ابن الفرضي
الامام الحافظ، البارع الثقة، أبو الوليد، عبد الله بن محمد بن يوسف ، القرطبي، ابن الفرضي، وهو صاحب تاريخ علماء الأندلس الذي وصلناه بكتابنا هذا ."حدث عنه: أبو عمر بن عبد البر، وقال: كان فقيها حافظا، عالما في جميع فنون العلم في الحديث والرجال، أخذت معه عن أكثر شيوخي، وكان حسن الصحبة والمعاشرة، قتلته البربر في سنة الفتنة وبقي في داره ثلاثة أيام مقتولا وحضرت جنازته عفا الله عنه . وقال أبو مروان بن حيان:وممن قتل يوم أخذ قرطبة الفقيه الأديب الفصيح ابن الفرضي، و ووري متغيرا من غير غسل، ولا كفن ولا صلاة، ولم ير مثله بقرطبة في سعة الرواية، وحفظ الحديث، ومعرفة الرجال، والافتنان في العلوم والأدب البارع، ولد سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة، وحج سنة اثنتين وثمانين، وجمع من الكتب أكثر ما يجمعه أحد في علماء البلد، وتقلد قراءة الكتب بعهد العامرية، واستقضاه محمد المهدي ببلنسية، وكان حسن البلاغة والخط قال الحميدي: حدثنا علي بن أحمد الحافظ (3)، أخبرني أبو الوليد بن الفرضي قال: تعلقت بأستار الكعبة، وسألت الله تعالى الشهادة، ثم فكرت في هول القتل، فندمت، وهممت أن أرجع، فأستقيل الله ذلك، فاستحييت.
قال الحافظ علي: فأخبرني من رآه بين القتلى، ودنا منه، فسمعه يقول بصوت ضعيف: " لا يكلم أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما، اللون لون الدم، والريح ريح المسك "( رواه البخاري (2803) ومسلم (1876).[1] ا
[1]" الصلة " 1 / 253، و " تذكرة الحفاظ " 3 / 1077. النبلاء 17/179
ومنهم ابن الوني
إمام الفرضيين، العلامة، أبو عبد الله، الحسين بن محمد ابن عبد الواحد، ابن الوني البغدادي، الضرير، الحاسب، صاحب التصانيف وقال ابن خيرون: مات الوني في رابع ذي الحجة سنة خمسين (5) وأربع مئة، وكان عند الخليفة، فاتفق أن كبست دار الخليفة، وخرج الخليفة، وقتل جماعة في الدار، وضرب الوني بدبوس في رأسه، وجرح في وجهه، ومات منها شهيدا، وكان أحد أئمة المسلمين، سمعت منه.
قال الذهبي : قتل في كائنة البساسيري [1]
ومنهم ابن الحاج شيخ الأندلس ومفتيها، وقاضي الجماعة، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لب التجيبي القرطبي المالكي ابن الحاج. تفقه بأبي جعفر بن رزق، وتأدب بأبي مروان بن سراج، وسمع الكثير من أبي علي الغساني، ومحمد بن الفرج، وخازم بن محمد، وعدة. قال ابن بشكوال: كان من جلة العلماء، معدودا في المحدثين والادباء، بصيرا بالفتوى، كانت الفتوى تدور عليه لمعرفته ودينه وثقته، وكان معتنيا بالآثار، جامعا لها، ضابطا لاسماء رجالها ورواتها، مقيدا لمعانيها وغريبها، ذاكرا للانساب واللغة والنحو. إلى أن قال: قيد العلم عمره كله، ما أعلم أحدا في وقته عني بالعلم كعنايته، سمعت منه، وكان لينا حليما متواضعا، لم يحفظ له جور في قضية، وكان كثير الخشوع والذكر، قتل ظلما يوم الجمعة، وهو ساجد، في صفر سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وله إحدى وسبعون سنة[1]
و ممن وقف أمام الظلمة مع إخوانه العلماء
عبدالرحمن بن أبي ليلى الإمام العلامة الحافظ، أبو عيسى الأنصاري الكوفي، الفقيه، ويقال: أبو محمد، من أبناء الأنصار، ولد في خلافة الصديق أو قبل ذلك.قال الاعمش: رأيت ابن أبي ليلى وقد ضربه الحجاج، وكأن ظهره مسح وهو متكئ على ابنه وهم يقولون: العن الكذابين فيقول: لعن الله الكذابين. يقول: الله الله، علي بن أبي طالب، عبد الله بن الزبير، المختار ابن أبي عبيد.
قال: وأهل الشام كأنهم حمير لا يدرون ما يقصد، وهو يخرجهم من اللعن
قلت: ثم كان عبدالرحمن من كبار من خرج مع عبدالرحمن بن الاشعث من العلماء والصلحاء. وكان له وفادة على معاوية ذكرها ولده القاضي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
لخزاعي الإمام الكبير الشهيد، أبو عبد الله، أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي المروزي ثم البغدادي. كان جده أحد نقباء الدولة العباسية، وكان أحمد أمارا بالمعروف، قوالا بالحق. قال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يترحم عليه، وقال: ختم الله له بالشهادة، قد كتبت عنه، وكان عنده مصنفات هشيم كلها، وعن مالك أحاديث.وكان يقول عن الخليفة: ما دخل عليه من يصدقه. ثم قال يحيى: ما كان يحدث، ويقول: لست هناك. قال الصولي: كان هو وسهل بن سلامة حين كان المأمون بخراسان بايعا الناس على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم قدم المأمون فبايعه سهل، ولزم ابن نصر بيته، ثم تحرك في آخر أيام الواثق، واجتمع إليه خلق يأمرون بالمعروف. قال: إلى أن ملكوا بغداد، وتعدى رجلان موسران من أصحابه، فبذلا مالا، وعزما على الوثوب في سنة إحدى وثلاثين، فنم الخبر إلى نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم، فأخذ أحمد وصاحبيه وجماعة، ووجد في منزل أحدهما أعلاما، وضرب خادما لاحمد، فأقر بأن هؤلاء كانوا يأتون أحمد ليلا، ويخبرونه بما عملوا. فحملوا إلى سامراء مقيدين، فجلس الواثق لهم، وقال لاحمد: دع ما أخذت له، ما تقول في القرآن ؟ قال: كلام الله. قال: أفمخلوق هو ؟ قال: كلام الله. قال: فترى ربك في القيامة ؟ قال: كذا جاءت الرواية. قال: ويحك يرى كما يرى المحدود المتجسم، ويحويه مكان ويحصره ناظر ؟ أنا كفرت بمن هذه صفته، ما تقولون فيه ؟ فقال قاضي الجانب الغربي: هو حلال الدم، ووافقه فقهاء، فأظهر أحمد بن أبي دؤاد أنه كاره لقتله. وقال: شيخ مختل، تغير عقله، يؤخر. قال الواثق: ما أراه إلا مؤديا لكفره قائما بما يعتقده، ودعا بالصمصامة، وقام. وقال: أحتسب خطاي إلى هذا الكافر. فضرب عنقه قال جعفر بن محمد الصائغ: رأيت أحمد بن نصر حين قتل قال رأسه: لا إله إلا الله. أحمد ذكر أحمد بن نصر، فقال: رحمه الله، لقد جاد بنفسه.
منهم الإمام الحافظ العالم الشهيد أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين الرميلي المقدسي، أحد الجوالين. قال السمعاني: كان كثير التعب والسهر والطلب، ثقة، متحريا، ورعا، ضابطا، شرع في تاريخ لبيت المقدس... ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة، وكان مفتيا على مذهب الشافعي، وكانت الفتاوى تجيئه من البلاد، وكان عالما ثبتا، ابتلي بالأسر وقت أخذ العدو بيت المقدس، وطلبوا في فدائه ذهبا كثيرا، فلم يفد، فقتلوه بالحجارة عند البثرون (1)، رحمه الله، في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، وله سبعون سنة وأشهر.وقتلوا بالمقدس نحوا من سبعين ألفا، ودام في أيديهم تسعين سنة وفي تذكرة الحفاظ وقال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: فأقام ببيت المقدس يدرس الفقه على مذهب الشافعي ويروي الحديث إلى أن غلبت الإفرنج على بيت المقدس، فحكى لي من رآه وهو يحمل عليهم حتى يخرجهم من المسجد، وقتل منهم ثم قتل شهيدا في سنة تسعين وأربع مئة.[1] ابن الحاج شيخ الأندلس ومفتيها، وقاضي الجماعة، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن لب التجيبي القرطبي المالكي ابن الحاج. تفقه بأبي جعفر بن رزق، وتأدب بأبي مروان بن سراج، وسمع الكثير من أبي علي الغساني، ومحمد بن الفرج، وخازم بن محمد، وعدة. قال ابن بشكوال: كان من جلة العلماء، معدودا في المحدثين والأدباء، بصيرا بالفتوى، كانت الفتوى تدور عليه لمعرفته ودينه وثقته، وكان معتنيا بالآثار، جامعا لها، ضابطا لأسماء رجالها ورواتها، مقيدا لمعانيها وغريبها، ذاكرا للأنساب واللغة والنحو. إلى أن قال: قيد العلم عمره كله، ما أعلم أحدا في وقته عني بالعلم كعنايته، سمعت منه، وكان لينا حليما متواضعا، لم يحفظ له جور في قضية، وكان كثير الخشوع والذكر، قتل ظلما يوم الجمعة، وهو ساجد، في صفر سنة تسع وعشرين وخمس مئة، وله إحدى وسبعون سنة[2] ابن زرقون * شيخ المالكية أبو الحسين محمد ابن الامام الكبير أبي عبد الله محمد بن سعيد بن أحمد الأنصاري الاشبيلي، ابن زرقون. كان القاضي أبو الحسين أديبا له النظم والنثر، وكان كامل العقل، قل أن ترى العيون مثله، ظفر السلطان به وبعالم آخر يقرئان الفروع، فأخذا وأجلسا للقتل صبرا، ثم قيدا وسجنا بعد سنة تسعين، ثم مات رفيقه، وطال هو حبسه، وشدد ابن عبدالمؤمن في ذلك، على أن من وجد عنده ورقة من الفروع قتل دون مراجعته، وخطب بذلك خطبا، فانظر إلى هذه البلية، وأحرقت كتب المذكورين. بلغني أنه قتل بالرماح لكونه أنكر عصمة ابن تومرت.
ابن الآبار * الإمام العلامة البليغ الحافظ المجود المقرئ مجد العلماء أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن عبدالرحمن بن أحمد بن أبي بكر القضاعي الأندلسي البلنسي الكاتب المنشئ، كان متفننا متقدما في الحديث والآداب سنيا متخلقا فاضلا قتل صبرا ظلما وبغيا في أواخر عشر ستين وست مئة. انتقل من الأندلس عند استيلاء النصارى، فنزل تونس مدة، فبلغني أن بعض أعدائه شغب عليه عند ملك تونس، بأنه عمل تاريخا وتكلم في جماعة، وقالوا: هو فضولي يتكلم في الكبار، فأخذ، فلما أحس بالتلف قال لغلامه: خذ البغلة لك، وامض حيث شئت، فلما أدخل، أمر الملك بقتله، فنعوذ بالله من شر كل ذي شر، هذا معنى ما حكى لي الإمام أبو الوليد ابن الحاج رحمه الله من قتله. محمد بن إبراهيم بن محمد النابلسي الأصل الدمشقي الشافعي الرئيس فتح الدين أبو الفتح ابن الشهيد ولد سنة 728 واشتغل فحصل فنونا من العلم وبرع في الأدب وكان أوحد عصره في النظم والنثر وكتب في ديوان الإنشاء فتنقلت به الأحوال إلى أن صار صاحب الديوان بدمشق وولي مع ذلك مشيخة الشيوخ بها ثم جرت له محنة اختفى بسببها مدة نظم فيها السيرة في بضع عشرة ألف بيت مع زيادات دلت على سعة باعه في العلم وحدث بها بالقاهرة ومات بظاهر القاهرة في شعبان سنة 793 مقتولا بسيف السلطان.
ابن جزى الكلبي صاحب تفسير التسهيل استشهد ابن جزى في الكائنة بطريف –بالأندلس-في سابع جمادى الأولى سنة 741 قال المقريزي: فقد وهو يحرض الناس يوم معركة طريف أما فخر الدين الرازى فقد عبر إلى خوارزم بعد ما مهر في العلوم، فجرى بينه وبين المعتزلة مناظرات أدت إلى خروجه منها.ثم قصد ما وراء النهر فجرى له أشياء نحو ما جرى بخوارزم فعاد إلى الري.واشتهرت مصنفاته في الآفاق وأقام بهراة وكان يلقب بها شيخ الإسلام، وكان كثير الإزراء بالكرامية، فقيل: إنهم وضعوا عليه من سقاه سما فمات.
منهم الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم مكي بن عبد السَّلَام بن الْحُسَيْن الْمَقْدِسِي الرُّمَيْلي بِضَم أَوله، وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت، وَكسر اللَّام، الْفَقِيه الشَّافِعِي، سمع من ابْن الضراب وَغَيره بِمصْر، كَانَ بِبَيْت الْمُقَدّس لما أَخَذته الفرنج خذلهم الله، وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبع مئة؛ فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا، وَلما علمُوا أَنه من عُلَمَاء الْمُسلمين طلبُوا فِي فدائه ألف دِينَار، فَلم يتَّفق فداؤه، فَرَمَوْهُ بِالْحِجَارَةِ على بَاب أنطاكية حَتَّى قَتَلُوهُ رَحْمَة الله عَلَيْهِ، ولعنة الله على قاتليه. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم
4/ 226 للإمام محمد بن عبد الله بن محمد القيسي الدمشقي الشافعي، شمس الدين، الشهير بابن ناصر الدين
ومنهم الفقيه الإمام [FONT="]أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَرْوذِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي، اسْتشْهد بمرو فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مئة فِي وقْعَة الخوارزمشاهية، فِيمَا ذكره ابْن السَّمْعَانِيّ[FONT="][1][/FONT].[/FONT] [FONT="]الللهم ألحقنا بهم شهداء صالحين يا رب العالمين
[/FONT]
ومنهم أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم بن حسان بن سليمان بن أحمد بن عبد السلام الحميري الكلاعي البلنسي الأندلسي المالكي المعروف بابن سالم. ولد سنة خمس وستين وخمسمائة (565 هـ) ، ونشأ ببلنسية، وتلقى العلوم في رحلته إلى إشبيلية وشاطبة وغرناطة والإسكندرية. توفي شهيدا سنة أربع وثلاثين وستمائة للهجرة (634 هـ) في موقعة أنيشة حاملا اللواء بنفسه. وهو صاحب كتاب الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء من مؤلفاته: 1- أحاديث مصافحة أبي بكر ابن العربي الإمامين. 2- أحاديث مصافحة أبي علي الإمامين. 3- أربعون السباعية من الحديث. 4- الأربعون حديثا عن أربعين شيخا لأربعين من الصحابة في أربعين معنى. 5- الإعلام بأخبار البخاري الإمام ومن بلغت روايته عنه من الأغفال والأعلام.
من مقدمة كتابه الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء و انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 634) ، وتذكرة الحفاظ (4/ 1417) ، وسير أعلام النبلاء (23/ 134) ، والعبر للذهبي (5/ 137) ، والوافي (15/ 432) ، ومرآة الجنان (5/ 85) ، وشذرات الذهب (5/ 164) ، وهدية العارفين (1/ 399)مسند أحمد ط الرسالة (24/ 376)