نقاش: إعراب وجيه لقوله تعالى والمقيمين الصلوة

إنضم
09/09/2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الهند
قال تعالى: لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (سورة النساء162)
يقول الشيخ السمين الحلبي في كتابه الدر المصون في علم الكتاب المكنون: فأما قراءة الياء فقد اضطربت فيها اقوال النحاة ، وفيها ستةُ أقوال.

ولقد وقفت على وجه وجيه ذكره الإمام عبد الحميد الفراهي رحمه الله في إعراب (المقيمين الصلوة) لم أجده عند غيره. فهو يرى أن (والمقيمين) منصوب لكونه مفعولا مقدما لفعل سنؤتيهم، كما في قولهم زيدا ضربته.
يقول الإمام الفراهي رحمه الله: فنصب المقيمين على جواز محلين الرفع والنصب في المفعول المقدم الراجع إليه الضمير كقوله تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ) فلك أن تحسب ثمود مبتدأ أو مفعولا مقدما (الذي يعدونه من باب الإضمار بشرط التفسير) وفي الآية المستند بها خمسة ألفاظ والمقيمين وسطها، والعجب من جهلاء الرواة أنهم قالوا بأن في القرآن لحنا. (رسالة غير مطبوعة للفراهي رحمه الله بعنوان النحو الجديد)​
 
لا تنسوا الأقواس عند النقل حتى نميز المنقول من غيره، فلقد ترددت في نسبة الكلام عند قولكم: "ولقد وقفت على وجه وجيه ذكره الإمام عبد الحميد الفراهي رحمه الله في إعراب (المقيمين الصلوة) لم أجده عند غيره. فهو يرى أن (والمقيمين) منصوب لكونه مفعولا مقدما لفعل سنؤتيهم، كما في قولهم زيدا ضربته.
يقول الإمام الفراهي رحمه الله: فنصب المقيمين على جواز محلين الرفع والنصب في المفعول المقدم الراجع إليه الضمير كقوله تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ) فلك أن تحسب ثمود مبتدأ أو مفعولا مقدما (الذي يعدونه من باب الإضمار بشرط التفسير) وفي الآية المستند بها خمسة ألفاظ والمقيمين وسطها، والعجب من جهلاء الرواة أنهم قالوا بأن في القرآن لحنا." هل هو للسمين الحلبي بدليل "يقول الشيخ السمين الحلبي" قبله، أو هو لكم بدليل ذكر الرسالة غير المطبوعة. وعلى كل فالنقل جيد ولا يعكر عليه العطفان بعده للمحلية، ويبقى إعراب {أولئك} على هذا الافتراض، إذ يتعين أن يكون بدل كل من كل في مثل هذه الحال. وأن يكون الوقف على {من قبلك}
وجزاكم الله خيرا
 
جزاكم الله خيرا على الفائدة الغالية، وعندي سؤال: هذا الإعراب المذكور للآية مبني على باب الاشتغال في النحو، وهذا الباب له ثلاثة أقسام فيما أتذكر قسم يترجح النصب، وقسم يترجح الرفع، والثالث يجوز فيه الوجهان، ولكن أن يجمع بين النصب والرفع في عامل واحد كما مثل في الآية فذاك قسم يحتاج إلى دراسة وبيان، فلعل مشايخنا يتحفوننا بذلك. والله أعلم
 
ولقد وجدت كلاما أكثر تفصيلا للإمام الفراهي في تعليقاته في تفسير القرآن الكريم، حيث يقول:
)لكن الراسخون( إلى )واليوم الآخر( مبتدأ. و )أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما( خبر له. و )يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك( حال من )المؤمنون( وحينئذ تكون الجملة مشابهة بما قبلها: )وأعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما(.
ونصب )المقيمين الصلاة( بفعل )سنؤتيهم(. فإن المفعول إذا قدم على فعله والفعل علق بضمير يرجع إلى المفعول جاز في المفعول المقدم وجهان: النصب والرفع على الابتداء, فهكذا ههنا. ولما كان في الجملة خمس صفات ووقع الوسط منصوبا دل على كون جميعها مفعولا حسب المعنى بفعل )سنؤتيهم(.
وذكر العلماء ههنا وجوها, أحسنها أنه منصوب لوقوعه في تنسيق الصفات. ونظيره في آية البقرة: )ولكن البر من آمن بالله ...... والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في الباساء( الآية (177).
فقول من زعم أنه خطأ الكتاب باطل. وأيضا يسوغ جعل )المقيمين الصلاة( حالا من )المؤمنون( لشدة اتصال الصلاة بالإيمان.]. انتهى كلام الفراهي رحمه الله تعالى.
 
يبدو - و الله تعالى أعلَمُ و أحكمُ - أنَّ اختصاصَ المُقيمينَ بالنّصبِ بالياءِ، منصوب -إعراباً- على القطعِ، كما قال النّحاةُ ونُسبَ ذلك إلى سيبَوَيْهِ، ومفيدٌ -دلالةً- لبيان فضل الصلاة ومَدْحِها واختصاصها بالمزيّة؛ و التّقديرُ: أخصُّ المُقيمينَ أو أعْني المُقيمينَ أو أمدَحُ المُقيمينَ ؛ فأنت تَرى أنّ استثناءَ "المُقيمينَ" بالنصب دونَ المرفوعات التي قَبْلَه والتي بَعدَه، يدلُّ على أنّ ذلِكَ التّفرُّدَ الإعرابيَّ يُفيدُ تَفرّداً في المعْنى، أي يُفيدُ عنايةً بالمُقيمينَ الصَّلاةَ و اهتماماً بهم .

أ.د. عبدالرحمن بودرع
المصدر
 


يقول الإمام الفراهي رحمه الله: فنصب المقيمين على جواز محلين الرفع والنصب في المفعول المقدم الراجع إليه الضمير كقوله تعالى​
هلا وضح لنا أحد الأفاضل العبارة الملونة ؟؟
أنا متفهم جدا لوجه النصب المذكور ، واستشكلتُ _ بدءا_ رفع المعطوفين بعده ، فدفعه الشيخ محمد الحسن برفعهما على المحل ، لكن لم أفهم المراد من الجملة الملونة ،فأجيبونا مشكورين .
 
أخي الكريم أحمد نجاح
المراد بالفقرة المذكورة أن المقيمين في محل يجوز فيه إعراب الرفع على الابتداء ويجوز فيه النصب على المفعولية، فالأربعة من الأوصاف الخمسة على إعراب الرفع بالابتداء لفظا مع أنها مفعول معنى، والمقيمين في الوسط على إعراب النصب لفظا.

وقد ذكر السمين الحلبي ستة وجوه منها ما ذكره سيبويه، وقد أضاف إليه الإمام الفراهي وجها سابعا وهو النصب على المفعولية، ويؤيده أنه وردت في المقيمين قراءتا الرفع والنصب، والوجه الذي ذكره الفراهي يستوعب القراءتين من غير حاجة إلى بحث وجه جديد. ثم إنه في غاية الوضوح. والله أعلم.
 
أسئلة على الوجه المختار عند الفراهي رحمه الله تعالى في إعراب" والمقيمين الصلاة"
1-وجهة نظر خاصة، لجلاء الموضوع جيدا يرجى عدم التعرض لوجوه الإعراب الأخرى المذكورة في الآية لأنها معروفة؛ وإنما الإشكال في الوجه السابع هذا.
2-هل يصح أن يكون الاسم المشغول عنه متعددا؟ أرجو ذكر من نص على ذلك سلفا وخلفا، وهذا ينبني على أن الضمير في "سنؤتيهم" يرجع إلى الأوصاف الخمسة كلها كما قال الشيخ:"
ولما كان في الجملة خمس صفات ووقع الوسط منصوبا دل على كون جميعها مفعولا حسب المعنى بفعل )سنؤتيهم(.
المصدر: http://vb.tafsir.net/tafsir36122/#ixzz2S7QM8kgs
وينتج من ذلك نصب بعض الأوصاف، ورفع بعضها!
3-يلزم من الوجه المختار للفراهي أن الضمير في " سنؤتيهم" يرجع إلى" المقيمين الصلاة"، فقط، وهذا تخصيص، والتخصيص يحتاج إلى دليل؟
4-فهمت من كلام الدكتور محي الدين وفقه الله تعالى: أن الاسم المشغول عنه في الآية هو: "المقيمين الصلاة" فقط بدليل إيراده قراءتين للفظ" المقيمين" المتواترة التي نقرأ بها بالياء، والشاذة التي لا يقرأ بها بالواو، وهذا يؤكد رؤيته أن الضمير خاص بهم، وفيه ما فيه!
وجزاكم الله خيرا.
 
أثابكم الله
بالنسبة للضمير في سنؤتيهم فهو يرجع إلى الأوصاف الخمسة، ولكن النصب واقع على (المقيمين) فقط، والباقي على الرفع للابتداء. وهذا وارد كثيرا في اللغة العربية، كما في أسماء إن حيث تجتمع فبعضها ينصب بإن وبعضها يرفع بناء على المحل وهو الابتداء. والله أعلم.
 
سيدي موسى سليمان النحوي السلام عليكم ورحمة وبركاته، وبعد ففي صحيح علمكم أن المتعاطفات كلمة واحدة بالنسبة للعامل.
بإمكانكم العطف على اسم [إن] بالنصب على اللفظ، أو بالرفع على المحل، بدءا من غانة إلى فرغانة من دون أن يجد سيبويه أو ابنُ مضاءٍ مأخذا على ما ذهبتم إليه.
كل اسم مرفوع انتصب بناسخ أو انجر لحرف زائد يصح العطف عليه، وكذا وصفه، بالاسم المرفوع على المحل، وبالاسم المنصوب أو المجرور على اللفظ. وليس من اللائق في مشاركات قصيرة على غرار هذه أن نشتغل بالاستثناءات.
الإشكال في إعراب الفراهي هو هل يجوز توزيع الإعراب في كلمات تعتبر كلمة واحدة بالنسبة للعامل ؟ وبعبارة أخرى هل للعامل أن يعمل الرفع والنصب في كلمة واحدة وفي آن واحد. لا تنسوا أننا قلنا بأن المتعاطفات بمثابة كلمة واحدة للعامل.
رحم الله الخليل وسيبويه وأبا البقاء العكبري وعبد العزيز الحربي وإياي وإياكم وجميع النحويين وسائر المسلمين
 
بارك الله فيكم
أثابكم الله
بالنسبة للضمير في سنؤتيهم فهو يرجع إلى الأوصاف الخمسة، ولكن النصب واقع على (المقيمين) فقط، والباقي على الرفع للابتداء.
1-هذا هو الأمر الجديد في باب الاشتغال أن يرجع ضمير المشغول عنه إلى أسماء متعددة، وينصب بعضها بنفس الفعل، وتبقى الأخرى مرفوعة بالابتداء!
2- على التسليم بالقياس -مع وجود الفارق البين- على باب "إن" إلا أنهم اشترطوا هناك أن يكون ذلك بعد ذكر خبرها كما تعلمون، قال ابن مالك:
"وجائز رفعك معطوفا على ... منصوب إن بعد أن تستكملا"​
فبعد ذكر الخبر يمكن أن يقال" إنه كثير في اللغة العربية. أما هنا فلا المرفوعات استكملت خبرها... وأما المنصوب فعامله المفسر- بفتح السين- متأخر.
3- إن كان قولكم:" وهذا وارد كثيرا في اللغة العربية" أنكم ترون جواز رفع المعطوف على اسم إن مباشرة قبل ذكر الخبر فهذا قليل الوقوع أو نادر، وإلا لما استشكل النحاة قوله تعالى:{إِن الَّذين آمنُوا وَالَّذين هادوا والصابئون}، وذاك باب له إشكالاته فقد سبقت مناقشة إعراب هذه الآية في الملتقى باستفاضة.
4-الذي تبين لي-والله أعلم- أن هذا الوجه المختار في نصب" المقيمين الصلاة" من باب الاشتغال ضعيف لعدم توفر الشروط، وقد اشتد نكير ابن عطية وأبي حيان على بعض الأوجه الإعرابية الستة المذكورة في الآية، وكلها مع ضعف بعضها أحسن عندي من الوجه السابع الذي ناقشناه، ويبقى الشيخ رحمه الله تعالى مجتهدا إما مصيبا، وإما الثاني، ففي كل أجر.
5- أستئذن صاحب الموضوع للانسحاب، وأشكره كثيرا، فقد استفدت منه فوائد جمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
الشكر الجزيل موصول لجميع من شارك في الموضوع، مع الرجاء من أهل الاختصاص الإدلاء برأيهم.
 
هناك نقطة مهمة غفل عنها بعض المشاركين، وهو أن اسم إن الأصل فيه النصب، وأما الرفع على المحل فهو غير الأصل، ولذا يجوز في حالات معينة فقط على اختلاف عند النحاة.
وأما مسألة الاشتغال فالرفع والنصب كلاهما الأصل، قال الزمخشري نقلا عن سيبويه: النصب عربي كثير والرفع أجود.
ولذا لا يلزم أن يشترط في الاشتغال ما يشترط في اسم إن. والله أعلم.
 
القول في إعراب هذه اللفظة هو كما قال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بودرع بارك الله فيه، وهو واضح والمعنى به جلي، وهو أشهر الأقوال في هذه المسألة، والكلمة معطوفة على ما قبلها بلا شك، ولكن ليست قرائن النحو مقصورة على العلامة الإعرابية، وإنما العلامة إحداهن، وفي كثير من الأحيان تتخلف العلامة الإعرابية التي يقتضيها الموقع؛ لعدم الحاجة إليها، إذا أريد التنبيه على معنى خاص أو مقصود بسبب من الأسباب، أو أريد تناسقٌ صوتي تغليبا لجانب الفصاحة اللفظية حين لا يؤثر ذلك على جانب المعنى، وهذا غالب في كلام العرب، وهو بمنزلة الالتفات، والتنبيه، والاعتراض...ونحو ذلك. وثمةَ تخريجات أخرى جيدة أيضا لهذه الكلمة، ومن أحسنها القول بأن (المقيمين) معطوف على الكاف في (إليك) على أنهم الأنبياء كلهم، لأن أخص صفة في العبادة بعد التوحيد يتميز بها الأنبياء وأتباعهم هي إقامة الصلاة، وفي هذا التعبير ثناء عليهم وعلى أتباعهم بإقامة الصلاة، وهو دليل على أن الإيمان يقتضي العمل، لأن الكلام مسوق للثناء على المؤمنين، فإذا قيل: (إنهم يؤمنون بما أنزل على المقيمين الصلاة) أفاد ذلك وصفهم بالإيمان المقرون بالعمل، وخص هذا النوع من العمل بما له من مزية ذكرت في كثير من المواضع في القرآن الكريم.
وأما الإعراب الذي ذُكر عن الفراهي فبعيد، ولا أظن بعده خافيا على ذوي التخصص. والله أعلم.

د. عبدالله الأنصاري
 
وثمةَ تخريجات أخرى جيدة أيضا لهذه الكلمة، ومن أحسنها القول بأن (المقيمين) معطوف على الكاف في (إليك) على أنهم الأنبياء كلهم، لأن أخص صفة في العبادة بعد التوحيد يتميز بها الأنبياء وأتباعهم هي إقامة الصلاة، وفي هذا التعبير ثناء عليهم وعلى أتباعهم بإقامة الصلاة، وهو دليل على أن الإيمان يقتضي العمل، لأن الكلام مسوق للثناء على المؤمنين، فإذا قيل: (إنهم يؤمنون بما أنزل على المقيمين الصلاة) أفاد ذلك وصفهم بالإيمان المقرون بالعمل، وخص هذا النوع من العمل بما له من مزية ذكرت في كثير من المواضع في القرآن الكريم.

وأما الإعراب الذي ذُكر عن الفراهي فبعيد، ولا أظن بعده خافيا على ذوي التخصص. والله أعلم.​


د. عبدالله الأنصاري​

عجبا لكم، تستحسنون عطف الظاهر على الضمير المتصل، من غير داع، أي يؤمنون بك والمقيمين الصلوة إضافة على ما فيه من غرابة، فإن مثل هذا لم يرد في القرآن الكريم فإن القرآن لم يذكر هذا الوصف إلا وقصد جميع المؤمنين. والمقصود في الآية الثناء على المؤمنين، كما أن السياق واضح على أن المقيمين الصلوة هم المؤتون الزكاة وهم المؤمنون، فإن من عادة القرآن الجمع بينهما.

ولا أرى في تقدير الفراهي رحمه اللهأي بعد، إلا أنه جديد فلا يستسيغه الكثيرون.
وكلام الفراهي رحمه الله يمكن فهمه ببساطة، وهو أنه يجوز أن يقال المقيمين الصلوة سنؤتيهم أجرا عظيما، ويجوز أن يقال المؤتون الزكاة سنؤتيهم أجرا عظيما، والآية جمعت بين الأسلوبين الجائزين بإيجاز، وفي نفس الوقت ظهرت مكانة إقامة الصلوة في الدين حيث جعل هذا الوصف بين الأوصاف الخمسة في الوسط وبأسوب مختلف عن الأربعة الباقية.
 
عودة
أعلى