نماذج من مدارس الإقراء في اليمن

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرحمن الرحيم
تميَّز أهل اليمن بإنشاء المدارس والدُّور المتخصصة في تعليم القراءات القرآنية، وشارك في بنائها الملوك وجماعة من الأمراء والعلماء والتجَّار، وجعلوا عليها أوقافاً لها، وكان الأساتذة بها يتقاضون مرتبات شهرية تقتطع من أوقاف المدارس، وتختلف هذه المرتبات باختلاف المدرسين ومكانتهم من السلطان([1])، وكانوا يختارون للتدريس والإقراء بهذه المدارس أوسع العلماء معرفة وثقافة، وأكثرهم فضلاً وورعاً([2])، ومن هذه المدارس والدُّور القرآنية:
1) مسجد الأشاعر:
وهو من المساجد الهامة والبارزة في مدينة "زبيد" تعقد به الندوات والمجالس العلمية في القراءات والحديث وغيرهما.
يقول الإمام عثمان النَّاشري "ت: 848هـ" عن قراءة متن "الدُّرَّة" بهذا المسجد على الإمام ابن الجزري: «وقد قرأتها عليه في مجالس بعد عصر يوم السبت الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بمسجد الأشاعر داخل مدينة "زبيد"، وسمعها بقراءتي جماعة كثيرون[FONT=&quot]«[/FONT]([FONT=&quot][3]http://vb.tafsir.net/#_ftn3)[/FONT]. ونادراً ما يأتي عالم إلى اليمن ولا يقصد هذا المسجد([4]).
2) مدرسة القرَّاء:
وهي من المدارس الشهيرة بمدينة "زبيد" أنشأها الطواشي تاج الدين بدر بن عبد الله المظفري، وخصَّص هذه المدرسة لقراء القراءات السَّبع، وعيَّن بها إماماً للصَّلاة ومؤذناً، وأوقف عليها أوقافاً طائلة، وممن تولَّى التدريس والإقراء بها المقرئ أبو موسى عمران بن النعمان بن زيد الحرازي، والمقرئ يوسف بن محمَّد بن مسعود، والمقرئ علي بن صالح الحضرمي، وغيرهم ([5]).
3) المدرسة الأسدية:
ابتناها الأمير أسد الدِّين محمد بن الأمير بدر الدِّين بن الحسن بن رسول سنة 677هـ، وهي ما تزال عامرة إلى اليوم بمدينة "إب"، وقد أوقف عليها أوقافاً تقوم بكفاية الجميع، وممن تولَّى تدريس علم القراءات بها المقرئ عثمان بن عمر النَّاشري ت: 848هـ([6]).
4) المدرسة الظاهرية:
ابتناها السلطان الملك الظاهر يحيى بن الملك الأشرف إسماعيل في مدينة "تعز"، وأوقف عليها أوقافاً جليلة، وأوقف أوقافاً على مقرئ لكتاب الله العزيز بالقراءات السبع، عارف محقِّق بأنواع علوم القراءات، متقن لها علماً ونطقاً، وممن تولَّى التدريس والإقراء بها المقرئ عثمان بن عمر النَّاشري ت: 848هـ ([7]).
5) المدرسة السيفية:
هي أول مدرسة أنشأت في "تعز" كانت في الأصل داراً لسيف الدِّين الأتابك ثم اشتراها منه المعز إسماعيل بن طُغْتُكين الأيوبي، ونسبها إلى والده سيف الإسلام طُغْتُكين بن أيوب المتوفى سنة 593هـ، وخصَّص لها أوقافاً كثيرة، ورتَّب عليها جماعة من القراء بالسبع القراءات، وظلَّت هذه المدرسة قائمة حتى القرن التاسع([8]).
6) المدرسة المؤيدية:
من المدارس الكبيرة في "تعز" أنشأها الملك المؤيد داود بن يوسف بن رسول سنة 672هـ، وأوقف عليها أوقافاً طائلة، وجعل فيها مدرِّساً وإماماً ومؤذناً ومعلماً للأيتام ومقرئاً يقرئ بالقراءات السبع، وممن تولَّى تدريس القراءات والإقراء بها المقرئ عبد الله بن محمَّد بن علي النَّاشري "ت: 848هـ"([9])، وهو من تلامذة الإمام ابن الجزري.
[FONT=&quot]([/FONT][1]) ينظر: حياة الأدب اليمني في عصر بني رسول ص: 82-83 بتصرف يسير.

[FONT=&quot]([/FONT][2]) ينظر: المدارس الإسلامية في اليمن ص: 11.
[FONT=&quot]([/FONT][3]) ينظر: شرح الإمام الزبيدي على الدُّرَّة ص: 109-110.
[FONT=&quot]([/FONT][4]) ينظر: حياة الأدب اليمني في عصر بني رسول ص: 75.
[FONT=&quot]([/FONT][5]) ينظر: حياة الأدب اليمني في عصر بني رسول ص: 73، والمدارس الإسلامية في اليمن ص: 137-140.
[FONT=&quot]([/FONT][6]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن ص: 116، والمدارس الإسلامية في اليمن ص: 96-98، وحياة الأدب اليمني في عصر بني رسول ص: 81.
[FONT=&quot]([/FONT][7]) ينظر: طبقات صلحاء اليمن ص: 116، والمدارس الإسلامية في اليمن ص: 219-227.
[FONT=&quot]([/FONT][8]) ينظر: المدارس الإسلامية في اليمن ص: 20-21، وحياة الأدب اليمني في عصر بني رسول ص: 75.
[FONT=&quot]([/FONT][9]) ينظر: الضوء اللامع: 5/58، والمدارس الإسلامية في اليمن ص: 154-161، وحياة الأدب اليمني في عصر بني رسول ص: 79.

ملاحظة: هذه المشاركة مأخوذة من الورقة البحثية التي شاركت بها في المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية بالرياض


أبو إسحاق الحضرمي
الرياض: 9 شعبان 1434 هـ
 
جزاكم الله خيراً وكتب أجركم
ليتكم تتبعون ما جاء بعد ذلك من مدارس حتى تصلون إلى مدارس هذا العصر.
 
جزاكم الله خيراً وكتب أجركم
ليتكم تتبعون ما جاء بعد ذلك من مدارس حتى تصلون إلى مدارس هذا العصر.
أحسن الله إليكم
مازلتُ أجمع ما وقفتُ عليه في هذا الصدد، لاسيما المساجد التي كانت محاضن للإقراء، ومن أقرأ بها، ومثل ذلك المدارس، وفي النية تتبعها إلى عصرنا هذا بحول الله وقوته، ولن نعدم أن نستفيد منكم إن شاء الله تعالى.
 
عودة
أعلى