نوادر فوائد تفسير الطبري (العقدية- حقيقة الإيمان)

إنضم
12/06/2004
المشاركات
456
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
أولاً: الفوائد العقدية

حقيقة الإيمان

كَانَ الناسُ أُمَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْإِيمَانِ وَدِينِ الْحَقِّ دُونَ الْكُفْرِ بِاللهِ وَالشِّرْكِ بِهِ
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213].
دَلِيلُ الْقُرْآنِ وَاضِحٌ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ أَخْبَرَ اللهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً، إِنَّمَا كَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً عَلَى الْإِيمَانِ وَدِينِ الْحَقِّ دُونَ الْكُفْرِ بِاللهِ وَالشِّرْكِ بِهِ..
وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ -جَلَّ وَعَزَّ- قَالَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا يُونُسَ: { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُون} [يونس: 19] فَتَوَعَّدَ -جَلَّ ذِكْرُهُ- عَلَى الِاخْتِلَافِ لَا عَلَى الِاجْتِمَاعِ، وَلَا عَلَى كَوْنِهِمْ أُمَّةً وَاحِدَةً..
وَلَوْ كَانَ اجْتِمَاعُهُمْ قَبْلَ الِاخْتِلَافِ كَانَ عَلَى الْكُفْرِ ثُمَّ كَانَ الِاخْتِلَافُ بَعْدَ ذَلِكَ، لَمْ يَكُنْ إِلَّا بِانْتِقَالِ بَعْضِهِمْ إِلَى الْإِيمَانِ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَكَانَ الْوَعْدُ أَوْلَى بِحِكْمَتِهِ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ- فِي ذَلِكَ الْحَالِ مِنَ الْوَعِيدِ؛ لِأَنَّهَا حَالُ إِنَابَةِ بَعْضِهِمْ إِلَى طَاعَتِهِ، وَمُحَالٌ أَنْ يَتَوَعَّدَ فِي حَالِ التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، وَيَتْرُكُ ذَلِكَ فِي حَالِ اجْتِمَاعِ الْجَمِيعِ عَلَى الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ.
 
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و جزاك خيرا ، ورحم الله الشيخ الطبري و جعله في ميزان حسناته ...
كان الناس بعد آدم أمة واحدة على الإيمان ، ثم اختلفوا بعد ذلك بين الحق و الباطل ، فبعث الله النبيين مبشرين لأهل الحق ، و منذرين لأهل الباطل ..... كما قاله ابن عباس ...
 
الْبَلَدُ الطَّيِّبُ الَّذِي يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ مَثَلٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَالَّذِي خَبُثَ فَلَا يَخْرُجُ نَبَاتُهُ إِلَّا نَكِدًا، مَثَلٌ لِلْكَافِرِ

{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} [الأعراف: 58].
{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ} وَالْبَلَدُ الطَّيِّبَةُ تُرْبَتُهُ، الْعَذْبَةُ مَشَارِبُهُ.. {يَخْرُجُ نَبَاتُهُ} إِذَا أَنْزَلَ اللهُ الْغَيْثَ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْحَيَا.. { بِإِذْنِ رَبِّهِ} طَيِّبًا ثَمَرُهُ فِي حِينِهِ وَوَقْتِهِ..
{وَالَّذِي خَبُثَ} فَرَدُءَتْ تُرْبَتُهُ، وَمَلُحَتْ مَشَارِبُهُ.. {لَا يَخْرُجُ} نَبَاتُهُ.. {إِلَّا نَكِدًا} إِلَّا عَسِرًا فِي شِدَّةٍ.. {كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ} كَذِلِكَ نُبَيِّنُ آيَةً بَعْدَ آيَةٍ، وَنُدْلِي بِحُجَّةٍ بَعْدَ حُجَّةٍ، وَنَضْرِبُ مَثَلًا بَعْدَ مَثَلٍ..
{لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} اللهَ عَلَى إِنْعَامِهِ عَلَيْهِمْ بِالْهِدَايَةِ، وَتَبْصِيرِهِ إِيَّاهُمْ سَبِيلَ أَهْلِ الضَّلَالَةِ، بِاتِّبَاعِهِمْ مَا أَمَرَهُمْ بِاتِّبَاعِهِ، وَتَجَنُّبِهِمْ مَا أَمَرَهُمْ بِتَجَنُّبِهِ مِنْ سُبُلِ الضَّلَالَةِ..
وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لِلْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، فَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ الَّذِي يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ مَثَلٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَالَّذِي خَبُثَ فَلَا يَخْرُجُ نَبَاتُهُ إِلَّا نَكِدًا، مَثَلٌ لِلْكَافِرِ.
 
عودة
أعلى