نقض نقدأحمد فريد على مستدرك ابن ماديك على السلاسل الذهبية (1)

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
نقض نقد أحمد فريد محمد مستدرك ابن ماديك على السلاسل الذهبية (1)



الأخ أحمد فريد محمد سلّمك الله
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته :
أشكر لك مرة أخرى دفاعك عن شيخك ـ ولا تدري لعلّي أحترمه أكثر منك ـ لأني أبحث لي وله ولك وللجميع عن الحق ، ولأنا أسرع لتقبل الحقائق العلمية منك ومن غيرك أكثر مما يخيل إليك وأنت تحمل عليّ ـ غفر الله لك ، وآية غفراني لك أني لن أحاسبك على شيء مما قلته طعنا أو تجريحا لكني أشفق عليك أن تكون همزة لمزة ومن المتغامزين ، إشفاقا أن يجعل ذلك السلوك المذموم من القائلين وهم في النار  ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار  ولا أحذرك من الهمز واللمز في شخصي لأني أتخيلك خيرا مني ، ولكن حذار أن تتجرأ بمثل ذلك مع غيري إذ قد يكون خيرا منك فتخسر آخرتك بهمزة ولمزة أعاذك الله من ذلك ، أما أنا فقد جعلت نفسي حيث يجب أن تكون جعلتها في آخر الطابور أقنعتها أن كل من ينطق الشهادتين أنه خير منها وإذن فلتنكسر ولتتواضع .
وأبدأ الآن بمناقشة مسائل علمية استدللت بها على قصوري وإني لكذلك كما وصفت نفسي من قبل بطالب العلم ، فهوّن عليك ـ حفظك الله ـ وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون لك صديقا يوما ، وأحبب صديقك هونا ما عسى أن يكون عدوك يوما ما .
المسألة الأولى :
وهي قولك : "أما الكتب التي ذكرها الشيخُ المستدرِك فروايتها عن شعبة ليست من أيِّ طريقٍ من الأربعة المذكورة ـ أعني طريقَي ابنِ آدمَ والعُلَيميِّ ـ خلا طريقَ أبي الطيب عن ابن شَنَبُوذٍ فإنها منقطعةٌ أصلًا " اهـ بلفظك

وجوابي عليه كالتالي :
بل أغفلت طريقين في النشر مقروء بهما كلاهما لنفطويه عن شعيب الصريفيني عن يحيى ابن آدم عن شعبة .
وتفصيلهما كالتالي :
الأولى : من المصباح لأبي الكرم الشهرزوري كما في النشر (1/148 ) عن ـ أبي محمد الخطيب عن ـ أبي حفص الكتاني عن ـ ابن مجاهد عن ـ أبي عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه النحوي عن ـ شعيب الصريفيني عن ـ يحى ابن آدم عن ـ شعبة .
وهذه الطريق بالتحديث والإخبار فقط لكن اعتمدها ابن الجزري في النشر في طرقه لشعبة (1/148 ) كما اعتمد وانتقى فيه كثيرا من أمثتالها بالتحديث والإخبار دون القراءة ، وهي كذلك في .
والثانية : من النشر مباشرة من قراءة ابن الجزري على شيخيه البغدادي قراءة وابن الجندي قراءة إلى أثناء النحل كلاهما عن ابن الصائغ عن التميمي عن الكندي عن ابن توبة عن ـ أبي محمد الخطيب عن ـ الكتاني عن ـ ابن مجاهد عن ـ نفطويه عن ـ شعيب الصريفيني عن ـ ابن آدم عن ـ شعبة .
أما الجزء الأول من الإسناد من ابن ابن الجزري إلى أبي محمد الخطيب ففي إسناد ابن الجزري إلى كتاب السبعة لابن مجاهد (1/81) وأما تتمة الطريق من الخطيب المذكور ففي طرق شعبة ( 1/148) كما في قوله :
" طريق نفطويه وهي الخامسة عن شعيب من المبهج والمصباح قرأ بها السبط وأبو الكرم على الشريف أبي الفضل وقرأها على الكارزيني ومن كامل الهذلي قرأها على أبي نصر منصور بن أحمد وقرأها على أبي الحسين علي بن محمد الخبازي وقرأ الخبازي والكارزيني على أي بكر الشذائي ومن المبهج أيضاً ومن المصباح لأبي الكرم قرأ بها هو وسبط الخياط على الشريف عبد القاهر وقرأ بها على الكارزيني وقرأ بها الكارزيني أيضاً على أبي الفرج الشنبوذي وقرأ بها الشذائي والشنبوذي على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطويه النحوى ومن كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخطيب وبإسنادي المتقدم في كتاب السبعة لابن مجاهد إلى الخطيب المذكور قال أخبرنا به أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني قال أخبرنا أبو بكر بن مجاهد قال أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه وهذه سبع طرق لنفطويه وقرأ نفطويه وأبو عون والمثلثى والقافلائي والأصم خمستهم على أبي بكر شعيب بن أيوب بن رزيق بتقديم الراء الصريفيني إلا أن نفطويه قرأ الحروف فهذه ثمان وثلاثون طريقاً لشعيب اهـ بلفظه
ولا تخفى دقة عزو المحقق ابن الجزري ومنه هذا الجزء من المصباح لأبي الكرم ( 1/267 ) قال الشهرزوري : " وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الخطيب الصريفيني عن أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني ، وقال الكتاني حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة نفطويه النحوي حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني قال قرأت على يحيى بن آدم قال قرأت على أبي بكر بن عياش . " اهـ بلفظه
قلت : والشاهد من الطريق الثانية لابن الجزري في النشر أنه انتقاها عن ابن مجاهد في غير كتابه السبعة ولا يختلف المتخصصون على ذلك إذ قد عدّ منه الدكتور أيمن سويد حفظه الله في السلاسل الذهبية من ذلك الكثير تحقيقا منه ومنه الطريق المرقمة فيه برقم ( 569 ) وقال حين بسطها في الصفحة (361) تعليقا عليها : " لم أجد هذا الإسناد في السبعة لابن مجاهد ، والله أعلم . " اهـ بلفظه
وكان الاستدراك على السلاسل أن سبعة ابن مجاهد ليست مظنة هذه الطريق فلا معنى للبحث في السبعة عنها بعد قول ابن الجزري في النشر " وبإسنادي المتقدم في كتاب السبعة لابن مجاهد إلى الخطيب المذكور قال أخبرنا به أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني قال أخبرنا أبو بكر بن مجاهد قال أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد نفطويه " اهـ يعني أن هذه الطريق لم يتضمنها كتاب السبعة لكنه تلقاها عن شيوخه المذكورين إلى ابن مجاهد عن الصريفيني عن ابن آدم عن شعبة .
قلت : وخيّل إلى كثير من المتخصصين ومنهم الدكتور أيمن ومقلده أحمد فريد محمد أن كتابي التذكرة والإرشاد لابني غلبون ليسا من الطرق المنتقاة في النشر إذ نسوا أو تجاهلوا أن التذكرة لطاهر قد انتقت لشعبة من قراءة طاهر على أبيه عبد المنعم في الإرشاد على أبي سهل على ابن مجاهد ، وحسبوه فقط في السبعة ولاقتصار طرق السبعة لابن مجاهد على قول ابن مجاهد نفسه في مقدمة سبعته :
ـ وما كان من قراءة عاصم بن أبي النجود عن أبي بكر بن عياش فإن عبد الله بن محمد بن شاكر أخبرني بها عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم من أول القرآن إلى خاتمة الكهف
ـ وأخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي عن أبيه عن يحيى بن آدم عن أبي بكر عن عاصم بذلك من أول القرآن إلى آخره " اهـ من السبعة
وحسب الشيخ أحمد فريد محمد من الفتح المبين عليه قوله : "فلأبي الطيب طريقانِ عن شعبةَ ، أما الأولى فهي عن ابن مجاهد وهو يروي عن شعبة من طريق يحيى بن آدمَ وغيرِه ممن ليسوا من طرقِ النشر ، أما روايته عن يحيى كما في السبعة له ص 94 فبواسطة عبد الله بن شاكر ، وإبراهيم بن أحمد الوكيعي عن أبيه ، وليسا من طرق النشر عن شعبة ، أما الطريق الأخرى : فمنتهاها ابنُ شَنَبُوذٍ ولا تتمةَ للإسناد . اهـ بلفظه
وأقول : ولماذا ألزمت صاحب التذكرة والإرشاد بطرق ابن مجاهد في السبعة من طريقي عبد الله بن شاكر والوكيعي عن أبيه ومن طريق ابن شنبوذ ؟ ولم ترفع رأسك إلى أداء ابن مجاهد الذي أقرأ به تلميذه الكتاني وأقرأ به الكتاني تلميذه أبا محمد الخطيب ( المرقم في غاية النهاية برقم ( 1884 ) وكما اعتمده ابن الجزري في طرقه لشعبة من كتاب المصباح لأبي الكرم ومن اختياراته هو في نشره كما تقدم .
ولا معنى لقول أحمد فريد محمد كذلك : " أما الطريقان الأُولَيان فهما طريقا ابنِ مجاهد في السبعة ، وأما الأُخرَيان فهما طريقا أبي الطيب في الإرشاد ، وتقدمَ الكلامُ على الجميع ."اهـ بلفظه
كما لا معنى لقول أحمد فريد محمد كذلك : " نعم ذكر الدانيُّ في الجامع ( ط الشارقة 1/347 ) أنه قرأ بهذه الرواية على ابن شَنَبُوذٍ عن رواته ـ وسمَّاهم ـ عن يحيى العُلَيميِّ عن شعبة ، ولكن هذه طريقُ الدانيِّ من جامعه ، وهي مذكورة في كتاب السلاسل برقم 596 وفي جدول أسانيد شعبة ص 365اهـ بلفظه .
ولا معنى لقول أحمد فريد محمد : " وقد انتقى الجزري روايةَ شعبةَ من طريقَين هما : طريقُ يحيى بنِ آدم من طريقي الصَّريفينيِّ وأبي حَمْدونٍ عنه ، وطريقُ العُلَيميِّ من طريقي ابنِ خُلَيعٍ والرزَّازِ ـ كلاهما ـ عن أبي بكرٍ الواسطيِّ عنه كما في النشر " اهـ بلفظه ولا يفيد شيئا إذ يعلمه ويحفظه طلبة العلم أمثالي وليس موضوع البحث .
ولا معنى لقول أحمد فريد محمد : " أما الكتب التي ذكرها الشيخُ المستدرِك فروايتها عن شعبة ليست من أيِّ طريقٍ من الأربعة المذكورة ـ أعني طريقَي ابنِ آدمَ والعُلَيميِّ ـ خلا طريقَ أبي الطيب عن ابن شَنَبُوذٍ فإنها منقطعةٌ أصلًا" " اهـ بلفظه وقد ثبت نقضه ليراجع نقده .

يتواصل
وكتبه طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
أخي الغالي أحمد فريد محمد سلّمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقبل الاسترسال في حلقات ثلاث ـ بعد هذه الثانية ـ خصصتها لنقض نقدك على استدراكاتي على السلاسل الذهبية ، أجدني مضطرا للوقوف معك لعلك تنصف مخالفا فلا تمتلئ عليه غيظا أن خالفك .
أخي الغالي : وليتك لم تنشر نقدك السالف إذ كنت قد اتفقت مع صديقي شيخ القراء بالسنغال أخي محمد الحسن بوصو ـ تلميذ الدكتور أيمن رشدي سويد حفظهما الله ـ على أن تتابع حلقات كتابي " المستدرك " التي ستبلغ بضع عشرات على أنها " تيسير طرق النشر "بدل المستدرك على السلاسل الذهبية وكذلك نشرت في الحلقة الأخيرة من استدراكاتي ولعلها الثامنة وفاجأني طرحك ونقدك إياي ، وأجيب الآن منه فقرتين هما :
ـ قولك : " لكن خابَ أملي لما رأيتُه يقول : ( ويستدل من خبر هذا الفن ودراه عليها بالسياق ) فأيَّ فن يقصِد ؟ إنَّ فنَّ تحقيقِ النصوص يقول بالرجوع إلى نسخٍ موثَّقةٍ لذلك الكتابِ كما قدمتُ ، فإن كانت كذلك فلتقابلْ للحصول على الصورةِ التي ترك المؤلفُ كتابَه عليها أو أقربِ صورةٍ منها كما هو معلوم ، أما تلك النسخُ التي بين يديه فما أبأسَها به إن كانت جيدةً كما يقول ! فهو يخَطِّئ ما أطبَقتْ عليه كلُّها ولا يُبالي " اهـ بلفظك
وقولك : " ونصيحةٌ أنصحُه بها لوجه الله تعالى : إذا كنت من أهل التخصص كما تقول فسرْ على درب أسلافك ، فإني لما قرأتُ بحث التواتر لك ما كدتُ أرى لك كلمةً صائبة إلَّا تلتها أخرى خاطئة ، فبدوتَ وكأنك لا تعترفُ بشيء اسمه : ( القواعد ) ، وإذا كنت تمارِسُ الكتبَ والأسانيدَ ثم بدا لك شيءٌ تظنُّ أنه من باب التحقيق ـ شريطةَ أن لا يكون كبحثِ التَّواتُر ـ فاكتبْ ذلك ولتُعَنْونْ له بما شئتَ ، فلا أحدَ يمنعُك من ذلك اهـ بلفظك
إنني أخاطب سائر الناس متخصصين ومثقفين وأحيلهم ما استطتعت إلى النسخ المتوفرة وهي المطبوعة وسأحيلهم في استدراكاتي اللاحقة حين أتناول أمهات النشر المخطوطة غير المطبوعة إليها مباشرة .
تلك منهجية اتخذتها لنفسي لتقريب علم القراءات من الجميع لأن لهم علينا حق إعادتهم إلى الأداء بالقراءة الأولى وهو الأداء بالمصاحف العثمانية أي إلى رواية المصحف العثماني الشامي ورواية المصحف العثماني الكوفي والبصري والمكي والمدني خمس روايات فإن زادت فبالسادسة بالمصحف الإمام رغم أنه مستنسخ منها ، هذه الروايات وإعادة الأمة إليها هي دلالة بحثي إثبات تواتر القرآن دون الحاجة إلى اللهجات والقياس في القراءات وبحثي القراءات القرآنية النشأة والتطور ، ذلك البحث الذي ضقت به ذرعا وما كان لك ذلك لأنه رأي واجتهاد رأيته لم أدّع يوما أني مصيب وإنما عرضته عرضا على المتخصصين وعلى العوام على السواء وعلى سواء ـ وليصلح أخر الأمة بما صلح به أولها ، وليكن في علمك أن المصاحف العثمانية كلها لن تستغرق من القراءات العشر الكبرى معشارها إذ سيفيض فائض من اللهجات واللهجات قد تواتر القرآن قبله أي قبل نشأة القراءات وقبل أن يولد القراء والرواة من طرق النشر رحمهم الله إذ لم أعلم ـ رغم التتبع ـ أن في قراءاتهم قياسا بل روايات ولكن المصنفين من طرق الرواة أدرجوا في الروايات كثيرا من القياس في الأصول قياسا كان لتجذير تعدد الروايات ولا يحتاجه تواتر القرآن إذ تواتر قبله ولن يزال متواترا وسينزل عيسى ابن مريم وسيقرأ القرآن كما كان قبل نشأة القراءات إذ لن يتعلم رواية البزي أو شعبة مثلا من أحد المشائخ الدكاترة ليقرأ بها بل قد علّمه الله من قبل الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل .
وأتمنى عليك أن يتسع صدرك لرأي المخالف رأيك لا سيما إن كان المخالف هو ابن ماديك ، إذ قد فصلت فصلا بين الحقيقة العلمية الثابتة وبين المألوف المعروف عند الناس .
وهكذا أيقنت أن شهادتي : أن لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله بالقرآن الكريم المحفوظ إلى الناس كافة ، حقيقة علمية ثابتة لا تزيد لو أعلنها وآمن بها أهل الأرض ولا تنقص لو جحدها أهل الأرض كلهم .
وهكذا لم تنقص الحقيقة التي أعلنها كل من نوح وإبراهيم حين كان وحده قبل أن يكون معه موافق من الذين آمنوا معه .
وإنما ينقص إيمان الناس وتنطمس عقولهم حين يخالف تلك الحقائق الكبرى ويزيد إيمانهم وتصفو عقولهم بالتزام الحقائق الثابتة .
هكذا أدعوك إلى أن تعذرني حين أخالف نصيحتك وأمرك إياي بالسير على درب أسلافي ، ولكل منا وجهة وكل منا يعمل على شاكلته فربنا أعلم بمن هو أهدى سبيلا .
ويتواصل نقاش المسائل العلمية التي اعترضت عليها .
وكتبه طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
عودة
أعلى