عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة
New member
*نكات الكتاب العزيز:*
*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
*للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*
قوله تعالى
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمسِكُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أَن تَزولا وَلَئِن زالَتا إِن أَمسَكَهُما مِن أَحَدٍ مِن بَعدِهِ إِنَّهُ كانَ حَليمًا غَفورًا﴾ [فاطر: 41].
*قوله {أَن تَزولا}:* أي لئلا تزولا. يعني: كي لا تزولا من أماكنها، وتسقط من علوها. و"أن" نصبا على المفعولية.
قال النحاس في إعراب القرآن: «أن» في موضع نصب بمعنى كراهة.
قال مكي بن حموش في مشكل إعراب القرآن: "أن" مفعول من أجله أي لئلا تزولا، أو عن.
قال الصافي في الجدول في إعراب القرآن: {أَن تَزولا}: في محل نصب مفعول لأجله، بحذف مضاف أي كراهة أن تزولا.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَزولا}: لئلا تزولا.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن، والطبري في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في مشكل إعراب القرآن، والواحدي في الوجيز، والسمعاني في تفسيره.
زاد الطبري: من أماكنها.
وزاد السمرقندي، وابن أبي زمنين: عن أماكنها.
وزاد الواحدي: وتتحركا.
قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى {أَن تَزولا}: معناه: لئلا تزولا، ولكي لا تزولا.
تقول: أطع ربك أن يغضب عليك: أي أطعه لئلا يغضب. يعني: لكي لا يغضب عليك.
والعرب تقول: أسند الحائط أن يميل: أي أسنده لكي لا يقع. (1)
ونظير ذلك في كتاب الله كثير، من ذلك قوله تعالى - من سورة الكهف - {إِنَّا جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةًأَنيَفْقَهُوهُ}: أَنيَفْقَهُوهُ: أي لئلا يفقهوه.
يعني: جعل الله على قلوبهم أغطية لكي لا يفهموا القرآن؛ عقوبة لهم بسبب كفرهم وإعراضهم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنيَفْقَهُوهُ}: لئلا يفقهوه.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، والطبري في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، وسراج الدين النعماني في اللباب، وصديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن، وغيرهم.
إلا أن الطبري قال: يقول تعالى ذكره: إنا جعلنا على قلوب هؤلاءالذين يعرضونعنآياتاللهإذاذكروا بها أغطية لئلا يفقهوه.
قال البغوي في تفسيره: (أن يفقهوه): أي يفهموه. يريد: لئلا يفهموه.
قال مجير الدين العليمي في تفسيره: {أنيفقهوه} أي:لئلايفهموا القرآن.
ونظيرتها - من سورة الأنعام - {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا}: أَنْ يَفْقَهُوه: لئلا يفهموه.
قاله الواحدي في الوجيز، وابن أبي زمنين في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، وابن كثير في تفسيره.
إلا أن ابن كثير قال: (أنيفقهوه)أيلئلايفهموا القرآن.
ونظيرتها - من سورة الإسراء - {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}؛ قال الشوكاني في فتح القدير: و "أن يفقهوه"مفعول لأجله، أي: كراهةأنيفقهوه، أولئلايفقهوه، أي: يفهموا ما فيه من الأوامر والنواهي والحكم والمعاني.
ومنه {وَهذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعوهُ وَاتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ * أَن تَقولوا إِنَّما أُنزِلَ الكِتابُ عَلى طائِفَتَينِ مِن قَبلِنا وَإِن كُنّا عَن دِراسَتِهِم لَغافِلينَ}: {أَن تَقولوا}: أي لئلا تقولوا.
يعني: لكي لا تقولوا إنما أنزل الكتاب على اليهود والنصارى من قبلنا ونحن عن قراءة كتبهم لغافلين لعدم معرفتنا بلغتهم يتخذون ذلك حجة على الله؛ فلذا أنزل الله القرآن عربيا بلغتهم، ولتقام الحجة عليهم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَقولوا}: لئلا تقولوا.
قاله ابن زنجلة في حجة القراءات، والطبري في تفسيره، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو العلاء الكرماني الحنفي في مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني، ومقاتل بن سليمان في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز، والبغوي في تفسيره، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، وبه قال الجصاص في أحكام القرآن، والسمعاني في تفسيره، وابن عطية في المحرر الوجيز.
إلا أن ابن زنجلة قال: أي لئلا تقولوا يوم القيامة.
وقال نجم الدين: أن تقولوا: لئلا تقولوا، أو كراهة أن تقولوا.
ويقول الطبري: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا.
وقال أن ابن قتيبة قال: أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين يريد هذا كتاب أنزلناه لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على اليهود والنصارى قبلنا. فحذف «لا». وإن كنا عن دراستهم أي قراءتهم الكتب وعلمهم بها (غافلين). (أو) لئلا تقولوا: لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم.
قال السمرقندي في البحر: يعني: أنزلنا هذا القرآن لكي لا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا يعني: اليهود والنصارى.
قال السمعاني في تفسيره: ومعنى الآية: أنا إنما أنزلنا عليكم القرآن؛ لئلا تقولوا: إن الكتاب أنزل على من قبلنا بلغتهم ولسانهم فلم نعرف ما فيه، وغفلنا عن دراسته؛ فتمهدون بذلك عذرا لأنفسكم، وحجة على الله.
قال ابن عطية في المحرر: فكأنه قال: وهذا القرآن يا معشر العرب أنزل حجة عليكم لئلا تقولوا إنما أنزلت التوراة والإنجيل بغير لساننا على غيرنا، ونحن لم نعرف ذلك، فهذا كتاب بلسانكم ومع رجل منكم.
قال الأزدي في جمهرة اللغة: وقوله تعالى: {أن تقولوا إنمآ أنزل الكتاب على طآئفتين}: معناه: ألا تقولوا.
ومنه {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}: (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ): أَنْ تَمِيدَ بِكُم: أي لئلا تميد بكم.
يعني: لكي لا تتحرك، وتميل، وتضطرب بكم الأرض. والميد: الحركة والإضراب، والميل، والدوران.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}: أي: لئلا تميد بكم.
قاله الفراء في معاني القرآن، وابن فورك في تفسيره، وابن قتيبة في غريب القرآن، ومكي بم حموش في الهداية إلى بلوغ النهاية، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز، والبغوي في تفسيره، وابن عطية في المحرر الوجيز، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل.
إلا أن ابن فورك قال: وإلقاء الرواسي في الأرض لئلا تميد بأهلها.
إلا أن ابن أبي زمنين، والواحدي، وابن عطية قالوا: لئلا تميد.
وزاد الفراء: و (أن)فيهذا الموضع تكفيمن (لا) كما قال الشاعر:
والمهر يأبىأنيزال ملهبا.
معناه: يأبىأنلا يزال.
قال يحيى بن سلام في تفسيره: {أنتميدبكم} [النحل: ١٥]لئلاتحركبكم.
قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: (أنتميدبكم) يقوللئلاتزولبكمالأرض.
ومنه {وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَ}: (أَن تَقولَ نَفس) : أي لئلا تقول نفس. يعني: لكي لا تقول نفس يا ندمي على ما تركت العمل به في الدنيا.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَقولَ نَفس}: يعني: لئلا تقول نفس.
قاله الطبري في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وبيان الحق النيسابوري في باهر البرهان في معانى مشكلات القرآن، والنسفي في مدارك التنزيل، والإيجي الشافعي في جامع البيان .
إلا أن النسفي قال: {أَن تَقُولَ} لئلا تقول.
وقال السمرقندي في بحر العلوم: أن تقول نفس يعني: لكي لا تقول نفس.
قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والمعنى: لئلا تقول نقس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله.
ومنه {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ}: (أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم): أي لئلا تحبط أعمالكم. يعني: اجتنبوا هذا الصنيع لكي لا تحبط حسناتكم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ}: أي لئلا تحبطَ أعمالكم.
قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، والبغوي في تفسيره،
إلا أن الزجاج قال: وقوله: (أن تحبط أعمالكم): معناه لا تفعلوا ذلك فتحبط أعمالكم. والمعنى لئلا تحبط أعمالكم.
وقال البغوي: لئلا تحبط حسناتكم.
قال الثعلبي في الكشف والبيان، والواحدي في الوجيز: (أن تحبط أعمالكم): كي لا تبطل حسناتكم.
زاد الثعلبي: تقول العرب: أسند الحائط أن يميل.
وقال الأزدي في جمهرة اللغة: أي: ألا تحبط.
قال الشنقيطي في أضواء البيان: وقوله: {أن تحبط أعمالكم} أي لا تفعلوا ذلك لئلا تحبط أعمالكم، أو ينهاكم عن ذلك كراهة أن تحبط أعمالكم، وأنتم لا تشعرون أي: لا تعلمون بذلك.
ومنه {يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشيرٌ وَنَذيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ}: أن تقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ: أي لئلا تقولوا. يعني: لكي لا تقولوا محتجين على ربكم ما جاءنا من رسول يبشيرنا بالجنة، ولا نذير يخوفنا النار.
فمعنى قوله تعالى {أن تقولوا}: أن تقولوا: يعني: لئلا تقولوا.
قاله مقاتل بن سليمان في تفسيره، والطبري في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في البسيط.
إلا أن قال الطبري قال: ويعني بقوله: "أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير" أن لا تقولوا، وكي لا تقولوا.
قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني لكي لا تقولوا: ما جاءنا من رسول بعد ما درس الدين ليبشرنا وينذرنا فقد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم بشير بالجنة ونذير من النار والله على كل شيء قدير من المغفرة والعذاب وبعث الرسل.
ومنه (يَستَفتونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفتيكُم فِي الكَلالَةِ إِنِ امرُؤٌ هَلَكَ لَيسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُختٌ فَلَها نِصفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِن لَم يَكُن لَها وَلَدٌ فَإِن كانَتَا اثنَتَينِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمّا تَرَكَ وَإِن كانوا إِخوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم أَن تَضِلّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ): يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم أَن تَضِلّوا: أي لئلا تضلوا. يعني: يبين الله لكم قسمة المواريث لكي لا تضلوا؛ ولو وكل إليكم قستمتها لضللتم ضلالا بعيدا.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَضِلّوا}: أي لئلا تضلوا.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، والطبري في تفسيره، وابن خالويه في الحجة في القراءات السبع، والبغوي في تفسيره.
إلا أن ابن خالويه قال: يريدلئلاتضلوا.
إلا أن الطبري قال: بمعنى: أن لا تضلوا، وكي لا تضلوا.
قال السمرقندي في بحر العلوم: لكي لا تضلوا ولا تخطئوا في قسمتها.
قال الجصاص في أحكام القرآن: معناه أن لا تضلوا.
ومنه (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ): {أن تقولوا}: أي لئلا تقولوا. يعني: لكي لا تقولوا
فمعنى قوله تعالى {أَن تَقولوا}: أي: لئلا تقولوا.
قاله الجصاص في أحكام القرآن، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز.
إلا أن الواحدي قال: {أن}: لا {تقولوا} لئلا تقولوا: أي لئلا يقول الكفار.
قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: شهدنا عليكم أيها المقرُّون بأن الله ربكم، كيلا تقولوا يوم القيامة: إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، إنا كنا لا نعلم ذلك، وكنا في غفلة منه.
ومنه {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}:أي لئلا تقع على الأرض. يعني: لكي لا تقع على الأرض؛ فيهلك من فيهما.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ}: يعني لئلا تقع على الأرض.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، ومقاتل بن سليمان في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية.
إلا أن ابن أبي زمنين قال: يعني: لئلا تقع.
وقال مكي: أي يمسكها بقدرته لئلا تقع على الأرض.
قال النسفي في مدارك التنزيل: {رَحِيمٌ}: بإمساك السماء أن تقع على الأرض.
ومنه {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}: لئلا تضل.
قاله الجصاص في أحكام القرآن.
قال ابن زنجلة في حجة القراءات: المعنى عند الفراء لئلا تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى.
قال الماوردي في النكت والعيون: فيه الوجهان: أحدهما: لئلا تضل، قاله أهل الكوفة. والثاني كراهة أن تضل، قاله أهل البصرة.
.......................
(1): أنظر تفسير الطبري، والكشف والبيان للثعلبي، من تفسير سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية.
......................
*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
*للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*
*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
*للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*
قوله تعالى
﴿إِنَّ اللَّهَ يُمسِكُ السَّماواتِ وَالأَرضَ أَن تَزولا وَلَئِن زالَتا إِن أَمسَكَهُما مِن أَحَدٍ مِن بَعدِهِ إِنَّهُ كانَ حَليمًا غَفورًا﴾ [فاطر: 41].
*قوله {أَن تَزولا}:* أي لئلا تزولا. يعني: كي لا تزولا من أماكنها، وتسقط من علوها. و"أن" نصبا على المفعولية.
قال النحاس في إعراب القرآن: «أن» في موضع نصب بمعنى كراهة.
قال مكي بن حموش في مشكل إعراب القرآن: "أن" مفعول من أجله أي لئلا تزولا، أو عن.
قال الصافي في الجدول في إعراب القرآن: {أَن تَزولا}: في محل نصب مفعول لأجله، بحذف مضاف أي كراهة أن تزولا.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَزولا}: لئلا تزولا.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن، والطبري في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في مشكل إعراب القرآن، والواحدي في الوجيز، والسمعاني في تفسيره.
زاد الطبري: من أماكنها.
وزاد السمرقندي، وابن أبي زمنين: عن أماكنها.
وزاد الواحدي: وتتحركا.
قلت (عبدالرحيم): قوله تعالى {أَن تَزولا}: معناه: لئلا تزولا، ولكي لا تزولا.
تقول: أطع ربك أن يغضب عليك: أي أطعه لئلا يغضب. يعني: لكي لا يغضب عليك.
والعرب تقول: أسند الحائط أن يميل: أي أسنده لكي لا يقع. (1)
ونظير ذلك في كتاب الله كثير، من ذلك قوله تعالى - من سورة الكهف - {إِنَّا جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةًأَنيَفْقَهُوهُ}: أَنيَفْقَهُوهُ: أي لئلا يفقهوه.
يعني: جعل الله على قلوبهم أغطية لكي لا يفهموا القرآن؛ عقوبة لهم بسبب كفرهم وإعراضهم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنيَفْقَهُوهُ}: لئلا يفقهوه.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، والطبري في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، وسراج الدين النعماني في اللباب، وصديق حسن خان في فتح البيان في مقاصد القرآن، وغيرهم.
إلا أن الطبري قال: يقول تعالى ذكره: إنا جعلنا على قلوب هؤلاءالذين يعرضونعنآياتاللهإذاذكروا بها أغطية لئلا يفقهوه.
قال البغوي في تفسيره: (أن يفقهوه): أي يفهموه. يريد: لئلا يفهموه.
قال مجير الدين العليمي في تفسيره: {أنيفقهوه} أي:لئلايفهموا القرآن.
ونظيرتها - من سورة الأنعام - {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا}: أَنْ يَفْقَهُوه: لئلا يفهموه.
قاله الواحدي في الوجيز، وابن أبي زمنين في تفسيره، والقرطبي في تفسيره، وابن كثير في تفسيره.
إلا أن ابن كثير قال: (أنيفقهوه)أيلئلايفهموا القرآن.
ونظيرتها - من سورة الإسراء - {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآَنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا}؛ قال الشوكاني في فتح القدير: و "أن يفقهوه"مفعول لأجله، أي: كراهةأنيفقهوه، أولئلايفقهوه، أي: يفهموا ما فيه من الأوامر والنواهي والحكم والمعاني.
ومنه {وَهذا كِتابٌ أَنزَلناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعوهُ وَاتَّقوا لَعَلَّكُم تُرحَمونَ * أَن تَقولوا إِنَّما أُنزِلَ الكِتابُ عَلى طائِفَتَينِ مِن قَبلِنا وَإِن كُنّا عَن دِراسَتِهِم لَغافِلينَ}: {أَن تَقولوا}: أي لئلا تقولوا.
يعني: لكي لا تقولوا إنما أنزل الكتاب على اليهود والنصارى من قبلنا ونحن عن قراءة كتبهم لغافلين لعدم معرفتنا بلغتهم يتخذون ذلك حجة على الله؛ فلذا أنزل الله القرآن عربيا بلغتهم، ولتقام الحجة عليهم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَقولوا}: لئلا تقولوا.
قاله ابن زنجلة في حجة القراءات، والطبري في تفسيره، وابن قتيبة في غريب القرآن، وأبو العلاء الكرماني الحنفي في مفاتيح الأغاني في القراءات والمعاني، ومقاتل بن سليمان في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز، والبغوي في تفسيره، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، وبه قال الجصاص في أحكام القرآن، والسمعاني في تفسيره، وابن عطية في المحرر الوجيز.
إلا أن ابن زنجلة قال: أي لئلا تقولوا يوم القيامة.
وقال نجم الدين: أن تقولوا: لئلا تقولوا، أو كراهة أن تقولوا.
ويقول الطبري: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك) لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا.
وقال أن ابن قتيبة قال: أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين يريد هذا كتاب أنزلناه لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على اليهود والنصارى قبلنا. فحذف «لا». وإن كنا عن دراستهم أي قراءتهم الكتب وعلمهم بها (غافلين). (أو) لئلا تقولوا: لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم.
قال السمرقندي في البحر: يعني: أنزلنا هذا القرآن لكي لا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا يعني: اليهود والنصارى.
قال السمعاني في تفسيره: ومعنى الآية: أنا إنما أنزلنا عليكم القرآن؛ لئلا تقولوا: إن الكتاب أنزل على من قبلنا بلغتهم ولسانهم فلم نعرف ما فيه، وغفلنا عن دراسته؛ فتمهدون بذلك عذرا لأنفسكم، وحجة على الله.
قال ابن عطية في المحرر: فكأنه قال: وهذا القرآن يا معشر العرب أنزل حجة عليكم لئلا تقولوا إنما أنزلت التوراة والإنجيل بغير لساننا على غيرنا، ونحن لم نعرف ذلك، فهذا كتاب بلسانكم ومع رجل منكم.
قال الأزدي في جمهرة اللغة: وقوله تعالى: {أن تقولوا إنمآ أنزل الكتاب على طآئفتين}: معناه: ألا تقولوا.
ومنه {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}: (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ): أَنْ تَمِيدَ بِكُم: أي لئلا تميد بكم.
يعني: لكي لا تتحرك، وتميل، وتضطرب بكم الأرض. والميد: الحركة والإضراب، والميل، والدوران.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}: أي: لئلا تميد بكم.
قاله الفراء في معاني القرآن، وابن فورك في تفسيره، وابن قتيبة في غريب القرآن، ومكي بم حموش في الهداية إلى بلوغ النهاية، وأبو بكر السجستاني في غريب القرآن، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز، والبغوي في تفسيره، وابن عطية في المحرر الوجيز، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، وابن الجوزي في تذكرة الأريب في تفسير الغريب، وابن جزي الغرناطي في التسهيل لعلوم التنزيل.
إلا أن ابن فورك قال: وإلقاء الرواسي في الأرض لئلا تميد بأهلها.
إلا أن ابن أبي زمنين، والواحدي، وابن عطية قالوا: لئلا تميد.
وزاد الفراء: و (أن)فيهذا الموضع تكفيمن (لا) كما قال الشاعر:
والمهر يأبىأنيزال ملهبا.
معناه: يأبىأنلا يزال.
قال يحيى بن سلام في تفسيره: {أنتميدبكم} [النحل: ١٥]لئلاتحركبكم.
قال مقاتل بن سليمان في تفسيره: (أنتميدبكم) يقوللئلاتزولبكمالأرض.
ومنه {وَاتَّبِعوا أَحسَنَ ما أُنزِلَ إِلَيكُم مِن رَبِّكُم مِن قَبلِ أَن يَأتِيَكُمُ العَذابُ بَغتَةً وَأَنتُم لا تَشعُرونَ أَن تَقولَ نَفسٌ يا حَسرَتا عَلى ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السّاخِرينَ}: (أَن تَقولَ نَفس) : أي لئلا تقول نفس. يعني: لكي لا تقول نفس يا ندمي على ما تركت العمل به في الدنيا.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَقولَ نَفس}: يعني: لئلا تقول نفس.
قاله الطبري في تفسيره، والبغوي في تفسيره، وبيان الحق النيسابوري في باهر البرهان في معانى مشكلات القرآن، والنسفي في مدارك التنزيل، والإيجي الشافعي في جامع البيان .
إلا أن النسفي قال: {أَن تَقُولَ} لئلا تقول.
وقال السمرقندي في بحر العلوم: أن تقول نفس يعني: لكي لا تقول نفس.
قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: والمعنى: لئلا تقول نقس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله.
ومنه {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَرفَعوا أَصواتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلا تَجهَروا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم وَأَنتُم لا تَشعُرونَ}: (أَن تَحبَطَ أَعمالُكُم): أي لئلا تحبط أعمالكم. يعني: اجتنبوا هذا الصنيع لكي لا تحبط حسناتكم.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ}: أي لئلا تحبطَ أعمالكم.
قاله ابن قتيبة في غريب القرآن، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، والبغوي في تفسيره،
إلا أن الزجاج قال: وقوله: (أن تحبط أعمالكم): معناه لا تفعلوا ذلك فتحبط أعمالكم. والمعنى لئلا تحبط أعمالكم.
وقال البغوي: لئلا تحبط حسناتكم.
قال الثعلبي في الكشف والبيان، والواحدي في الوجيز: (أن تحبط أعمالكم): كي لا تبطل حسناتكم.
زاد الثعلبي: تقول العرب: أسند الحائط أن يميل.
وقال الأزدي في جمهرة اللغة: أي: ألا تحبط.
قال الشنقيطي في أضواء البيان: وقوله: {أن تحبط أعمالكم} أي لا تفعلوا ذلك لئلا تحبط أعمالكم، أو ينهاكم عن ذلك كراهة أن تحبط أعمالكم، وأنتم لا تشعرون أي: لا تعلمون بذلك.
ومنه {يا أَهلَ الكِتابِ قَد جاءَكُم رَسولُنا يُبَيِّنُ لَكُم عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَن تَقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ فَقَد جاءَكُم بَشيرٌ وَنَذيرٌ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ}: أن تقولوا ما جاءَنا مِن بَشيرٍ وَلا نَذيرٍ: أي لئلا تقولوا. يعني: لكي لا تقولوا محتجين على ربكم ما جاءنا من رسول يبشيرنا بالجنة، ولا نذير يخوفنا النار.
فمعنى قوله تعالى {أن تقولوا}: أن تقولوا: يعني: لئلا تقولوا.
قاله مقاتل بن سليمان في تفسيره، والطبري في تفسيره، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في البسيط.
إلا أن قال الطبري قال: ويعني بقوله: "أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير" أن لا تقولوا، وكي لا تقولوا.
قال السمرقندي في بحر العلوم: يعني لكي لا تقولوا: ما جاءنا من رسول بعد ما درس الدين ليبشرنا وينذرنا فقد جاءكم محمد صلى الله عليه وسلم بشير بالجنة ونذير من النار والله على كل شيء قدير من المغفرة والعذاب وبعث الرسل.
ومنه (يَستَفتونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفتيكُم فِي الكَلالَةِ إِنِ امرُؤٌ هَلَكَ لَيسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُختٌ فَلَها نِصفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِن لَم يَكُن لَها وَلَدٌ فَإِن كانَتَا اثنَتَينِ فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمّا تَرَكَ وَإِن كانوا إِخوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثلُ حَظِّ الأُنثَيَينِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم أَن تَضِلّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ): يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم أَن تَضِلّوا: أي لئلا تضلوا. يعني: يبين الله لكم قسمة المواريث لكي لا تضلوا؛ ولو وكل إليكم قستمتها لضللتم ضلالا بعيدا.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَن تَضِلّوا}: أي لئلا تضلوا.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، والطبري في تفسيره، وابن خالويه في الحجة في القراءات السبع، والبغوي في تفسيره.
إلا أن ابن خالويه قال: يريدلئلاتضلوا.
إلا أن الطبري قال: بمعنى: أن لا تضلوا، وكي لا تضلوا.
قال السمرقندي في بحر العلوم: لكي لا تضلوا ولا تخطئوا في قسمتها.
قال الجصاص في أحكام القرآن: معناه أن لا تضلوا.
ومنه (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ): {أن تقولوا}: أي لئلا تقولوا. يعني: لكي لا تقولوا
فمعنى قوله تعالى {أَن تَقولوا}: أي: لئلا تقولوا.
قاله الجصاص في أحكام القرآن، وابن أبي زمنين في تفسيره، والواحدي في الوجيز.
إلا أن الواحدي قال: {أن}: لا {تقولوا} لئلا تقولوا: أي لئلا يقول الكفار.
قال الطبري في تفسيره: يقول تعالى ذكره: شهدنا عليكم أيها المقرُّون بأن الله ربكم، كيلا تقولوا يوم القيامة: إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، إنا كنا لا نعلم ذلك، وكنا في غفلة منه.
ومنه {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}:أي لئلا تقع على الأرض. يعني: لكي لا تقع على الأرض؛ فيهلك من فيهما.
انتهى
فمعنى قوله تعالى {أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ}: يعني لئلا تقع على الأرض.
قاله يحيى بن سلام في التصاريف، ومقاتل بن سليمان في تفسيره، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية.
إلا أن ابن أبي زمنين قال: يعني: لئلا تقع.
وقال مكي: أي يمسكها بقدرته لئلا تقع على الأرض.
قال النسفي في مدارك التنزيل: {رَحِيمٌ}: بإمساك السماء أن تقع على الأرض.
ومنه {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}: لئلا تضل.
قاله الجصاص في أحكام القرآن.
قال ابن زنجلة في حجة القراءات: المعنى عند الفراء لئلا تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى.
قال الماوردي في النكت والعيون: فيه الوجهان: أحدهما: لئلا تضل، قاله أهل الكوفة. والثاني كراهة أن تضل، قاله أهل البصرة.
.......................
(1): أنظر تفسير الطبري، والكشف والبيان للثعلبي، من تفسير سورة الحجرات (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية.
......................
*كتبه: عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة، المصري المكي.*
*للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: +966509006424*