الحسن محمد ماديك
New member
استعادة موضوع نموذج ثان من كتابي غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر
من الطيبة :
ويقرا إبراهام ذي مع سورته مع مريم النحل أخيرا توبته
آخر الأنعام وعنكبوت مــع أواخر النسا ثلاثة تبـــع
والذرو والشورى امتحان أولا والنجم والحديد ماز الخلف لا
يعني أن هشاما وابن ذكوان في وجه قرآ إبراهيم أحرفها المعدودة في مواضعها المعلومة بألف بعد الهاء بدل الياء المدية .
وقرأ الجماعة بياء مدية بعد الهاء وافقهم ابن ذكوان في وجه من طريق النقاش عن الأخفش وبه قرأ الداني على عبد العزيز الفارسي على النقاش على الأخفش على ابن ذكوان وهي طريق الشاطبية والتيسير .
قال في جامع البيان (2/60) " وذكر النقاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه عن الأخفش ، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش ، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين بالألف وبالياء"اهـ بلفظه
وكذلك هي طريق المطوعي عن الصوري عنه .
ووجه المطوعي بموافقة هشام هو من طريق الرملي عن الصوري عنه .
ومن طرق أكثر العراقيين من غير طريق النقاش عن الأخفش .
قال في النشر (2/221) وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم وهو الذي لم يذكر الأستاذ أبو العباس المهدوي في هدايته سواه" اهـ بلفظه
قلت : وهو الذي اقتصر عليه طاهر في التذكرة (ص 261) قال " وروى الأخفش عن ابن ذكوان بالألف في سورة البقرة فقط وكان يأخذ له بالياء فيها وفي غيرها ويقول هي لغة شامية لا تدخل في القرآن ، قال أبو الحسن طاهر رضي الله عنه وقرأت أنا على أبي رضي الله عنه لابن ذكوان في سورة البقرة بالألف والياء جميعا وفيما بقي من القرآن بالياء وأنا آخذ بهما جميعا " اهـ
قلت : وهو الموافق لقول الداني في التيسير "وقرأت لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين " اهـ بلفظه
قلت : وتبعه الشاطبي فقال في الحرز "ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا " اهـ
ولم ينتبه المالقي شارح التيسير إلى أن الداني إنما قرأ لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين على شيخه أبي الحسن طاهر ، أي أنه اختار غير طريق التيسير التي هي قراءته لابن ذكوان على عبد العزيز الفارسي لا غيرها .
قلت : وهذا عجيب من الداني والشاطبي رحمهما الله لاقتصارهما لابن ذكوان في هذه الأحرف على قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون على أبيه عبد المنعم بن غلبون ، الذي هو بالوجهين في أحرف البقرة خاصة ، ويعني أن الداني رحمه الله قد ركّب رواية ابن ذكوان فترك الأداء الذي اعتمده لكتابه التيسير برواية ابن ذكوان وكما صرح به في مقدمة التيسير بقوله "قال أبو عمرو وقرأت بها القرآن كله على عبد العزيز بن جعفر الفارسي المقري وقال لي قرأت بها على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وقال لي قرأت بها بدمشق على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش عن عبد الله بن ذكوان اهـ بلفظه وأخذ في هذه الأحرف بالأداء الذي تلقاه من شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون .
وأطأطئ رأسي حياء من الداني رحمه الله إذ لم يخلط ولم يدلس بل أعلن الأداء الذي تلقى من كل من شيوخه في كل جزئية وكلمة من القرآن في كل رواية وقراءة بل في كل طرق من طرقه الخمسمائة أو أكثر عن القراء السبعة كما هو مقتضى جامع البيان فما دونه من كتبه .
وأطأطئ كذلك رأسي إجلالا للمحقق ابن الجزري رحمه الله إذ أوضح ذلك بتبيانه الطرق كلها ومنها الأداء الذي تلقاه الداني من شيوخه قراءة عليهم وهم يجيزون قراءته ويخبرونه أنهم كذلك تلقوا عن شيوخهم .
ولعل من أبجديات تحرير الطرق أن لا دخل لقراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر لرواية ابن ذكوان في طريق التيسير .
وللداني في التيسير أو غيره كما للمصنفين جميعا أن يكون لهم اختيارهم للرواة وللقراء وللطرق كذلك من بين سيل الروايات والتلقي والأداء الذي تلقوه من شيوخهم .
ولقد اختار الداني في التيسير لابن ذكوان مذهبا مركبا بين الأداء الذي تلقى عن عبد العزيز الفارسي طريق التيسير والأداء الذي تلقى عن طاهر بن غلبون كما هو مدلول إدخال أداء أبي الحسن طاهر بن غلبون لكلمة إبراهيم في الثلاثة والثلاثين موضعا المعلومة في الأداء الذي اعتمده لابن ذكوان في التيسير وهو قراءته على عبد العزيز الفارسي .
وللداني في التيسير كما تقدم في باب الإمالة اختياره مذهبا مركبا في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء للأزرق وكما لخصته في بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات " ومنه قولي : ومن أمثلة اختيارات المصنفين التي تدعو إلى التعجب منها ما اختاره الداني رحمه الله في القرن الخامس للهجرة في كتابه التيسير للأزرق عن ورش عن نافع إذ ضمّنه هذه الطريق من قراءته على شيخه خلف ابن خاقان على أحمد ابن أسامة على النحاس على الأزرق لكنه في كتابه التيسير قد اختار للأزرق في بعض حروف الخلاف غير هذا الأداء كاختياره له الفتح في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء وتلك قراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون واختيار الداني المذكور ومذهبه المؤلف يدعو إلى العجب لأنه وافق الرواية وهي الفتح الخالص كما هي طريق الأصبهاني عن ورش ورواية قالون وقراءة المكي والشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب .
ووجه العجب أنه يبين لنا كيفية انشطار الروايات وتعددها وهو ما يسمى بتركيب الطرق وهو رغم ما فيه من العيوب قد لا يعترض عليه مادام دورانه في فلك الرواية وإنما يعترض عليه من حيث إمكانية تعدده حتى تصبح الروايات بالآلاف مما يقلب الأمر من السهولة إلى التكلف ومن اليسر إلى العسر ويشغل الناس عما كلفوا به من تدبر القرآن وتعقله وفقهه" اهـ .
وأقول للداني : رحمك الله لقد تجاوزت أفهام معاصريك فمن جاء بعدهم إلى قرابة عشرة قرون ولم يدركوا بعد أنك قارئ من القراء الذين اختزلوا القراءات السبع فكان لهم اختيارهم فهلا أنصفك المتأخرون وجعلوك أنت والشاطبي وابن الجزري قراء ثلاثة بدل القراء السبعة ورواتهم ، وإلا فما الفرق بين اختيارات هؤلاء الأئمة الثقات من بين سيل الروايات التي تلقوها عمن سبقهم وبين اختيارات القراء من أمثال نافع وأبي عمرو وحمزة والرواة من أمثال ابن ذكوان وهشام وشعبة والسوسي وغيرهم من بين سيل الروايات التي تلقوها عمن سبقهم بل لا شك أن الداني والشاطبي وابن الجزري رحمهم الله أكثر انتقاء وتحريرا قبل التلقي وقبل التدوين .
الحسن محمد ماديك
من الطيبة :
ويقرا إبراهام ذي مع سورته مع مريم النحل أخيرا توبته
آخر الأنعام وعنكبوت مــع أواخر النسا ثلاثة تبـــع
والذرو والشورى امتحان أولا والنجم والحديد ماز الخلف لا
يعني أن هشاما وابن ذكوان في وجه قرآ إبراهيم أحرفها المعدودة في مواضعها المعلومة بألف بعد الهاء بدل الياء المدية .
وقرأ الجماعة بياء مدية بعد الهاء وافقهم ابن ذكوان في وجه من طريق النقاش عن الأخفش وبه قرأ الداني على عبد العزيز الفارسي على النقاش على الأخفش على ابن ذكوان وهي طريق الشاطبية والتيسير .
قال في جامع البيان (2/60) " وذكر النقاش في كتابه أنه قرأ على الأخفش جميع ما في القرآن بالياء، وبذلك أقرأني أبو القاسم الفارسي عنه عن الأخفش ، وبه قرأت على أبي الفتح عن قراءته في جميع الطرق عن الأخفش ، وقرأت على أبي الحسن بن غلبون من طريق ابن الأخرم عن الأخفش جميع ما في البقرة بالوجهين بالألف وبالياء"اهـ بلفظه
وكذلك هي طريق المطوعي عن الصوري عنه .
ووجه المطوعي بموافقة هشام هو من طريق الرملي عن الصوري عنه .
ومن طرق أكثر العراقيين من غير طريق النقاش عن الأخفش .
قال في النشر (2/221) وفصل بعضهم عنه فروى الألف في البقرة خاصة والياء في غيرها وهي رواية المغاربة قاطبة وبعض المشارقة عن ابن الأخرم عن الأخفش وبذلك قرأ الداني على أبي الحسن في أحد الوجهين عن ابن الأخرم وهو الذي لم يذكر الأستاذ أبو العباس المهدوي في هدايته سواه" اهـ بلفظه
قلت : وهو الذي اقتصر عليه طاهر في التذكرة (ص 261) قال " وروى الأخفش عن ابن ذكوان بالألف في سورة البقرة فقط وكان يأخذ له بالياء فيها وفي غيرها ويقول هي لغة شامية لا تدخل في القرآن ، قال أبو الحسن طاهر رضي الله عنه وقرأت أنا على أبي رضي الله عنه لابن ذكوان في سورة البقرة بالألف والياء جميعا وفيما بقي من القرآن بالياء وأنا آخذ بهما جميعا " اهـ
قلت : وهو الموافق لقول الداني في التيسير "وقرأت لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين " اهـ بلفظه
قلت : وتبعه الشاطبي فقال في الحرز "ووجهان فيه لابن ذكوان هاهنا " اهـ
ولم ينتبه المالقي شارح التيسير إلى أن الداني إنما قرأ لابن ذكوان في البقرة خاصة بالوجهين على شيخه أبي الحسن طاهر ، أي أنه اختار غير طريق التيسير التي هي قراءته لابن ذكوان على عبد العزيز الفارسي لا غيرها .
قلت : وهذا عجيب من الداني والشاطبي رحمهما الله لاقتصارهما لابن ذكوان في هذه الأحرف على قراءة الداني على أبي الحسن طاهر بن غلبون على أبيه عبد المنعم بن غلبون ، الذي هو بالوجهين في أحرف البقرة خاصة ، ويعني أن الداني رحمه الله قد ركّب رواية ابن ذكوان فترك الأداء الذي اعتمده لكتابه التيسير برواية ابن ذكوان وكما صرح به في مقدمة التيسير بقوله "قال أبو عمرو وقرأت بها القرآن كله على عبد العزيز بن جعفر الفارسي المقري وقال لي قرأت بها على أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وقال لي قرأت بها بدمشق على أبي عبد الله هارون بن موسى بن شريك الأخفش عن عبد الله بن ذكوان اهـ بلفظه وأخذ في هذه الأحرف بالأداء الذي تلقاه من شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون .
وأطأطئ رأسي حياء من الداني رحمه الله إذ لم يخلط ولم يدلس بل أعلن الأداء الذي تلقى من كل من شيوخه في كل جزئية وكلمة من القرآن في كل رواية وقراءة بل في كل طرق من طرقه الخمسمائة أو أكثر عن القراء السبعة كما هو مقتضى جامع البيان فما دونه من كتبه .
وأطأطئ كذلك رأسي إجلالا للمحقق ابن الجزري رحمه الله إذ أوضح ذلك بتبيانه الطرق كلها ومنها الأداء الذي تلقاه الداني من شيوخه قراءة عليهم وهم يجيزون قراءته ويخبرونه أنهم كذلك تلقوا عن شيوخهم .
ولعل من أبجديات تحرير الطرق أن لا دخل لقراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر لرواية ابن ذكوان في طريق التيسير .
وللداني في التيسير أو غيره كما للمصنفين جميعا أن يكون لهم اختيارهم للرواة وللقراء وللطرق كذلك من بين سيل الروايات والتلقي والأداء الذي تلقوه من شيوخهم .
ولقد اختار الداني في التيسير لابن ذكوان مذهبا مركبا بين الأداء الذي تلقى عن عبد العزيز الفارسي طريق التيسير والأداء الذي تلقى عن طاهر بن غلبون كما هو مدلول إدخال أداء أبي الحسن طاهر بن غلبون لكلمة إبراهيم في الثلاثة والثلاثين موضعا المعلومة في الأداء الذي اعتمده لابن ذكوان في التيسير وهو قراءته على عبد العزيز الفارسي .
وللداني في التيسير كما تقدم في باب الإمالة اختياره مذهبا مركبا في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء للأزرق وكما لخصته في بحثي "إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات " ومنه قولي : ومن أمثلة اختيارات المصنفين التي تدعو إلى التعجب منها ما اختاره الداني رحمه الله في القرن الخامس للهجرة في كتابه التيسير للأزرق عن ورش عن نافع إذ ضمّنه هذه الطريق من قراءته على شيخه خلف ابن خاقان على أحمد ابن أسامة على النحاس على الأزرق لكنه في كتابه التيسير قد اختار للأزرق في بعض حروف الخلاف غير هذا الأداء كاختياره له الفتح في ما لا راء فيه من سورتي والنازعات ووالشمس فيما كان من الفواصل على لفظ "ها" من ذوات الياء وتلك قراءة الداني على شيخه أبي الحسن طاهر بن غلبون واختيار الداني المذكور ومذهبه المؤلف يدعو إلى العجب لأنه وافق الرواية وهي الفتح الخالص كما هي طريق الأصبهاني عن ورش ورواية قالون وقراءة المكي والشامي وعاصم وأبي جعفر ويعقوب .
ووجه العجب أنه يبين لنا كيفية انشطار الروايات وتعددها وهو ما يسمى بتركيب الطرق وهو رغم ما فيه من العيوب قد لا يعترض عليه مادام دورانه في فلك الرواية وإنما يعترض عليه من حيث إمكانية تعدده حتى تصبح الروايات بالآلاف مما يقلب الأمر من السهولة إلى التكلف ومن اليسر إلى العسر ويشغل الناس عما كلفوا به من تدبر القرآن وتعقله وفقهه" اهـ .
وأقول للداني : رحمك الله لقد تجاوزت أفهام معاصريك فمن جاء بعدهم إلى قرابة عشرة قرون ولم يدركوا بعد أنك قارئ من القراء الذين اختزلوا القراءات السبع فكان لهم اختيارهم فهلا أنصفك المتأخرون وجعلوك أنت والشاطبي وابن الجزري قراء ثلاثة بدل القراء السبعة ورواتهم ، وإلا فما الفرق بين اختيارات هؤلاء الأئمة الثقات من بين سيل الروايات التي تلقوها عمن سبقهم وبين اختيارات القراء من أمثال نافع وأبي عمرو وحمزة والرواة من أمثال ابن ذكوان وهشام وشعبة والسوسي وغيرهم من بين سيل الروايات التي تلقوها عمن سبقهم بل لا شك أن الداني والشاطبي وابن الجزري رحمهم الله أكثر انتقاء وتحريرا قبل التلقي وقبل التدوين .
الحسن محمد ماديك