عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*"هدايات الكتاب العزيز"*
إعداد/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
((الهداية القرآنية هي: ثمرة فهم المعنى)).
ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٨٤)، من سورة الأنعام:
﴿وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ﴾ [الأنعام: 84]:
1- تفيد: أن الذرية هبة من الله، ومحض فضل من الله؛ وتصديقه: ﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين﴾ [الأنبياء: 72]، والنافلة: الزيادة والفضل.
2- فيها: أن إبراهيم أبو الأنبياء؛ ولأن كل الأنبياء الذين جاءوا بعده من ذريته.
3- فيها: أن الدعوة إلى التوحيد من الإحسان، بل أعظم الإحسان، لقوله: {وكذلك نجزي المحسنين}، يريد: وكما جزينا إبراهيم على دعوته إلى التوحيد، نجزي كل صنع مثله.
4- فيها: أن الهداية بيد الله وحده؛ لقوله: {هدينا}.
5- فيها: وجوب الإيمان بأسماء كل من ذكر من هؤلاء الأنبياء.
6- فيها: أن الهداية تطلق على الوحي؛ فهي أعظم هداية، والتي لا يعتريها غواية.
7- فيها: بيان لعدل الله وفضله؛ فهو - جل ذكره - لا {يضيع أجر المصلحين}، ولا {يضيع أجر المحسنين}.
8- تفيد: أن الأنبياء مؤيدون بالصواب من الله؛ فمن ادعى النبوة فهو مؤيد من الشيطان؛ قال الله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (الأنعام: 121).
9- فيها إشارة إلى: أن الأنبياء ابتلوا جميعا في الله؛ من أجل الدعوة إلى التوحيد؛ لقوله: {ونوحا هدينا من قبل}: يريد: هديناه بصبره على ما امتحن به فينا.
10- فيها: أن الترتيب، لا يلزم منه الأفضلية مطلقا.
11- تفيد: أن ال/ "واو"، لا توجب الترتيب مطلقا؛ وهذا مذهب الجمهور كما حكى الشوكاني في إرشاد الفحول، وقال: وهو الحق.
12- تفيد: أهمية الجزاء على العمل، ومن قدم معروفا وإنجازا في أمر فينبغي مكافئته؛ فإن هذا له بالغ الأثر في التحفيز والتقدم، ولا يكون المحسن كالمسيء سيان؛ قال الله: ﴿أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار﴾ [ص: 28]. والشواهد كثيرة.
13- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن صلاح الذرية، شرف ورفعة؛ لقوله - قبلها -: {نرفع درجات من نشاء}.
14- تفيد: أن الأنبياء جميعا، دينهم واحد، وهو التوحيد، لقوله: {ونوحا هدينا من قبل}، وتصديقه: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله}: أي وحدوا الله في العبادة.
15- فيها، وبضميمة ما قبلها: أن هبة الذرية وهداياتهم، من بركات الدعوة إلى الله - جل ذكره -، وتصديقه: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}، وأي قول أبلغ وأجل في السداد من الدفاع والذب عن التوحيد، ودين الله.
وعليه: ففيها مناسبة ظاهرة جدا لما قبلها.
وكأن الله يقول: مكافئة لك يا إبراهيم على ما سلف منك من دعوتك ومناظرتك قومك وهجرك لهم في الله، سأهب لك الذرية؛ وليس هذا فحسب يا إبراهيم - عليه السلام -، بل وسأمنن عليهم بالهداية والصلاح، بل وسأجعل فيهم النبوة؛ وتصديقه: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا}.
قال الشوكاني في فتح القدير:
والمعنى: ووهبنا ذلك جزاء له على الاحتجاج في الدين وبذل النفس فيه.
وعليه: فمن أراد أن يكون أولاده من الدعاة إلى الخير، فليدع هو إلى ربه.
فينبغي الاهتمام بهداية هذه الآية، ونشرها في المسلمين، وذكرها في تعداد أسباب هداية الأبناء وصلاحهم.
16- تفيد: أن الله يعوض عبده عما تركه في الله؛ فإن إبراهيم لما هجر قومه في الله وتركهم؛ وهبه الله وآنسه وأيده وعوضه بهذه الذرية؛ وتصديقه: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا}، قال الطبري: يقول تعالى ذكره: فلما اعتزل إبراهيم قومه وعبادة ما كانوا يعبدون من دون الله من الأوثان آنسنا وحشته من فراقهم، وأبدلناه منهم بمن هو خير منهم وأكرم على الله منهم.
وعليه: فمن كان يأنس برفقاء السوء، فليتركهن وليهجرهم في الله؛ وسيعوضه الله خيرا منهم، وسيحظى من الخير والسعادة أضعافا كثيرة.
وكذا من كان له وظيفة محرمة فليتركها، وسيبدله الله خيرا منها. ودواليك.
......................
أهلاً بك في مجموعة "هدايات الكتاب العزيز"، نحن نتطلع لانضمامك إلينا، عبر الرابط التالي:
https://chat.whatsapp.com/I1qDL4k1UVU2WkCNebwjZ6
إعداد/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.
للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +996500906424
((الهداية القرآنية هي: ثمرة فهم المعنى)).
ننتقل إلى بعض هدايات الآية رقم (٨٤)، من سورة الأنعام:
﴿وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ﴾ [الأنعام: 84]:
1- تفيد: أن الذرية هبة من الله، ومحض فضل من الله؛ وتصديقه: ﴿ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين﴾ [الأنبياء: 72]، والنافلة: الزيادة والفضل.
2- فيها: أن إبراهيم أبو الأنبياء؛ ولأن كل الأنبياء الذين جاءوا بعده من ذريته.
3- فيها: أن الدعوة إلى التوحيد من الإحسان، بل أعظم الإحسان، لقوله: {وكذلك نجزي المحسنين}، يريد: وكما جزينا إبراهيم على دعوته إلى التوحيد، نجزي كل صنع مثله.
4- فيها: أن الهداية بيد الله وحده؛ لقوله: {هدينا}.
5- فيها: وجوب الإيمان بأسماء كل من ذكر من هؤلاء الأنبياء.
6- فيها: أن الهداية تطلق على الوحي؛ فهي أعظم هداية، والتي لا يعتريها غواية.
7- فيها: بيان لعدل الله وفضله؛ فهو - جل ذكره - لا {يضيع أجر المصلحين}، ولا {يضيع أجر المحسنين}.
8- تفيد: أن الأنبياء مؤيدون بالصواب من الله؛ فمن ادعى النبوة فهو مؤيد من الشيطان؛ قال الله: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} (الأنعام: 121).
9- فيها إشارة إلى: أن الأنبياء ابتلوا جميعا في الله؛ من أجل الدعوة إلى التوحيد؛ لقوله: {ونوحا هدينا من قبل}: يريد: هديناه بصبره على ما امتحن به فينا.
10- فيها: أن الترتيب، لا يلزم منه الأفضلية مطلقا.
11- تفيد: أن ال/ "واو"، لا توجب الترتيب مطلقا؛ وهذا مذهب الجمهور كما حكى الشوكاني في إرشاد الفحول، وقال: وهو الحق.
12- تفيد: أهمية الجزاء على العمل، ومن قدم معروفا وإنجازا في أمر فينبغي مكافئته؛ فإن هذا له بالغ الأثر في التحفيز والتقدم، ولا يكون المحسن كالمسيء سيان؛ قال الله: ﴿أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار﴾ [ص: 28]. والشواهد كثيرة.
13- تفيد، وبضميمة ما قبلها: أن صلاح الذرية، شرف ورفعة؛ لقوله - قبلها -: {نرفع درجات من نشاء}.
14- تفيد: أن الأنبياء جميعا، دينهم واحد، وهو التوحيد، لقوله: {ونوحا هدينا من قبل}، وتصديقه: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله}: أي وحدوا الله في العبادة.
15- فيها، وبضميمة ما قبلها: أن هبة الذرية وهداياتهم، من بركات الدعوة إلى الله - جل ذكره -، وتصديقه: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}، وأي قول أبلغ وأجل في السداد من الدفاع والذب عن التوحيد، ودين الله.
وعليه: ففيها مناسبة ظاهرة جدا لما قبلها.
وكأن الله يقول: مكافئة لك يا إبراهيم على ما سلف منك من دعوتك ومناظرتك قومك وهجرك لهم في الله، سأهب لك الذرية؛ وليس هذا فحسب يا إبراهيم - عليه السلام -، بل وسأمنن عليهم بالهداية والصلاح، بل وسأجعل فيهم النبوة؛ وتصديقه: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا}.
قال الشوكاني في فتح القدير:
والمعنى: ووهبنا ذلك جزاء له على الاحتجاج في الدين وبذل النفس فيه.
وعليه: فمن أراد أن يكون أولاده من الدعاة إلى الخير، فليدع هو إلى ربه.
فينبغي الاهتمام بهداية هذه الآية، ونشرها في المسلمين، وذكرها في تعداد أسباب هداية الأبناء وصلاحهم.
16- تفيد: أن الله يعوض عبده عما تركه في الله؛ فإن إبراهيم لما هجر قومه في الله وتركهم؛ وهبه الله وآنسه وأيده وعوضه بهذه الذرية؛ وتصديقه: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا}، قال الطبري: يقول تعالى ذكره: فلما اعتزل إبراهيم قومه وعبادة ما كانوا يعبدون من دون الله من الأوثان آنسنا وحشته من فراقهم، وأبدلناه منهم بمن هو خير منهم وأكرم على الله منهم.
وعليه: فمن كان يأنس برفقاء السوء، فليتركهن وليهجرهم في الله؛ وسيعوضه الله خيرا منهم، وسيحظى من الخير والسعادة أضعافا كثيرة.
وكذا من كان له وظيفة محرمة فليتركها، وسيبدله الله خيرا منها. ودواليك.
......................
أهلاً بك في مجموعة "هدايات الكتاب العزيز"، نحن نتطلع لانضمامك إلينا، عبر الرابط التالي:
https://chat.whatsapp.com/I1qDL4k1UVU2WkCNebwjZ6