نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي. كتبه/ يوسف السناري

إنضم
09/08/2011
المشاركات
162
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
39
الإقامة
مصر
نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي. كتبه/ يوسف السناري

نقد نشرة المستشرق اليهودي شموئيل لكتاب "عجائب الآثار" للجبرتي
كتبه/ يوسف السناري
بسم الله الرحمن الرحيم

هذا مجمل نقدي على نشرة "شموئيل" لكتاب عجائب الآثار للجبرتي:
فأقول بعد حمد الله تعالى والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
لقد وقع "شموئيل موريه" في سَقَطَاتٍ علميةٍ جسيمةٍ وكَبَواتٍ منهجيةٍ عديدةٍ، وهي على درجاتٍ ومنازلَ منها ما يتسامحُ فيه إذا كان منفردًا، فإذا اجتمع مع غيرِه تضاعفَ وتزاحمَ إلى أن يوصل بصاحبه إلى مرحلة سقوط نشرته وتهافت تحقيقه، وإن ظل في تحقيقه عَوْضَ العائضين، ودَهْر الداهرين، وأَمَد الآمدين، وليس عشرين سنةً، كما زعم "شموئيل".
وإني لقاصٌّ عليك هذه السقطاتِ ومحدِّثُك بهذه الكَبَواتِ مُقدِّمًا الأعلى فالأدنى.
أولا: تشكيكه في نسخة خطية تحتوي على نصف الكتاب، أتى في خاتمتها ما يفيد أن ناسخها هو الجبرتي نفسه، زاعمًا أنها منحولة على المؤلف، ليست له، فمن ثَمَّ لم يعتمدها أصلا في إبراز نشرته.
ثانيا: جَزْمه بنسبة مخطوطة أنها نسخة المؤلف مع أنها لم يُصرَّح في أولها أو آخرها أو ثِنْيها بأن كاتبها هو مؤلفها، وكأنه استنطق الخط فسأله عن مجري مداده في كواغد سفره فأجابه، فاطمأنّ به فؤاده، فطمْأَنَ هو بذلك قارئ كتابه!، ومن ثَمَّ اعتمدها في التحقيق مُقدِّمًا قراءتها على كل القراءات الأُخَر.
ثالثا: جهله بمنهج التحقيق والإخراج على نسخة المؤلف وطريقة التعامل معها وإضافة فقرات وزيادات في النص المحقق ليست من أصل الكتاب وجدها أثناء مقابلة نصه المحقق بنشرة مكتبة مدبولي بالقاهرة فجعلها في النص المحقق وأشار بأنه وجدها في نشرة مدبولي، بتحقيق عبد العزيز جمال الدين، ورمز لذلك برمز ذكره في المقدمة، وهذا تجرّأٌ منه على حرمة نسخة المؤلف التي لها قداسة عرفها أجدادنا وفاخر بعضهم بعضا بالاطلاع على خطوط أسلافهم من العلماء والمؤلفين، وقد أضاف أيضا في النص المحقق التاريخ الرومي مع التاريخ الهجري، وأحيانا التاريخ الهجري والرومي معا، بخلاف محقق دار الكتب والوثائق المصرية فقد جعل ذلك في حواشي الكتاب ولم يقحمه في النص المحقق.
رابعا: وهذه وحدها كبيرة من كبائر التحقيق العلمي، وجهل فاضح بطريقة النسخ والتعامل مع الخطوط العربية القديمة وأن المنطوق لفظا والمقصود قلبا يخالف المرسوم خطا أحيانا عندهم، فوجدنا المحقق أسقط همزات الكتاب المقصودة والمنطوقة قَلْبًا قبل النطق لفظًا بها فجعل الكتاب (النص المحقق) مكتوبا على طريقة العامة وعلى لغة قصر الممدود، هذا فيما يخص الهمزات المتطرفة، وسهَّل الهمزات المتوسطة ولم يحقق رسمها كما هو متحقق نطقها عند المؤلف، فخالف ذلك زاعما أنه هكذا وجدها في نسخة المؤلف !! وهذا دليل على أن المؤلف لم يطلع على أي مخطوطات عربية قديمة غير كتابه هذا، ولو أنه مارس القراءة في الكتب القديمة وأعمل عينه وفكره فيها لعلم أن ذلك طريقة من طرق رسم الحرف عندهم، وإني لأحمد الله أن هذا الأعجمي لم يحقق كتابا من الكتب الخالية من النقط والإعجام والضبط، فماذا أنت متخيل لو أنه يحقق كتابا من كتب التراث التي لم يُنْقَط فيها الحرف أو يضبط مثل: [حرح] هذه تأتي في بعض المخطوطات غير المنقوطة وقد يقصد بها [خرج] أو [جرح] فهل تتصور لو أن "شموئيل" يحقق كتابا على هذا الرسم غير المنقوط أنه سيعجمه؟! الجواب كلا، بل سيكتب لك الكلمة كما رسمتها لك [حرح] ثم يقول لك هكذا وجدتها في نسخة المؤلف !!
أخطاء شموئيل في النص:
ومن الأخطاء التي وقع فيها "شموئيل موريه" في نشرته لكتاب الجبرتي: تغييرُه عنوانَ الكتابِ المحقق الذي أثبته في مقدمة نص الجبرتي، فجاء في مقدمة النص المحقق قول الجبرتي: "وسميته عجايب الاثار في التراجم والاخبار". بلا همز، ثم وجدناه مغيِّرًا إياه في صفحة العنوان الخاصة بنشرة كتابه، فهمزه فقال"عجائب الآثار في التراجم والأخبار" وهذا تناقض ظاهر، لأنه التزم إخراج النص غير المهموز الذي أمامه فجعله في النص المحقق، فكان المفترض عليه أن يثبته أيضا في صفحة عنوان نشرته كما أثبته هو في نص مقدمة الجبرتي، ومن الأخطاء التي تخص عنوان الكتاب التي وقع فيها "شموئيل" أنه لم يوثقه ولم يفرد له جزءا في مقدمة حديثه عن النص، وتوثيق عنوان النص المحقق كتوثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه من ضروريات المحقق التي لا ينبغي أن يهملها المحقق.
ومن الأخطاء التي وقع فيها "شموئيل موريه" في نشرته لكتاب الجبرتي:
عدمُ إدْراج صور المخطوطات التي اعتمدها في تحقيقه لكتاب الجبرتي مما يقلق قارئ النص ويفقده ثقته بالنص المحقق الذي زعم "شموئيل" في مقدمة تحقيق إبرازته أن كتابه منشورٌ على نسخة المؤلف، التي لم يصرح فيها بأن ناسخها هو المؤلف نفسه كما جاء في مقدمة النشرة قول "شموئيل" ص (29): "كُتِبَتْ هذه النسخةُ بخط المؤلف عبد الرحمن الجبرتي، [ولم يذكر المؤلف ذلك صراحة في خاتمة الكتاب وقد توصلنا إلى هذه النتيجة لتشابه خطها مع رسائل وإضافات موقعة باسم الجبرتي]".
فكان يجب عليه أن يدرج صور هذه المخطوطات في مقدمة نشرته، ثم يبرهن لقارئ النص كيف استدل على أن هذه النسخة هي نسخة المؤلف، كان لزاما عليه أن يبين ذلك لقارئ الكتاب، ويدرج صور هذه الرسائل مع صور المخطوطة التي زعم أن الجبرتي قد نقشها بِمِزْبَره، فعدم فعل ذلك يقلق قارئ النص ويشككه في محتواه، فلمَ لم يدرج "شموئيل" صور مخطوطاته التي اعتمدها في التحقيق ويدلل على أن من مخطوطاته نسخة المؤلف ؟! ومعلوم أن القطع والجزم بنسبة خط إلى مؤلفه لا يكون بهذه الطريقة التي قطع "شموئيل" بها!.
وكل ما ذكرتُه من عدمِ إدْراجِ "شموئيل" صورًا من المخطوطات التي اعتمدها = أَسْتَثْنِي منه وجهًا [أ] أو [ب] من أحد أوراق مخطوط أدرجها "شموئيل" قبل النص الذي زعم تحقيقه، ولكن الغريب والمقلق أن هذا الوجه المصور ليس خاتمة المخطوط كما هو المتعارف عليه عند المحققين المعاصرين، بل هو وَجْهُ صورة ورقة من منتصف الكتاب!! ألا يقلق المحققين مثل هذا الفعل؟!.
وقد أضاف شموئيل التاريخ الرومي في نص كتاب الجبرتي، ووضعه بين هذه العلامة [] وكل هذه التواريخ تحتاج إلى مراجعة ، وأحيانا يضيف التاريخ الهجري مع الرومي، ولا يكون التاريخ الهجري في النشرات العربية، من يتتبعه في هذا؟
و مما يدل على جهل "شموئيل" باللسان العربي وقواعد النحو والصرف والشعر، أنه يأتيه الخطأ النحوي في النص ولا يُشِير بعده إلى علامته [!] التي قال في المقدمة: سأجعل هذه العلامة [!] بعد الخطأ النحوي والإملائي وسأترك الخطأ كما هو، (النقل بالمعنى) وقد جاء في نشرته (1/20) ما نصه:
[ومن أحسن ما قيل في مراثيه هذين البيتين]: ترك "شموئيل" هاهنا النصَّ خاليا من علامته [!] التي ذكرها في المقدمة، وهذا لحن ظاهر، يعلم ذلك صغار الصبية في الكتاتيب، فهذان مبتدأ مؤخر يجوز تقديمه والبيتان بدله، والجار والمجرور المقدم خبره، وهو يقع في هذا كثيرا، وتَرِيبة السؤال الآن ومِعْصَمه أنَّه يقول: إن نسختي عليها تصحيحات وتصويبات الشيخ "حسن العطار" للجبرتي فهل مر هذا الخطأ على الجبرتي وغفل عنه ومر كذلك على الشيخ حسن العطار الذي هو من هو في العربية يا "شموئيل"، وقبل هذا النص وبعده ذكرتَ أنتَ تصحيحات للشيخ "حسن العطار" بما يفيد أنه قد قرأه _على ما ذكرت أنت_، فهل هذه التعليقات التي أثبتها أنت في النص ونسبتها للشيخ حسن العطار صحيحة له أم هي من تصحيحاتك أنت ؟! وقد جاء هذا النص مستقيما في الطبعات العربية كطبعة دار الكتب (1/34)، وطبعة الهيئة (1/61): [ومن أحسن ما قيل في مراثيه = هذان البيتان].
والتقدير: [هذان البيتان من أحسن ما قيل في مراثيه] فيجوز التقديم والتأخير. فافهمه يا "شموئيل".
[السُّبَذْمُوْنِ يُّ]: وقد حرَّف "شموئيل موريه" اسمَ أحدِ أَيِمِّةِ ساداتِنا الحنفية في تحقيقه لكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار لعبد الرحمن بن حسن الجبرتي فقال في ص (457): "السندمُوني"!!. هكذا رسمها وضبطها، وهو تحريف وتشويه للاسم. والصواب هو [السُّبَذْمُوْنِ يُّ]: بضم السين أو فتحها وفتح الباء الموحدة وسكون الذال المعجمة وضم الميم وفي آخرها النون وياء النسبة، هذه النسبة إلى "سُبَذْمُون" ويقال لها أيضا: "سَبَذْيُوْن" والنسبة إليها "السَّبَذْيُوْن� �" وهي: قرية من قُرَى بخارى. والمشهور بهذه النسبة إمام الحنيفة، أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن الخليل الكَلابَاذي الفقيه الحارثي السُّبَذْمُوْنِ ى المعروف بالأُسْتَاذ، وهو شيخ أبي عبد الله الحاكم، وصاحب مسند أبي حنيفة، وقد ألف في مناقبه. (ت340هـ).
ينظر: الأنساب للسمعاني (7/57)، (1/196)، اللباب (2/99)، لب اللباب (1/132)، معجم البلدان (3/183)، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع (2/689)، الجواهر المضية في طبقات الحنيفة، ط.كراتشي (1/289)، (2/315)، (2/360)، تاج التراجم لابن قُطْلُوْبَغَا ص (175)، والأعلام للزركلي (4/120).
وجاء في مقدمة طبعة "شموئيل" بعد القول: "آني" بالمد.
والصواب كسرة الهمزة.
وجاء في طبعة اليهودي ص 31، هذا البيت نقله الجبرتي عن الشيخ حسن الحجازي:
بمصْرَ حلَّ يهودِيْ *** أَخْنَى عَلَيْهِ [الآلهُ]
والصواب: الإِلهُ. بكسر الهمزة وليس بمدها.
لا أدري من أين يأتي بهذه الهمزات العجيبة!
وجاء في طبعة "شموئيل" ص (77): "الماموني". بلا همز، والصواب "المَأْمُوني. كما في النشرات العربية (الهيئة 1/168)،و (الدار 1/132). فالأسماء سماعية تحكي كما هي والجبرتي لم يقصد نطقه كما نطقه "شموئيل" وخَطَّه.
وجاء في طبعة شموئيل ص (75) في ترجمة "عبد الباقي الزرقاني" قال: المالكي [الوفآى]، ثم أشار إلى ما في طبعة بولاق فقال: عج 66: [الوفائي]!. والصواب هو ما في طبعة بولاق، وغيرها من النشرات العربية كما في طبعة دار الكتب، والهيئة، ولكن الهمزة ثقيلة على حلق "شموئيل".!
والزُّرْقَاني بضم الزاي نسبة إلى زُرْقان كعُثْمَان. قرية من قرى مصر. هكذا ضبطها الزبيدي في التاج (25/401)، وقال السمعاني وغيره: الزَّرْقانى بفتح الزاى وسكون الراء والقاف المفتوحة بعدها الألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زَرْقَان.
ينظر: الأنساب (6/283)، اللباب (2/64)، لب اللباب (1/124).
وجاء في طبعة شموئيل ص 77: "ونظم سيرة الحلبي جزاء" !.
وخطَّأ في الحاشية من قال:جُزْءًا. ! وهو جهل فاضح لكل بادئ الرأي.
وجاء في طبعة "شموئيل" في ترجمة الشيخ العمري الشافعي: الشهير بالعصفوري.
وفي النشرات العربية: الصَّفوري.
وجاء في ص (25) من طبعة شموئيل لعجائب الآثار ما نصه:
[مجزوء الكامل]
ولرُبَّ لذَّةِ ساعةٍ *** قدْ أوْرَثَتْ [حَرْبًا]* طَوِيلا
والصواب من [مجزوء الكامل المرفَّل]؛ لأن مجزوء الكامل ضربه [متفاعلن] ومجزوء الكامل المرفَّل ضربه [متفاعلاتُنْ] كما في بيت الجبرتي. وهذا يفهمه من درس العروض ومارسه ولم يعرض أبيات نصه المحقق على خبير بالشعر. وهذه خفيفة، لأنه قد يقول: عنيتُ جنس مجزوء البحر، ولم أَعْنِ أَضْرُبَه. ولكنَّ الآتية أدهى وأمر. *أشار "شموئيل" على أن "القراءة" في طبعة عبد العزيز جمال الدين، مدبولي. [حُزْنًا]. وبالذي أثبته "شموئيل" للمؤلف يفسد تركيب البيت ومعناه؛ لأن "الحَرْب" مؤنثة، و"الطويل" مذكر، ويشترط في صفة النعت الحقيقي أن تتبع الموصوف في التذكير والتأنيث كالإعراب وهذا في البيت غير متحقق في كلمة "حَرْبًا" وكلمة "طويل" فالأولى مؤنثة والثانية مذكر، وهذا فساد في التركيب وخطأ في اللسان، والبيان، قد تقول لي: إن "الفعيل" مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، أقول لك: هذا إن كان "الفعيل" بمعنى "المفعول". ويستقيم التركيب والمعنى _يا شموئيل" بكلمة "حُزْنا" التي جعلتها في الحاشية. فافهمْ.
وجاء في نشرته ص (4): [سيِّآت]: فصحفه عن [سيئات].
وقول الجبرتي [بعدِّ] بتشديد الدال فجعلها مخفَّفة فكتب [بعدِ].
ومن المآخذ على المحقق: أنه كان ينبغي عليه أن يجعل أسماء الكتب التي تأتي في النص بين علامة التنصيص هذه: «» أو هذه " " فإذا ذُكر في النص كتابٌ مثل: مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده. لا ينبغي للمحقق أن يتركه هكذا، وبالأحرى إذا كان الكتاب غير مشهور، مثل هذا الكتاب فكان ينبغي على المحقق أن يجعله هكذا «مفتاح السعادة» حتى يفهم القارئ أن هذا اسم كتاب، فلا يشتبه عليه في النص، ولا يمر به دون أن يشعر، وهذا الخطأ للأسف وقع فيه أصحاب النشرات العربية مثل: "شموئيل".
وجاء في طبعة "شموئيل" ص 35. لكتاب الجبرتي ما نصه: فقال [المجتث]:
النيل في / مصْرَ أوْفى *** [يوْمَ سبْتٍ]* حاديْ وعاشِرْ
مستفعلن / فاعلاتن *** فاعلاتن/ مُسْتَفْعِلاتُن ْ
والناس قد/أرَّخوه *** لله جَبْـ/رُ الْخَواطِرْ
مستفعلن/ فاعلاتن *** مستفعلن / فاعلاتن
أي عِيٍّ هذا، أهذا بحر المجتث ؟!! يا "شموئيل" جثَّك الله من البسيطة جثًّا، كسَّرْتَ البيتَ، وعرَّجته، وحرَّفت الشعرَ وصحَّفْته، أيُجْمَعُ في ضرب المجتث [مستفعلاتن] المقيد، و[فاعلاتن]، وتكرر [فاعلاتن] مرتين يا "شموئيل" ؟!
وهل تكون هذه التفعيلة [مستفعلاتن] في المجتث يا محقق؟ !
*قال "شموئيل" في نشرته [يومَ سبتٍ حادي وعاشر] بتنوين [سبتٍ] وفي النشرات العربية كما في طبعة الهيئة ص (1/89) وطبعة دار الكتب (1/75): [في تُوْتِ حادي وعاشرْ]. وهو الصواب، وقبله قرينة تدل عليه وهو قول الجبرتي: [في حادي عشر توت]. فلله الأمر من قبل ومن بعد.!
وجاء في طبعة "شموئيل" لكتاب عجائب الآثار ص (36) من قصيدة ذكر أنها من بحر المجتث ثم جاء في عجز البيت الثالث:
*** [وَجَبَ في] إلى آخره
وبهذا الضبط يكسر البيت وقد جاء في النشرات العربية كطبعة الهيئة (1/90):
*** وَجُبَّ في توتَ بحرُ
أي وشُقَّ في هذا التاريخ، الذي حدثت فيه هذه المجاعة وفرَّج الله في هذ التاريخ الكربَ = بحرٌ. ولكنه أعجمي، صُحُفِيّ.
وجاء في نشرته ما نصه: [محمد ابن جرير] هكذا بإثبات ألف الوصل الواقعة بين علمين، وحينما تسقطُ من "ابن" ألفَ وصلِها إذا وقعت بين عَلَمَين يفهم من ذلك القارئ أن الأول ابنٌ للثاني، وأن الثاني أبٌ للأول مثل: [محمد بن جرير] فحينما ترسمه [محمد ابن جرير] فكأنك تقول لقارئ النص: هذا ليس أباه، وذاك ليس ابنه، ولو وجدتها في المخطوط هكذا فالرسم الإملائي الحديث يمنعك من رسمها بهذا الشكل!. فتأمله يا "شموئيل".
وجاء في نشرته ما نصه: [القَوَمَة] قال "شموئيل": حينما أجدُ خطأً إملائيا أو نحويا سأجعل بعده هذه العلامة [!]، ثم نجد هذا الخطأ غفل عنه ولم يجعل بعده علامته، وهو قوله: [وباعها القومه والمباشرين]. والصواب في النشرات العربية [وباعها القَوَمَة والمبشارون]. كما في طبعة الهيئة المصرية العامة للكتاب (1/30)، وطبعة دار الكتب (1/11).
[اوايل جمادي]:
جاء في طبعة العلج اليهودي "شموئيل" لعجائب الآثار للجبرتي ص 440 ما نصه: توفي في [اوايل جمادي الاول]. اهـ. هكذا يسقط شموئيل همزات العرب، فيجعل كل الألفات ألفات وصل، فلا يقطع ما حقه القطع، ويسهل ما حققه التحقيق، ولا يعرف أن [جمادى] مقصور وليس منقوصا، فينقط تحت ألفها نقطتين، فيجعها ياء!.) قال الصفدي في تصحيح التصحيف ص 215: ويقولون: جُمادِي الأولى. فيكسرون الدال. والصواب فتحها، وليس في الكلام فُعالي.
قال الزبيدي: جُمَادَى، (كحُبَارى: مِنْ أَسْمَاءِ الشُّهُور) العرَبيَّة. وهما جُمَادَيانِ، فُعَالى من الجَمْد. ينظر: تاج العروس (7/519).
قال الفارابي في باب فُعالى: هما جُمادَى الأولى، وجُمادَى الآخِرَة. ينظر: معجم ديوان الأدب (1/475).
وقد ذكر "جُمَادى" أبو علي القالي في المقصور والممدود ص (251).
لله درك يا "شموئيل"
ينظر: عجائب الآثار، تحقيق شموئيل. ص 454.
[مِهْجَع]: يقول شموئيل: إني حققت كتاب الجبرتي على النسخة الأم التي كتبها الجبرتي بخط يده، ثم نجد الجبرتي يضبط له اسم الصحابي "مِهْجَع" أول شهيد شُرَّف بالشهادة في غزوة بدر. فيقول الجبرتي بكسر الميم وفتح الجيم.
ويسكت الجبرتي، ثم يضبط شموئيل لنا الهاء فيضع عليها سكونا!. ثم يقول لنا: هذه نسخة المؤلف!. إنها نسختك أنت يا شموئيل !
وجاء في نشرته: [وقد قيل الطويل]. وفي النشرات العربية: [وقد قيل شعرٌ].
واعلم أخي القارئ أن ما قلته لك الآن هو غيض من فيض، فلا أدري كيف ساغ لإخواننا مدح هذه النشرة والثناء عليها بهذا الثناء المثقوب؟! فلله الأمر، وللحديث صلة إن قدر الله تعالى.
كتبه/ يوسف السناري
 
عودة
أعلى