نوع الاستثناء في الاية التالية

إنضم
14/07/2004
المشاركات
19
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مانوع الاستثناء في قوله تعالى -لايسمعون فيها لغوا الا سلاما
وقد قرات في البرهان انه من باب المبالغة
وهل الاستثناء متصل ام منقطع
وماالضابط على حد كل منهما افيجونا بارك الله فيكم
 
تكلم ابن القيم رحمه الله عن هذا المثال في أكثر من موضع ، وذكر أن الاستثناء منقطع ، وبين ضابط المنقطع .

قال رحمه الله في مدارج السالكين : فصـل تحقيق معنى الاستثناء المنقطعالجزء :1 الصفحة :318
( فصـل تحقيق معنى الاستثناء المنقطع
.....

وضابط الانقطاع: أن يكون له دخول في جنس المستثنى منه، وإن لم يدخل في نفسه. ولم يتناوله لفظه. كقوله تعالى "لا يسمعون فيها لغواً إلا سلاما" فإن السلام داخل في الكلام الذي هو جنس اللغو والسلام. وكذلك قوله " لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا " فإن الحميم والغساق داخل في جنس الذوق المنقسم. فكأنه قيل في الأول: لا يسمعون فيها شيئاً إلا سلاما. وفي الثاني: لا يذوقون فيها شيئاً إلا حميما وغساقا. ونص على فرد من أفراد الجنس تصريحاً، ليكون نفيه بطريق التصريح والتنصيص، لا بطريق العموم الذي يتطرق إليه تخصيص هذا الفرد. وكذلك قوله تعالى "ما لهم به من علم إلا اتباع الظن" فإن الظن داخل في الشعور الذي هو جنس العلم والظن.
وأدق من هذا: دخول الانقطاع فيما يفهمه الكلام بلازمه، كقوله تعالى "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف" إذ مفهوم هذا: أن نكاح منكوحات الآباء سبب للعقوبة إلا ما قد سلف منه قبل التحريم، فإنه عفو. وكذلك "وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف" وإن كان المراد به: ما كان في شرع من تقدم فهو استثناء من القبح المفهوم من ذلك التحريم والذم لمن فعله، فحسن أن يقال إلا ما قد سلف.
فتأمل هذا فإنه من فقه العربية.
وأما قوله "لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى" فهذا الاستثناء هو لتحقيق دوام الحياة وعدم ذوق الموت. وهو يجعل النفي الأول العام بمنزلة النص الذي لا يتطرق إليه استثناء ألبتة. إذ لو تطرق إليه استثناء فرد من أفراده لكان أولى بذكره من العدول عنه إلى الاستثناء المنقطع. فجرى هذا الاستثناء مجرى التأكيد، والتنصيص على حفظ العموم. وهذا جار في كل منقطع. فتأمله فإنه من أسرار العربية.
فقوله وما بالربع من أجد الأواري يفهم منه لو وجدت فيها أحداً لاستثنيته ولم أعدل إلى الأواري التي ليست بأحد.
وقريب من هذا لفظة أو في قوله تعالى " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة " وقوله "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون" هو كالتنصيص على أن المراد بالأول الحقيقة لا المبالغة. فإنها إن لم تزد قسوتها على الحجارة فهي كالحجارة في القسوة لا دونها. وأنه إن لم يزد عددهم على مائة ألف لم ينقص عنها. فذكر أو ههنا كالتنصيص على حفظ المائة الألف، وأنها ليست مما أريد بها المبالغة. والله أعلم.) انتهى

وقد عقد فصلاً كاملاً في كتابه بدائع الفوائد عن الاستثناء المنقطع ، وذكر له ستة عشر مثالاً ، فيمكنك الرجوع إليه في الجزء الأول منه .
 
عودة
أعلى