هدايات بكاء النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة ابن مسعود

إنضم
27/10/2011
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
49
الإقامة
القنفذة العرضية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فهذه دراسة كنت قد أجريتها لبحث هدايات بكاء النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة ابن مسعود، أضعها بين أيديكم لعلَّ الله ينفعني وينفعكم بها.
الحديث
عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ قَالَ لِي صلى الله عليه وسلم، اقْرَأْ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ قَالَ نَعَمْ فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْآيَةِ: [فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا}، قَالَ حَسْبُكَ الْآنَ فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ ([1]).
المعنى الإجمالي للآية:
يقول الله تعالى مخبراً عن هول يوم القيامة وشدة شأنه: كيف يكون الحال يوم نأتي على كل أمة بنبيها يشهد عليها بعملها، ونأتي بك يا محمد على أمتك شهيداً، والإشارة بــ "هؤلاء " إلى كفار قريش وغيرهم، وإنما خص كفار قريش لعنادهم عند رؤية المعجزات وخوارق العادات، والمعنى : كيف يكون حال هؤلاء الكفار يوم القيامة([2]).
دراسة دلالة الأثر:
لقد بلغ سلطان القرآن مبلغاً عظيماً في زلزلة النفوس وتحريك القلوب وتهييج الدموع، لا يزال يدرك ذلك كل من عاش القرآن بكل جوارحه، وفي هذا الأثر يظهر أثر القرآن على رسول الأمةr، فيبكي وتذرف عيناه لقراءة ابن مسعودt.
فلماذا بكى رسول اللهr؟ وما هي دلالات الآية التي أثرت فيه حتى خنقته العبرة، فما استطاع أن يزيد على قوله لابن مسعودt: حسبك؟ ولماذا أحب رسول اللهr، أن يسمعه من غيره؟.
إن من يتأمل حال رسول اللهr، مع القرآن، ويتفكر في موقفه من قراءة ابن مسعود، يدرك بعضاً من أسباب بكائه، وتتبين له طائفة من دلالات هذا الأثر وهداياته، والتي يمكن إجمالها فيما يلي:
1- شدة خوفه وخشيته من موقف يوم القيامة بين يدي الله تعالى، الناجم عن عظيم علمه ومعرفته بربه تعالى وأسمائه وصفاته، وشدة حبه ورجائه وافتقاره إلى الله، فأهل العلم بالله تعالى هم أهل الخوف والخشية والبكاء، قال الله تعالى عنهم: (ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [الإسراء:109]، خضوعاً لله تعالى وإيماناً وتصديقاً وتسليماً([3])، والعبد كلما زاد علما ومعرفة بالله، زاد خوفه وتضاعفت خشيته وانهمرت سحائب أدمعه حالما يسمع كلام الله أو يقرؤه، قال الإمام النووي([4])♫ عن البكاء حال قراءة القرآن: «وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين»([5])، فكيف إذا كان الباكي رسول اللهr، أعلم الناس وأتقاهم وأخشاهم لربه.
2- تصديق قول ربه تعالى: [ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ] {مريم:58}، فهذا شأن المؤمنين الصادقين، ونعت الأولياء الصالحين، الذين تفرَق أفئدتهم وتخشع جوارحهم حال سماع كلام الله تعالى، فيخرون للأذقان يبكون، ويزدادون بمواعظ القرآن خضوعاً وطاعة واستكانة لربهم، قال الزجاج([6]) ♫: «قد بين الله سبحانه أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا بآيات اللهU، سجدوا وبكوا من خشية الله»([7]).
3- رقة قلبهr، التي كانت تظهر في مواقف كثيرة من حياته، فيبكي وتذرف دموعه، وما ذاك إلا لشدة تأمله وتدبرهr، في آيات الله، ومعرفته بأسمائه وصفاته، كيف لا وقد طهر الله تعالى قلبه، وغسله من الأمراض والأحقاد، وملأه حكمة وإيماناً،، فلم يكن r، يحمل في صدره إلا خصال العفو والمحبة والرحمة، يتلذذ بتلاوة القرآن، فتذرف مدامعه ويرق قلبه، وتخشع جوارحه، روت عائشة([8])▲، أنه قام ذات ليلة يصلي، قالت: «فلم يزل يبكي حتى بل حجره، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض»([9]).
4- شفقته بأمته، وفرط رأفته ورحمته التي بلغت مبلغاً عظيماً، فيستعبر رسول اللهr، لعلمه بحالهم وإدراكه تقصيرهم وخوفه عليهم يوم يأتي النبي ومعه الرجل والرجلان والعشرة ويأتي النبي وما معه أحد، ويبكي رسول اللهr، أسفاً وحزناً على من يلحقه العذاب منهم، لا سيما أنه هو الشاهد والشافع، قال ابن حجر([10]) في الفتح: « والذي يظهر أنه بكى رحمة لأمته لأنه علم أنه لا بد أن يشهد عليهم بعملهم، وعملهم قد لا يكون مستقيما فقد يفضى إلى تعذيبهم»([11]).
5- تذكرهr، لحال الناس يوم القيامة، يوم يجمعهم الله تعالى على صعيد واحد يُسمعهم الداعي وينفذهم البصر، لا يعلم أحد مصيره ومآله، ولا تدري نفس ماذا تكسب، إلى أن تُفرَّق الكتب وتوضع الموازين وينصب الصراط على متن جهنم، ويأتي الله تعالى فيحكم بين الناس، فينفض الجمع، فالناس حينئذ بين مستبشر ومتحسر، كل هذه الأحوال والمقامات تدعو لأن يبكي الخائف من مقارم ربه، إذ لا أحد يعرف ماذا يفعل به ربه.
6- بكى رسول الله r، لأنه مثّل لنفسه ما في ذلك اليوم العظيم من أهوال وشدة حال، يوم يأتيr، ليشهد لأمته بالتصديق، ويشفع لأهل الموقف بالقضاء، وهو موقف يستحق الشفقة البكاء، فإذا كان الشافع المشفع يبكي من هول المطلع وشدة الكرب، فالأحرى والأجدر بالمشفوع له أن يطيل البكاء، وأن يستعد لذلك اليوم بخير الزاد، قال ابن بطال([12])♫: «إشارة منه إلى معنى الوعظ؛ لأنه مثل لنفسه أهوال يوم القيامة وشدة الحال الداعية له إلى شهادته لأمته بتصديقه، والإيمان به وسؤاله الشفاعة لهم ليريحهم من طول الموقف وأهواله، وهذا أمر يحق له طول البكاء والحزن»([13]).
7- ولربما استشعر رسول اللهr، تلك المكانة العظيمة التي بوأه الله إياها يوم يأتي، شافعاً للناس بعد أن يعتذر الأنبياء والرسل، وشاهداً على أمته وعلى الأمم من قبله، قال رسول الله r، في حديث الشفاعة بعد أن ذكر اعتذار الأنبياء والرسل: «فيأتوني فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذا أنا رأيته وقعت ساجدا، فيدعني ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفع رأسك، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفع»([14]).
8- ولا يستبعد أن يكون بكاؤهr، بكاء فرح لا جزع ؛ وذلك لقبول ربه شهادة أمته على سائر الأمم وتكريم الله لهم في ذلك الموقف، وقبوله تزكية رسولهم في ذلك اليوم([15])، وكونه سبباً نال به أبناء الأمة خيرات عظيمة، ومنازل رفيعة، وليس شرطاً أن يكون بكاؤه حزناً وأسفاً، فالبكاء كما أنه ترجمان أسف وحزن فهو شاهد رحمة ومسرة وبهجة([16]).
9- وفي بكائهr، بيان لعظمة الشهادة التي يشهد بها يوم القيامة، حين يشهد على أمته بالبلاغ، ولهذا كان في حجة الوداع يقررهم على أنفسهم، فيرفع إصبعه إلى السماء وينكسها إليهم ويقول: « اللهم اشهد»([17]). قال ابن عثيمين([18])♫: «من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان عظمة هذه الشهادة، يؤخذ من الاستفهام الدال على التفخيم والتعظيم«([19]).
10- ويبقى بكاؤهr، سنة لأمته من بعده، يقرأون القرآن فيتأثرون ويبكون، كما بكى رسولهمr، فيهتدون بهديه ويتبعون سنته، ويربون أنفسهم على سيرته، قال الغزالي([20]) «يستحب البكاء مع القراءة»([21]).
11- وفي بكائه استشعار لعظيم الأمانة التي اؤتمن عليها، وشعور بالمسؤولية التي ألزم بها ويُسأل عنها، قال عز وجل: [ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ] {الأعراف:6}، قال ابن عباس ¶:«يسأل الله الناس عما أجابوا المرسلين، ويسأل المرسلين عما بلغوا»([22])، فكأن بكاءه محاسبة لنفسه، وخوف من التقصير في أداء الرسالة التي أرسله الله بها، وحاشاه من ذلك r.
12- وفي بكائه استشعار لتشريف الله له، بأن اختاره خاتم النبيين وشاهداً لهم، واختار أمته شاهدة على من قبلها بعد أن فضلها على سائر الأمم، قال ابن عاشور([23]): «لا فعل أجمع دلالة على مجموع الشعور عند هذه الحالة من بكاء رسول الله r، فإنه دلالة على شعور مجتمع فيه دلائل عظيمة: وهي المسرة بتشريف الله إياه في ذلك المشهد العظيم، وتصديق المؤمنين إياه في التبليغ، ورؤية الخيرات التي أنجزت لهم بواسطته، والأسف على ما لحق بقية أمته من العذاب على تكذيبه، ومشاهدة ندمهم على معصيته»([24]).
13- ويحتمل أنه أحب سماع القرآن من غيره، ليكون عرض القرآن على القُرَّاء الماهرين به سنة متبعة، يتبعها الحفاظ، قال أبو عمرو الداني([25]) ♫: «لا نعلم خلافاً بين أهل الصلاح مِن علماء المسلمين أنّ عرضَ القرآنِ على القرّاء المشهورين بالإمامة سنَّة من السنن»([26])، مع ما في ذلك من كسر الرتابة وتجديد النشاط فيكون ذلك أقوى للتدبر والتفهم.
14- وفي هذا الأثر دلالة على جواز قطع القارئ للقراءة إذا عرض له عارض يصرفه عن التدبر والتفهم لآيات الله تعالى، والتفكر في معانيها والاعتبار بمواعظها، قال ابن بطال: ♫ «فيه جواز قطع القراءة على القارئ إذا حدث على المقرئ عذر أو شغل بال»([27]).
15- والأثر فيه دليل على أن في سماع القرآن ثواباً كما في تلاوته([28])، وأن ذلك لا يقل أهمية عن تلاوته، فهو عبادة يثاب فاعلها، إذا أراد بذلك وجه الله تعالى، بل من المحتمل أن سماع القرآن، أبلغ في التفهم والتفكر؛ لأن السامع لا ينشغل حال السماع بغيره، بخلاف القارئ الذي يعتني بإحكام الأداء وحسن الصوت، ولربما أشغله ذلك عن التفهم والتفكر.
16- والأثر فيه دليل على جواز قول المقرئ للقارئ حسبك([29])، وقد بوب البخاري([30]) في صحيحه لذلك بابا، قال فيه: باب قول المقرئ للقارئ حسبك.
17- 17- في قولهصلى الله عليه وسلم، لابن مسعودرضي الله عنه : «حسبك» دليل على أن ذلك سنة من سنن المصطفى r، والأنفع والأصلح للعبد أن يتبع ما دلت عليه السنة، ولا يلتفت لما ليس له أصل، وليس عليه دليل، ومن وافق السنة وتمسك بها أجرى الله على لسانه الحكمة، ومن خالفها ضل طريق الحق، وتفرقت به السبل، قال ابن مسعودt: «ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم»([1]).


([1]) رواه مسلم، كتاب: الصلاة، باب: صلاة الجماعة من سنن الهدى، (1/ 453)، رقم: 257.





([1]) رواه البخاري، كتاب: فضائل القرآن، باب: قول المقرئ للقارئ حسبك، (6/196)، رقم: 5050، ورواه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل استماع القرآن، وطلب القراءة من حافظه للاستماع والبكاء عند القراءة والتدبر، (1/549)، رقم: 247.

([2]) ينظر: جامع البيان (7/ 38)، الجامع لأحكام القرآن (5/ 197)، تفسير ابن كثير (2/ 306).


([3]) ينظر: تفسير القرآن العظيم (5/128).

([4]) أبو زكريا، يحيى بن شرف النووي الشافعي محيي الدين، كان إمامًا بارعًا حافظًا شديد الورع والزهد، أمارًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، بارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده، صنف: "المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج"، و"الأذكار"، و"رياض الصالحين"، مات سنة ست وسبعين وستمائة. ينظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/395)، طبقات الحفاظ للسيوطي، ص 513.

([5]) التبيان في آداب حملة القرآن، ص 86.

([6]) أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزَّجَّاج، من علماء البصرة في اللغة المشتهرين، له مؤلفات عديدة، منها: " معاني القرآن وإعرابه"، " ما ينصر وما لا ينصرف" توفي عام: 316هـ. ينظر: طبقات النحويين واللغويين، ص111، وتأريخ العلماء النحويين، ص 38، وإنباه الرواة (1/200).


([7]) معاني القرآن وإعرابه (3/ 335).

([8]) الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين أم عبد الله، عائشة بنت أبي بكر الصديق٭، زوج النبي r، وأشهر نسائه، وأفضلهن إلا خديجة▲، ففي ذلك خلاف، تزوجها رسول الله r بمكة قبل الهجرة بسنتين، وهي بكر. كانت أفقه النساء مطلقًا، وأحسن الناس رأيًا في العامة، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض، وهي ممن أكثر الرواية عن رسول الله r، توفيت

([9]) رواه ابن حبان في صحيحه، كتاب: الرقاق، باب: التوبة، (2/386)، رقم: 620، ، قال محققه: إسناده صحيح على شرط مسلم، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

([10]) أبو الفضل، شهاب الدين، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، الحافظ الكبير، الإمام المنفرد بمعرفة الحديث وعلله في الأزمنة المتأخرة، حفظ القرآن وهو ابن تسع سنوات، وحبب الله إليه فن الحديث فأقبل عليه بكليته وطلبه وصنف فيه وفي غيره العديد من الكتب، من مصنفاته: "بلوغ المرام"، و"الإصابة في تمييز أسماء الصحابة"، و"فتح الباري"، توفي سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. ينظر: البدر الطالع (1/87)، الأعلام (1/178).

([11]) فتح الباري لابن حجر (9/ 99)


([12]) علي بن خلف بن بطال البكري القرطبي، المعروف بابن اللجام، كان من أهل العلم والمعرفة، عني بالحديث العناية التامة، صنف: "شرح صحيح البخاري"، و"الاعتصام"، مات سنة تسع وأربعين وأربعمائة. ينظر: سير أعلام النبلاء (18/47)، معجم المؤلفين (7/87).

([13]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (10/ 279).

([14]) رواه البخاري من حديث أنسt، كتاب: التفسير، باب: [ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ]، (6/ 17)، رقم: 4476، ورواه مسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنة منزلة، (1/ 180)، رقم: 322.


([15]) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري (7/ 83).

([16]) ينظر: التحرير والتنوير (5/58).

([17]) رواه البخاري من حديث أبي بكرةt، كتاب: الحج، باب: الخطبة أيام منى، رقم: 1741، (2/176)، ورواه مسلم من حديث جابرt، كتاب: الحج، باب: حجة النبيr، (2/886)، رقم: 147.

([18]) أبو عبد الله، محمد بن صالح آل عثيمين التميمي، محقق، وفقيه، ومفسر، درس التفسير والفقه وأصوله والفرائض ومطلح الحديث والتوحيد على شيخة السعدي، وظهرت جهوده العلمية خلال أكثر من خمسين عامًا من العطاء والبذل في التدريس والوعظ والإرشاد، اهتم بالتأليف وتحرير الفتاوى والأجوبة التي تميزت بالتأصيل العلمي، منها: "الشرح الممتع "، و"القواعد المثلى في الأسماء والصفات"، و"الأصول من علم الأصول"، توفي سنة 1421هـ. ينظر: الدر الثمين في ترجمة فقيه الأمة العلامة ابن عثيمين، عصام بن عبد المنعم المري.

([19]) تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين، تفسير سورة النساء (2/336).

([20]) أبو حامد، محمد بن محمد الطوسي الغزالي، الإمام الجليل صاحب التصانيف والذكاء المفرط، كان أفقه أقرانه وإمام أهل زمانه، لازم إمام الحرمين، فبرع في الفقه في مدة قريبة، ومهر في الكلام والجدل، له من المصنفات: "إحياء علوم الدين"، و"تهافت الفلاسفة"، و"المستصفى من علم الأصول"، مات سنة خمس وخمسمائة. ينظر: سير أعلام النبلاء (19/322)، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/191)، الأعلام (7/22).

([21]) ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (9/98).

([22]) جامع البيان (10/ 64)

([23]) محمد الطاهر بن عاشور، رئيس المفتين المالكيين بتونس وشيخ جامع الزيتونة، مولده ووفاته ودراسته بها، وهو من أعضاء المجمعين العربيين في دمشق والقاهرة، من أشهر مصنفاته: "مقاصد الشريعة الإسلامية"، و"أصول النظام الاجتماعي في الإسلام"، و"التحرير والتنوير"، توفي سنة تسعين وثلاثمائة وألف. ينظر: الأعلام (6/325).

([24]) التحرير والتنوير (5/ 58)

([25]) أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد بن عثمان الأموي، مولاهم القرطبي، الإمام العلم، المعروف في زمانه بأبي الصيرفي، وفي زماننا بأبي عمرو الداني، الإمام العلامة الحافظ أستاذ الأستاذين وشيخ مشايخ المقرئين، أحد الأئمة في علم القرآن رواياته وتفسيره، ومعانيه وطرقه وإعرابه، له مؤلفات عديدة منها: " التيسير في القراءات السبع" ، " الاهتداء في الوقف والابتداء"، " ، "طبقات القراء" توفي سنة: سنة أربع وأربعين وأربعمائة. ينظر: معرفة القراء الكبار ، ص 226، غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 503)، الأعلام للزركلي (4/ 206).

([26]) شرح قصيدة أبي مزاحم الخاقاني، ص 20.

([27]) شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 278).

([28]) ينظر: الإفصاح عن معاني الصحاح (2/ 50)

([29]) ينظر: الإفصاح عن معاني الصحاح (2/ 50).

([30]) أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل الجعفي، مولاهم البخاري، صاحب الصحيح، كان رأسًا في الذكاء والعلم والورع والعبادة، له مؤلفات عديدة، أشهرها: "الجامع الصحيح" و"التاريخ الكبير" و"الأدب المفرد"، مات سنة ست وخمسين ومائتين. ينظر: تذكرة الحفاظ (2/104)، طبقات الحفاظ للسيوطي، ص252.

([31]) رواه مسلم، كتاب: الصلاة، باب: صلاة الجماعة من سنن الهدى، (1/ 453)، رقم: 257.
 
عودة
أعلى