نفائس من الألفاظ القرآنية لها أكثر من دلالة

إنضم
22/05/2006
المشاركات
2,554
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
59
الإقامة
الرياض
ألفاظ ينبغي الانتباه من إطلاقها أثناء تلاوة القرآن الكريم

1- الهداية: تكون للتوفيق أو للدلالة
قال تعالى:  فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِالأنعام: 125 .
فيها أن الله جل وعلا هو المتفرد بهداية التوفيق وشرح الصدر(1) .
أما قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىعَلَى الْهُدَى فصلت: 17
وقوله تعالى:  وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ الشورى: 52 .
فهذه هداية الدلالة والإرشاد .

2- المعية: عامة وخاصة
قال تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ الحديد: 4 .
فيها أن الله معنا بعلمه وهذه: معية عامة .
أما قوله تعالى:  إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ النحل: 128
فهذه معية خاصة لأولياء الله معية التوفيق والنصرة والتأييد .

3- الولاية: تكون بالنصرة أو بالملكية
قال تعالى:  ذلك بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ محمد: 11، فيها ولاية المؤمنين بالنصرة .
أما قوله تعالى في شأن الكفار:  ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ فالمراد به ولاية الملكية،أي: مالكهم، أو خالقهم، ومعبودهم .

4- الظن: للشك أو لليقين
قال تعالى:  وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا الحجرات: 28 ، أي الشك .
قال تعالى:  قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ البقرة: 229، أي يوقنون أنهم ملاقو الله .

5- السلطان: للضلالة أو للحجة
قال تعالى:  إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ النحل: 100
السلطان المثبت هنا هو سلطان الضلالة والتزين .
أما قوله تعالى:  وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ سبأ: 21 .
السلطان المنفي هنا سلطان الحجة والبرهان، فلم يكن له عليهم من حجة فيُسلط بها، غير أنه دعاهم فأجابوا .

- الرؤية لا تقتضي الإدراك
قال تعالى: ] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ[ القيامة: 32 .
فيها أن رؤية الله ثابتة للمؤمنين يوم القيامة ، أما قوله تعالى: ] لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ[ الأنعام: 103 ، أي: لا تحيط به الأبصار، أي: تراه، ولكن لا تبلغ كنه حقيقته، فالعرب تقول: رأيت الشيء وما أدركته .

7- سنن من قبلنا هي التوحيد
قال تعالى: ] يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ[النساء: 26، أي : يهديكم إلى إخلاص العبادة لله وحده .
أما قوله تعالى: ] لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا[المائدة: 48.
فالمراد بالشرعة الفروع العملية التي قد تزيد أحكامًا لم تكن مشروعة من قبل .

8- قد يطلق السجود على الصلاة
قال تعالى: ]لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ[ آل عمران: 113، أي: وهم يصلون، لأنه منهي عن الدعاء في السجود(1)

9- لفظ ] خَالِدًا فِيهَا[ قد يحمل على المكث الطويل
قال تعالى: ] وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا[ النساء: 23 .
في هذه الآية حمل لفظ: ] خَالِدًا فِيهَا[ على المكث الطويل بدون تأبيد، أو يحمل الخلود الأبدي على من استحل قتل المؤمن

10- الْقَاسِطُونَ، تطلق على الجائرين
قال تعالى:  وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا(2) الجن: 15، أي الجائرون .
أما قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ الحجرات: 9. أي العادلون .

11- الوفاة قد تطلق على النوم
قال تعالى: إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ آل عمران: 53.
المقصود بالوفاة هنا النوم كما في قوله: اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا(3) الزمر: 42.

12- القرءان: محكم ومتشابه
قال تعالى:  كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ هود: 1 .
أي: محكم في ألفاظه وأحكامه أما قوله تعالى:  اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ(1) الزمر: 23، أي: متشابه في الحسن والصدق .

13- الرب قد يطلق على " السيد "
قال تعالى: وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ الشرح: 8.
أي: إلهك ومعبودك وهو رب العالمين .
أما قوله تعالى:  وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ يوسف: 42.
فالمقصود بـ " الرب" هنا سيده، ومنه رب الدار، ورب العائلة .

14- المصاحبة لا تستلزم المودة
قال تعالى:  وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لقمان: 15
فيها الأمر بمصاحبة الوالدين والإحسان إليهما ولو كانا كافرين .
أما قوله تعالى:  لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْالمجادلة: 22.
فهذه تدل على عدم مودة الكفار أو موالاتهم ولو كانوا ءاباءهم .
ولكن هناك ثمة فرق بين المصاحبة والمودة فالمصاحبة بالمعروف أعم من المودة، لأن الإنسان يمكنه إسداء المعروف لمن يوده ولمن لا يوده .

15- العدل قد يكون بمعنى المساواة
قال تعالى:  وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُون الأعراف: 159. فهذا هو العدل الحقيقي، أما قوله تعالى:  ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُون الأنعام: 1، فالمقصود به: يساوون به سبحانه غيره في العبادة .

من كتاب زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين ، لأخيكم / جمال القرش
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل جمال حفظه الله تعالى
تقبل الله منكم هذه التنبيهات؛ وأرجو أن تقبل مني هذه الملحوظات:
1- إذا كانت هذه الأقوال منقولة فينبغي توثيقها. وإذا كانت من اجتهادك، فهذا أمر آخر، ويترتب عليه كلام آخر.
2- بعض الأقوال فيها نظر، كقولك: "إن الدعاء منهي عنه في السجود"، ولعلك تقصد قراءة القرآن في السجود.
3- هذا الفراغ الكبير الموجود بين الفقرات قد يشوش على القارئ، ولا أدري إن كان الإخوة الآخرون قد وجدوا نفس الإشكال.
ودمت في رعاية الله تعالى وحفظه
 
أخي الكريم لك كل تقدير على هذه التنبهات ، أثابكم الكريم المتعال.
 
نماذج لما ورد فيه لغتان



 مَيْتًا * مَيِّتًا (1)

قال تعالى:  أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ الأنعام: 122 .
قال تعالى:  حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ الأعراف: 175.

 لِلسَّلْمِ * السِّلْمِ (2)

قال تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً البقرة: 208.
قال تعالى:  وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ الأنفال: 61

 السَّوْءِ * السُّوءَ (3)

قال تعالى:  الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ التوبة: 98.
قال تعالى:  إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ النحل: 27.

(1) الميت: بسكون الياء مخفف عن الميِّت، وهما لغتان فيمن فارق الحياة، وقد استعملت بـهذا المعنى في رواية حفص "الميِّت": بكسر الياء وتشديدها هو الحيُّ الذي ينتظر الموت، والميْت: هو الذي مات فعلا، وخرجت روحه من جسده - اللطائف: ص /64، وبهذا قال الفراء والكسائي ونقلا عن الخليل أبياتًا لأبي عمرو تؤكد هذا المعنى :
وتسألني تفْسيرَ ميْتٍ وميِّت فَدُونَكَ قَدْ فَسَّرْت إنْ كُنتَ تغفُل
فَمَنْ كَانَ ذَا رُوحٍ فَذَلِكَ ميِّتٌ وما الميتُ إلا مَن إلى القبر يحملُ .
(2) في القرطبي " السِّلم والسَّلم " بمعنى واحد، وهما جميعا يقعان في الإسلام والمسالمة، وفرق ابن العلاء بينهما، فقال: بالكسر بمعنى الإسلام، وبالفتح من المسالمة، وأنكر المبرد هذه التفرقة .
(3) السَّوْءِ بالفتح والضم لغتان مثل الضُّر والضَّر - المغنى في توجيه القراءات: ج/2ص/213 .


من كتاب زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين رسالة فيض المنان في لطائف القرآن
 
تابع
 النَّعْمَةِ * نِعْمَةٌ (1)

قال تعالى:  وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا المزمل: 11.
قال تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ الأحزاب: 9.

 كَرْهًا، كُرْهًا (2)

قال تعالى:  لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا النساء: 19.
قال تعالى:  حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا الأحقاف: 15.
مُتُّمْ * مِتُّمْ (3)

قال تعالى:  وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ آل عمران: 158 .
قال تعالى:  أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ المؤمنون: 35 .

(1) النِّعمة اسم هيئة وهي تدل على الحالة الحسنة وبناء النعمة بناء الحالة التي يكون عليها الإنسان كالجِلسة والرِّكبة .
والنَّعمة التنعم وبناؤها بناء المرة من الفعل كالضربة والشتمة والنعمة للجنس تقال للقليل والكثير - المفردات: ص/ 551 .
ومعنى كون النِّعمة اسم هيئة أنها تشير إلى الحالة المستمرة، وتدل على هيئته، وهو يتقلب في نعم الله، ومعنى كون النَّعمة اسم مرة ؛ فهي تشير على قلة النعم التي تنعم بـها الكفار وبيان سرعة انقضائها" اللطائف: ص/ 187، والخلاصة: أن النَّعمة بالفتح: التَّنَعُم، وبالكسر: الإنعام، وبالضم: المسرَّة .
(2) في الجلالين: بالفتح والضم لغتان، أي : مُكْرَهْنَ على ذلك .
في المفردات: قيل الكره بالفتح والضم واحد نحو الضَّعف والضُّعف، وقيل بالفتح المشقة التي تنال الإنسان من خارج فيما يُحمل عليه بإكراه، وبالضم ما يناله من ذاته وهو يعافه، المفردات: ص/421 .
(3) في القرطبي:مِتُّمْ بكسر الميم من مات يمات، ومُتُّمْ بضم الميم من مات يموت

من كتاب زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين رسالة فيض المنان في لطائف القرآن
 
من مراجع ما سبق

1- تفسير الطبري المسمى جامع البيان في تأويل القرءان ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى .
2- تفسير القرطبي .
3- تفسير فتح القدير ، للشيخ محمد بن علي بن محمد الشوكاني ، دار المعرفة بيروت ، الطبعة الثالثة .
4- تفسير الجلالين ، للإمامين الجليلين العلامة جلال الدين محمد بن أحمد المحلي ، والعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، دار المعرفة .
5- زبدة التفسيرمن فتح القدير،لـ د. محمد سليمان الأشقر، مكتبة دار السلام ط : الخامسة .
6- لطائف قرءانية د : صلاح عبد الفتاح الخالدي ، دار القلم ، الطبعة الأولى .
7- المفردات في غريب القرءان ، الشيخ الراغب الأصفهاني ، دار المعرفة ، الطبعة الأولى .
8- مختار الصحاح، للشيخ محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي ، مكتبة لبنان
9- المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة ، الدكتور محمد سالم محيسن ، دار الجيل بيروت ، مكتبة الكليات الأزهرية ، القاهرة ، الطبعة الثالثة .
10- دراسات لأسلوب القرآن ، محمد عبد الخالق عضيمه ، دار الحديث
11- الجدول في إعراب القرآن الكريم وصرفه وبيانه ، محمود صافي ، دار الرشيد ، الطبعة الأولى .
12- القاموس المحيط ، مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي ، دار الريان للتراث ، الطبعة الثانية .
13- المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة ، الدكتور محمد سالم محيسن ، دار الجيل بيروت ، مكتبة الكليات الأزهرية القاهرة ، الطبعة الثالثة .
14- المعجم الوجيز ، مجمع اللغة العربية ، دار التحريرللطبع والنشر
15– قاموس القرءان أو إصلاح الوجوه والنظائر ، للفقيه الدامغاني ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثانية .
16- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب ، للعلامة محمد الأمين الشنقيطي ، مكتبة ابن تيمية .
 
جزاك الله تعالى خيراً أخي الفاضل على هذه التنبيهات وجعلها في ميزان حسناتك اللهم آمين وبانتظار المزيد أرجو أن يتم تثبيت الموضوع حتى لا يضيع بين المواضيع ففيه فائدة كثيرة وهو بسيط في طرحه وشرحه سهل ميسر.
 
[align=center]جزاك الله خيرا وزادك علما

فقد ارشدتنا الى فوائد جمة[/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل جمال حفظه الله تعالى
تقبل الله منكم هذه التنبيهات؛ وأرجو أن تقبل مني هذه الملحوظات:
1- إذا كانت هذه الأقوال منقولة فينبغي توثيقها. وإذا كانت من اجتهادك، فهذا أمر آخر، ويترتب عليه كلام آخر.
2- بعض الأقوال فيها نظر، كقولك: "إن الدعاء منهي عنه في السجود"، ولعلك تقصد قراءة القرآن في السجود.
3- هذا الفراغ الكبير الموجود بين الفقرات قد يشوش على القارئ، ولا أدري إن كان الإخوة الآخرون قد وجدوا نفس الإشكال.
ودمت في رعاية الله تعالى وحفظه

أشكر أخي الأستاذ جمال القرش ، وأتفق مع أخي الدكتور مصطفى في تنبيهاته التي نهدف من ورائها إلى التوثيق العلمي لما يكتب دائماً من الجميع . وهناك بعض الملحوظات العلمية في المعلومات المنقولة من مثل :

5- السلطان: للضلالة أو للحجة
قال تعالى:  إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ النحل: 100
السلطان المثبت هنا هو سلطان الضلالة والتزين .
أما قوله تعالى:  وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ سبأ: 21 .
السلطان المنفي هنا سلطان الحجة والبرهان، فلم يكن له عليهم من حجة فيُسلط بها، غير أنه دعاهم فأجابوا .
فالسلطان هو الحجة القاهرة البالغة ، ولم يرد من معاني السُّلطان الضلالة .
وأعلم أن هذا ليس من كلام الأستاذ جمال ، لكن يحتاج إلى ذكر المصدر .
والدامغاني رحمه الله في (الوجوه والنظائر) لديه توسع كبير في إطلاق الوجوه في كثير من المفردات التي أوردها في كتابه ، غير أنه لم يذكر من معاني السلطان (الضلالة) وإنما ذكر وجهين فقط :
- الحجة .
- المَلِكْ . وإن كان في تفسيره السلطان في قوله تعالى (وما كان لي عليكم من سلطان) في سورة إبراهيم ، وقوله تعالى :(وما كان لنا عليكم من سلطان) في الصافات . في ذلك نظر . حيث قال إن معنى الآية : ما كان لي عليكم من ملكٍ فيقهركم على الشِّرك .
 
فضيلة الشيخ /عبد الرحمن الشهري : لك كل تقدير
المرجع هو كتاب دفع الاضطراب للعلامة الشنقطي أثناء تعرضه لسورة [النحل] فقد ذكر وجهين : اخترت أحدهما اختصارا وكلاهما أسندهما للعلامة ابن القيم :
وهذا نصه: [ أن السلطان المثبت هو سلطان إضلالهم بالتزين والسلطان المنفي هو سلطان الحجة .. ] نفع الله بكم وزادكم علما
 
مالفرق بين قراءة [ مالك ، وملك] في قوله تعالى : [مالك يوم الدين]

قال القرطبي : [ اختلف العلماء أيما أبلغ : ملك أو مالك ؟ والقراءتان مرويتان عن النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر ذكرهما الترمذي، فقيل : ملك أعم وأبلغ من مالك إذ كل ملك مالك وليس كل ملك ملكا ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا يتصرف إلا عن تدبير الملك ، قاله ابو عبيدة والمبرد.

وقيل : مالك أبلغ لأنه يكون مالكا للناس وغيرهم فالمالك أبلغ تصرفا وأعظم إذ إليه إجراء قوانين الشرع ثم عنده زيادة التملك ..

قال ابو حاتم : إن مالكا أبلغ في مدح الخالق من ملك و ملك أبلغ في مدح المخلوقين من مالك والفرق بينهما ان المالك من المخلوقين قد يكون غير ملك وإذا كان الله مالكا كان ملكا
واختار هذا القول القاضي أبو بكر بن العربي وذكر ثلاثة اوجه:

الأول : أنك تضيفه الى الخاص والعام فتقول : مالك الدار والأرض والثوب كما تقول : مالك الملوك

الثاني : انه يطلق على مالك القليل والكثير وإذا تأملت هذين القولين وجدتهما واحدا

الثالث : أنك تقول : مالك الملك ولا تقول : ملك الملك قال ابن الحصار : إنما كان ذلك لأن المراد من مالك الدلالة على الملك ـ بكسر الميم وهو لا يتضمن الملك ـ بضم الميم ـ و ملك يتضمن الأمرين جميعا فهو أولى بالمبالغة ويتضمن ايضا الكمال ولذلك استحق الملك على من دونه اهـ تفسير القرطبي : [ج/1/ 184].
 
يتابع بإذن الله : الفرق بين قراءة [ مالك ، وملك] في قوله تعالى : [مالك يوم الدين]

قال العلامة الشوكاني [ قرئ ملك ومالك وملك بسكون اللام وملك بصيغة الفعل وقد اختلف العلماء أيما أبلغ ملك أو مالك ؟ فقيل : إن ملك أعم وأبلغ من مالك إذ كل ملك مالك وليس كل مالك ملكا ولأن أمر الملك نافذ على المالك في ملكه حتى لا ينصرف إلا عن تدبير الملك قاله أبو عبيد والمبرد ورجحه الزمخشري.

وذكر الشوكاني قول القاضي أبو بكر بن العربي السابق ذكره ثم قال : [ والحق أن لكل واحد من الوصفين نوع أخصية لا يوجد في الآخر فالمالك يقدر على ما لا يقدر عليه الملك من التصرفات بما هو مالك له بالبيع والهبة والعتق ونحوها والملك يقدر على ما لا يقدر عليه المالك من التصرفات العائدة إلى تدبير الملك وحياطته ورعاية مصالح الرعية فالمالك أقوى من الملك في بعض الأمور والملك أقوى من المالك في بعض الأمور والفرق بين الوصفين بالنسبة إلى الرب سبحانه أن الملك صفة لذاته والمالك صفة لفعله ] اهـ فتح القدير:[ ج/ 1/24]
 
الفاضل جمال القرش جزاك الله خيرا وأحسن إليك
ولي ملاحظة على كون الظن للشك أو اليقين
بل الظن للشك أو مقاربة اليقين لكن لا يصل إليه .
والآية 149 من سورة البقرة عوض 129
وهذا الرابط في نفس الموضوع : http://vb.tafsir.net/tafsir35177/
 
ولي ملاحظة ثانية :
السلطان : للضلالة أو الحجة
بل للسلاطة أو الحجة
1 ـ السلاطة : يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته : " والسُّلْطَانُ يقال في السَّلَاطَةِ ، نحو : {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً}[الإسراء:33] ، {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[النحل:99] ، {إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ}[النحل:100]
2 ـ الحجة : ويقول الراغب كذلك : " وسمّي الحجّة سلطانا ، وذلك لما يلحق من الهجوم على القلوب ، لكن أكثر تسلّطه على أهل العلم والحكمة من المؤمنين ، قال تعالى : {الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ}[غافر:35] ، وقال : {فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ}[إبراهيم:10] ، وقال تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ} [غافر:23] ، وقال : {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً مُبِيناً} [النساء:144]

والله أعلم وأحكم
 
الوفاة تطلق على النوم
بل تطلق على القبض ، وتكون حين الموت أو في النوم .
يقول تعالى : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }[الزمر:42]
يقول الطبري في تفسيره : " { اللَّهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها } فيقبضها عند فناء أجلها، وانقضاء مدة حياتها، ويتوفى أيضاً التي لم تمت في منامها، كما التي ماتت عند مماتها { فَيُمْسِكُ التي قَضَى عَلَيْها المَوْتَ }."

والله أعلم وأحكم
 
الرب قد تطلق على "السيد"
بل تطلق على الله إذا كانت مطلقة ، وتطلق على الله وعلى السيد من البشر إذا كانت مضافة .
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته : " ولا يقال الرّبّ مطلقا إلا للّه تعالى المتكفّل بمصلحة الموجودات ، نحو قوله : {بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}[سبأ:15].
... وبالإضافة يقال له ولغيره ، نحو قوله : {رَبِّ الْعالَمِينَ}[الفاتحة:1] ... ويقال : رَبُّ الدّار ، ورَبُّ الفرس لصاحبهما ، وعلى ذلك قول اللّه تعالى : {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ}[يوسف:42]"

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى