نموذج ثان من كتابي غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
استعادة موضوع نموذج ثان من كتابي غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر

من الطيبة :
ويقرا إبراهام ذي مع سورته مع مريم النحل أخيرا توبته
آخر الأنعام وعنكبوت مــع أواخر النسا ثلاثة تبـــع
والذرو والشورى امتحان أولا والنجم والحديد ماز الخلف لا
يعني أن هشاما وابن ذكوان في وجه قرآ  إبراهيم  أحرفها المعدودة في مواضعها المعلومة بألف بعد الهاء بدل الياء المدية .
وقرأ الجماعة بياء مدية بعد الهاء وافقهم ابن ذكوان في وجه من طريق النقاش عن الأخفش وبه قرأ الداني على عبد العزيز الفارسي على النقاش على الأخفش على ابن ذكوان وهي طريق الشاطبية والتيسير .
قال في جامع البيان (2/60) " وذكر النقاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه عن الأخفش ، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش ، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين بالألف وبالياء"اهـ بلفظه
وكذلك هي طريق المطوعي عن الصوري عنه .
ووجه المطوعي بموافقة هشام هو من طريق الرملي عن الصوري عنه .
ومن طرق أكثر العراقيين من غير طريق النقاش عن الأخفش .
قال في النشر (2/221) وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم وهو الذي لم يذكر الأستاذ أبو العباس المهدوي في هدايته سواه" اهـ بلفظه
قلت : وهو الذي اقتصر عليه طاهر في التذكرة (ص 261) قال " وروى الأخفش عن ابن ذكوان بالألف في سورة البقرة فقط وكان يأخذ له بالياء فيها وفي غيرها ويقول هي لغة شامية لا تدخل في القرآن ، قال أبو الحسن طاهر رضي الله عنه وقرأت أنا على أبي رضي الله عنه لابن ذكوان في سورة البقرة بالألف والياء جميعا وفيما بقي من القرآن بالياء وأنا آخذ بهما جميعا " اهـ
قلت : وهو الموافق لقول الداني في التيسير "وقرأت لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين " اهـ بلفظه
قلت : وتبعه الشاطبي فقال في الحرز "ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا " اهـ
ولم ينتبه المالقي شارح التيسير إلى أن الداني إنما قرأ لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين على شيخه أبي الحسن طاهر ، أي أنه اختار غير طريق التيسير التي هي قراءته لابن ذكوان على عبد العزيز الفارسي لا غيرها .
قلت : وهذا عجيب من الداني والشاطبي رحمهما الله لاقتصارهما لابن ذكوان في هذه الأحرف على قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون على أبيه عبد المنعم بن غلبون ، الذي هو بالوجهين في أحرف البقرة خاصة ، ويعني أن الداني رحمه الله قد ركّب رواية ابن ذكوان فترك الأداء الذي اعتمده لكتابه التيسير برواية ابن ذكوان وكما صرح به في مقدمة التيسير بقوله "قال أبو عمرو وقرأت بها القرآن كله على عبد العزيز بن جعفر الفارسي المقري وقال لي قرأت بها على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وقال لي قرأت بها بدمشق على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش عن عبد الله بن ذكوان اهـ بلفظه وأخذ في هذه الأحرف بالأداء الذي تلقاه من شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون .
وأطأطئ رأسي حياء من الداني رحمه الله إذ لم يخلط ولم يدلس بل أعلن الأداء الذي تلقى من كل من شيوخه في كل جزئية وكلمة من القرآن في كل رواية وقراءة بل في كل طرق من طرقه الخمسمائة أو أكثر عن القراء السبعة كما هو مقتضى جامع البيان فما دونه من كتبه .
وأطأطئ كذلك رأسي إجلالا للمحقق ابن الجزري رحمه الله إذ أوضح ذلك بتبيانه الطرق كلها ومنها الأداء الذي تلقاه الداني من شيوخه قراءة عليهم وهم يجيزون قراءته ويخبرونه أنهم كذلك تلقوا عن شيوخهم .
ولعل من أبجديات تحرير الطرق أن لا دخل لقراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر لرواية ابن ذكوان في طريق التيسير .
وللداني في التيسير أو غيره كما للمصنفين جميعا أن يكون لهم اختيارهم للرواة وللقراء وللطرق كذلك من بين سيل الروايات والتلقي والأداء الذي تلقوه من شيوخهم .
ولقد اختار الداني في التيسير لابن ذكوان مذهبا مركبا بين الأداء الذي تلقى عن عبد العزيز الفارسي طريق التيسير والأداء الذي تلقى عن طاهر بن غلبون كما هو مدلول إدخال أداء أبي الحسن طاهر بن غلبون لكلمة  إبراهيم  في الثلاثة والثلاثين موضعا المعلومة في الأداء الذي اعتمده لابن ذكوان في التيسير وهو قراءته على عبد العزيز الفارسي .
وللداني في التيسير كما تقدم في باب الإمالة اختياره مذهبا مركبا في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء للأزرق وكما لخصته في بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات " ومنه قولي : ومن أمثلة اختيارات المصنفين التي تدعو إلى التعجب منها ما اختاره الداني رحمه الله في القرن الخامس للهجرة في كتابه التيسير للأزرق عن ورش عن نافع إذ ضمّنه هذه الطريق من قراءته على شيخه خلف ابن خاقان على أحمد ابن أسامة على النحاس على الأزرق لكنه في كتابه التيسير قد اختار للأزرق في بعض حروف الخلاف غير هذا الأداء كاختياره له الفتح في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء وتلك قراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون واختيار الداني المذكور ومذهبه المؤلف يدعو إلى العجب لأنه وافق الرواية وهي الفتح الخالص كما هي طريق الأصبهاني عن ورش ورواية قالون وقراءة المكي والشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب .
ووجه العجب أنه يبين لنا كيفية انشطار الروايات وتعددها وهو ما يسمى بتركيب الطرق وهو رغم ما فيه من العيوب قد لا يعترض عليه مادام دورانه في فلك الرواية وإنما يعترض عليه من حيث إمكانية تعدده حتى تصبح الروايات بالآلاف مما يقلب الأمر من السهولة إلى التكلف ومن اليسر إلى العسر ويشغل الناس عما كلفوا به من تدبر القرآن وتعقله وفقهه" اهـ .
وأقول للداني : رحمك الله لقد تجاوزت أفهام معاصريك فمن جاء بعدهم إلى قرابة عشرة قرون ولم يدركوا بعد أنك قارئ من القراء الذين اختزلوا القراءات السبع فكان لهم اختيارهم فهلا أنصفك المتأخرون وجعلوك أنت والشاطبي وابن الجزري قراء ثلاثة بدل القراء السبعة ورواتهم ، وإلا فما الفرق بين اختيارات هؤلاء الأئمة الثقات من بين سيل الروايات التي تلقوها عمن سبقهم وبين اختيارات القراء من أمثال نافع وأبي عمرو وحمزة والرواة من أمثال ابن ذكوان وهشام وشعبة والسوسي وغيرهم من بين سيل الروايات التي تلقوها عمن سبقهم بل لا شك أن الداني والشاطبي وابن الجزري رحمهم الله أكثر انتقاء وتحريرا قبل التلقي وقبل التدوين .
الحسن محمد ماديك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت كتبت هذا الرد في يومه ومكث في المنتدى يومين أو أكثر لكنه حذف بعد ذلك بسبب ما أصاب الموقع من خلل فني ، فأحببت الآن تنزيله مرة أخرى للفائدة والتصويب له أو عليه ، فأقول :
لي وقفتان عند هذا الكلام وتنبيه مهم :
1- كنت أتوقع من أخي الحسن أن يكون أكثر حرية في البحث وأن تكون لديه الجراءة العلمية أن يقول حسب منهجه ومنهج أهل " التحريرات " وأخص المتشددين منهم – وأخي الحسن مع احترامي له هو منهم – أن يرد رواية ابن ذكوان في " التيسير " كلها لأنها إنما هي – حسب منهجه أيضاً – ليست " رواية أداء " حتى وإن قال هو إنها " أداء " بل هي " إجازة " ، والدليل قول الداني رحمه الله فيه – التيسير – عند إسناده الرواية قال :
" قرأت بها القرآن كله على ....... و ( رواها ) الأخفش عن ابن ذكوان " اهـ
فهذا نص صريح منه أن إسناده إنما هو " تحديثاً أو إجازة " وليس " أداء " حتى وإن قال الداني نفسه في جامع البيان (1/336 ط: الشارقة ): " الرواة كلهم يقولون عن هارون الأخفش : ( حدثنا ) ابن ذكوان ما خلا ابن مرشد فإنه قال عنه ( قرأت ) على ابن ذكوان ، وقال ابن عبد الرزاق عنه ( حدثنا ابن ذكوان وقرأت عليه ) فدل ذلك على أن الأخفش ( نقل ) الحروف عنه رواية وتلاوة ، فتارة يذكر الرواية وتارة يذكر التلاوة ، ولذا حكى عنه الأمرين ابنُ عبد الرزاق " اهـ بنصه حتى ما بين القوسين هو من نصه وجعلته بينهما للتنبيه .
وكذلك قال الإمام الداني رحمه الله في كتابه " المفردات : 299 ط : دار الصحابة " إلا أنه قال :" وكل ذلك صحيح ثابت " اهـ
وهذان النصان على منهج المحررين المتشددين يجب أن لا يكونا ذا أهمية لما في " التيسير" و " الشاطبية " لأن طريقيهما ليستا عن ابن مرشد ولا عن ابن عبد الرزاق .
2- أرى أن الأخ الحسن لم يكن دقيقاً – إما عمداً وإما سهواً وغفلة – في نقله طريق الداني عن ابن ذكوان في " التيسير " حيث جاءت العبارة حسب نقله هكذا :
"وقال لي قرأت بها بدمشق على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش عن عبد الله بن ذكوان اهـ بلفظه"
بينما عبارة الداني كما نقلتها قبل قليل :" ( ورواها ) الأخفش عن ابن ذكوان اهـ
وشتان بين العبارتين فبينهما فرق كبير له أهميته في تقرير النتيجة التي يريد الحسن التوصل إليها ، بل قد يؤدي إلى نسف – بتقديم السين على الفاء – النتيجة من أصلها ويبين بطلانها .
ولي وقفة إن شاء الله مع بقية كلامكم ، لكن قبله أحب أن أذكر هذا التنبيه المهم :
نقلتَ عن التذكرة لابن غلبون : "ويقول هي لغة شامية لا تدخل في القرآن " اهـ وهذا هو الصواب كما في المصادر .
لكن :
تحرفت العبارة في جامع البيان (1/336 ط: الشارقة ) فجاءت هكذا :
" هي لغة أهل الشام خاصة ( ويؤخذ) به " اهـ
وهذه ملحوظة من عدة ملحوظات سجلت على هذا التحقيق الذي يعتبر أحسن تحقيق وطبعة لهذا الكتاب القيّم الذي ( فرّط ) في تحقيقه وإخراجه أهل القراءات حتى تولاه غيرهم .والله المستعان .
 
ألا إني أعلن أني لم أرد رواية ابن ذكوان ولو تقولها عليّ من تقولها وفهمها من بين السطور كما زعم ، وإني لأصغر في نفسي من ذلك بل أقر بها وبجميع ما في الطيبة والحرز والتيسير والدرة والتحبير .
إن الذي استدركه المذكور في نقلي من التيسير لكذلك أي كما استدرك في التيسير " ورواها الأخفش عن ابن ذكوان" اهـ دون ذكر القراءة والأداء وكذلك في جامع البيان ، ولا شك أني قد أخطأت في النقل ولو كان بسبب سبق قلم فالخطأ خطأ .
قلت : ولقد كنت تأملت ذلك من قبل وتتبعته في كتب الداني وتداركته من في كتب الأئمة الذين سبقوا الداني والذين تأخروا عنه .
أما الذين سبقوا الداني فمنهم الحافظ ابن مهران المتوفى 381هـ وقد قال في غايته في القراءات العشر ما نصه" قرأت بدمشق القرآن من أوله إلى آخره على أبي الحسن محمد بن النضر بن مرّ بن الحر الربعي المقرئ المعروف بابن الأخرم قال قرأت على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك المعروف بالأخفش قال وقرأ الأخفش على عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان قال وقال عبد الله بن ذكوان قرأت على أيوب بن تميم التميمي وقال أيوب قرأت على يحيى بن الحارث الذماري وقال أيوب قال لي يحيى بن الحارث قرأت على عبد الله بن عامر اليحصبي " اهـ بلفظه (ص 43ـ44)
قلت : ولهذه الوثيقة أهمية كبرى لاجتماعها مع طريق الداني في التيسير عند الأخفش ، إذ تعني أن ابن مهران قرأ بدمشق القرآن كله على ابن الأخرم وأن ابن الأخرم قرأ القرآن على الأخفش وأن الأخفش قرأ القرآن على ابن ذكوان.
هكذا نسب المتقدم ابن مهران إلى الأخفش أنه قرأ على ابن ذكوان .
وأما المتأخرون عن الداني فمنهم المحقق ابن الجزري الذي قال في غاية النهاية (2/347) عند ترجمة هارون بن موسى بن شريك أبو عبد الله التغلبي الأخفش المرقم برقم 3762 ما نصه " أخذ القراءة عرضا وسماعا عن (ع) ابن ذكوان "اهـ محل الغرض منه
قلت يعني أن أخذ الأخفش القراءة عرضا وسماعا عن ابن ذكوان هو الذي في كتاب التيسير للداني المرموز له برمز (ت) كما في فاتحة كتاب غاية النهاية وهو الذي في جامع البيان للداني المرموز له برمز (ج) وفي كتاب الكامل للهذلي المرموز له برمز (ك) وفي كتاب المبهج المرموز له برمز (مب) وفي كتاب المستنير المرموز له برمز (س) وفي كتاب الكفاية الكبرى للقلانسي المرموز له برمز (ف) وفي كتاب الغاية لأبي العلاء المرموز له برمز (غا) قال ابن الجزري "ولهؤلاء الجماعة (ع)" اهـ بلفظه
وقال ابن الجزري في النشر (1/143) " وقرأ الصوري والأخفش على أبي عمرو عبد الرحمان بن أحمد بن بشر بن ذكوان القرشي الفهري الدمشقي" اهـ بلفظه في نهاية ذكره أسانيد النشر إلى ابن ذكوان وأولها إسناد الشاطبية والتيسير.
قلت : ولقد وقع من الناسخ أو المطابع تحريف اسم ابن ذكوان في النشر (1/143) فسماه بعبد الرحمان وهو تصريف كما لا يخفى وكما في غاية النهاية (1/404) في ترجمته قال " عبد الله بن أحمد بن بشر ويقال بشير بن ذكوان" وهو المرقم برقم 1720 ".
قلت : هكذا أصحح الخطأ وأدعو المعترض إلى تحرير شامل غير جزئي ، وليت شعري هل لا يزال المعترض يقول بنسف منهجي الذي بنيت عليه بحوثي بعد أن أثبت قراءة الأخفش على ابن ذكوان من طريق التيسير على ذمة المحقق ابن الجزري في النشر وفي غاية النهاية.
وأقول :ألا إن بحوثي ليست إلا بحوثا ابتدائية علها تفتح الباب على مصراعيه ليسارع أئمة القراءات المعاصرين إلى مراجعة أمهات القراءات ليخففوا عن الأمة ما تنوء به ولا تكاد تستوعبه ولا تكاد تتفرغ لتدبر القرآن الذي هو الغاية الكبرى والتكليف الأول .
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
 
أخي :
الاعتراض ليس في قراءة الأخفش على ابن ذكوان ، فهذا مقرر عندي كما نقلته لك عن الداني في جامع البيان .
القضية الموجهة إلى أهل التحريرات :
لماذا ترك الداني في التيسير رواية ابن ذكوان من طريق ابن مرشد التي فيها الجزم بالرواية والعرض وأخذ رواية غيره التي جاء فيها بصيغة الإجازة وليس العرض ؟؟
اليس في هذا شيئاً خفياً ومنهجاً للداني يرد به على المحررين المتشددين القائلين بوجوب اتصال الرواية " أداء" ؟؟ ولماذا لم يعترضوا على الداني هنا ويردون قوله ؟؟ هذا هو الذي يحتاج إلى مناقشة أهل التحريرات في منهجهم .
أما ما تذكره من الأخطاء المطبعية في نقلك فآمل مراجعة كتاباتك قبل تنزيلها حتى لا تشوش على من يقرأ ما بين السطور وتحتها ، لأن كثرة الأخطاء تشكك في مصداقية الناقل والمنقول .
 
عودة
أعلى