محمد محمود إبراهيم عطية
Member
الأصل في ذلك قَوْل اللَّهِ تَعَالَى : { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } [ الأنعام : 68 ] ؛ قَال ابْنُ الْعَرَبِيِّ - رحمه الله : هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مُجَالَسَةَ أَهْل الْمُنْكَرِ لاَ تَحِل .ا.هـ وقال ابن خويز منداد : من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر ، مؤمنًا كان أو كافرًا .
وهذه الآية هي المشار إليها في قوله تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ } [ النساء : 140 ] ؛ فبيَّن أن خوضهم فيها بالكفر والاستهزاء بقوله : { أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ } ؛ وبيَّن أن من جالسهم في وقت خوضهم فيها مثلهم في الإثم ، بقوله : { إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } ، وبيَّن حكم من جالسهم ناسيًا ، ثم تذكر ، بقوله : { وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ؛ والمراد بهذا كلُّ فرد من آحاد الأمة ، ألا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها ، فإن جلس أحد معهم ناسيًا ، { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى } بعد التذكر { مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } .
فبعض مجالس المسلمين اليوم يُستهزئ فيها بشرع الله ودينه ، بجهل أو بسوء طوية ، فالبعض يتقصد آيات الكتاب العزيز وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجعل منها سخرية في المجالس ؛ يستهزئ بالأحكام ، وبالمظاهر الإسلامية ، من ثياب ولحى وغير ذلك ، فعلى من حضر مثل هذه المجالس وسمع فيها مثل ذلك أن ينكر عليهم إنكارًا شديدًا ، ويقرأ عليهم ما تقدم من الآيتين ؛ فإن ارتدعوا وتابوا ، فهذا هو المقصود ؛ وإن أبوا وعاندوا ، فيلزمه أن يقوم من المجلس محذرًا إياهم من سوء عاقبة لسوء صنيعهم .
وينسحب الحكم على مجالس أهل البدع والفسق والمعاصي ، فمجالس المنكرات التي يخوض أهلها في أعراض الناس ، أو يجاهرون فيها بالمعاصي ، إذا لم يكن للجالس قدرة على الإنكار والتغيير ، فإنه لا بد من هجر أماكن المعاصي والفسوق .
وهذه الآية هي المشار إليها في قوله تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ } [ النساء : 140 ] ؛ فبيَّن أن خوضهم فيها بالكفر والاستهزاء بقوله : { أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ } ؛ وبيَّن أن من جالسهم في وقت خوضهم فيها مثلهم في الإثم ، بقوله : { إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ } ، وبيَّن حكم من جالسهم ناسيًا ، ثم تذكر ، بقوله : { وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ؛ والمراد بهذا كلُّ فرد من آحاد الأمة ، ألا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها ، فإن جلس أحد معهم ناسيًا ، { فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى } بعد التذكر { مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } .
فبعض مجالس المسلمين اليوم يُستهزئ فيها بشرع الله ودينه ، بجهل أو بسوء طوية ، فالبعض يتقصد آيات الكتاب العزيز وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيجعل منها سخرية في المجالس ؛ يستهزئ بالأحكام ، وبالمظاهر الإسلامية ، من ثياب ولحى وغير ذلك ، فعلى من حضر مثل هذه المجالس وسمع فيها مثل ذلك أن ينكر عليهم إنكارًا شديدًا ، ويقرأ عليهم ما تقدم من الآيتين ؛ فإن ارتدعوا وتابوا ، فهذا هو المقصود ؛ وإن أبوا وعاندوا ، فيلزمه أن يقوم من المجلس محذرًا إياهم من سوء عاقبة لسوء صنيعهم .
وينسحب الحكم على مجالس أهل البدع والفسق والمعاصي ، فمجالس المنكرات التي يخوض أهلها في أعراض الناس ، أو يجاهرون فيها بالمعاصي ، إذا لم يكن للجالس قدرة على الإنكار والتغيير ، فإنه لا بد من هجر أماكن المعاصي والفسوق .