون بين أيديكم .
